أيتها المرأة التونسية.....عودي إلى أناقتك

قمر بن سالم - تونس منذ الاستقلال تمتعت المرأة التونسية بالوظيفة العمومية و تحصلت على مكانة هامة في المؤسسات نذكر منها الوزارات..و الصناديق..و الدواوين..والتعليم..إذ كانت الأماكن شاغرة و بحاجة إلى الموظفات....فكنت ترى "المرأة التونسية" تمشي في شوارع العاصمة متجهة إلى عملها في كامل أناقتها و خفتها و اعتزازها بذاتها..ترتدي طقمها و لا ترى في نفسها سوى المرأة الفاعلة ...المنتجة ..النشيطة و التي تتمتع باستقلالية راتبها و استقلالية عطاءها و مسئولة تجاه أسرتها...فالكثيرات من النساء في ذلك الوقت ساهمن في اقتناء بيوتهن و شراء عقاراتهن و ساعدن أزواجهن في التكوين و الفعل...و تواصل دخول المرأة إلى سوق الشغل رغم أنه لا يفوتنا بالذكر أن الكثيرات منهن ممن تمتهن مهنا راقية كالتعليم مثلا لم تحصلن على شهائد عليا و لكنهن قادرات و متفوقات...  و تواصل دخول المرأة إلى سوق الشغل فكانت أكثر تألقا و عطاء..و لم تكن المرأة التونسية "الموظفة" لتفكر يوما واحدا في تلك الفترة في ماهيتها إن هي "عورة" أم لا..و لم تكن لتطرح مثل هذه المواضيع..لم تكن تحاسب نفسها أو يحاسبها الآخرون على ارتدائها التنورة أو البنطلون "السروال" أو الفستان..و لم توجه أصابع الاتهام إلى أساورها أو إلى زينة وجهها "الماكياج"...فكانت امرأة العاصمة التونسية هادئة لا تشوبها ذبذبات كهربائية ترج قيمتها ككائن بشري ساهم في التطور و الرقي و الانجاز...و لكن منذ أن انتقلت الشاشة الصغيرة من اللونين الأبيض و الأسود إلى بريق من الألوان و من القناة الواحدة إلى فسيفساء من القنوات بدأت المرأة تنتقل من قناة دينية إلى أخرى أكثر تدينا..و بدأت تشك في نفسها و تتساءل عن قيمتها و تبحث عن النصح و الإرشاد في نظر هذا و ذاك..و تغيرت ملامحها و تأرجحت بين "الحلال و الحرام" إلى أن استقرت في الاغتراب..اغتراب الفكر..اغتراب المعرفة..اغتراب الثقة في النفس..يعقبه اغتراب الذات..و أصبح السؤال المطروح و الذي تردده دائما هو " من أنا...من أكون"...و رغم أن المرأة الحالية تكتسب شهائد علمية راقية فهي من المفروض أن تكون أكثر تطورا عقليا و أشد تفتحا..و لسنا نعني بالتفتح هنا ضرب العادات والتقاليد عرض الحائط أو التخلي عن الخلق و الأخلاق..بل المفروض هنا هو أن تستعيد المرأة "التونسية" ثقتها بنفسها أكثر من أي وقت مضى فهي تتقدم لا تتأخر.ترتقي لا تتهاوى في بوتقة" الغربة والاغتراب" في مجتمعها..  إن المفكر "الطاهر الحداد" في الثلاثينات و أقول جيدا "في الثلاثينات" و صل إلى رقي الفكر و التفكير-في ذلك الزمن- فقد فكر منطقيا في كينونة المرأة و مكانتها قبل الاستقلال محاولا تمكينها حقها في ضمان حقها...لتنظر إلى مراياها فترى الصدق فيها دون حاجة السؤال عن قيمة جمالها الروحي و العقلي و الفعلي و الذاتي" أيتها المرايا..من أكون"  لأنها حتما سترى صورتها الحقيقة خالية من كل لبس الاتهامات و التهميش...فلماذا أيتها التونسية القرطاجية ...البربرية...الأمازيغية...الوندالية...الرومية.. أيا كانت جذورك تشكين في نفسك و تعزلينها و تجردينها و تجبرينها التخلي عن أناقتها..و تحاسبينها إن مشت أو تكلمت..أو تزينت..أو قالت..أو غنت..أو تدللت..أو ضحكت..  إننا نأمل أن تكون"المرأة التونسية" تحت تأثير حلم مزعج...تستفيق منه لتجد نفسها غارقة في بحر من الأناقة...

قمر بن سالم - تونس

منذ الاستقلال تمتعت المرأة التونسية بالوظيفة العمومية و تحصلت على مكانة هامة في المؤسسات نذكر منها الوزارات..و الصناديق..و الدواوين..والتعليم..إذ كانت الأماكن شاغرة و بحاجة إلى الموظفات....فكنت ترى "المرأة التونسية" تمشي في شوارع العاصمة متجهة إلى عملها في كامل أناقتها و خفتها و اعتزازها بذاتها..ترتدي طقمها و لا ترى في نفسها سوى المرأة الفاعلة ...المنتجة ..النشيطة و التي تتمتع باستقلالية راتبها و استقلالية عطاءها و مسئولة تجاه أسرتها...فالكثيرات من النساء في ذلك الوقت ساهمن في اقتناء بيوتهن و شراء عقاراتهن و ساعدن أزواجهن في التكوين و الفعل...و تواصل دخول المرأة إلى سوق الشغل رغم أنه لا يفوتنا بالذكر أن الكثيرات منهن ممن تمتهن مهنا راقية كالتعليم مثلا لم تحصلن على شهائد عليا و لكنهن قادرات و متفوقات...

و تواصل دخول المرأة إلى سوق الشغل فكانت أكثر تألقا و عطاء..و لم تكن المرأة التونسية "الموظفة" لتفكر يوما واحدا في تلك الفترة في ماهيتها إن هي "عورة" أم لا..و لم تكن لتطرح مثل هذه المواضيع..لم تكن تحاسب نفسها أو يحاسبها الآخرون على ارتدائها التنورة أو البنطلون "السروال" أو الفستان..و لم توجه أصابع الاتهام إلى أساورها أو إلى زينة وجهها "الماكياج"...فكانت امرأة العاصمة التونسية هادئة لا تشوبها ذبذبات كهربائية ترج قيمتها ككائن بشري ساهم في التطور و الرقي و الانجاز...و لكن منذ أن انتقلت الشاشة الصغيرة من اللونين الأبيض و الأسود إلى بريق من الألوان و من القناة الواحدة إلى فسيفساء من القنوات بدأت المرأة تنتقل من قناة دينية إلى أخرى أكثر تدينا..و بدأت تشك في نفسها و تتساءل عن قيمتها و تبحث عن النصح و الإرشاد في نظر هذا و ذاك..و تغيرت ملامحها و تأرجحت بين "الحلال و الحرام" إلى أن استقرت في الاغتراب..اغتراب الفكر..اغتراب المعرفة..اغتراب الثقة في النفس..يعقبه اغتراب الذات..و أصبح السؤال المطروح و الذي تردده دائما هو " من أنا...من أكون"...و رغم أن المرأة الحالية تكتسب شهائد علمية راقية فهي من المفروض أن تكون أكثر تطورا عقليا و أشد تفتحا..و لسنا نعني بالتفتح هنا ضرب العادات والتقاليد عرض الحائط أو التخلي عن الخلق و الأخلاق..بل المفروض هنا هو أن تستعيد المرأة "التونسية" ثقتها بنفسها أكثر من أي وقت مضى فهي تتقدم لا تتأخر.ترتقي لا تتهاوى في بوتقة" الغربة والاغتراب" في مجتمعها..

إن المفكر "الطاهر الحداد" في الثلاثينات و أقول جيدا "في الثلاثينات" و صل إلى رقي الفكر و التفكير-في ذلك الزمن- فقد فكر منطقيا في كينونة المرأة و مكانتها قبل الاستقلال محاولا تمكينها حقها في ضمان حقها...لتنظر إلى مراياها فترى الصدق فيها دون حاجة السؤال عن قيمة جمالها الروحي و العقلي و الفعلي و الذاتي" أيتها المرايا..من أكون"

لأنها حتما سترى صورتها الحقيقة خالية من كل لبس الاتهامات و التهميش...فلماذا أيتها التونسية القرطاجية ...البربرية...الأمازيغية...الوندالية...الرومية.. أيا كانت جذورك تشكين في نفسك و تعزلينها و تجردينها و تجبرينها التخلي عن أناقتها..و تحاسبينها إن مشت أو تكلمت..أو تزينت..أو قالت..أو غنت..أو تدللت..أو ضحكت..

إننا نأمل أن تكون"المرأة التونسية" تحت تأثير حلم مزعج...تستفيق منه لتجد نفسها غارقة في بحر من الأناقة...
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman