جلسات فى طريق الحب 10 (التوبة )

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر من الأمور الهامة التى تقوى العاطفة وتنميها هى التوبة أو المراجعة المستمرة لما قد يكون بدر من أخطاء فى حق المحبوب وتلك المراجعة تنم على فهم عميق وارتباط وثيق ودراية بكل ما يكرهه هذا المحبوب من صفات وهذه المراجعة ينبغى أن تكون بين الحين والأخر حتى لا تتبلد المشاعر بسبب كثرة الخطأ واعتياده ، لذلك فإن التوبة من الأخطاء مهمة جدا لجلاء الصدأ عن الحب والذى يمكن أن يذهب بإهمال التوبة من الأخطاء . ولكن قبل أن نبدأ فى جلستنا هذه تعالوا بنا نعرف معنى التوبة لأنه كما يقال "تعريف الشئ جزء من إدراكه " . والتوبة تعنى العودة والرجوع (المعجم الوجيز صفحة 79 ) ، وكلما كان الرجوع سريعا كان ذلك أدعى لقبولها وكلما كان اعتذارك للحبيب والمعشوق قريبا كان مقبولا وماحيا لأى صدأ ممكن أن يكون كسى أحد أوجه العلاقة بينكما ، وعلى النقيض كلما تأخرت فى التوبة والإعتذار أدى ذلك إلى اتساع مسافة البعد بينك وبين محبوبك وبالتالى أدى إلى رفض التوبة وعدم قبول الإعتذار . ولعلك اندهشت من مصطلح التوبة الخاص بهذه الجلسة وما علاقة التوبة بالحب !! ودعنى أسأل هذا السؤال ،،،أين يوجد مكان الحب والبغض فى الإنسان ؟  مما لا شك فيه أنه القلب ، نعم القلب هو مكان الحب والبغض ، وسؤال أخر تتضح به العلاقة ،،،أين المكان الذى يتأثر بالذنوب فى جسم الإنسان ؟ ومما لا شك فيه أيضا أنه القلب ، إذا الذنوب تحتاج لتوبة حتى ينجلى القلب وكذلك القلب عندما ينجلى صدأه يزهر فيه كل حب حقيقى غير زائف ، لذلك ليس بغريب أن تجد أولئك الأصفياء أصحاب القلوب النقية من أفضل الشخصيات التى يمكنها تذوق الحب بمذاقه الصافى المصفى من شوائب البذاءات الحيوانية التى مزجت الحب وشوهته فى عصرنا الحالى فنتجت علاقات ظاهرها أنها حب وباطنها إدمان لشهوات خفية ورغبات دفينة . إن العلاقة بين التوبة والحب هى علاقة مكانية لأن القلب مكان مشترك لكليهما ووجود أحدهما يقوى ويدعم وجود الأخر . لذلك من الأهمية أن ينظف كل حبيب قلبه من أى ذنوب حتى تظل الحياة فيه سارية ولا يدب فيه الموت ، وتعالوا بنا نتأمل قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) هذه الأية توضح خطورة تغليف القلب بالذنوب ، وهل تعتقد أن هذا القلب الذى علاه الران يمكن أن يبذل أى صورة من صور الحب الراقى الذى ينتظره كل محب صادق؟  بالطبع لا وألف لا ، إن القلب الذى يعلوه ران يموت إكلينيكيا ولا يبذل أى شئ تجاه محبوبه لأنه فقد الإحساس ومعه الحياة . نعم وبكل أسف هذا حال كثير من القلوب الان ، قلوب تنبض بالموت ، نعم تنبض بالموت لأن كل نبضة منها تزيد من ظلامها وتقتل كل مواطن الإحساس بها لأنها فقدت معنى السمو والرقى وأصبحت سفلية بسفالة مقاصدها وشهواتها. وهذا سبب ما نراه الان ونندهش منه ممن يتعامل مع زوجته كسلعة وممن يقتل وممن يشتم ويعذب ويهين ، إن الحب الصادق يدفع صاحبه إلى المراجعة الدائمة والتوبة مما قد يكون شاب مشاعر المحبوب من أخطاء حتى وإن بدت فى عينيه صغيرة ، فالصغير مع الصغير يكبر وحتما سيأتى يوم يطيح هذا الصغير المتراكم بكل أثار الحب الذى شيده الحبيبان يوما ما . الحب الصادق الحقيقى يدفع صاحبه دفعا إلى سرعة التوبة وإزالة الران من فوق القلب وصدق الشاعر حين قال : لقد أسمعت لو ناديت حيا :. ولكن لا حياة لمن تنادى وأختم بهذه المقولة المعبرة للحسن البصرى عندما سأله شخص عن معنى (الران ) قال إنه الذنب الذى يغلف القلب حتى يعمى ويموت ...

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر

من الأمور الهامة التى تقوى العاطفة وتنميها هى التوبة أو المراجعة المستمرة لما قد يكون بدر من أخطاء فى حق المحبوب وتلك المراجعة تنم على فهم عميق وارتباط وثيق ودراية بكل ما يكرهه هذا المحبوب من صفات وهذه المراجعة ينبغى أن تكون بين الحين والأخر حتى لا تتبلد المشاعر بسبب كثرة الخطأ واعتياده ، لذلك فإن التوبة من الأخطاء مهمة جدا لجلاء الصدأ عن الحب والذى يمكن أن يذهب بإهمال التوبة من الأخطاء .
ولكن قبل أن نبدأ فى جلستنا هذه تعالوا بنا نعرف معنى التوبة لأنه كما يقال "تعريف الشئ جزء من إدراكه " .
والتوبة تعنى العودة والرجوع (المعجم الوجيز صفحة 79 ) ، وكلما كان الرجوع سريعا كان ذلك أدعى لقبولها وكلما كان اعتذارك للحبيب والمعشوق قريبا كان مقبولا وماحيا لأى صدأ ممكن أن يكون كسى أحد أوجه العلاقة بينكما ، وعلى النقيض كلما تأخرت فى التوبة والإعتذار أدى ذلك إلى اتساع مسافة البعد بينك وبين محبوبك وبالتالى أدى إلى رفض التوبة وعدم قبول الإعتذار .
ولعلك اندهشت من مصطلح التوبة الخاص بهذه الجلسة وما علاقة التوبة بالحب !!

ودعنى أسأل هذا السؤال ،،،أين يوجد مكان الحب والبغض فى الإنسان ؟

مما لا شك فيه أنه القلب ، نعم القلب هو مكان الحب والبغض ، وسؤال أخر تتضح به العلاقة ،،،أين المكان الذى يتأثر بالذنوب فى جسم الإنسان ؟
ومما لا شك فيه أيضا أنه القلب ، إذا الذنوب تحتاج لتوبة حتى ينجلى القلب وكذلك القلب عندما ينجلى صدأه يزهر فيه كل حب حقيقى غير زائف ، لذلك ليس بغريب أن تجد أولئك الأصفياء أصحاب القلوب النقية من أفضل الشخصيات التى يمكنها تذوق الحب بمذاقه الصافى المصفى من شوائب البذاءات الحيوانية التى مزجت الحب وشوهته فى عصرنا الحالى فنتجت علاقات ظاهرها أنها حب وباطنها إدمان لشهوات خفية ورغبات دفينة .
إن العلاقة بين التوبة والحب هى علاقة مكانية لأن القلب مكان مشترك لكليهما ووجود أحدهما يقوى ويدعم وجود الأخر .

لذلك من الأهمية أن ينظف كل حبيب قلبه من أى ذنوب حتى تظل الحياة فيه سارية ولا يدب فيه الموت ، وتعالوا بنا نتأمل قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) هذه الأية توضح خطورة تغليف القلب بالذنوب ، وهل تعتقد أن هذا القلب الذى علاه الران يمكن أن يبذل أى صورة من صور الحب الراقى الذى ينتظره كل محب صادق؟

بالطبع لا وألف لا ، إن القلب الذى يعلوه ران يموت إكلينيكيا ولا يبذل أى شئ تجاه محبوبه لأنه فقد الإحساس ومعه الحياة .
نعم وبكل أسف هذا حال كثير من القلوب الان ، قلوب تنبض بالموت ، نعم تنبض بالموت لأن كل نبضة منها تزيد من ظلامها وتقتل كل مواطن الإحساس بها لأنها فقدت معنى السمو والرقى وأصبحت سفلية بسفالة مقاصدها وشهواتها.
وهذا سبب ما نراه الان ونندهش منه ممن يتعامل مع زوجته كسلعة وممن يقتل وممن يشتم ويعذب ويهين ، إن الحب الصادق يدفع صاحبه إلى المراجعة الدائمة والتوبة مما قد يكون شاب مشاعر المحبوب من أخطاء حتى وإن بدت فى عينيه صغيرة ، فالصغير مع الصغير يكبر وحتما سيأتى يوم يطيح هذا الصغير المتراكم بكل أثار الحب الذى شيده الحبيبان يوما ما .
الحب الصادق الحقيقى يدفع صاحبه دفعا إلى سرعة التوبة وإزالة الران من فوق القلب وصدق الشاعر حين قال :
لقد أسمعت لو ناديت حيا :. ولكن لا حياة لمن تنادى
وأختم بهذه المقولة المعبرة للحسن البصرى عندما سأله شخص عن معنى (الران ) قال إنه الذنب الذى يغلف القلب حتى يعمى ويموت ...

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman