مائدة النبي صلى الله عليه وسلم ، في رمضان

 صيد الفوائد 

مائدة النبي صلى الله عليه وسلم ، في رمضان 

صيد الفوائد  مائدة النبي صلى الله عليه وسلم ، في رمضان      الشيخ: مهدي سعيد كريزم - السعودية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .   كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  ازهد الناس في الدنيا ، ومتاعها : من مسكن واثاث وملابس ، وزينة وطعام وشراب  وغير ذلك … وكان بيته من طين وفراشه الحصير  ،  ولا يوجد في بيته من الاثاث  الا  ماينام عليه  من بساط وغطاء ،  وبعض  الاواني  للشرب والوضوء  والاكل  ،  ووسادة  من ليف  ،  واما من الطعام  فلايوجد في بيته  الا قوت اليوم  واحيانا  لا يوجد ،  وكان كثيرا   لا يجد العشاء ،  وفي الصباح يسأل احدى زوجاته  هل عندكم  شئ ( اي من الطعام ) فتقول  ؛ لا   ،  فيقول  اني صائم.  وتقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كانت تمر االيالي  ولا توقد في بيت رسول الله نار ،( اي  لا يطبخون )،  وتقول ايضا : ماشبع ال محمد من  خبز الشعير يومين متتاليين ؛ حتى قبض ( اي الى ان توفي )   ….  تلك حياة النبي المعيشية  وهو الذي  لو  اراد الدنيا لأجرى الله معه الجبال ذهبا ،  ولكنه صلى الله عليه وسلم  لم يرد الدنيا وزينتها .    اولا / اداب النبي العامة في الطعام والشراب . كان لايعيب طعاما ابدا ، فان احبه اكل ، واذا لم يحبه   تركه وسكت  كان يأكل ماتيسر في بيته من خبز  او تمر  او لبن  . كان اكثر طعامه التمر والماء كان اذا اكل  لايشبع ، بل يأكل القليل من الطعام  كان الصحابة يهدون له بعض الاطعمة  كاللحم  والثريد  وغيره  فكان ياكل منه او يهديه لغيره  او يطعمه  للفقراء  .  كان يذبح الاضاحي ويطعم اهله  ويهدي ويتصدق  .  كان يحب من الطعام  لحم الذراع ويحب الثريد  والتمر والعسل والحلوى ،  وكان يحب من الشراب الحلو  البارد وياكل القرع والخيار  وكل ما هو مباح ولكنه لايجد ذلك الا نادرا ، فقد يمر الشهر ولا يجد اللحم او الفاكهة …  وكان يغسل يديه قبل الاكل وبعده  ويسمي  وياكل بيمينه  ومما يليه ، ويأكل بثلاث اصابع ،  ويحمد الله بعد كل اكل وشرب.  كان يجيب الدعوة  للطعام  اذا دعاه احد .  وكان يدعو اصحابة  والفقراء  الى الطعام عنده على ماتيسر  من خبز او  لبن  او على ما اهدي اليه .  كان لايجمع على مائدته اكثر من صنفين من الطعام  .   ثانيا /  مائدة افطاره النبي عليه الصلاة والسلام كان يفطر على رطب  وماء  فان لم يجد فعلى تمر وماء  فان لم يجد  شرب ماء فقط ، ثم يذهب لصلاة المغرب .  بعد الصلاة  ياكل  ما وجده في البيت   من خبز وادام  او خبز  ولبن   وكان اغلب الخبز من الشعير .   واحيانا  يأكل السويق وهو خليط القمح والشعير .  او  اذا كان اهدى اليه بعض الصحابة  طعاما  من لحم او ثريد  او غيره   فيأكل منه  ويرسل منه الى اهل الصفة  وهم الفقراء الذين كانوا يسكنون في اخر المسجد .    ثالثا /  مائده سحور النبي صلى الله عليه وسلم  كان يتسحر  على الخبز  او خبز الشعير  ،  اواللبن ، والماء اكثر سحوره  وأغلبه  كان التمر ،   ثم يشرب الماء  ايضا  لو اهدي اليه شئ  من احد اصحابه  تسحر به  او ارسله للفقراء .      وبعد : فذلك كان غالب  حال النبي صلى الله عليه وسلم في معيشته وقوته اليومي ،   وليس معنى هذا  ان  ازواجه لم يكن يطبخن ويصنعن الطعام ؛ كلا بل كن يطبخن  ويخبزن  وكل ذلك حسب توفر  الدقيق والشعير   والخضار  واللحم …. ،  وكن  يغسلن وينظفن منازلهن  ويحلبن الغنم  ويخدمن رسول الله لى الله عليه وسلم .   ولكن لم يكن هم رسول الله ولا همهن  الطعام والشراب   بل كان الاهتمام بالطاعة والعبادة  والعلم   ، واما الطعام والشراب فيكفي منه اقل القليل .    تعليق   ذاك  كان حال النبي صلى الله عليه وسلم  في طعامه وشرابه  لانه هو الذي يريد ذلك ؛ من نفسه  من باب الزهد في الدنيا   والا فهو  اكرم الكرماء  وأجود الإجواد . وهذا  لا يعني  ان التنعم بالماكولات والمشروبات  المتنوعة  حرام او ممنوع ، كلا   بل هو مباح  فالله تعالى احل لعباده  التنعم  بكل الطيبات من الاكل والشرب واللباس والزينة  ولكن بدون اسراف ولا تبذير  ولا كفر بالنعم ،  وقد كان كثير من الصحابة اغنياء وتجارا  ويأكلون اطيب الطعام ويلبسون اغلى الثياب   ،  ويبقى الاختيار لكل نفس ما ارادت ،  ومدى رغبتها وزهدها ،   وان الزهد  لا يعني البخل  بل فرق كبير  بينهما  فقد يكون الانسان  غنيا جوادا منفقا   ولكنه في حياته الخاصة  زاهدا في الدنيا  راغبا الى الاخرة .  النبي داوود عليه السلام كان نبيا وملكا ، والنبي  سليمان عليه السلام  كان نبيا وملكا  فقد اتاه الله ملكا عظيما  ،وأما نبينا  محمد  عليه الصلاة والسلام  فلو اراد  لكان نبيا ملكا  واجرى الله له الجبال ذهبا  ، ولكنه اختار ان يكون عبدا نببا   …    وأخيرا /   ان الاقتداء الواجب بالنبي هو الاقتداء بسنته واوامره فيما يخص التوحيد والعبادات  ،  واما الاقتداء بحياته الخاصة في ببته ومع اهله  فليس واجبا ؛  ولا نتشدد في اتباع ذلك فهي  امور بشرية خاصة  ولا نستطيعها  ايضا ، فمن ذا الذي  يستطيع  ان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه  مثل رسول الله  ، ومن ذا الذي يستطيع ان يأكل خبز شعير  او يعيش على التمر والماء  مثله  عليه الصلاة السلام ،  فليس  الاقتداء  بنوعية طعامه وشرابه عليه الصلاة والسلام  من السنة المطلوبة ، وليس الاقتداء  بشكل لباسه وكيفية نومه  ومشيته  وطريقة  كلامه  او غير ذلك  مما هو خاص بشكله وجسده  وعاداته ، فليس ذلك من السنة المطلوب اتباعها ؛ وانما جاء الامر باتباع سنته  فيما يخص العبادات  او ما امر به  صراحة  في بعض  الامور الحياتية   ؛  بل نقول :  ان  هناك امورا خاصة بالنبي  لايجوز لاحد ان يفعلها   بل نهانا عليه الصلاة والسلام عن فعلها  مثل صوم الوصال  والزواج بأكثر من اربع    فتلك خصوصيات  للنبي( فقط)  لايجوز  لاحد فعلها  .    ونقول : من اراد ان يجتهد  في تقليد النبي في كل شئونه الخاصة  فليفعل  اذا استطاع  مع ان ذلك  لم يأمر به النبي ولا فعله صحابته الكرام.  اننا  ذكرنا هنا  مائدة رسول الله وطعامه وشرابه من باب  العلم والفائدة  ، فمن اراد ان يقتصرعلى انواع الطعام التي كان يأكلها صلى الله عليه وسلم   فليتفضل ، ومن اراد ان يتنعم بانواع الطعام والشراب  التي أباحها الله فليتفضل بشرط ان  يبتعد عن الاسراف والتبذير .  والله الموفق

الباحث الإسلامي: مهدي سعيد كريزم - السعودية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد . 

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  ازهد الناس في الدنيا ، ومتاعها : من مسكن واثاث وملابس ، وزينة وطعام وشراب  وغير ذلك … وكان بيته من طين وفراشه الحصير  ،  ولا يوجد في بيته من الاثاث  الا  ماينام عليه  من بساط وغطاء ،  وبعض  الاواني  للشرب والوضوء  والاكل  ،  ووسادة  من ليف  ،  واما من الطعام  فلايوجد في بيته  الا قوت اليوم  واحيانا  لا يوجد ،  وكان كثيرا   لا يجد العشاء ،  وفي الصباح يسأل احدى زوجاته  هل عندكم  شئ ( اي من الطعام ) فتقول  ؛ لا   ،  فيقول  اني صائم.

وتقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كانت تمر االيالي  ولا توقد في بيت رسول الله نار ،( اي  لا يطبخون )،  وتقول ايضا : ماشبع ال محمد من  خبز الشعير يومين متتاليين ؛ حتى قبض ( اي الى ان توفي )   ….  تلك حياة النبي المعيشية  وهو الذي  لو  اراد الدنيا لأجرى الله معه الجبال ذهبا ،  ولكنه صلى الله عليه وسلم  لم يرد الدنيا وزينتها . 

 اولا / اداب النبي العامة في الطعام والشراب .

  1. كان لايعيب طعاما ابدا ، فان احبه اكل ، واذا لم يحبه   تركه وسكت 
  2. كان يأكل ماتيسر في بيته من خبز  او تمر  او لبن  .
  3. كان اكثر طعامه التمر والماء
  4. كان اذا اكل  لايشبع ، بل يأكل القليل من الطعام 
  5. كان الصحابة يهدون له بعض الاطعمة  كاللحم  والثريد  وغيره  فكان ياكل منه او يهديه لغيره  او يطعمه  للفقراء  . 
  6. كان يذبح الاضاحي ويطعم اهله  ويهدي ويتصدق  . 
  7. كان يحب من الطعام  لحم الذراع ويحب الثريد  والتمر والعسل والحلوى ،  وكان يحب من الشراب الحلو  البارد وياكل القرع والخيار  وكل ما هو مباح ولكنه لايجد ذلك الا نادرا ، فقد يمر الشهر ولا يجد اللحم او الفاكهة …
  8.  وكان يغسل يديه قبل الاكل وبعده  ويسمي  وياكل بيمينه  ومما يليه ، ويأكل بثلاث اصابع ،  ويحمد الله بعد كل اكل وشرب. 
  9. كان يجيب الدعوة  للطعام  اذا دعاه احد . 
  10. وكان يدعو اصحابة  والفقراء  الى الطعام عنده على ماتيسر  من خبز او  لبن  او على ما اهدي اليه . 
  11. كان لايجمع على مائدته اكثر من صنفين من الطعام  . 

ثانيا /  مائدة افطاره النبي عليه الصلاة والسلام

  1. كان يفطر على رطب  وماء  فان لم يجد فعلى تمر وماء  فان لم يجد  شرب ماء فقط ، ثم يذهب لصلاة المغرب . 
  2. بعد الصلاة  ياكل  ما وجده في البيت   من خبز وادام  او خبز  ولبن   وكان اغلب الخبز من الشعير .   واحيانا  يأكل السويق وهو خليط القمح والشعير . 
  3. او  اذا كان اهدى اليه بعض الصحابة  طعاما  من لحم او ثريد  او غيره   فيأكل منه  ويرسل منه الى اهل الصفة  وهم الفقراء الذين كانوا يسكنون في اخر المسجد . 

 ثالثا /  مائده سحور النبي صلى الله عليه وسلم 

  1. كان يتسحر  على الخبز  او خبز الشعير  ،  اواللبن ، والماء
  2. اكثر سحوره  وأغلبه  كان التمر ،   ثم يشرب الماء 
  3. ايضا  لو اهدي اليه شئ  من احد اصحابه  تسحر به  او ارسله للفقراء . 

   وبعد :

فذلك كان غالب  حال النبي صلى الله عليه وسلم في معيشته وقوته اليومي ،   وليس معنى هذا  ان  ازواجه لم يكن يطبخن ويصنعن الطعام ؛ كلا بل كن يطبخن  ويخبزن  وكل ذلك حسب توفر  الدقيق والشعير   والخضار  واللحم …. ،  وكن  يغسلن وينظفن منازلهن  ويحلبن الغنم  ويخدمن رسول الله لى الله عليه وسلم .   ولكن لم يكن هم رسول الله ولا همهن  الطعام والشراب   بل كان الاهتمام بالطاعة والعبادة  والعلم   ، واما الطعام والشراب فيكفي منه اقل القليل .  

تعليق  

ذاك  كان حال النبي صلى الله عليه وسلم  في طعامه وشرابه  لانه هو الذي يريد ذلك ؛ من نفسه  من باب الزهد في الدنيا   والا فهو  اكرم الكرماء  وأجود الإجواد . وهذا  لا يعني  ان التنعم بالماكولات والمشروبات  المتنوعة  حرام او ممنوع ، كلا   بل هو مباح  فالله تعالى احل لعباده  التنعم  بكل الطيبات من الاكل والشرب واللباس والزينة  ولكن بدون اسراف ولا تبذير  ولا كفر بالنعم ،  وقد كان كثير من الصحابة اغنياء وتجارا  ويأكلون اطيب الطعام ويلبسون اغلى الثياب   ،  ويبقى الاختيار لكل نفس ما ارادت ،  ومدى رغبتها وزهدها ،   وان الزهد  لا يعني البخل  بل فرق كبير  بينهما  فقد يكون الانسان  غنيا جوادا منفقا   ولكنه في حياته الخاصة  زاهدا في الدنيا  راغبا الى الاخرة .

النبي داوود عليه السلام كان نبيا وملكا ، والنبي  سليمان عليه السلام  كان نبيا وملكا  فقد اتاه الله ملكا عظيما  ،وأما نبينا  محمد  عليه الصلاة والسلام  فلو اراد  لكان نبيا ملكا  واجرى الله له الجبال ذهبا  ، ولكنه اختار ان يكون عبدا نببا   … 

 وأخيرا /   ان الاقتداء الواجب بالنبي هو الاقتداء بسنته واوامره فيما يخص التوحيد والعبادات  ،  واما الاقتداء بحياته الخاصة في ببته ومع اهله  فليس واجبا ؛  ولا نتشدد في اتباع ذلك فهي  امور بشرية خاصة  ولا نستطيعها  ايضا ، فمن ذا الذي  يستطيع  ان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه  مثل رسول الله  ، ومن ذا الذي يستطيع ان يأكل خبز شعير  او يعيش على التمر والماء  مثله  عليه الصلاة السلام ،  فليس  الاقتداء  بنوعية طعامه وشرابه عليه الصلاة والسلام  من السنة المطلوبة ، وليس الاقتداء  بشكل لباسه وكيفية نومه  ومشيته  وطريقة  كلامه  او غير ذلك  مما هو خاص بشكله وجسده  وعاداته ، فليس ذلك من السنة المطلوب اتباعها ؛ وانما جاء الامر باتباع سنته  فيما يخص العبادات  او ما امر به  صراحة  في بعض  الامور الحياتية   ؛  بل نقول :  ان  هناك امورا خاصة بالنبي  لايجوز لاحد ان يفعلها   بل نهانا عليه الصلاة والسلام عن فعلها  مثل صوم الوصال  والزواج بأكثر من اربع    فتلك خصوصيات  للنبي( فقط)  لايجوز  لاحد فعلها  .    ونقول : من اراد ان يجتهد  في تقليد النبي في كل شئونه الخاصة  فليفعل  اذا استطاع  مع ان ذلك  لم يأمر به النبي ولا فعله صحابته الكرام.

اننا  ذكرنا هنا  مائدة رسول الله وطعامه وشرابه من باب  العلم والفائدة  ، فمن اراد ان يقتصرعلى انواع الطعام التي كان يأكلها صلى الله عليه وسلم   فليتفضل ، ومن اراد ان يتنعم بانواع الطعام والشراب  التي أباحها الله فليتفضل بشرط ان  يبتعد عن الاسراف والتبذير .

والله الموفق 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman