الباحث: مهدي سعيد كريزم
2 / قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب اشعث اخبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره)
وفي رواية اخري قال (رب أشعث أغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لأبره ) فهذا توجيه وتحذير من النبي عليه الصلاة والسلام ألا ننظر الى الناس أو نقيمهم ونحكم عليهم حسب مظاهرهم وأشكالهم ، او لباسهم ؛ كلا ! فالمظهر واللباس والوجاهة ليس مقياسا للفضل والرفعة ، ولا مقياسا للحكم على الناس ، ولا مقياسا للتقوى والصلاح … فربما يكون هناك انسان بسيط فقير مرقع الثياب ، يحقره الناس ولا يحترمونه ؛ وقد يطردونه من عند الباب ! بسبب شكله ولباسه ، ولكن قد يكون ذلك الانسان عظيما عند الله بسبب تقواه وصلاحه واخلاقه ؛ بحيث لو اقسم على الله بصيغة الأمر ؛ وقال : يارب افعل كذا ويارب افعل كذا لأبر الله قسمه واستجاب له ؛ بسبب تقواه وقربه من الله ، فلا تحقروا احدا ابدا مهما كان شكله ومظهره ، واعلموا ان ذلك من الجهالة والنقص والكبر .
3 / البلاء احيانا موكل بالمنطق ، أي قد ياتي البلاء والمصيبة بسبب كلام الانسان نفسه ، كأن يدعو على نفسه احيانا او على اولاده فيتحقق ذلك ، او يتكلم ويقول : لدي احساس انه سوف يحدث لي كذا وكذا من الشر ! او يقول اتوقع ان يحدث لي كذا وكذا من المصائب! والحوادث او الامراض … فيحدث له ذلك فعلا !! فعلى الانسان ان يدعو بالخير ويتوقع الخير ويتمنى الخير ويتفاءل ، ولا ينادي الشرور والمصائب بلسانه ، حتى لو كان مازحا .
وقد يكون البلاء مقترنا بزلات اللسان ! فقد يتكلم الانسان على شخص بسوء فيسبب لنفسه الهلاك او الضرب او السجن . .
وكذلك لا يضع الانسان نفسه مضرب المثل والتجربة والقياس ؛ مثل ان تحدث لشخص قريب او صديق مصيبة او مشكلة ؛ فيقول : لو كنت انا مكانه لفعلت وفعلت ، فهذا خطأ ، واستدعاء للمصائب ، والواجب على الانسان ان يسأل الله العافية ، ويحمده على السلامة.
4 / كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره بعض الاسئلة ويصرف وجهه عن السائل كراهة لما يقوله ، فقد حدث ان احد الصحابة سأل النبي عليه الصلاة والسلام ، ماذا يفعل الرجل لو وجد رجلا مع امرأته ؟ فشاح النبي بوجهه عنه كراهة لما يقول ! ثم عاد الرجل من الغد ، وكرر نفس السؤال للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فكره النبي مقالته ! فما لبث ذلك الرجل مدة حتى وجد رجلا مع امرأته ، فاسألوا الله السلامة والعافية ، ولا تفترضوا ما لم يحدث .
5 / زار النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مريضا ، فقال : لابأس طهور ان شاء الله ، فقال الرجل لا ! بل حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره القبور ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا نعم ! فمات الرجل من يومه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا له ، ولكنه رد الدعاء استبعادا للشفاء مما يجده من ألم الحمى ، ونطق بسوء الظن بالله وقال : انها حمى تفور على شيخ كبير حتى تدخله القبور ، فكأنه دعا على نفسه بالموت ، فقال له النبي اذا نعم ، أي كما قلت وتمنيت فمات . فاحفظ لسانك وقل خيرا
وكالة البيارق الإعلامية