الباحث: مهدي سعيد كريزم
2 / لو قال لك أعظم الأطباء أن هناك دواءً يطيل العمر فلن تصدقه ، ولو قال لك أعظم الحكماء والفلاسفة اِن هناك طقوسا ووصفاتٍ تطيل العمر فلن تصدقه ، ولو قال غيره وغيره فلن تصدق ذلك ، بل سوف تسخر منهم ، وتقول اِن العمر محدد ومكتوب ولا يزيد ولا ينقص - ولا نعلمه ايضا - وهو غيب !
نعم ، فليس هناك دواء ، ولا وصفة طبية تطيل العمر ؛ ولا طعام ولا شراب ، ولا رياضة ولا اي طقوس اخرى ! وان مقدار العمر غيب ، والأجل غيب ؛
3 / ولكن لو قلت لك : اِن وصفة طول العمر ، وطريقة اطالته جاءتنا من الله سبحانه وتعالى بالوحي الى نبيه عليه الصلاة والسلام - فحينها سوف تصدق تصديقا جازما ؛ فالله تعالى هو خالق الانسان ومُقدر الاقدار والاعمار ؛ فله وحده سبحانه ذلك الامر ؛ فيطيل عمر من يشاء ، ويُقصّر عمر من يشاء ، وقد كتب الله عمر الانسان وحدد أجله ، وهو الذي أرشدنا الى اعمال نعملها فتطول اعمارنا ! وسوف نذكرها بعد قليل .
4 / هذه اعمال تطيل عمرك اطالة حقيقة بالسنين ؛ وليس اطالة معنوية : كالبركة فيه ، او كثرة الحسنات .. كلا ! بل اطالة حقيقية فبدل ان يكون 50 صار 60 او 80 …
اولا / دعونا نسرد الاحاديث الصحيحة التي ذكرت الأعمال التي تزيد في العمر ، ثم نفصل بعد ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم ( من سرّه ان يُبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في اثره ؛ فليصل رحمه) رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم ( صلة الرحم ، وحسن الخلق ، وحسن الجوار ؛ يعمّران الديار ،ويزيدان في الاعمار ) صحيح الجامع للالباني حديث رقم 3767
- صلة الرحم
- بر الوالدين
- حسن الخلق
- حسن الجوار
- الصدقة
رابعا / لماذا تلك الاعمال بالذات هي التي تطيل العمر ؟ والجواب لا ندري ، فذلك سر من أسرار الله ، ومن علمه وحكمته سبحانه . ونحن نصدق بهذا لان تلك الاعمال هي المنصوص عليها في الاحاديث الصحيحة .
ونلاحظ ايضا ان تلك الاعمال خاصة بالتعامل مع الناس ، فكلها سلوكيات اسلامية واجتماعية راقية تمثل الترابط الكبير بين افراد الأسرة والمجتمع وتحقق معنى الجماعة ، يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله ، في كتابه الجواب الكافي : وقد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والاخرة ، وحصول الشرور في الدنيا والاخرة ترتيب الجزاء على الشرط ، والمعلول على العلة ، وهذا كثير في القران ؛ قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، اذن التقوى سبب لتفريج الكرب ، فالشرط التقوى ، والجزاء تفريج الكرب ، وهكذا.
5 / ونختصر ونقول : الزيادة في العمر حقيقية فعلية بزيادة السنين ! وان الاعمار مقدرة ومكتوبة ، ولكن الله يمحو مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ، وكما ان الايمان يزيد وينقص فان العمر يزيد وينقص.
6 / صار لدينا مسألتان متضادتان ! فالمسألة الاولى / هي ان العمر ثابت مقدر لايتغير كما هو واضح في ايات واحاديث كثيرة ، والمسألة الثانية هي / كيف ان العمر يزيد.
واما ما في اللوح المحفوظ فلا يتغير ولا يتبدل ومكتوب فيه كل ذلك ، ومكتوب فيه نهايات الامور التي سوف تحدث فعلا ، فمكتوب : ان فلانا سوف يصل الرحم وفلان لن يصل ، ومكتوب : ان فلانا كان قاطعا ثم تاب ووصل الرحم ، وكان عمره 70 فزاد بعد الصلة الى75 مثلا ، فكل شي مكتوب في اللوح المحفوظ قبل الازل وهي كتابة علم واطلاع ، لا كتابة اجبار ، فهو سبحانه علم ان فلانا سيفعل كذا وكذا ويختار كذا وكذا من نفسه وبحريته - اْي أن الله سبحانه علم مألات الامور، والى ماذا تصير.
وكالة البيارق الإعلامية