كيف يتجاوز المتقاعدون العزلة والفراغ؟

كيف يتجاوز المتقاعدون العزلة والفراغ؟

كيف يتجاوز المتقاعدون العزلة والفراغ؟   وكالة البيارق الإعلامية «أشعر بأني على هامش الحياة، يأس واكتئاب ينتابني كل حين، غدت حياتي مملة لا فائدة من وجودي، إحترام الآخرين قلّ عندما فقدت ميزات وظيفتي بعد التقاعد، الأيام تمضي متشابهة لم أعد أشعر بأهمية الوقت، اقتصرت حياتي على تصفح الفيسبوك ومشاهدة اليوتيوب، بالاضافة لإيصال أحفادي للمدرسة وتسديد الفواتير وشراء مستلزمات البيت، أهملت نفسي كثيرا حتى أصابني مرض الضغط «، بهذه الكلمات وصف عادل أبو الناجي حالته بعد نهاية خدمته بالوظيفة العامة. ويقول مستشار الطب النفسي د. وليد سرحان «إن : «من المفترض أن يكون التقاعد عن العمل مرحلة جميلة من مراحل حياة الانسان، فيها مطالب وضغوط أقل وأوقات أكثر لما يرغب القيام به المتقاعد، لأنه أثناء العمل كان دائما لا يجد الوقت الكافي، وهذا يتطلب ان يكون الانسان قد هيأ نفسه للتقاعد ووضع برنامجاً لحياته وما سيتغير عليه وكيف يمضي ساعات الفراغ، ولكن مع الأسف فإن مجتمعنا لا ينظر للتقاعد بهذه النظرة ولا يهتم الإنسان لهذه المرحلة من العمر». ويضيف، نجد: «الكثير من الناس ينتظرون التقاعد والتقاعد المبكر على احر من الجمر، ولكن ما هي إلا شهور بعد التقاعد حتى يدخلوا في الفراغ والعزلة، والشعور بعدم الأهمية وانقطاع التواصل الاجتماعي، وهذا ينعكس سلبيا على الصحة النفسية والجسدية، وعلى العلاقات الأسرية والإجتماعية». ويشير السرحان إلى أنه من الشائع أن يتوقف المتقاعد عن ممارسة أمور كثيرة عند ترك العمل، ويحدث لديه اضطراب في أوقات النوم والصحو والطعام، وعدم الالتزام بمواعيد الصلاة التي كان يتمنى أن يصليها دائما بالمسجد ولكن الوقت لم يسمح، ولكن بعد التقاعد و وجود الوقت الكافي قد يتوقف الإنسان حتى عن الوصول للمسجد ولو لمرة في اليوم على سبيل المثال». ويؤكد أن هناك كثيرا من الناس يعيد تنظيم حياته بعد التقاعد، ويمارس الرياضة والقراءة والطقوس الدينية والتواصل الاجتماعي، ويدخل في نشاطات تطوعية وخيرية وثقافية، مما يجعل تقاعده ممتعا ومريحا وإيجابيا على كل المستويات الاسرية والصحية والنفسية». ويشير السرحان إلى أن الحكومات والشركات عالميا تقوم بعمل دورات للموظفين بمختلف مستوياتهم الثقافية للتهيئة من أجل التقاعد، وكما أنها توفر نواد وأماكن خاصة ليجتمع فيها المتقاعدون ويوسعوا شبكتهم الاجتماعية ونشاطاتهم اليومية. ويضيف أننا أصبحنا بحاجة لمثل هذه النوادي والمراكز في بلادنا، و بحاجة للتهيئة المسبقة للتقاعد وتجنب التقاعد المفاجئ. تقول حليمة الناطور موظفة متقاعدة «لقد تقاعدت بعدما عملت لأكثر من سبعة وعشرين عاما وكنت في بادئ الأمر سعيدة فقد تهيأ لي أن التقاعد راحة واستقرار ولن يتذمر أولادي وزوجي من تأخر الغداء، لكن سرعان ما تبدد الفرح إلى ملل وكسل، غدت حياتي سلبية بعدما كنت في قمة الإيجابية والنشاط والحيوية استيقظ بعد الظهر وأعد الغداء وارتب البيت وأجلس مع جاراتي اصبحت بلا فائدة وروتين مؤلم وخصوصا أن أولادي منشغلين بأعمالهم وأسرهم ولا أراهم إلا يوم الجمعة. وتدعو الناطور إلى ضرورة وجود برامج وآليات تهتم أكثر بالمتقاعدين كانشطة وفعاليات تقوم بها مؤسساتهم التي تقاعدوا منها مثل عمل جمعيات ترعاهم، وأن يستفيدوا من خبراتهم بانشاء منتديات ثقافية أو ترفيهية تخفف من الحالة النفسية التي تصيب المتقاعد. وبينت دراسة صدرت عن معهد الشؤون الاقتصادية (Institute of Economic Affairs) بالعاصمة البريطانية حول تأثير التقاعد على صحة الإنسان والتي خلصت من خلال مقارنة الحالة الصحية لمن تقاعدوا بأقرانهم الذين بقوا على راسه عملهم بعد تخطي سن التقاعد، إلى أن التقاعد يتسبب في تبعات صحية فادحة، حيث ربطت الدراسة بين التقاعد وبين زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 40 في المئة، وزيادة احتمالات الإصابة بأحد الأمراض العضوية المزمنة بنسبة 60 في المئة. و هناك دراسة فرنسية تؤكد أن كل سنة إضافية في العمل تقلل نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 3.2 في المئة. كما أجرت جامعة «ميرلاند» بالولايات المتحدة دراسة أشارت إلى أن الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر والروماتيزم تعد من أبرز المخاطر التي يواجهها المتقاعدون فيما رأت أن التوقف التام عن العمل بعد التقاعد سواء المبكر أو العادي له تأثير سلبي على الصحة البدنية. وينصح المرشد الأسري عثمان العباسي المتقاعدين بإتباع برنامج لحياتهم بعد التقاعد يجنبهم الوقوع بمصيدة الإكتئاب والمشاكل الصحية ، وذلك من خلال البحث عن عمل آخر وخصوصا إذا كان المتقاعد ين من أصحاب الكفاءة والخبرة ، فكثير من الشركات تحتاج لهم ولخبرتهم لذا عليهم أن لا يتوقفوا عن البحث عن فرص عمل جديدة . ويضيف يمكن للمتقاعد التفكير بمشروع ريادي إنتاجي يستطيع من خلاله القضاء على وقت الفراغ ، وإذا كان الوضع المادي للمتقاعد لا يتناسب مع قدراته لبناء مشروعه فيمكنه الاستعانة بالأصدقاء أو المقربين ويطلب شراكتهم ماليا لإكمال المشروع. ويدعو العباسي المتقاعدين لتفادي الوقوع في الفراغ ودوائر الاكتئاب إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي وخصوصا في فترة الصباح الباكر بالاضافة إلى الإنتساب للهيئات التي تساهم في الأعمال الخيرية والإنسانية والتي تهتم بالمتطوعين بغض النظر عن أعمارهم . ويشير العباسي لدور الأسرة والأهل لرفع معنويات المتقاعد ،ويقول : الاهتمام الزائد من قبل الأسرة ومتابعة المتقاعدين وتشجيعهم على النجاح ومشاركتهم همومهم و مشاكلهم وإيجاد حلول لهم يساهم بتخفيف معاناة المتقاعد من الوحدة بالإضافة إلى حضور كل الدعوات الإجتماعية ومشاركة الناس مناسباتهم وزيارة الأقارب والأهل . ويؤكد العباسي أن التنزه والخروج بصحبة الأهل والأصدقاء يساهم في الحد من تعرض المتقاعد للأمراض الصحية والنفسية ويمكن الخروج للتنزه بأقل التكاليف مثل الرحلات الداخلية أو الخروج الى الطبيعة والحدائق العامة وغيرها من الأماكن الترفيهية وإذا كان الوضع المادي للمتقاعد يسمح بالسفر فليسافر حتى تتجدد النفسية.

وكالة البيارق الإعلامية

«أشعر بأني على هامش الحياة، يأس واكتئاب ينتابني كل حين، غدت حياتي مملة لا فائدة من وجودي، إحترام الآخرين قلّ عندما فقدت ميزات وظيفتي بعد التقاعد، الأيام تمضي متشابهة لم أعد أشعر بأهمية الوقت، اقتصرت حياتي على تصفح الفيسبوك ومشاهدة اليوتيوب، بالاضافة لإيصال أحفادي للمدرسة وتسديد الفواتير وشراء مستلزمات البيت، أهملت نفسي كثيرا حتى أصابني مرض الضغط «، بهذه الكلمات وصف عادل أبو الناجي حالته بعد نهاية خدمته بالوظيفة العامة.

ويقول مستشار الطب النفسي د. وليد سرحان «إن : «من المفترض أن يكون التقاعد عن العمل مرحلة جميلة من مراحل حياة الانسان، فيها مطالب وضغوط أقل وأوقات أكثر لما يرغب القيام به المتقاعد، لأنه أثناء العمل كان دائما لا يجد الوقت الكافي، وهذا يتطلب ان يكون الانسان قد هيأ نفسه للتقاعد ووضع برنامجاً لحياته وما سيتغير عليه وكيف يمضي ساعات الفراغ، ولكن مع الأسف فإن مجتمعنا لا ينظر للتقاعد بهذه النظرة ولا يهتم الإنسان لهذه المرحلة من العمر».
ويضيف، نجد: «الكثير من الناس ينتظرون التقاعد والتقاعد المبكر على احر من الجمر، ولكن ما هي إلا شهور بعد التقاعد حتى يدخلوا في الفراغ والعزلة، والشعور بعدم الأهمية وانقطاع التواصل الاجتماعي، وهذا ينعكس سلبيا على الصحة النفسية والجسدية، وعلى العلاقات الأسرية والإجتماعية».
ويشير السرحان إلى أنه من الشائع أن يتوقف المتقاعد عن ممارسة أمور كثيرة عند ترك العمل، ويحدث لديه اضطراب في أوقات النوم والصحو والطعام، وعدم الالتزام بمواعيد الصلاة التي كان يتمنى أن يصليها دائما بالمسجد ولكن الوقت لم يسمح، ولكن بعد التقاعد و وجود الوقت الكافي قد يتوقف الإنسان حتى عن الوصول للمسجد ولو لمرة في اليوم على سبيل المثال».
ويؤكد أن هناك كثيرا من الناس يعيد تنظيم حياته بعد التقاعد، ويمارس الرياضة والقراءة والطقوس الدينية والتواصل الاجتماعي، ويدخل في نشاطات تطوعية وخيرية وثقافية، مما يجعل تقاعده ممتعا ومريحا وإيجابيا على كل المستويات الاسرية والصحية والنفسية».
ويشير السرحان إلى أن الحكومات والشركات عالميا تقوم بعمل دورات للموظفين بمختلف مستوياتهم الثقافية للتهيئة من أجل التقاعد، وكما أنها توفر نواد وأماكن خاصة ليجتمع فيها المتقاعدون ويوسعوا شبكتهم الاجتماعية ونشاطاتهم اليومية. ويضيف أننا أصبحنا بحاجة لمثل هذه النوادي والمراكز في بلادنا، و بحاجة للتهيئة المسبقة للتقاعد وتجنب التقاعد المفاجئ.
تقول حليمة الناطور موظفة متقاعدة «لقد تقاعدت بعدما عملت لأكثر من سبعة وعشرين عاما وكنت في بادئ الأمر سعيدة فقد تهيأ لي أن التقاعد راحة واستقرار ولن يتذمر أولادي وزوجي من تأخر الغداء، لكن سرعان ما تبدد الفرح إلى ملل وكسل، غدت حياتي سلبية بعدما كنت في قمة الإيجابية والنشاط والحيوية استيقظ بعد الظهر وأعد الغداء وارتب البيت وأجلس مع جاراتي اصبحت بلا فائدة وروتين مؤلم وخصوصا أن أولادي منشغلين بأعمالهم وأسرهم ولا أراهم إلا يوم الجمعة.
وتدعو الناطور إلى ضرورة وجود برامج وآليات تهتم أكثر بالمتقاعدين كانشطة وفعاليات تقوم بها مؤسساتهم التي تقاعدوا منها مثل عمل جمعيات ترعاهم، وأن يستفيدوا من خبراتهم بانشاء منتديات ثقافية أو ترفيهية تخفف من الحالة النفسية التي تصيب المتقاعد.
وبينت دراسة صدرت عن معهد الشؤون الاقتصادية (Institute of Economic Affairs) بالعاصمة البريطانية حول تأثير التقاعد على صحة الإنسان والتي خلصت من خلال مقارنة الحالة الصحية لمن تقاعدوا بأقرانهم الذين بقوا على راسه عملهم بعد تخطي سن التقاعد، إلى أن التقاعد يتسبب في تبعات صحية فادحة، حيث ربطت الدراسة بين التقاعد وبين زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 40 في المئة، وزيادة احتمالات الإصابة بأحد الأمراض العضوية المزمنة بنسبة 60 في المئة. و هناك دراسة فرنسية تؤكد أن كل سنة إضافية في العمل تقلل نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 3.2 في المئة.
كما أجرت جامعة «ميرلاند» بالولايات المتحدة دراسة أشارت إلى أن الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر والروماتيزم تعد من أبرز المخاطر التي يواجهها المتقاعدون فيما رأت أن التوقف التام عن العمل بعد التقاعد سواء المبكر أو العادي له تأثير سلبي على الصحة البدنية.
وينصح المرشد الأسري عثمان العباسي المتقاعدين بإتباع برنامج لحياتهم بعد التقاعد يجنبهم الوقوع بمصيدة الإكتئاب والمشاكل الصحية ، وذلك من خلال البحث عن عمل آخر وخصوصا إذا كان المتقاعد ين من أصحاب الكفاءة والخبرة ، فكثير من الشركات تحتاج لهم ولخبرتهم لذا عليهم أن لا يتوقفوا عن البحث عن فرص عمل جديدة .
ويضيف يمكن للمتقاعد التفكير بمشروع ريادي إنتاجي يستطيع من خلاله القضاء على وقت الفراغ ، وإذا كان الوضع المادي للمتقاعد لا يتناسب مع قدراته لبناء مشروعه فيمكنه الاستعانة بالأصدقاء أو المقربين ويطلب شراكتهم ماليا لإكمال المشروع.
ويدعو العباسي المتقاعدين لتفادي الوقوع في الفراغ ودوائر الاكتئاب إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي وخصوصا في فترة الصباح الباكر بالاضافة إلى الإنتساب للهيئات التي تساهم في الأعمال الخيرية والإنسانية والتي تهتم بالمتطوعين بغض النظر عن أعمارهم .
ويشير العباسي لدور الأسرة والأهل لرفع معنويات المتقاعد ،ويقول : الاهتمام الزائد من قبل الأسرة ومتابعة المتقاعدين وتشجيعهم على النجاح ومشاركتهم همومهم و مشاكلهم وإيجاد حلول لهم يساهم بتخفيف معاناة المتقاعد من الوحدة بالإضافة إلى حضور كل الدعوات الإجتماعية ومشاركة الناس مناسباتهم وزيارة الأقارب والأهل .
ويؤكد العباسي أن التنزه والخروج بصحبة الأهل والأصدقاء يساهم في الحد من تعرض المتقاعد للأمراض الصحية والنفسية ويمكن الخروج للتنزه بأقل التكاليف مثل الرحلات الداخلية أو الخروج الى الطبيعة والحدائق العامة وغيرها من الأماكن الترفيهية وإذا كان الوضع المادي للمتقاعد يسمح بالسفر فليسافر حتى تتجدد النفسية.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman