صخر حبش أبو نزارعضو اللجنة المركزية لحركة فتح : حركة فتح لا تتحول قسراً إلى حزب ومعركة التحرر لاتزال قائمة ... الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة

صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة الحوار الوطني ليس هدفا في حد ذاته، إنما هو وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة والفاعلة لصيانة المشروع الوطني من التأكل والتراجع، ولعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت .. ويواجه مشروع الأسرلة بفضح واجتثاث الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن. هذا ما أوضحه الأخ المناضل صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام في معرض إجابته عن تساؤلات " مجلة الرأي " مؤكدا أن القول بأن فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، لأنه لا يجوز التقليل من أهمية القوى الوطنية التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني.. فحركة فتح لها الدور الرئيسي في بناء السلطة الوطنية وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب و كل قواه الوطنية والاسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها الى الدولة الفلسطنية التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا مشددا على أن حركة فتح لا يمكن تحويلها قسرا إلى حزب حاکم ومعركة التحررلا تزال قائمة بوسائل مختلفة.. مشيرا إلى الموقف السوري وأسباب مطالبة الفصائل بالتخلي عن الدور الكفاحي وهذا نص الحوار: * ما هي الأجواء التي مهدت للحوار الوطني الذي جرى في القاهرة مؤخرا؟ أولا: كان اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في نيسان الماضي مناسبة هامة لدعوة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بإعلان تجسيد الدولة بعد انتهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات في الرابع من أيار ۱۹۹۹ وقد شاركت منظمات وطنية وإسلامية كانت تقاطع وتدين الاجتماعات على أرضية اتفاقية أوسلو، وخاصة الجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي، واستمرت الجبهة الشعبية في موقفها من المقاطعة. وقد سبق اجتماع المجلس المركزي جولة مكثفة من اللقاءات بين الفصائل العشرة التالية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حزب الشعب الفلسطيني - جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا۔ جبهة التحرير الفلسطينية - جبهة التحرير العربية - الجبهة العربية الفلسطينية - حركة حماس. الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة وقد أصدرت هذه الفصائل موقفا طالبت فيه بضرورة إعلان تجسيد الدولة بعاصمتها القدس المباركة، وإنهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات، وطالبت برفض تمديد المرحلة الانتقالية. وقد تحفظ الإخوة في حماس على البيان من موقف معارضتهم لكل ما يتعلق باتفاق أوسلو ونتائجه. وقد استمرت اللقاءات بين الفصائل العشرة مرتين شهريا أصدرت خلالها عدة بيانات ووجهت مذكرات للاخ الرئيس أبو عمار وللأخ رئيس المجلس الوطني أبو الأديب تحثهم على تشكيل وتفعيل اللجان التي أقرها المجلس المركزي، وكان من هذه اللجان، لجنة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ أبو الأديب. ثانيا: جاء نجاح باراك في الانتخابات ملبية الرغبات الكثيرين من أنصار مسيرة السلام، ولكن - تصريحاته الأولى ولاءاته النتنياهية جاءت مخيبة للآمال، ولقد لعبت تصريحات باراك حول المسار اللبناني والمسار السوري وأهميتهما دورا | هاما في خلق أجواء متناقضة، جعلت السلطة | الوطنية في موقف المناشد لتنفيذ مذكرة نهر الواي التي كان باراك يؤيدها وهو في المعارضة. أصبحت المنظمة والمجلس المركزي هي الشرعية للنظام الفلسطيني القائم حيث انتهت اتفاقية المرحلة الانتقالية في 1999/5/4 , لأن المنظمه هي الخيمة الجامعة للشعب الفلسطيني، أصبح تكثيف الحوار من خلال لجنة الوحدة الوطنية ضرورية، وأعلنت المنظمة أنه بعد تنفيذ مذكرة الواي التي سيتم من خلالها مضاعفة الأراضي الفلسطينية المحررة بشكل كامل مناطق (1) خمسة أضعاف. وإن مفاوضات الوضع النهائي هي الأساس لحماية مستقبل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وان جميع الفصائل والقوي مدعوة للمشاركة سواء كانت موافقة على اتفاقيات أوسلو أو معارضة لها، وإن الأساس القانوني والمرجعية التي على أساسها ستجري مفاوضات الوضع النهائي ستتجاوز مرجعية أوسلو، وذلك بالاعتماد على جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بكل قضية من قضايا الوضع النهائي وليس فقط على القرار 242. ثالثاً: كان الموتف سوريا المرحب بتصريحات | باراك، وتوجهاته التي وصلت إلى حد الغزل بين الرئيس الأسد وباراك، كان لهذا الموقف أثره المباشر على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تعارض أوسلو، سواء من موقع معارضة النظام السوري أو من موقع القناعة الخاصة لدى البعض الآخر وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس. وقد بادرت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى حوار وطني شامل قبل سنة على أساس الخروج من قيود اتفاق أوسلو قبل انتهائه، ولكنها أصبحت في موقع مختلف بعد مصافحة حواتمة لوايزمان وردود فعل لجنة المتابعة لفصائل دمشق من الجبهة الديمقراطية وطردها من اللجنة. ثلاث نقاط رئيسية يرتكز عليها الحوار الوطني وجاء لقاء خدام مع بعض الفصائل ذات العلاقة الوثيقة بالنظام السوري وأجهزته وخاصة الصاعقة والقيادة العامة وبحضور رئيس لجنة المتابعة الأخ خالد الفاهوم ليخبرهم أن سوريا ذاهبة إلى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، وطالبهم بالتخلي عن الدور الكفاحي المعلن والتحول إلى منظمات أهلية ذات مهمات إنسانية واجتماعية أو إلى أحزاب سياسية. وقد أدرك الإخوة في الجبهة الشعبية طبيعة المرحلة القادمة التي أصبح فيها اتفاق أوسلو بنتائجه قضية أمر واقع. وأن المستقبل لا يمنع من خوض غمار معركة الوضع النهائي من أجل منع مسلسل التنازلات التي ستقع نتائجها على عاتق الشعب الفلسطيني، وكل القوى وليس فقط على كاهل الجهة المفاوضة، وكان الجو العام القاضي بعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت المحددة بضرورة: الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. تطبيق حق العودة للاجئين حسب قرار مجلس الأمن 194. تفكيك وإزالة جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها غير شرعية وعقبة في طريق السلام. حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو أمر غير قابل للتفاوض عليه. هذه الأجواء وهذه الأسس هي التي مهدت للحوار الثنائي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعددة الجبهة الديمقراطية. * بصفتكم أحد المشاركين في لجنة الحوار الوطني ما هي قراءتكم لما دار من نقاش وحوار في القاهرة وسبل تعزيز هذا الحوار؟ - جاءت اللقاءات في إطار تعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات الوضع النهائي، وإن اللقاءين تما بين تنظيمات أساسية في الساحة الفلسطينية، كان اثنان منهما على خلاف مع موقف حركة فتح من مسيرة التسوية ويتحفظان على المجازفة التاريخية التي خاضتها حركة فتح مدعومة بعدد آخر من الفصائل وفي مقدمتها حزب الشعب وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي فدا وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية والتي شاركت جميعها في مؤسسات السلطة الوطنية وتدعم وجودها، ولقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي بتوحيد الموقف الفلسطيني على الرغم من وجود المعارضة الشكلية الموجودة في دمشق والتي بدأت تتآكل بانضمام الجبهة الشعبية والديمقراطية إلى الحوار الوطني الذي نسعى أن يكون شام. * ما هي النقاط الأساسية التي اتفق عليها مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية؟ - كان جوهر اللقاءات هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة، وخاصة حق تقرير المصير وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد أكدت اللقاءات ضرورة تحديد الخطوط التي لا يجوز تجاوزها باعتبارها ثوابت أساسية ترتكز جميعها على قرارات الشرعية الدولية، وقد ارتكز الحوار على ثلاث نقاط أساسية: أولا: الوضع السياسي ومسيرة التسوية وكيفية معالجة قضايا الوضع النهائي وتحديد مرجعية قانونية لهذه المفاوضات تتناسب مع أهمية القضايا التي لا يجوز مقايضتها بأي قضية انتقالية قائمة حسب الاتفاقات الموقعة أو قادمة من قضايا الحل النهائي. المعارضة الشكلية في دمشق بدأت تتآكل بإنضمام الجبهتين إلى الحوار الوطني ثانيا: ضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح على مستوى مواجهة المسؤوليات الحاسمة والحساسية التي تتطلبها مفاوضات الوضع النهائي وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة. ثالثا التأكيد على أهمية تقرير الحوار الوطني الشامل ودعوة كافة القوى والفصائل والفعاليات للمشاركة في صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض ولتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجسيدها. * وهل يعني هذا تفعيلا لدور منظمة التحرير الفلسطينية على صعيد مفاوضات التسوية السلمية؟ - كان التركيز واضحا فيما يتعلق بمنظمة التحرير وتفعيل وتطوير أجهزتها ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تمثل الشرعية القائمة الحماية المشروع الوطني الفلسطيني وهي المسؤولة من خلال لجنتها التنفيذية على متابعة المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي من خلال هيئة عليا تشارك فيها القوى السياسية والفعاليات والخبرات والكفاءات في القضايا ذات العلاقة. * الجبهة الديمقراطية تقول أنها تحاور حركة فتح وليس السلطة الوطنية فما تفسيركم لذلك؟ - الجبهة الديمقراطية وحسب تصريحات أمينها العام الأخ نايف حواتمة لا تفرق بين فتح والسلطة الوطنية، وهو يصر في معرض رده على الأخ أبو علي مصطفى الذي طرح أن لقاء القاهرة كان بين الجبهة الشعبية وحركة فتح وليس مع السلطة انطلاقا من عدم رغبة الجبهة الشعبية أن يكون الحوار على أرضية اتفاق أوسلو الذي تشكل السلطة إفرازه الأساسي، إن الأخ نايف حواتمة يدرك أهمية الدور القيادي المسؤول الذي تتحمله حركة فتح في إنشاء السلطة الوطنية، وبنائها وتشكيل حكومتها ودورها في المجلس التشريعي، ولكنه يدرك أيضا أن فتح ليست الوحيدة التي قامت بهذه المهمات فدورها الرئيس لا ينكر ولا يجوز أن يقلل من أهمية القوى الوطنية الأخرى التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني الذي قاطعه نايف حواتمة. القول بأن فتح هي السلطة كلام باطل يراد باطل إن القول بان فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، والحقيقة لا تقلل من دور فتح الرئيسي في بناء السلطة وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب وكل قواه الوطنية والإسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا وباطل النشر بان الدولة المستقلة ستكون دولة فتح والفرض قسرا على تحويل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إلى حزب حاکم ، ومعركة التحرر لا تزال قائمة بوسائل مختلفة. * هل هناك اتصالات مع باقي الفصائل الأخرى للدخول في الحوار الوطني؟ - الحوار الوطني الذي عقد في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 1999 /8/31 كان بداية الدعوة الى الحوار الوطني الشامل، لقد شاركت فيه جميع الفصائل التي تشارك عادة في لقاء الثلاثاء منتصف الشهري، وتغيبت حركة حماس لأسباب خاصة بها. وقد قرر المجتمعون تعزيز دور لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المجلس المركزي والتي يرأسها الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، وكلف لجنة الاتصال بجميع القوى والفصائل التي لم تشارك في الاجتماع سواء كانت من فصائل منظمة التحرير المتواجدة في دمشق مثل الصاعقة والقيادة العامة أو الفصائل الوطنية والإسلامية غير المنضوية في إطار المنظمة، والتي لها حضور حقيقي على أرض الوطن، وسيكون الحوار الوطني أكثر شمولية من مجرد اجتماع فصائلي بحيث يضم الفعاليات النشطة للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وهيئات الحكم المحلي والنقابات والمنظمات الشعبية. * ما هي الأمور والقضايا التي سنلمس تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، فيما يتعلق بنتائج الحوار الوطني؟ - ليس الحوار الوطني هدفا في حد ذاته، فهو مجرد وسيلة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة التي تجتمع حول برنامج عمل وخطة عمل محددة لتحقيق هدف وطني في عملية إجماع، وهو تجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المباركة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهو ما يتطلب إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات وإقامة علاقات مع دول الجوار، هذه القضايا تحتاج إلى جهد ومدى زمني وهو الأمر الذي يتطلب ممن يتصدى لتطوير الحوار أن لا ينتظر نتائج مباشرة على الساحة الإقليمية والمحلية. إن نتائج الحوار الوطني.. وترسيخ الوحدة الوطنية ستكون لها آثار مركبة حيث أولها صيانة المشروع الوطني الفلسطيني من التآكل، والتراجع فنتيجة تأقلم بعض ذوي المصالح الخاصة مع الطروحات الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية على حساب البعد الوطني. لقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي في توحيد الموقف الفلسطيني وان مواجهة مشروع الأسرلة لا يقل أهمية عن بناء المشروع الوطني والقضيتان بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة تفضح الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن وتجتثها من الجذور. إن أولى نتائج الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية ستظهر في أول اجتماع قادم للمجلس المركزي حیث لابد من قرار واضح حول تجسيد الدولة وحق تقرير المصير والمدى الزمني الذي ستتحقق فيه هذه الإنجازات على الأرض. إن الوحدة الوطنية القادرة على منع أي عمل من شانه تعطيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المقررة حسب مذكرة نهر الواي هي وحدة وطنية فعالة. وان هذه الوحدة القادرة على منع أي عمل من شأنه أن يعطل عملية تحرير مئات من الأسرى الأبطال هي وحدة وطنية فاعلة.. هذا ما نرجوه في الوضع الراهن أما المهمات الأكبر فهي في الوحدة الوطنية لبناء الوطن الغالي بجهود كل أبنائه، فيد الله مع الجماعة.    نشر بتاريخ 14/8/1999 - مجلة الرأي - عدد 25
صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام

حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة

الحوار الوطني ليس هدفا في حد ذاته، إنما هو وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة والفاعلة لصيانة المشروع الوطني من التأكل والتراجع، ولعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت .. ويواجه مشروع الأسرلة بفضح واجتثاث الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن.
هذا ما أوضحه الأخ المناضل صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام في معرض إجابته عن تساؤلات " مجلة الرأي " مؤكدا أن القول بأن فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، لأنه لا يجوز التقليل من أهمية القوى الوطنية التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني.. فحركة فتح لها الدور الرئيسي في بناء السلطة الوطنية وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب و كل قواه الوطنية والاسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها الى الدولة الفلسطنية التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا مشددا على أن حركة فتح لا يمكن تحويلها قسرا إلى حزب حاکم ومعركة التحررلا تزال قائمة بوسائل مختلفة.. مشيرا إلى الموقف السوري وأسباب مطالبة الفصائل بالتخلي عن الدور الكفاحي وهذا نص الحوار:

* ما هي الأجواء التي مهدت للحوار الوطني الذي جرى في القاهرة مؤخرا؟

أولا: كان اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في نيسان الماضي مناسبة هامة لدعوة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بإعلان تجسيد الدولة بعد انتهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات في الرابع من أيار ۱۹۹۹
وقد شاركت منظمات وطنية وإسلامية كانت تقاطع وتدين الاجتماعات على أرضية اتفاقية أوسلو، وخاصة الجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي، واستمرت الجبهة الشعبية في موقفها من المقاطعة. وقد سبق اجتماع المجلس المركزي جولة مكثفة من اللقاءات بين الفصائل العشرة التالية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حزب الشعب الفلسطيني - جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا۔ جبهة التحرير الفلسطينية - جبهة التحرير العربية - الجبهة العربية الفلسطينية - حركة حماس.
الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة
وقد أصدرت هذه الفصائل موقفا طالبت فيه بضرورة إعلان تجسيد الدولة بعاصمتها القدس المباركة، وإنهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات، وطالبت برفض تمديد المرحلة الانتقالية. وقد تحفظ الإخوة في حماس على البيان من موقف معارضتهم لكل ما يتعلق باتفاق أوسلو ونتائجه. وقد استمرت اللقاءات بين الفصائل العشرة مرتين شهريا أصدرت خلالها عدة بيانات ووجهت مذكرات للاخ الرئيس أبو عمار وللأخ رئيس المجلس الوطني أبو الأديب تحثهم على تشكيل وتفعيل اللجان التي أقرها المجلس المركزي، وكان من هذه اللجان، لجنة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ أبو الأديب.
ثانيا: جاء نجاح باراك في الانتخابات ملبية الرغبات الكثيرين من أنصار مسيرة السلام، ولكن - تصريحاته الأولى ولاءاته النتنياهية جاءت مخيبة للآمال، ولقد لعبت تصريحات باراك حول المسار اللبناني والمسار السوري وأهميتهما دورا | هاما في خلق أجواء متناقضة، جعلت السلطة | الوطنية في موقف المناشد لتنفيذ مذكرة نهر الواي التي كان باراك يؤيدها وهو في المعارضة. أصبحت المنظمة والمجلس المركزي هي الشرعية للنظام الفلسطيني القائم حيث انتهت اتفاقية المرحلة الانتقالية في 1999/5/4 , لأن المنظمه هي الخيمة الجامعة للشعب الفلسطيني، أصبح تكثيف الحوار من خلال لجنة الوحدة الوطنية ضرورية، وأعلنت المنظمة أنه بعد تنفيذ مذكرة الواي التي سيتم من خلالها مضاعفة الأراضي الفلسطينية المحررة بشكل كامل مناطق (1) خمسة أضعاف. وإن مفاوضات الوضع النهائي هي الأساس لحماية مستقبل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وان جميع الفصائل والقوي مدعوة للمشاركة سواء كانت موافقة على اتفاقيات أوسلو أو معارضة لها، وإن الأساس القانوني والمرجعية التي على أساسها ستجري مفاوضات الوضع النهائي ستتجاوز مرجعية أوسلو، وذلك بالاعتماد على جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بكل قضية من قضايا الوضع النهائي وليس فقط على القرار 242.
ثالثاً: كان الموتف سوريا المرحب بتصريحات | باراك، وتوجهاته التي وصلت إلى حد الغزل بين الرئيس الأسد وباراك، كان لهذا الموقف أثره المباشر على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تعارض أوسلو، سواء من موقع معارضة النظام السوري أو من موقع القناعة الخاصة لدى البعض الآخر وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس.
وقد بادرت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى حوار وطني شامل قبل سنة على أساس الخروج من قيود اتفاق أوسلو قبل انتهائه، ولكنها أصبحت في موقع مختلف بعد مصافحة حواتمة لوايزمان وردود فعل لجنة المتابعة لفصائل دمشق من الجبهة الديمقراطية وطردها من اللجنة.
ثلاث نقاط رئيسية يرتكز عليها الحوار الوطني
وجاء لقاء خدام مع بعض الفصائل ذات العلاقة الوثيقة بالنظام السوري وأجهزته وخاصة الصاعقة والقيادة العامة وبحضور رئيس لجنة المتابعة الأخ خالد الفاهوم ليخبرهم أن سوريا ذاهبة إلى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، وطالبهم بالتخلي عن الدور الكفاحي المعلن والتحول إلى منظمات أهلية ذات مهمات إنسانية واجتماعية أو إلى أحزاب سياسية.
وقد أدرك الإخوة في الجبهة الشعبية طبيعة المرحلة القادمة التي أصبح فيها اتفاق أوسلو بنتائجه قضية أمر واقع. وأن المستقبل لا يمنع من خوض غمار معركة الوضع النهائي من أجل منع مسلسل التنازلات التي ستقع نتائجها على عاتق الشعب الفلسطيني، وكل القوى وليس فقط على كاهل الجهة المفاوضة، وكان الجو العام القاضي بعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت المحددة بضرورة:
  1. الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس.
  2. تطبيق حق العودة للاجئين حسب قرار مجلس الأمن 194.
  3. تفكيك وإزالة جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها غير شرعية وعقبة في طريق السلام.
  4. حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو أمر غير قابل للتفاوض عليه.
  5. هذه الأجواء وهذه الأسس هي التي مهدت للحوار الثنائي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعددة الجبهة الديمقراطية.

* بصفتكم أحد المشاركين في لجنة الحوار الوطني ما هي قراءتكم لما دار من نقاش وحوار في القاهرة وسبل تعزيز هذا الحوار؟

- جاءت اللقاءات في إطار تعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات الوضع النهائي، وإن اللقاءين تما بين تنظيمات أساسية في الساحة الفلسطينية، كان اثنان منهما على خلاف مع موقف حركة فتح من مسيرة التسوية ويتحفظان على المجازفة التاريخية التي خاضتها حركة فتح مدعومة بعدد آخر من الفصائل وفي مقدمتها حزب الشعب وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي فدا وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية والتي شاركت جميعها في مؤسسات السلطة الوطنية وتدعم وجودها، ولقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي بتوحيد الموقف الفلسطيني على الرغم من وجود المعارضة الشكلية الموجودة في دمشق والتي بدأت تتآكل بانضمام الجبهة الشعبية والديمقراطية إلى الحوار الوطني الذي نسعى أن يكون شام.

* ما هي النقاط الأساسية التي اتفق عليها مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية؟

- كان جوهر اللقاءات هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة، وخاصة حق تقرير المصير وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد أكدت اللقاءات ضرورة تحديد الخطوط التي لا يجوز تجاوزها باعتبارها ثوابت أساسية ترتكز جميعها على قرارات الشرعية الدولية، وقد ارتكز الحوار على ثلاث نقاط أساسية:
أولا: الوضع السياسي ومسيرة التسوية وكيفية معالجة قضايا الوضع النهائي وتحديد مرجعية قانونية لهذه المفاوضات تتناسب مع أهمية القضايا التي لا يجوز مقايضتها بأي قضية انتقالية قائمة حسب الاتفاقات الموقعة أو قادمة من قضايا الحل النهائي.
المعارضة الشكلية في دمشق بدأت تتآكل بإنضمام الجبهتين إلى الحوار الوطني
ثانيا: ضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح على مستوى مواجهة المسؤوليات الحاسمة والحساسية التي تتطلبها مفاوضات الوضع النهائي وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة.
ثالثا التأكيد على أهمية تقرير الحوار الوطني الشامل ودعوة كافة القوى والفصائل والفعاليات للمشاركة في صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض ولتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجسيدها.

* وهل يعني هذا تفعيلا لدور منظمة التحرير الفلسطينية على صعيد مفاوضات التسوية السلمية؟

- كان التركيز واضحا فيما يتعلق بمنظمة التحرير وتفعيل وتطوير أجهزتها ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تمثل الشرعية القائمة الحماية المشروع الوطني الفلسطيني وهي المسؤولة من خلال لجنتها التنفيذية على متابعة المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي من خلال هيئة عليا تشارك فيها القوى السياسية والفعاليات والخبرات والكفاءات في القضايا ذات العلاقة.

* الجبهة الديمقراطية تقول أنها تحاور حركة فتح وليس السلطة الوطنية فما تفسيركم لذلك؟

- الجبهة الديمقراطية وحسب تصريحات أمينها العام الأخ نايف حواتمة لا تفرق بين فتح والسلطة الوطنية، وهو يصر في معرض رده على الأخ أبو علي مصطفى الذي طرح أن لقاء القاهرة كان بين الجبهة الشعبية وحركة فتح وليس مع السلطة انطلاقا من عدم رغبة الجبهة الشعبية أن يكون الحوار على أرضية اتفاق أوسلو الذي تشكل السلطة إفرازه الأساسي، إن الأخ نايف حواتمة يدرك أهمية الدور القيادي المسؤول الذي تتحمله حركة فتح في إنشاء السلطة الوطنية، وبنائها وتشكيل حكومتها ودورها في المجلس التشريعي، ولكنه يدرك أيضا أن فتح ليست الوحيدة التي قامت بهذه المهمات فدورها الرئيس لا ينكر ولا يجوز أن يقلل من أهمية القوى الوطنية الأخرى التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني الذي قاطعه نايف حواتمة.
القول بأن فتح هي السلطة كلام باطل يراد باطل
إن القول بان فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، والحقيقة لا تقلل من دور فتح الرئيسي في بناء السلطة وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب وكل قواه الوطنية والإسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا وباطل النشر بان الدولة المستقلة ستكون دولة فتح والفرض قسرا على تحويل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إلى حزب حاکم ، ومعركة التحرر لا تزال قائمة بوسائل مختلفة.

* هل هناك اتصالات مع باقي الفصائل الأخرى للدخول في الحوار الوطني؟

- الحوار الوطني الذي عقد في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 1999 /8/31 كان بداية الدعوة الى الحوار الوطني الشامل، لقد شاركت فيه جميع الفصائل التي تشارك عادة في لقاء الثلاثاء منتصف الشهري، وتغيبت حركة حماس لأسباب خاصة بها.
وقد قرر المجتمعون تعزيز دور لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المجلس المركزي والتي يرأسها الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، وكلف لجنة الاتصال بجميع القوى والفصائل التي لم تشارك في الاجتماع سواء كانت من فصائل منظمة التحرير المتواجدة في دمشق مثل الصاعقة والقيادة العامة أو الفصائل الوطنية والإسلامية غير المنضوية في إطار المنظمة، والتي لها حضور حقيقي على أرض الوطن، وسيكون الحوار الوطني أكثر شمولية من مجرد اجتماع فصائلي بحيث يضم الفعاليات النشطة للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وهيئات الحكم المحلي والنقابات والمنظمات الشعبية.

* ما هي الأمور والقضايا التي سنلمس تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، فيما يتعلق بنتائج الحوار الوطني؟

- ليس الحوار الوطني هدفا في حد ذاته، فهو مجرد وسيلة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة التي تجتمع حول برنامج عمل وخطة عمل محددة لتحقيق هدف وطني في عملية إجماع، وهو تجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المباركة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهو ما يتطلب إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات وإقامة علاقات مع دول الجوار، هذه القضايا تحتاج إلى جهد ومدى زمني وهو الأمر الذي يتطلب ممن يتصدى لتطوير الحوار أن لا ينتظر نتائج مباشرة على الساحة الإقليمية والمحلية. إن نتائج الحوار الوطني.. وترسيخ الوحدة الوطنية ستكون لها آثار مركبة حيث أولها صيانة المشروع الوطني الفلسطيني من التآكل، والتراجع فنتيجة تأقلم بعض ذوي المصالح الخاصة مع الطروحات الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية على حساب البعد الوطني.
لقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي في توحيد الموقف الفلسطيني
وان مواجهة مشروع الأسرلة لا يقل أهمية عن بناء المشروع الوطني والقضيتان بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة تفضح الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن وتجتثها من الجذور.
إن أولى نتائج الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية ستظهر في أول اجتماع قادم للمجلس المركزي حیث لابد من قرار واضح حول تجسيد الدولة وحق تقرير المصير والمدى الزمني الذي ستتحقق فيه هذه الإنجازات على الأرض. إن الوحدة الوطنية القادرة على منع أي عمل من شانه تعطيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المقررة حسب مذكرة نهر الواي هي وحدة وطنية فعالة. وان هذه الوحدة القادرة على منع أي عمل من شأنه أن يعطل عملية تحرير مئات من الأسرى الأبطال هي وحدة وطنية فاعلة.. هذا ما نرجوه في الوضع الراهن أما المهمات الأكبر فهي في الوحدة الوطنية لبناء الوطن الغالي بجهود كل أبنائه، فيد الله مع الجماعة.
صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة الحوار الوطني ليس هدفا في حد ذاته، إنما هو وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة والفاعلة لصيانة المشروع الوطني من التأكل والتراجع، ولعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت .. ويواجه مشروع الأسرلة بفضح واجتثاث الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن. هذا ما أوضحه الأخ المناضل صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام في معرض إجابته عن تساؤلات " مجلة الرأي " مؤكدا أن القول بأن فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، لأنه لا يجوز التقليل من أهمية القوى الوطنية التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني.. فحركة فتح لها الدور الرئيسي في بناء السلطة الوطنية وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب و كل قواه الوطنية والاسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها الى الدولة الفلسطنية التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا مشددا على أن حركة فتح لا يمكن تحويلها قسرا إلى حزب حاکم ومعركة التحررلا تزال قائمة بوسائل مختلفة.. مشيرا إلى الموقف السوري وأسباب مطالبة الفصائل بالتخلي عن الدور الكفاحي وهذا نص الحوار: * ما هي الأجواء التي مهدت للحوار الوطني الذي جرى في القاهرة مؤخرا؟ أولا: كان اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في نيسان الماضي مناسبة هامة لدعوة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بإعلان تجسيد الدولة بعد انتهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات في الرابع من أيار ۱۹۹۹ وقد شاركت منظمات وطنية وإسلامية كانت تقاطع وتدين الاجتماعات على أرضية اتفاقية أوسلو، وخاصة الجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي، واستمرت الجبهة الشعبية في موقفها من المقاطعة. وقد سبق اجتماع المجلس المركزي جولة مكثفة من اللقاءات بين الفصائل العشرة التالية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حزب الشعب الفلسطيني - جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا۔ جبهة التحرير الفلسطينية - جبهة التحرير العربية - الجبهة العربية الفلسطينية - حركة حماس. الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة وقد أصدرت هذه الفصائل موقفا طالبت فيه بضرورة إعلان تجسيد الدولة بعاصمتها القدس المباركة، وإنهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات، وطالبت برفض تمديد المرحلة الانتقالية. وقد تحفظ الإخوة في حماس على البيان من موقف معارضتهم لكل ما يتعلق باتفاق أوسلو ونتائجه. وقد استمرت اللقاءات بين الفصائل العشرة مرتين شهريا أصدرت خلالها عدة بيانات ووجهت مذكرات للاخ الرئيس أبو عمار وللأخ رئيس المجلس الوطني أبو الأديب تحثهم على تشكيل وتفعيل اللجان التي أقرها المجلس المركزي، وكان من هذه اللجان، لجنة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ أبو الأديب. ثانيا: جاء نجاح باراك في الانتخابات ملبية الرغبات الكثيرين من أنصار مسيرة السلام، ولكن - تصريحاته الأولى ولاءاته النتنياهية جاءت مخيبة للآمال، ولقد لعبت تصريحات باراك حول المسار اللبناني والمسار السوري وأهميتهما دورا | هاما في خلق أجواء متناقضة، جعلت السلطة | الوطنية في موقف المناشد لتنفيذ مذكرة نهر الواي التي كان باراك يؤيدها وهو في المعارضة. أصبحت المنظمة والمجلس المركزي هي الشرعية للنظام الفلسطيني القائم حيث انتهت اتفاقية المرحلة الانتقالية في 1999/5/4 , لأن المنظمه هي الخيمة الجامعة للشعب الفلسطيني، أصبح تكثيف الحوار من خلال لجنة الوحدة الوطنية ضرورية، وأعلنت المنظمة أنه بعد تنفيذ مذكرة الواي التي سيتم من خلالها مضاعفة الأراضي الفلسطينية المحررة بشكل كامل مناطق (1) خمسة أضعاف. وإن مفاوضات الوضع النهائي هي الأساس لحماية مستقبل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وان جميع الفصائل والقوي مدعوة للمشاركة سواء كانت موافقة على اتفاقيات أوسلو أو معارضة لها، وإن الأساس القانوني والمرجعية التي على أساسها ستجري مفاوضات الوضع النهائي ستتجاوز مرجعية أوسلو، وذلك بالاعتماد على جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بكل قضية من قضايا الوضع النهائي وليس فقط على القرار 242. ثالثاً: كان الموتف سوريا المرحب بتصريحات | باراك، وتوجهاته التي وصلت إلى حد الغزل بين الرئيس الأسد وباراك، كان لهذا الموقف أثره المباشر على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تعارض أوسلو، سواء من موقع معارضة النظام السوري أو من موقع القناعة الخاصة لدى البعض الآخر وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس. وقد بادرت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى حوار وطني شامل قبل سنة على أساس الخروج من قيود اتفاق أوسلو قبل انتهائه، ولكنها أصبحت في موقع مختلف بعد مصافحة حواتمة لوايزمان وردود فعل لجنة المتابعة لفصائل دمشق من الجبهة الديمقراطية وطردها من اللجنة. ثلاث نقاط رئيسية يرتكز عليها الحوار الوطني وجاء لقاء خدام مع بعض الفصائل ذات العلاقة الوثيقة بالنظام السوري وأجهزته وخاصة الصاعقة والقيادة العامة وبحضور رئيس لجنة المتابعة الأخ خالد الفاهوم ليخبرهم أن سوريا ذاهبة إلى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، وطالبهم بالتخلي عن الدور الكفاحي المعلن والتحول إلى منظمات أهلية ذات مهمات إنسانية واجتماعية أو إلى أحزاب سياسية. وقد أدرك الإخوة في الجبهة الشعبية طبيعة المرحلة القادمة التي أصبح فيها اتفاق أوسلو بنتائجه قضية أمر واقع. وأن المستقبل لا يمنع من خوض غمار معركة الوضع النهائي من أجل منع مسلسل التنازلات التي ستقع نتائجها على عاتق الشعب الفلسطيني، وكل القوى وليس فقط على كاهل الجهة المفاوضة، وكان الجو العام القاضي بعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت المحددة بضرورة: الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. تطبيق حق العودة للاجئين حسب قرار مجلس الأمن 194. تفكيك وإزالة جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها غير شرعية وعقبة في طريق السلام. حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو أمر غير قابل للتفاوض عليه. هذه الأجواء وهذه الأسس هي التي مهدت للحوار الثنائي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعددة الجبهة الديمقراطية. * بصفتكم أحد المشاركين في لجنة الحوار الوطني ما هي قراءتكم لما دار من نقاش وحوار في القاهرة وسبل تعزيز هذا الحوار؟ - جاءت اللقاءات في إطار تعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات الوضع النهائي، وإن اللقاءين تما بين تنظيمات أساسية في الساحة الفلسطينية، كان اثنان منهما على خلاف مع موقف حركة فتح من مسيرة التسوية ويتحفظان على المجازفة التاريخية التي خاضتها حركة فتح مدعومة بعدد آخر من الفصائل وفي مقدمتها حزب الشعب وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي فدا وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية والتي شاركت جميعها في مؤسسات السلطة الوطنية وتدعم وجودها، ولقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي بتوحيد الموقف الفلسطيني على الرغم من وجود المعارضة الشكلية الموجودة في دمشق والتي بدأت تتآكل بانضمام الجبهة الشعبية والديمقراطية إلى الحوار الوطني الذي نسعى أن يكون شام. * ما هي النقاط الأساسية التي اتفق عليها مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية؟ - كان جوهر اللقاءات هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة، وخاصة حق تقرير المصير وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد أكدت اللقاءات ضرورة تحديد الخطوط التي لا يجوز تجاوزها باعتبارها ثوابت أساسية ترتكز جميعها على قرارات الشرعية الدولية، وقد ارتكز الحوار على ثلاث نقاط أساسية: أولا: الوضع السياسي ومسيرة التسوية وكيفية معالجة قضايا الوضع النهائي وتحديد مرجعية قانونية لهذه المفاوضات تتناسب مع أهمية القضايا التي لا يجوز مقايضتها بأي قضية انتقالية قائمة حسب الاتفاقات الموقعة أو قادمة من قضايا الحل النهائي. المعارضة الشكلية في دمشق بدأت تتآكل بإنضمام الجبهتين إلى الحوار الوطني ثانيا: ضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح على مستوى مواجهة المسؤوليات الحاسمة والحساسية التي تتطلبها مفاوضات الوضع النهائي وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة. ثالثا التأكيد على أهمية تقرير الحوار الوطني الشامل ودعوة كافة القوى والفصائل والفعاليات للمشاركة في صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض ولتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجسيدها. * وهل يعني هذا تفعيلا لدور منظمة التحرير الفلسطينية على صعيد مفاوضات التسوية السلمية؟ - كان التركيز واضحا فيما يتعلق بمنظمة التحرير وتفعيل وتطوير أجهزتها ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تمثل الشرعية القائمة الحماية المشروع الوطني الفلسطيني وهي المسؤولة من خلال لجنتها التنفيذية على متابعة المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي من خلال هيئة عليا تشارك فيها القوى السياسية والفعاليات والخبرات والكفاءات في القضايا ذات العلاقة. * الجبهة الديمقراطية تقول أنها تحاور حركة فتح وليس السلطة الوطنية فما تفسيركم لذلك؟ - الجبهة الديمقراطية وحسب تصريحات أمينها العام الأخ نايف حواتمة لا تفرق بين فتح والسلطة الوطنية، وهو يصر في معرض رده على الأخ أبو علي مصطفى الذي طرح أن لقاء القاهرة كان بين الجبهة الشعبية وحركة فتح وليس مع السلطة انطلاقا من عدم رغبة الجبهة الشعبية أن يكون الحوار على أرضية اتفاق أوسلو الذي تشكل السلطة إفرازه الأساسي، إن الأخ نايف حواتمة يدرك أهمية الدور القيادي المسؤول الذي تتحمله حركة فتح في إنشاء السلطة الوطنية، وبنائها وتشكيل حكومتها ودورها في المجلس التشريعي، ولكنه يدرك أيضا أن فتح ليست الوحيدة التي قامت بهذه المهمات فدورها الرئيس لا ينكر ولا يجوز أن يقلل من أهمية القوى الوطنية الأخرى التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني الذي قاطعه نايف حواتمة. القول بأن فتح هي السلطة كلام باطل يراد باطل إن القول بان فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، والحقيقة لا تقلل من دور فتح الرئيسي في بناء السلطة وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب وكل قواه الوطنية والإسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا وباطل النشر بان الدولة المستقلة ستكون دولة فتح والفرض قسرا على تحويل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إلى حزب حاکم ، ومعركة التحرر لا تزال قائمة بوسائل مختلفة. * هل هناك اتصالات مع باقي الفصائل الأخرى للدخول في الحوار الوطني؟ - الحوار الوطني الذي عقد في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 1999 /8/31 كان بداية الدعوة الى الحوار الوطني الشامل، لقد شاركت فيه جميع الفصائل التي تشارك عادة في لقاء الثلاثاء منتصف الشهري، وتغيبت حركة حماس لأسباب خاصة بها. وقد قرر المجتمعون تعزيز دور لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المجلس المركزي والتي يرأسها الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، وكلف لجنة الاتصال بجميع القوى والفصائل التي لم تشارك في الاجتماع سواء كانت من فصائل منظمة التحرير المتواجدة في دمشق مثل الصاعقة والقيادة العامة أو الفصائل الوطنية والإسلامية غير المنضوية في إطار المنظمة، والتي لها حضور حقيقي على أرض الوطن، وسيكون الحوار الوطني أكثر شمولية من مجرد اجتماع فصائلي بحيث يضم الفعاليات النشطة للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وهيئات الحكم المحلي والنقابات والمنظمات الشعبية. * ما هي الأمور والقضايا التي سنلمس تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، فيما يتعلق بنتائج الحوار الوطني؟ - ليس الحوار الوطني هدفا في حد ذاته، فهو مجرد وسيلة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة التي تجتمع حول برنامج عمل وخطة عمل محددة لتحقيق هدف وطني في عملية إجماع، وهو تجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المباركة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهو ما يتطلب إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات وإقامة علاقات مع دول الجوار، هذه القضايا تحتاج إلى جهد ومدى زمني وهو الأمر الذي يتطلب ممن يتصدى لتطوير الحوار أن لا ينتظر نتائج مباشرة على الساحة الإقليمية والمحلية. إن نتائج الحوار الوطني.. وترسيخ الوحدة الوطنية ستكون لها آثار مركبة حيث أولها صيانة المشروع الوطني الفلسطيني من التآكل، والتراجع فنتيجة تأقلم بعض ذوي المصالح الخاصة مع الطروحات الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية على حساب البعد الوطني. لقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي في توحيد الموقف الفلسطيني وان مواجهة مشروع الأسرلة لا يقل أهمية عن بناء المشروع الوطني والقضيتان بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة تفضح الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن وتجتثها من الجذور. إن أولى نتائج الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية ستظهر في أول اجتماع قادم للمجلس المركزي حیث لابد من قرار واضح حول تجسيد الدولة وحق تقرير المصير والمدى الزمني الذي ستتحقق فيه هذه الإنجازات على الأرض. إن الوحدة الوطنية القادرة على منع أي عمل من شانه تعطيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المقررة حسب مذكرة نهر الواي هي وحدة وطنية فعالة. وان هذه الوحدة القادرة على منع أي عمل من شأنه أن يعطل عملية تحرير مئات من الأسرى الأبطال هي وحدة وطنية فاعلة.. هذا ما نرجوه في الوضع الراهن أما المهمات الأكبر فهي في الوحدة الوطنية لبناء الوطن الغالي بجهود كل أبنائه، فيد الله مع الجماعة.    نشر بتاريخ 14/8/1999 - مجلة الرأي - عدد 25
صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة الحوار الوطني ليس هدفا في حد ذاته، إنما هو وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة والفاعلة لصيانة المشروع الوطني من التأكل والتراجع، ولعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت .. ويواجه مشروع الأسرلة بفضح واجتثاث الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن. هذا ما أوضحه الأخ المناضل صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام في معرض إجابته عن تساؤلات " مجلة الرأي " مؤكدا أن القول بأن فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، لأنه لا يجوز التقليل من أهمية القوى الوطنية التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني.. فحركة فتح لها الدور الرئيسي في بناء السلطة الوطنية وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب و كل قواه الوطنية والاسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها الى الدولة الفلسطنية التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا مشددا على أن حركة فتح لا يمكن تحويلها قسرا إلى حزب حاکم ومعركة التحررلا تزال قائمة بوسائل مختلفة.. مشيرا إلى الموقف السوري وأسباب مطالبة الفصائل بالتخلي عن الدور الكفاحي وهذا نص الحوار: * ما هي الأجواء التي مهدت للحوار الوطني الذي جرى في القاهرة مؤخرا؟ أولا: كان اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في نيسان الماضي مناسبة هامة لدعوة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بإعلان تجسيد الدولة بعد انتهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات في الرابع من أيار ۱۹۹۹ وقد شاركت منظمات وطنية وإسلامية كانت تقاطع وتدين الاجتماعات على أرضية اتفاقية أوسلو، وخاصة الجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي، واستمرت الجبهة الشعبية في موقفها من المقاطعة. وقد سبق اجتماع المجلس المركزي جولة مكثفة من اللقاءات بين الفصائل العشرة التالية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حزب الشعب الفلسطيني - جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا۔ جبهة التحرير الفلسطينية - جبهة التحرير العربية - الجبهة العربية الفلسطينية - حركة حماس. الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة وقد أصدرت هذه الفصائل موقفا طالبت فيه بضرورة إعلان تجسيد الدولة بعاصمتها القدس المباركة، وإنهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات، وطالبت برفض تمديد المرحلة الانتقالية. وقد تحفظ الإخوة في حماس على البيان من موقف معارضتهم لكل ما يتعلق باتفاق أوسلو ونتائجه. وقد استمرت اللقاءات بين الفصائل العشرة مرتين شهريا أصدرت خلالها عدة بيانات ووجهت مذكرات للاخ الرئيس أبو عمار وللأخ رئيس المجلس الوطني أبو الأديب تحثهم على تشكيل وتفعيل اللجان التي أقرها المجلس المركزي، وكان من هذه اللجان، لجنة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ أبو الأديب. ثانيا: جاء نجاح باراك في الانتخابات ملبية الرغبات الكثيرين من أنصار مسيرة السلام، ولكن - تصريحاته الأولى ولاءاته النتنياهية جاءت مخيبة للآمال، ولقد لعبت تصريحات باراك حول المسار اللبناني والمسار السوري وأهميتهما دورا | هاما في خلق أجواء متناقضة، جعلت السلطة | الوطنية في موقف المناشد لتنفيذ مذكرة نهر الواي التي كان باراك يؤيدها وهو في المعارضة. أصبحت المنظمة والمجلس المركزي هي الشرعية للنظام الفلسطيني القائم حيث انتهت اتفاقية المرحلة الانتقالية في 1999/5/4 , لأن المنظمه هي الخيمة الجامعة للشعب الفلسطيني، أصبح تكثيف الحوار من خلال لجنة الوحدة الوطنية ضرورية، وأعلنت المنظمة أنه بعد تنفيذ مذكرة الواي التي سيتم من خلالها مضاعفة الأراضي الفلسطينية المحررة بشكل كامل مناطق (1) خمسة أضعاف. وإن مفاوضات الوضع النهائي هي الأساس لحماية مستقبل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وان جميع الفصائل والقوي مدعوة للمشاركة سواء كانت موافقة على اتفاقيات أوسلو أو معارضة لها، وإن الأساس القانوني والمرجعية التي على أساسها ستجري مفاوضات الوضع النهائي ستتجاوز مرجعية أوسلو، وذلك بالاعتماد على جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بكل قضية من قضايا الوضع النهائي وليس فقط على القرار 242. ثالثاً: كان الموتف سوريا المرحب بتصريحات | باراك، وتوجهاته التي وصلت إلى حد الغزل بين الرئيس الأسد وباراك، كان لهذا الموقف أثره المباشر على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تعارض أوسلو، سواء من موقع معارضة النظام السوري أو من موقع القناعة الخاصة لدى البعض الآخر وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس. وقد بادرت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى حوار وطني شامل قبل سنة على أساس الخروج من قيود اتفاق أوسلو قبل انتهائه، ولكنها أصبحت في موقع مختلف بعد مصافحة حواتمة لوايزمان وردود فعل لجنة المتابعة لفصائل دمشق من الجبهة الديمقراطية وطردها من اللجنة. ثلاث نقاط رئيسية يرتكز عليها الحوار الوطني وجاء لقاء خدام مع بعض الفصائل ذات العلاقة الوثيقة بالنظام السوري وأجهزته وخاصة الصاعقة والقيادة العامة وبحضور رئيس لجنة المتابعة الأخ خالد الفاهوم ليخبرهم أن سوريا ذاهبة إلى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، وطالبهم بالتخلي عن الدور الكفاحي المعلن والتحول إلى منظمات أهلية ذات مهمات إنسانية واجتماعية أو إلى أحزاب سياسية. وقد أدرك الإخوة في الجبهة الشعبية طبيعة المرحلة القادمة التي أصبح فيها اتفاق أوسلو بنتائجه قضية أمر واقع. وأن المستقبل لا يمنع من خوض غمار معركة الوضع النهائي من أجل منع مسلسل التنازلات التي ستقع نتائجها على عاتق الشعب الفلسطيني، وكل القوى وليس فقط على كاهل الجهة المفاوضة، وكان الجو العام القاضي بعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت المحددة بضرورة: الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. تطبيق حق العودة للاجئين حسب قرار مجلس الأمن 194. تفكيك وإزالة جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها غير شرعية وعقبة في طريق السلام. حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو أمر غير قابل للتفاوض عليه. هذه الأجواء وهذه الأسس هي التي مهدت للحوار الثنائي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعددة الجبهة الديمقراطية. * بصفتكم أحد المشاركين في لجنة الحوار الوطني ما هي قراءتكم لما دار من نقاش وحوار في القاهرة وسبل تعزيز هذا الحوار؟ - جاءت اللقاءات في إطار تعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات الوضع النهائي، وإن اللقاءين تما بين تنظيمات أساسية في الساحة الفلسطينية، كان اثنان منهما على خلاف مع موقف حركة فتح من مسيرة التسوية ويتحفظان على المجازفة التاريخية التي خاضتها حركة فتح مدعومة بعدد آخر من الفصائل وفي مقدمتها حزب الشعب وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي فدا وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية والتي شاركت جميعها في مؤسسات السلطة الوطنية وتدعم وجودها، ولقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي بتوحيد الموقف الفلسطيني على الرغم من وجود المعارضة الشكلية الموجودة في دمشق والتي بدأت تتآكل بانضمام الجبهة الشعبية والديمقراطية إلى الحوار الوطني الذي نسعى أن يكون شام. * ما هي النقاط الأساسية التي اتفق عليها مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية؟ - كان جوهر اللقاءات هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة، وخاصة حق تقرير المصير وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد أكدت اللقاءات ضرورة تحديد الخطوط التي لا يجوز تجاوزها باعتبارها ثوابت أساسية ترتكز جميعها على قرارات الشرعية الدولية، وقد ارتكز الحوار على ثلاث نقاط أساسية: أولا: الوضع السياسي ومسيرة التسوية وكيفية معالجة قضايا الوضع النهائي وتحديد مرجعية قانونية لهذه المفاوضات تتناسب مع أهمية القضايا التي لا يجوز مقايضتها بأي قضية انتقالية قائمة حسب الاتفاقات الموقعة أو قادمة من قضايا الحل النهائي. المعارضة الشكلية في دمشق بدأت تتآكل بإنضمام الجبهتين إلى الحوار الوطني ثانيا: ضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح على مستوى مواجهة المسؤوليات الحاسمة والحساسية التي تتطلبها مفاوضات الوضع النهائي وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة. ثالثا التأكيد على أهمية تقرير الحوار الوطني الشامل ودعوة كافة القوى والفصائل والفعاليات للمشاركة في صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض ولتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجسيدها. * وهل يعني هذا تفعيلا لدور منظمة التحرير الفلسطينية على صعيد مفاوضات التسوية السلمية؟ - كان التركيز واضحا فيما يتعلق بمنظمة التحرير وتفعيل وتطوير أجهزتها ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تمثل الشرعية القائمة الحماية المشروع الوطني الفلسطيني وهي المسؤولة من خلال لجنتها التنفيذية على متابعة المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي من خلال هيئة عليا تشارك فيها القوى السياسية والفعاليات والخبرات والكفاءات في القضايا ذات العلاقة. * الجبهة الديمقراطية تقول أنها تحاور حركة فتح وليس السلطة الوطنية فما تفسيركم لذلك؟ - الجبهة الديمقراطية وحسب تصريحات أمينها العام الأخ نايف حواتمة لا تفرق بين فتح والسلطة الوطنية، وهو يصر في معرض رده على الأخ أبو علي مصطفى الذي طرح أن لقاء القاهرة كان بين الجبهة الشعبية وحركة فتح وليس مع السلطة انطلاقا من عدم رغبة الجبهة الشعبية أن يكون الحوار على أرضية اتفاق أوسلو الذي تشكل السلطة إفرازه الأساسي، إن الأخ نايف حواتمة يدرك أهمية الدور القيادي المسؤول الذي تتحمله حركة فتح في إنشاء السلطة الوطنية، وبنائها وتشكيل حكومتها ودورها في المجلس التشريعي، ولكنه يدرك أيضا أن فتح ليست الوحيدة التي قامت بهذه المهمات فدورها الرئيس لا ينكر ولا يجوز أن يقلل من أهمية القوى الوطنية الأخرى التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني الذي قاطعه نايف حواتمة. القول بأن فتح هي السلطة كلام باطل يراد باطل إن القول بان فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، والحقيقة لا تقلل من دور فتح الرئيسي في بناء السلطة وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب وكل قواه الوطنية والإسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا وباطل النشر بان الدولة المستقلة ستكون دولة فتح والفرض قسرا على تحويل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إلى حزب حاکم ، ومعركة التحرر لا تزال قائمة بوسائل مختلفة. * هل هناك اتصالات مع باقي الفصائل الأخرى للدخول في الحوار الوطني؟ - الحوار الوطني الذي عقد في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 1999 /8/31 كان بداية الدعوة الى الحوار الوطني الشامل، لقد شاركت فيه جميع الفصائل التي تشارك عادة في لقاء الثلاثاء منتصف الشهري، وتغيبت حركة حماس لأسباب خاصة بها. وقد قرر المجتمعون تعزيز دور لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المجلس المركزي والتي يرأسها الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، وكلف لجنة الاتصال بجميع القوى والفصائل التي لم تشارك في الاجتماع سواء كانت من فصائل منظمة التحرير المتواجدة في دمشق مثل الصاعقة والقيادة العامة أو الفصائل الوطنية والإسلامية غير المنضوية في إطار المنظمة، والتي لها حضور حقيقي على أرض الوطن، وسيكون الحوار الوطني أكثر شمولية من مجرد اجتماع فصائلي بحيث يضم الفعاليات النشطة للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وهيئات الحكم المحلي والنقابات والمنظمات الشعبية. * ما هي الأمور والقضايا التي سنلمس تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، فيما يتعلق بنتائج الحوار الوطني؟ - ليس الحوار الوطني هدفا في حد ذاته، فهو مجرد وسيلة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة التي تجتمع حول برنامج عمل وخطة عمل محددة لتحقيق هدف وطني في عملية إجماع، وهو تجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المباركة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهو ما يتطلب إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات وإقامة علاقات مع دول الجوار، هذه القضايا تحتاج إلى جهد ومدى زمني وهو الأمر الذي يتطلب ممن يتصدى لتطوير الحوار أن لا ينتظر نتائج مباشرة على الساحة الإقليمية والمحلية. إن نتائج الحوار الوطني.. وترسيخ الوحدة الوطنية ستكون لها آثار مركبة حيث أولها صيانة المشروع الوطني الفلسطيني من التآكل، والتراجع فنتيجة تأقلم بعض ذوي المصالح الخاصة مع الطروحات الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية على حساب البعد الوطني. لقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي في توحيد الموقف الفلسطيني وان مواجهة مشروع الأسرلة لا يقل أهمية عن بناء المشروع الوطني والقضيتان بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة تفضح الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن وتجتثها من الجذور. إن أولى نتائج الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية ستظهر في أول اجتماع قادم للمجلس المركزي حیث لابد من قرار واضح حول تجسيد الدولة وحق تقرير المصير والمدى الزمني الذي ستتحقق فيه هذه الإنجازات على الأرض. إن الوحدة الوطنية القادرة على منع أي عمل من شانه تعطيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المقررة حسب مذكرة نهر الواي هي وحدة وطنية فعالة. وان هذه الوحدة القادرة على منع أي عمل من شأنه أن يعطل عملية تحرير مئات من الأسرى الأبطال هي وحدة وطنية فاعلة.. هذا ما نرجوه في الوضع الراهن أما المهمات الأكبر فهي في الوحدة الوطنية لبناء الوطن الغالي بجهود كل أبنائه، فيد الله مع الجماعة.    نشر بتاريخ 14/8/1999 - مجلة الرأي - عدد 25
صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة الحوار الوطني ليس هدفا في حد ذاته، إنما هو وسيلة لترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة والفاعلة لصيانة المشروع الوطني من التأكل والتراجع، ولعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت .. ويواجه مشروع الأسرلة بفضح واجتثاث الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن. هذا ما أوضحه الأخ المناضل صخر حبش (أبو نزار) عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤول التعبئة الفكرية والإعلام في معرض إجابته عن تساؤلات " مجلة الرأي " مؤكدا أن القول بأن فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، لأنه لا يجوز التقليل من أهمية القوى الوطنية التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني.. فحركة فتح لها الدور الرئيسي في بناء السلطة الوطنية وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب و كل قواه الوطنية والاسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها الى الدولة الفلسطنية التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا مشددا على أن حركة فتح لا يمكن تحويلها قسرا إلى حزب حاکم ومعركة التحررلا تزال قائمة بوسائل مختلفة.. مشيرا إلى الموقف السوري وأسباب مطالبة الفصائل بالتخلي عن الدور الكفاحي وهذا نص الحوار: * ما هي الأجواء التي مهدت للحوار الوطني الذي جرى في القاهرة مؤخرا؟ أولا: كان اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في نيسان الماضي مناسبة هامة لدعوة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بإعلان تجسيد الدولة بعد انتهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات في الرابع من أيار ۱۹۹۹ وقد شاركت منظمات وطنية وإسلامية كانت تقاطع وتدين الاجتماعات على أرضية اتفاقية أوسلو، وخاصة الجبهة الديمقراطية وحماس والجهاد الإسلامي، واستمرت الجبهة الشعبية في موقفها من المقاطعة. وقد سبق اجتماع المجلس المركزي جولة مكثفة من اللقاءات بين الفصائل العشرة التالية: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حزب الشعب الفلسطيني - جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا۔ جبهة التحرير الفلسطينية - جبهة التحرير العربية - الجبهة العربية الفلسطينية - حركة حماس. الحوار الوطني يعزز الموقف الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة وقد أصدرت هذه الفصائل موقفا طالبت فيه بضرورة إعلان تجسيد الدولة بعاصمتها القدس المباركة، وإنهاء مرحلة الحكم الذاتي الانتقالي والاتفاقيات، وطالبت برفض تمديد المرحلة الانتقالية. وقد تحفظ الإخوة في حماس على البيان من موقف معارضتهم لكل ما يتعلق باتفاق أوسلو ونتائجه. وقد استمرت اللقاءات بين الفصائل العشرة مرتين شهريا أصدرت خلالها عدة بيانات ووجهت مذكرات للاخ الرئيس أبو عمار وللأخ رئيس المجلس الوطني أبو الأديب تحثهم على تشكيل وتفعيل اللجان التي أقرها المجلس المركزي، وكان من هذه اللجان، لجنة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ أبو الأديب. ثانيا: جاء نجاح باراك في الانتخابات ملبية الرغبات الكثيرين من أنصار مسيرة السلام، ولكن - تصريحاته الأولى ولاءاته النتنياهية جاءت مخيبة للآمال، ولقد لعبت تصريحات باراك حول المسار اللبناني والمسار السوري وأهميتهما دورا | هاما في خلق أجواء متناقضة، جعلت السلطة | الوطنية في موقف المناشد لتنفيذ مذكرة نهر الواي التي كان باراك يؤيدها وهو في المعارضة. أصبحت المنظمة والمجلس المركزي هي الشرعية للنظام الفلسطيني القائم حيث انتهت اتفاقية المرحلة الانتقالية في 1999/5/4 , لأن المنظمه هي الخيمة الجامعة للشعب الفلسطيني، أصبح تكثيف الحوار من خلال لجنة الوحدة الوطنية ضرورية، وأعلنت المنظمة أنه بعد تنفيذ مذكرة الواي التي سيتم من خلالها مضاعفة الأراضي الفلسطينية المحررة بشكل كامل مناطق (1) خمسة أضعاف. وإن مفاوضات الوضع النهائي هي الأساس لحماية مستقبل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وان جميع الفصائل والقوي مدعوة للمشاركة سواء كانت موافقة على اتفاقيات أوسلو أو معارضة لها، وإن الأساس القانوني والمرجعية التي على أساسها ستجري مفاوضات الوضع النهائي ستتجاوز مرجعية أوسلو، وذلك بالاعتماد على جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بكل قضية من قضايا الوضع النهائي وليس فقط على القرار 242. ثالثاً: كان الموتف سوريا المرحب بتصريحات | باراك، وتوجهاته التي وصلت إلى حد الغزل بين الرئيس الأسد وباراك، كان لهذا الموقف أثره المباشر على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا والتي تعارض أوسلو، سواء من موقع معارضة النظام السوري أو من موقع القناعة الخاصة لدى البعض الآخر وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحماس. وقد بادرت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى حوار وطني شامل قبل سنة على أساس الخروج من قيود اتفاق أوسلو قبل انتهائه، ولكنها أصبحت في موقع مختلف بعد مصافحة حواتمة لوايزمان وردود فعل لجنة المتابعة لفصائل دمشق من الجبهة الديمقراطية وطردها من اللجنة. ثلاث نقاط رئيسية يرتكز عليها الحوار الوطني وجاء لقاء خدام مع بعض الفصائل ذات العلاقة الوثيقة بالنظام السوري وأجهزته وخاصة الصاعقة والقيادة العامة وبحضور رئيس لجنة المتابعة الأخ خالد الفاهوم ليخبرهم أن سوريا ذاهبة إلى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل خلال ثلاثة أشهر، وطالبهم بالتخلي عن الدور الكفاحي المعلن والتحول إلى منظمات أهلية ذات مهمات إنسانية واجتماعية أو إلى أحزاب سياسية. وقد أدرك الإخوة في الجبهة الشعبية طبيعة المرحلة القادمة التي أصبح فيها اتفاق أوسلو بنتائجه قضية أمر واقع. وأن المستقبل لا يمنع من خوض غمار معركة الوضع النهائي من أجل منع مسلسل التنازلات التي ستقع نتائجها على عاتق الشعب الفلسطيني، وكل القوى وليس فقط على كاهل الجهة المفاوضة، وكان الجو العام القاضي بعبور مفاوضات الوضع النهائي على أساس اجماع وطني يتمسك بالثوابت المحددة بضرورة: الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. تطبيق حق العودة للاجئين حسب قرار مجلس الأمن 194. تفكيك وإزالة جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها غير شرعية وعقبة في طريق السلام. حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو أمر غير قابل للتفاوض عليه. هذه الأجواء وهذه الأسس هي التي مهدت للحوار الثنائي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعددة الجبهة الديمقراطية. * بصفتكم أحد المشاركين في لجنة الحوار الوطني ما هي قراءتكم لما دار من نقاش وحوار في القاهرة وسبل تعزيز هذا الحوار؟ - جاءت اللقاءات في إطار تعزيز الموقف الوطني الفلسطيني لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات الوضع النهائي، وإن اللقاءين تما بين تنظيمات أساسية في الساحة الفلسطينية، كان اثنان منهما على خلاف مع موقف حركة فتح من مسيرة التسوية ويتحفظان على المجازفة التاريخية التي خاضتها حركة فتح مدعومة بعدد آخر من الفصائل وفي مقدمتها حزب الشعب وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي فدا وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية والتي شاركت جميعها في مؤسسات السلطة الوطنية وتدعم وجودها، ولقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي بتوحيد الموقف الفلسطيني على الرغم من وجود المعارضة الشكلية الموجودة في دمشق والتي بدأت تتآكل بانضمام الجبهة الشعبية والديمقراطية إلى الحوار الوطني الذي نسعى أن يكون شام. * ما هي النقاط الأساسية التي اتفق عليها مع الجبهتين الشعبية والديمقراطية؟ - كان جوهر اللقاءات هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الراهنة والقادمة، وخاصة حق تقرير المصير وإعلان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد أكدت اللقاءات ضرورة تحديد الخطوط التي لا يجوز تجاوزها باعتبارها ثوابت أساسية ترتكز جميعها على قرارات الشرعية الدولية، وقد ارتكز الحوار على ثلاث نقاط أساسية: أولا: الوضع السياسي ومسيرة التسوية وكيفية معالجة قضايا الوضع النهائي وتحديد مرجعية قانونية لهذه المفاوضات تتناسب مع أهمية القضايا التي لا يجوز مقايضتها بأي قضية انتقالية قائمة حسب الاتفاقات الموقعة أو قادمة من قضايا الحل النهائي. المعارضة الشكلية في دمشق بدأت تتآكل بإنضمام الجبهتين إلى الحوار الوطني ثانيا: ضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح على مستوى مواجهة المسؤوليات الحاسمة والحساسية التي تتطلبها مفاوضات الوضع النهائي وانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة. ثالثا التأكيد على أهمية تقرير الحوار الوطني الشامل ودعوة كافة القوى والفصائل والفعاليات للمشاركة في صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض ولتحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجسيدها. * وهل يعني هذا تفعيلا لدور منظمة التحرير الفلسطينية على صعيد مفاوضات التسوية السلمية؟ - كان التركيز واضحا فيما يتعلق بمنظمة التحرير وتفعيل وتطوير أجهزتها ومؤسساتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تمثل الشرعية القائمة الحماية المشروع الوطني الفلسطيني وهي المسؤولة من خلال لجنتها التنفيذية على متابعة المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي من خلال هيئة عليا تشارك فيها القوى السياسية والفعاليات والخبرات والكفاءات في القضايا ذات العلاقة. * الجبهة الديمقراطية تقول أنها تحاور حركة فتح وليس السلطة الوطنية فما تفسيركم لذلك؟ - الجبهة الديمقراطية وحسب تصريحات أمينها العام الأخ نايف حواتمة لا تفرق بين فتح والسلطة الوطنية، وهو يصر في معرض رده على الأخ أبو علي مصطفى الذي طرح أن لقاء القاهرة كان بين الجبهة الشعبية وحركة فتح وليس مع السلطة انطلاقا من عدم رغبة الجبهة الشعبية أن يكون الحوار على أرضية اتفاق أوسلو الذي تشكل السلطة إفرازه الأساسي، إن الأخ نايف حواتمة يدرك أهمية الدور القيادي المسؤول الذي تتحمله حركة فتح في إنشاء السلطة الوطنية، وبنائها وتشكيل حكومتها ودورها في المجلس التشريعي، ولكنه يدرك أيضا أن فتح ليست الوحيدة التي قامت بهذه المهمات فدورها الرئيس لا ينكر ولا يجوز أن يقلل من أهمية القوى الوطنية الأخرى التي شاركت مع حركة فتح في قيام السلطة الوطنية بناء على قرار المجلس المركزي والمجلس الوطني الذي قاطعه نايف حواتمة. القول بأن فتح هي السلطة كلام باطل يراد باطل إن القول بان فتح هي السلطة هو كلام باطل يراد به باطل، والحقيقة لا تقلل من دور فتح الرئيسي في بناء السلطة وحمايتها وتطويرها فهي كمنظمة التحرير لكل الشعب وسلطة كل الشعب وكل قواه الوطنية والإسلامية المستعدة لتطوير السلطة وتحويلها إلى الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستكون للفلسطينيين أينما كانوا وباطل النشر بان الدولة المستقلة ستكون دولة فتح والفرض قسرا على تحويل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح إلى حزب حاکم ، ومعركة التحرر لا تزال قائمة بوسائل مختلفة. * هل هناك اتصالات مع باقي الفصائل الأخرى للدخول في الحوار الوطني؟ - الحوار الوطني الذي عقد في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 1999 /8/31 كان بداية الدعوة الى الحوار الوطني الشامل، لقد شاركت فيه جميع الفصائل التي تشارك عادة في لقاء الثلاثاء منتصف الشهري، وتغيبت حركة حماس لأسباب خاصة بها. وقد قرر المجتمعون تعزيز دور لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المجلس المركزي والتي يرأسها الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني، وكلف لجنة الاتصال بجميع القوى والفصائل التي لم تشارك في الاجتماع سواء كانت من فصائل منظمة التحرير المتواجدة في دمشق مثل الصاعقة والقيادة العامة أو الفصائل الوطنية والإسلامية غير المنضوية في إطار المنظمة، والتي لها حضور حقيقي على أرض الوطن، وسيكون الحوار الوطني أكثر شمولية من مجرد اجتماع فصائلي بحيث يضم الفعاليات النشطة للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وهيئات الحكم المحلي والنقابات والمنظمات الشعبية. * ما هي الأمور والقضايا التي سنلمس تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، فيما يتعلق بنتائج الحوار الوطني؟ - ليس الحوار الوطني هدفا في حد ذاته، فهو مجرد وسيلة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الشاملة التي تجتمع حول برنامج عمل وخطة عمل محددة لتحقيق هدف وطني في عملية إجماع، وهو تجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المباركة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهو ما يتطلب إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات وإقامة علاقات مع دول الجوار، هذه القضايا تحتاج إلى جهد ومدى زمني وهو الأمر الذي يتطلب ممن يتصدى لتطوير الحوار أن لا ينتظر نتائج مباشرة على الساحة الإقليمية والمحلية. إن نتائج الحوار الوطني.. وترسيخ الوحدة الوطنية ستكون لها آثار مركبة حيث أولها صيانة المشروع الوطني الفلسطيني من التآكل، والتراجع فنتيجة تأقلم بعض ذوي المصالح الخاصة مع الطروحات الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية على حساب البعد الوطني. لقاءات القاهرة تساهم بشكل إيجابي في توحيد الموقف الفلسطيني وان مواجهة مشروع الأسرلة لا يقل أهمية عن بناء المشروع الوطني والقضيتان بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة تفضح الشوائب ذات المصالح الخاصة لصالح الوطن وتجتثها من الجذور. إن أولى نتائج الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية ستظهر في أول اجتماع قادم للمجلس المركزي حیث لابد من قرار واضح حول تجسيد الدولة وحق تقرير المصير والمدى الزمني الذي ستتحقق فيه هذه الإنجازات على الأرض. إن الوحدة الوطنية القادرة على منع أي عمل من شانه تعطيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المقررة حسب مذكرة نهر الواي هي وحدة وطنية فعالة. وان هذه الوحدة القادرة على منع أي عمل من شأنه أن يعطل عملية تحرير مئات من الأسرى الأبطال هي وحدة وطنية فاعلة.. هذا ما نرجوه في الوضع الراهن أما المهمات الأكبر فهي في الوحدة الوطنية لبناء الوطن الغالي بجهود كل أبنائه، فيد الله مع الجماعة.    نشر بتاريخ 14/8/1999 - مجلة الرأي - عدد 25

نشر بتاريخ 14/8/1999 - مجلة الرأي - عدد 25


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman