في ماهية البحث عن السعادة

قمر بن سالم - تونس "السعادة" هذه الكلمة بسيطة النطق، كثيرة الحروف..تختفي وراء ظل معناها، فإذا نطقناها توهمنا اكتسابها..و إذا كتبنا عنها تشعرنا بامتلاكها...و لكن هل تكفي كتابتها و هل يكفي النطق بها؟  هذه الكلمة ذات المعنى و اللا معنى كالطيف الهائم الحائم فهل نحن نمتلكها فعلا أم هو الخيال الذي نشبع به أحاسيسنا و اختلاجات أنفسنا؟ إننا نخاطب النفس بأنها تعيش السعادة ذاتها، فنحن نحيا..نتكلم..نمتلك..نبصر..نهنأ بالصحة و العافية..نعمل..نتمتع بالنوم..بالمأكل و المشرب..و بنعمة النسيان...  و لكن هل لتوفر هذه المسببات دليل الحصول على السعادة؟..هل نحن نستشعرها في ذاتها أم نتوهمها داخل منظومة حياتنا المتشابكة؟...إنني أحيا اذن أنا موجود .. فهل يكفي وجودي لأكون سعيدا؟ و إن أحيا فهل هذا دليل سعادتي؟أم عليا أن أحيا وفق معايير معينة للسعادة أحقق بها وجودي..فهناك فرق بأن أحيا و بين أن أوجد ضمن الأحياء...فهل للسعادة معايير تحدد؟ و هل هي النسخة المطابقة للأصل لكل الأحياء و الموجودين؟ كيف نسخر الموجودات لضمان حياة سعيدة؟  إن رغبة الموجود تختلف حسب توفر الموجودات المستهدفة و المراد تحقيقها، كما أنك لا يمكنك تسخيرها لنفسك كما ترغب لتحقيق سعادتك إلا إن سخرتها حسب ما يليق بك كي"تكون" ضمن مجتمعك بل حسب ما ترغب فيه "المؤسسة"، و ذلك بتحقيق رغبة الآخر- الموجود ليشبع سعادته فبا شباعك سعادته تكسب رضاه مما يوهمك باكتسابها لذاتك في المقابل ...أليس هو الوهم ذاته ؟؟؟  إن كل فرد منا يعيش وهم السعادة الذاتية-ضمن مؤسسته..في الحال أنها عملية إسعاد جماعي...فالآخر هو ظلك الذي تجاهد من أجل إرضاءه و ذلك لكي ترضي شعورك الراغب في الاطمئنان و العيش بهدوء و سكينة ..فتبتسم شفتاك بل و تتهلل أساريرك و ترقص و تقفز و تقول "أنا سعيد"  أما إذا ما جربنا مجرد الانفصال عن الآخر باختيار أبواب سعادتنا حسب رغبتنا لا حسب ما يمليه من رغبات، هل سيبقى "باب" السعادة مفتوحا على مصراعيه ؟ قطعا ستفتح بابا آخر و على مصراعيه أيضا و هو باب "الحرب"..لأنه لا يمكن للفرد تأسيس سعادته -ضمن المؤسسة- حسب رغباته و بفرده...فسعادته مرتبطة بإسعاد الآخر أو بمدى ما يحققه من إشباع لسعادة الآخر.هذه هي الحرب..حرب الذات مع الآخر،حرب مقنعة..و لكن ليس لها حدود،فعدم الخضوع لعملية إرضاء الآخر لن تحقق لك الرضا و قد تكون المتسبب في" تعاستك" ضمن البحث عن "سعادتك" بحرية، فنعتقد سوء الحظ في الحال أنه قد يكون سعيدا فقط بمجرد توفير هذا الإحساس للآخر الذي قد يكون فردا أو مجموعة أفراد أو فردا يمثل المجموعة بل مجموعة تمثل ذلك الفرد المتسلط...فليس بالضرورة أن يكون الخضوع و الرضوخ إهانة توجب التمرد لأنها بابا للسعادة حتى و إن كانت "وهمية"  هكذا هي المفاهيم...فلا تفهم القيم و الأخلاقيات و المفاهيم إلا بقراءتها بطريقة عكسية..بقلبها و النظر إليها كما لو أنك مصابا بالحول..فذلك هو "المطلوب"..أن تصاب بالحول و إلا قد تتهم بالخور و التمرد على مزيفات من القيم.  و بعد أن نحظى بالرضا الذاتي نتيجة إرضاء الآخر و إسعاده نبدأ بتحقيقها لأنفسنا خارجا عنه، بأن نعيش لحظاتنا من السعادة بالحرية التي نشاء في مؤسستنا الخاصة بنا ..بذواتنا..بحياتنا..كأن نرى السعادة في احتساء فنجانا من الشاي و القهوة مع من نحب..كأن نسعد باللعب مع أطفالنا..كأن نتجول و نفرح و نمرح بين الحدائق و السهول..كأن تحب و أن تكون محبوبا...فلا أحد قادر على منعك من ذلك... ثم نعود عودا على بدء لإسعاد الآخر لكي لا ينغلق باب سعادتنا.....

قمر بن سالم - تونس

"السعادة" هذه الكلمة بسيطة النطق، كثيرة الحروف..تختفي وراء ظل معناها، فإذا نطقناها توهمنا اكتسابها..و إذا كتبنا عنها تشعرنا بامتلاكها...و لكن هل تكفي كتابتها و هل يكفي النطق بها؟

هذه الكلمة ذات المعنى و اللا معنى كالطيف الهائم الحائم فهل نحن نمتلكها فعلا أم هو الخيال الذي نشبع به أحاسيسنا و اختلاجات أنفسنا؟ إننا نخاطب النفس بأنها تعيش السعادة ذاتها، فنحن نحيا..نتكلم..نمتلك..نبصر..نهنأ بالصحة و العافية..نعمل..نتمتع بالنوم..بالمأكل و المشرب..و بنعمة النسيان...

و لكن هل لتوفر هذه المسببات دليل الحصول على السعادة؟..هل نحن نستشعرها في ذاتها أم نتوهمها داخل منظومة حياتنا المتشابكة؟...إنني أحيا اذن أنا موجود .. فهل يكفي وجودي لأكون سعيدا؟ و إن أحيا فهل هذا دليل سعادتي؟أم عليا أن أحيا وفق معايير معينة للسعادة أحقق بها وجودي..فهناك فرق بأن أحيا و بين أن أوجد ضمن الأحياء...فهل للسعادة معايير تحدد؟ و هل هي النسخة المطابقة للأصل لكل الأحياء و الموجودين؟ كيف نسخر الموجودات لضمان حياة سعيدة؟

إن رغبة الموجود تختلف حسب توفر الموجودات المستهدفة و المراد تحقيقها، كما أنك لا يمكنك تسخيرها لنفسك كما ترغب لتحقيق سعادتك إلا إن سخرتها حسب ما يليق بك كي"تكون" ضمن مجتمعك بل حسب ما ترغب فيه "المؤسسة"، و ذلك بتحقيق رغبة الآخر- الموجود ليشبع سعادته فبا شباعك سعادته تكسب رضاه مما يوهمك باكتسابها لذاتك في المقابل ...أليس هو الوهم ذاته ؟؟؟

إن كل فرد منا يعيش وهم السعادة الذاتية-ضمن مؤسسته..في الحال أنها عملية إسعاد جماعي...فالآخر هو ظلك الذي تجاهد من أجل إرضاءه و ذلك لكي ترضي شعورك الراغب في الاطمئنان و العيش بهدوء و سكينة ..فتبتسم شفتاك بل و تتهلل أساريرك و ترقص و تقفز و تقول "أنا سعيد"

أما إذا ما جربنا مجرد الانفصال عن الآخر باختيار أبواب سعادتنا حسب رغبتنا لا حسب ما يمليه من رغبات، هل سيبقى "باب" السعادة مفتوحا على مصراعيه ؟ قطعا ستفتح بابا آخر و على مصراعيه أيضا و هو باب "الحرب"..لأنه لا يمكن للفرد تأسيس سعادته -ضمن المؤسسة- حسب رغباته و بفرده...فسعادته مرتبطة بإسعاد الآخر أو بمدى ما يحققه من إشباع لسعادة الآخر.هذه هي الحرب..حرب الذات مع الآخر،حرب مقنعة..و لكن ليس لها حدود،فعدم الخضوع لعملية إرضاء الآخر لن تحقق لك الرضا و قد تكون المتسبب في" تعاستك" ضمن البحث عن "سعادتك" بحرية، فنعتقد سوء الحظ في الحال أنه قد يكون سعيدا فقط بمجرد توفير هذا الإحساس للآخر الذي قد يكون فردا أو مجموعة أفراد أو فردا يمثل المجموعة بل مجموعة تمثل ذلك الفرد المتسلط...فليس بالضرورة أن يكون الخضوع و الرضوخ إهانة توجب التمرد لأنها بابا للسعادة حتى و إن كانت "وهمية"

هكذا هي المفاهيم...فلا تفهم القيم و الأخلاقيات و المفاهيم إلا بقراءتها بطريقة عكسية..بقلبها و النظر إليها كما لو أنك مصابا بالحول..فذلك هو "المطلوب"..أن تصاب بالحول و إلا قد تتهم بالخور و التمرد على مزيفات من القيم.

و بعد أن نحظى بالرضا الذاتي نتيجة إرضاء الآخر و إسعاده نبدأ بتحقيقها لأنفسنا خارجا عنه، بأن نعيش لحظاتنا من السعادة بالحرية التي نشاء في مؤسستنا الخاصة بنا ..بذواتنا..بحياتنا..كأن نرى السعادة في احتساء فنجانا من الشاي و القهوة مع من نحب..كأن نسعد باللعب مع أطفالنا..كأن نتجول و نفرح و نمرح بين الحدائق و السهول..كأن تحب و أن تكون محبوبا...فلا أحد قادر على منعك من ذلك... ثم نعود عودا على بدء لإسعاد الآخر لكي لا ينغلق باب سعادتنا.....

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman