حريم السلطان بين العشق و الدسائس

قمر بن سالم - تونس تبث القنوات العربية حاليا المسلسل التركي الشهير"حريم السلطان" و الذي أثار ضجة كبرى...بسبب كشفه للحقائق المستورة على المستوى الاجتماعي ..السياسي..و العاطفي بالأساس...و إن قلنا "المستوى العاطفي بالأساس" لأن قصة حياة السلطان العاشر للدولة العثمانية و المعروف ب"سليمان القانوني" تتحرك جميع جوانبها ضمن منظومة واحدة أثرت كثيرا بحياته ألا وهي "العشق"...عشق السلطان أو عشق "هيام" للسلطان"...العشق...هو المسير الأول و المباشر لحياة السلطان المعظم "سليمان" ابن السلطان سليم"..إلا أن هذا العشق اتخذ مناهج متعددة فهو العشق الأبدي للسلطة و النفوذ..عشق العالم بأسره ضمن دافع قوي هو الفتوحات و نشر الدين الإسلامي بكل قوة....أما العشق الثاني فهي القصة الرائعة و الغريبة و القوية التي دارت أحداثها داخل" الحرملك" إلا أن هذه القصة التي شدت انتباه مشاهديها تكشف لنا وضعية المرأة الدونية في تلك الفترة و انعدام قيمتها رغم أنها المحرك الأساسي لل"حرملك" و هي القلب النابض بالحياة داخل تلك الأسوار العالية "للدولة العلية" و ما تخفيه داخلها من نيران ملتهبة أحرقت ألسنتها قلوب العذارى المتيمات بالسلطان و قلب زوجته السلطانة "ناهد دوران"و وجدان حبيبته و جاريته و عشقه " و سبب سعادته" و جنونه السلطانة" ألكسندرا" أو "هيام" كما أطلق عليها و الهيام هو "الحب و العشق الخالص"...كل امرأة منا تشاهد حلقات المسلسل"حريم السلطان" أو لنسميه" عشق السلطان"...تجدها تنحاز تارة إلى المرأة...و تارة هي ضد المرأة و هذا طبعا لأسباب عديدة...فلمظاهر العبودية في ذلك الزمن حيز كبير في القصة...من جلب للجواري بعد هجوم "التاتار" على بعض المدن و خطفهن و قتل أهاليهن و بيعهن أسيرات للقصر و من ثم يصبحن جاريات...يتنافسن من أجل كسب ثقة السلطانة الأم و العيش بسلام و أن تحظى إحداهن بلفتة من السلطان المعظم أو حتى قضاء ليلة واحدة معه داخل "الخلوة"...هذا الدافع الكبير لحب البقاء... و التنافس من أجل كسب الحظ الأوفر و المكانة الأرقى في المملكة سالت بسببها الدماء و حيكت المؤامرات و دبرت مئات المكائد...  عاشت المرأة في القصر حياة الذل و المهانة...فهن جاريات تنتظر كل واحدة منهن مصيرها..يعملن في صمت ..مكبلة ألسنتهن تحت التهديد و الخوف...يعشن في كبت واضح ..كلهن ملك للسلطان...رؤوس مطأطئة...عدم الدفاع عن النفس..تنتظر الواحدة منهن إما الموت أو المرور من "الطريق الذهبي" و هو الطريق المؤدي لجناح السلطان..و كسب قلبه و لقب "الجارية المفضلة" أو "المميزة"...و ربما"السلطانة".....فكان الحظ القوي للجارية الروسية "روكسانا" أو "ألكسندرا" و التي أطلق عليها السلطان اسم" هيام"...العشق الأوحد ....العشق العجيب..العشق اللامحدود..الحب الصادق...بسببه تغيرت حياة امرأة...بسببه أصبحت مؤمنة..مسلمة..بسببه..خاف كل من في القصر...فلم يكن الخوف و القلق مقتصرا فقط على السلطانة "ناهد دوران" زوجة السلطان و أم ولي العهد "الأمير مصطفى"...بل كان الخوف يتملك أقوى شخصية في الدولة و الصدر الأعظم في عهد"الملك سليمان" و هو الوزير الأول" إبراهيم باشا"...فمن جهة نشاهد في القصر المرأة المطيعة و الخائفة و العاملة و التي لا حول لها و لا قوة و التي تمثلها الجواري و من جهة أخرى نشاهد بعمق تحدي المرأة و قوتها و عدم انكسارها و مجابهتها للعواصف من خلال شخصية "هيام" المرأة الحديدية التي لا تطيح بها الرياح...فهي التي تحدت الكل دون خوف و وقفت أمام بطش السلطانة الأم و زوجة السلطان السلطانة "ناهد دوران" و ذلك بخبثها و ذكاءها و فطنتها و دهاءها و مكرها...مستمدة قوتها من خلال شيء واحد فقط ألا و هو "عشق السلطان"...فحاربت و وقفت في وجه كل امرأة أو جارية أرسلت للسلطان ..و أثبتت أنها الوحيدة الحائزة على قلبه و حبه و عقله و روحه..  فالحياة في القصور الملكية في ظاهرها بهرج و فخامة ...حرير و مخمل..ذهب و فضة..مأدبة و محافل و لكن هي في عمق العمق صراع و حرب من أجل البقاء...فلم يكن هناك سبيل للدفاع عن الذات إلا بالقتل...بدس السموم..بتدبير المكائد...العاشقة "هيام" "السلطانة" فيما بعد..دبروا لها المكائد فدبرت أقوى منها و قويت عزيمتها...خططوا لقتلها عديد المرات..فعاشت آلاف المرات و في كل مرة يضمد جرحها و يلتئم كطائر"الفينيق" الذي يعود ليستفيق و يتكون و يتحول من جديد.."السلطانة هيام" عشق السلطان الوحيد...تمكنت و نجحت من تغيير الصورة النمطية للمرأة..فلم تقبل بغريمة و لا منافسة لها و كما هي أخلصت في حبها..تطالب أيضا سلطانها بأن الجسد الذي أحب امرأة لا يحق له لمس غيرها و الشفاه التي نطقت شعرا لا يجوز لها لثم ثغر آخر إلا ثغرها حبيبته وأم أمراءه و أميرته.."محمد ..سليم..مريم..و بيازيد".....فسميت بالمرأة الخطيرة....إن "السلطانة هيام" ليست امرأة خطيرة بل امرأة "عااااشقة".. العشق أمره غريب...فان افتك الألباب لا يصده شيء....قد يصل أحيانا حد الجنون و يعمي العيون و يطلق الشعار الوحيد "إما العشق أو الموت"...إما الانتصار أو الموت ف "المقام الأقصى للحب..إنما هو المقام الأقصى للحرب و الصمت"...  و لم تكن الأخريات على درجة من الأهمية بالنسبة للسلطانة "هيام" فأن تدفع جاريتها للتنصت أو لمساعدتها من أجل مكيدة ما يعتبر إخلاصا كليا لشخصها .. حتى و إن دفعت حياة الجارية ثمنا لذلك.. كله بدافع حب البقاء و حب السلطان الذي أخلصت له إخلاصا أعمى..بعكس قصص الحب الموجودة ضمنيا داخل الأحداث...فكانت القصة بين قصر" توب كابي" و قصر الصيد و القصور القديمة و قصر "إبراهيم باشا" مزيجا من الحب و العشق ...المكائد و الدسائس... الغدر و الخيانة..القتل و الدماء...  تخللت أحداث المسلسل أحداثا أخرى مهمة هي الفتوحات و الحملات و انتصار الجيش الانكشاري العظيم و استحواذ القوة العثمانية على العالم...كأكبر و أعظم إمبراطورية عاشها التاريخ... و لم يشهد القصر و القصور فقط حب و عشق السلطان "سليمان" للسلطانة "هيام" بل أيضا نشاهد الحب الكبير الذي جمع السلطانة "خديجة" و الوزير الأول و الصدر الأعظم للدولة "إبراهيم باشا"' و الذي انتهى بتلوثه بالخيانة غير المتوقعة من قبل الوزير...  و نحن نشاهد بلهفة تطور الأحداث و دقة الحبكة القصصية ...و ننتظر الأحداث اللاحقة نجد عنصر الإضحاك في شخصية خادم السلطان "سنبل" المخصي و وئام المخصي خادم السلطانة..اللذان يحق لهما الدخول على حريم السلطان ..ليفهم المشاهد ظاهرة الخصي الموجودة ضمنيا داخل القصة...فقد ساهمت شخصية وئام الخادم و المخلص للسلطانة هيام في قدرتها على معرفة ما يجري في القصر و من خلاله تتدبر أمورها...و تكيد لحاسديها و كل من يرغب في الإطاحة بها....فنجحت السلطانة هيام بقلب الموازين و تغيير المسار القانوني للدولة في ذلك الوقت في القرن 16 بأن كسرت كل القواعد و ضربت عرض الحائط بكل العادات و التقاليد قائلة للسلطانة خديجة أخت السلطان سليمان"لقد ولى العهد القديم و سأكون أنا المرأة التي تدافع عن حق الجارية بعتقها و الزواج منها..و كان لها ذلك و لم تعد "سلطانة" فحسب..بل أصبحت "السلطانة زوجة السلطان" و قد تكون الآمرة الناهية و للأحداث بقية.....

قمر بن سالم - تونس

تبث القنوات العربية حاليا المسلسل التركي الشهير"حريم السلطان" و الذي أثار ضجة كبرى...بسبب كشفه للحقائق المستورة على المستوى الاجتماعي ..السياسي..و العاطفي بالأساس...و إن قلنا "المستوى العاطفي بالأساس" لأن قصة حياة السلطان العاشر للدولة العثمانية و المعروف ب"سليمان القانوني" تتحرك جميع جوانبها ضمن منظومة واحدة أثرت كثيرا بحياته ألا وهي "العشق"...عشق السلطان أو عشق "هيام" للسلطان"...العشق...هو المسير الأول و المباشر لحياة السلطان المعظم "سليمان" ابن السلطان سليم"..إلا أن هذا العشق اتخذ مناهج متعددة فهو العشق الأبدي للسلطة و النفوذ..عشق العالم بأسره ضمن دافع قوي هو الفتوحات و نشر الدين الإسلامي بكل قوة....أما العشق الثاني فهي القصة الرائعة و الغريبة و القوية التي دارت أحداثها داخل" الحرملك" إلا أن هذه القصة التي شدت انتباه مشاهديها تكشف لنا وضعية المرأة الدونية في تلك الفترة و انعدام قيمتها رغم أنها المحرك الأساسي لل"حرملك" و هي القلب النابض بالحياة داخل تلك الأسوار العالية "للدولة العلية" و ما تخفيه داخلها من نيران ملتهبة أحرقت ألسنتها قلوب العذارى المتيمات بالسلطان و قلب زوجته السلطانة "ناهد دوران"و وجدان حبيبته و جاريته و عشقه " و سبب سعادته" و جنونه السلطانة" ألكسندرا" أو "هيام" كما أطلق عليها و الهيام هو "الحب و العشق الخالص"...كل امرأة منا تشاهد حلقات المسلسل"حريم السلطان" أو لنسميه" عشق السلطان"...تجدها تنحاز تارة إلى المرأة...و تارة هي ضد المرأة و هذا طبعا لأسباب عديدة...فلمظاهر العبودية في ذلك الزمن حيز كبير في القصة...من جلب للجواري بعد هجوم "التاتار" على بعض المدن و خطفهن و قتل أهاليهن و بيعهن أسيرات للقصر و من ثم يصبحن جاريات...يتنافسن من أجل كسب ثقة السلطانة الأم و العيش بسلام و أن تحظى إحداهن بلفتة من السلطان المعظم أو حتى قضاء ليلة واحدة معه داخل "الخلوة"...هذا الدافع الكبير لحب البقاء... و التنافس من أجل كسب الحظ الأوفر و المكانة الأرقى في المملكة سالت بسببها الدماء و حيكت المؤامرات و دبرت مئات المكائد...

عاشت المرأة في القصر حياة الذل و المهانة...فهن جاريات تنتظر كل واحدة منهن مصيرها..يعملن في صمت ..مكبلة ألسنتهن تحت التهديد و الخوف...يعشن في كبت واضح ..كلهن ملك للسلطان...رؤوس مطأطئة...عدم الدفاع عن النفس..تنتظر الواحدة منهن إما الموت أو المرور من "الطريق الذهبي" و هو الطريق المؤدي لجناح السلطان..و كسب قلبه و لقب "الجارية المفضلة" أو "المميزة"...و ربما"السلطانة".....فكان الحظ القوي للجارية الروسية "روكسانا" أو "ألكسندرا" و التي أطلق عليها السلطان اسم" هيام"...العشق الأوحد ....العشق العجيب..العشق اللامحدود..الحب الصادق...بسببه تغيرت حياة امرأة...بسببه أصبحت مؤمنة..مسلمة..بسببه..خاف كل من في القصر...فلم يكن الخوف و القلق مقتصرا فقط على السلطانة "ناهد دوران" زوجة السلطان و أم ولي العهد "الأمير مصطفى"...بل كان الخوف يتملك أقوى شخصية في الدولة و الصدر الأعظم في عهد"الملك سليمان" و هو الوزير الأول" إبراهيم باشا"...فمن جهة نشاهد في القصر المرأة المطيعة و الخائفة و العاملة و التي لا حول لها و لا قوة و التي تمثلها الجواري و من جهة أخرى نشاهد بعمق تحدي المرأة و قوتها و عدم انكسارها و مجابهتها للعواصف من خلال شخصية "هيام" المرأة الحديدية التي لا تطيح بها الرياح...فهي التي تحدت الكل دون خوف و وقفت أمام بطش السلطانة الأم و زوجة السلطان السلطانة "ناهد دوران" و ذلك بخبثها و ذكاءها و فطنتها و دهاءها و مكرها...مستمدة قوتها من خلال شيء واحد فقط ألا و هو "عشق السلطان"...فحاربت و وقفت في وجه كل امرأة أو جارية أرسلت للسلطان ..و أثبتت أنها الوحيدة الحائزة على قلبه و حبه و عقله و روحه..

فالحياة في القصور الملكية في ظاهرها بهرج و فخامة ...حرير و مخمل..ذهب و فضة..مأدبة و محافل و لكن هي في عمق العمق صراع و حرب من أجل البقاء...فلم يكن هناك سبيل للدفاع عن الذات إلا بالقتل...بدس السموم..بتدبير المكائد...العاشقة "هيام" "السلطانة" فيما بعد..دبروا لها المكائد فدبرت أقوى منها و قويت عزيمتها...خططوا لقتلها عديد المرات..فعاشت آلاف المرات و في كل مرة يضمد جرحها و يلتئم كطائر"الفينيق" الذي يعود ليستفيق و يتكون و يتحول من جديد.."السلطانة هيام" عشق السلطان الوحيد...تمكنت و نجحت من تغيير الصورة النمطية للمرأة..فلم تقبل بغريمة و لا منافسة لها و كما هي أخلصت في حبها..تطالب أيضا سلطانها بأن الجسد الذي أحب امرأة لا يحق له لمس غيرها و الشفاه التي نطقت شعرا لا يجوز لها لثم ثغر آخر إلا ثغرها حبيبته وأم أمراءه و أميرته.."محمد ..سليم..مريم..و بيازيد".....فسميت بالمرأة الخطيرة....إن "السلطانة هيام" ليست امرأة خطيرة بل امرأة "عااااشقة".. العشق أمره غريب...فان افتك الألباب لا يصده شيء....قد يصل أحيانا حد الجنون و يعمي العيون و يطلق الشعار الوحيد "إما العشق أو الموت"...إما الانتصار أو الموت ف "المقام الأقصى للحب..إنما هو المقام الأقصى للحرب و الصمت"...

و لم تكن الأخريات على درجة من الأهمية بالنسبة للسلطانة "هيام" فأن تدفع جاريتها للتنصت أو لمساعدتها من أجل مكيدة ما يعتبر إخلاصا كليا لشخصها .. حتى و إن دفعت حياة الجارية ثمنا لذلك.. كله بدافع حب البقاء و حب السلطان الذي أخلصت له إخلاصا أعمى..بعكس قصص الحب الموجودة ضمنيا داخل الأحداث...فكانت القصة بين قصر" توب كابي" و قصر الصيد و القصور القديمة و قصر "إبراهيم باشا" مزيجا من الحب و العشق ...المكائد و الدسائس... الغدر و الخيانة..القتل و الدماء...

تخللت أحداث المسلسل أحداثا أخرى مهمة هي الفتوحات و الحملات و انتصار الجيش الانكشاري العظيم و استحواذ القوة العثمانية على العالم...كأكبر و أعظم إمبراطورية عاشها التاريخ...

و لم يشهد القصر و القصور فقط حب و عشق السلطان "سليمان" للسلطانة "هيام" بل أيضا نشاهد الحب الكبير الذي جمع السلطانة "خديجة" و الوزير الأول و الصدر الأعظم للدولة "إبراهيم باشا"' و الذي انتهى بتلوثه بالخيانة غير المتوقعة من قبل الوزير...

و نحن نشاهد بلهفة تطور الأحداث و دقة الحبكة القصصية ...و ننتظر الأحداث اللاحقة نجد عنصر الإضحاك في شخصية خادم السلطان "سنبل" المخصي و وئام المخصي خادم السلطانة..اللذان يحق لهما الدخول على حريم السلطان ..ليفهم المشاهد ظاهرة الخصي الموجودة ضمنيا داخل القصة...فقد ساهمت شخصية وئام الخادم و المخلص للسلطانة هيام في قدرتها على معرفة ما يجري في القصر و من خلاله تتدبر أمورها...و تكيد لحاسديها و كل من يرغب في الإطاحة بها....فنجحت السلطانة هيام بقلب الموازين و تغيير المسار القانوني للدولة في ذلك الوقت في القرن 16 بأن كسرت كل القواعد و ضربت عرض الحائط بكل العادات و التقاليد قائلة للسلطانة خديجة أخت السلطان سليمان"لقد ولى العهد القديم و سأكون أنا المرأة التي تدافع عن حق الجارية بعتقها و الزواج منها..و كان لها ذلك و لم تعد "سلطانة" فحسب..بل أصبحت "السلطانة زوجة السلطان" و قد تكون الآمرة الناهية و للأحداث بقية.....

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman