أخاف جدًّا...

أخاف جدًّا...  

بقلم: الدكتورة: دورين سعد - لبنان

أخاف أن يلملمَ الزّمنُ أوراقَه

ويرحلَ ...

وأنا في طبيعتي 

أخشى الرّحيلَ...

أخبرتني والدتي 

أنها خبّأتني يومًا في قبوِ المنزلِ

لتحميَني من حربٍ مؤجّلةٍ،

وأخبرني والدي

أنّه كانَ يُمْسِكُ بيدي لأعبرَ الشّارعَ،

وما زلتُ حتّى الّلحظة أرتبكُ

كلّما قرّرْتُ عبورَ طريقٍ...

وبعد أن رَحَلَ ،

صِرْتُ أمدُّ أصابعي في الهواءِ

لعلَّها تُعانقُ أصابعَ افتراضيّةً، كانَتْ تقيني بَرْدَ الحياةِ...

تلك الّلحظاتُ العالقةُ في ذاكرتي

تُخيفني، تُعيدني إلى طفولةٍ

كلّما ابتعدْتُ عنها،

صِرْتُ أشدَّ التصاقًا بها...

تُعيدني إلى لحظةٍ حَفَرَتْ

في أعماقِ اللحظة زمنًا...فأشدُّ على

قبضةِ الوجودِ كي لا أرتعشَ... كي لا أضيعَ...

فأنا عِشْتُ حياتي أبْحَثُ

عن لحظةِ دفءٍ هَرَبَتْ من حُضْنِ البَرْدِ...

عِشْتُ أَبْحَثُ عن سريرٍ لأفكاري

يقيني جنونُ خواطري

ويُبْعِدُ عن قلبي وهجَ الصّقيعِ...

أنا أخاف جدًّا 

من لحظةٍ لم تأتِ،

أخاف جدًّا

من لحظةِ فَرَحٍ ومن لحظةِ حزنٍ،

أخاف من ذاتي أن تهربَ منّي

أن تقولَ لي:

اتركيني... فأنا أريد أن أُكْمِلَ الطّريقَ


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman