أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة " دراسة ميدانية "

د / مهدي محمد القصاص
مدرس علم الاجتماع – كلية الآداب – جامعة المنصورة

مقدمة :

تقوم فكرة البحث علي عملية إدماج وتفعيل دور ذوى الاحتياجات الخاصة داخل مجتمعهم المحلي حيث تكمن مشكلة المعاق والإعاقة في الظروف والسياقات الاجتماعية المختلفة و المهيأة للإعاقة و التي تضع قيود وعقبات غير مبرره ولا تستند إلى رؤى علميه أمام مشاركة المعاق في فعاليات الحياة الاجتماعية . وتشير العديد من الأبحاث إلى أن مشكلات المعاق الحياتية و التوافقية لا ترجع إلى الإصابة أو الإعاقة في ذاتها ، بل تعود بالأساس إلي الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم .

وتفسر المداخل التقليدية الإعاقة بوصفها موضوعا طبيا . حيث تنحصر أي محاولة للتعامل مع أو التخلص من الصعوبات التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة علي ما يُعتقد أنه السبب في الإعاقة و المشكلات المرتبطة بها . وترتب علي ذلك أن هُمش واستبعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من مسار الحياة الطبيعية مما أدي إلي فقدان أو محدودية مشاركتهم فيها نتيجة العقبات و الموانع Barriers الاجتماعية و البيئية التي تحول دون تفاعلهم مع المجتمع كالتحيز ضد الإعاقة و المعاقين و الميل إلى الوصم و التنميط وبيروقراطية الإجراءات و تعذر وجود وسائل المواصلات المناسبة ، كما أن مؤسسات التربية الخاصة تقوم علي فكر العزل و بالتالي تفشل في تزويدهم بالمناهج التربوية العادية ، مما يترتب عليه الاستبعاد من فعاليات الحياة الاجتماعية كما ذهب إلي ذلك تحليل " هنت " و أن السبب الأساسي في هذه المشكلات إنما يعزى إلي فشل المجتمع في التسامح مع / و التقبل للاختلافات و الفروق بين المعاقين من المشاركة العادية في فعاليات وأنشطة وخبرات الحياة الاجتماعية اليومية .

ولا يُفهم من ذلك إغفال الفروق الفسيولوجيه ولكن الهدف يتمثل في علاج هذا التأثير دون الالتزام بالأحكام ذات الطابع التقويمي مثل السواء / في مقابل الشذوذ أو العادي / في مقابل غير العادي مع التركيز بصفة أساسية علي الجوانب و الأبعاد المجتمعة التي يمكن تغييرها من خلال الافتراضات العامة للنموذج الاجتماعي في تفسير الإعاقة الذى يؤصل فيه بصفة خاصة ما يعرف بثقافة التمكين Enabling ويقصد به : إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة مختلف المعارف والاتجاهات و القيم و المهارات التي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية الفعالة في مختلف أنشطة وفعاليات الحياة الإنسانية إلي أقصي حد تؤهله لهم إمكانياتهم وقدراتهم إضافة إلي تغيير ثقافة المجتمع نحو المعاقين و الإعاقة من ثقافة التهميش إلي ثقافة التمكين.

والتساؤل الأساسي : ما الأدوار التي يمكن أن يقوم بها المجتمع بكافة نظمه و مؤسساته لإكساب ذوي الاحتياجات الخاصة المعارف والاتجاهات و القيم والمهارات التي تمكنهم من مثل هذه المشاركة وتقبل المجتمع لهم ؟ وتتم الإجابة علي هذا التساؤل و الأسئلة الفرعية الأخرى من خلال نتائج الدراسة الميدانية .

فكرة البحث :-

التنمية البشرية هي تنمية الفعل من ناحية وتنمية التفاعل من ناحية أخري أي أن التنمية البشرية لابد أن تشمل تنمية رأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي في آن واحد , ويشير رأس المال الاجتماعي إلى النظام المؤسسي والعلاقات و الثقافة السائدة و العادات و التقاليد التي تؤثر علي كافة أفراد المجتمع ومن بينها ، ذوي الاحتياجات الخاصة ، بما ينعكس علي المشاركة في التفاعلات الاجتماعية و الاقتصادية ذات التأثير المباشر علي عملية التنمية واستمرارها (1).

وتقوم فكرة البحث علي عملية إدماج وتفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مجتمعهم المحلي حيث تكمن مشكلة المعاق والإعاقة في الظروف والسياقات الاجتماعية المختلفة و المهيأة للإعاقة و التي تضع قيود وعقبات غير مبرره ولا تستند إلي رؤى علمية أمام مشاركة المعاق في فعاليات الحياة الاجتماعية وتشير العديد من الأبحاث إلي أن مشكلات المعاق الحياتية و التوافقية لا ترجع إلي الإصابة أو الإعاقة في ذاتها ، بل تعود بالأساس إلي الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم . وتفسر المداخل التقليدية الإعاقة بوصفها موضوعا طيبا ، حيث تنحصر أي محاولة للتعامل مع أو التخلص من الصعوبات التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة علي ما يُعتقد أنه السبب في الإعاقة و المشكلات المرتبطة بها .

وترتب علي ذلك أن هٌمش واستبعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من مسار الحياة الطبيعية مما أدي إلي فقدان أو محدود يه مشاركتهم فيها نتيجة العقبات، الموانع Barriers الاجتماعية و البيئية التي تحول دون تفاعلهم مع المجتمع كالتحيز ضد الإعاقة و المعوقين و الميل إلي الوصم و التنميط وبيروقراطية الإجراءات ، وتعذر وجود وسائل المواصلات المناسبة كما أن مؤسسات التربية الخاصة تقوم علي فكرة العزل وبالتالي تفشل في تزويدهم بالمناهج التربوية العادية ، مما يترتب علية الاستبعاد من فعاليات الحياة الاجتماعية كما ذهب إلي ذلك تحليل " هنت "(2) وأن السبب الأساسي في هذه المشكلات إنما يعزي إلي فشل المجتمع في التسامح مع / و التقبل للاختلافات و الفروق بين المعاقين من المشاركة العادية في فعاليات و أنشطة وخبرات الحياة الاجتماعية اليومية.

ولا يفهم من ذلك إغفال الفروق الفسيولوجية ولكن الهدف يتمثل في علاج هذا التأثير دون الالتزام بالأحكام ذات الطابع التقويمي مثل السواء / في مقابل غير السواء أو العادي / في مقابل غير العادي مع التركيز بصفة أساسية علي الجوانب و الأبعاد المجتمعية التي يمكن تغييرها من خلال الافتراضات العامة للنموذج الاجتماعي في تفسير الإعاقة الذي يؤصل فيه بصفة خاصة ما يعرف بثقافة التمكين Empowerment

هدف البحث :-

يهدف البحث إلي إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع وتغيير الثقافة السائدة عن الإعاقة ، من خلال تحديد الأدوار التي يمكن أن يسهم بها أفراد المجتمع ومؤسساته لتحقيق التطبيع الاجتماعي مع هذه الفئة وقبولهم وذلك بغرض الوصول إلي وضع سياسات وآليات تعمل علي إدماجهم في كافة قضايا التنمية

أهمية البحث :-

تأتي أهمية البحث من التأكيد علي أن الإعاقة تتخلق أساسا في ظل ظروف اجتماعية معينة حتى وأن كانت ذات منشأ تكوين أو وراثي ، فإن السياق الاجتماعي هو المتغير الأساسي و الفارق في نشأة المصاحبات الاجتماعية والسلوكية بكل تداعياتها السلبية علي المعاق مما يلزم معه تغيير الثقافة السائدة علي الإعاقة وذلك من خلال تبني استراتيجية دمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة الاجتماعية و الاستفادة من المميزات و الخدمات التي تنتجها مؤسسات المجتمع للعاديين .

مفاهيم البحث :-

مما لاشك فيه أن بناء وتنمية القدرات البشرية المصرية هي إحدى قضايا الساعة التي تفرضها التحولات المعرفية و المعلوماتية الحادثة عالميا ومما لا شك فيه أيضا أن بناء وتنمية القدرات البشرية المصرية يجب أن يشمل كافة الفئات و الطبقات هنا تبرز قضية التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية بناء قدرات تلك الفئة اجتماعيا وتعليميا واقتصاديا وهو ما يسمي ( بالتمكين ) و التعاضد الجماعي (3) في مواجهة وضعهم الذي يوسم بالعجز و القصور و العزل أحيا ناً أو بالتعاطف و الشفقة

وإذا كانت الإعاقة تعرف أنها التداعيات و الآثار الاجتماعية المترتبة علي معاناة الفرد من إصابة أو تلف عضوي وظيفي بدني أو عقلي (4)

التمكين في جوهره العام يعني تمكين الأفراد لتحرير أنفسهم وفي مقابل مفهوم التمكين والقوة كان مفهوم الأضعاف إذا لم يتجاهل هذا الاقتراب الحيلولة دون حصول الآخر ذوي الاحتياجات الخاصة علي القوة أو ما يطلق عليه مفهوم الإضعاف لتلك الفئات ما يعني الحيلولة بين الاحتياجات الخاصة ووصولهم إلي مدخل القوة.
الإعاقة موقف يفتقد فيه الفرد القدرات الضرورية و اللازمة لإشباع حاجاته الأساسية وتطلعاته ومشاركته في فعاليات الحياة الاجتماعية والإعاقة بذلك هي نقص الأحقية الضرورية لمشاركة المجتمع .
فالأحقية هي مزيج من القانون و القوة ويتم بمقتضاها تحويل مطالب الفرد إلي أمر واقع في ظل امتلاكه للقوة وتحت مظلة القانون وبمقتضي نظام أحقية معينة ويطرح مفهوم الأحقية ثلاثة أسس وهي
  • حقوق الإنسان وحقوق المواطن و حقوق الرفاهية الإنسانية أو تستند حقوق الإنسان علي الحق في قدر معين من الخدمات الصحية و التعليمية وغيرها . في حين يرتبط مفهوم حقوق المواطن بمفهوم الطاعة وأداء الضرائب وخلافة . كما يهتم مفهوم الرفاهية الإنسانية بكيفية تطوير حياة الفرد واستغلال قدراته كاملة دون التميز ضد الإعاقة و المعاقين أو الميل إلي الوصم و التنميط وإذا كانت التنمية هي توسيع خيارات البشر فإن الأحقية تعني تأسيس حق البشر الجوهري في هذه الخيارات (5) .
  • مفهوم التمكين الاجتماعي : يقصد به إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة مختلف المعارف والاتجاهات و القيم و المهارات التي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية الفعالة في مختلف أنشطة وفعاليات الحياة الإنسانية إلي أقصي حد تؤهله لهم إمكانياتهم وقدراتهم إضافة إلي تغيير ثقافة المجتمع نحو المعاقين والإعاقة من ثقافة التهميش إلي ثقافة التمكين .
  • مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة : هو مفهوم بنائي يتسع ليشمل فئات اجتماعية كثيرة غير ذوي الحاجات الخاصة ( الجسمية أو الذهنية ) فهناك الإعاقة ( العقلية – السياسية – القانونية – الاقتصادية ...) أن ذوي الاحتياجات الخاصة وهم معاقين لأسباب بعضها وراثي وبعضها بيئي ( حادث سيارة – إصابة عمل – سوء تقديم الخدمة قبل الحمل وأثناء الولادة --- كذلك يضم إليهم المعاق ثقافيا وسياسيا و الموهوبون لأنهم ذو احتياج خاص في التعامل ) ويعكس ذلك مدي اتساع فئات الإعاقة .
وتعرف الإعاقة Handicap بكونها فقدان أو تهميش أو محدودية المشاركة في فعاليات وأنشطة وخبرات الحياة الاجتماعية عند مستوي مماثل للعاديين وذلك نتيجة العقبات و الموانع Barriers الاجتماعية و البيئية(6)

تساؤلات البحث :-

ينطلق البحث من التساؤل الرئيسي التالي :
  1. ما الأدوار التي يمكن أن يقوم بها المجتمع بكافة نظمه ومؤسساته لإكساب ذوي الاحتياجات الخاصة المعارف و الاتجاهات و القيم و المهارات التي تمكنهم من الاندماج في فعاليات الحياة الاجتماعية ؟ ويتحقق ذلك من خلال الإجابة علي عدة أسئلة فرعية شملها دليل دراسة الحالة:-
  2. ما طبيعة إدراك أفراد المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة ؟
  3. ما تصور أفراد المجتمع للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
  4. كيف يمكن تنمية النظرة الإيجابية لدور ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
  5. ما أشكال الرعاية الاجتماعية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ؟
  6. ما السبل لتمكين ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع و الاستفادة منهم ؟

العينة ومجتمع البحث :-

طبق البحث في مدينة كوم حمادة – محافظة البحيرة في شهري سبتمبر و أكتوبر 2004 علي عدد خمسة عشر حالة تم اختيارهم بطريقة عمدية تتفق وطبيعة البحث وجاءت كالآتي :
  • خمس حالات عاملون في قطاع تعليم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، خمس حالات من المهتمون بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة . وتم اختيارهم بعد توجيه عدة أسئلة إليهم توضح مدي اهتمامهم ولديهم معرفة مسبقة بذوي الاحتياجات الخاصة وهم عادة من أقربائهم أو جيرانهم … إلخ) خمس حالات لأرباب أسر لديهم طفل معاق ، تم دراسة هذه الحالات من خلال المقابلة وكذلك المقابلات الجماعية المفتوحة .

أولا:- ذوي الاحتياجات الخاصة بين التجنب و الرعاية :-

عندما نتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام ، فإننا نتجه إلي التركيز علي الإعاقة ، بكل أسف ، بدلا من الاهتمام بالفرد ذاته وما لدية من مميزات وقدرات خاصة لذا جاءت النظرة سلبية إليه فقديما كان ينظر للإعاقة علي أنها عاهة ثم بعد ذلك صنف بحكم قرارات إدارية مما ساهم في عزلتهم وتهميش دورهم و إلصاق المسميات السلبية بهم وفي ظل المبدأ التوجيهي الذي ينادي بجعل المعاق إنسان طبيعيا وهو اتجاه اجتماعي يهدف إلي إتاحة الفرصة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة للحياة مثل الأفراد العاديين وهذا يتطلب التعامل مع هؤلاء الأفراد علي نحو طبيعي وإعطائهم الفرص ومساواتهم في الحقوق ، وجعل الظروف المحيطة بهم عادية وهناك العديد من الأفكار التي تبنت وجهات نظر مختلفة وفيما يلي نعرض لبعض هذه الأفكار .
  • فقديما أرجع الناس الإعاقة إلي قوى غيبية أو تصورات غير منطقية ومنهم من اعتبرها نذير شؤم بمقدمها إلي الحياة ، أو هي دلالة علي غضب الآلة ، وكانت الكنيسة في أوربا تقول بأن المرض بجميع أنواعه قصاص علي ما اقترفه الإنسان من ذنوب ، وأن الإعاقة تقهقر فكري تضعف فيها الروح وتسير عليها المادة .
  • شهد العصر الإغريقي التخلص من الأطفال المعوقين عن طريق قتلهم للمحافظة علي نقاء العنصر البشري كما نادي أفلاطون في جمهوريته وكذلك الحال في إسبارطة
  • أما في العصر الروماني فقد بقي مصير المعوقين بين شيخ القبيلة الذي كان بيده وحده تقرير مصائرهم اعتمادا علي درجة تقدير الإعاقة إلا أنه كان يتم التخلص من المعوقين عن طريق إلقائهم في الأنهار أو تركهم علي قمم الجبال ليموتوا بفعل الظروف المناخية.
  • أما في العصور الوسطي بأوربا – بما صاحبها من مظاهر الجمود الفكري- فقد عملت محاكم التفتيش علي اضطهادهم وإيذائهم حتى الموت بوسائل متعددة من خلال اتهامهم بممارسة السحر أو تقمص الشياطين لأجسامهم وبذلك فقد أصبحوا صنائع الشيطان .
  • وعندما جاء الإسلام نادي بعدم التفرقة بين البشر وأقامه المساواة كما أكد علي وجوب النظر إلي الإنسان علي أساس عملة وقلبه وليس علي أساس شكله أو مظهره وطلب كف الأذى المعنوي المتمثل في النظرة و الكلمة و الإشارة وغيرها من وسائل التحقير و الاستهزاء
ويشير كتاب تاريخ " البيمارستانات " في الإسلام إلي النظرة الإيجابية التي كان ينظر بها أفراد المجتمع الإسلامي للمعوقين ومساواتهم بغيرهم إذ يٌروى أن " الوليد بن عبد الملك " قد أعطي الناس المجذوبين وقال لا تسألوا الناس وأعطي كل مقعد خادما ، وكل ضرير قائدا ولم يهمل المجتمع الإسلامي أمر علاج الإعاقات التي كان لها علاج معروف في ذلك الوقت (7) . وأكد ابن القيم الجوزيه علي أهمية الاهتمام بالطفولة المبكرة وتوفير الرعاية المتكاملة لها ، وحث الأسرة علي ملاحظة نمو أطفالها مما يسهم في الاكتشاف المبكر للإعاقة . وأشار إلي أهمية راحة الجسم من الاضطرابات الانفعالية السلوكية (8)
  • وفي العصر الحديث اهتمت الحكومات بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إنشاء مؤسسات إيواء لهم وتعليمهم وتأهيلهم بصورة منعزلة ثم تطورت إلي عملية دمجهم داخل مجتمعاتهم وهذا ما نهدف إليه من هذا البحث
  • ويشير بيان" سلامنكا " بشأن المبادئ و السياسات و الممارسات في تعليم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ، إلي إعلان حقوق الإنسان لسنة 1948 ، الذي يؤكد علي حق كل فرد في التعليم وجاء المؤتمر العالمي حول التربية للجميع في 1990 وكفل هذا الحق للجميع بغض النظر عما بينهم من فروق فردية، ونذًّكر بمختلف الإعلانات الصادرة عن الأمم المتحدة ، التي توجت سنة 1993 بإصدار القواعد الموحدة بشان تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين(9)

وهناك خطوات عديدة اتخذتها الحكومة المصرية لحماية المعاق في المجتمع ومن بينها ما يلي :-

قانون التأهيل الاجتماعي للمعاقين /29 لسنة 75 تحت رعاية وزارة الشئون الاجتماعية وهي تعتمد في تقديم برامجها علي ما يلي :
  1. مكاتب التأهيل الاجتماعي ويبلغ عددها 115 مكتبا موزعة علي كافة أنحاء الجمهورية وهي تتولى تأهيل المعاقين ممن ليسوا في حاجة إلي رعاية داخلية وتعتمد في تدريب الحالات علي المؤسسات الموجودة بالمجتمع.
  2. مركز التأهيل المهني : وعددها 17 مركزا وهي مؤسسات يقيم بها المعاقون الذين تقتضي ظروفهم الخاصة الإقامة الداخلية لشده إصابتهم أو حاجاتهم إلي مراقبة مستمرة وهي تضم أقسام للبحث الاجتماعي و العلاج الطبيعي ، والتدريبات العلاجية و التدريب المهني .
  3. مصانع الأجهزة التعويضية : وعددها 10 مصانع متخصصة في الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية
  4. المصانع الخاصة أو المحمية : وعددها 4 مصانع متخصصة لتشغيل المعاقين الذين يتعذر إلحاقهم بالعمل في سوق العمل الحر لحاجتهم إلي رعاية خاصة أو نظام معين في التشغيل.
  5. مراكز العلاج الطبيعي : وعددها 51 مركزا.
  6. حضانات الأطفال المعاقين : وعددها 35 حضانة.
  7. مؤسسات التثقيف الفكري وعددها 14 مؤسسة وهي دور معده لرعاية المعاقين ذهنياً من النوع الخفيف و المتوسط أي القابلين للتعلم و التدريب بالنظام الداخلي أو الخارجي (10).
وفيما يلي جدول يوضح عدد المستفيدين من خدمات التأهيل الاجتماعي
عدد المستفيدين من خدمات التأهيل الاجتماعي حسب الجنس
و نوع الخدمة لعام 1998

تأهيل

أجهزة

علاج طبيعي

بطاقة معوق

المجموع

ذكور

إناث

ذكور

إناث

ذكور

إناث

ذكور

إناث

ذكور

إناث

21444

6147

2436

1569

334

268

7009

1519

31223

9503

المصدر : الكتاب الإحصائي السنوي 98\99 ، وزارة الشئون الاجتماعية : مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، جمهورية مصر العربية ، ص 135
- وقانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعوقين (11)
- وقانون رقم 49 لسنة 1982 بتعديل بعض أحكام القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعوقين (12)
أ‌- نص المادة الثالثة التي جعلت التأهيل حق لكل معوق تؤدي الدولة خدماتها له دون مقابل .
ب‌- نصت المادة التاسعة علي إلزام كل صاحب عمل يستخدم 50 عاملا فأكثر بتشغيل 5% من عدد العاملين من بين المعاقين .
ج- نصت المادة العاشرة التي خصصت 5% من مجموع وظائف المستوى الثالث الخالية بالجهاز الحكومي و القطاع العام لشغلها بالمعوقين الحاصلين علي شهادات التأهيل الاجتماعي
- إنتاج خمس برامجsoftware مشتملة علي القاموس المرئي لخدمة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة ( الصم – البكم ) وقد تم توزيع هذه البرامج علي 275 مدرسة (13)

وتعد هذه بعض خطوات التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلي التأكيد علي تنمية وعي الجمهور وبوسع وسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في تشجيع المواقف الإيجابية إزاء دمج الأشخاص المعوقين في المجتمع و التغلب علي التمييز و المعلومات المضللة وغرس المزيد من التفاؤل وسعة الخيال بصدد قدرات الأشخاص المعوقين ، وكذلك تشجيع أرباب العمل علي أن يتخذوا مواقف ايجابية إزاء استخدام الأشخاص المعوقين وكذلك اطلاع الجمهور علي النهوج الجديدة في التعليم وخاصة فيما يتعلق بتوفير خدمات تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية ، وذلك بالترويج لأمثلة من الممارسات الجيدة و التجارب الناجحة في هذا المجال (14)

وترتب علي ذلك تغيير مفهوم الإعاقة من حيث :-
  • كيفيات الفحص ، إذ أنها لم تعد تتمثل في تصنيف الأفراد ، بل أصبحت تستهدف وصف احتياجات كل واحد منهم وتحديد ما ينبغي الاحتياط له استجابة لهذه الاحتياجات
  • أن مؤسسات التربية الخاصة أصبحت تتخلى عن النظام القائم عل العزل الموجود للأطفال المنتمين إلي صنف معين لتقديم تشكيلة كاملة من أنماط الخدمات المختلفة لكل من لهم احتياجات خاصة أيا كان المقر الذي يتلقون فيه الخدمة
  • تطور مجموعة المصطلحات المتعلقة بأنماط العجز و الإعاقة و أصبحت المصطلحات تصف مجالات مخصصة لأصحاب المهنة(15)

ثانيا : المدخل النظري لفهم الإعاقة :-

من المتفق عليه بين عامة الناس و المتخصصين أن ذوي الإعاقة لا تتاح أمامهم مختلف فرص التفاعل مع مختلف مواقف وخبرات الحياة الاجتماعية ، ويعيشون في نوعية حياه أقل كثيرا مقارنة بأقرانهم العاديين ، وتعتمد أي محاولة للتعامل مع أو للتخلص من الصعوبات التي يعاني منها المعوقين علي ما يعتقد انه السبب في الإعاقة و الصعوبات المرتبطة بها ويوجد طريقتين مختلفتين لتفسير ما يعتقد انه السبب في الإعاقة وتداعياتها النفسية وقد أمكن بلورة هاتين الطريقتين فيما يطلق علية نموذجا لتفسير الإعاقة وهما :
( أ ) النموذج الطبي للإعاقة Medical Model of Disability
( ب ) النموذج الاجتماعي للإعاقةSocial Model of Disability
يركز أنصار النموذج الطبي بشكل كبير علي الملامح و الخصائص الأساسية للفرد من حيث البنية التكوينية العضوية ، في حين يتبني مؤيدو النموذج الاجتماعي التفسيرات التي تعتمد علي الخصائص الأساسية للمؤسسات الاجتماعية وما يسود المجتمع بشكل عام من أنساق قيم ومعتقدات تجاه الإعاقة و المعوقين وفيما يلي تناول موجز لكلا النموذجين :

1- النموذج الطبي للإعاقة :

ينظر في ظل هذا النموذج للإعاقة علي أن عجز أو عدم قدرة المعاقين علي الارتباط و المشاركة في أنشطة وخبرات الحياة ترجع بالأساس إلي معاناة الفرد من إصابة Impairment تتلف أو تحدث تدميرا لعضو ما من جسده يترتب علية قصور أو عجز وظيفي شديد لا يمكنه من الاستفادة و المشاركة في فعاليات وخبرات الحياة الاجتماعية ولا يرجع هذا العجز من قريب أو بعيد لملامح وخصائص وأنساق القيم و المعتقدات في المجتمع .
وعندما يفكر صناع السياسة في الإعاقة وفق النموذج الطبي فإنهم يميلون إلي تركيز مجهوداتهم في تعويض ذوي الإصابات أو التلف العضوي وما يرتبط به من قصور وظيفي وذلك من خلال صياغة نظم تربوية ورعاية وتزويدهم بالخدمات العلاجية و التأهيلية في مؤسسات قائمة علي العزل والاستبعاد من فعاليات وخبرات الحياة الاجتماعية العادية.
ويؤثر النموذج الطبي للإعاقة أيضا علي الطريقة التي ينظر ويفكر المعاقون بها حول أنفسهم إذ عادة ما يتبنى الكثيرون منهم رسالة سلبية مفادها أن كل المشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة تنشأ عن امتلاكهم أجساد غير عادية أو بها عيب تكويني ، وعادة ما يميل المعاقين إلي الاعتقاد بأن إصابتهم تحول بالضرورة دون مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية ، ويؤدي إستدخال هذه الأفكار و المعتقدات في البنية الفكرية لذوي الإعاقة إلي عدم مقاومتهم محاولات استبعادهم من الاندماج Mainstreaming في فعاليات وخبرات الحياة الإنسانية في المجتمع (16).

2- النموذج الاجتماعي للإعاقة :

تبدأ الرؤى التفسيرية للإعاقة وفق النموذج الاجتماعي من التحديد للاختلاف بين مفهومي الإصابة أو التلف أو العطب Impairment و العجز أو الإعاقة Disability وقد بدأت صياغة النموذج الاجتماعي من قبل بعض العلماء إثر إظهار العديد من المعوقين استيائهم وامتعاضهم من النموذج الفردي أو الطبي لكونه لا يقدم تفسيرات مقنعة لاستبعادهم من الاندماج في مسار الحياة الاجتماعية ولأن هناك العديد من الخبرات لمعاقين أظهرت أن مشكلاتهم الحياتية و التوافقية لا ترجع إلي الإصابة أو الإعاقة في ذاتها ، ولكن تعود بالأساس إلي الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم ( 17) ويتجاوز هذا النموذج المسلمات التي ينطلق منها النموذج الطبي و التي تتمثل في عدم التفرقة بين الإصابة و التلف و العطب، و العجز لأن كليهما يؤدي إلي قصور وظيفي وان هذا القصور الوظيفي كامن داخل الفرد نفسه ومنعزل عن المتغيرات الخارجية ، مسلما بأن العجز وليس العقبات أو العناصر الأساسية للمؤسسات الاجتماعية التي لا تلقي بالا بحاجات وخصائص المعوقين بأي شكل من الأشكال ، وهنا يبدو أن المجتمع هو سبب الإعاقة بمعني أن المجتمع هو المعوق لأن الطريقة التي يشيد بها تمنع ذوي الإعاقة من الاشتراك في فعاليات و أنشطة وخبرات الحياة اليومية ، وإذا ما أريد اشتراك واندماج ذوي الإعاقة في مسار الحياة الاجتماعية لابد أن يعاد تنظيم المجتمع من حيث بنائه ووظائفه ، وأيضا لا بد من القضاء علي كل الحواجز و الموانع و العقبات التي تحول دون هذا الاندماج . ومن هذه العقبات أو الحواجز :
  • التحيز ضد الإعاقة و المعوقين والميل إلي الوصم و التنميط .
  • عدم مرونة الإجراءات و الممارسات المؤسساتية.
  • تعذر الحصول علي المعلومات الصحيحة.
  • تعذر وجود البيانات و المؤسسات المناسبة.
  • تعذر وجود وسائل المواصلات والنقل المناسبة (18)

ويشير تحليل " هنت " ( Hunt) إلي أنه يعتقد أن المعوقين يواجهون اضطهاد وإساءة معاملة من قبل الآخرين وتتضح تجليات ذلك في ظاهرة التمييز discrimination والاستبعاد من فعاليات الحياة الاجتماعية الطبيعية ، وخلص " هنت " من تحليله لهذه الأوضاع إلي التأكيد علي وجود علاقة مباشرة بين الاتجاهات الاجتماعية و الثقافية والاقتصادية نحو الإعاقة و المعوقين ، و التداعيات النفسية و السلوكية للإعاقة باستخدام مصطلحات القيود و الحدود ، و العقبات التي تفرض Imposed علي المعاقين من قبل المؤسسة ، وقد استخدم المعوقون في بداية السبعينيات من القرن العشرين خبراتهم الشخصية مــع الإعــاقـة وعن حيــاتهم فــي المــؤسســات ( مؤسسات الرعاية والإيواء و التربية القائمة علي العزل ) ليظهروا أن إصابتهم أو نواحي العجز لديهم ليست السبب في المشكلات العديدة التي يواجهونها في حياتهم أو في التداعيات النفسية و السلوكية المصاحبة للإعاقة ، وأن السبب الأساسي في هذا العجز وهذه المشكلات إنما يعزي إلي فشل المجتمع في التسامح مع / والتقبل للاختلافات و الفروق بين المعوقين من المشاركة العادية في فعاليات وأنشطة خبرات الحياة الاجتماعية اليومية ، وقد أطلق علي هذه الطريقة في التفكير حول / ومناقشة وتحليل الإعاقة بالنموذج الاجتماعي للعجز أو الإعاقة ، إذ يفسر فيه العجز أو التعويق بوصفة نتاج أي سلوك أو عقبات تمنع أو تحول دون قيام المعوقين من الاشتراك في فعاليات الحياة في المجتمع ولا يفهم من ذلك أن النموذج الاجتماعي يغفل أو ينكر تأثير الإصابات و الفروق الفسيولوجية ولكنه يعالج هذا التأثير دون التقيد أو الالتزام بالأحكام ذات الطبع التقويمي لذا فمن المتصور أن استخدام النموذج الاجتماعي يؤدي إلي التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة(19)

وباختصار يؤكد النموذج الاجتماعي أن العجز و الإعاقة ناتجة عن عدم إدراك وعدم رغبة المجتمع في التعامل و التسليم بالاختلافات و الفروق في الخصائص والإمكانات البدنية و العقلية بين ذوي الإعاقة وأقرانهم العاديين .

3- الدمج الاجتماعي :

الدمج كلمة تكتسي معاني مختلفة حسب المستعملين لها ، فهي تعني عند بعضهم وجود أطفال معوقين داخل فصول مدرسية عادية ويتابعون تعليمهم في ظروف الأسوياء نفسها ، وتعني عند بعضهم الآخر وجود أطفال معاقين داخل فصول مدرسية عادية مع تحوير جزئي في وسائل وظروف التعليم مثل الاعتماد علي بعض طرائق التربية الخاصة مثل طريقة برايل والاستفادة من دعم تعليمي خارجي، وتعني عند فريق آخر من المهتمين بالتربية الخاصة استفادة المعوقين من بعض المواد المدرسية المدرجة ضمن الفصول العادية كالأشغال اليدوية و الرسم مع مواصلة تعليمهم بمراكز التربية الخاصة ، أما المعني الرابع للدمج فيعني وجود فصول للمعاقين داخل المدارس العادية لها مربوها المختصون ووسائلها المناسبة ولا يختلط المعوقون بالأسوياء إلا في فناء المدرسة أو في بعض المناسبات(20)

وهناك من يري أن الدمج يعني تمكين بعض فئات المعاقين من متابعة تعليمهم في الفصول العادية وما يترتب علي ذلك من إعداد التلميذ المعاق ولظروفه التعليمية و للمعلم من حيث برامج الإعداد و التأهيل ويجب أن لا يفهم من الدمج علي أنه مجرد حضور الطلاب المعاقين في الفصول المدرسية العادية ، بل هو محاولة لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل أن يتطورا اجتماعيا وعقليا وشخصيا من خلال الاتصال و التفاعل مع أقرانهم العاديين ، وهذا يتطلب إحداث تغيير في المدرسة و المناهج وطرائق التعليم المستخدمة في الصفوف وأنظمه التقويم ، فالدمج ليس اختيارا بين كل شئ أو لا شئ لأنه يستند إلي فكرة أن تكون التربية أكثر مرونة ، ولهذا السبب فإن التلاميذ الذين يعانون من أي صعوبات سوف يكونون قريبين من أقرانهم بالقدر الذي يستطيعون وبما يسمح لهم بالنمو والاندماج الاجتماعي . ومهما تعددت الآراء و الاتجاهات تباينت وجهات النظر فإن الدمج كإستراتيجية جديدة في التربية الخاصة ينطلق من :

  • التغيير الواضح في الاتجاهات الاجتماعية نحو الأطفال غير العاديين من السلبية إلي الإيجابية.
  • توفير الفرصة الطبيعية للأطفال غير العاديين للنمو الاجتماعي و التربوي مع أقرانهم العاديين .
  • إزالة الوصمة المرتبطة ببعض فئات التربية الخاصة ، ويقصد بذلك الآثار السلبية الاجتماعية لدي بعض فئات التربية الخاصة وذويهم و المرتبطة بمصطلح مثل الإعاقة (21)
وقد ترتب علي ما سبق ظهور أفكار جديدة دفعت بحركة تربية ورعاية المعاقين إلي الاتجاه الإنساني وتنادي بالأخذ بمبدأ جعل المعاق طبيعيا أو سويا Normalization وهو اتجاه اجتماعي يهدف إلي إتاحة الفرصة أمام المعاق للحياة مثل الأفراد العاديين و التعامل معهم علي نحو طبيعي وإعطائهم الفرص ومساواتهم في الحقوق وجعل الظروف المحيطة بهم عادية ، ولكي يتم هذا الهدف استخدمت العديد من المصطلحات كمحطات أساسية في طريق تحقيقه ، مثل مصطلح:التحرر من المؤسسات Deinstituations : وبيئة تربوية أقل تقييدا least restrective invinromentو التكامل التربوي invinroment Educational الدمج أو توحيد المجري التعليمي Mainstreaming ، والاحتواء أو المدرسة الشاملة inclusive school وقد استخدم مصطلح التحرير من المؤسسات ليشير إلي تلك العملية التي تتضمن إبعاد المعوقين عن المؤسسات الخاصة الداخلية ووضعهم في بيئات مفتوحة وأقل تقيدا لحرياتهم قدر الإمكان ، وبما يسمح بإسهام المجتمعات المحلية في رعاية المعوقين بصورة تساعد علي تعويدهم الحياة بين أقرانهم العاديين (22) مفهوم التحرير من المؤسسات يستند إلي ثلاث مفاهيم أساسية هي : التعويد أو التطبيع - بيئة أقل تقييدا - الأسلوب النمائي.

وهكذا ظهر مصطلح التعويد أو التطبيع الذي يقضي بأن تتاح للمعوقين نفس أساليب وظروف الحياة العادية المتاحة لبقية أفراد المجتمع ، وذلك باستخدام وسائل الثقافة العادية لمساعدة المعوقين علي الحياة في ظروف أو مستوي يماثل تلك الظروف التي يعيش فيها الأفراد العاديون ، كما أنه يتضمن تعليم المعوقين أساليب السلوك المناسب وتشجيعهم علي استخدامها وتعويدهم علي الظهور بالمظهر اللائق ، وتعريضهم لخبرات متعددة تقربهم من أساليب الحياة العادية وتيسر لهم الاندماج فيها .

وقد استخدم البعض مصطلح التكامل ليشير إلي ضرورة تعليم المعوقين ورعايتهم وتدريبهم مع أقرانهم العاديين ، ويري أصحاب هذا الرأي أن مصطلح التكامل يعد أكثر ملائمة حيث يتضمن عملية تكيف الجوانب الاجتماعية و العضوية و المهنية للمعوقين مع المجتمع، مع مراعاة الحاجات الخاصة بكل فرد واختيار ما يناسبه من الظروف البيئية (23) . وبناء عليه فإن ما يقوم به المعوق لا يمثل سوى نصف المطلوب ، حيث يقع النصف الآخر علي عاتق الأطراف الاجتماعية الأخرى التي ستتولى مهام استقبال المعوق و التعرف علية ويتطلب ذلك عدد من القضايا المرتبطة بقضية دمج المعوقين في المجتمع وهي ضرورة العمل علي نشر جمعيات أصدقاء المعوقين ولا تذكر قضية دمج المعوق في المجتمع إلا وتذكر معها قضية تشغيل المعوق وتوفير مواقع العمل المناسبة له(24) . وهناك وسائل مساندة أو دعم لذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيا من خلال :-
  • خدمات الإرشاد و التوجيه.
  • خدمات المساندة الاجتماعية
  • خدمات المساندة الصحية
  • نظم خدمات المساندة المتبادلة أو التكاملية (25)
وتتنوع طرق التدريس الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ومنها :
  • مدخل التدريس المضبط.
  • مدخل التعليم أو التدريس المباشر .
  • مدخل تدريب القدرة .
وسوف نركز علي مدخل تدريب القدرة لأنه يعتمد علي أسلوب الممارسة المركزة في المجال الذي يعاني فيه التلميذ من صعوبة كذلك يساعد التلاميذ علي حسن توظيف جوانب القوة و التميز لديهم في تعويض أي خلل أو تقصير في قدراتهم علي سبيل المثال يمكن تعليم الطفل الذي لدية قصور في التميز السمعي باستخدام ما يعرف بالمدخل الكلي في تعليم اللغة WHOLE – Language approach كذلك يستخدم عندما يحتاج التلاميذ إلي إتقان المهارات قبل الأكاديمية التي بمقتضاها يكتب التلاميذ المهارات الأكاديمية القراءة ، الكتابة ، الحساب (26) ذلك لأن حرمان الطفل من التعرض للمثيرات واكتساب الخبرات ، ومن تنمية قدراته العقلية و الجسمية والاجتماعية ، ومن تطوير مهاراته وبخاصة الحسية منها ، مهما كان شكله وطبيعته ، يؤدي إلي وقف نموه وعدم تطوره لافتقاره إلي التعليم و التدريب(27)

وقد شهدت التربية الخاصة تفسيرات جذرية ففي منتصف القرن الماضي كان التوجه نحو التربية الخاصة من منظور التأهيل ومن منظور الفئوية أي تصنيف المعاقين في فئات خاصة ومن ثم تميزهم بنوع من التربية منفصلا عن مجتمع العاديين وتربيتهم أما التربية الخاصة المعاصرة فهي تقوم علي الوصل لا الفصل بين مجتمع العاديين وغير العاديين وتهدف إلي توفير مكان ومكانة لذوي الاحتياجات الخاصة سواء في المدرسة أو في المجتمع(28)

ويذهب ( بنكس وما يناهام ) pincus and Minaham إلي القول بضرورة الاهتمام بالتفاعل الذي يحدث بين المعوقين وبيئاتهم الاجتماعية بهدف مساعدتهم علي القيام بواجباتهم الحياتية وتحقيق آمالهم بأقل قدر من الضيق و التوتر ومن ثم فإن الخدمة الاجتماعية تهدف إلي مساعدة الأفراد المعوقين علي اكتساب مقدرة متزايدة لحل ما يقابلهم من مشكلات وربطهم بالأنظمة الاجتماعية التي تمدهم بالموارد و الخدمات و الفرص التي يحتاجون إليها ، مع تقوية وتدعيم تلك الأنظمة حتى تتمكن من تأدية وظائفها بفاعلية متزايدة . (29)

4- عملية الدمج وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة :

يعد دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الموضوعات الهامة التي تنتج عنه تغير النظرة التقليدية لعملية التعليم و التي كانت تتم في مدارس خاصة بالمعاقين بما لا يسمح للمعاق بالتعامل أو التفاعل مع مجتمع العاديين، مما دفع المهتمين بشئون تعليم وتأهيل المعاق إلي إعادة النظر في الأسلوب المتبع في رعايته وتربيته ، ومن هنا انبعثت فكرة دمج أو توحيد المجري التعليمي Mainstreaming أو تكامل التعلم بالنسبة للمعاق مع الأطفال العاديين وبدأت فكرة عزل المعاقين بعيدا عن العاديين تلقي رفضا من بعض العلماء المتخصصين، وخصوصا إن المناهج التي تقدم للمعاقين ضعيفة ويقوم بتدريسها مدرسون من غير المتخصصين (30) . ومن المسلمات التربوية المعروفة أن لكل طفل الحق في الحصول علي قدر معين من التربية و التعليم ، لا فرق في ذلك بين سوي ومعاق ، كما أن أغراض التربية وأهدافها متماثلة بالنسبة لجميع الأطفال بالرغم من أن المتطلبات اللازمة لإتمام عملية التربية لكل طفل قد تختلف تبعا لقدراته وإمكاناته واستعداداته.

وقد أكدت الإحصائيات المنشورة بمنظمة الصحة العالمية World heath organization (W.H.O ) أن حوالي ( 10% ) علي الأقل من جميع الأطفال يولدون بإعاقة بدنية أو عقلية أو يكتسبونها بالدرجة التي تجعلهم في حاجة ماسة إلي مساعدة خاصة من أجل ممارسة الحياة اليومية العادية (31) وقد تبين أن هذه النسبة قد تصل إلي 15% بل 25% في بعض المناطق من دول العالم الثالث ، وهذه التقارير تعد بمثابة ناقوس الخطر لمدي الكارثة التي سوف نواجهها في مستقبل حياتنا بفقد نسبة ليست بالقليلة من سكان المجتمع ، تعيش في عزلة عن مجريات الأمور ، ولا يسعى المجتمع إلي اشتراكها في حياته العامة(32).

وإذا كانت منظمة الصحة العالمية ترفع شعار " الصحة للجميع " إستراتيجية للصحة مع مطلع القرن الحادي و العشرين فإن هذا الشعار لم يجد طريقة للمساواة بين الشخص المعاق و السوي ، وما يزال المعاقون في معظم أنحاء العالم يعانون من مشكلات تتعلق بحصولهم علي الخدمات التربوية والاجتماعية و الصحية التي يحتاجون إليها (33)

ويكفي للتدليل علي ذلك أن منظمة الصحة العالمية تقدر بأن الخدمات التي تقدمها المدارس الخاصة في الوقت الراهن لا تلبي سوي نسبة تتراوح بين ( 1% ) إلي ( 3%) من احتياجات الأشخاص المعاقين الذين يحتاجون إلي التأهيل في البلدان النامية أكثر من ذلك نجد أن نسبة المعوقين في المؤسسات الخاصة في معظم بلدان العالم ( فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا لا تتجاوز ( 5% ) وبعبارة أخري فهناك ( 95%) تقريبا من المعوقين في تلك البلاد لا يتلقون رعاية منظمة(34) .

وفي إطار هذه الحقائق ومع التسليم بأن التفوق في حد ذاته ليس له دور يذكر في حياة الفرد من المعوقين ، بقدر ما يكون لاتجاهات المجتمع و الأفراد المحيطين به دورهم في اضطراب حياته النفسية بسبب الإشفاق علية والإعفاء من المسئولية ، والإشعار المستمر بعدم القدرة و الحد و الحرمان من الحياة الطبيعية وإبراز جوانب العجز فيه وإهمال جوانب القوة فيه ، مما يزيد حالته النفسية تعقيدا ويجعل المعاق أميل و أسرع إلي العزلة وتحاشي الصدام الاجتماعي أو المناقشة حتى مع من يشبهونه في جوانب العجز أو نواحي القصور الجسمي أو العقلي ، وهنا يجب إشباع الحاجات الأساسية كالحاجة إلي الأمن و الحاجة إلي الشعور بالنجاح و الحاجة إلي إثبات الذات و الحاجة إلي الحب و التواد حتى يستعيد المعاق توازنه النفسي بينة وبين البيئة (35)

من هنا برزت علي الساحة قضية الدمج الاجتماعي و الأكاديمي كإستراتيجية تربوية بديلة أصبحت معظم بلدان العالم المتقدمة تأخذ بها بأمل أن يؤدي الفهم الأكبر لأوضاعهم إلي قبولهم و مراعاة احتياجاتهم المتنوعة في مدارسنا ومجتمعنا بهدف التمكين الاجتماعي لهم (36) .

ثالثا :- وعي المجتمع بمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة :

لقد أدي الالتفات إلي الأهمية البالغة لمفهوم رأس المال البشري ودوره في نهضة المجتمع وتقدمه إلي أيلا أولوية متقدمة للتنمية البشرية في مجالات مثل رعاية الفقراء المهمشين وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم كي نستفيد بما لديهم من طاقات وتركيزنا هنا علي ذوي الاحتياجات الخاصة فلكي نمكن لهم داخل المجتمع لا بد من تأهيلهم وتعليمهم وإدماجهم في مجتمعهم كقوي منتجة وفاعلة. فذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح يشمل كل الفئات التي تحتاج إلي نوع خاص من الرعاية سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو تربوية وتختلف قضايا ومشكلات وطرق رعاية كل فئة من هذه الفئات لاختلاف احتياجاتهم (37).
إن من أهم متطلبات تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة هى توفير كافة أشكال المساندة الاجتماعية و الخدمات الصحية لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة لخفض مستويات الضغوط النفسية الواقعة علي هذه الأسر (38).

وتشير " fahmeeda wahab " إلي أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون في كافة المجتمعات إلي مختلف صور التمييز السلبي وخاصة الاستبعاد من كافة فعاليات وخبرات الحياة الاجتماعية، وتعد الإناث أكثر فئات المعاقين تعرضا للإهمال و التجاهل بصورة خاصة في المجتمعــات النامية ، وفي المنـاطق الريفيـة وترصد " fahmeeda" الكثير من صور التحيز السلبي ضد النساء المعاقات في الدول النامية في أسيا منها : قلة الدعم المادي المخصص للإنفاق في مجال تعليم الأطفال و المراهقين من الإناث المعاقات ، إضافة إلي عدم تأهيلهم بالصورة الكافية لدمجهم في المجتمع وبناء علية تترك المرأة المعاقة علي هامش المجتمع تعاني من العزلة الاجتماعية و النفسية وتتعرض للنبذ والإهمال الاجتماعي وينظر إليها بوصفها عبئ علي المجتمع ويدلل علي ذلك الكثير من الإحصائيات التي تظهر بوضوح الظلم الاجتماعي البين الواقع علي النساء المعاقات في العديد من الدول الآسيوية .

وترجع ذلك إلي القصور في التشريعات القانونية المتعلقة بتعليم ورعاية هذه الفئة وهي تعد من ضمن أهم الأسباب التي ترتبط بهذا الظلم الاجتماعي وتؤكد بناء علي ذلك علي ضرورة إدخال تشريعات قانونية تدعم حق هذه الفئة وتمكن لهم فرص متكافئة( 39) وأحيانا ما تتسم النظرة إلي وصول طفل معوق في الأسرة بالخوف و القلق و الشعور بحلول كارثة .. وقد تعمد الأسرة إلي عزل الطفل المعوق عن البيئة المحيطة ( الخوف علية من عدم التكيف ، التجنب لما يرتبط بتدريبه وتعليمه وخدمته ، الصعوبات و المشاكل المترتبة علي ذلك الوقت و الجهد ) – وقد يكون للأسرة بعض العذر في ذلك – غير أن ما يجب الإشارة إليه هو أن آثار الإعاقة السلبية تؤثر تأثيرا عميقا في نفسية المعوق ، وأنه إذا ما عزل فسوف يحرم من فرص استخدام ما لدية من قدرات واستعدادات ومهارات وتستطيع الأسرة إذا ما تقبلت الطفل المعوق بشكل طبيعي أن تساعده علي تقدير نفسه بشكل واقعي و التخطيط لحياته أو تقييم قدراته واستعداداته بصورة صحيحة دون زيادة أو نقصان(40).

وقد نبهت نتائج البحوث التربوية إلي أهمية المشاركة الكاملة للأسرة لما لها من آثار إيجابية وفعالة في تحقيق التوافق الاجتماعي والإنجاز و التحصيل التعليمي لهؤلاء الأطفال (41)

وهنا تطرح قضية العلاقات المتداخلة بين مستوي التحصيل الدراسي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و النموذج الاجتماعي و الانفعالي لهم . إذ يمكن التأكد بصفة عامة على أن ذوي الاحتياجات الخاصة – يتعلمون بصورة أفضل حال تواجدهم في بيئة تفاعل اجتماعي يشعرون فيها بالأمن و القيمة و الثقة في المعلمين و التفاهم التام و التقبل للتنوع والاختلافات في القدرات و الخصائص بينهم وبين الأطفال العاديين ويعد الاهتمام بالسياق أو المناخ الاجتماعي والانفعالي للتعلم من القضايا ذات التأثير الفعال (42)

ويعد التعليم من أهم أساليب التمكين إذ تعتمد عملية التعليم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة أساسية علي ما يعرف " بالخطة التربوية التعليمية Individual Educational plan (IEP) ويقصد بها أن تعلم ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يعتمد علي أسلوب تفريد التعليم فلكل طفل احتياجات تعليمية خاصة يفترض أن تقوم مناهج وطرق التعليم علي تلبيتها وذلك من خلال طرق التدريس الخاصة التي تعكس التنوع في المداخل المستخدمة لتحقيق أو تلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة للتلاميذ غير العاديين في فصول التعليم سواء أكانت ضمن إطار ما يعرف بالتربية العادية أو التربية الخاصة(43).

وهناك خبرات ناجحة لم يتم الاستفادة منها كخبرات الأزهر الشريف في رعاية المكفوفين بجانب أقرانهم الأسوياء ودمجهم داخل المجتمع العادي و الذي نادي به ديننا الحنيف (44)

يشير (ألفرد أدلر ) الذي تأثر بوجهة النظر الاجتماعية التي تنادي بأن العوامل الثقافية و العلاقات الاجتماعية السائدة في البيئة و العناصر المكونة لها هي المؤثر الأول علي السلوك ، ولا يعني ذلك إنكار الدور الذي تلعبه العوامل الفطرية و القدرات الطبيعية و الاستعدادات الجسمية ، إلا أن ما يهمنا بالدرجة الأولي لتحقيق التمكين الاجتماعي هو التأكيد علي تأثير البيئة الاجتماعية و العوامل الثقافية علي الطريقة التي يستخدم بها الفرد قدراته واستعداداته (45)

ويري الأفراد المعاقين الراشدين المدافعين عن تطبيق وتنفيذ تشريعات ما يعرف بقانون الحق في التربية لكل المعاقين أن العجز في حد ذاته لا يؤدي بالضرورة وتلقائيا إلي الإعاقة والاتجاهات الاجتماعية والتصورات النمطية الجامدة وظروف الإسكان و النقل وغيرها من المعوقات الاجتماعية التي تسهم في تحويل القصور أو العجز إلي إعاقة حقيقية تحد من المشاركة في فعاليات (46) وخبرات الحياة الاجتماعية.

إن قضية تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع اندماجا كليا هي قضية إنسانية تتعلق بالمجتمع ككل وتحتاج إلي كامل جهوده حتى يتحقق الإقبال الجماهيري و الوعي بها وإزالة المعوقات والاتجاهات السائدة التي تعزز المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تري أن الإعاقة مصدرا من مصادر النقص التي تحط من قدر صاحبها .لأن الناس بطبيعتها تكره المواقف التي تؤثر فيها انفعاليا و تجعلها تشعر بعدم الراحة وبالتالي الابتعاد عن مصدر القلق أو علي أحسن تقدير لا يملكون – لأن الناس لم تتعلم بعد كيفية التفاهم مع المعوق بشكل سليم ومقبول بدلاً من البعد عنه وتحاشيه – إلا أن يشعروا حيال المعوق بالرثاء دون أن تسمح لهم خبرتهم بعمل شئ إيجابي تجاه المعوق – إلا أن يشعروا حيال المعوق . كما أن الإنسان بطبيعته يخشى ما لا يفهمه و يهاب الشيء الجديد أو غير المفهوم والمألوف فمن يشاهد مريضا صرعيا أثناء النوبة الصرعية لأول مرة أو مصابا بالشلل المخي وهو يعاني من التشنجات قد يشعر بردة فعل سلبية تجاه ما يري لأنه لا يفهم له تفسيرا أو تعليلا مما يجعله يقف موقف العاجز الذي لا يدري ما يفعل وقد يسارع بالابتعاد عن الموقف (47)

ويذهب William Roth إلى أن إعاقة مثل الشلل المخى لا يعد مأساة أو كارثة ويقول أن للبيئة دلالة أكثر أهمية من التكوين الجينى ، مثال ذلك الشخص الفقير الذي يعيش في منزل غير جيد التهوية ومحاط بمصادر التلوث ( الرصاص مثلاً ) ويصعب التحكم في درجة الحرارة وهو غير قادر فى نفس الوقت على تقديم الخدمات الطبية لأطفاله والتي تعد الانتصار الحقيقي للطب الحديث ، لاشك أن تواجد الأطفال في مثل هذه الظروف يفضى إلى معاناتهم من إعاقات شديدة وتلقى هذه التصورات مسئوليات جسام على المجتمع لتغيير مختلف الظروف المجتمعية التي تفضي إلى الإعاقة أو التي تعمق حالة الإعــاقة لـدى المصابين بها ( 48 ).
ففي ألمانيا ( على سبيل المثال ) يتمتع المعوقون بالمساواة مع سائر المواطنين ولهم كل الحقوق والمجتمع لا يحرمهم أو يعوق حركتهم حيث يتكامل المعوقين مع المجتمع على أساس برنامج حكومي شامل وجامع يقدم لهم إجراءات تنسيقية في مجالات مختلفة من الحياة الاجتماعية في مجال الصحة العامة والرفاهية الاجتماعية والتعليم العام والعمل والثقافة بالإضافة إلى التعرف المبكر وتعليم الأطفال المعوقين بدنياً وعقلياً وتوضح نمو عملية تحقيق الأهداف العامة للتعليم سواء بطريقة كاملة أو حسب ظروف الإعاقة وشدتها . ويعتبر تعليم المعوقين في الدنمراك ضمن النظام التعليمي العادي واندماجهم في الحياة المدرسية . وتقوم سياسة المدرسة وسياسة المجتمع على خلق صلات وثيقة بين الناس على حد سواء لا فرق بين العاديين منهم والمعوقين . ونجد في إيطاليا القانون ينص على التعليم الإلزامي للأطفال المعاقين مع الأسوياء باستثناء حالات الإعاقة الحادة والتي تعوق الإدماج في الفصول العادية (49).

ولقد توصلت نتائج البحوث والدراسات السابقة من أن البرامج الموجهة لهؤلاء الأطفال أثبتت كفاءتها وفاعليتها في تنشيط قدراتهم العقلية وتحسين مستوى كفاءتهم الشخصية والاجتماعية وتمكينهم من الانخراط في علاقات وتفاعلات اجتماعية مثمرة مع أقرانهم من العاديين (50) .

ويستخدم أسلوب العلاج الجماعي في علاج الكثير من المشكلات التي تعانيها الأسرة ، حيث تمثل الجماعة أداة فعالة لعلاج الكثير من المواقف وذلك بتكوين جماعات للمساعدة الذاتية حيث أن هذه الجماعات تتكون من أسر لديها اهتمامات مشتركة ويأتون معاً في فترة زمنية معينة ويقوم كل منهم بمساعدة الآخر والعمل على حل مشاكله وتعتبر الخبرة الجماعية جزء مهم في حياة الفرد فاشتراك الأسر الذين يعانون من مشكلات نوعيه في جماعة واحدة يعطى إحساسا بالأمن . حيث تشعر كل أسرة بأنها ليست وحدها التي تعانى من تلك المشكلات أو الضغوط وإنما يشاركها آخرون مثلها ، وذلك يعزز من استعداد كل منهم لمواجهة تلك المشكلات(51) .

إشكالية الإعاشة والسكن :- يعمل المعلمون مع الآباء ورجال الأعمال وهيئات المجتمع لتحسين نوعية حياة ذوى الاحتياجات الخاصة على المستوى المجتمعي أو على المستوى المنزلي فبعد إكمال مشوار التعليم نجد السؤال يفرض نفسه .. أين يفضل أن يعيش الأفراد المعاقين ؟ . فبعد الانتقال من المدرسة إلى عالم العمل يتضمن التعامل مع العديد من الإشكاليات أهمها ازدياد مسئولية ذوى الاحتياجات الخاصة في الاعتماد على أنفسهم . وهل يعنى ذلك أنهم سيظلون معتمدين على آبائهم أم سيكونوا قادرين على العيش بصورة مستقلة . ففي الماضي كان يعيش الأشخاص ذوى الإعاقات المتوسطة والشديدة في مؤسسات إيواء كامل .

وتوجد الآن خيارات أخرى متاحة لمن لا يرغب من المعاقين في العيش مع اسرته فى المنزل منها :-
  • البيوت المجتمعية : وهى بيئة أقل تقييدا اقتضت العيش في مؤسسات اجتماعية تتشابه إلى حد ما مع ترتيبات الحياة العادية كلما أمكن .
  • بيوت التبني : يعيش بعض المعاقيين في أسر بديلة توفر لهم رعاية مؤقته إلى أن يتم توفير ظروف حياة طبيعية بديله لهم . وتوفر بيوت التبني خبرات حياة ايجابية للمعاقين مثل المشاركة في الخبرات الأسرية العادية وتكوين صداقات ايجابية .
  • العيش بصورة مستقلة : وهى تتيح فرص كبرى للمشاركة الاجتماعية الطبيعية ، وهذا الأمر قد لا يتاح للكثير من ذوى الاحتياجات الخاصة خاصة ذوى الإعاقات المتوسطة والشديدة منها.
  • المؤسسات : وتوفرها الدول لمن لا يستطيعون العيش بصورة مستقلة(52).

رابعا: نتائج الدراسة الميدانية :-

يتضـح من تحليـل استجابـات حـالات الدراســة المـيدانية للشرائح الثلاث ( العاملون في مجال تعليم الاحتياجات الخاصة – المهتمون بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة: المواطنون والجمعيات الأهلية – أسرة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة) كي نمكن لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع ما يلي:-

1- العاملون في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة :

وقد جاءت آرائهم معبره عن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث طريقة معاملتهم وما يرتبط بها من أفكار مجتمعية خاطئة وسائده منها ، انه انطوائي ، عديم الثقة في نفسه او في الآخرين .. الي غير ذلك من صفات سلبية ، كما أشارت نتائج الدراسة الميدانية إلي انه لا يكفي أن نزود المعوق باداه معينة في شكل أسلوب تعليمي او تدريبي ولكن الأهم هو مساعدته كعاملين في هذا المجال علي تقبل إعاقته بشكل طبيعي وواقعي بالإضافة إلي دور أفراد المجتمع في الوعي بمتطلباتهم النوعية من خلال تقديم كافة أشكال الدعم الحكومي والأهلي من تشريعات وخدمات صحية واجتماعية وترفيهية وفرص العمل المناسبة كما إشارة الحالات إلي تدني كفاءة عدد من زملائهم المعلمين العاملين في هذا المجال بما لا يفي باحتياجات ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيا وتعليميا ، إضافة إلي قصور البرامج اذ أن هناك حالات يتطلب التعامل معها في بيئة معينة أو وفق برنامج خاص يصلح للتعامل مع صاحب الإعاقة علي ضوء ما يشعر به وما يفكر فية وكيفية تعامله مع الأشياء ، وليس كيفما يريد غيره له

يؤكد هذا التجربة الرائدة لجامعة أسيوط والتي تتمثل في ان انسب الحلول في تعليم المعاقين يتمثل في عملية التأهيل والتي تنقسم بدورها إلي رعاية الذات والتنمية ( 53 ) وهذا يتطلب التوسع في إنشاء مدراس التربية الفكرية كما ذهبت نتائج الدراسات ( 54 ) كما يؤكد ذلك تقرير التنمية البشرية ( 55 ) ويتضح من تحليل استجاباتهم ما يلي : -

  • وجود اتجاهات اجتماعية سلبية تجاه المعاقين .
  • النظرة إلي المعاق بوصفة عبء اجتماعي لا مردود من ورائه لعجز المعاق عن الإتيان بأية سلوكيات تفيد المجتمع.
  • الأساس في تحسين وضعية المعاقين في المجتمع يعتمد علي تغير الاتجاهات والمعتقدات الاجتماعية ، وذلك من خلال برامج توعية أفراد المجتمع بكافة قضايا الإعاقة والمعوقين .
  • إحداث تغييرات هيكلية جوهرية فى النظام التعليمي العام من حيث اطرة التشريعية وإجراءاته ليستوعب المعاقين فى إطاره بتوفير مختلف الفرص التعليمية المتاحة لغير المعاقين .

2- المهتمون بقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة:-

وقد جاءت آرائهم متمثلة فى أن نظرة المجتمع تقوم على تجنبهم وعدم تقبلهم خاصة فى حالات الاعاقه الشديدة . يذكى ذلك سلوك أسرهم بمحالة عزلهم . كما يرون ان المجتمع مسئول مسئولية كاملة ومباشرة عن رعاية وتعليم وتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة . وذلك بتغير المناخ الاجتماعي بما يحقق لهم الاندماج داخل المجتمع والتركيز على ان المعوق إنسان يمكن ان يعطى ولدية قدرات وله قيمه، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاصة بهم لان هذا يمنعه بل يحرمه من العيش فى بيئة اجتماعية ترفضه وبالتالي تؤثر على خبراته وعلاقته بالآخرين ، كما جاءت آرائهم متبنية لمشكلاتهم وان قضاياهم يجب التعامل معها على انها واجب إنساني واخلاقى قبل ان تعتبر واجبا اجتماعيا ووطنيا ، بل وتهيئة البيئة المناسبة التي تسهم في توافقهم وتكيفهم مع أقرانهم الأسوياء من خلال جعل الظروف المحيطة بهم عادية وعدم إساءة معاملتهم بأي شكل من الأشكال .
ويتضح من تحليل استجاباتهم ما يلي .
  • العمل على تفعيل الاهتمام بالشخص ذاته وما لدية من قدرات ومميزات خاصة يتم التركيز عليها وتنميتها
  • تدنى مختلف أشكال المساندة الاجتماعية والنفسية للمعاقين وأسرهم
  • المطالبة بتوفير كافه خدمات الرعاية الصحية
  • دعم مؤسسات التأهيل المهني العاملة في المجال .

3- أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة :-

وقد جاءت آرائهم معبره عن رضائهم بقضاء الله عز وجل وان هذا قدرهم ،آما المجتمع فمشغول عنهم – إلا في بعض الأمور الشكلية وغالبا لا تنفذ حسب قول حالات الدراسية المداينة - وما يواجهونه من مشاكل فهي كثيرة ومتنوعة( تمثل في مجملها عبئا ثقيلا على أهله ) منها ما هو على مستوى الأسرة وتتمثل في أحاسيسهم بأن طفلهم معاق فهم يقدمون لة كل المساعدة وبالتالي فهم يضرونه لأنهم لا يساعدوه على استخدام قدراته ومحاولة تنميتها – رغم علمهم بذلك – ويقولون أن مثل هذة الحالات تحتاج إلى مؤسسات أخرى تتعامل مع الطفل بصورة علمية موضوعية خارج أسرته وهى غير متوفرة في المجتمع الريفي . أما على صعيد المؤسسات والخدمات فهناك قصور واضح على المستوى الصحي والتعليمي أما على مستوى أفراد المجتمع فتتراوح النظرة بين الشفقة أو الابتعاد والرفض خاصة إذا كانت حالته من الإصابات الشديدة مما يضطر الأسرة إلى القيام بعزلة باعتباره وصمة عار ارتبطت بالأسرة خاصة في المجتمع الريفي وقد كشفت بعض الدراسات الميدانية في هذا المجال على ان اتجاهات الأسرة نحو ابنها المعاق تتمثل فى عدة مراحل تبدأ بالصدمة عند الولادة وعند العلم بإعاقة الابن ثم الإنكار ويظهر فى رفض الأسرة أعاقه طفلها والتشكك فى رأى المتخصصيـن ، يلي ذلك الغضـب ، فالشعــور بالذنب والحزن ثم التقبل والاعتراف( 56 )
ويتضح من تحليل استجابتهم ما يلي :
  • قلة خدمات الرعاية الصحية لهذه الأسر وخاصة خدمات الاكتشاف المبكر.
  • قصور خدمات التدخل المبكر .
  • محاولة توفير دور الحضانة الخاصة بذوي الاحتياجات .
  • العمل على توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية لتتمكن هذه الأسر من تجاوز محنة اكتشاف وتشخيص الإعاقة .

أهم النتائج :-

  1. تدني وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة فى المجتمع ومعاناتهم من الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية الناتجة أصلا عن نظره المجتمع إليهم وليست المترتبة على الإعاقة في حد ذاتها.
  2. لوحظ عدم حصول المعاقين على الكثير من الحقوق والخدمات مقارنه بأقرانهم العاديين.
  3. عدم توافر فرص العمل الكافية لذوى الاحتياجات الخاصة حتى في إطار نسبه الـ 5% من فرص العمل حسب ما ورد في القانون وفى حاله عمل هؤلاء الأفراد يلاحظ أنهم يعملون في أعمال أو وظائف لا تتناسب مع ما يرد في شهادة التأهيل الاجتماعي التي تعطى لهم من مكاتب العمل والشئون الاجتماعية .
  4. العجز المادي وفقر الرعاية الصحية يزيد من معاناة ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم وينعكس ذلك على تدنى مشاركتهم في الأنشطة المجتمعية المختلفة وميلهم للعزلة.

أهم التوصيات :-

باستعراض نتائج البحث يمكن الانتهاء إلي التوصيات التالية :
  1. الإعاقة قضية اجتماعية في المقام الأول تتخلق في ظل ظروف اجتماعية معينة تحد من تفعيل ما يمكن تسميته بفائض الطاقة لدي ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبالتالي فان استغلال فائض الطاقة هذا متوقف علي وعي وادارك المجتمع بمختلف نظمه ذات العلاقة بالتفاعل الاجتماعي والخصائص النفسية والسلوكية للمعاقين ، ومن هنا تأتي وجاهة المناداة بإنشاء مراكز علمية متخصصة لدراسة كافة الموضوعات المرتبطة بالإعاقة والمعوقين.
  2. دعم أنشطة وبرامج الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أشكال الدعم المالي والفني .
  3. إنشاء نوادي اجتماعية ورياضية متخصصة توفر سياقا لممارسة ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم كافة الأنشطة الرياضية والترفيهية.
  4. إنشاء مراكز التدريب والتأهل المهني لإكساب ذوى الاحتياجات الخاصة المهارات التي تمكنهم من العمل المهني بمختلف صيغه لمساعدتهم علي الحياة المستقلة .




دراسة ميدانية لرصد الخدمات المقدمة للأفراد المعاقين ذهنيا بمحافظة أسيوط ومدى كفايتها .. و ما يمكن أن تساهم به

الجمعيات الأهلية في تطوير هذه الخدمات

دراسة ميدانية



إعداد : أ / أحمد جابر أحمد

مسئول برامج بمركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بريف محافظة أسيوط

أ / خالد عواد صابر

أخصائي اجتماعي بمركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بريف محافظة أسيوط



(1) مشكلة البحث :



1- قصور الخدمات الصحية و التعليمية و التأهيلية و الترفيهية و الاجتماعية و خدمات التوظيف المقدمة للأفراد المعاقين ذهنيا بمحافظة أسيوط .. و عدم تغطيتها إلا لنسبة ضئيلة ممن يستحقون هذه الخدمات .

2- بالرغم من وجود بعض هذه الخدمات التي تقدمها بعض الجهات الحكومية إلا أنها لا تتمتع بالمستوي المطلوب .. مما يتطلب تطويرها بشكل كبير أو جذري في بعض الأحيان .

3- بالرغم من وجود بعض الخدمات التي تقدمها بعض الجهات الحكومية إلا أنها تتركز في مدينة أسيوط .. مما يقصر الخدمة علي عدد محدود من مستحقيها .

4- ضآلة دور الجمعيات الأهلية و مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الخدمات السابق الحديث عنها لفئات المعاقين .


(2) أهمية البحث :



تمثل نسبة المعاقين ذهنيا شريحة كبيرة من أي مجتمع لا يمكن إغفالها أو إغفال حقوقها المشروعة في الحصول علي مختلف الخدمات التي تتلقاها الفئات العادية أو حتي خدمات خاصة في بعض الأحيان إذا لزم الأمر لضمان وجود مستوي فعال من الرعاية .. و تمثل نسبة الإعاقة بوجه عام حوالي 10 % من نسبة تعداد أي مجتمع .. تزداد لتصل إلي من 12 إلي 15 % في المجتمعات النامية ..

تمثل نسبة الأفراد المعاقين ذهنيا حوالي من 2.7 إلي 3 % من إجمالي تعداد سكان أي مجتمع .. و هي تعبر عن حوالي 77 ألف و مائة فرد معاق ذهنيا من إجمالي 3.5 مليون فرد في محافظة أسيوط .. (مصدر البيان: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقدير عام 2001-2002).

و تأتي أهمية رعاية المعاقين ذهنيا من منطلق وجهة النظر الدينية و الإنسانية و القانونية من منطلق أن تقديم الخدمات لهذه الفئة حق أصيل و ليس مكتسب لهؤلاء الأفراد .. كما أن تأهيل هؤلاء الأفراد و تفعيل أدوارهم في المجتمع يحفظ للمجتمع آدميته و إنسانيته و يضمن السلام الاجتماعي .. و يرفع الضغوط عن كاهل العديد من الأسر الغير قادرة علي رعاية أبنائها المعاقين من خلال تأهيل هؤلاء الأفراد و دمجهم في المجتمع بما يؤدى إلى رعاية و تقبل المجتمع لهم ..



(3) منهاجية البحث :



أعتمد البحث علي :

1- أسلوب الاستقصاء و الاستبيان ( من خلال الاتصال المباشر ، او من خلال استمارة استبيان خاصة تم تصميها لتحديد مستوي الخدمات أو اتجاه الجمعيات تجاه تقديم الخدمة للأفراد المعاقين ذهنيا ) ..

2- كما أعتمد علي الأسلوب المقارن .. حيث أعتمد علي أسلوب المقارنة خاصة الإحصائية في بعض أجزاءه ..

(4) الهدف من البحث :



1- رصد الخدمات المقدمة للأفراد المعاقين ذهنيا بمحافظة أسيوط .

2- رصد الفجوة بين ما هو مقدم من خدمات و بين ما هو مفترض تقديمه .

3- رصد ما تقدمه الجمعيات الأهلية من خدمات و اتجاهاتها نحو تقديم الخدمات للأفراد المعاقين ذهنيا .

4- توضيح ما يمكن أن تسهم به الجمعيات الأهلية من خدمات للأفراد المعاقين ذهنيا .. بما يساهم في تفعيل و الارتفاع بمستوي الخدمة المقدمة للأفراد المعاقين ذهنيا.



(5) إطار البحث :







 

 

 



المبحث الأول

حصر للخدمات الحكومية أو المقدمة من خلال القطاع الأهلي للمعاقين ذهنيا (تعليمية ، صحية , تأهيلية ، ترفيهية و خدمات اجتماعية ، توظيف) علي مستوي المحافظة

أ- خدمات الاكتشاف و التدخل المبكر و خدمات التوجيه و الإرشاد :

    لم توجد أي خدمات تقدم للأطفال المعاقين ذهنيا للكشف أو للتدخل المبكر عن الإعاقة الذهنية باستثناء  3 مشروعات .. كلها مشروعات حكومية .. و هي:

·     مشروع التأهيل المرتكز علي المجتمع CPR المنفذ من قبل جمعية التأهيل الاجتماعي بتمويل من وزارة الشئون الاجتماعية .. و الذي بدأ تنفيذه عام 1999 .. ( كشف ، تدخل مبكر ) ..

·     مشروع التدخل المبكر أيضا منفذ من جمعية التأهيل الاجتماعي في إطار مشروع تطوير و استحداث خدمات جمعيات التأهيل .. ( تدخل مبكر ) ..

·     خطة إنشاء الحضانات التابعة للشئون الاجتماعية .. ( تدخل مبكر ) ..

    حيث يترك ذلك لطبيب الأطفال ( هذا في حالة مرض الطفل في الشهور الأولي و عرضه علي طبيب ، و في الحالات التي تظهر فيها أعراض ظاهرية علي الطفل ) في حين يترك كشف باقي الحالات خاصة البسيطة لأولياء الأمور لاكتشافها مع مرور الوقت و تقدم السن مع ظهور مظاهر أعراض الإعاقة الذهنية علي الطفل من قصور في الوظائف العقلية أو السلوكية ..

    و قد تم تنفيذ المشروع الـ CPR من قبل وزارة الشئون الاجتماعية في قري موشا ، شطب ، الواسطي ، الفيمة ، المعصرة حتى الآن ..  وهو مشروع يعتمد علي التأهيل المرتكز علي المجتمع إلا أنه يبدأ بعملية الكشف المبكر عن الإعاقة .. و بالرغم من محدوديته في التنفيذ في 5 قري من قري المحافظة إلا أنه قدم الخدمة لأكثر من 1200 معاق من مختلف أنواع الإعاقة .. و هو عدد كبير بالرغم من محدودية عدد القري المنفذ فيها المشروع مما يعبر عن إحتياج قري المحافظة لهذه الخدمة ..

    كما تم تنفيذ مشروع التدخل المبكر بمركزي أسيوط والبداري.. و يستوعب عدد 15 طفل ذوي أعمار تبدأ من سن يوم و حتى سن 4 سنوات..

    كما أن عملية التوجيه إلي الأماكن المتخصصة تتم بعشوائية من خلال سؤال ولي الأمر عن الأماكن التي يمكن أن يوجه إليها إبنه المعاق .. و يعاني الأب كثيرا حتى يتعرف علي الأماكن المناسبة التي يمكن أن يوجه إليها طفله .. و من هنا فإن عملية التوجيه تعاني هي الأخري من مظاهر قصور جمة .. و تعتبر تجربة مشروع دمج و إعادة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في إعداد دليل يشمل الخدمات المقدمة للمعاقين علي مستوي المحافظة من أولي التجارب في حصر هذه الخدمات .. إلا أنه مازال التوجيه الفعلي للأطفال تجاه مقدمي الخدمة من المتخصصين في مختلف المراكز قاصرا بشكل كبير .

ب- الخدمات التعليمية :

أولا : الخدمات التي تقدم من خلال الجهات الحكومية :

(1)   مدرسة التربية الفكرية :

 

1.  عدد المستفيدين :

    و هي عبارة عن مدرسة واحدة تتواجد بمحافظة أسيوط .. المدرسة بها 20 فصل طاقة كل فصل من 13 إلي 15 طفل .. بإجمالي عدد أطفا ل تخدمهم المدرسة و قدره 368 طفل .. 

2.  نوعية الخدمة :

    يتواجد بالمدرسة عدد 20 فصل تعليمي.. يتم التدريس فيها طبقا لنظام المنهج الموحد .. و تقبل المدرسة الأطفال المعاقين ذهنيا من ذوي الإعاقة البسيطة ( الحاصلين علي درجة ذكاء من 50 إلي 70 درجة ) و هو شرط أساسي من شروط القبول بالمدرسة ..

3. جودتها:

     يتم التدريس بالمدرسة طبقا لنظام المنهج الموحد.. و هو أسلوب قد لا يناسب التدريس لكل الأطفال ( هذا عندما نتحدث عن الأطفال المعاقين ذهنيا) .. حيث تتفاوت المتطلبات التعليمية لكل طفل من الأطفال المعاقين ذهنيا حتى و إن كانوا ذوي مستوي واحد من مستويات الإعاقة.. و هو ما يمكن لنا أن نضع أمامه علامة استفهام كبيرة خاصة في حالة:


ضعف كفاءة المدرس مما يؤدى الى :

أ 0 عدم تمكن المدرس من تعديل البرامج و موضوعات تدريس المنهج الموحد بما يتلاءم مع مستوي كل حالة..

ب 0 عدم تمكن المدرس من ابتكار و استخدام الأدوات و الوسائل المعدلة الملائمة لكل حالة بحيث يتمكن من توصيل المعلومة لكل حالة..

ج 0 عدم تمكن المدرس من استخدام أساليب تعديل السلوك باحتراف..

    بما يؤدي بشكل كبير إلي التأثير علي جودة العملية التعليمية المقدمة من خلال المدرسة و التي تعتبر المنفذ التعليمي الأول للأطفال المعاقين ذهنيا " مازلنا نتحدث عن تقديم الخدمة لمستوي واحد من مستويات الإعاقة الذهنية .. و هو المستوي بسيط الإعاقة " ..

(2)   الفصول التابعة لمدارس التربية الفكرية الملحقة بالمدارس العادية:

1.  عدد المستفيدين:

ـ و هي عبارة عن 10 فصول موزعة علي مراكز المحافظة ..

ـ تتواجد هذه المدارس بمناطق :

          مدرسة أنوار الحرمين الإبتدائية          مركز البداري

          مدرسة الشهابية الابتدائية                 بني محمد ـ مركز أبنوب

          مدرسة مصطفي سليمان                   الدوير ـ مركز صدفا

          مدرسة محمد رجائي الطحلاوي           مركز ديروط

          مدرسة العبور الابتدائية                    الشامية ـ مركز ساحل سليم

          مدرسة الإيمان                               مركز أسيوطـ حي الوليدية ـ م أسيوط

          مدرسة السادس من أكتوبر                الدكران ـ مركز أبوتيج

          مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية       مركز الغنايم

          مدرسة سعد بن أبي وقاص                الدير المحرق ـ مركز القوصية

          مدرسة الفيما الابتدائية                     الفيما  ـ مركز الفتح 

ـ طاقة كل فصل 12 أطفال..

ـ بإجمالي عدد أطفا ل تخدمهم الفصول و قدره 120 طفل .. 


2.  نوعية الخدمة :

          عبارة عن فصول تعليمية تسير بنفس نظام التدريس بمدرسة التربية الفكرية .. و هى عبارة عن فصول ملحقة بالمدارس العادية يتم التدريس بها طبقا لنظام المنهج الموحد ..

3.  جودتها:

          أدي سوء مستوي تدريب المدرسين و سوء نظم المتابعة و قصور الأنشطة المخصصة و المخصصات المالية " التي يجب أن ترافق علميه هامة و صعبة مثل علميه الدمج بهذه الطريقة " إلي إغلاق فصلين من الفصول الملحقة بمدرسة التربية الفكرية طبقا لهذا النظام  ..

(3)   حضانة المعاقين ذهنيا و حركيا التابعة لجمعية التأهيل الاجتماعي التابعة لمديرية الشئون الاجتماعية:

1-    تاريخ بدء تقديمها :

    تم إنشاء الحضانة بمقر جمعية التأهيل عام  1998.

2-    عدد المستفيدين:

    20 طفل من الأطفال المعاقين ذهنيا أو حركيا. 

3-    نوعية الخدمة :

    تقدم الجمعية الخدمات التعليمية للأطفال متعددي الإعاقة .. و قد شهد مستوي التدريس بالحضانة تطورا كبيرا بعد التعاون مع مركز سيتي حيث اختلفت طريقة التدريس و تدريب المدرسين بشكل كبير ..

4-    جودتها:

تتميز الحضانة بأنها تقبل أطفال متعددي ألإعاقة ، و يعتمد نظام التدريس علي المناهج الفردية..

(4)   خطة إنشاء حضانات للمعاقين ذهنيا المقامة من قبل مديرية الشئون الاجتماعية بالجمعيات الأهلية بالمحافظة :

1- عدد المستفيدين:

    تم إقامة عدد من الحضانات من قبل المديرية بعدد من الجمعيات الأهلية في إطار مشروع لإقامة عدد من الحضانات للأطفال المعاقين ذهنيا علي مستوي المحافظة ..  و هي عبارة عن حضانات تم إقامتها بتمويل من وزارة الشئون الاجتماعية لإقامة الحضانات بالجمعيات الأهلية .. و قد تم إنشاء 3 حضانات حتي الآن علي مستوي المحافظة بجمعيات :

     الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية ، جمعية الرعاية و الخدمات المتكاملة ، جمعية التأهيل الاجتماعي .. و تخدم عدد 72 طفل معاق ذهنيا تقريبا علي مستوي الــ 3 حضانات حتى الآن  ..

2- نوعية الخدمة :

    هي عبارة عن فصول تعليمية تمول من قبل مديرية الشئون الاجتماعية و تكون ملحقة بالجمعيات الأهلية التي تشرف عليها و تحدد لها نظام التعليم طبقا لما هو متبع في كل جمعية ..

3- جودتها:

    تسير علي نظام المناهج الفردية .. كما أن الفصول بالجمعيات تتميز بتعدد الأنشطة الترفيهية التي تقدم من خلال هذه الجمعيات ..

(5)    المشروعات التابعة لمشروع تطوير و استحداث خدمات جمعية التأهيل :

( الممولة بقرض من قبل البنك الدولي ، و المنفذ من خلال ترديزوم ):

1.      تاريخ بدء تقديمها :

          1 / 1 / 2004 .

2.      عدد المستفيدين:

    يتم تقديم الخدمات التعليمية من خلال 3 مشروعات تنموية متنوعة تعمل علي تطوير مشروعات قائمة بالفعل و استحداث مشروعات و خدمات أخري تابعة لمشروع واحد كبير و هو مشروع تطوير و استحداث خدمات جمعية التأهيل و هي :

حضانة منتسوري .. و تستوعب عدد 20 طفل منهم 10 أطفال معاقين ذهنيا .. بمقر الجمعية ..

مشروع التمكين الأسري .. و يستوعب 24 طفل ذوي أعمار تبدأ من سن 4 سنوات و حتي سن 12 سنة بمركزي أسيوط و القوصية ..

مشروع البراعم .. و يستوعب 8 أطفال من ذوي الشلل الدماغي .. ذوي أعمار تبدأ من سن 4 سنوات و حتى سن 10 سنوات بمركزي أسيوط و أبوتيج ..

3.      نوعية الخدمة :

حضانة منتسوري .. و تستوعب 10 أطفال معاقين ذهنيا و 10 أطفال أسوياء بهدف القيام بدمج الأطفال المعاقين ذهنيا مع الأطفال الأسوياء داخل بيئة الحضانة ..  بالإضافة إلي تحديث نظام التعليم ليعتمد علي الأنشطة بشكل كبير من خلال برامج أحد العالمات الإيطاليات التي أسست طريقة للتدريس خاصة بها .. تسمي طريقة منتسوري ..

مشروع التمكين الأسري .. و هو يعمل علي تقديم الخدمات للأطفال من فئات ( داون و الأوتيزم ) .. و هو عبارة عن فصول تعليمية تقدم مختلف مجالات البرامج التعليمية لمثل هؤلاء الأطفال ..

مشروع البراعم .. و هو قائم علي تقديم الخدمات التعليمية و العلاج الطبيعي للأطفال ذوي حالات الشلل الدماغي .. و هو قائم علي برامج أكثر تخصصا لمثل هذه الحالات ..

4- جودتها:

    تعتمد البرامج التعليمية في مشروع تطوير و إستحداث الخدمات بجمعيات التأهيل علي النماذج التعليمية و المناهج القائمة بمركز سيتي التابع لهيئة كاريتاس .. و هي بالطبع تعتبر أفضل كثيرا من الخدمات التعليمية التي تقدم طبقا للمنهج الموحد الذي يتم التدريس بمدارس التربية الفكرية..  و هنا نري فائدة عدم المركزية في الإدارة و هو ما إتضح في الفرق بين الخدمات التعليمية التي تقدمها مدارس التربية الفكرية و المشروعات الخاصة التي تقدم من خلال الجمعيات ذات الإدارة المستقلة ..

    إلا أنه يعاب علي هذه الخدمات قلة أعداد الأطفال المستفيدين من الخدمة .. في معظم المشروعات ..

ثانيا : الخدمات التي تقدم من خلال الجمعيات الأهلية :

1- جمعية الرعاية و الخدمات المتكاملة :

1.  تاريخ بدء تقديمها :

    قامت الجمعية عام 1992 بإنشاء مركز لرعاية الأطفال المعاقين ذهنيا .

2.  نوع التمويل :

    ذاتي .

3.  عدد المستفيدين:

    38 طفل .

4.  نوعية الخدمة :

    تقدم الجمعية الخدمات التعليمية و الأنشطة الترفيهية للأطفال الملتحقين بالجمعية ..

5.  جودتها:

    تعبر عن مستوي خدمات متقدم حيث يعتمد التدريس علي نظام المنهج الموحد المتبع في معظم الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال التدريس للأطفال المعاقين ذهنيا ..

(1)        لجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية  (مركز التعليم الخاص):

1.  تاريخ بدء تقديمها :

    4 / 1997 .

2.  نوع التمويل :

    ذاتي .

3.  عدد المستفيدين: 

    يتكون المركز من 7 فصول تعليمية سعة كل فصل 10 أطفال .. بإجمالي أطفال يخدمهم المركز و قدره 68 طفل من الأطفال المعاقين ذهنيا أو متعددي الإعاقة .

4.  نوعية الخدمة :

    يعتمد المركز في خدماته التعليمية علي برامج التعليم الفردية التي يضعها متخصصين في وضع البرامج من خلال المقاييس و القوائم الإرتقائية في مختلف مجالات تعليم الأطفال المعاقين ذهنيا .. كما أن المركز يقدم خدمات مثل مسرح العرائس و الرحلات وأعياد الميلاد و الخدمات النفسية و الرعاية الطبية والعلاج الطبيعى ..

    أفتتح مركز التعليم الخاص 6 أبريل عام 1997 لخدمة الأطفال المعاقين ذهنيا , الأطفال متعددي الإعاقة .. يخدم المركز 63 طفل و يضم 7 فصول تعليمية بالإضافة إلي 4 ورش تدريبية .. و يقدم للأطفال خدمات تعليمية في مجالات تعليمية متعددة منها : أنشطة التخاطب ، رعاية الذات ، الأنشطة المنزلية ، مهارات الحياة اليومية المتقدمة ، المهارات الإدراكية و المعرفية .. بالإضافة إلي الأنشطة الفنية من تدريب للأطفال المعاقين ذهنيا على أعمال فنية متنوعة من رسم على الزجاج وتشكيل الصلصال وأعمال الطباعة ,,,,,واعمال فنية أخرى وجميع هذة الأعمال يتم تجميعها وإقامة معارض فنية بها فى المناسبات المختلفة

5.  جودتها :

    ذات مستوي جيد من الكفاءة من حيث مواجهة المتطلبات التعليمية لمختلف فئات الإعاقة..

مركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بريف محافظة أسيوط ( الممول من قبل الصندوق المصري السويسري  والمنفذ من خلال الجمعية النسائية بجامعة أٍسيوط للتنمية )  

1.  تاريخ بدء تقديمها :

          1 / 1 / 2003

2.  عدد المستفيدين:

          120 طفل بكل مراكز أسيوط .. 

3.  نوعية الخدمة :

          المشروع عبارة عن 12 فصل تعليمي يضم كل منها 10 أطفال من الأطفال المعاقين ذهنيا بسيطي و متوسطي الإعاقة .. و تقدم لهم الخدمات التعليمية بنظام خطط التعليم الفردية .. و هو أحدث ما توصلت إليه النظم التربوية  بالإضافة إلي الخدمات الترفيهية والنفسية والرياضية وغيرها من الأنشطة الخدمية التي تفيد هذة الفئة وترفع من كفاءتها وتنمى من قدراتها بالإضافة إلى عدد 12 ورشة تأهيلية لتأهيل الأطفال وإيجاد فرص عمل لهم ودمجهم فى المجتمع 0

4.  جودتها :

    تعتمد الخدمة التعليمية بهذة الفصول على خطط التعليم الفردية و هو النظام المتبع بالمركز الأم بالجمعية النسائية " مركز التعليم الخاص " .. الذي قام المشروع علي نقل خبرته إلي 12 جمعية من الجمعيات المختارة علي مستوي المحافظة .. و يتميز المركز بتوفر الكوادر المتخصصة من مدرسين و جودة تدريب المدرسين بالمشروع ..

(2)        مشروع دمج الأطفال المعاقين ذهنيا بمدارس تنمية المجتمع (جمعية الطفولة و التنمية):

1.  عدد المستفيدين:

    حوالي 75 طفل ..

2.  نوعية الخدمة :

    يعتمد المشروع علي تقديم خدمات تعليمية من خلال إلحاقهم بمدارس المجتمع و عددها 15 فصل

3.  جودتها:

    تعبر الفكرة عن فكر متطور لاستغلال مؤسسات موجودة لاستيعاب و دمج الأطفال المعاقين ذهنيا مع الأطفال العاديين ..

الخدمات الصحية :

خدمات وزارة الصحة :

1.  الخدمة:

    لا تقدم وزارة الصحة خدمات علاجية متخصصة فيما يتعلق بمواجهة الإعاقة الذهنية و الآثار المترتبة عليها .. و لكن يتم استيعاب هذه الفئة من خلال الخدمات الصحية العادية التي تقدم للأفراد العاديين من الأسوياء في المستشفيات العادية و الوحدات الصحية .

    كما أنه لا يتم تقديم خدمات إرشادية " حملات توعية " عن مسببات الإعاقة الذهنية أو أنواعها أو آثارها .. و هو ما يمثل علامة استفهام كبيرة.. حيث تقوم الوزارة بعمل حملات توعية ضد الإصابة ببعض الأمراض التي قد تصيب عدد أقل من نسبة السكان .. في حين يتم إهمال برامج التوعية المتخصصة لعدد قد يصل إلي 3 % من إجمالي عدد أفراد المجتمع ..

    في حين أنه يمكن الخروج بحملات توعية أو تقديم الخدمات لفئة المعاقين ذهنيا مثلا مثلما يحدث بالوزارة مع أمراض مثل شلل الأطفال التي تخرج الوزارة للتعامل معها في صورة حملات توعية بالمنازل .. مع توفير جانب الدعاية للحصول علي أكبر فائدة في هذا الصدد .. أو علي الأقل لعمل حصر للحالات لتحديد أفضل وسيلة لتقديم الخدمة لهم ..و إهمال وزارة الصحة التعامل مع مشكلة الإعاقة الذهنية يعبر عن وجهة نظر قاصرة فالإعاقة الذهنية و إن لم تظهر في شكل ملح ( مرض معد .. بمعني عدم وجود ضرر مباشر منها ) إلا أنها مشكلة قائمة يجب أن يكون لوزارة الصحة تدخلات متخصصة بشأنها ..

2.  عدد المستفيدين :

    بالرغم من أننا لا نستطيع حصر عدد المعاقين ذهنيا المستفيدين من الخدمات الصحية علي إعتبار أنهم يحصلون علي الخدمة التي يحصل عليها الأسوياء إلا أن هناك ملاحظة لكل من يتعامل مع الأطفال المعاقين ذهنيا خاصة الأطفال شديدي الإعاقة أو ممن يعانون من إعاقات متعددة  أن هذه النوعيات من الإعاقة قد لا يكفي بالنسبة لها المستوي العادي من الخدمة لما تتميز به هذه الحالات من متطلبات خاصة تحتاج إلي خدمات أكثر تخصصا ..

3.  نوعية الخدمة و جودتها :

    أثبتت العديد من الدراسات ضعف المستوي المهني و قصور الإمكانيات المادية التى  تواجه العاملين بالمجال الطبي و تتعلق بمشكلة الإعاقة الذهنية .. منها مثلا :

    قلة خبرة بعض الأطباء مما قد يؤدي إلي حدوث الإعاقة الذهنية .. فقد أثبتت دراسة أجراها الدكتور / أحمد يحيي الحسيني قدمها في ورقة عمل للمؤتمر العربي الأول للإعاقة الذهنية بين التجنب و الرعاية عام 2004 علي 100 طفل ممن يعانون من شلل دماغي مع درجات تخلف عقلي متفاوتة ..  و ذلك لدراسة :

1.  الرعاية الطبية أثناء الولادة داخل العيادة أو المستشفي أو المنزل .. و دورها في حدوث الشلل الدماغي ..

2.  طبيعة نوع الولادة طبيعية أو متعسرة أو قيصرية أو طويلة أو بإستخدام جهاز( الجفت أو الشفاط )

3.  حدوث الاختناق الولادي بعد الولادة مباشرة و دخول الطفل إلي الحضانة لتلقي الرعاية الطبية .

و كان من أهم النتائج التي توصل إليها أن :

·     حدوث حالات اختناق ولادي بنسبة 68 % في الولادات التي تمت بالمنزل ( بواسطة القابلة ) في مقابل 65 % اختناق ولادي للحالات التي تمت تحت الرعاية الطبية ( سواء بالعيادة أو المستشفي ) .. و هي فروق غير دالة أي أنها لا تعطي أي أفضلية للولادة بالمستشفي عن المنزل حيث تقارب نسبة حدوث الإعاقة بالمنزل تقارب نسبة حدوث الإعاقة بالمستشفي .. و هو ما يدل علي عدم تقديم الأطباء إلي إي خيارات يمكن أن يمنعوا بها هذه الإعاقة ..

·     أن نسبة حالات الاختناق الولادي التي تمت نتيجة للولادة بالمستشفي 65 % ( 65 طفل من 100 طفل ) .. تسبب الأطباء فيها بنسبة 66 % منها ( 43 طفل من ال 65 طفل المصابين ) .. في المقابل أن الولادات الطبيعية بالمنزل دون رعاية طبية تسببت في نسبة أقل .. و هو ما دلالة علي أن المستوي العلمي و العملي للأطباء الذين يقومون بالتوليد يحتاج إلي مراجعة و ارتقاء ..

·     بالرغم من سوء إدارة الطبيب لعملية الولادة مما أدي إلي حدوث الاختناق الولادي لم يحصل 38 % من الحالات التي عانت من اختناق ولادي علي الرعاية الطبية بالحضانة بالرغم من أن المتسبب في ذلك هو الطبيب .. نتيجة لجهل الطبيب و عدم معرفته لتشخيص الحالة أو جهله بعلاجها .. أو الاحتمال الثاني عدم توافر الحضانات بالمنطقة المحيطة به ..

(1)    الخدمات التأهيلية التي تقدمها مدرسة التربية الفكرية :

1.  عدد المستفيدين :

    تخرج منهم المدرسة كل عام حوالي 20 طفل بعد حصولهم علي شهادة التأهيل .. من إجمالي عدد أطفال و قدره 368 طفل من أطفال المدرسة ..

2.  نوعية الخدمة :

    تقوم المدرسة بتدريب الأطفال علي نوعين من أنواع الورش و هما ورشتين للسجاد و النجارة.. و هما نوعين ثابتين من الورش موحدين علي مستوي جميع مدارس التربية الفكرية بالجمهورية

3.  جودتها:

يتمثل ضعف كفاءة المكون التأهيلي لورش مدارس التربية الفكرية في أن نوعية الورش " الحرف " التي يتم تدريب الأطفال عليها أنه موحد ليس فقط علي مدرسة التربية الفكرية بمحافظة أسيوط فقط و إنما بجميع مدارس التربية الفكرية علي مستوي الجمهورية ..  و هما ورشتي النسيج و النجارة   و هو أمر غير منطقي حيث أنه :

1.  من المعروف فنيا أنه يجب تأهيل المعاق ذهنيا علي الحرف التي يمكن أن يستفيد منها في محيط بيئته .. و من الواضح أنه من غير المجدي تعلم حرف مثل السجاد و النجارة بالنسبة لكثير من البيئات ( مصر الجديدة ، الإسكندرية ، و كذا معظم محافظات الجمهورية الأكثر تحضرأ ) .

2.  أن مثل هذه المهن قد حلت الميكنة الحديثة محل الأيدي البشرية .. بما يعمل علي إخراج منتج أكثر جودة و أقل تكلفة و أعلي في معدل الإنتاج بالنسبة للوقت .

3.  ضعف جودة مكون التأهيل بمدارس التربية الفكرية ( ثبات نوعيات الورش علي مستوي الجمهورية ) لا يضمن التشغيل للطفل المعاق بعد تخرجه من المدرسة و حصوله علي شهادة التأهيل ..

(2)    جمعية التأهيل الاجتماعي التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية :

ومراكز التأهيل التابعة للجمعية و عددها 8 :

1-  نوعية الخدمة :

يتم التأهيل من خلال جمعية التأهيل الاجتماعي ذلك من خلال 8 مكاتب تأهيل تابعة للجمعية علي مستوي المحافظة.. في إطار خطة التأهيل التي تتم للمعاقين من مختلف أنواع الإعاقة .. ولا يتم تقديم خدمات تأهيلية متخصصة للمعاقين ذهنيا و يتم التأهيل بالجمعية طبقا للخطوات التالية :

2- التقويم المهني و قياس القدرات :

    و يتم من خلال بطاريات للاختبارات يتم بناء علي نتائجها كتابة تقرير يحدد قدرات الفرد المختلفة يتم بناء عليه توجيه الفرد نحو الوظيفة التي تناسب قدراته .. 

3- التدريب :

    يتم بعد ذلك توجيه الفرد نحو مكتب التأهيل القريب من سكن الفرد المعاق .. حيث تتوفر فرص التدريب على المهن التالية ( حدادة – نجارة – ترزي – سروجي 000000000 ) من خلال :

4- ورش خارجية :

    الورش التابعة للشئون الاجتماعية مثل ورش ( المركز الشامل بالفتح – مركز التكوين المهني بالملجئ )

1.  جودتها :

    لا تقدم هذه الخدمة للمعاقين ذهنيا بشكل متخصص .. و هو ما قد يؤدي إلي عدم الكفاءة في توجيه المعاق ذهنيا إلي أكثر المهن مناسبة لقدراته .. و ما يترتب عليه من مشكلات في التدريب و التأهيل بما يؤدي إلي عدم الاستفادة الكاملة من خدمة التأهيل التي يقدمها المكتب و هو ما يؤدي إلي ضعف المكون التأهيلي بالنسبة للمعاق ذهنيا في النهاية بشكل كامل حيث تزداد إمكانية ترك المعاق للمهنة أو عدم كفاءته فيها ..

ثانيا : التأهيل بالجمعيات الأهلية التي تخدم المعاقين ذهنيا :

    يعاني المكون التأهيلي في الجمعيات الأهلية من ضعف شديد .. حيث لا تتبني الكثير من الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال خدمة و رعاية المعاقين ذهنيا علي مستوي محافظة أسيوط فكرة " الورش المحمية " ..و هو ما يظهر بوضوح عند حصر هذه الخدمات ..

(1)     مشروع تنمية قدرات طلاب مركز التعليم الخاص  :

1.  عدد المستفيدين :

68 طفل ..


2.  نوعية الخدمة :

        و تم من خلال هذا المشروع إقامة 5 ورش تأهيلية لتدريب الأطفال علي مهن ( تجميع الدراجات ، المراوح ، النجف ، التعبئة و التغليف ، البامبو ) .. و هو ما يعد سدا لعجز المكون التأهيلي فيما يتعلق بمجال التأهيل بالنسبة للمعاقين ذهنيا بسيطي و متوسطي و شديدي الإعاقة .. حيث تم إقامة هذه الورش بنظام الورش المحمية ..

3.  جودتها:

    وبالرغم من ذلك يتبنى مركز التعليم الخاص فكرة بناء قدرات المعاقين ذهنياً من خلال تنفيذ عدة مشروعات إحداها مشروع يسمى " مشروع تنمية قدرات المعاقين ذهنياً " بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية      وكان يهدف إلى تأهيل أطفال المركز على مهن مختلفة تتناسب وطبيعة إعاقتهم .. حيث يتميز مركز التعليم الخاص بأنه من المراكز التي تقدم الخدمات لمختلف مستويات الإعاقة و أيضا الأطفال متعددي الإعاقة ( ذهنية و جسمانية ) .. و هي الفئات التي لا تصلح معها الأشكال التقليدية من التأهيل حيث لا يمكن تدريبها أو تأهيلها إلا من خلال الورش المحمية .. و هو الشكل التأهيلي الوحيد الموجود بهذا الشكل علي مستوي المحافظة ..

(2)    مركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب  وتأهيل المعاقين ذهنيا بريف محافظة أسيوط :

1.  عدد المستفيدين :

120 طفل ..

2.  نوعية الخدمة :

        و يتم من خلال هذا المشروع إقامة عدد 12 ورشة تأهيليه لتدريب الأطفال علي مهن متنوعة ( تصنيع الصابون السائل ، الحلويات ، تصنيع المنتجات الجلدية ، التعبئة و التغليف ) .. و هو ما يعد سدا لعجز المكون التاهيلي فيما يتعلق بمجال التأهيل بالنسبة للمعاقين ذهنيا متوسطي و شديدي الإعاقة .. حيث تم إقامة هذه الورش بنظام الورش المحمية ..


3.  جودتها:

    تتميز بأنها تغطي كل مراكز المحافظة .. و تتميز باختيار أفضل أنواع من المهن تناسب قدرات الأطفال المعاقين ذهنيا .. و تميز بالإعداد الجيد من حيث القياس ، التوجيه ، المسح الميداني و دراسات الجدوى .

خدمات اجتماعية :-

(1)    خدمات وزارة الشئون الإجتماعية :

 نوعية الخدمة  :

    مساعدات ( عن طريق الأبحاث الاجتماعية ) : 

    وهى عبارة عن خدمات تقدم لأسر الأطفال المعاقين ذهنياً وذلك بعد إجراء البحث الاجتماعي وزيارة منزلية وتحويل ملف الحالة إذا ما ثبت مدى أحقيتها للمساعدة إلى صندوق التكافل الاجتماعي لتحديد نوع المساعدة وقيمتها ..

(2) أنشطة الجمعيات الأهلية العاملة بالمجال :

(1)  مركز التعليم الخاص للإعاقات الذهنية والجسمانية (والفصول التابعة لمركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب وتأهيل المعاقين ذهنيا بمحافظة أسيوط )  :

1- عدد المستفيدين :

186 فرد معاق ذهنياً

2- نوعية الخدمة: 

رحلات ترفيهية :

    يتم تنفيذ رحلات ترفيهية مجمعة لهؤلاء الأطفال من خلال مديرية الشئون الاجتماعية حيث يتم جمعهم من مختلف مؤسسات الإعاقة .. إما بالنسبة إلى الأطفال المتواجدين بالحضانات التي تشرف عليها المديرية وتتواجد بالجمعيات الأهلية  يتم تنفيذ الرحلات بها على نفقة الجمعية المقام بها  الحضانة وبتمويل من الصندوق المصري السويسري للتنمية  ..

زيارات منزلية لأسر الأطفال :

     وهى عبارة عن لقاءات مهنية تتم بين المتخصصين في النشاط الاجتماعي بالهيئة أو المؤسسة التي يتلقى فيها المعاق الخدمة وأفراد أسرته, وللزيارات المنزلية أهداف متعددة تحددها نوع الخدمة المقدمة ولا يشترط أن تكون الخدمة مادية بل تأخذ أشكال أخرى  .

أنشطة اجتماعية أخرى :

     قد تأخذ هذة الأنشطة أشكال متعددة منها احتفالات أعياد الميلاد الجماعية ( حيث يتم الاحتفال بأعياد ميلاد الأطفال المعاقين ذهنياً اللذين يشتركون في الميلاد فى شهر واحد خلال الخميس الأخير من كل شهر وبحضور أسرة الطفل وزملائه فى جو يسوده الألفة والمحبة والسرور) , كذلك تشتمل هذة الأنشطة على الألعاب الجماعية متعددة الأهداف إلى جانب الهدف الترفيهي بالإضافة الى مسرح العرائس ذات الهدف الاجتماعي والنفسي والتعليمي , وجميعها أنشطة هادفة وتساعد على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المعاقين ذهنياً 0

جودتها : 

    تشتمل هذة الأنشطة على وسائل اتصال مباشرة بين المتخصص وأفراد أسرة الطفل لذلك فإنها ترتكز علي :

1.  الثقة المتبادلة بين المتخصص وأسرة الطفل المعاق والتي بدونها لا تتم الخدمة 0

2.  السرية حيث تتضح للمتخصص أمور تتعلق بأفراد أسرة الطفل وتحتاج الى درجة عالية من السرية ولا تستخدم إلا عند الضرورة وبطريق غير مباشر 0

3.  مراعاة الفروق الفردية سواء بين الأطفال المعاقين ذهنيا وبعضهم او بين اسر الأطفال وبعضهم البعض 0

4.  مراعاة المستويات الاجتماعية والاقتصادية  الخاصة بالأطفال وأسرهم  0

(1)    نادي فرسان الإرادة :

    افتتح نادي فرسان الإرادة و التحدي يوم 6 أبريل عام 1997 و هو أول نادي من نوعه علي مستوي الجمهورية .. افتتح ليخدم الطلاب المعاقين بجامعة أسيوط وطلاب مركز التعليم الخاص و كذلك المعاقين علي مستوي ا لمحافظة

 نوعية الخدمة:

    يقدم النادي أنشطة خدمية متنوعة من أجهزة تعويضية ومساعدات مادية وأنشطة ترفيهية , ثقافية ورياضية .

(2) مشروع دمج و إعادة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ( الممول من قبل ترديزوم و البنك الدولي ، و المنفذ تحت إشراف هيئة ترديزوم            و مديرية الشئون الاجتماعية )  :

1.  تاريخ بدء تقديمها :

1/ 1 / 2004 و حتي 31 / 12 / 2004 .

2.  عدد المستفيدين:

يخدم المشروع الأطفال متعددي الإعاقة .. 

3.  نوعية الخدمة :

    هي خدمات تقدم من خلال جمعيات أهلية منها: جمعية الطفولة و التنمية، جمعية الرعاية والخدمات المتكاملة ، جمعية تنمية المجتمع بدوينة .. تقدم الخدمات التالية:

1.  مسرحيات، رحلات، برنامج من طفل إلي طفل.

2.   مساعدات للأطفال .. عمل مسح ميداني ..

3.  تدريب  لجان علي مستوي القرية و الأسر و أولياء الأمور .

4. جودتها:

    بالرغم من فاعلية الأفكار المقدمة في المبادرة إلا أنها تقدم عامة لكل أنواع الإعاقة و هي غير متخصصة للأطفال المعاقين ذهنيا .. كما أنها تتميز بقلة التمويل و هو الشئ الذي كانت ستصبح معه الخدمات في شكل أفضل في حالة توفر تمويل كاف ..

خدمات توظيف :

    كان التوظيف في السنوات السابقة يتم من خلال حصول المعاق علي شهادة التأهيل من أقرب مكتب التأهيل من مكاتب التأهيل التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية طبقا لأعلي مؤهل دراسي حصل عليه .. ثم يتوجه إلي مكتب العمل لاستخراج كعب عمل و التسجيل علي القوة العاملة بالدولة ليتم تكليفه بالعمل في أحدى المديريات الحكومية بناء علي تخصصه ..

    إلا أنه في الوقت الحالي يتم التوظيف من خلال نظام المسابقات التي يعلن عنها جهاز التنظيم و الإدارة .. حيث يقدم المعاق أوراقه إلي الجهاز منتظرا تطبيق القانون 39 لسنة 76 و الخاص بتعيين 5 % من إجمالي المعينين .. و هو ما يظلم المعاقين ذهنيا بشكل كبير .. حيث أنه بسبب ضعف قدرات المعاقين ذهنيا يتم تفضيل أصحاب الإعاقات الأخرى عليهم لقدرتهم إنجاز الأعمال خاصة التي تتطلب بعض المجهود الذهني ..

المبحث الثاني

مقارنة بين نسبة الأفراد المعاقين ذهنيا و ما يقدم لهم من خدمات.. للوقوف علي مدي كفاية هذه الخدمات

    قابل الباحثان مشكلات كبيرة في تحليل نتائج التعداد العام للسكان الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء لعام 1996 .. و ذلك لضعف مصداقية النتائج و عدم مطابقة ما تم جمعه من نتائج للمعايير و النسب الإحصائية العالمية المتعارف عليها دوليا ..

    حيث أخرج تعداد السكان الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء لعام 1996 .. أن إجمالي عدد المعاقين بالمحافظة 16220 معاق بالمحافظة منهم 1929 معاق ذهنيا .. و هو ما إن أحصيناه بالنسبة للتعداد العام لسكان المحافظة و هو 2802000 لوجدناه لا يقارب نسبة ال 1 % من إجمالي عداد السكان ..

    و هي نسبة أقل بكثير من النسب العالمية حيث أنه من المعروف أن نسبة الإعاقة الذهنية لا تقل بأي مجتمع عن من 2.7 % إلي 3 % ( النسب المعروفة و الثابتة طبقا للإحصاءات و المعايير الدولية ) و التي من المعروف أن نسبة الإعاقة الذهنية و إن لم تزداد في المجتمعات النامية عن هذه النسبة فإنها لا يمكن و أن تقل بأي حال من الأحوال عن هذه النسبة .. و هو ما يمكن أن يرجعه الباحثان إلي :

    إخفاء أولياء الأمور للمعلومات الخاصة فيما يتعلق بوجود طفل لدي الأسرة .. نتيجة لعوامل نفسية أو الاجتماعية ..

    انخفاض مستوي الوعي لدي أفراد المجتمع بشكل عام بحيث يصعب الكشف عن الإعاقة و الإبلاغ عنها حيث لا يتم اكتشاف الإعاقة إلا في مستويات متأخرة من العمر ( خاصة حالات الإعاقة البسيطة .. ممن يشكلون نسبة كبيرة من العداد الإجمالي للأفراد المعاقين ذهنيا ) ..

    ضعف الكفاءة الفنية لمن يقومون بإجراء الفحص فيما يتعلق بمجال الإعاقة .. حيث يمكننا إرجاع ضعف النتائج إلي عدم قدرة القائم بالمسح علي توجيه الأسئلة بشكل يسمح بكشف تواجد الإعاقة الذهنية أو يعطي معلومات دقيقة عنها ، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار انخفاض مستوي تعليم أفراد المجتمع بشكل عام خاصة في بعض المناطق .. و هي النقطة التي تحدثنا عنها سابقا ..


 

النوع

10ـ

15ـ

20ـ

25ـ

30ـ

35ـ

40ـ

45ـ

50ـ

55ـ

60ـ

70ـ

الجملة

ذكور

124

151

185

203

160

120

102

81

62

46

27

17

33

13

1324

إناث

92

133

77

73

50

37

28

22

29

13

17

9

18

7

605

الجملة

216

284

262

276

210

157

130

103

91

59

44

26

51

20

1929

  

    كما أن هناك ملاحظة من الملاحظات الهامة التي تعزز الملاحظات السابقة و هي الفارق الكبير بين أعداد الذكور و الإناث التي تظهر في التعداد حيث يمثل عدد الإناث في النسبة المحصورة أقل من الثلث .. و هو ما يمكن إرجاعه للعوامل النفسية أو الاجتماعية التي تحدثنا عنها  سابقا ..

    و علي إي حال فلو افترضنا بمعلومية التعداد العام للسكان في عام 1996 ( حوالي 2802000 نسمة ) و نسبة الإعاقة الذهنية 3 % ( ما بين 2.7 و 3.2 % من إجمالي أعداد السكان في أي مجتمع من المجتمعات النامية أو المتقدمة ) لوجدنا أن نسبة المعاقين ذهنيا في عام 1996 يمكن أن تصل إلي حوالي 84060 معاق ذهنيا ..

          و بالمثل لو علمنا أن سكان محافظة أسيوط طبقا للبيان الناتج عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء في 1 / 1 / 2004 يقدر بحوالي 3351057 لوجدنا بحساب النسبة السابقة للإعاقة أن أعداد المعاقين ذهنيا بالمحافظة تقدر ب 100531 معاق ذهنيا ..

          و لو اتجهنا إلي المقارنة بين المقدم من خدمات وهو ما تم عرضه خلال المبحث الأول و الأعداد المرصودة من معاقين ذهنيا السابق ذكرها في الفقرات السابقة .. لوجدنا  قصور كبير في الخدمات المقدمة للمعاقين ذهنيا بالنسبة لكل الخدمات السابق الحديث عنها في المبحث الأول علي مستوي المحافظة حيث لا يمكن لهذا المستوي الضعيف و المحدود من الخدمات المقدمة أن يقابل كل هذا العدد لفئة تحتاج إلي خدمات أكثر تخصصا و لا يمكن إستيعابها من خلال ما يقدم من خدمات بشكل عام .. خاصة في الفترة التي تسبق العامين الماضيين .. فنجد أن :

خدمات الكشف و التدخل المبكر : لا توجد بخلاف التجربة الفردية المقدمة من جمعية التأهيل. و التي تتعلق بمشروع ال CPR( المنفذ في 5 قري فقط ) و مشروع التدخل المبكر ( المنفذ في مركزي( أسيوط و البداري)

خدمات التوجيه و الإرشاد : لا توجد إلا من خلال تجربتين إحداهما كانت مع بداية عام 2003 وحتى الآن فقد تم تنفيذ 68 ندوة توعية بالقرى عن طريق مركز دعم الجمعيات الأهلية لتدريب وتأهيل المعاقين ذهنياً بريف محافظة أسيوط, والأخرى بدأت العام الماضي من خلال هيئة تيرديزوم

الخدمات التعليمية : و كانت تتمثل في مدرسة التربية الفكرية فقط قبل نشاط الجمعيات الأهلية و هيئات المعونة الدولية .. فنجد الفارق الكبير بين الأعداد المحصورة فعليا 1405 من المعاقين ذهنيا تحت 25 سنة " تحت سن التعليم " يمثلون 72 % من إجمالي أعداد المعاقين ذهنيا بالمحافظة .. أو بين الأعداد المقدرة طبقا لنسبة ال 3 % من إجمالي تعداد السكان مع اعتبار نسبة 72 % المتوافقة مع الأرقام المحصورة فعليا للأطفال المعاقين ذهنيا تحت سن التعليم و التي تقدر طبقا لذلك بحوالي 60325 طفل معاق ذهنيا في سن التعليم ..

    فكيف لمدرسة التربية الفكرية و التي لا تستوعب إلا حوالي 368 طفل أن تقابل كل هذا العدد من الأطفال سواء 1405 المحصور فعليا أو 60325 المقدر .. الموجودة بمحافظة أسيوط فقط دون المراكز .. و التي لا تتعدي ربع العدد المرصود فعليا بالرغم من عدم ثقتنا في هذا الرقم ..

    إلا أن النشاط الكبير للجمعيات الأهلية بالإضافة إلي أنشطة الشئون الاجتماعية المستحدثة خلال العامين السابقين أدت إلي زيادة العدد الذي يمكن خدمته تعليميا علي مستوي المحافظة إلي 867 طفل معاق ذهنيا .. إي مضاعفة العدد الذي يمكن خدمته مرة و نصف المرة .. إلا أن الفئة مازالت  تحتاج إلي المزيد في هذا المجال .. حيث مازالت أعداد المعاقين ذهنيا في سن التعليم في حدود من 72382 فرد معاق في سن التعليم ..

الخدمات الصحية : لا توجد خدمات متخصصة بشأن المشكلات الطبية و كذا أي برامج للتوعية أو الإرشاد سواء لتجنب حدوث الإعاقة أو للتعامل معها و تخفيف آثارها باستثناء الندوات الإرشادية المحدودة التى تقدمها الجمعية النسائية لأولياء أمور الأطفال الذين تخدمهم الجمعية و هم لا يمثلون إلا عدد محدود ممن يستحقون كما أن هذة الخدمات خدمات إرشادية ولا تتطرق إلى التدخل الطبي .

خدمات التأهيل : مازالت قاصرة حيث يحتاج مستوي الخدمات المقدم من خلال مكاتب التأهيل للمعاقين ذهنيا إلي مراجعة للأسباب التي سبق ذكرها في المبحث الأول .. فيما يتعلق بنظام التدريب و نوعيات المهن .. كما أن مكون التأهيل للمعاقين ذهنيا متوسطي و شديدي الإعاقة لا يوجد من الأساس .. حيث لا يوجد ما يسمي بالورش المحمية ، كما أن دور الجمعيات الأهلية في هذا المكون ما زال قاصرا ..

خدمات التوظيف : تحتاج بشكل كبير إلي مراجعة سواء بشأن الأعداد التي يتم توظيفها أو نظام التوظيف .. كما أننا نحتاج إلي تفعيل القانون 39 لسنة 76 لكي ينفذ بشكل مناسب  ..


المبحث الثالث

ما تقدمه الجمعيات الأهلية من خدمات للمعاقين ذهنيا .. و دور هذه الجمعيات في تفعيل هذه الخدمات

1.   توضيح ما تقدمه الجمعيات الأهلية من خدمات للمعاقين ذهنيا..

    من خلال عملية المسح الميداني الذي تم في المبحث الأول .. تم التوصل إلي أنه خلال فترة العشر سنوات الماضية باستثناء العامين الماضيين لم تهتم أي جمعية أهلية بتقديم خدمات للأفراد المعاقين ذهنيا إلا جمعيتين أهليتين .. و هما جمعيتي  الرعاية و الخدمات المتكاملة ، الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية " .. الاتين كانتا تقدمان خدماتهما للأفراد المعاقين ذهنيا علي مدار 10 سنوات ماضية و كانت معظم الخدمات التي تقدم تعتمد في تمويلها علي الجهود الذاتية ..

    ومع تزايد الوعي المجتمعي بقضية الإعاقة الذهنية خلال العامين الماضين .. و مع الاهتمام الكبير بقضية الإعاقة الذهنية الذي أبدته السيدة الفاضلة سوزان مبارك بالقضية تزايد الدور الإعلامي في إبراز أهمية تقديم الخدمات لهذه الفئة .. و بدأت العديد من الجمعيات الأهلية في السعي إلي توفير الدعم المادي الكافي لتتمكن من تقديم الخدمات لمثل هذه الفئة .. في مجالات الرعاية الصحية ، الاجتماعية ، الدفاع عن الحقوق المدنية ، تغيير الاتجاهات المجتمعية تجاه هذه الفئة 00 و ذلك من خلال تقديم مقترحات تمويلية للحصول علي دعم من الهئيات الدولية و المحلية التي تقدم الدعم المادي للجمعيات التي تعمل في مجال خدمة المجتمع المدني مثل ( الصندوق المصري السويسري - هيئة تيرديزوم – البنك الدولي– N G O   مركز دعم المنظمات غير الحكومية  000 وغيرها من الهيئات الأخرى ) ..


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


و نلاحظ أنه خلال العامين الماضيين فقط تضاعف عدد الجمعيات الأهلية التي تقدم الخدمة للأفراد المعاقين ذهنيا.. نتيجة للاهتمام الإعلامي الكبير و التوعية المكثفة.. زاد عدد الجمعيات الأهلية العاملة في مجال خدمة المعاقين ذهنيا من جمعيتين فقط إلي ما يقرب من 16 جمعية.. بنسبة زيادة و قدرها 8 ضعف نتيجة للمشروعات الكبرى الممولة من جهات التمويل الدولية السابق الإشارة إليها بالتعاون من الجمعيات الرائدة في مجال العمل الأهلي..

2.   ما يمكن أن تشارك به من جهود لتفعيل الخدمات المقدمة للمعاقين ذهنيا بالمحافظة:

من خلال استبيان أجراه الباحثان علي عدد 50 جمعية أهلية من الجمعيات الأهلية العاملة بالمحافظة.. و استطلاع آراء المسئولين بهذه الجمعيات عن مدي تبنيها لقضايا الإعاقة الذهنية.. و مدي ما يمكن أن تقدمه هذه الجمعيات من خدمات لهذه الفئة.. تبين الآتي:

النسبة

عدد الجمعيات

مجال الاختيار

88%

44

جمعية من اجمالى عدد الجمعيات .. ترى ان هناك أهمية للدفاع عن قضايا المعاقين ذهنياً

12%

6

جمعيات من إجمالي عدد الجمعيات .. لا ترى ان هناك أهمية للدفاع عن قضايا المعاقين ذهنياً

    و بهذا يستمر الاستبيان مع 44 ممن يرون أهمية للدفاع عن قضايا المعاقين ذهنيا ..

 

النسبة

عدد الجمعيات

مجال الاختيار

84%

42

جمعية لا ترى ان الخدمات الحكومية المقدمة للمعاقين ذهنيا  كافية .

16%

8

جمعيات ترى ان الخدمات الحكومية المقدمة للمعاقين ذهنيا  كافية0

88%

44

جمعية لا تتبنى الدفاع عن قضايا المعاقين بالمحافظة وذلك لإهتمام الجمعيات بقضايا وفئات اخرى

0 %

0

جمعية تسعي لتبنى قضايا المعاقين ذهنياً فى المستقبل القريب

70%

31

جمعية لديها ما يمنع تقديم خدمات للمعاقين ذهنيا .

36 %

16

من الجمعيات لعدم توافر مكان

34 %

15

من الجمعيات يصعب عليها إستقطاب الفئة المستهدفة , لا يتمكنون من توصيل الخدمة إليهم

96 %

42

من الجمعيات التي تري أهمية لتبني قضية الإعاقة .. لا يمكنها تدبير تمويل ذاتي لتقديم هذه الخدمات

4 %

2

من الجمعيات يمكنها تدبير تمويل ذاتي لتقديم الخدمة

100 %

44

من الجمعيات .. يمكنها تقديم خدمة في حالة توفر دعم خارجي

90 %

40

من الجمعيات .. تري أن أفضل الخدمات التي يمكن لها تقديمها هي الخدمات الإرشادية و خدمات التوعية

86 %

38

من الجمعيات خدمات إجتماعية ( معونات ، رحلات )

79 %

35

  جمعية   خدمات تعليمية

68 %

30

جمعية خدمات صحية ( مثل توفير علاج ، كشف طبي ، أجهزة تعويضية )

22 %

10

من الجمعيات خدمات التأهيل المهني


نتائج البحث

فيما يتعلق بخدمات الاكتشاف و التوجيه و التدخل المبكر:

    تقدم من خلال جمعية واحدة ( جمعية التأهيل الاجتماعي ) من خلال مشروعين ( التأهيل المرتكز علي المجتمع ، مشروع التدخل المبكر ) .. و يقدم ب 5 قري بمراكز الفتح و أسيوط و البداري فقط من إجمالي 11 مركز هي مراكز المحافظة .. و هو ما يمثل عنصر ضغط علي ولي الأمر في بحثه عن مصدر الخدمة لكي يستفيد منها أبنه ..

فيما يتعلق بالجوانب التعليمية :

1.    قصور ما يقدم من خدمات تعليمية للأفراد المعاقين ذهنيا بوجه عام .. و عدم استفادة فئة شديدي و متوسطي الإعاقة من أي خدمات تعليمية حكومية .. و اقتصار هذه الخدمة بالرغم من محدوديتها علي فئة المعاقين ذهنيا بسيطي الإعاقة ..

2.    الدور الذي حاولت مديرية الشئون الاجتماعية لعبه في تقديم خدمة للمعاقين ذهنيا متوسطي و شديدي الإعاقة من خلال مشروع تطوير و استحداث خدمات جمعية التأهيل يتميز بفكر متطور جدا من الناحية الخدمية كما يتميز بالفاعلية الكبير فيما يقدم من خدمات .. إلا أنه مازال قاصرا من حيث :

·     تقديم الخدمة لأعداد محدودة من المعاقين ذهنيا محتاجي الخدمة من مختلف مستويات الإعاقة ..

·     تركز المشاريع بمناطق معينة من المحافظة مما يؤدي إلي عدم استفادة باقي المعاقين ذهنيا ممن يحتاجون إلي هذه الخدمة في باقي مناطق المحافظة ..

3.    بالرغم من    ضعف دور الجمعيات الأهلية في رعاية و تقديم خدمات للأفراد المعاقين ذهنيا في فترات سابقة إلا أنه حدثت طفرة في التعليم للأطفال المعاقين ذهنيا حيث تم تغطية فئات مختلفة من الإعـاقة الذهنية (متوسطي و شديدي الإعاقة ) بالإضافة لبسيطي الإعاقة من خلال الحصول علي تمويل من الجهات الدولية مما أدي إلي تمكن الجمعيات من توصيل الخدمة إلي عدد كبير من المستفيدين و علي مستوي المحافظة كلها ..

4.    بالرغم من أهمية فكرة الفصول الملحقة بالمدارس العادية و بالرغم من اعتبار هذه الخطوة كخطوة فعالة تجاه الدمج الحقيقي الكامل للأطفال داخل المجتمع.. إلا أننا نري أن عدم الاهتمام الكافي بالفكرة و عدم تقديم البرامج المتخصصة التي من شأنها تفعيل عملية الدمج الكامل أدي إلي ضعف النتائج المترتبة علي تطبيقها ..

فيما يتعلق بالجوانب الصحية :

 

   الخدمات الصحية المتخصصة التي تقدم للمعاقين ذهنيا .. سواء برامج إرشادية لتجنب حدوث الإعاقة أو خدمات علاجية متخصصة للتعامل مع الآثار المترتبة علي الإعاقة ضعيفة جدا ..

فيما يتعلق بعملية التأهيل :

    تحتاج عملية التأهيل التي تتم للمعاقين ذهنياً بمراكز التأهيل والورش التدريبية التابعة لجمعية التأهيل من خلال مكاتب يحتاج إلي مراجعة حيث يجب الاهتمام بمحدودية قدرات الأفراد المعاقين ذهنيا و عدم معاملتهم بنفس أسلوب التعامل مع باقي فئات الإعاقة ( ان يتم بمراعاة بيئة الفرد المعاق و اختيار أفضل نوعية من الحرف التي يحتاجها المجتمع و تتناسب مع قدرات الفرد المعاق ) ..

    دور الجمعيات الأهلية مازال قاصرا بشكل كبير فيما يتعلق بالاهتمام بالمكون التأهيليي .. حيث تهتم معظم الجمعيات بالجوانب التعليمية ( افتتاح فصول ) أو الاجتماعية ( الدمج ) .. مع الإهمال التام لمكون التأهيل أو الورش ..

فيما يتعلق بالجوانب الاجتماعية و الترفيهية :

 

    ضعف و عدم تخصص ما يقدم من خدمات و أنشطة اجتماعية علي مستوي وزارة الشئون الاجتماعية فيما يتعلق بالجانب الترفيهي " الرحلات " و الرعاية الاجتماعية " زيارات منزلية "في بيئة الفرد المعاق ( لما يمكن أن يتعرض له الفرد المعاق ذهنيا من استغلال ) ..

فيما يتعلق بالتوظيف :

 

    القصور الشديد في تطبيق قانون 39 لسنة 1976 .. و عدم استفادة المعاقين ذهنيا منه مما يحتاج إلي مراجعة .

فيما يتعلق بمجال عمل الجمعيات الأهلية في خدمة المعاقين ذهنيا :

     شهد عمل الجمعيات الأهلية في مجال خدمة المعاقين طفرة خلال العامين الماضيين نتيجة الدعاية الإعلامية الكبيرة بذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة لتبني السيدة الفاضلة / سوزان مبارك قضية الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.. و ما لفت نظر العديد من الجمعيات الأهلية لهذه القضية و هو ما جعلها تسعي لتدبير تمويل من خلال الهيئات الدولية المانحة للتمكن من تقديم الخدمة ..

توصيات البحث :

خدمات الكشف و التدخل المبكر و خدمات التوجيه :-

1.  تدريب القائمين بالإحصاء العام لتعداد السكان و تزويدهم بالمهارات اللازمة للكشف عن الإعاقة ..

2.  يجب الكشف المبكر عن حالات الإعاقة .. من خلال مثلا توجيه الطبيب لبعض الأسئلة ، أو تطبيقه لبعض الاختبارات أثناء التطعيم مثلا في سن عام أو عامين و نصف أو ثلاثة أعوام ..

3.  حصر الأماكن المتواجد بها الخدمات من خلال إجراء عملية حصر للخدمات المقدمة للمعاقين كافة علي مستوي الجمهورية ، والمعاقين ذهنيا بصفة خاصة ، و الاستفادة من التجارب التي تمت من بعض الجهات في هذا المجال  .. و عمل قواعد بيانات عن أماكن هذه الخدمات .. و نشر الوعي بأماكن هذه الخدمات من خلال عمل كتيبات بمراكز و هيئات تقديم الخدمات .. و توزيعها بالمستشفيات و علي الأطباء .. و غيرها من المؤسسات الطبية .. لكي يتمكن كل متخصص في مكانه من توجيه الحالة ..

4.  التأكيد علي المتخصصين في مختلف الهيئات و المؤسسات التي يمكن أن يلجأ إليها أو يتعامل معها المعاقين ذهنيا بأهمية توجيه أولياء أمور الأفراد المعاقين ذهنيا لأماكن الخدمات المطلوبة طبقا لاحتياج كل حالة لأي نوع من أنواع الخدمة ( تعليمية ، صحية ، تأهيلية ، خدمات توظيف)

5.  فيما يتعلق بخطة إنشاء الحضانات التي أقامتها الشئون الاجتماعية بجمعية التأهيل و الحضانات التي أقامتها بالجمعيات الأهلية .. تعتبر هذه الحضانات خدمة ممتازة من ناحيتين ..

·     تعاون الشئون الاجتماعية مع الجمعيات الأهلية .. يؤدي بشكل كبير إلي تعزيز استفادة من جودة الخدمات التعليمية المقدمة لمتوسطي و شديدي الإعاقة ممن قد لا يستفيدون من هذه الخدمات من خلال وزارة التعليم حيث القدرة علي التطوير بسبب اللامركزية في الأداء

·     الانتشار في تقديم الخدمة علي مستوي المحافظة من خلال الجمعيات الأهلية التي تتواجد بكل مكان بالمحافظة .


الخدمات التعليمية :-

1.  تطوير مدارس التربية الفكرية .. و تدريب المدرسين للتمكن من التغلب علي الفروق الفردية الكبيرة التي يمكن أن تظهر لدي الأطفال المعاقين ذهنيا و لا يتمكن المنهج الموحد من التعامل معها .. هذا بالإضافة إلي تزويدهم بالإساليب الحديثة لتعديل السلوك و وضع الخطط التعليمية و البرامج و تعديلها ..

2.  فيما يتعلق بفكرة الفصول الفكرية الملحقة بالمدارس العادية ..الاهتمام بفكرة الفصول الملحقة و تعميمها في معظم المدارس علي مستوي الجمهورية بالمناطق التي يتواجد بها أعداد من الأطفال ممن يحتاجون خدمات تعليمية للأطفال المعاقين ذهنيا .. و هو ما يطبق في الكثير من الدول العربية و يعد ناجحا بشكل كبير .. لما لهذه الفصول من إمكانيات حيث تتميز بأنها تعمل علي تقديم الخدمة لكل من يحتاجها كما توفر تكاليف إنشاء مدارس متخصصة لفئة معينة من الطلاب .. كما أنها تعتبر من أفضل الصور من صور الدمج يمكن أن تطبق في الوقت الحالي ..  الإعداد الجيد لهذه الفكرة و التمهيد الجيد لها سواء عن طريق وضع نظام عام للمدارس التي يتواجد بها الفصول الفكرية سواء ( نظام الأنشطة ، نظام الفسح ، نظام الطابور ) .. أو نظم المتابعة و الإشراف علي هذه الفصول من الوزارة .. أو من خلال التدريب الجيد للمدرسين ..

3.  فيما يتعلق بالمشروعات التابعة لمشروع تطوير و استحداث خدمات جمعية التأهيل .. حضانة منتسوري .. مشروع التدخل المبكر .. مشروع التمكين الأسري .. مشروع البراعم .. يتضح بشكل كبير مدي فاعلية و جودة الخدمات المقدمة للأطفال المعاقين من فئات الإعاقة المختلفة خاصة المتوسطة و الشديدة حينما تضافرت الجهود الحكومة مع اللامركزية في الإدارة .. حيث اعتمدت فكرة المشروع علي الدعم الفني الخارجي عالي المستوي ( مركز ستي ) .. مما زاد من قدرة النموذج علي تقديم الخدمات المتخصصة لكافة الفئات بخلاف نظام التدريس طبقا للمنهج الموحد المتبع بمدرسة التربية الفكرية الذي إن صلح للتدريس لمستوي واحد من الإعاقة وهو بسيطي الإعاقة قد لا يصلح لباقي أنواع الإعاقة ( المتوسط و الشديد ). إلا أن النموذج يعاب عليه محدودية خدماته .. حيث تتركز معظم النماذج في محافظة أسيوط .. و هو ما أدي أيضا إلي تركز الكوادر المتخصصة بالجمعية بمحافظة أسيوط .. في حين كان يمكن تفعيل الخدمات و نشرها و نشر النموذج علي مستوي المحافظة في حالة استغلال مكاتب التأهيل التابعة للجمعية التي تنتشر علي مستوي المحافظة و تطبيق النموذج بها أو في بعضها .. بما يعمل علي نشر الخدمة بشكل أكبر و تدريب أعداد أكثر من الكوادر ..

4.  فيما يتعلق بعمل الجمعيات الأهلية في المجال التعليمي : ضرورة تفعيل دور الجمعيات الأهلية .. و إستغلال ما قدمته هذه الجمعيات من خدمات ذات جودة عالية .. و هو ما يعمل علي:

·     نشر الخدمة علي نطاق أوسع و بشكل أكثر تخصصا حيث أن تواجد فصول صغيرة بجمعيات منتشرة علي مستوي المحافظة يخدم أكبر قدر من المعاقين ذهنيا .. مما يوفر تكاليف كثيرة لإنشاء أو بناء مدارس .

·     إعطاء صلاحيات أكبر لهذه  الجمعيات في توفير و تقديم الخدمات المناسبة لكل حالة و تحديد التدخلات الأكثر فائدة في هذا المجال ..

الخدمات الصحية :

1.  الخروج بحملات توعية للتوعية بمسببات الإعاقة الذهنية و طرق الوقاية، و كيفية تجنب حدوثها ..

2.  الاهتمام بالموضوعات المتعلقة بالإعاقة الذهنية في مناهج كليات الطب ، و التركيز علي كيفية تجنب حدوث الإعاقة و كيفية تجنب مسبباتها ..

3.  تدريب الأطباء حاليا ممن تخرجوا علي كيفية تجنب الأخطاء التي يمكن أن تسبب الإعاقة الذهنية ..

خدمات التأهيل :-

1.  مراجعة نظام التأهيل بمكاتب التأهيل من بدايته .. من حيث وضع نظام جديد للمسح الميداني للتمكن من حصر الوظائف الأكثر ملائمة للأفراد المعاقين ذهنيا في كل قرية ، النظر لهذه للوظائف التي يمكن أن يعمل بها مثل هؤلاء الأفراد بشكل أكبر من التجديد و الفاعلية بحيث تعطي دورا أكبر لهؤلاء و أكثر إستقرار و فاعلية لهذه الفئة بما يؤمن استمرارها في أداء الوظائف التي تم تدريبهم عليها بفاعلية ..

2.  النظر لنظام التدريب بشكل أكثر تخصصا بحيث نضمن أداء أفضل للفرد المعاق ذهنيا ..

3.  التشغيل و متابعة الفرد المعاق ذهنيا بعد التشغيل .. و هو ما إن أمكننا الاستغناء عنه بالنسبة للفرد المعاق من أي نوع من أنواع الإعاقة إلا أن متابعة التشغيل يعتبر ضرورة حينما نتحدث عن فئة المعاقين ذهنيا.


خدمات التوظيف :-

1.  تغيير نظام التعيين طبقا لقانون 39 لسنة 1976 و ذلك بتخصيص نسبة محددة من نسبة الــ 5 % المقررة للمعاقين .. و تقسيمها طبقا لنسب المعاقين المحصورة طبقا للتعداد العام للسكان ..


دراسة حالة لمعهد سكينة بأم درمان

د / إخلاص عثمان عبد الله

معهد صحة وتنمية المرأة والطفل

  جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا

 

مقدمة :-

     لاقت فئة المعاقين ذهنياً منذ القدم معاملات مختلفة وذلك باختلاف فلسفات المجتمعات ونظمها الاجتماعية وتباين المعاملة مع هذه الفئة من مجرد الازدراء والرثاء إلي النفي والأبعاد ومحاولة التخلص منهم بكل الوسائل غير الإنسانية أما في المجتمعات الشرقية قد امتزجت فيها الشفقة والتقديس في النظر إلي المعاقين ذهنياً فأشفقوا عليهم لعجزهم أو قدسوهم لاعتقادهم بأن لهم صلة بالقوة الإلهية وفي المجتمعات العربية الحديثة تغيرت النظرة إلي المعاقين ذهنياً في سيطرة فكرة التصفية أو الأبعاد لغير القادرين على الإنتاج إلي فكرة الدافع لعمل الخير للإنسان المتخلف عقليا من خلال إنشاء وحدات لهم ولغيرهم من المعاقين تحقيقاً لمبدأ الديمقراطية وتكافؤ الفرص بين الأسوياء وغير الأسوياء . تبذل الدولة جهوداً لرعاية وتأهيل المعاقين عقلياً وتحويلهم إلي قوة منتجة بدلاً من كونهم طاقة معطلة مستهلكة وقد شملت الجهود المبذولة المسح العلمي الخاص بالمعاقين عقلياً في السودان والذي أفاد أن نسبة المعاقين في المجتمع تبلغ 12% وذلك من أجل تقديم الرعاية اللازمة لهم حيث تؤمن الدولة بأن المعاق عقليا فرد له أحاسيس ومشاعر ولابد من توفير كافة المستلزمات التعليمية ورعايته وتأهيله.

     بدأت مسيرة العمل الطوعي في السودان مع مشارف النصف الثاني من القرن العشرين وبطبيعة الحال كان عدد الجمعيات الطوعية قليلاً لمستوى الجمعيات الأجنبية .

    ثم أخذ العدد ينجو بإطراء مع مر السنين حيث وصل في آخر تعداد لصيد المنظمات الطوعية العالمية بالسودان الصادر عن المجلس السوداني للمنظمات (اسكوفا) في عام 2001 الجمعيات الوطنية (109) والجمعيات الأجنبية 66 جمعية ومع هذه الزيادة المطردة للمنظمات سواء كانت وطنية أو عالمية وتفاقم الشاكي الخاصة بالمجتمع والمعاقين ذهنياً على وجه الخصوص تحاول هذه الدراسة معرفة دور تلك المنظمات لرعاية وتأهيل المعاق ذهنياً من خلال أخذ نموذج للمنظمات الوطنية وهي معهد سكينة كمنظمة لها تاريخها.

تعريف الإعاقة الذهنية :-

    تستخدم المنظمات الدولية المعنية بمجال التخلف العقلي مصطلحات مختلفة مثل:-

1- النقص العقلي : ويضم جميع الحالات التي تكون العوامل المسببة لها ذات أصل عضوي.

2- الإعاقة العقلية : تستخدمه الرابطة الدولية لجمعيات رعاية المعاقين عقلياً.

     هذا إلي جانب بعض المصطلحات الأخرى المستخدمة مثل ضعف العقل. غير الأسوياء أو غير العاديين ويعرف التخلف العقلي أيضاً بأنه ( توقف أو عدم اكتمال تطور ونضج العقل مما يؤدي إلي نقص في الذكاء لا يسمح للفرد بحياة مستقلة أو حماية نفسه ضد المخاطر  ويعرف أيضأ بأنه قصور ضعف قدرة الفرد على الفهم والإدراك وبالتالي قدرته على التكييف الاجتماعي).

مفهوم العمل الطوعي :-

     الطوع لغة هو ضد الإكراه أي أن يقوم الإنسان بعمل ما طوعا واختياراً من نفسه دون أن يكون مفروضاً عليه أو ابتغاء مقابل لذلك إلا ابتغاء ومرضاة الله وحكمة تطوع تعني لأن أي من اللين.

مفهوم تنظيمات المجتمع المدني :-

     المجتمع كيان جماعي من البشر تضمهم شبكة من التفاعلات والعلاقات الدائمة والمستقرة نسبياً باستمرار هذا الكيان وبقائه وتجدده بالزمان والمكان واستمرار التفاعل والعلاقات بين أجزاء الكيان هو الذي يبلور طريقة أو أسلوب في الحياة بين الأفراد والتفاعل وبين بيئتهم الطبيعية تنتج عن تفاعل العلاقات بين الأفراد في مكان معين ووقت معين ويسمى هذا بالنظم أو المؤسسات الاجتماعية وهي مجموعة من القواعد والآليات التي تنظم سلوك الأفراد والجماعات وهم بصدد إشباع حاجاتهم وخدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم.

     يعرف مفهوم منظمات المجتمع المدني بأنه الكل الشامل لكن ما يحوي من مجمل التنظيمات الاجتماعية والتطوعية وغير الإرثية وغير الحكومية التي ترعى الفرد وتعظم من قدراته ، المجتمع المدني للفرد هو شكل تنظيمي وسيط وبديل مكمل تجاه المؤسسات الإرثية ومؤسسات الدولية من ناحية أخرى.

     والمؤسسات والتنظيمات التي ينتمي الفرد إليها منذ ميلاده لها اعتبارات مهمة وأول هذه المؤسسات هي الجماعة القرابية كالأسرة أما التنظيمات الإرثية تشمل الجماعة العرقية والطائفية والمذهبية والدينية ولأن هذه التنظيمات الإرثية سابقة لأي مؤسسات أو تنظيمات اجتماعية أخرى فإن الفرد يتعامل معها لأنها هي التي تقدم له الرعاية وتقدم بعملية التنشئة المبكرة.

     أما مؤسسات الدولة فهي تنظيمات حكومية رسمية ثانوية تعاقدية تنشأ لإدارة المجتمع وضبط سلوك الأفراد على أسس عامة موضوعية وبين هذين النوعين من المؤسسات الإرثية والحكومية تقع تنظيمات المجتمع المدني في مكان وسط فهي :

     تنظيمات ينضم إليها الأفراد وإن كان ذلك بشروط صريحة ولكنها مثل المؤسسات الإرثية من حيث أنها لا تهتم بإعفائها مباشرة وهي قريبة من التنظيمات الإرثية تحكم أنها أضيق نطاقا وأقل حجما من مؤسسات الدولة إذ أنها لا تمتلك حقوقاً قانونية لاستخدام القوة والضعف تجاه أعضائها أن هذه الوسطية لتنظيمات المجتمع المدني هي التي تعطيها إمكانية هائلة وتعويضا للأفراد عن انتقاء بعض وظائف المؤسسات الإرثية وخاصة الأسرة من ناحية وهي التي سياجا خاصا لسطوة قرارات وسلوك الدولة من ناحية.

وتشمل تنظيمات المجتمع المدني الآتي :

1- المنظمات الطوعية ( المنظمات غير الحكومية ).

2- الاتحادات المهنية والفئوية والنقابية ( الهيئات الأهلية).

3- المنظمات الدينية ( الذكر والذاكرين – المسجد – الكنائس).

4- الاتحادات الجماهيرية ( المرأة والشباب – الرياضة – الطلاب ).

5- التنظيمات الثقافية ( الشعر والأدب – الدراما – الفن والموسيقي).

6- الإدارة الأهلية.

7- القطاع الخاص.

8- مراكز البحث العلمي غير الربحية.

الخصائص المشتركة بين المنظمات :-

1- أن جميع المنظمات تضم جماعة من الناس.

2- أن جميع المنظمات تعمل لتحقيق هدف ما يبرر وجودها واستمرارها.

3- أن جميع هذه المنظمات تتضمن درجة من الرسمية التي تحدد الاتجاه السلوكي للعاملين ونلاحظ بالرغم من اشتراك المنظمات في هذه الخصائص إلا أنها تمثل السبب الرئيسي لوجود اختلافات جوهرية بين كل منظمة وأخرى.

العون الإنساني من منظور إسلامي :-

     المعونة هي إعطاء كل ما يدفع لمن يحتاج إليه وقد جاء في الحديث الشريف ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وقد من الإسلام على ضرورة مساعدة الفرد القادر للفقير والمسكين والمحتاج والمريض وكبار السن والمشرد واللقيط واليتيم والأسير والمقعد والضرير بدون تفضيل واحد على الآخر باعتبار أن هذه المساعدة واجبا ذكره الكتاب والسنة.

وهناك مجموعة من القواعد الهامة التي نظمت ذلك تتمثل في :

1- المدني الذي عجز عن سداد دينه لأسباب خارجة عن إرادته فيقدم بيت المال في هذه الحالة بسدادها.

2- الغريب وابن السبيل فيساعده أهل البلدة على أمور حياته حتى يرجع إلي موطنه.

3- القاتل من غير العمد فإن دية القتيل لا يحتملها القاتل وحده وإنما يتعاون معه أهله في ذلك.

4- المشاركة في مواسم الحصاد حيث يقع على عاتق المسلم ضرورة إعطائه جزء من محصوله للمحتاج.

    وتكون المعونة بطريقة محسوسة كالقيمة المادية ( نقود) أو بالغذاء والملبس للأيتام . ويتجلى ذلك في الإقامة حينما قدم المصطفى (ص) أروع مثال في عام المجاعة عند قيامه بتوزيع الطعام على الناس ولم يتعرض واحد منهم للإهلاك جوعا. أو تكون بطريقة غير محسوسة كعيادة المريض وتشييع الجنازة.

إجراءات الدراسة الميدانية :-

مشكلة الدراسة :-

     ترى الباحثة أن مشكلة الدراسة تعتبر أول مراحل البحث العلمي ويتوقف موضوع البحث على مدى أهمية هذا الموضوع والحاجة إليه وعلى توفر البيانات اللازمة والوقت المناسب لإظهار الحقائق وكذلك الموارد المادية المخصصة لموضوع الدراسة.

     وبالنسبة لمشكلة الدراسة الراهنة فقد تم تحديدها من خلال ما فرضته الباحثة سابقاً وهي عن دور منظمات المجتمع المدني في رعاية المعاق ذهنياً – دراسة حالة عن معهد سكينة للمعاقين بأمدرمان.

أهداف الدراسة:-

1- تحاول الدراسة الإسهام في الجهود العلمية التي تستهدف حل مشكلات المعاق ذهنياً.

2- التوصل إلي مجموعة من النتائج والتوصيات تفيد المهتمين بقضايا المعاقين ذهنياً.

تساؤلات الدراسة :-

     تعتبر تساؤلات الدراسة الراهنة بقضايا لا يوجد في ذهن الباحثة إجابة عليها وتكون الإجابة عليها من خلال واقع العمل الميداني في معهد سكينة.

    ومن خلال الأهداف للدراسة تم تحديد تساؤلات الدراسة :

1- متى نشأ معهد سكينة بأمدرمان.

2- كيف توسع هذا المعهد.

3- ما هي أهداف المعهد.

4- ما هي برامج المعهد .

5- ما هي الصعوبات التي تواجه المعهد.

6- ما هي أسباب النجاح الذي حققه المعهد.

7- الهيكل الإداري للمعهد.

8- طبيعة علاقة المعهد مع الجهات الرسمية.

9- الخطة المستقبلية.

المنهج المستخدم :-

    استخدمت الباحثة المنهج الوصفي.

مجتمع الدراسة :-

    معهد سكينة لتأهيل ورعاية المعاقين ذهنياً.

    فالعون الإنساني في الإسلام بمختلف صوره هو في الأساس الرغبة في مساندة الإنسان بدافع التكليف والسمو بالنفس الإنسانية وتطهيرها من الأحقاد قال تعالى ( فلتكن منكم أمة يدعون للخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون) . صدق الله العظيم ( سورة الإسراء الآية 34).

العمل الطوعي في السودان :-

     يعتبر النصف الثاني من القرن العشرين عهد انطلاقة العمل الطوعي على مستوى العالم إلي الدرجة التي تذهل بحق أن يكون القطاع الثالث بعد القطاعين العام والخاص وذلك على ضوء مشاركته الفاعلة في التنمية الاجتماعية وقدرته على الوصول إلي الشرائح الضعيفة التي لا تطالها يد السلطات الحاكمة.

     وكانت أول جمعية طوعية أجنبية ظهرت هي جمعية سير (Sir) البريطانية التي ظهرت في فترة الاحتلال البريطاني للبلاد وظهرت هذه الجمعية على شكل مبادرات من الفئات الفنية المرتبطة بالمستعمرة تجاه الأسر الفقيرة وفي عام 1904م دخلت الإرساليات التبشرية وقامت ببناء المدارس الخيرية التبشيرية وبالمقابل وكرد فعل وطني ودني بدأت تتكون الجمعيات الخيرية وفي مقابل جمعيات المستعمر ظهرت الأندية الرياضية والثقافية والروابط الاجتماعية التي تقدم خدماتها للفقراء والمحتاجين من أبناء الوطن حتى لا تتركهم فريسة لمؤسسات المستعمر.

     واتسعت مع الأيام رفعة الحركة الطوعية الوطنية فتكونت جمعية اللواء الأبيض وأندية الخريجين والمدارس الوطنية وكانت هذه المدارس ذات أهداف سياسية خفية لمقاطعة الاحتلال وجمعياته الطوعية ذات الأجندة الخفية.

     في عام 1930م إنشاء ملجأ القرش الصناعي والذي تحول أسمه إلي معهد القرش الصناعي وقد أسسه نفر كريم من السودانيين بغرض إيواء الأطفال والأيتام الفقراء الذين لا عائل لهم وذلك لتأهيلهم مهنيا وكان ذلك قبل صدور قانون الجمعيات الطوعية 1957م ولا يزال المعهد يعمل حتى اليوم بمدينة أمدرمان. ولا تنس الدور الكبير الذي قامت به مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في مجال العمل الطوعي في السودان والمنظمات العربية والمحسنون من العالم العربي والإسلامي نحو أخوتهم في السودان لاسيما في وقت الحروب والكوارث مما كان له أثر أكيد في تحقيق آثار تلك العوازل. وفي أواخر عام 1984م دخلت أعداد كبيرة من منظمات الإغاثة نتيجة لموجة الجفاف والتصحر التي خربت أجزاء واسعة من أفريقيا وتأثر بها السودان دون أن تكون هناك جهة مسئولة عن تسجيلها ومتابعة أنشطتها يوضح لوائح وضوابط تنظيم عملها.

 


شعار المعهد

أيها المعوق كن كشجرة الصندل كلما تطرقها

الفؤوس تزداد عطراً.

Look at the Sandalwood Tree:

The more it is damaged,

 The finer its perfume will be

 

 


معهد سكينة لماذا ؟؟

     برزت الحاجة إلي إنشاء هذا المعهد الخيري للعمل في مجال تعليم ورعاية وتأهيل وعلاج وإيواء الأطفال المعاقين عقليا وبدنياً سواء إن كانت هذه الإعاقات منفردة أو مزدوجة.

    وتشير الإحصاءات إلي أن الذين يحملون مأساة الإعاقة البدنية أو العقلية من الذين ولدوا بها أو اكتسبوها يشكلون نسبة 10% من مجموع السكان في البلدان المختلفة والسودان واحد من هذه الدول.

     وقد ثبتت أيضاً ومن إحصائيات الأمم المتحدة أن نسبة 1% فقط من مجموع هؤلاء المعاقين هي التي ربما تجد الرعاية والعلاج والتأهيل.

تاريخ إنشاء المعهد :-

     أنشئ معهد سكينة عام 1985م بمجهود خاص، معهد خيري غير ربحي يقوم بسد بعض النقص في مجال من أرحب مجالات الإنسانية وعمل الخير .. وافتتح رسميا بواسطة السيد وزير الصحة والرعاية الاجتماعية د/ حسين سليمان أبو صالح.

مؤسس المعهد :-

     أسسه البروفيسور الراحل المقدم د / فيصل محمد مكي أمين ، وقد رعاه وعكف عليه حتى نما واستطال بمجهود خاص وأسري وذلك بغرض إضاءة إشعاع الأمل في نفوس أولئك الأطفال البائسين الذي يتجاهلهم المجتمع ويرفضهم الأهل ولا تعترف بهم الأسر فيعيشون على هامش الحياة مشردين منبوذين يهلكهم الجوع والعرى والطقس القاسي ويتلقفهم الأشرار وصناع الجريمة كأدوات لا تدرك ولا تعي ولكنها تنفذ التخطيط المحكم لها.

إمكانيات المعهد :-

     في البدء تم بناء فصول مؤقتة بجهد خاص وتمويل شخصي من مؤسس المعهد ومنشؤه بروفيسور د / فيصل محمد مكي أمين .. على مساحة مؤجرة في نادي العمال بأمدرمان واستمر المعهد فيها منذ عام 1985م حتى يوليو 1991م حيث انتقل المعهد بأطفاله إلي مشروع مبانيه الجديد شرق بوابة عبد القيوم ...


تفاصيل المعهد الجديد كما يلي:-

* منحت السلطات معهد سكينة قطعة أرض مساحتها 7577م.م لتقام عليها مباني المعهد الجديد ومنشأته ومؤسساته الدائمة بحيث يستطيع أن يستوعب بين جدرانه حوالي الـ ( 1000) طفل وطفلة معاقين.

* ويشمل المعهد الجديد فصول الدراسة ( قاعة للمحاضرات لطلاب الجامعات، ورش التدريب المهني والفني، عيادات للكشف الطبي، غرف للعلاج، صيدلية صغيرة ، مكتبة، قاعة طعام داخلية منفصلة لإيواء الأطفال بنين وبنات، فصول لدراسة وفن مناهج التعليم الخاص، مطعم، حديقة ومزرعة دواجن).

أهداف المعهد :-

1- ترقية فكرة تعليم وتأهيل الأطفال المعاقين ورعايتهم صحيا واجتماعيا من سن (3-21) سنة.

2- فتح فروع جديدة داخل وخارج السودان.

3- قبول جميع الأطفال المعاقين بمختلف إعاقاتهم الفردية أو المزدوجة وهذا يجعله المعهد المتفرد الوحيد في السودان.

الجانب الأكاديمي :-

* يبدأ اليوم الدراسي الثامنة صباحاً وينتهي الساعة الثانية ظهراً ما عدا أيام الجمع والعطلات الرسمية .. المسجلون في كشوفات المعهد من الأطفال المعاقين حوالي (5000) طفل وطفلة يحضر منهم يوميا ما بين (180-200) نسبة لعدم سعة المعهد لكل هذا العدد من الأطفال.

* الأطفال الذين لم يسعهم المعهد أو لم تمكنهم إعاقاتهم من الحضور اليومي فإن خدمات المعهد تمتد إليهم.

* مرحلة الاستعداد (الرياضي) من (3-6) سنوات يقوم المعهد في البدء بتعليم الطفل المعاق وتدريبه على الاعتماد على النفس في الحياة العامة والخاصة مثل:

- ( اللبس – الأكل – استعمال التواليت – غسل الجسم – غسل الملابس).

- تنمية ملكات العقل كالتفكير والخيال والإدراك والتذكير واللغة.

- تنمية العضلات الرخوة والكبرى ( وحدة العلاج الطبيعي بالمعهد ).

- تعليم مبادئ الحساب.

- التدريب على الكلام وتنمية حاسة السمع والبصر واللمس ... إلخ.

* مرحلة الدراسة من (7-13) سنة يبدأ تعليمهم تعليما خاصا يتناسب ومستويات ذكائهم وقدراتهم العقلية، وذلك بعد إجراء اختبارات الذكاء المعدة خصيصا لهذا الغرض ومن ثم يتم تقسيمهم إلي فصول تراعي الانسجام بين العمر الحقيقي والعمر العقلي.

* المنهج التعليمي يشرف عليه خبير وخبيرات في مجال التربية والتعليم.. ويشمل القراءة والكتابة والتربية الدينية والمناشط التربوية الأخرى والتأهيل المهني كالخياطة والأعمال اليدوية والنجارة والحدادة والطباعة والبستنة والبناء ... إلخ.

     والغرض من التأهيل المهني هو إعداد المعاق حتى يصبح عضوا نافعا في المجتمع يعتمد على إمكانياته في الحفاظ على نفسه وإعالتها.

قسم العلاج والصحة :-

     تعاقد المعهد مع وحدة علاجية مكونة من طبيب عمومي، اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، اختصاصي أمراض نفسية، اختصاصي معمل للتحاليل الطبية بالإضافة لطبيب اختصاصي أطفال مقيم.

قسم الإشراف الاجتماعي والنفسي :-

* يقوم بإصلاح سلوك الأطفال ومعالجتهم نفسيا وعمل اختبارات الذكاء وقوائم بالضبط وتصنيف الأطفال على أقسام المعهد المختلفة حسب أعمارهم ومستوى قدراتهم العقلية ونوع إعاقاتهم والإشراف عليهم اجتماعيا وزياراتهم ميدانياً.

* ويوجد بالمعهد عدد كبير من الأيتام والفقراء ويتلقون العناية الكاملة من تعليم ورعاية وعلاج وتأهيل وكل ذلك مجاناً، وتصرف لهم إدارة المعهد مصاريف اللبس وترحلهم مجانا وبعضهم تصرف لهم مصاريف إعاشة لأسرهم.

* يقوم المعهد بمساعدة الأطفال المعاقين عقلياً وجسدياً الذين يلقى البوليس القبض عليهم بتهمة التشرد والتسكع في الطرقات، ويصرف لهم المعهد الملابس وتذاكر السفر لذويهم ونثريات إضافية تمكنهم من العودة لديارهم لعدم وجود داخليات في الوقت الحاضر.


إدارة معهد سكينة :-

* يشرف على إدارة المعهد مجلس إدارة ، ومجلس أمناء ومجلس آباء يضم كبار الشخصيات الوطنية والقومية والاجتماعية في العاصمة السودانية .. راعي المعهد السيد / رئيس الجمهورية الفريق عمر حسن أحمد البشير.

* مؤسس المعهد ومنشئه البروفيسور الراحل المقدم د / فيصل محمد مكي أمين.

* رئيس مجلس الإدارة الأستاذ الشاعر / مصطفى محمد سند.

* بالمعهد إدارة للعلاقات العامة وقسم لإصدار منشورات معهد سكينة التي يعود دخلها لصالح الأطفال.

* بالمعهد خبير وخبيرات في مجال التربية والتعليم ووحدة لقياس الذكاء.


الهيكل الإداري للمعهد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



كيف يمول معهد سكينة نفسه ؟

* إن معهد سكينة معهد خيري غير ربحي لا يتبع لأي جهة حكومية أو هيئة أو مؤسسة خيرية ذات وجود اعتباري في السودان أو خارجه وقد أنشئ المعهد بمجهود فردي من مؤسسة الذي أنفق عليه من ماله الخاص توازره أسرته وأقاربه.

* استمر هذا الوضع منذ عام (185- 1988م) ثم بدأت بعض الجهات والمنظمات الخيرية يمد يد العون والمساعدة بعد أن تلمست الجدية والصدق في أداء القائمين به وبعد أن برزت النتائج أمام أعين المسئولين الذين قاموا بزياراته وتفقده مرات عديدة وبعد أن عقد المعهد كثير من المؤتمرات القومية التي كانت لها توصيات هامة جداً في مجال الإعاقة والمعاقين.

* بالمعهد مشاريع استثمارية تحتاج إلي رأس مال تشغيل إذ توجد مطبعة، ومركز كمبيوتر يحتاج إلي أجهزة إضافية وماكينات تصوير وتكييف وكافتيريا ومركز للعلاج الطبيعي ودكاكين للتشييد واجزخانة كل هذه المشاريع إذا أهلت ووجدت العون فسيكتفي المعهد ذاتياً..

     ( هنالك مطبوعات ومنشورات معهد سكينة ... مطروحة بنود دخلها لصالح الأطفال).

* والحقيقة أن معهد سكينة يحتاج بشدة إلي من يقف معه ويؤازره ويقدم له العون من الخيرين والمؤسسات الإنسانية التي تعمل في هذا المجال، وذلك لأهمية وحيوية ما يقوم به ويقدمه من خدمات جليلة في رعاية وتأهيل وتعليم ورعاية الأطفال المعاقين.

* والمعهد في أمس الحاجة للعون العاجل لتكملة مشروع مبانيه الجديدة والتي بلغت الآن مستوى الطابق الثاني بعد مجهودات مضيئة ومعاناة قاسية تكاد تصل إلي حدود المستحيل.

* ويحتاج المعهد أيضا لمن يقف معه ويعينه على الاستمرار في تقديم الرعاية والتأهيل وإطعام وكساء الأطفال .. كما يتطلع المعهد إلي من يمده بالأدوات والمعدات الدراسية والمكتبية والتأهيلية والمهنية.

* بالمعهد مطبعة في طور الإنشاء بقرض من التأمينات الاجتماعية وتحتاج إلي من يقف معها ومساندتها حتى تستطيع الإنتاج، ويعمل بها الآن عدد من الشبان ذوي الإعاقات البسيطة ويتقاضون مرتبات ووجبات الطعام وذلك حماية لهم من ذئاب المجتمع ومفاسده.

إحصائية بأعداد الطلاب الخريجين :-

الأعوام الدراسية

عدد الخريجين

1985- 1988

50 طالب

1989- 1992

70 طالب

1993- 1997

70 طالب

1997-2000

70 طالب

المجموع

250 طالب

 

الرؤى المستقبلية :-

أعدت خرط وتقديرات لتكملة منشآت المعهد :

1- رياض أطفال لكل الإعاقات الفردية أو المزدوجة.

2- مجمع دراسي للأطفال المعاقين عقلياً.

3- مجمع رياض أطفال.

4- مجمع دراسي للأطفال الأصحاء.

5- وحدات علاجية.

6- داخليات للأطفال وأطفال الولايات .

7- ورش للتأهيل المهني.

8- ورش أطراف صناعية مجانية لكل الأطفال المعاقين.

9- مكاتب الإدارة والمعلمات.

10- مكتبة عامة للطفل المعاق والسليم.

11- حوض سباحة ماء دافيء للأطفال المصابين بضمور العضلات.

12- وحدة علاج طبيعي.

13- مسجد لتعليم الأطفال المعاقين مبادئ الدين الحنيف والواعز الديني.

14- صالة لعرض الأفلام التعليمية والترفيهية الهادفة التي تخص الأطفال.

15- مطعم واستراحة للطفل الجائع الذي يضل طريقة من ذويه وحل مشاكله ويرجع سالما لأهله بدلاً من أن يحفظ بالحراسة وتدمر نفسياته.

16- سكن للمرشدات والمعلمات واستراحة للضيوف الزوار.

17- قاعة محاضرات لتدريب معلمات ومعلمي التربية الخاصة في التخصصات المختلفة.

18- وحدة علاجية تأهيلية لمساعدة الآباء والأمهات والأطفال الذين يصابون في الحوادث المختلفة وإعادتهم مرة أخرى للمجتمع بكامل إنسانيتهم.

19- مزرعة صغيرة لتربية الحيوانات والدواجن.

20 - ملاعب للأطفال.

* وفي معهد سكينة ورغم ضالة الإمكانيات وشح الموارد .. وجد أولئك الأطفال العلاج ، الكساء ، الطعام ، التأهيل ، والرعاية على مختلفة إعاقاتهم فتغيرات الصورة وأشرقت شمس الأمل في نفوسهم لحياة إنسانية ولو في حدها الأدنى وفي معهد سكينة امتلأت الأجساد الهزيلة وتغيرت السحنات الشاحبة البائسة واكتسبت الأبدان أثوابا جديدة .. وبدأت رحلة الحياة من جديد.

التوصيات :-

من أهم التوصيات :-

1- إنشاء مراكز أكبر تستوعب عدد أكبر من هؤلاء المعاقين.

2- امتداد مظلة التأمين لتشمل هؤلاء الأطفال.

3- تمهيد الطرق والمواصلات لتكون سهلة الاستخدام لهؤلاء الأطفال.

4- وجود مؤسسات خاصة لكفالة اليتامى من هؤلاء الأطفال.

5- إنشاء شبكة.

6- إنشاء مؤسسة تستوعب هؤلاء الأطفال في العمل.

 


المــراجـــع

1- أحلام رجب عبد القادر : تربية المعاقين ذهنياً – دار الفجر للنشر والتوزيع – ط1 – 2003م.

2- إبراهيم ميرغني : نمو تأهيل جمعيات تنمية المجتمع – ط1– 1990.

3- الشيخ علي محمود : تأهيل العمل الطوعي – معهد دراسات درء الكوارث واللاجئين جامعة أونيا العالمية – ط1– 1991.

4- المجلس السوداني للجمعيات الطوعية (أسكوفا) دليل المنظمات الطوعية 2002م.

5- إبراهيم العباس الزهيري : تربية المعاقين والموهوبين ونظم تعليمهم – دار الفكر العربي – ط – 2003 – مدينة نصر – القاهرة.


الإعاقة والتنمية المستدامة

بحث أنثروبولوجى عن المعاقين ذهنياً

أ. د/ علية حسن حسين

أستاذ الأنثروبولوجيا

كلية آداب القاهرة – فرع بنى سويف

 

مقدمة :-

    تهتم أنثربولوجيا الإعاقة بالطفل المعاق باعتباره كائناً حياً بيولوجى ، اجتماعي ، ثقافي ، له حاجاته ومشكلاته البيولوجية والاجتماعية والنفسية.

    ولما كانت الإعاقة تلعب دوراً في عزل الطفل وأسرته عن المجتمع، فإن العزلة تعنى المرض ، والمرض يعنى الإعاقة والمعاق يعنى عدم القدرة على أداء دوره في المجتمع يتطلب ذلك تنمية القدرات التي لديه بما يمكنه من أداء دوره في المجتمع في حدود هذه القدرات ، وإعادة الاندماج والانتماء إلى المجتمع للقضاء على العزلة التي يعانى منها

كيف يمكن تحقيق ذلك يحاول البحث التركيز على ما يلي :-

1.    أسباب الإعاقة.

2.    تنمية الطفل المعاق باعتباره طاقة معطلة وتحويله إلى طاقة فاعلة.

3.    الخبرات والتجارب في مجال الإعاقة من واقع الدراسات الواقعية.

    لما كانت الأنثروبولوجيا تهتم بدراسة الإنسان باعتباره كائن حي بيولوجى ، اجتماعي ، ثقافي . فإن الشخص المعاق هو في المحل الأول إنسان مثله مثل الشخص السوى له مكانة في المجتمع ودور يؤديه وحقوق والتزامات وذلك في حدود قدراته.

    ويعانى المعاق من العزلة وعدم الاندماج في المجتمع لأنه غير قادر على أداء دوره. وتعنى العزلة المرض ويعنى المرض الإعاقة التي تتنوع طبقاً لنوع العجز الذي يعانى منه الشخص المعاق – والعجز أنواع فقد يكون تلف في أعضاء الجسم أو العقل – وقد يكون تلفاً مركباً أصاب أكثر من عضو من أعضاء الجسم. وقد يرجع هذا التلف الذى أصاب الجسم والعقل راجعاً إلى أسباب قد تكون وراثية، بيئية أو ثقافية.

    ويختلف أفراد المجتمع في الشكل ، اللون ، الوزن ، الطول ، والذكاء ، والقدرات ، والنشاط ، وهذا الاختلاف لا يرجع إلى العوامل البيولوجية وحدها، وإنما يؤخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية الثقافية.

وترتكز التنمية المستدامة على التوازن بين البيئة والموارد الاقتصادية والبشرية. والبيئة طبيعية كانت أو ثقافية اجتماعية تؤثر في تشكيل حياة الناس والمجتمع والثقافة والصحة والمرض.

    وقد يكون للبيئة الشاملة التي عاش فيها الطفل قبل وبعد الميلاد أثر في حدوث الإعاقة وتطورها لتكون عجز يعوق الطفل عن أداء دوره. ذلك لأن البيئة لها مخاطرها على الصحة والمرض.

    وتهتم التنمية المستدامة بالطفل المعاق باعتباره طاقة بشرية معطلة تحتاج إلى تنميتها للاستفادة بكل الطاقات البشرية وحتى لا تكون عبئاً على التنمية ويتم ذلك عن طريق رعاية الطفل المعاق وتدريبه لتحويله إلى طاقة فاعلة في حدود قدراته وإدماجه وإعادة انتمائه إلى المجتمع وتحسين علاقاته.

فمن هو الطفل المعاق الذى يمكن تدريبه وتعليمه لتنمية طاقاته؟.

    يركز البحث على فئة المعاقين ذهنياً وهو نوع من أنواع الضعف العقلي . ويختلف النظر إليهم من مجتمع إلى أخر كما تختلف أيضاً رعايتهم وأساليب التعامل معهم.

    وتختلف الإعاقة الذهنية عن العجز حيث يطلق على الإعاقة الذهنية مفهوم المعاق أما الإعاقة الجسمية فيطلق عليها مفهوم العجز كما يختلف المعاقين ذهنياً في درجة الذكاء وإن كانوا يتساوون في النوع.


في ضوء ذلك يركز البحث الاهتمام على :

1-    تعريف المعاق ذهنياً

2-    أسباب الإعاقة

3-    تنمية القدرات والتدريب الاجتماعي

4-    خبرات وتجارب

     يعرف الضعف العقلي أو التأخر العقلي بأنه حالة عدم اكتمال النمو العقلي بدرجة تجعل الشخص غير قادر على التكيف مع البيئة التى يعيش فيها ولا يستطيع المحافظة على بقائه وحياته مع الأخرين دون حماية وإشراف.

    وتتعدد التعريفات للمعاقين ذهنياً. منها التربوي ، والثقافي ، والنفسي ، والاجتماعي والقانوني .

    ويحدد التعريف الاجتماعي الضعف العقلي أو التأخر العقلي الذي يصاب به فئة يواجه أفرادها صعوبات في التكيف الاجتماعي  مع البيئة التي يعيشون فيها. ولا يساهمون في حل مشاكلهم – وذلك لتأخرهم العقلي سواء كان لأسباب أولية أو ثانوية – ويكونوا غير قادرين على مساعدة أنفسهم اجتماعيا ومهنياً دون إشراف وملاحظة.

ويصنف التأخر العقلي كمياً وكيفياً في ثلاث فئات

الفئة الأولى :

    تلك الفئة التي يتراوح ذكائها من 50 – 70 وتتميز هذه الفئة بأن نموها العقلي يكون بطيئاً وتكون غير قادرة على الاستفادة من البرنامج المدرسي العادي في المرحلة الأولى من التعليم – ولكن يمكنها التعلم في فصول خاصة – كما يمكنها تعلم بعض المهارات النظرية كالقراءة والكتابة – والعمليات الحسابية البسيطة ويمكنها كسب قوتها في سن السادسة عشر.

    وتعلم بعض الأعمال المتوسطة المهارة لكسب العيش وتتميز بصعوبة التكيف مع المواقف الجديدة الخارجة عن نطاق الخبرة السابقة. ويفتقدون التمييز بين الخطأ والصواب ، وتظهر لديهم الدوافع غير الاجتماعية يطلق على هذه الفئة – المتأخرون عقلياً أو المورون Fealile minded أو Mental retarodet

الفئة الثانية :

     أكثر تأخرا من الفئة الأولى يترواح ذكائها ما بين 25 – 50 ويطلق عليها فئة البلهاء  Imbeciles.

    وتتميز هذه الفئة بأنها غير قادرة على الاستفادة من البرنامج المدرسي – ويمكنها قراءة كلمات من مقطع واحد ، وتهجى كلمات من حرفين أو ثلاث ويمكنها القيام بعمليات حسابية بسيطة مثل الجمع والطرح بوحدات صغيرة. وتحصيلهم اللغوي محدود.

    يمكن تعليمها كيف تحمى نفسها من الأخطار وأفرادها محتاجين للرعاية والإشراف الدائم وهم غير قادرين على كسب قوتهم.

الفئة الثالثة :

     نسبة ذكاء هذه الفئة لا تزيد عن 25 ويطلق عليهم مفهوم المعتوهين Idiot وتعانى هذه الفئة من الإصابة بعاهات جسمية وحسية ويعتمد أفرادها كلية على الآخرين. كما لا يمكنهم التدرب على العناية بأنفسهم وهم محتاجون إلى المساعدة الدائمة ، ورعاية حاجاتهم الشخصية ، والى الرعاية والملاحظة طوال حياتهم. ويحتاجون إلى مساعدتهم في ارتداء ملابسهم وإطعامهم ، ولا يستطيعون حماية أنفسهم من الأخطار ، كما أنهم غير قادرين على المشاركة الاجتماعية – فقدرتهم اللغوية ضعيفة ، يمكنهم أن يتكلموا كلمات من مقطع واحد ولا يمكنهم القيام بأي عمل.

    ترجع أسباب الإعاقة الذهنية إلى العوامل البيئية والثقافية الاجتماعية لا إلى العوامل الوراثية ذلك لأن الضعف العقلي لا يورث فهو راجع إلى عوامل مكتسبة من البيئة وهذه العوامل لا تحدث تغييراً جوهرياً في الخلايا لأن تأثيرها يحدث بعد عملية الإخصاب والتكوين الجنينى – فقد يحدث نتيجة إضطرابات في الغدد الصماء ، إصابة المخ وجرحه باستخدام آلات حادة في الولادة المتعثرة ، اضطرا بات في الغدة الدرقية ، إصابة الجمجمة ، الحميات والالتهابات ، الإصابة ببعض الأمراض مثل الأنيميا ، التيفوئيد ، الحمى الشوكية والحصبة الألمانية.

    وكل هذه الأسباب ناجمة عن البيئة. إلى جانب ذلك أى عارض يطرأ على الجنين والأم الحامل يؤدى إلى الإصابة بالتأخر  العقلي نتيجة تناول العقاقير أثناء الحمل أو بعد الولادة ، تعاطى الخمور ، تعرض الأم أثناء الحمل للإكتئاب ، الحزن الشديد ، العصبية والانفعالات الشديدة هذا إلى جانب الظروف الصحية.

    تؤثر البيئة المنزلية والمدرسة على نمو الذكاء والإصابة بالتأخر العقلي حيث يكون للاستقرار في الحياة العائلية أثر في نمو الذكاء خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وفي مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية. فالأسرة والمدرسة يقومان بعملية الغرس الثقافي لإعداد الطفل للحياة الاجتماعية وتحديد الدور الذى يقوم به.

     ويكون للحالة الصحية أثراً واضحاً في التحصيل الدراسي وتكرار الغياب هذا إلى جانب الظروف الاقتصادية ودور التغذية.

    وتؤثر العزلة الثقافية على النمو العقلي إلى جانب التربية في تعديل السلوك.

     يكون لكل هذه العوامل أثراً واضح قد يكون مباشراً في حدوث التأخر العقلي خاصة لفئة المتأخرين عقلياً المورون.

     وتمثل العائلة البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل ويكون لها دوراً فعالاً في عملية الغرس الثقافي التي تستمر طول الحياة – وتعمل على حمايته منذ الميلاد من الأمراض الجسمية والنفسية ، وتشكيل شخصية الطفل. وتتفاعل الجماعة العائلية معاً ليصبح الفرد البيولوجى شخصاً ويتضح له الدور الذى يؤديه في الحياة. ولكن الأطفال الذين يعانون من الإعاقة عامة، والإعاقة الذهنية خاصة لا يؤدون دورهم لعدم القدرة على أدائه.

    وقد أوضحت البحوث الميدانية في مصر أسباب الإعاقة الذهنية والتي يمكن تلخيصها في الإهمال في علاج الأمراض ، الإصابة بالحمى بأنواعها والمعروفة محلياً (السخونة) – كثرة الأمراض منذ الميلاد وتعاطى الكثير من الأدوية. كذلك كثرة تعاطى الأدوية أثناء الحمل ، استخدام الأدوية التي انتهت صلاحيتها هذا إلى جانب الفارق الزمني بين حدوث الإعاقة واكتشافها يعد من العوامل المباشرة في حدوث الإعاقة ، فكلما كان الفارق الزمني قصيراً كلما كان لذلك أثره في الحد من الإعاقة وسرعة مواجهتها.

    وتعد الأمية الثقافية من العوامل الهامة في حدوث الإعاقة الذهنية فغالبية الحالات قد حدثت نتيجة العوامل البيئية المكتسبة بعد الميلاد.

    وتلعب الأم دوراً إيجابياً وسلبياً في نفس الوقت في حدوث الإعاقة عامة والذهنية خاصة إذ تعتبر علاقة الأم بالطفل المعاق من أهم العلاقات فهي تمثل أهم الشخصيات التي يرتبط بها فهي تقدم له المساعدة والحب والحنان وفي نفس الوقت قد تكون العامل الأساسي في حدوث الإعاقة وذلك لنقص المعرفة لديها ، وعدم الوعي بخطورة المرض والعواقب المترتبة عليه. مثل تلوث المياه ، وعدم النظافة ، وكثرة الذباب ، تؤدى إلى حدوث أمراض الإسهال ، ويؤدى التهاب اللوز واحتقانها إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية وإهمال علاجها يؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب كما يؤدى الانسحاب من المجتمع والعزلة  على اعتبار أن الإعاقة تعد وصمة للأسرة. وعدم التفكير في مستقبل الطفل للاعتقاد السائد بأن الطفل المعاق يرزقه الله ويتولى أمره لذلك لابد أن يترك أمره إلى الله.

    لذلك تعد الأمية الثقافية من العوامل الهامة في حدوث الإعاقة الذهنية. لذلك لابد من التركيز على محو الأمية الثقافية خاصة لدى الأم فالنمو العقلي يتأثر بالبيئة الاجتماعية التي يتربى فيها الطفل.

    لما كانت الإعاقة الذهنية تمثل مشكلة يعانى منها الطفل وعائلته من حيث كونها مرض أصاب الطفل فحد من قدرته ، وطاقاته كعضو في المجتمع له دور وعلاقات ومسئوليات نحو نفسه ، ونحو المجتمع الذى يعيش فيه فإن التنمية المستدامة للطفل المعاق كمورد من الموارد البشرية تركز الاهتمام على تنمية ما لديه من قدرات.

     ويتم ذلك عن طريق التدريب الاجتماعي  لإعادة إدماجه في المجتمع لأخذ مكانه في البناء الاجتماعي الذي يتضمن الجماعات الاجتماعية التي ينتظم فيها الأفراد في علاقات اجتماعية محددة.

ويتضمن البناء الاجتماعي  أنماط مختلفة من الجماعات مثل :

    جماعة السن ، النوع ، الجيرة ، المدرسة ، اللعب ، وينتمي الأطفال إلى هذه الجماعات وفقاً لقدراتهم على أداء دورهم حسب نوع الإعاقة الذهنية.

     ويكون للتدريب الاجتماعي  أثر هام في تنمية قدرات المعاقين وذلك بالانتماء – فهذا الانتماء يحولهم إلى مواطنين مساويين لغيرهم، ويحولهم من العزلة إلى المشاركة في الأنشطة المجتمعية المناسبة لقدراتهم فالفرد الذي يزداد نشاطه الاجتماعي  ويشارك في حياة الجماعة ولا يؤثر في وجوده الاجتماعي  أن يكون معاقاً.

    وتحتاج رعاية المعاقين ذهنياً إلى تضافر جهود المتخصصين في مختلف المجالات الاجتماعية ، النفسية ، الطبية ، والمهنية. فالمعرفة الاجتماعية ضرورية في مختلف المجالات.

ويركز التدريب الاجتماعي  على :

1.    المظهر العام للطفل المعاق

2.    التدريب على بعض الممارسات للحفاظ على المظهر العام

3.    التدريب داخل مؤسسات الرعاية أو الرعاية المنزلية على بعض الممارسات اليومية لاكتساب عادات اجتماعية.

4.    إعداد برنامج مدرسي خاص يتناسب وظروف الطفل المعاق ذهنياً.

5.    إعداد برنامج مهني داخل مؤسسات الرعاية وخارجها يمكنه من الاعتماد على نفسه لكسب عيشه.

6.    تكوين جماعات نشاط لإلحاق الطفل بها والمشاركة في مختلف الأنشطة وفقاً لنوع الإعاقة الذهنية وقدرات الطفل.

7.    ربط الطفل بالعالم الخارجي للقضاء على العزلة للعودة إلى البيئة الطبيعية والاجتماعية.

    يعتبر الشخص المعاق مجالاً هاماً من مجالات اهتمام أنثربولوجيا الطفل – التي تركز الاهتمام على دراسة الطفل من كل الجوانب الاجتماعية ، الثقافية ، النفسية ، والبيولوجية للتعرف على حاجاته ومشكلاته.

    كما يعتبر موضع اهتمام أنثربولوجيا التنمية باعتبار الطفل المعاق طاقة بشرية معطلة يجب تنميتها لزيادة الموارد البشرية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة وذلك برعاية المعاق.

وقد اهتمت الأنثربولوجيا الإجرائية بدراسة مشكلة الإعاقة لتحديد طبيعتها عن طريق الدراسات المتعمقة تقوم على الواقع لمعرفة أسبابها وتقدير حجمها ، والتعرف على المشاكل الناجمة عنها للتوصل الى حلول لها باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الإعاقة ومعالجة أسبابها ووضع البرامج اللازمة لذلك.

    وقد أعتمد على الباحث الأنثربولوجى في دراسة الإعاقة لا في دراسة المشكلة فحسب وأنما التدخل لتحسين ظروف المجتمع والفئات التى تعانى من المشكلة فالتدخل من جانب الباحث الأنثربولوجى منعاً للتدخل من جانب الباحث الأنثربولوجى يكون ضرورياً لكسب قبول الناس ومساعدة الناس الذين يعانون من المشكلات لا بالنسبة للمعاق وحده وإنما لأسرته والمحيطين به.

    وقد استخدم المدخل الأنثربولوجى في دراسة الإعاقة في مصر في عدد من المجتمعات للتعرف على طبيعة الشخص المعاق منذ بداية تكوينه وتاريخ تطوره قبل وبعد الميلاد ودراسة المعاق من حيث كونه مركزاً لشبكة علاقات تبدأ من البيئة الاجتماعية التي تشمل الأسرة والعلاقات الاجتماعية داخلها وخارجها ، والجماعات التي ينتمي إليها ، وعلاقاته وأدواره ، ومكانته ، وعزلته واندماجه والتعرف على أسباب الإعاقة من رؤية أفراد المجتمع ، ورؤيتهم للطفل المعاق والمفاهيم المستخدمة محلياً عن الطفل المعاق.

وقد أمكن التوصل إلى نتائج هامة عن طبيعة المشكلة وأسبابها نذكر منها :

1.    المصطلحات المستخدمة محلياً للطفل المعاق.

2.    أسباب الإعاقة .

3.    دور الأم.

4.    دور الطفل المعاق في تماسك واستقرار الحياة العائلية.

5.    الرؤيا المحلية للعلاج الطبي.

6.    الاتجاهات نحو مؤسسات الرعاية للمعاقين.

7.    الاتجاه نحو الطفل المعاق.

8.    الاتجاه نحو النوع.

9.    كما أجريت دراسات عن المعاقين ذهنياً من فئة المورون وقد ركز الاهتمام في رعاية هذه الفئة على التدريب الاجتماعي  للمعاقين لإعادة إدماجهم في المجتمع وأخذ مكانه في البناء الاجتماعي .

    وضع برنامج للتدريب الاجتماعي  لفئة المتأخرين عقلياً من فئة المورون Fealile Minded داخل مؤسسات الرعاية وخارج مؤسسات الرعاية ويشتمل البرنامج على :-

1.    برنامج دراسي.

2.    برنامج مهني.

3.    برامج النشاط الاجتماعي  والرياضي.

4.    الارتباط بالعالم الخارجي.

5.    الانتماءات الاجتماعية.

6.    الإعداد للعودة إلى البيئة الاجتماعية الطبيعية

    وقد تم تطبيق البرنامج على مجموعة من المعاقين ذهنياً تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 16 سنة ـ وقد تم تخريج المجموعة كأعضاء عاملين، وقادرين على إعالة أنفسهم دون الاعتماد على الآخرين.

    وذلك بإجراء الدراسات التشجيعية ويتم تنفيذ البرنامج إما داخل مؤسسات الرعاية أو في البيئة المنزلية في إطار الحياة الطبيعية ويستغرق تنفيذ البرنامج ثلاث سنوات. وقد حقق نجاحاً ملحوظاً مع الجماعة التي طبق عليها.



دور منظمات المجتمع المدني في مساندة ورعاية المعاقين ذهنيا

عبد الباسط عباس محمد

مدير تنفيذي بجمعية التأهيـل الاجتماعي للمعاقين - بقنـا

 

 

 المقدمة :

    إن الإعاقات بأنواعها قد وجدت مع وجود الجنس البشرى ومنذ ذلك الحين حتى الآن تباينت نظرة المجتمعات على مر العصور وأثرت الرسالات السماوية على تفسير النظرة الإنسانية تجاه المعاقين والاهتمام بهم  حديثا و ليست الإعاقة عجزا بل معظم الحالات تواجه التحدي والاكتشاف والإبداع وهناك أعلام لمتحدى الإعاقة وأن مشـكلا تها متعددة ليس على الفرد بل على الأسرة والمجتمع ولقد عان المعاقين من الإهمال والحرمان  كثيرا حتى بدأ تحقق العدالة الاجتماعية لهم   وحيث أنهم طاقة مفقودة حسب نوع الإعاقة والإعاقة الذهنية أشد وطأه وكلما ذادت ذادت معوقاتها ومن خلال الرؤية والاكتشاف و التدخل ا لمبكر وتدريب الأمهات  ومن خلال ميثاق  حقوق الإنسان إلى ميثاق حقوق المعاقين ظهرت الجمعيات التي ترعى المحتاجين منها ولما كانت أسباب الإعاقة مجهولة تماما كانوا يفسرونها أنها غضب من الله وعند اكتشاف  الأسباب وصمهم المجتمع بالعجز وانهم عاله وعبئا ومع تقدم الفكر والأبحاث والدراسات وأخذت تكافؤ  الفرص وبدأ  المعاق يأخذ حقه فى الرعاية والتأهيل وأعلنت الأمم المتحدة عام 1981 عام دولي للمعاقين وإنشاء المؤسسات التي توفر الرعاية وان حالات الإعاقة معظمهم قابل للوقاية وتوفير البرامج العلاجية لهم وتغير نظرة المجتمع لهم التي تحول ضعفهم إلى قوة لان  المعاق قبل ان يكون معاقا هو إنسان له حقوق وعلية واجبات وله صفته الذاتية وحياته الأسرية والاجتماعية مثل أي فرد عادى فى المجتمع ولما كانت قضية المعاقين قضية تخص نسبة كبيرة فى المجتمع بدأت الهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية الاهتمام بالمعاقين  فى الاكتشاف المبكر والتخطيط والبرامج لهم ودور الأسرة ودور المجتمع ليحيوا حياه كريمة وتزايد الاهتمام بدراسة الإعاقات المختلفة وتوفير الرعاية الشاملة لهم حتى يصبحوا طاقة منتجة فعاله بل متفوقة مثلا  :

·     قاد روزفلت الولايات المتحدة الأمريكية الى الانتصار فى الحرب العالمية الثانية من فوق كرسيه المتحرك

·     وضع بيتهوفن أجمل الحانة وهو أصم

·     صاغ ابو العلا ء المعرى أجمل الصور الشعرية ببصيرته لا  ببصرة

ونقدم إحساس وشعور المعاق وقدراته على التحدي حيث يقول 0

 


ما احتجت منك العطف والاشفاقـــا

يا من تراني عاجـــــــزا ومعاقـــــا

انظر إلي . تري التحدي . ساطعـــا

في جبهتي . متلألئا . براقـــــــــــا

الله شاء لي الحيــــاة . فكيـــف . لا

أحيا . أعانـــق . مثلك . الآفاقـــــا

إن لم أكن . مثل البقية . منتجــــــا

فالعطف لا أحتاجـــــــه . إطلاقــــا

دعني أحاول . أو فدربني . علــي

عمل . يزيد . مواهبي . إشراقــــــا

ستري . بآني . قادرا . بإرادتـــي

وعزيمتي أن أقهر . الإملاقـــــــــا

ثق بي . لتفتح . باب آمالي الذي

إشفاق مثلك . زاده . إغلاقــــــــــا

كم واحد منا . تحدي عجـــــــزة

ومع . الأصحـاء .البناة تلاقـــــــي

أنا لا أريد . بان . أعيش . كعالة

ما طـاب عيش العاجزين . مذاقــا

 

مفهوم الإعاقة :

    هي نقص في القدرات العقلية والجسـدية والنفسـية والاجتماعية سـواء ظاهرة أو غير ظاهرة  مع  التفاوت في الدرجات فالإنسان المعاق ينمو أقل من الإنسان العادي ويواجهه صعوبة فى تعلم المهارات في  مجال أعاقته وفى التكيف والاندماج وكل معاق لدية القدرة فى تنمية قدرته فى  مجال أعاقته بالتعلم وتشجيع المجتمع واستغلال ما لديهم من قدرات مهما كانت محدودة حتى يكونوا دعامة إنتاج  لا عالة على الآخرين وتشهد العصور الحديثة اهتمام العالم بهذه الفئة اهتمام خاص وتوفير جميع الخدمات الخاصة بهم واعدت لهم برامج التأهيل المختلفة طبقا لنوع الإعاقة وأنشأت الدول دور الرعاية ومراكز التأهيل وأصدرت كثير من القوانين التي تحفظ لهم حقوقهم ولا ينحصر الاهتمام بالدور الإنساني والبر وان يكون فى خطط تنمية  الموارد البشرية فى المقام الأول للاستفادة من قوة إنتاج كانت معطلة.

    وعلى الرغم من تزايد الاهتمام بالمعاقين بمختلف فئاتهم لم يصل إلى الحد المطلوب لان مازال بعضهم يتعرض إلى تجاهل كبير وهو نقص يجب ان نتداركه والعمل على تقديم الخدمات الإرشادية بالقدر المناسب

     ويقتضى التعامل معهم العلم بطبيعة العجز وظروف حدوثه ووضوح الرؤيا حتى يوضع خطط علمية وبرامج شاملة لتحقيق التكامل حتى لا يكون التخطيط مبنى على الصدفة أو الاجتهاد لان الشخص المعاق هو فرد أولا وغير قادر ثانيا ولكن لا نحكم على الكل لان منهم من تصدى لتك الإعاقة بالنبوغ والتحدي بما لم يتيسر للأفراد العاديين وان المجتمع كان فى كثير من الأحيان هو العامل المعوق و أصبحت المعالجة الحديثة لمشكلة الإعاقة ترتكز على فكرة بان الناس يولدوا بضعف ما أو يصابون في حياتهم  والمجتمع ونظرته يحول الضعف إلى إعاقة أو إلى قوة وعلينا ان نركز على ما يستطيعون عملة ولا نركز على مالا يستطيعون عملة وان نؤمن بالقيمة الذاتية والفروق الفردية لكل فرد بصرف النظر عن قدراته أو قصوره

تعريف الإعاقة :

    الفرد المعاق يعانى من عوامل ( وراثية ــــ خلقية ــــ أو بيئية مكتسـبة ) يؤدى إلى قصور في الجسـم أو العقل يترتب علية أثار اقتصادية واجتماعية وذاتية تحول بينة وبين أعمال وأنشطة الفرد العادي وقد تكون  جزئية أو تامة ولها تعريفات على حسب مفهوم الإعاقات المختلفة ويشير مفهوم الإعاقة إلى وجود نقص أو قصور يؤثر على قدرات الفرد الجسمية أو الحسي أو العقلية أو الاجتماعية مما يحول قدرة الفرد على الاستفادة الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية وبين كفاءة الأداء فى الحياة بصورة طبيعية التي يستفيد بها الأفراد العاديين  0

·     تعريف ميثاق من ( 1980 : 1990 ) أصدرته الأمم المتحدة لرعاية المعاقين أن الإعاقة تحدد وتقيد الفرد على القيام بوحدة أو أكثر من الوظائف فى الحياة اليومية نتيجة خلل جسماني أو حسي أو عقلي .

·     تعريف جولدنسون ( 1984 ) أن الإعاقة تلف أو ضعف جسمي أو عقلي دائم يؤثر على الوظائف الحيوية للفرد ويحد قدرته الذاتية والحركية والتفاعل الاجتماعي أو القيام بنشاط اقتصادي له عائد مادي.

·     تعريف عبد المؤمن حسين ( 1986 ) أن الإعاقة وجود قصور لدى شخص معين تحده أو تمنعه من القيام بدورة بشكل عام.

·     تعريف عبد الغفار الدماطى ( 1992 ) أن الإعاقة ما تنتج عن أي حالة انحراف بدني او انفعالي بحيث  يمنع إنجاز الفرد أو تقبله.

·     تعريف مريم حنا وزملائها ( 1997 ) أن الإعاقة الشخص التي تعوقه قدراته الخاصة عن النمو الأسرى أو الطبيعي كغيرة من الناس الا بمساعدة الآخرين

·     تعريف نظمى أبو مصطفى ( 2000 ) بأن الإعاقة نقص فى النضوج الأدائي للوظائف الحيوية المختلفة التي  يستلزمها النمو البدني والعقلي بدرجة تحد من اكتساب الذكاة بكافة جوانبه التي يتناسب مع السن الزمنى على سنوات النمو.

·      تعريفات قديمة :

  ــ  تعريف طبي هي حاله النمو المتوقفة أو غير مكتملة وبها قصور فى ظائف الذكاء مصحوبة في السـلوك التكيفى  في صور  مختلفة من الحسي والحركي والجسمي والعقلي 

·       تعريفات سلوكية :

ــ تهتم بسلوكيات الأشخاص المعاقين ذهنياً وسلوكهم التخلفى ومهارتهم الاجتماعية

·     تعريفات الإحصائية :

    تهتم بمقارنة الفرد المتخلف بمجموعة معمارية من الأفراد العاديين بمستوى أداء معين مثل نسبة الزكاة

 والعمر العقلي :-

    رغم تعدد التعاريف السابقة بالإعاقة بصفة عامة والفرد المعاق بصفة خاصة أن هذه التعاريف تتفق بان الإعاقة تمثل قصور أو نقص وانحراف يؤدى إلى عدم قدرة أ داء الوظائف الحركية والسمعية والبصرية والحسية والعقلية والاجتماعية

تصنيف الإعاقة :

     التصنيف هو تقسيم الأشياء أو الأفراد إلى مجموعات تتشابه أو تختلف بناء على خاصية معينة وتساعد على تحديد الطبيعة والمقدار ونوع الخدمة التي تحتاجها كل فئة وتعدد التصنيفات والتسميات وفقا لمعايير ذاتية وطبية وفيزيقية وتربوية واجتماعية وحسب الظهور فى المراحل العمرية المختلفة وحسب طبيعة الأسباب وعلى أساس المظهر الخارجي للحواس وتصنف وفقا لمعايير وأسس متعددة وهى :-

أ- التصنيف طبقا لسبب الإعاقة :

·     إعاقة خلقية أو حدثت في الطفولة المبكرة

·     إعاقة   بسبب الحروب

·     إعاقة بسبب   حادث أثناء الحمل أو مرض مهني

·     إعاقة بسبب  حادث  بيئي

·     إعاقة بسبب   مرضى أو علة معينة

ب - التصنيف طبقا لنوعية الإعاقة :

·     - الإعاقات في القدرات الوظيفية

·     - الإعاقات في  القدرة على العمل

·     - الإعاقات في  الصلاحية للتعليم

ج - التصنيف طبقا لفئة الإعاقة :

الانحرافات الحسية مثل :-  

·     الطفل الكفيف

·     الطفل الذي يعانى من نقص فى الأبصار

·     الطفل الأصم 

·     الطفل الذي يعانى نقص فى السمع

·      الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات الكلامية 0

·     الأطفال المعاقين ذهنياً وبطيء التعلم .

·     الأطفال الذين لديهم اضطراب انفعالي وسلوك منحرف كالسرقة والهروب والعنف.

·     الأطفال الذين لديهم مشكلات خاصة بالطعام والإخراج .

·     الأطفال الذين لديهم عيوب وتشو يهات وعاهات جسمية وعيوب خاصة بالنمو.


د - التصنيف طبقا لجوانب الإعاقة :

·     من يعانى من العجز البدني  (  المقعد ـ المشلول ـ مبتور الأطراف )

·     من يعانى من العجز  فى النمو الحسي ( المكفوفين والصم )

·     من يعانى من العجز فى النمو العقلي ( هم مرضى العقول ــ المستويات منخفضة الذكاء )

·     من يعانى من العجز فى النمو الاجتماعي وهو (  تفاعلهم مع البيئة)

·     من يعانى من العجز فى النمو  الخلقي ( المحرمون والمنحرفون )

هـ ــ التصنيف طبقا لمدى ظهور الإعاقة :

ــ الأفراد ذوو العجز الظاهر ( العاهات البدنية - الحسية - العقلية - الحركية )

ــ  الأفراد ذوو العجز الغير ظاهر ( مرضى القلب 0 الدرن 0 الفشل الكلوي )

و - التصنيف طبقا للحالة التشخيصية :

·     عجز الأطراف العظام والبتر.

·     كف البصر.

·     الصم.

·     عيوب النطق.

·     الاضطرابات العصبية.

·     مرضى السل.

·     الشلل.

·     التخلف العقلي

·     الأمراض الذاتية

·     الاضطرابات السلوكية

·     اضطرابات التعلم

تصنيف أ0 د عثمان فراج الى ( 7 فئات ) :

1-     التخلف العقلي (  قابله للتعلم - قابلة للتدريب  -  حالات شـديدة الإعاقة)

2-     العجز عن التعلم ( بطئ التعلم - اضطرابات الانتباه - صعوبات التعلم )

3-     الإعاقة السمعية ( الأصم - ضعف السمع )

4-     الإعاقة البصرية  ( الكفيف - ضعاف البصر )

5-     العجز الجسمي .  

ــ إعاقة عصبية ( شلل دماغي - إصابات النخاع الشوكي )

ــ إعاقة   عضلية ( بتر - هشاشة عظام - التهاب مفاصل 

ــ أمراض عضوية مزمنة (الفشل الكلوي -التشوهات الخلقية – الروماتيزم)

6 - الإعاقة الانفعالية ( التوحد 0 النشاط الزائد 0 خوف  0  قلق )

7 - الإعاقة الكلامية ( اضطرابات اللغة ،اللجلجة ، التهتهة ، الفأفأه) 

5  أسباب الإعاقة : -

    تختلف الإعاقات الجسمية الحركية والعقلية والذاتية لأسباب وعوامل وظروف اقتصادية واجتماعية متعددة وتختلف باختلاف الأسباب والعوامل الخلقية والوراثية والبيئية ويذكر ماكميلان ( 1982) الأسباب المعروفة لا تتعدى الـ 25% والغير معروفة لـ 75 % وتقسيم الأسباب الى :

ــ أسباب ما قبل الولادة  ( العوامل الجينية الوراثية ــ العوامل البيئية التي تؤثر على الجنين أثناء الحمل ــ

اختلاف الكروسومات ــ نقص هرمون الغدة الدرقية ــ عيوب خلقية فى الجمجمة )

- أسباب  أثناء الولادة  ( العوامل التي تؤثر على الجنين أثناء الولادة- نقص في الأكسجين ــ الجلوكوز ــ ارتفاع في الحرارة ــ زيادة نسبة الصفراء )

- أسباب ما بعد الولادة( العوامل البيئية التي تؤثر على الجنين بعد الولادة ــ الحوادث ــ الأمراض المعدية- العوامل البيئية والاجتماعية)

وتنقسم العوامل المسببة  الى نوعين أساسيين وهما :

 1 - العوامل الوراثية :

( أصابه بأمراض تنتقل من جيل الى جيل مثل التمثيل الغذائي- والجلوكوز - والغدة الدرقية ــــ ونسبة كرات الدم الحمراء و ـ ـ  ) 

 2 - العوامل البيئية :

·     عوامل مرتبطة بالأم0

·     اضطرابات الغدد ونسبة السكر لدى الأم. 

·     سوء تغذية آلام وخاصة الفيتامينات والبروتينيات.

·     عمر الأم عند الإنجاب.    

·     التعرض للكحوليات والمسكرات.

·     الحصبة الألمانية والإشعاع .

·     تعرض الجنين لنقص الأكسجين

·     عدم توافر الرعاية الصحية للآم أثناء أو بعد الولادة .

3- عوامل اجتماعية :

·انخفاض مستوى التعليم وخاصة .

·عادات الزواج من الأقارب.

·ظاهرة  الزواج المبكر.

·الفقر يؤدى الى الحرمان وقصور فى الصحة والتربية والتلوث.

·الحوادث والحروب والكوارث الطبيعية 0

·غياب الوعي والإهمال من الأسرة على تعرض الأطفال الى الحوادث والمواد السامة .

·الزلازل والفيضانات والجريمة.

6 - التاريخ التطوري للإعاقة :

    استدعت الإعاقات العقلية منذ قديم الزمن نظر الجماعات الإنسانية فوقفت منها مواقف مختلفة بحسب أنظمتها ففي الحضارات الشرقية التاريخية كان الطفل المعاق مسئول من أسرته وليس للدولة شأن فيه.

العهد الآشوري بالعراق :-

    من قبل الميلاد بآلفي عام وجد لوحة فخار بها بعض الصور لحالات إعاقة  واعتبر حياة المعاقين تزيد الشـؤم ويقتلوا وهى غضب وأحيانا كانوا يحكمون على آلام بالموت إرضاء للآلهة .

العصـر اليوناني :-  

    انتقام الآلهة وغضبها منهم وحرمانهم من التمتع بالحياة نتيجة ارتكاب فواحش وعدم تقديم قرابين والإعاقة العقلية مرتبطة بالشياطين لبعدهم عن العالم وفى أثينا كان ينظر إلى المعاق نظرة رثاء وازدراء في الوقت نفسه وكان الامتياز العقلي هو فخرهم ومثلهم الأعلى ويرى سقراط أن قيمة الشي تقدر بأدائه الوظيفي ورأى أفلاطون أن المعاقين وجودهم ضرر للدولة ودعا بنفيهم خارج المدينة.

العصر الروماني :-

    نفس التطورات في العصر السابق اليوناني انتقام الآلهة والفواحش ومرتبط بالشياطين والغضب والتخلص منهم بإلقائهم في الأنهار والجبال.

العصر الإغريقي :-  

   نادى أفلاطون بالتخلص من الأطفال المعاقين عن طريق قتلهم ونقاء المجتمع منهم أو نفيهم  خارج المدينة

عصر الجاهلية :-  

    نادوا بطردهم خارج المدينة ورميهم بالحجارة حتى الموت ويعيبون عليهم باللؤم والخبث والنبذ والسخرية والسخط

العصور الوسطي :-  

    كانت نكبة على المعاقين حيث تعرضوا للاضطهاد والتعذيب والإيذاء حتى الموت وصحبها جمود فكرى وتقمص الشياطين أجسادهم واتهامهم بممارسة السحر.

7- الأديان :-

 اليهودية :-  

    كانوا يسـتبعدون من مجتمعاتهم مرضى الجذام والمعاقين لا نهم نجس وخاطئين  ولا يقربون منهم خوفا من النجاسة.   

المسيحية :-

   نظر إليهم على أن لهم الحق فى الحياة وعدم تهميشهما لان الله سمح ان يوجد أشخاص معاقين لحكمة نعجز عنها ومعاملتهم بالعطف و الإحسان وتخلق رجال الدين المسيحي بأخلاق السيد المسيح عليه السلام ونادي بمعاملة المرضى والمعاقين بروح المحبة والإخاء.   


الإسلام :-  

    من الصفات المميزة للحضارة الإسلامية هي الصفات الإنسانية وكيفية التعامل مع الآخرين  وسمو ذوي الاحتياجات الخاصة بأهل البلاء وذكروا فى القرآن الكريم وعملوا معاملة حسنة وكان منهم فى مناصب  قيادية وحربية. ودعا إلي رعاية المعاقين من الناحية الصحية والطبية والنفسية والعقلية  وقد شمل الإسلام المعاقين  بالرعاية و خاصة المكفوفين والعرج والمعاقين ذهنياً وقال رسول الله عليه السلام ( ترك السلام على الضرير خيانة ) وسار الخلفاء الرا شدين على مساعدة المعاقين  دون التفرقة فى الدين.                                                                                                                        

بعد الحرب العالمية الثانية :

    كانوا يعاملون بأنهم شـواذ ويلقوا  بهم فى الأفران لتنقية المجتمع منهم.

نظرة المجتمع تجاه المعاق ذهنياً :

·     الإعاقة مرض :-

    لو كانت الإعاقة مرض فسوف يحتاج إلى دكتور يكتب له علاج ويتابع تطوره ويتوقع  انتشار المرض أو العدوى وبعد الآخرين عنه وبذلك لا يحتاج إلى تدريب وتعلم ومن هنا نظرية عزل المعاق عن المجتمع على أساس انه مريض

·     مادون الإنسان :

   بعض المجتمعات تعتقد أن المعاقين درجة ثانية من البشر وانهم لا يفهمون ولا يتفاعلون مع المجتمع وانه ليس لهم نفع للمجتمع ولا يستطيعون اختيار حياتهم ويفضلون له الموت .

·     التهديد والخطر:

   الفكر تجاه المعاق انه شخص مؤذى ويحطم ويكسر المحيط به ويتسبب فى الخطر لنفسه وللغير وبالتالي لم يفكر فيه أحد لتنميته فيخبأ منه الأشياء ويعزله ويؤمنون انه عليه شيطان .

·     الشفقة :

   أصبح المعاق فى هذه الحالات مصدر للشفقة ويعنى هذا أن الإنسان يتألم ويجب أن يحمل هذا الألم ويهمل التدريب والتعلم لتصور هذا عقاب من الله وهذا غير صحيح.

·     المحبـة :  

    يجب أن يحصل المعاق على الإحسان ولم يقدر على رد الإحسان وهذا يعتبر سلبي الأسوياء وبذلك تم الاهتمام بالإيواء والطعام كاعتقاد انهم أهم الأشياء فى حياة المعاق

·     البريء المقدس :

     ينظر للمعاق دائما انه طفل ويظل مدى حياته كالطفل وأحيانا يعتقد الناس أنهم ملائكة  وبعض الناس تعتقد انه بركة وإذا لمس شخص تحل علية البركة وبالتالي لا يحتاج إلى تعلم وتدريب.

·     فرد قابل للنمو :

    المعاق إنسان قابل للتعلم والتدريب ويسهل دمجه فى المجتمع مع الأطفال العاديين ويجب النظرة لهم بكرامة ولهم حق فى الحياة ولا نهتم بهم أكثر أو أقل من غيرهم

·     في عهدنا المعاصر :

    تغيرت النظرة تجاه المعاقين من قبل المجتمع والأسرة والأفراد والأعلام والجمعيات الأهلية لها دور كبير فأنشأت جمعيات خاصة ومراكز تأهيل ورعاية مدارس لتدريب الأفراد والأسر والمجتمعات وعقد الندوات والمؤتمرات والأبحاث عن الإعاقة والمعاقين  والاهتمام بهم داخل مجتمعاتهم ودمجهم فيها.

نبذة تاريخية في مصر :

    عرف المجتمع المصري التعامل مع المعاقين منذ فجر التاريخ وكان مجتمعنا سباقا لتدعيم الأسرة ورعاية الطفولة والمعوقين والمرضى منذ أقدم العصور ففي عهد الفراعنة كان ضعيف البنية يقوم بطي الملابس فقط وضعاف العقول  يقوم بلضم الخرز وعثر على نقش جنائزي داخل مقبرة أمنحتب لم يوجد فى عشيرتي بائس ولا فى عهدي  جائع  وكان المجتمع  يراعى قدرات أفراده  حتى جاء ت أول جامعة  دينية ( الأزهر الشريف ) وقد أرسى قواعد تأهيل المكفوفين فى مصر ونجح فى إدماجهم في المجتمع حتى ظهرت الجمعيات الأهلية الخيرية والشئون الاجتماعية تقدم العون والدعم للمعاقين فى تأهيلهم وتعلمهم وما يحتاجونه في مسايرة حياتهم مع المجتمع وبدء تجارب دمج المعاقين داخل المجتمع وداخل المدارس للتعليم وقامت بعض الجمعيات الخيرية بتطبيق هذا الدمج.                               

حجم الإعاقة : -

    تشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة ( اليونسييف ) بأنه يوجد مما يقرب عن (500  مليون معاق ) فى العالم لعام( 1995)  وأخر أخصائية لعام ( 2003) ما يقرب من ( 700 مليون معاق) يمثلون جميع أنواع الإعاقة و تشـير الإحصائيات انهم حوالي( 10 % ) من السـكان مع اختلاف كل مكان ولكن يوجد أكثر من ذلك فى الدول النامية 0

    وفى مصر احصائية وزارة الشـئون الاجتماعية لعام ( 1995 ) تمثــل الإعاقة( 6 مليون ومنهم 2 مليون عقلــي تقريبــا) وحيث أن هــذا العــدد يمثل نسبـــة  الـ ( 10 %) من العدد وهذا العدد مهمش ومظلوم ويتركز على الناحية الطبية والمساعدات والمراكز التى تقوم بالتأهيل قليلة وينقصها الإمكانيات وعدم وجود كوادر فنية وخبرات في العمل.

  نظرة المجتمع للاحتياج الى الجمعيات الأهلية :

    بعد الحرب العالمية نتج عنها إصابات كثيرة آدت إلى المجتمع والدول إلى التفكير في أيجاد خدمات و أماكن لهؤلاء العجزة والمعاقين  وهى عمل مؤسسات حكومية مع الجمعيات الأهلية ويقول علماء الاجتماع أن الإنسان هو نتائج المجتمع الذي يعيش فيه يؤثر فيه ويتأثر به ويحتاج الإنسان أن يشعر بقبول المجتمع له ويؤثر هذا في سلوكه وتفاعله مع البيئة من حوله  وظهرت الجمعيات الخيرية في مصر فى مطلع القرن التاسع عشر وأنشئت الجمعية الخيرية اليونانية بالإسكندرية ( 1821 ) وجمعيــة المعــارف عـام (1868) وكانت لثورة ( 1919) تأثيرها فى تطور الحياة الاجتماعية وكان لها أثر فى فكرة الجمعيات بين المواطنين وانتشرت الجمعيات لخدمة فئات المعاقين وجاء فى مرسوم إنشائها تنشأ وزارة الشئون الاجتماعية من اختصاصها رعاية المعاقين عام  ( 1939) وصدر قانون 32 لسـنة 64 لتطوير الجمعيات ومنهم جمعيات رعاية وتأهيل المعاقين ومن النشأة والتطور ان الإعاقة لا تهتم بالمعوق وحده بل من حوله الأسرة والمجتمع   ويمثل المجتمع فى جزئتن مجتمع قريب ومجتمع بعيد 0


·     مجتمع بعيد مثل : ( الأعلام - الجمعيات الخيرية - المؤسسات الايوائية  - المدارس الخاصة ) 0

·     مراكز التأهيل  : ( حضانات - مراكز تنمية قدرات)

·      مجتمع قريب مثل: ( الأسرة - المحيطين  بالأسرة -الأقارب )

المجتمع البعيد  :

الإعلام : يمثل الإعلام دور هام في مجال الإعاقة من برامج إذاعية وتلفزيونية تخاطب المعاقين لتنمية قدراتهم الشخصية وتقبل الحياة والتكيف مع المجتمع وتقديم إنتاجهم الفني والأدبي والاهتمام بالتوعية الصحية وترشيد الآباء للتعرف على التدخل المبكر والتعرف على المؤسسات والجمعيات والمدارس التي ترعى المعاقين .

الجمعيات الخيرية : أصبحت الجمعيات الضلع الثالث فى المجتمع والتي تتجه جميع الأنظار نحوها ألان حيث أن القاعدة الشعبية العريضة للجمعيات تمثل المجتمع بجميع طبقاته وطوائفه  و أشهرت من خلال وزارة الشئون الاجتماعية لتقديم الخدمات للمعاقين من شهادات خاصة لنسبة الـ 5% من التعيينات سواء الحاصلين على شهادات دراسية او العاديين بعد تدريبهم على مهنة تناسب الإعاقة  وتقديم أجهزة تعويضية حسب احتياج كل حالة وتقديم الدعم الفني والمادي لهم .

المؤسسات الايوائية: وهى مؤسسات أشهرت من خلال وزارة الشئون أيضا تعمل على رعاية المعاقين رعاية كاملة وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والتدريبية والترويحية والترفيهية وتوفير أقامة دائمة لهم وتقديم يد العون .

المدارس الخاصة : تقوم هذه المدارس بتعليم الأطفال القابلين للتعلم من ضعيف البصر والفكري وضعاف السمع وتدريبهم على مهن وتنمية قدراتهم علميا وتكون بها إقامة دائمة

مراكز التأهيل : تابعة لوزارة الشئون وبها ورش تدريبية وإنتاجية لتعلم المهن المختلفة للأطفال حتى يصبحوا نافعين لا نفسهم ومجتمعهم ولا يكونوا عالة على أسرهم .

حضانات: تابعة أيضا لوزارة الشئون الاجتماعية وبها الأطفال حتى سن الثامنة تقوم برعايتهم وتقدم لهم البرامج لتنمية القدرات وكيفية الاعتماد على النفس ومساعدة الأسرة العاملة.

مراكز تنمية القدرات: وهى مراكز لتهيئة الأطفال وتنمية قدرتهم والاعتماد على النفس ، إرشاد نفس وتخاطب وعلاج جماعي ووسائل تعليمية.   

المجتمع القريب :

الأسرة : تمثل الأسرة الوعاء الأول الاجتماعي والنفسي والانفعالي لرعاية الطفل المعاق يجب وجود كل الحب والرعاية والتشجيع ويجب على الوالدين التفكير فى قدرة الطفل بدلا من التركيز فى إعاقته لتنمية قدراته والاهتمام بأصحاب الأطفال وتعريفهم على الإعاقة ليتعاونوا معه وإشراك الطفل فى الواجبات المنزلية والشعور بالمسئولية والخروج به فى الأماكن العامة والسوق حتى لا يشعر بالوحدة وتعاون الأسرة مع المتدربين والأخصائيين للعمل على نمو الطفل من النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية لان الأسرة تعتبر هي الأولى فى معرفة الإعاقة بعد الطبيب ويجب عليها التقبل والسرعة فى تأهيله لتقدمه وجعله نافع لنفسه ولأسرته وتقبل المجتمع له ليحيى حياه كريمة.  

المحيطين بالأسرة: كل من تتعامل معه الأسرة من الجيران يجب معرفتهم بالإعاقة وكيفية التعامل معها وتقبل ما يصدر من المعاق والتعامل مع الأطفال وكيفية الاندماج معهم ومن تتعامل معهم الأسرة من بائعين والزائرين للمنزل والأ ندية التي تخرج لها الأسرة وان كان دار حضانة حتى تتقبل الأسرة خروج الطفل وأيضا الأقارب يكون هناك وعى كامل بالإعاقة ومفهومها حتى تتقبل الزيارة للآسرة والتعاون معها وتخفيف الضغوط النفسية على الأسرة .

نظرة المجتمع إلى التأهيل المرتكز على المجتمع :

     خلال النصف الثاني من سبعينات هذا القرن طرت في المحافل الدولية مفهوم التركيز على المجتمع كمساعد لنموذج التأهيل المؤسسي باعتباره حلا في مواجهة القصور المؤسسي وتطورت المبادرات للتأهيل في بلدان العالم العربي في الثمانيان ويهدف التأهيل إلى تقديم الدعم والبرامج التدريبية على مستوى المجتمع والتأهيل المؤسسي يخدم نسبة ضئيلة جدا من المعاقين والتكلفة الاقتصادية مرتفعة وتوجد في المدن الكبرى ولا تهتم بأسلوب الوقاية والاكتشاف وعدم الاهتمام بدمج المعاق والبعد عن استغلال إمكانيات المجتمع مما أدى إلى التفكير في أسلوب التأهيل المجتمعي عن طريق عمل ندوات ولقاءات ووسائل الاتصال مع الاتفاق مع هيئة محلية لديها الاستعداد والتعاون مع الأشخاص لتولى المسئولية واستثمار الأماكن المتاحة وتدريب فريق محلى وحصر الفئات المحتاجة وتقيمهم ومعرفة قدراتهم وتدريب وتأهيل كل حاله والقيام بالزيارات المنزلية وعمل برامج من داخل المجتمع مثل اشتراك الأندية المحلية وعمل معسكرات ورحلات.

     قلة المؤسسات والخدمات ورفع التكلفة وعدم وجودها فى كثير من الأماكن أدى إلى التفكير في التركيز على إمكانيات وموارد المجتمع لإيجاد الخدمة الأكثر والمتاحة لكل الأشخاص. 

دور المجتمع المدني حول التعامل بنجاح مع فئات المعاقين عقليا:

 من خلال مراعاة مبادئ التعليم والتدريب   وهى كالآتي :-

·     المحبة والحنان تبنى جسور الثقة:

   بالحب والابتسامة الجميلة بيننا وبين الطفل والتعاون يتم التعليم والتأهيل بروح عالية مهما كانت صعوبة الأداء للوصول إلى أقصى درجة الاعتماد على الذات.

·     نموذج لتوضيح المهام المطلوبة :

   طريقة سليمة لتعلم الطفل نموذج فى أبسط صورة للفهم والإدراك وتكرار المحاولة لعدة مرات من خلال التقليد لمن حوله.

·     التقليد :

 تعليم المعاق عقليا القدرة على التقليد عن طريق النمذجة وقيام الطفل بها وتدعيمه للاستجابة.

·     المحاولة والتدرج :

   تدريب المعاق على المهارة والهدف المحدد عدة مرات عن طريق التقليد والتمثيل من السهل الى الصعب وتحليل المهارة حتى يتقن الهدف.


·     التشكيل :

  قيام المعاق بالفعل ليس تام ولكن يقترب منه تدريجيا وشكل المهارة وليس إتقانها .

·     المساعدة :

   مساعدة المعاق  وتوجيهه أثناء الفعل وتدعيمه للقيام به مرة أخرى والمساعدة ثلاثة وهى:-

- مساعدة كلية استخدام الأيدي لتحريك أطرافه للقيام بالفعل .

-  مساعدة تعبيرية خاصة الذى ينتبه للغير على فهم الإيماءات .

- مساعدة لفظية وهى تعنى الكلمات.   

·     تقسيم النشاط الى خطوات 0

1- التسلسل الأمامي 0 مثل تناول الطعام يبدو لنا سهلنا لكن بالنسبة للمعاق بالغة التعقيد فنعلمه على خطوات.

2- التسلسل الخلفى - نبدأ بالخطوة الأخيرة مثلا بعد تناول الطعام نعلمه إعادة المعلقة الى الطبق 

·      إيجاد دافع للتعلم  :-

   يحتاج تنمية الدافع الى جهد كبير من الآباء والأخصائيين فى الإرشاد والتوجيه

·     الصــبر :-

  يجب على القائمين بالعمل التحلي بالصبر للبعد عن اليأس وعدم الشعور بالفشل فيبدأ الإحباط 

·     الانتباه والتركيز :-

  المعاق ذهنيا ضعيف الانتباه والتركيز فيجب التركيز على المهم والبعد عن الغير مهم

1– استعمال مثيرات لها أبعاد ثلاثة مثل  (  الصوت  -  الضوء  -  الحركة )

2– تقديم المهام من السهل الى الصعب

3– تقديم التعزيز الإيجابي المناسب

4– استخدام كل الوسائل التى سوف يتم شرحها.

5– تنبيه المعاق للمهام المراد تعليمها

·     التعزيز والمكافأة بعد النجاح:-  

    تعتبر المكافأة تعزيز للسلوك المرغوب فيه وهى نوعان مادي ملموس مثل الحلوى او الهدايا ومعنوي مثل المديح او الاحتضان وهناك نقاط مهمة للتدعيم وهى 0

1- التعزيز يكون خاص لكل طفل بمفرده.

2- يتم فى نهاية النشاط                    

3- يتم بعد النجاح فى النشاط

4- تحديد نوع وعدد مرات التدعيم المناسب لكل نشاط ولايمكن تعلم المعاق خطوة ثانية آلا بعد تعلم  الأولى 

·     اختيار الوقت المناسب:-

تهيئة المعاق نفسيا للتدريب  مهمة للاستجابة واختيار الوقت المناسب

·     تحديد مستوى الإتقان :

  الطلب من المعاق المهارات التى يتقنها وعدم الطلب منه المهارات التى لا يتقنها

·     التعديل السلوكي :-

   كل من المحيطين بالمعاق له دور فى تعديل السلوك.

·     معرفة الصح والخطأ :-

    عدم قبول التصرفات الخاطئة ومعرفة الصح.        

·     تعدد القنوات الحسية :-

  مثل السمع والأبصار

·     المواد المستخدمة:-

    تكون سهلة للتعليم واقرب للطبيعة. 


·     معدل العرض ومدته :-

    ان يكون وقت العرض مناسبا ليس بقصير فيؤدى الى عدم معرفة المهام ولا يكون طويل فيؤدى الى الملل وعدم الانتباه

·     المحتوى والخطوات :-

    سهل تقديمه ( الاستثارة  - النموذج - تحليل المهمة  - أعاده تسمية الشيء).

·     إشارة البدء :-

     تعليم المعاق إشارة البدء ( بالصوت - بالصورة - بالحركة  ).

·     حالة المدرب:-

    يجب ان يتمتع بالهدوء تارك كل مشاكله ويراعى التطور ومعاملته انه إنسان .

·     تفريد التدخل:-

     وهى الفروق الفردية لكل معاق وإعداد خطة لكل معاق .

·     العمل مع مجموعات:-

    ويعنى التفاعل الاجتماعي والتعلم من خلال الأقران الذى يساعدهم على التحسن .

·     الاعتماد على المحسوسات:-

    عدم قدرة المعاق على العمليات الذهنية فيعتمد على مجموعات من الصور او الفيديو أو تمثليات مسجلة.

·     الاتصال المباشر بالأشياء:-

    التعايش الطبيعي للموقف لان قدرة المعاق ذهنيا للرصيد المعرفي محدودة .

·     عدم أيطال حصص التعلم :-

المعوق ذهنيا سريع النسيان وضعيف التركيز ولذلك تكون الحصص قصيرة وبينهما نشاط ترويحى.

·     التكيف والمرونة :-

    نظرا لوجود فروق فردية للمعاقين ذهنيا فيجب مراعيتها فى تطبيق المهارة

·     التعميم للأشياء :-

   تثبيت المعلومة لدى المعاق ذهنيا يجب تعلمه كل الأشياء المشتركة في الصفة مثلا اللون الأخضر (الخيار- الفلفل - ورق الشجر وخلافه )

·     التركيز على المعلومات السابقة:-

    لعدم قدرة المعاق ذهنيا على الحفظ ينبغي تكرار المهارات السابقة لتساعد على اكتسابها والتذكر الطويل

·     توزيع التدريب:-

    يكون التدريب فترات قصيرة وبينهما استراحة وتقييم ومعرفة المفاهيم التي يتعلمها في الجلسة .

·     التركيز على المواد المدرسية:-

     التركيز على النواحي المرتبطة بالاندماج الاجتماعي والعمليات الحسابية اليومية في البيع والشراء

·     التأكيد على جوانب القوة أكثر من الضعف :-

    تذكر المعاق بالعمل قبل حدوثه وليس بعد إتمام العمل وتجاهل نقاط الضعف حتى تتلاشى وتصبح قوية بعد فترة

·     الاحتفاظ بالمعلومة:-

    مهما كانت القدرات العقلية للمعاق فبالتكرار يحفظ المعلومة ولو بعد فترة وتكرر فى مواقف جديدة

·     تحليل الفشل والمحاولة مرة أخرى:-

    معرفة نقاط الفشل والتغلب عليها وتكرار المحاولة لتثبيت المعلومة ومعرفة قدرة المعاق والتركز عليها .


·     الدمج مع الأسوياء :-

    لا يستطيع الفرد ان يعيش بدون مجتمع ولا العزل عن المجتمع مهما كانت الظروف وتكون أفضل مرحلة هى مرحلة الطفولة المبكرة واهم فوائد الدمج الدمج النفسي وليس الدمج الجسمي .

·     التعاون بين الأسرة والمدرس:-

ضرورة المتابعة للتغيرات التى تطرأ على المعاق وتطابقها أول بأول لحسن التصرف وتوفير الوقت والجهد .

·     القياس والتقويم :-

    لتحقيق النجاح وتزويد الأهداف وللنقل للخطوة الأخرى. وتعتبر مرحلة التقويم مرحلة تقويم الأهداف ومدى التقدم والتعرف على الصعوبات وتحقيقها فى مرحلة قادمة .

 

 

 


المــراجـــع

 

1-     د / سميرة أبو الحسن : سيكولوجية الإعاقة .

2-     د/ عثمان لبيب : الإعاقات الذهنية. 

3-     كتيبات من مركز سيتي للإعاقة العقلية 0

4-     أ / سعدة فؤاد عبد الرحمن : الإعاقة فى مصـر 0

5-    النشرة الدورية من اتحاد رعاية الفئات الخاصة

6-      مواد علمية من حضور دورات تدريبية فى مجال الإعاقة

7-    الخبرة فى المجال منذ أكثر من عشرة أعوام

8-    كتب من المجلس العربي للطفولة والتنمية



جمعيات تنمية المجتمع المحلي ورؤية حول

دمج المعاقين ذهنياً بالمجتمع المحلي

محمود علي محمد أيوب

متطوع بجمعية تنمية المجتمع المحلي بالجورة

بمشروع رعاية المعاق

 

مقدمــة:-

      يعتبر مفهوم الدمج من المفاهيم التي أصبحت تشكل اهتمام لدى جميع العاملين والمنتميين في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وأن المجتمعات البدوية التي مازالت تتثابر في رعاية المعاقين ذهنياً وفي تأهيلهم وجدت في فكرة الدمج الخلاصي الأساسي والرئيسي للعلاج والوقاية. فالمعاق ذهنياً في المجتمعات الصحراوية البدوية تحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير المجتمعي وحتى يتسنى له العيش في الحياة الكريمة التي تسعى الأنظمة المعنية به لتوفيرها له.

    وكان ذلك سببا وراء اختيار ذلك العنوان وهو جمعيات تنمية المجتمع ودورها في تفعيل سياسة دمج المعاق ذهنياً في المجتمع المحلي لما يشكل هذا الموضوع من حساسية في التدخل المهني بالمجتمعات البدوية وقد تركزت الورقة على الأجزاء التالية:

1- مفهوم الدمج.

2- أنواع الدمج .

3- الممارسة المجتمعية مع الإعاقة الذهنية في ضوء الدمج.

4- الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج.

5- الأدوات والأدوار للأخصائي الاجتماعي في ضوء عملية الدمج للمعاقين ذهنياً.


جمعيات تنمية المجتمع ودورها في تفعيل

سياسة دمج المعاقين ذهنياً بالمجتمع المحلي

تعريف الدمج Mainrstreaming

     وهو التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل وهذا التعريف يرتبط.

1- بوجود الطالب في الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي.

2- الاختلاط الاجتماعي المتكامل.

     ومن خلال ذلك التعريف تتمكن جمعيات تنمية المجتمع المحلي أن تساهم في توفير عناصر أساسية تكون دعامة لتعليم وتأهيل المعاق ذهنياً حيث وجود القاعات والفصول الدراسية ، الملاعب - المسرح ولا يخفي  علينا أن جمعيات تنمية المجتمع تمتلك المقومات ولكن كيف يمكن لها أن تحدث تكامل في عملية تقديم الخدمات.

1- توفير مقاعد دراسية داخل فصول التقوية بالجمعيات لاستيعاب المعاقين ذهنياً مع الفئة المتوسطة والبسيطة القابلة للتعليم والتدريب.

2- وضع نسبة 5% من عدد المشتركين بالرحلات التي تقوم بها الجمعية وتكون مجانية للمعاق وأسرته.

3- تدريب وتأهيل المعاق ذهنياً على أعمال التريكو والطباعة داخل مقر الجمعية والورش المحمية.

4- تشغيل نسبة لا بأس بها من المعاقين ذهنياً داخل مقر الجمعية.

     ومن خلال هذا يمكن لجمعيات تنمية المجتمع أن تساهم في التكامل في عملية الرعاية وتكون دعامة أساسية في نجاح سياسة الدمج المجتمعي.

2- أنواع الدمج :

     في هذا الجانب من الورقة لن نسرد الأنواع ولكن سيتم توضيح كيفية الاستعادة من كل نوع على حدة في جمعيات تنمية المجتمع المحلي.


(1) الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية:

Special clarres with regular school

     ويعتبر شكلاً من أشكال الدمج الأكاديمي حيث التحاق الطلاب بمدارس العاديين ولكن في صفوف خاصة وبرامج خاصة كيف يتحقق ذلك في المجتمعات؟

    حيث وجود قائمة خاصة بتعليم المعاق ذهنياً بجانب نشاط الجمعية في فصول التقوية.

 (2) الدمج الأكاديمي Mainrstreaming :

     حيث إلحاق الطلبة العاديين / غير العاديين في صف مشترك وتحت برنامج أكاديمي موحد يتلقى كلا الجانبين عملية التعليم فيه ويتحقق ذلك من خلال إنشاء ملحقة الدمج بجمعيات تنمية المجتمع ويتم بهذا استقبال الطلاب الأسوياء والمعاقين. على فترات لشرح أجزاء معينة من المحتوى الأكاديمي وهذا يتطلب وجود كادر تنسيقي ناجح يستطيع التواصل مع المدارس والتنسيق معهم لاستقبال الطلاب بالجمعية.

(3) الدمج الاجتماعي :

    وهو دمج المعاقين مع العاديين في السكن / العمل وهو دمج وظيفي وهذا كي يمكن الجمعية من أداء دورها في هذا المجال من خلال:

-   إعداد رحلات للمعاقين ذهنياً والعاديين.

-   تدريب المعاق ذهنياً داخل ورش الجمعية.

-   محاولة الاستفادة من قدرات المعاق ذهنياً قدر الإمكان في الجمعية.

-   عمل لقاءات ومحاضرات وندوات يساهم فيها المعاق بشئ مثل:

1- قص شريط الحفل -  تقديم المشروبات للحضور – اشتراكهم في أعمال الضيافة بالجمعية – إشراك المعاق ذهنياً في الإعلان عن حملات التبرع بالمال أثناء موسم الزكاة – إشراكهم في رحلات الأيتام وأنشطة دور الأيتام.

2- إشراك المعاق ذهنياً في أعمال الخير التي تنفذها الجمعية مثل زيارة المرضى بالمستشفى وتقديم المساعدات لهم.


الممارسة المجتمعية مع الإعاقة الذهنية في إطار عملية الدمج:

    ليس الأمر يمثل صعوبة على الأخصائي الاجتماعي داخل الجمعية في عمله ولكن الأمر يتطلب من الممارس الآتي:

1- الاستعداد الشخصي والمهني.

2- التأهيل والدراية العملية.

3- التخطيط المستمر للعمليات المهنية.

ثم يقوم بالممارسة على الشكل التالي:

1- استشارة المجتمع الخارجي بالندوات واللافتات وزيادة المؤسسات المالية والتعليمية والثقافية وتنظيم لقاءات عن الإعاقة الذهنية وفتح قناة شرعية للمشاركة مع الجمعية.

2- تنظيم المسابقات البحثية عن الإعاقة الذهنية والتي تكون ممولة من الجمعية.

3- تنظيم جمعيات تنمية المجتمع المحلي زيارات للقيادات البارزة بالجمعية لزيارة مؤسسات الإعاقة الذهنية.

4- تنظيم جمعيات تنمية المجتمع ودورات وبرامج تدريبية للعاملين في مجال الإعاقة الذهنية .

5- دعوة المهتمين بالإعاقة الذهنية للمشاركة في أعمال الجمعية ونشاطها.

6- منح أسر المعاقين ذهنياً منح مالية - عينية - مساعدتهم في الزواج للمعاقين – الحج لوالديهم وغير ذلك ، وهذا ما يناسب طبيعة الحياة للمجتمعات البدوية.

7- تدريب أسر المعاقين ذهنياً على طرق التربية والرعاية بالمنزل وأن الممارسة المجتمعية في إطار الدمج ما هي إلا رسالة تثقيف وتوعية وتعديل للرأي المجتمعي عن الآثار الاجتماعية لعملية الدمج.

الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج في المجتمعات الصحراوية:

     إن الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج في المجتمعات الصحراوية هي النتاج الحقيقي الذي ينتظره المواطن المعاق في المجتمع البدوي حيث الجدية في هذه السياسة تقدم نتائج إيجابية مثل:

1- يولد فرصة لتفاعل الأسوياء من أهل البادية مع المعاقين ذهنياً وهو تولد وتثير حب المساعدة لدى الأسوياء في ذلك المجتمع.

2- تطبيق سياسة الدمج من خلال عمل الجمعيات الأهلية يولد رغبة في العمل التطوعي والأهلي من قبل المختص بالإعاقة من خلال زيارته المتكررة للجمعيات وتفاعله المستمر مع سكان المجتمع البدوي.

3- يزيد من التوافق الاجتماعي لدى المعاق ذهنياً مع الأسوياء في المجتمع البدوي وتقلل من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعاق في حالة عزله عن المجتمع المحيط.

4- كما أن الدمج في الجمعيات الأهلية يقلل من المفاهيم الخاطئة عن الإعاقة الذهنية ويولد رؤية تعاونية من قبل السكان لإدماج المعاق ذهنياً في المجتمع البدوي في شتي مناحي الحياة.

     ومما لاشك فيه أن الدمج من منطلق عمل جمعيات تنمية المجتمع المحلي كمنظمة مجتمعية يولد استشارة وجواب مجتمعي مقصور في حول الإعاقة الذهنية وهذا يلاحظ في الدواوين العائلية والزاويات من خلال الحوار عما يشاهد في القرى والأحياء ويخفف من الخسائر المجتمعية الناتجة عن الإهمال في الإعاقة الذهنية.

الأدوات والأدوار للأخصائي الاجتماعي في ضوء عملية الدمج:

     يعتبر الأخصائي الاجتماعي هو المنشط في أداء جمعيات تنمية المجتمع لدورها في الوقاية من الإعاقة الذهنية وعملية العلاج أيضاً ولكن كيف يحاول الأخصائي الاجتماعي أن يربط عملية الدمج الدور والأداة .. وذلك يمكن من الآتي:

1- تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً وفق السجلات والإحصائيات الموجودة مثل حصول الأخصائي على معلومات وجود هروب وعزوف مجتمعي من الأهالي عن عدم المشاركة في مخيمات المعاقين التي ترعاها الجمعية.

2- تحديد الأدوار والأدوات والفترة الزمنية لعملية التدخل المهني تجاه تلك القضية.

     ومن خلال ذلك يوضح هذا الجانب كيفية التعامل مع المشكلة المجتمعية يتطلب التعديل :

1- يقوم المنظم الاجتماعي بتنظيم  وإعداد مناقشات مع المجتمع المحلي يحاول بها العمل كخبير يجمع معلومات عن الإعاقة ويقدمها لهم في وسائل عرض وايضاً في حديثه استخدامه لبرامج البور بوينت، والفيديو ، ويكون حريصا على دعوة أعضاء الجمعية الذين ليس لديهم أبناء معوقين حتى يحاول أن يخفف من وطأة الإعاقة ويولد تعاطف مجتمعي ويكون الحضور مشتركاً.

2- يقوم المنظم الاجتماعي بتنظيم زيارات للقيادات الشعبية داخل المحافظة والتي لها فاعلية في اتخاذ القرار بمشاركة في الزيارة أولياء أمور المعاقين ذهنياً وبعض المعاقين من حالات الداون الخفيف الإعاقة المتوسطة ويعرض عليه مشكلاتهم في المجتمع المحلي. حيث ربما يعمل المنظم على تدعيم العلاقة مع مدارس التعليم العام .

3- نجد المنظم يلجأ للعلاقات العامة كأداة وكوسيلة. من خلال دوره في العمل مع الجماعات حيث الحصول على خدمات مع منظمات وتنسيق الجهود مع الهيئات المعنية بقضية الإعاقة والغير مختصة. فنجده يعمل على حصول جمعية تنمية المجتمع المنظمية على منحة تدريبية للطلاب في مرحلة التأهيل في جمعية تمتلك وسائل تدريبية ونجده يوجه جهود الوحدات الصحية في إجراء الكشف الطبي على الأطفال المعاقين ذهنياً.

4- نجد المنظم الاجتماعي في تعامله مع قضية الإعاقة الذهنية يستخدم نتاج دورة تمكنه من تفعيل مشاعر المجتمع والآراء حول الإعاقة من خلا ل وسائل العرض حيث حائط في مقر الجمعية – لافتات توزع على المدارس - المساجد .

5- نجد دورة في ممارسة العمليات التربوية من خلال مشاركته في المؤتمرات والندوات التي تدعي إليها الجمعية باستمرار وإلقائه عن الإعاقة الذهنية في توضيحه للمعلومات من خلال مؤتمرات الأحزاب – الاجتماعات التي يحضرها أعضاء مجلس الإدارة .

     خلاصة القول أن المنظم يستطيع أن يربط بين دوره والأداة المجتمعية ونحو الإعاقة حتى يولد استشارة مجتمعية ولنقف وقفة حول الأثر الذي من الممكن أن يحدث عندما تناقض قضية المعاقين ذهنياً في المجتمع البدوي أمام المسئولين أمناء الأحزاب – خطباء المساجد .


المــراجـــع

1- مريم صالح الأشقر : دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. إصدارات المركز الثقافي الاجتماعي بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ، 2003.

2- محمد رفعت قاسم : تنظيم المجتمع " الأسس والأجهزة " ، كلية الخدمة الاجتماعية – جامعة حلوان 1999.

3- أعداد من مجلة المنال ( منشورات من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية) دولة الإمارات المتحدة .

 

 

 

 

 

 

  


 

 

 

 

 

 

المحــــور الثـاني

 

الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية

في رعاية المعاقين


 ورقة بحثية عن

رعاية وتأهيل المعاقين في ظل التشريعات والقوانين المصرية

إعداد أ / صلاح سيد شاكر شطوري  

مدير نادي فرسان الإرادة والتحدي سابقاً بالجمعية النسائية

أ / آمال عثمان جاد الحق

مشرف فني وميداني بالجمعية النسائية

 

مقدمة :-       

     إن فئة المعوقين هي فئة من فئات المجتمع أصابها القدر بإعاقة قللت من قدرتهم على القيام بأدوارهم الاجتماعية على الوجه الأكمل مثل الأشخاص العاديين.

    هـذه الفئة هي أحـــوج إلــي أن نتفهــم بعض مظــاهر الشخصيــة لديهم نتيجة لما تفرضه الإعاقة من ظروف جسمانية ومواقف اجتماعية وصراعات نفسية، وإلي أن تتفهم أساليبهم السلوكية التي تعبر عن كثير من هذا التعقيد والتشبيك، ورغم كل ذلك فإن هذه الفئة لم تلقى حتى الآن الاهتمام المناسب من الباحثين والمتخصصين حتى وقتنا الحالي ، وطبيعي فإن فئة المعاقين لهم متطلبات مختلفة في شتى مجالات الحياة تختلف عن المتطلبات الأخرى للأشخاص العاديين وتختلف هذه المتطلبات تبعاَ لنوع الإعاقة وما يترتب عليها من مؤثرات.

     أن العناية بالأطفال المعاقين كفئة اصابتها درجة من درجات العجز واجباً أخلاقيا إنسانياً تفرضه القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية المختلفة فإن تأهيلهم ورعايتهم قيمة اقتصادية لأن هذه الفئة طاقة إن أهملت أو عطلت أصبحت عالة على المجتمع وعلى ذويهم وضرراً بالاقتصاد القومي فضلا عن أن العناية بهم لتجنب المجتمع أعباء كثيرة مستقبلاً.

      إن لكل فرد من الأفراد المعاقين حقاً في الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية في جميع مراحل نموه وله حق العمل والتوظيف في مرحلة العمل وله حق تكوين أسرة بالزواج مالم يكن هناك حائلاً يمنع ذلك كما أن له الحق في الحياة والتمتع بكافة الحقوق المادية والاجتماعية والقانونية ، كما أن عليه واجبات المواطنة بقدر الاستطاعة وتحمل المسئولية وأن تجاهل هذه الحقوق أو إغفالها يؤدي الي أن يدفع المجتمع الثمن باهظاً عندما تزداد أحوال هذه الفئة تدهوراً فيتحولون إلي طاقات غير مستثمرة ويصبحون عائق على ذويهم ومجتمعاتهم ، كما يكونوا عرضة للإنحراف الاجتماعي والأخلاقي ويجب على المجتمع أن يفهم هذه الحقوق لأنها جزء لا يتجزء من خط الدولة في الاهتمام بالمعاقين.

     أن الجانب التشريعي لا يمكن أن يتخلف عن هذه الرعاية، بل يقننها ويعمل على بسط حمايته عليها، لذلك نجد المشرع قد حرص منذ 1959 على مواجهة مشكلة المعوقين فصدر القانون رقم 14 لسنة 1959 بشأن التأهيل المهني للعاجزين عن العمل وتحديدهم. ثم أدمجت مواد هذا القانون في قانون العمل ثم عاد المشرع لتنظيم الموضوع بموجب القانون رقم 39 لسنة 1975 بالمعدل رقم 49 لسنة 1982 وأطلق عليه اسم قانون تأهيل المعاقين.

تعريف المعاق :-   

تعريف قانون تأهيل المعاقين رقم 39 لسنة 1975م :-

    وقد عرف قانون التأهيل المعوق بأنه " كل شخص أصبح غير قادر على الاعتماد على نفسه في مزاولة عمله أو القيام بعمل آخر والاستقرار فيه، ونقصت قدرته على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي نتيجة عجز خلقي به". 

تعريف الموسوعة الطبية الأمريكية :-

    وقد عرفت المعاق على أنه كل شخص به عيب صحي أو عقلي يمنعه من أن يشارك بحرية في النشاط الملائم لعمره ، كما يولد لديه إحساس بصعوبة الاندماج بالمجتمع.

تعريف منظمة العمل الدولية :-

    هو كل فرد نقصت إمكانياته للحصول علي عمل مناسب والاستقرار فيه نقصاً فعلياً نتيجة لعاهة جسمية أو عقلية.

- ولما كان للمعوق حاجاته التي يجب إشباعها كغيره من بين جنسه فقد أصدرت مجموعة من التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية في شأنه نصت موادها على أن يحيا المعاق حياة طبيعية مثله مثل باقي سائر البشر من حوله .

     وبصورة واقعية فقد فرض علينا الواقع المعيوش أن نطرق باب هذه التشريعات وأن نتصفح كتب القانون بحثاَ عن القوانين والتشريعات والقرارات والمواثيق التي أصدرت بشأن هذه الفئة ونبحث وراء كل هذا وذاك بالواقع الذي نعيش فيه ولنعرضه أمام سيادتكم بصورة صرخة من هذه الفئة لجميع المسئولين والمهتمين والباحثين والتشريعيين لكي يستيقظون لأن الكثير من تلك القوانين والبنود والقرارات ما هي إلا حبر على ورق يتم تنفيذ القليل منها حيث تم تصميم استمارة استبيان حول مدى معرفة المعاقين وأسرهم والقائمين على رعايتها بالقوانين المصرية الصادرة بشأن رعايتهم وتأهيلهم وقد طبقت هذه الاستمارة على الآتي :

- عدد 130 معاق                                    - 50 من أسر المعاقين .

- 10 من القائمين على رعايتهم ( في نطاق محافظة أسيوط ).

    فقد وجد من خلال الاستبيان أن هناك مجموعة من المشاكل لابد أن نعمل جميعا على حلها وأهم هذه المشاكل :-

1- أن أغلب المعاقين أنفسهم وأسرهم وبعض القائمين على رعايتهم لا يعلمون أي شئ عن التشريعات والقوانين التي صدرت بشأنهم .

2- عدم تطبيق الكثير من نصوص القوانين الخاصة بالمعاقين من الواقع الملموس.

3- قلة المميزات والتسهيلات الخاصة بالمعاقين بالمواصلات والمسارح وقصور الثقافة والنوادي داخل نطاق محافظة أسيوط مما دعانا إلي أن نبحث وراء كل نصوص القوانين ومعرفة دور الدولة في رعاية وتأهيل المعاقين.


المعاقين وتشغليهم وتأهيلهم بالقوانين المصرية

أولاً : قانون تأهيل المعوقين رقم 39 لسنة 1975 :-

    فقد جاء هذا القانون جامعاًَ لشتات مجموعة من النصوص والتي تفرقت قبل صدوره في القوانين أرقام 91 لعام 1959، 63 لسنة 1964، 133 لسنة 1964، 58 لسنة 1971، 61 لسنة 1971 وفيما يلي عرض لأهم المواد التي بشأنها خدمة المعاقين:

المادة (1) :

     " تسري أحكام هذا القانون على المعوقين المتمتعين بجنسية جمهورية مصر العربية ..."

المادة (2):

     يقصد في تطبيق أحكام هذا القانون بكلمة المعوق – كل شخص أصبح غير قادر على الاعتماد على نفسه في مزاولة عمله أو القيام بعمل آخر والاستقرار فيه أو نقصت قدرته على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي أو نتيجة عجز خلقي منذ الولادة.

     ويقصد بتأهيل المعوقين تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية التي يلزم توفيرها للمعوق لتمكنه من التغلب على الآثار التي تخلفت عن عجزه.

مادة (9) :

    على أصحاب الأعمال الذين يستخدمون خمسين عاملاً فأكثر سواء كانوا يشتغلون في مكان أو بلد واحد أو أمكنة أو بلاد متفرقة استخدام المعوقين الذين ترشحهم مكاتب القوى العاملة من واقع سجل قيد المعوقين وذلك في حدود 5% من مجموع عدد العمال في الجهة التي يرشحون فيها، ومع ذلك يجوز لأصحاب الأعمال المشار إليهم في الفقرة السابقة شغل هذه النسبة باستخدام المعوقين عن غير طريقة الترشيح من مكاتب القوى العاملة بشرط حصول القيد المنصوص عليه ( شهادة التأهيل الاجتماعي)...


مادة (10) :

     يخصص للمعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل نسبة 5% من مجموع وظائف المستوى الثالث الخالية بالجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والوحدات الاقتصادية ...

مادة (11) :-

لوزير الشئون الاجتماعية بعد الاتفاق مع الوزير المختص إصدار قرار بتخصيص وظائف وأعمال معينة من الوظائف والأعمال الخالية في الجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والمؤسسات العامة والوحدات الاقتصادية التابعة لها المعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل وذلك في حدود النسبة المشار إليها بالمادة السابقة.

مادة (16 ):

    يعاقب كل من يخالف أحكام المادة (9) من هذا القانون بغرامة لا تتجاوز ثلاثين جنيها والحبس مدة لا تجاوز شهر أو بإحدى هاتين العقوبتين ..

قانون رقم 49 لسنة 1982 :

  مغيراً ومعدلاً لنصوص كلا من المادة 9 ، 10 ، 15 ، 16 من قانون تأهيل المعاقين رقم 39 لسنة 1975 فقد جاء في هذا القانون استبدال المواد 9 ، 10 ، 15 ، 16 وهم كالآتي :

مادة (9) :

     على أصحاب الأعمال الذين يستخدمون خمسين عاملاً فأكثر وتسرى عليهم أحكام القانون رقم 137 لسنة 1981 بإصدار قانون العمل سواء كانوا يشتغلون في مكان واحد أو بلد واحدة أو في أمكنة متفرقة استخدام المعاقين الذين ترشحهم مكاتب القوى العاملة من واقع سجل قيد المعوقين بها وذلك بنسبة 5% من مجموع عدد العمال في الوحدة الذين يرشحون لها.

مادة (10):

     تخصص للمعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل نسبة 5% من مجموع عدد العاملين بكل وحدات الجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والقطاع العام كما تلتزم هذه الوحدات باستيفاء النسبة المشار إليها باستخدام المعوقين المقيمين بدائرة عمل كل وحدة والمسجلين بمكاتب القوى العاملة المختصة على أن يتم استكمال النسبة المقررة بالقانون خلال سنتين من تاريخ صدور هذا التعديل.

مادة (16) :

     يعاقب كل من يخالف أحكام المادة التاسعة من هذا القانون بغرامة مائة جنيها والحبس لمدة لا تجاوز شهراً أو بإحدى العقوبتين .

تعليق :

    كل هذه القوانين والقرارات التي أصدرت بشأن تأهيل وتشغيل المعاقين إلا أن هذه القوانين تفتقد عنصر الالتزام بالنسبة لشغل النسبة المطلوبة في وظائف القطاعين الحكومي والعام. فليس هناك إلزام قانوني على هذه الأجهزة بتنفيذ ما أوجبه القانون بمعني أنه لا يوجد جزاء جنائي أو إداري عند إهمال ما تطلبه الأجهزة المختصة في مجال تشغيل المعاقين وأصبح متروكاً لهوى القائمين على العمل في هذه الجهات بعكس الحال بالنسبة للقطاع ا لخاص سواء غرامة لا تتعد المائة جنيها لا غير .

     ومن المادتين 9 ،10 نجد أن هناك إلزاماً بتعيين نسبة 5% من المعاقين الحاصلين على شهادة التأهيل في وظائف الجهاز الإداري للدولة ونأسف بأن نجد أن هذه المواد غير مطبقة بالواقع المعيوش وإن كانت مطبقة فليس بالنسبة التي أقرها القانون حيث ألزم القانون أصحاب الأعمال الذين زاد عدد العمال فيه عن 50 عاملاً أو أكثر تعين هذه النسبة بمعني أنه إذا قل عدد العاملين بالمنشأة عن 50 عاملاً لا تنطبق عليهم هذه المادة ، فلما ألزم القانون من يستخدمون أكثر من 50 عاملاً وترك كل من يعمل لديه بالمنشأة أقل من 50 عاملاً فإن كان هناك إلزام بتشغيل هذه الفئة فإن مشاركته في تحمل أعباء هذه المشكلة ولو عن طريق إلزامهم بنسبة من إجمالي أجور العاملين بمنشئاتهم تعادل 5% تكون حصيلتها دعماً للموازنة العامة المخصصة لتأهيل المعوقين.

    ومن هنا يتطلب الأمر تفعيل قانون العاملين بالدولة والمادة الخاصة بتخصيص نسبة 5% للمعاقين للعمل في وطائف القطاعين الحكومي والعام ووضع آلية رصد وتفعيل ومتابعة للعمل على تفعيل نصوص المواد التاسعة والعاشرة بالقانون رقم 42 لسنة 1982 والمطالبة باهتمام كل الهيئات العاملة في مجال رعاية المعاقين بتوعية هذه الفئة بالقوانين والمواثيق التي تخدمهم والوقوف على أهم المواد التي تحتاج إلي تعديل وعرضها على المجلس التشريعي للدولة.

    كما لا يفوتنا الحديث حول افتقار قانون رقم 39 لسنة 1975 والمعدل بالقانون رقم 42 لسنة 1982 من أوجه الرعاية الاجتماعية والإنسانية في عصر أصبحت فيه هذه الرعاية من مقومات الإنسانية  ومنها مراعاة هذه الفئة في تخصيص الطوابق الأرضية لهم بالإسكان التابع للقطاع الحكومي و تخصيص سيارات لهم في خطوط المواصلات مع تشجيع أقامة المصانع المجهزة للمعوقين ( المصانع المحمية) مراعاة الظروف الخاصة لهم بالطرق والمنشآت العامة والخاصة.

وفي تساؤل سر يع :

    أين يوجد المعاق في مجتمع زادت فيه مرتفعات معدلات البطالة ، وأيضاً في ظل الخصخصة والقطاع الخاص والذي يسعى لتحقيق أكبر قدر من الربح فهو يسعى لتعين الأصحاء.

قانون رقم 12 لسنة 1996باحكام حماية الطفل :-

    أفرد فيــه بابا خاصـا لرعاية الطفـل المعاق وتأهيله الباب السادس        ( رعاية الطفل المعاق وتأهيله)  ومواده كالآتي :-

مادة (75) :-

    تكفل الدولة حماية الطفل من كل عمل من شأنه الإضرار بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو الاجتماعي.

مادة (76) :-

    للطفل المعاق الحق في التمتع برعاية خاصة اجتماعية وصحية ونفسية تنمي اعتماده على نفسه وتيسر اندماجه ومشاركته في المجتمع.

مادة (77) :-

    للطفل المعاق الحق في التأهيل ويقصد بالتأهيل تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية التي يلزم توفيرها للطفل المعاق وأسرته وتمكينه من التغلب على الآثار الناشئة عن عجزه وتؤدي الدولة خدمات التأهيل والأجهزة التعويضية في حدود المبالغ المدرجة لهذا الغرض في الموازنة العامة للدولة مع مراعاة حكم المادة (85) من هذا القانون .

مادة (82) :-

   على صاحب العمل الذي يستخدم 50 عاملاَ فأكثر سواء كانوا يعملون في مكان أو أمكنة متفرقة في مدينة أو قرية واحدة استخدام الأطفال المعاقين الذين ترشحهم مكاتب القوي العاملة بحد أدنى 2% من بين نسبة 5% المنصوص عليها في القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين...

مادة (84) :-

    يعاقب كل من يخالف أحكام المادتين السابقتين بغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه ............

مادة (85) :-

     ينشأ صندوق لرعاية الأطفال المعاقين وتأهيلهم وتكون له الشخصية الاعتبارية ويصدر بتنظيمه وتحديد اختصاصاته قرار من رئيس الجمهورية ويدخل ضمن موارده الغرامات المقضي بها في الجرائم المنصوص عليها في هذا الباب .

مادة (76) :-

    تعفي من جميع الضرائب والرسوم الأجهزة التعويضية والمساعدة ووسائل النقل اللازمة لاستخدام الطفل المعاق وتأهيله.

تعليق :-

    عندما كنت أتصفح هذا القانون لفت نظري تعليق بسيط عليه وجدته في إحدى الكتب الخاصة بالمؤتمر عن الإعاقة وهو كالآتي:

1- مطالبة بإضافة مادة في قانون الطفل تفيد باستمرارية تمتع المعاقين ذهنياً بالحقوق المنصوص عليها في القانون والاتفاقيات في كافة مراحل عمرهم الزمني لأن عمرهم العقلي هو عمر عقل الأطفال حتى لو تجاوزت أعمارهم الزمنية الثامنة عشر (المادة رقم 2 من قانون الطفل 12/1996، والمادة رقم 1 في اتفاقية حقوق الطفل )

2- والمطالبة ايضاً بحق انتفاع الطفل المعوق ذهنياً بمعاش شهري من الضمان الاجتماعي وفقاً للمادة 49 من قانون الطفل 12/1996 والمادة 26 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ونصها كالتالي.

    " يكون للأطفال الآتي بيانهم الحق في الحصول على معاش شهري من وزارة الشئون الاجتماعية وفقاً للشروط والقواعد المبينة في قانون الضمان الاجتماعي الصادر بالقانون رقم 30 لسنة 1977 بشرط ألا يقل هذا المعاش عن عشرين جنيها شهرياً لكل طفل".

1- الأطفال الأيتام أو مجهول الأب أو الأبوين.

2- أطفال المطلقة إذا تزوجت أو سجنت أو توفيت.

3- أطفال المسجون لمدة لا تقل عن عشر سنوات.

3- والمطالبة أيضاً بتفعيل المادة رقم 85 من قانون الطفل 12/1996 والخاص بإنشاء صندوق لرعاية الأطفال المعاقين وتأهيلهم، فبالرغم من صدور القانون عام 1996 إلا أنه حتى الآن لم يصدر قرار بإنشاء هذا الصندوق.

قانون العاملين بالدولة رقم 47 لسنة 1978 بالمادة (13):-

     والتي نصت " علي جميع الوحدات أن تراعي عند كل تعيين جديد ضرورة استكمال نسبة 5% المحددة لتشغيل المعوقين حسبما نص عليها القانون رقم 39 لسنة 1975 والمعدل بالقانون رقم 49 لسنة 1982 ويقوم الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة باحتجاز 5% من أعداد ومسميات الوظائف التي يصرح بالإعلان عن شغلها لتعين المعوقين عليها في تاريخ موحد ودفعة واحدة في كل وحدة من الوحدات الإدارية للدولة.. " وبعد أن عرضنا أمام سيادتكم خلاصة مجموعة من القوانين والتشريعات المصرية والتي أصدرت بشأن المعاقين والتي كانت تهدف إلي توضيح دور الدولة في رعاية وتأهيل المعاقين ، أنه لا يؤسفني أن أجد أن هناك الكثيرون ينسون أن هذه الفئة من حقها أن تحيا حياة كريمة طبيعية مثلها مثل باقي البشر العاديين بل وقد كفلت الدولة رعايتهم وتأهيهم وحمايتهم كما أن رعاية وتأهيل هذه الفئة ليست من واجب الدولة وحدها بل من واجب المجتمع كله أن يتكاتف لحل مشكلات هذه الفئة والعمل على دمجهم في المجتمع واستغلال ما تبقي لهم من قدرات تمكنهم من العمل والسير على الدرب الصحيح ليكونوا نافعين لأنفسهم ولوطنهم العزيز وفيما يلي عرض بسيط للجهات والمؤسسات التي تقدم خدماتها لهذه الفئة. 


الجهات والمؤسسات التي تخدم المعاقين:

    أما بالنسبة للجهود المبذولة في الدولة والمتمثلة في الجهات والمؤسسات والوزارات في تقديم الخدمات والتسهيلات للمعاقين كل في نطاق اختصاصه على النحو الآتي :

1-      جهاز الشباب والرياضة :

     والذي يعني بتوفير البرامج والأنشطة الرياضية الخاصة بفئة المعاقين والمتمثلة في مراكز الشباب والأندية بالإضافة إلي الاتحاد العام للأندية أبطال المعاقين.

2-  وزارة الشئون الاجتماعية :

     وتعد وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية هي أكثر الوزارات المعنية بتقديم خدمات للمعاقين منذ عام 1939م وحتى الوقت الحاضر وهي تأخذ على عاتقها التوسع في نشر خدمات تأهيل المعاقين فهي تقترح التشريعات الخاصة بالمعاقين ، كما تقوم بإعداد مكاتب ومراكز التأهيل الاجتماعي لتقديم الخدمات للمعاقين، كما تقوم بقيادة قطاع كبير من النشاط الأهلي في مجال رعاية وتأهيل المعاقين ونعني به " الجمعيات الأهلية والتي زاد دورها بصورة واضحة في الأيام الحالية وحسب إحصاءات اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة بالمعوقين قد بلغ عدد الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال رعاية وتأهيل المعاقين في مصر في أول يناير 2002 عدد (370) جمعية تعمل جمعيها على العمل بقدر إمكاناتها لخدمة هؤلاء الفئة بتقديم خدمات اجتماعية ونفسية وتأهيلهم مهنياً مع تقديم كافة الأنشطة الرياضية والترويحية كما تسعى الكثير من هذه الجمعيات إلي التطرق لحل مشكلة البطالة وعدم التشغيل لهذه الفئة بعد تأهيلهم مهنياً لإلحاقهم بالأعمال المناسبة لقدراتهم داخل مؤسساتها مما يكون له الدافع الفعال والإيجابي لهذه الفئة وقد تعايشاً مع هذه التجربة داخل الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية والتي تعمل على تأهيل المعاقين تأهيلاً مهنياً فعالاًَ ثم تقوم بتشغيلهم داخل الجمعية.

هذا بخلاف وحدات الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية بجانب البحوث والدراسات التي تقوم بها الجمعيات الأهلية في كثير من برامجها من ندوات ومؤتمرات ودراسات. 

3-      وزارة القوى العاملة :

    والتي من شأنها تطبيـق مــــواد القـــانون الخــاص بتشغيل المعاقين ( نسبة 5%) كما من شأنها دراسة الأحوال الاقتصادية ومعرفة الأعمال التي تتناسب وتصلح للمعوقين وتوجه المعاقين إليها وتؤهلهم لها.

4-      وزارة التربية والتعليم :

    والتي من شأنها أيضاً فتح فصول التربية الخاصــة بأنــواعها المختلفـــة ( تربية فكرية – مدارس النور للمكفوفين – مدارس الأمل للصم والبكم ) وفصول ملحقة أيضاً بمدارس التربية والتعليم وقد نجد أن هناك بعض المحافظات والمدن تخلو من فصل ملحق أو مدرسة خاصة لهذه الفئات قد تكون هذه المحافظات والمدن في أمس الحاجة لفصل أو مدرسة داخلها لتدريب وتعليم وتأهيل هذه الفئة.

5-    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي :

    والتي تقوم بتقديم مجموعة من التسهيلات الخاصة بالمعاقين كقبول المعاقين الناجحين من الثانوية العامة إلي الجامعة بحد أدنى 50% من درجات الثانوية العامة بكليات ( التجارة – الآداب– الحقوق )، كما تقوم بعمل مؤتمرات وبحوث علمية في هذا الشأن.

6-    وزارة الصحة والسكان:

    الاكتشاف المبكر للإعاقة والتدخل العلاجي المبكر وتقديم مجموعة من حملات التطعيم ضد الأمراض المؤدية إلي الإعاقة والتأمين الصحي ومدارس التربية الخاصة.

7-    وزارة الدفاع :

    وقد تعني هذه الوزارة بحالات الإعاقة المتولدة عــن الحروب (المحاربون القدماء).

     وبالنظر إلي هذا الكم من البرامج والخدمات والمؤسسات قد يوحي بأنه قد حقق فائضاً في الخدمات. ولكن الحقيقة أن مجموع هذه الخدمات لم تصل إلي المستوى المناسب بعد لا على مستوى الكم ولا على مستوى الكيف . ويكفي أن تشير إلي الاستراتيجية المقترحة من قبل المجلس القومي للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومراكز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء هذه الوثيقة التي أصدرت في يوليو2004 لوضع قضية الإعاقة على أجندة العمل القومي فقد جاء في أهدافها الإستراتجية هدفان هما:

1-      تجميع وتكوين صورة حقيقية عن واقع الإعاقة والمعوقين في مصر واتجاهات هذه الصورة في المستقبل.

2-      تحقيق زيادة مناسبة لا تقل عن 20% من حجم الخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة للتصدي  لمشكلة الإعاقة.

     بحيث يتحقق في عام 2017 تغطية 50% من الفجوة على الأقل ومن هنا نجد أنه أمامنا طريق طويل ويلزمنا جهود كثيرة في هذا الاتجاه وعلى جميع الجهات المعنية التصدي لهذه الظاهرة والعمل على تكاتف الجهود الدولية والمحلية في رفع المعاناة التي تعاني منها أسر هؤلاء المعاقين في المجتمع حيث أن الخدمة لم تصل حتى الآن إلي أكثر من واحد ونصف في المائة من إجمالي عدد المعاقين حيث أن الإحصائيات تشير إلي أن عدد المعاقين بمصر يقدر بنسبة 10% من إجمالي السكان أي أن عدد المعاقين بمصر حوالي 7 مليون معاق أي أن هناك أكثر من 5 مليون معاق لم تصل إليهم الخدمة كما أن عدد المدارس الفكرية التابعة لوزارة التربية والتعليم غير كافي لسد حاجة أعداد المعاقين ذهنياً بالجمهورية.

المشكلات التي تواجه المعاقين في ظل التشريعات الوطنية :

    تظافرت الجهود لوضع دستوراً لخدمة هذه الفئات وحماية حقوقهم     وبالبحث والدراسة والإطلاع وجد الآتي:-

1- أن النسبة الغالبة من المعاقين وهي حوالي 88% يعانون من النظرة السلبية للمعاق باعتباره المشكلة التي تواجه الأغلبية العظمى.

2- ونسبة 32.9% يجدوا صعوبة في حصول المعاق على فرصته في التعليم نظراً لعدم وجود فصول أو مدارس للمعاقين في منطقة إقامتهم أو قريبة منهم.

3- كما أن هناك مشكلة من أهم المشاكل التي تواجه المعاقين وهي غياب مظلة التأمين الصحي التي تضمن لهم توفير الرعاية الصحية الخاصة في حين أن هناك الكثير من المعاقين تتطلب حالتهم الصحية انفاقاً دائماً أو نفقات ضخمة في صورة دفعة واحدة أو علاجاً أكثر متخصصاً وكل هذا لا يتاح من خلال الإمكانيات العادية للخدمات الصحية المتاحة.

4- كما أنه لا يزال المعوقين يواجهون ظروفاً صعبة وظروفاً قاسية في ظل تنامي معدلات البطالة عموماً وتقليص القطاع الخاص حيث أفضى تضخم القطاع الخاص إلي تنامي نفوذ رجال الأعمال ومن ثم ظهرت مخاوف بشأن مدى التزامهم بتعيين 5% من المعاقين في مؤسساتهم وفقا للقانون 49 لسنة 1982 والمعدل بالقانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين حيث فضل أصحاب الأعمال دفع الغرامات المالية على تعيين المعاقين في مؤسساتهم.   

التوصيات :-

1- تبني جميع الجمعيات والهيئات العاملة في هذا المجال كل ما يخرج به المؤتمر من توصيات والعمل على تفعيلها كلاً في اختصاصه فإن قمنا بتنفيذ توصيات أحدى المؤتمرات المعنية بالمعاقين لتغلبنا على أكثر من 50% من حجم المشكلة.

2- مشاركة الإعلام المسموع والمرئي والمقروء للعمل علي توعية المجتمع بحقوق هؤلاء الأفراد وكيفية التعامل معهم والعمل على اكتشاف الإعاقة في صورة مبكرة.

3- مشاركة الجهات التشريعية من أعضاء مجلس الشعب والمحاكم الإدارية العليا للعمل على تفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين والعمل على وجود آلية رصد لكل هؤلاء تعمل على متابعة خط سير العمل ومسائلة كل من يقصر في هذا الشأن عن طريق جزاء إداري رادع .

4- مطالبة صناع القرار لزيادة الاهتمام بالمعاقين في جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية.

5- تشكيل لجنة من خلال الجمعيات والمنظمات الحكومية والغير حكومية بتفعيل التشريعات والقوانين التي من شأنها خدمة المعاقين.

6- مخاطبة وزير الداخلية لعمل بطاقة خاصة بالمعاقين ذهنياً لإدراج بند جديد للبطاقة الشخصية لإثبات نسبة الإعاقة تحت إشراف لجنة متخصصة طبياً ( الكومسيون الطبي) تحت إشراف السجل المدني لإقرار نسبة الإعاقة رسمياً ويعمل بهذه البطاقة في كل من التجنيد ليعفى المعاق ذهنياً دون كشف طبي وفي التأمينات الاجتماعية ليستخرج له المعاش دون أن يحتاج لإثبات ذلك ولحمايته من الانتهاكات القانونية.

7- المشاركة الفعالة للمعاقين وأسرهم في مناقشة ووضع التشريعات الخاصة بهم.


الخاتمة :

    إن خط الدولة يتمثل في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة لتيسير اندماجهم في المجتمع وإعدادهم للعمل المنتج لتعود إليهم سيرتهم الأولى من القدرة على العمل والاستقرار فيه وأن الغرض من رعاية المعاقين هو الحفاظ على ما تبقي لهم من قدرات ومواهب وإمكانيات لاعتمادهم على أنفسهم في الحياة.

    أن الإعاقة ليست مسئولية الدولة وحدها وإنما هي مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع بما فيه من مؤسسات اجتماعية متخصصة إضافة إلي مسئولية الأسرة والمعوق نفسه وعلى جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات العاملة في مجال رعاية وتأهيل المعاقين التكاتف والترابط لحل ما يواجه هذه الفئة من مشكلات والعمل على حلها ومطالبة كل جهة اختصاص العمل على دمج هؤلاء الفئة والعمل على رعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعيا ليكونوا نافعين منتجين لهم ولوطنهم والعمل على دراسة كل ما يختص بهم وتشجيع الباحثين والمتخصصين للعمل على دراسة أحوال هذه الفئة وعلى المجتمع التكاتف بجميع فئاته ومسئوليته على إدماج المعاق والعمل على رفع الروح المعنوية له وتشجيع ودعم ما تبقي من قدرات لديه والاعتراف بهم داخل المجتمع المحيط وتحسين النظرة السلبية التي يعانون منها بالمجتمع والعمل على تشجيعهم ليكونوا عناصر بارزين نافعين لأنفسهم وللمجتمع فعلينا جميعا هيئات ومؤسسات وجمعيات وإدارات ووزارات العمل على دمج هذه الفئة والاعتراف بكافة حقوقهم القانونية .  


ملحــــق

نماذج للقوانين والقرارات بشأن المعاقين ورعايتهم

اسم القانون

توضيح

1- قانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين

ضم القانون مجموعة من المواد بشأن رعاية وتأهيل المعاقين بالجريدة الرسمية في 3 يوليو سنة 1975 العدد 27

2- قرار وزاري رقم 259 بتاريخ 20 مايو 1976 اللائحة التنفيذية للقانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين

يضم هذا القرار عشرون مادة في شأن الخدمات التي تؤديها الدولة للمعاقين من علاج طبيعي وأجهزة تعويضية واختص من ينوي هذه الخدمة ([1]).

3- قانون رقم 49 لسنة 1982 بشأن تعديل قانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين

حيث ضم هذا القانون استبدال المواد 9، 10، 15 ،16 من القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعوقين بالجريدة الرسمية في 26 يونيه سنة 1982 العدد 25 مكرر.

4- قانون رقم 12 لسنة 1996 بشأن أحكام حماية الطفل – الباب السادس

خصص هذا القانون في أحد أبوابه (الباب السادس) تحت عنوان رعاية الطفل المعاق تأهيل ضم 12 مادة تنص على رعاية المعاقين طبياً ونفسيا واجتماعياً وتشغيلهم بالنسبة المقررة.

5- قانون العاملين المدنين بالدولة قانون رقم 47 لسنة 1987 مادة"13" باللائحة التنفيذية له.

ضمت هذه المادة والتي ألزمت جميع الوحدات الحكومية باستيفاء النسبة المقررة من تشغيل المعاقين نسبة 5% بقانون رقم 47 لسنة 1987 بنظام العاملين المدنيين بالدولة طبقاً لأحدث القوانين المعدلة الطبعة العشرون سنة 2002 المطابع الأميرية

6- قرار وزير التنمية الإدارية قرار رقم 691 لسنة 2001 بشأن قواعد وإجراءات تعيين المعاقين بالوظائف المخصصة لهم بوحدات القطاع الحكومي .

صدر هذا القرار من السيد وزير الدولة للتنمية الإدارية لسنة 2001 والذي نص في مواده على 10 مواد بشأن تنظيم إجراء تعيين المعاقين المعنيين ضمن نسبة الإلزام 5% في القطاع الحكومي بالدولة.

 


تيسيرات بالقوانين والقرارات الوزارية بشأن المعاقين ([2])

1- تشغيل المعاقين الحاصلين على شهادات تأهيل بالقطاعين العام والحكومي مادة رقم 9 بقانون 39 لسنة 1975 والمعدلة بالقانون 46 لسنة 1982م.

2- إعفاء المعوق الحاصل على شهادة تأهيل من شرط اللياقة الصحية بالمادة 12 قانون رقم 39 لسنة 1975م.

3- إلزام الدولة بتشغيل نسبة 5% من وظائف الجهاز الإداري للدولة من المعاقين مادة رقم 14 بالقانون رقم 39 لسنة 1975 قرار وزير الشئون الاجتماعية 135 لسنة 1984م بتحديد هذه الوظائف.

4- منح المعوق رخصة قيادة طبقاً للشروط الواردة بالمادة 295 من اللائحة التنفيذية لقانون المرور والتي تجيز الترخيص للمعوقين برخصة قيادة سيارة خاصة ( ملاكي).

5- إعفاء السيارات والدراجات البخارية من الجمارك بالمادة الثانية من القرار بقانون 186 لسنة 1986 والتي تنص على إعفاء المعوق من الضرائب الجمركية.

6- دخول المسارح بالمجان بكتاب المراقبة العامة للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى للثقافة بتاريخ 13/8/1980 لوزارة الشئون الاجتماعية بمنح المعوق بطاقة دخول مجانية لجميع المسارح التابعة لقطاع الثقافة.

7- إعفاء المعوقين المصريين من أي رسوم لدخول المناطق بالمتاحف الأثرية بناءاً على موافقة السيد الدكتور / رئيس هيئة الآثار المصرية المبلغة لكافة الجهات المعنية بكتاب السيد / رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية بالهيئة رقم 714 بتاريخ 20/4/ 1986م.


المــراجـــع

1- د / محمد سيد فهمي : السلوك الاجتماعي للمعوقين ، دراسة في الخدمة الاجتماعية – المكتب الجامعي – الإسكندرية .

2- د / عبد الحي محمود حسن صالح : متحدو الإعاقة من منظور الخدمة الاجتماعية – دار المعرفة الجامعية ط1 – 1999.

3- قانون رقم 39 لسنة 1985 بالمطابع الأميرية.

4- قانون رقم 12 لسنة 1996 طباعة خاصة برئاسة مجلس الوزراء – المجلس القومي للطفولة والأمومة.

5- بحث منشور للدكتورة / سعاد حسين عن حقوق الطفل المعاق ذهنياً بين الواقع والمأمول في محافظة بورسعيد بالمؤتمر العربي الأول للإعاقة الذهنية بين التجنب والرعاية 13-14يناير 2004-  جامعة أسيوط.

6- قانون رقم 47 لسنة 1978 والخاص بالعاملين المدنيين بالدولة الطبعة العشرون المطابع الأميرية.

7- د / مدحت محمد أبو النصر : تأهيل ورعاية متحدي الإعاقة – ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع ، 2004م.

8- علي عبده محمود : مرشد جمعيات رعاية وتأهيل المعاقين في مجال التشريعات ، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، ج.م.ع ، مارس 1994م.

 

 

 


 

 

 

 

 

 

المحـــور الثـالـث

 

دور الفنون

في تأهيل المعاقين ذهنياً


خطة بحث

دور الفنون في تأهيل المعاقين ذهنياً

إعداد/ هاجر عبد الحي محمد عزام

مشرف فني وميداني بمبادرة تعليم الفتيات أسيوط

 

مقدمة :-

    هناك حقيقة ثابتة لا يمكن إغفالها في دراسة أي فئة من فئات المجتمع وهى الفردية. أي أن التفرد هو السمة المميزة لكل فرد، فالإنسان مخلوق فريد في قوى الطبيعة، ومن المستحيل أن نجد شخصين متشابهين تمام التشابه حتى التوائم المتماثلة، والناس في تفردهم أشبه ببصمات الأصابع، فمن المستحيل أن نجد بصمتين متشابهتين لشخصين مختلفين.

     وعلى هذا فلا يمكن للمعرفة السيكولوجية بحال من الأحوال أن تغفل دراسة الفردية طالما أن كل سلوك هو سلوكاً فرديا بالذات، وإن كانت مشكلة كيفية قياس هذه الفروق بين الأفراد في الصفات الجسمانية كما هو الحال في الظواهر الطبيعية ممكناً ،أما الظواهر النفسية فلا توجد مقاييس يتم فيها القياس بشكل مباشر فاختبار الذكاء مثلا لا يتم بشكل مباشر ولكن عن طريق ملاحظة سلوك الفرد. ([3])

     والذكاء ـ إذا كان له معنى معين ـ إنما يتمثل في القدرة على التكيف أو إدراك العلاقات التي تحيط بالفرد في المواقف المختلفة، وبما أن الطفل ضعيف العقل يعانى نقصاً في الذكاء فقدرته على إدراك العلاقات المختلفة والتكيف معها قدرة محدودة تلازمه باستمرار في جميع مظاهر حياته([4] ) وإذا كان هناك مجال يبرز فيه هذا النقص بشكل واضح فهو بلا شك مجال الفن.

     فالطفل ضعيف العقل إذا ما طلب منه التعبير عن رجل يجلس على كرسي مثلا، نجد انه يرسم الرجل في جانب والكرسي في جانب أخر دون مراعاة أو إدراك العلاقة الموجودة بين الاثنين وما يحدث في هذا المثال يحدث أيضاً عندما يطلب من الطفل ضعيف العقل التعبير عن وجه الإنسان فانه يرسم العينين والأنف والفم وغير ذلك من الأجزاء كأنها مفردات لا علاقة بينها، والسر في ذلك يرجع إلى النقص في الذكاء مما يؤثر في قدرته على إدراك العلاقات بين الأشياء بالنسبة لبعضها البعض لاسيما في ميدان كميدان الفن، وتعد الفنون التعبيرية من أهم وسائل الاتصال الفعالة التي تمنح المريض ( العميل) القدرة على التعبير والانفعال الحر حتى وإن لم يتضمن إنتاجه الفني قيما جمالية عالية،