أصوات نسائية تقتحم ساحة المقام العراقي

 أصوات نسائية تقتحم ساحة المقام العراقي 

أصوات نسائية تقتحم ساحة المقام العراقي    نهاد الحديثي - العراق  المقام العراقي هو لون من ألوان الغناء، يمتد إلى سنوات موغلة في القدم لتصل إلى الدولة العباسية، ويختص المقام العراقي، بوصفه واحدا من الفنون الموسيقية العربية القديمة، والمقام نوع من الغناء الكلاسيكي يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان،وكذلك استُخدم كأبرز مقامات تلاوة القرآن الكريم ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة, ومن أهم المقامات الرئيسة: مقام الرست، ومقام النهاوند، ومقام الحجاز، ومقام البيات، ومقام السيكاه، ومقام الصبا، ومقام العجم، ومقام الكرد, الآلات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي، التي يطلق عليها الجالغي البغدادي، كتسمية معروفة، تشمل آلة السنطور وهو شبيه بآلة القانون، والجوزة وهي آلة وترية تصنع من غلاف جوز الهند وقد أخذت من مواصفات آلة الكمان، وهناك آلة الإيقاع والرق أيضًا وهي دائمًا تصاحب المقام العراقي ,  ازدهر المقام كثيرا مع نشأة الدولة العراقية الحديثة وحتى السبعينيات، أضاف إليه العراقيون ما استحسنوه من أنغام بعض الشعوب الشرقية التي وفدت إليهم , وكان يُغنّى في البداية في التقاليد الدينية والقصائد الصوفية، ويختلف الباحثون حول تاريخ ونشأة المقام العراقي، ففي حين يُرجع البعض جذوره الأولى إلى حضارة بلاد الرافدين القديمة، يعتقد آخرون أن بداياته كانت في العصر العباسي، ويؤكد غيرهم أن ملامحه اكتملت بالعهد العثماني،وساد بطراز خاص في بعض المحافظات العراقية هي بغداد والموصل وكركوك والبصرة  وكان للمقاهي العراقية دور بارز في تطوير هذا الفن إذ إنها تعدّ مدارس أدائية لهذا الفن الراقي العابر للحدود, عام 1910م كان بداية لإقامة حفلات أسبوعية لقرّاء المقام، وكان عشاق هذا الفن يأتون إلى المقاهي البغدادية ليستمعوا إليه, كان للمقاهي البغدادية دور مهم في انتشار المقام العراقي فضلا عن الأغاني الريفية، ونذكر على سبيل المثال لا للحصر مقهى الزهاوي ومقهى أم كلثوم ومقهى الشابندر ومقهى الفضل ومقهى عزاوي -هناك مقاهي أخرى كان يُقرأ فيها المقام العراقي مثل "مقهى الباشا ومقهى الأسكجية ومقهى المشاهدة ومقهى محمد القبانجي. وفي هذه المحلة كان هناك مقاه عدة منها: مقهى روازي ومقهى الأورتمة ومقهى القهوة الصغيرة. حيث كان يقرأ فيها أيضا مطربو المقام أحمد زيدان ونجم الدين ورشيد القندرجي وغيرهم  واقتحمت المرآة العراقية ساحة المقام العراقي الذي عُدّ على مر العصور فنًا رجوليًا،عرف العراقيون أصواتًا نسائية متنوعة استطاعت أن تؤدي بعضا من المقامات بما يتناسب وأصواتهن، فقد سجلت المطربة صديقة الملاية عام 1925م أسطوانات لعدد من المقامات، وبذلك فتحت الباب أمام أصوات نسائية لأداء بعض المقامات الفرعية والبسيطة مثل جليلة العراقية، وبدرية أنور، وزهور حسين، ولميعة توفيق، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي والاخيرة أدت حتى الآن أكثر من 20 مقامًا وفق القواعد والأصول، التي تتقيد بها المقامات العراقية، فضلا عن كونها المرأة الأولى في تاريخ المقام العراقي تقوم بتدريس هذه المادة في معهد الدراسات الموسيقية وبتشجيع من الفنان الكبير منير بشير، وكذلك الدكتور حسين الأعظمي  وُصف المقام العراقي بأنه غناء ريفي جبلي يؤديه الرجال، وكان هناك خوف وتردد لدى قارئات المقام في البدايات، ولذا كانت المرأة تهاب هذا الفن ولا تقربه لأن أداء المقام العراقي في كثير من المقامات يتطلب مساحة صوتية عريضة لا تتوفر في الأصوات النسائية ، إلى أن تطور في بغداد، وأصبحت المرأة تؤديه في العصر الحديث, نُظر إلى هذا الفن على أنه رجولي لأن أماكن العرض كانت تقتصر على المقاهي والزورخانة (المكان الذي يتدرب المصارعون فيه على رياضة المصارعة) ومجالس الأذكار النبوية، وهذه الأماكن كان من العسير على المرأة أن توجد فيها نتيجة التقاليد الاجتماعية، فلذلك رسخت فكرة أن المقام فنّ رجولي فضلا عن أن بعض المقامات تحتاج إلى قوة صوت غير طبيعية , يمكن أن تكون أحد الأسباب في وصفه (بالفن الرجولي)، وبسبب ذلك -كما يبدو أيضا- رفض الرجل البغدادي الممارسات الغنائية المقامية النسوية كتجربة جديدة رائدة في غناء المقامات العراقية  والآن هناك بوادر شبابية تعمل على احياء المقام العراقي ,شباب وشابات بعمر الورود يمتلكون اصوات قوية وواسعة , حرصت على أن يكون للمقام العراقي جزء مهم من برامجها كمبادرة لإحياء التراث العراقي، وإعادته إلى واجهة الفعاليات الثقافية، وأهمية هذه الأنشطة تكمن بالحفاظ على هذا الموروث، عن طريق تشجيع شرائح مختلفة من الشباب العراقي على التفاعل معه ونقله واستمراريته "باعتباره الهوية الأساسية لحضارة وتاريخ العراق

نهاد الحديثي - العراق

المقام العراقي هو لون من ألوان الغناء، يمتد إلى سنوات موغلة في القدم لتصل إلى الدولة العباسية، ويختص المقام العراقي، بوصفه واحدا من الفنون الموسيقية العربية القديمة، والمقام نوع من الغناء الكلاسيكي يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان،وكذلك استُخدم كأبرز مقامات تلاوة القرآن الكريم ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة, ومن أهم المقامات الرئيسة: مقام الرست، ومقام النهاوند، ومقام الحجاز، ومقام البيات، ومقام السيكاه، ومقام الصبا، ومقام العجم، ومقام الكرد, الآلات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي، التي يطلق عليها الجالغي البغدادي، كتسمية معروفة، تشمل آلة السنطور وهو شبيه بآلة القانون، والجوزة وهي آلة وترية تصنع من غلاف جوز الهند وقد أخذت من مواصفات آلة الكمان، وهناك آلة الإيقاع والرق أيضًا وهي دائمًا تصاحب المقام العراقي ,

ازدهر المقام كثيرا مع نشأة الدولة العراقية الحديثة وحتى السبعينيات، أضاف إليه العراقيون ما استحسنوه من أنغام بعض الشعوب الشرقية التي وفدت إليهم , وكان يُغنّى في البداية في التقاليد الدينية والقصائد الصوفية، ويختلف الباحثون حول تاريخ ونشأة المقام العراقي، ففي حين يُرجع البعض جذوره الأولى إلى حضارة بلاد الرافدين القديمة، يعتقد آخرون أن بداياته كانت في العصر العباسي، ويؤكد غيرهم أن ملامحه اكتملت بالعهد العثماني،وساد بطراز خاص في بعض المحافظات العراقية هي بغداد والموصل وكركوك والبصرة

وكان للمقاهي العراقية دور بارز في تطوير هذا الفن إذ إنها تعدّ مدارس أدائية لهذا الفن الراقي العابر للحدود, عام 1910م كان بداية لإقامة حفلات أسبوعية لقرّاء المقام، وكان عشاق هذا الفن يأتون إلى المقاهي البغدادية ليستمعوا إليه, كان للمقاهي البغدادية دور مهم في انتشار المقام العراقي فضلا عن الأغاني الريفية، ونذكر على سبيل المثال لا للحصر مقهى الزهاوي ومقهى أم كلثوم ومقهى الشابندر ومقهى الفضل ومقهى عزاوي -هناك مقاهي أخرى كان يُقرأ فيها المقام العراقي مثل "مقهى الباشا ومقهى الأسكجية ومقهى المشاهدة ومقهى محمد القبانجي. وفي هذه المحلة كان هناك مقاه عدة منها: مقهى روازي ومقهى الأورتمة ومقهى القهوة الصغيرة. حيث كان يقرأ فيها أيضا مطربو المقام أحمد زيدان ونجم الدين ورشيد القندرجي وغيرهم

واقتحمت المرآة العراقية ساحة المقام العراقي الذي عُدّ على مر العصور فنًا رجوليًا،عرف العراقيون أصواتًا نسائية متنوعة استطاعت أن تؤدي بعضا من المقامات بما يتناسب وأصواتهن، فقد سجلت المطربة صديقة الملاية عام 1925م أسطوانات لعدد من المقامات، وبذلك فتحت الباب أمام أصوات نسائية لأداء بعض المقامات الفرعية والبسيطة مثل جليلة العراقية، وبدرية أنور، وزهور حسين، ولميعة توفيق، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي والاخيرة أدت حتى الآن أكثر من 20 مقامًا وفق القواعد والأصول، التي تتقيد بها المقامات العراقية، فضلا عن كونها المرأة الأولى في تاريخ المقام العراقي تقوم بتدريس هذه المادة في معهد الدراسات الموسيقية وبتشجيع من الفنان الكبير منير بشير، وكذلك الدكتور حسين الأعظمي

وُصف المقام العراقي بأنه غناء ريفي جبلي يؤديه الرجال، وكان هناك خوف وتردد لدى قارئات المقام في البدايات، ولذا كانت المرأة تهاب هذا الفن ولا تقربه لأن أداء المقام العراقي في كثير من المقامات يتطلب مساحة صوتية عريضة لا تتوفر في الأصوات النسائية ، إلى أن تطور في بغداد، وأصبحت المرأة تؤديه في العصر الحديث, نُظر إلى هذا الفن على أنه رجولي لأن أماكن العرض كانت تقتصر على المقاهي والزورخانة (المكان الذي يتدرب المصارعون فيه على رياضة المصارعة) ومجالس الأذكار النبوية، وهذه الأماكن كان من العسير على المرأة أن توجد فيها نتيجة التقاليد الاجتماعية، فلذلك رسخت فكرة أن المقام فنّ رجولي فضلا عن أن بعض المقامات تحتاج إلى قوة صوت غير طبيعية , يمكن أن تكون أحد الأسباب في وصفه (بالفن الرجولي)، وبسبب ذلك -كما يبدو أيضا- رفض الرجل البغدادي الممارسات الغنائية المقامية النسوية كتجربة جديدة رائدة في غناء المقامات العراقية

والآن هناك بوادر شبابية تعمل على احياء المقام العراقي ,شباب وشابات بعمر الورود يمتلكون اصوات قوية وواسعة , حرصت على أن يكون للمقام العراقي جزء مهم من برامجها كمبادرة لإحياء التراث العراقي، وإعادته إلى واجهة الفعاليات الثقافية، وأهمية هذه الأنشطة تكمن بالحفاظ على هذا الموروث، عن طريق تشجيع شرائح مختلفة من الشباب العراقي على التفاعل معه ونقله واستمراريته "باعتباره الهوية الأساسية لحضارة وتاريخ العراق  




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman