أثر رمضان في توحيد الأمة الإسلامية

الشيخ : مهدي سعيد كريزم - السعودية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،   وبعد   ان الأمة الاسلامية بمفهومها الواسع  هي أمة واحدة ؛ فربها واحد ، ودينها واحد ، ونبيها واحد ، وكتابها واحد ؛ وفي كل ذلك  اعظم معاني الوحدة والألفة .  صيام شهر رمضان هو ركن من أركان الاسلام ، وتجتمع الامة الاسلامية كلها على صيامه في نفس  الوقت والشهر، وتمارس نفس الشعائر ،   فهذا نموذج للوحدة والتوحيد والطاعة . كل الامة تقوم بالصيام والقيام  والصدقات  والبر واعمال الخير ، فهذا احساس مشترك ودعوة للتقارب والمحبة .  رؤية الهلال اساس لكل الأمة في اثبات دخول شهر رمضان وانقضائه ،  والهلال علامة كونية سماوية وليست ارضية ، فالأمة الاسلامية تصوم لربها الأعلى  الذي خلق السموات والأرض  ، ولا ترتبط بالأرض .   فافهم واعتبر .  الشعور العام والواقع المتمثل على الأرض  لهذه الأمة في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها ؛ انها صائمة مع بعضها جمعاء،  فهذه علامة ترابط  الايمان والتقوى القران الكريم هو مصدر من مصادر وحدة الأمة الاسلامية ،  ورمضان هو شهر القران  ؛ والأمة كلها ( تقريبا )  تهتم بالقران العظيم في هذا الشهر اكثر من غيره  : وتقوم بتلاوته  في مساجدها ومنازلها ، وهو قران واحد لايتغير فيه  لفظ ولا حرف  ولا حتى حركة واحدة ( من ضمة او فتحة او كسرة)   فهذا من اعظم دلائل  توحيد الله تعالى ؛ ومن اعظم دلالات وحدة المنهج  والطريق والهدف .  النصوص الشرعية من القران والسنة النبوية : التي تطلب من المسلمين  الوحدة والاخوة - والتي تنهى عن الفرقة والتنازع -  كثيرة جدا  ،  قال تعالى ( وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون ).  وقال :  ( ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون )  وقال ايضا :  (واعتصموا بحبل الله جميعا  ولا تفرقوا )   وقال كذلك : ( واطيعوا الله ورسوله  ولا تنازعوا فتفشلوا  وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين )   وقال عليه الصلاة والسلام (  عليكم بالجماعة واياكم والفرقة ، فان الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين ابعد  )   فاذا كانت الأمة الاسلامية -الان - تتكون من   عشرات الدول والبلدان بفعل الاستعمار , الذي جاء بسبب الضعف والفرقة  والاختلاف  والاطماع والخيانات ….  فأقل الاحوال  الان ان يوحدوا  الانظمة ومناهج التعليم  وينشروا المحبة  والتقارب ….    8. ليست وحدة الامة الاسلامية  متمثلة في الصيام فقط!  كلا ، بل في معظم فرائض الاسلام كالصلاة والزكاة والحج وكثير من الطاعات . …  ولكن تلك الوحدة   تتجلى اكثر واعظم في رمضان والصيام  حيث تكون الصورة اكبر وأشمل.  9. في شهر رمضان، واثناء الصيام حذر الاسلام بشدة من بعض السلبيات  كالكذب والفحش وقول الزور والغضب   الاذى  وغيره ….   ففي ذلك دعوة مباشرة لاصلاح ذات البين  ، وترميم الاخلاق والاخطاء والاختلاف .   10. ان ذلك الانضباط الاخلاقي والسلوكي للفرد  في رمضان  هو اكبر دافع  لتحقيق المسئولية الاجتماعية ، واصلاح المجتمع ؛   فالمجتمع ماهو الا مجموعة الأفراد   11. في تشريعات الصيام ورمضان ؛ كثير من الاهداف الاقتصادية  من تداول الثروات  بين المسلمين  ، وتوضيح لكيفية البذل والعطاء ، والتكافل الاجتماعي  من خلال الحث  على الانفاق والاطعام  والصدقات والمساعدات  ، والجود الخاص في هذا الشهر ،  وزكاة الفطر  ،   وفي رمضان وغيره  قال عليه الصلاة والسلام ( ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم  ،  وفي رواية اخرى : ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع الى جنبه ) والحديث صحيح   12. الأمة الاسلامية كالجسد الواحد  ، فأي جرح  او ظلم  في بلد  فهو يؤثر على كل الأمة الاسلامية ، وان رمضان يربي الأمة الاسلامية  على الصبر وتحمل الالم  ، ويربيها على تزكية النفس  والاخلاص والفضائل ؛  لكي تقوم بمسئولية الجسد الواحد .   13. الصائم قادر على كسر العادة  ، وتغيير النمط اليومي ،  وهذا واضح في قدرته على تعديل نظام الطعام والشراب والوقت والسلوك  والصبر  ، اذن  فهذا مثال مصغر يؤدي الى المثال الاكبر وهو الامة الاسلامية كلها ؛ فهي قادرة على تغيير الواقع الى الاحسن ؛ وتغيير الضعف الى قوة ، والجهل الى علم ،  والعبودية الى حرية .   14. عبادة الصيام تحمل معها رسائل :  الصبر  والمواساة والتضحية والاخلاق العليا  والسلوك الحميد ..  وكل ذلك ينعكس ايجابا  على وحدة الأمة  في حاضرها ومستقبلها وغاياتها ، وعلى وحدة المسئولية  .   15. ان عبادة الصيام ، ومعاني رمضان هما المفتاح لباب العودة  الى الايمان  واستدراك ما فات ،  ومفتاح للعزيمة والاخلاص ، ومفتاح لتصحيح الاخطاء  .    اسال الله سبحانه وتعالى  ان يهدي جميع المسلمين ، ويصلح حكام المسلمين وعلماءهم ؛ ويوفق بينهم ويجمع كلمتهم ،  وان يصلح احوال المسلمين جميعا ،  وان يعجل سبحانه وتعالى بتحرير  الارض المقدسة المباركة  ارض فلسطين  كل  فلسطين ؛ ومسجدها الاقصى المبارك ؛  ففلسطين  هي قضية المسلمين  الاولى  ،  وما النصر  الا من عند الله  ؛  فالله  سبحانه وتعالى  بحكمته  وقدرته  يهيئ اساب النصر متى شاء وكيف شاء ، ( وما يعلم جنود ربك الا هو )  وخير من يحررفلسطين  ويدافع عن ارض  فلسطين  هم ابناء فلسطين  ( ولا هان الشرفاء في كل مكان ،  ولا نستغني عن دعمهم  )  .

الباحث الإسلامي: مهدي سعيد كريزم - السعودية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
ان الأمة الاسلامية بمفهومها الواسع هي أمة واحدة ؛ فربها واحد ، ودينها واحد ، ونبيها واحد ، وكتابها واحد ؛ وفي كل ذلك اعظم معاني الوحدة والألفة .

صيام شهر رمضان هو ركن من أركان الاسلام ، وتجتمع الامة الاسلامية كلها على صيامه في نفس الوقت والشهر، وتمارس نفس الشعائر ، فهذا نموذج للوحدة والتوحيد والطاعة .

كل الامة تقوم بالصيام والقيام والصدقات والبر واعمال الخير ، فهذا احساس مشترك ودعوة للتقارب والمحبة .

  • رؤية الهلال اساس لكل الأمة في اثبات دخول شهر رمضان وانقضائه ، والهلال علامة كونية سماوية وليست ارضية ، فالأمة الاسلامية تصوم لربها الأعلى الذي خلق السموات والأرض ، ولا ترتبط بالأرض . فافهم واعتبر .
  • الشعور العام والواقع المتمثل على الأرض لهذه الأمة في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها ؛ انها صائمة مع بعضها جمعاء، فهذه علامة ترابط الايمان والتقوى
  • القران الكريم هو مصدر من مصادر وحدة الأمة الاسلامية ، ورمضان هو شهر القران ؛ والأمة كلها ( تقريبا ) تهتم بالقران العظيم في هذا الشهر اكثر من غيره : وتقوم بتلاوته في مساجدها ومنازلها ، وهو قران واحد لايتغير فيه لفظ ولا حرف ولا حتى حركة واحدة ( من ضمة او فتحة او كسرة) فهذا من اعظم دلائل توحيد الله تعالى ؛ ومن اعظم دلالات وحدة المنهج والطريق والهدف .
  • النصوص الشرعية من القران والسنة النبوية : التي تطلب من المسلمين الوحدة والاخوة - والتي تنهى عن الفرقة والتنازع - كثيرة جدا ، قال تعالى ( وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون ).
  • وقال : ( ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون ) وقال ايضا : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال كذلك : ( واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين )
  • وقال عليه الصلاة والسلام ( عليكم بالجماعة واياكم والفرقة ، فان الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين ابعد ) فاذا كانت الأمة الاسلامية -الان - تتكون من عشرات الدول والبلدان بفعل الاستعمار , الذي جاء بسبب الضعف والفرقة والاختلاف والاطماع والخيانات …. فأقل الاحوال الان ان يوحدوا الانظمة ومناهج التعليم وينشروا المحبة والتقارب ….

  • ليست وحدة الامة الاسلامية متمثلة في الصيام فقط! كلا ، بل في معظم فرائض الاسلام كالصلاة والزكاة والحج وكثير من الطاعات . … ولكن تلك الوحدة تتجلى اكثر واعظم في رمضان والصيام حيث تكون الصورة اكبر وأشمل.
  • في شهر رمضان، واثناء الصيام حذر الاسلام بشدة من بعض السلبيات كالكذب والفحش وقول الزور والغضب الاذى وغيره …. ففي ذلك دعوة مباشرة لاصلاح ذات البين ، وترميم الاخلاق والاخطاء والاختلاف .
  • ان ذلك الانضباط الاخلاقي والسلوكي للفرد في رمضان هو اكبر دافع لتحقيق المسئولية الاجتماعية ، واصلاح المجتمع ؛ فالمجتمع ماهو الا مجموعة الأفراد
  • في تشريعات الصيام ورمضان ؛ كثير من الاهداف الاقتصادية من تداول الثروات بين المسلمين ، وتوضيح لكيفية البذل والعطاء ، والتكافل الاجتماعي من خلال الحث على الانفاق والاطعام والصدقات والمساعدات ، والجود الخاص في هذا الشهر ، وزكاة الفطر ، وفي رمضان وغيره قال عليه الصلاة والسلام ( ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم ، وفي رواية اخرى : ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع الى جنبه ) والحديث صحيح
  • الأمة الاسلامية كالجسد الواحد ، فأي جرح او ظلم في بلد فهو يؤثر على كل الأمة الاسلامية ، وان رمضان يربي الأمة الاسلامية على الصبر وتحمل الالم ، ويربيها على تزكية النفس والاخلاص والفضائل ؛ لكي تقوم بمسئولية الجسد الواحد .
  • الصائم قادر على كسر العادة ، وتغيير النمط اليومي ، وهذا واضح في قدرته على تعديل نظام الطعام والشراب والوقت والسلوك والصبر ، اذن فهذا مثال مصغر يؤدي الى المثال الاكبر وهو الامة الاسلامية كلها ؛ فهي قادرة على تغيير الواقع الى الاحسن ؛ وتغيير الضعف الى قوة ، والجهل الى علم ، والعبودية الى حرية .
  • عبادة الصيام تحمل معها رسائل : الصبر والمواساة والتضحية والاخلاق العليا والسلوك الحميد .. وكل ذلك ينعكس ايجابا على وحدة الأمة في حاضرها ومستقبلها وغاياتها ، وعلى وحدة المسئولية .
  • ان عبادة الصيام ، ومعاني رمضان هما المفتاح لباب العودة الى الايمان واستدراك ما فات ، ومفتاح للعزيمة والاخلاص ، ومفتاح لتصحيح الاخطاء .

اسال الله سبحانه وتعالى ان يهدي جميع المسلمين ، ويصلح حكام المسلمين وعلماءهم ؛ ويوفق بينهم ويجمع كلمتهم ، وان يصلح احوال المسلمين جميعا ، وان يعجل سبحانه وتعالى بتحرير الارض المقدسة المباركة ارض فلسطين كل فلسطين ؛ ومسجدها الاقصى المبارك ؛ ففلسطين هي قضية المسلمين الاولى ، وما النصر الا من عند الله ؛ فالله سبحانه وتعالى بحكمته وقدرته يهيئ اساب النصر متى شاء وكيف شاء ، ( وما يعلم جنود ربك الا هو ) وخير من يحررفلسطين ويدافع عن ارض فلسطين هم ابناء فلسطين ( ولا هان الشرفاء في كل مكان ، ولا نستغني عن دعمهم ) .


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman