أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

 الصدق معناه وماهيته

الصدق معناه وماهيته  مختار عليّ طوح عبد الناصر - السعودية  تعريف الصدق  وردت لفظة الصدق في المعجم الوسيط بمعان متعددة، حيث يقال صدق فلان في الحديث وأخبر بالواقع، كما يقال صدقه النصيحة الوالإخاء والوعد، والصادق من الثمر شديد الحلاوة ذلك أن التمر يغلب أن يكون حلواً وهذا ما هو معروف فيه. ويقال صادق الحكم بمعنى مخلص بلا هوىً. أما الصدق فهو الكامل من كل شيء إذ يقال رمح صدق مستو صلب، ورجل صدق للقاء ثبت فيه. أما الصدق فيعني مطابقة الكلام للواقع حسب اعتقاد المتكلم وكذا الأمر الصالح الذي لاشية فيه من نقص وكذب. في معجم ويبستر وردت كلمة صادق Valid بمعنى القوة النظامية، ومن معانيها أنها نفذت بصورة محكمة ووفق القانون، كما ورد من المعاني أن الشيء بني على أرضية حسنة ووفق مبادئ وأدلة من المعاني أيضا فعالية الشيء واشتقاقه وفق قواعد وأسس منطقية، أما لفظة الصدق Validity فمن معانيها النوعية التي يتمتع بها الشيء وكذا حقيقة مصداقية الشيء ووفق أسس قانونية.  أما التعريفات الاصطلاحية فمنها ما ورد في معايير الاختبارات النفسية والتربوية والمتعددة فقد عرّف ساكس 1980م الصدق Validity بأنه الدرجة التي تكون فيها المقاييس ذات فائدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بهدف أو غرض من الأغراض. أما ألن و ين (Allen & Yen) فإنهما يعرّفان الصدق بأنه قدرة الاختبار على أن يقيس ما وضع لقياسه. كرونباك (Cronbach) يصف الصدق بأنه العملية التي يبحث من خلالها مطور الاختبار عن دليل يدعم به الاستنتاجات التي من الممكن أن يصل إليها من خلال درجات الاختبار.   وعرّفا الصدق كلا من مهرنز و لهمان (Mehrens & Lehman 1975) بأنه الدرجة التي يتمتع بها الاختبار في تحقيق أهداف محددة، ويؤكدان على أهداف عامة وهي:   1.	التنبؤ في أمور ذات علاقة بالمفحوص.  2.	وصف المفحوص من جانب أو مجموعة من الجوانب.   الصدق:     يعتبر الصدق من أهم الجوانب التي يجب أن نتأكد من توفرها في الاختبار قبل استخدامه وهو يتعلق بسؤالين هامين هما:  1.	ماذا يقيسه هذا الاختبار؟  2.	 ما هي درجة الدقة التي يقيس بها الاختبار ما يدعي قياسه؟  ولا يمكن الاعتماد في اختبار الاختبار على عنوانه، إذ الواقع أن عنوان الاختبار لا يدلنا على شيء إطلاقا عما يقيسه، ولا أدل على ذلك من مناقشتنا فيما سبق فيما يتعلق بتطور قياس الذكاء، فكم من اختبارات أطلق عليها اختبارات للذكاء، في الوقت الذي كانت فيه أبعد ما يمكن عن قياس هذا المفهوم أو التكوين الفرضي، وكم من اختبار وضعت لقياس الفهم ولم تكن تقيس غير التذكر الأصم، وهكذا، ولذا يجب من البداية أن نحذر من استخدام أي اختبار بناء على الاسم الذي يطلقه عليه مؤلفه، وقد يكون من أسلم الطرق ومن أكثر العادات فائدة في هذا المجال أن يتعلم مطبقو الاختبارات أن يتركوا اسم الاختبار جانبا وأن يتجهوا لفحصه والبحث عن المعلومات المتوفرة عنه وتجريبه.  ومفهوم الصدق مفهوم قديم، ولكنه تعرض كثيرا للتعديل والتغيير تبعا لانتشار واتساع حركة الاختبارات والمقاييس في العلوم الإنسانية المختلفة، فيوجد لدينا الآن أنواعا المختلفة يمكن تجميعها في ثلاثة أقسام رئيسية وهي :  1.	 الصدق المرتبط بالمحك Criterion-Related Validity   2.	 صدق المحتوى Content Validity  3.	 الصدق التكويني Construct Validity   ويعتبر هذا التقسيم من أحدث التقسيمات التي تمّ الاتفاق عليها في رابطة علماء النفس الأمريكية ولنناقش صدق المحك الذي هو محل بحثنا بشيء من التفصيل.  صدق المحكCriterion- related Validity    صدق المحك هو العملية والإجراءات التي يتخذها مطور الاختبار من أجل الحصول على دليل عملي من سلوك وتصرفات المفحوص يدعم به النتائج التي يحصل عليها باستخدامه للاختبار ولذا فإن صدق المحك يعني الحكم الذي يصل إليه مطور الاختبار إزاء إمكانية الاستنتاج حول المفحوص بالاعتماد على نتيجته في الاختبار.  ولذا فبلغة الإحصاء يمكن اعتبار صدق المحك بأنه الارتباط الذي يوجد بين الدرجات على الاختبار ومحك أو معيار خارجي. ويندرج تحت صدق المحك نوعان الأول هو الصديق التلازمي والثاني هو الصدق التنبؤي.  تميز جمعية علم النفس الأمريكية بين الصدق التلازمي والصدق التنبؤي بناء على الفترة الزمنية الفاصلة بين تطبيق الاختبار والحصول على الدليل من المحك.  أ/ الصدق التلازمي Concurrent validity   الصدق التلازمي يعني الارتباط الذي يوجد بين الاختبار وبين المحك على أن يتمّ جمع البيانات باستخدام الاختبار والمحك في نفس الوقت أو في أوقات متقاربة، فمثلا من الممكن أن يحقق الأخصائي الذي يطور مقياسا جديدا صدقه من خلال جمع بيانات محكية حول المفحوصين بالإضافة إلى الدرجات التي حصلوا عليها بتطبيق الاختبار عليهم وقد يكون المحك عبارة عن مقابلة إكلينيكية يجريها مع المفحوصين في نفس الوقت الذي يطبق فيه الاختبار. ولذا فمقدار العلاقة الموجودة بين الدرجات الاختبار ونتائج المقابلة يعتبر مؤشرا على صدق الاختبار. وبناء على هذا المفهوم يمكن القول إن الصق التلازمي يعني إلى أي مدى يمكن الاعتماد على درجة الفرد في الاختبار للحكم من خلالها على واقعة ووضعه في المحك. على سبيل المثال يمكن أن يستخدم مقياس الاكتئاب في اختبار الشخصية المتعددة الأوجه لتصنيف الأفراد من حيث وضعهم النفسي وفي نفس الوقت يمكن أن تستخدم المقابلة الإكلينيكية لتصنيف نفس الأفراد من حيث وضعهم النفسي فينا يتعلق بالاكتئاب وعليه فإنه كلما كان هناك تطابق في النتائج بين الاختبار والمقابلة الإكلينيكية كلما كان ذلك دالا على معامل صدق تلازمي مرتفع بينما إذا اختلف تصنيف الأفراد في الاختبار والمحك والذي هو في هذه الحالة المقابلة كلما انخفض معامل الصدق التلازمي. مثال آخر حول الصدق التلازمي إذ قد يطبق لقياس قدرة على التدريس وبعد ذلك يعطون مباشرة فرصة تدريس مجموعة من الطلاب، فالعلاقة بين درجاتهم على الاختبار ودرجاتهم على المحك والذي هو التدريس الفعلي ستكون مؤشرا على الصدق التلازمي. ووفق هذا التصور حول الصدق التلازمي من الممكن أن يكون المحك اختبار آخر سبق تحقيق صدقه ويقيس نفس الصفة أو الخاصية وقد سبق للمؤلف استخدام اختبار سبيلبرجر لقلق للاختبارات كمحك يقيس من خلال صدق اختبار قلق الاختبارات الذي قام بتطويره وطبق كلا الاختبارين على مجموعة من طلاب الجامعة السعوديين( ).  ب/ الصدق التنبؤي Predictive Validity   الصدق التنبؤي يعني القدرة التي يتمتع بها الاختبار أو المقياس من أجل التنبؤ بينما سيكون عليه الفرد في صفة أو خاصية من الخصائص في المستقبل، ولذا سيكون المحك الذي يستدل به على صدق الاختبار ليس في نفس الوقت الذي يطبق فيه الاختبار بل في وقت متأخر عنه وقد يكون أشهرا أو سنينا. إن جمع البيانات حول المحك يحتاج من الأخصائي الانتظار حتى تتضح معالم حول وضع الفرد في الصفة أو الخاصية التي تمّ التنبؤ بها باستخدام الاختبار. ومن أبرز الأمثلة على الصدق التنبؤي للاختبارات اختبار طلاب الدراسات العليا GRE والذي يستخدم من أجل التنبؤ بنجاح ورسوب طلاب الدراسات العليا الذين يتم قبولهم في برامج الدراسات العليا في الجامعات، فالاختبار هو المتنبئ بينما نجاح ورسوب الطلاب في البرنامج هو المحك، في هذه الحالة لا يمكن جمع بيانات حوله إلا بعد فترة طويلة تصل إلى سنوات حين يلتحق الطلاب في البرنامج وإما أن ينجحوا ويكملوا البرنامج ومن ثم يحصلون على الدرجة وإما أن يخفقوا وينسحبوا من البرنامج، أيضا من مؤشرات الصدق التنبؤي حينما تستخدم الاختبارات من أجل التنبؤ في النجاح أو الفشل في العمل إذ قد يتم اختبار مجموعة من الموظفين بناء على اختبار من اختبارات الشخصية أو اختبار من الاختبارات العقلية بعد اختيارهم يعطون فرصة العمل ومن ثمّ يعرف من نجح في العمل ومن فشل وفق محك معيار يحدد للتمييز بين الناجحين والفاشلين في العمل وبعد ذلك تتم المقارنة بين درجات الأفراد في الاختبار والتي بناء عليها تم التنبؤ بنجاحهم وفشلهم في الوظيفة وبين البيانات التي جمعت حولهم في المحك. إن مؤشر الصدق التنبؤي هو العلاقة بين الدرجات على الاختبار والدرجات أو البيانات في المحك، ولذا فكلما ارتفع معامل الارتباط بينهما كلما دل ذلك على أن الاختبار والمحك يقيسان نفس الصفة أو الخاصية أما إذا انخفض معامل الارتباط بينهما فإن ذلك دلالة على أن كلا منهما يقيس شيئا يختلف عما يقيسه الآخر. وكما سبق الإشارة فإن عملية التنبؤ بالمحك من خلال الاختبار تتطلب استخدام معادلة الانحدار من أجل رسم أضل خط انحداري تتضح من خلاله درجات الاختبار وبعدها أو قربها من الدرجات على المحك.  إن أقصى معامل صدق محك يمكن الحصول عليه بغض النظر أهو صدق تنبؤي أو صدق تلازمي يفترض ألا يزيد عن الجذر التربيعي لنتائج ضرب معامل الاختبار بالمحك وفق المعادلة الآتية:  ر س . ص = (ر س س) (ر ص ص)   إن الاعتماد على متنبئ واحد يتنبؤا به حول المحك قد لا يكون دقيقا كما يجب ولذا فقد يكون معامل الصدق التنبؤي منخفضا عند الاعتماد على متنبئ واحد وفي مثل هذا الوضع قد يعمد مستخدم الاختبار إلى إدخال متنبئات جديدة على شكل الاختبارات من أجل زيادة كفاءة عملية التنبؤ بالمحك وقد يكون من نتيجة هذا العمل زيادة كفاءة التنبؤ وزيادة تفسير المحك من خلال مصادر أخرى ولذا فإن التفسير الإضافي الذي يحدث باستخدام اختبار جديد غير الاختبار أو الاختبارات التي سبق استخدامها لعملية التنبؤ يعتبر صدقا إضافيا Incremental Validity ولذا فالصق الإضافي هو التفسير الإضافي للمحك والذي يسهم به الاختبار الجديد والذي لم تفسره الاختبارات الأخرى التي سبق استخدامها كمتنبئات. إن مما يؤثر على معامل الصدق التنبؤي الاطلاع على نتائج الاختبار من قبل من سيقوم بتحديد المستويات أو الدرجات على المحك فلو اطلع الإحصائي على درجات الأفراد في الاختبار فلربما تأثر وأعطى درجات منخفضة لهم عندما يجري مقابلة شخصية لهم ولذا فمن الواجب عدم اطلاع الإحصائي على نتائج الأفراد في الاختبار حتى لا يحدث ما يسمى بتلوث المحك  والذي هو عبارة عن ما تتعرض له التقديرات على المحك بسبب المعرفة المسبقة بنتائج المفحوصين على الاختبار.  ومن أجل تحقيق صدق المحك لاختبار من الاختبارات لابد من إتباع بعض الخطوات ومراعاة بعض الأمور منها:   1.	لابد من تحديد واختبار محك مناسب للموضوع الذي يقيسه الاختبار وهذا المحك يكون على شكل مؤشرات سلوكية يمكن الاستدلال من خلالها على مستوى الفرد وواقعه فيما هو مجال للقياس. فلو أن الاختبار الذي نود أن نحقق صدق المحك له اختبار لقياس الكفاءة القيادية لدى الأفراد فالمحك في هذه الحالة لابد من أن يكون مجموعة مؤشرات سلوكية تتضح على تصرفات وأفراد وعلاقات الفرد مما يستدل من خلالها على المستوى القيادي للفرد. وبعد تحديد المحك لابد من اختيار الطريقة التي سيتم بها قياس المحك. ولابد من أن تتوفر في المحك مجموعة خصائص منها أن يكون معتدل التكلفة، لا يحتاج إلى لوقت طويل لجمع البيانات حوله وأن يكون سهلا وميسر الاستخدام بالإضافة إلى اتصافه بخصائص الصدق والثبات ذلك أن المحك الذي يفتقد هذه الخصائص لا يمكن أن يعتمد عليه. كما أن المحك لابد من أن يكون مستقلا عن الاختبار وغر متأثر بأي حال من الأحوال.  2.	 تحديد عينة من المفحوصين يمثلون المجتمع الأصلي الذي سيستخدم الاختبار من أجله وهذا يعني ضرورة مراعاة خصائص العمر، الجنس، المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي فالإخفاق في ذلك يتسبب في نتائج متناقضة بين الاختبار والمحك.  3.	 بعد تحديد العينة واختيارها حسب الشروط يقوم مطور الاختبار بتطبيقه عليهم ومن ثم يحتفظ بالنتائج لكل مفحوص.  4.	يقوم الأخصائي بجمع البيانات حول المحك ووضع الأفراد ومستواهم في المحك وذلك بقياس سلوكهم المرتبط بالمحك من خلال المؤشرات الدالة عليه فمثلا قد يتم قياس المحك لسكرتير من خلال مقدار ما طبعه من صفحات وأخطاء التي وقع فيها ومستوى الترتيب والتنظيم الذي يكون عليه إنجازه.  5.	 بعد جمع البيانات حول المفحوصين في الاختبار والمحك يقوم مطور الاختبار بحساب معامل الارتباط بين الدرجات على الاختبار وأداء الأفراد على المحك.  جـ/صدق المفهوم Construct Validity   لقد سبق القول إن الخصائص النفسية سواء كانت انفعالية، عقلية أو مهاراتية قد يصعب التعامل المباشر معها في كثير من الأحيان ولذا يلزم التعامل معها بصورة غير مباشرة من خلال الآثار والنواتج السلوكية الدالة عليها. ولقد تم التأكيد على أن الخاصية النفسية هي نتاج تطور ونمو حضاري وثقافي وعلمي ووراثي ولذا لابد من أخذ هذه العناصر مجتمعة عند التعامل القياسي مع الصفات والخصائص النفسية مهما كانت طبيعة هذه الخصائص التي نتعامل. الدافعية، الذكاء، مفهوم الذات، الثقة بالنفس، الطموح . . . إلى آخره هذه كلها خصائص نفسية نعجز أن نتعامل معها بصورة مباشرة ومن ثن يلزم أن نتعامل معها بصورة غير مباشرة من خلال تحديد مجموعة من المؤشرات سلوكية تدل على من هذه الصفات. عندما نقوم بتطوير مقياس من المقاييس النفسية قد يتطلب الأمر تحقيق المفهوم لهذا المقياس ولذا يمكن تعريف صدق المفهوم علي أنه الحكم والقناعة العملية التي تتولد لدى مطور المقياس حول مناسبة الاستنتاجات التي يتوصل إليها من خلال الدرجات على الاختبار إزاء المستوى ووضع الفرد في صفة أو خاصية من الخصائص. ووفق هذا التعريف يمكن اعتبار المفهوم أو البناء النفسي Construct على أنه بمثابة فكرة علمية توظف من أجل وصف وتفسير السلوك محل العناية الاهتمام. الذكاء مفهوم يستخدم هذا المفهوم لتفسير أداء الفرد في المدرسة أو حتى لتفسير أدائه في الحياة بشكل عام. الدافعية مفهوم ويستخدم لتفسير سلوك وأداء الفرد في بيئة العمل، التوافق مفهوم ويستخدم لتفسير وفهم سلوك وأداء الفرد وعلاقاته في العمل، المنزل، المجتمع بشكل عام ومع ذاته بشكل خاص. كمنطلق أساسي لتحقيق صدق المفهوم لابد لمطور الاختبار من أن ينطلق من إفتراضيات تشكل وصفا وشرحا للسلوك وللأداء المحكي الدال علة الصفة أو الخاصية المقاسة من خلال المقياس، على أن يتضمن الوصف توقعات مطور المقياس حول سلوك الحاصلين درجات عالية في الاختبار وأولئك الحاصلين على درجات منخفضة في المقياس ومن خلال هذه الافتراضات قد تتشكل أسس وبدايات نظرية حول طبيعة الصفة أو الخاصية التي يراد للمقياس قياسها. ولكي يقال بتحقق صدق المفهوم للاختبار يفترض أن يسلك مرتفعو الدرجات ومنخفضو الدرجات بالصورة والكيفية التي تمّ افتراضها عند ما شرع في تطوير الاختبار.  هذا ويجب على مطور المقياس ألا يكتفي بهذه الجهود بل لا بد من أن يختبر فروضه مرة أخرى كي يتأكد من النتائج التي توصل لها في المرة الأولى. هذا وينظر كثير من القياسين إلى صدق المفهوم باعتباره حجر الأساس لأيّ مقياس يتم تطويره حتى أن هذا الفريق من العلماء يعتبرون أنواع الصدق الأخرى: صدق المحتوى وصدق المحكّ على أنها أنواع ونماذج من صدق المفهوم.  ما هي الأساليب التي تمكن مطور المقياس من الحصول على شواهد تؤكد تحقيق صدق المفهوم للاختبار؟  يمكن التأكد من صدق المفهوم لأي اختبار من الاختبارات باستخدام مجموعة من الأساليب أو الإجراءات أو على أقل تقدير بعضها.   وفي الختام لا يسعوني إلا أن أشكر أستاذي الفاضل المحترم؛ د. خالد الدامغ مما أعطاني من إرشادات وتوجيهات منقطع النظير و أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

مختار عليّ طوح عبد الناصر - السعودية 

تعريف الصدق

وردت لفظة الصدق في المعجم الوسيط بمعان متعددة، حيث يقال صدق فلان في الحديث وأخبر بالواقع، كما يقال صدقه النصيحة الوالإخاء والوعد، والصادق من الثمر شديد الحلاوة ذلك أن التمر يغلب أن يكون حلواً وهذا ما هو معروف فيه. ويقال صادق الحكم بمعنى مخلص بلا هوىً. أما الصدق فهو الكامل من كل شيء إذ يقال رمح صدق مستو صلب، ورجل صدق للقاء ثبت فيه. أما الصدق فيعني مطابقة الكلام للواقع حسب اعتقاد المتكلم وكذا الأمر الصالح الذي لاشية فيه من نقص وكذب. في معجم ويبستر وردت كلمة صادق Valid بمعنى القوة النظامية، ومن معانيها أنها نفذت بصورة محكمة ووفق القانون، كما ورد من المعاني أن الشيء بني على أرضية حسنة ووفق مبادئ وأدلة من المعاني أيضا فعالية الشيء واشتقاقه وفق قواعد وأسس منطقية، أما لفظة الصدق Validity فمن معانيها النوعية التي يتمتع بها الشيء وكذا حقيقة مصداقية الشيء ووفق أسس قانونية.

أما التعريفات الاصطلاحية فمنها ما ورد في معايير الاختبارات النفسية والتربوية والمتعددة فقد عرّف ساكس 1980م الصدق Validity بأنه الدرجة التي تكون فيها المقاييس ذات فائدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بهدف أو غرض من الأغراض. أما ألن و ين (Allen & Yen) فإنهما يعرّفان الصدق بأنه قدرة الاختبار على أن يقيس ما وضع لقياسه. كرونباك (Cronbach) يصف الصدق بأنه العملية التي يبحث من خلالها مطور الاختبار عن دليل يدعم به الاستنتاجات التي من الممكن أن يصل إليها من خلال درجات الاختبار. 

وعرّفا الصدق كلا من مهرنز و لهمان (Mehrens & Lehman 1975) بأنه الدرجة التي يتمتع بها الاختبار في تحقيق أهداف محددة، ويؤكدان على أهداف عامة وهي: 

1. التنبؤ في أمور ذات علاقة بالمفحوص.

2. وصف المفحوص من جانب أو مجموعة من الجوانب.

 الصدق:   

يعتبر الصدق من أهم الجوانب التي يجب أن نتأكد من توفرها في الاختبار قبل استخدامه وهو يتعلق بسؤالين هامين هما:

1. ماذا يقيسه هذا الاختبار؟

2. ما هي درجة الدقة التي يقيس بها الاختبار ما يدعي قياسه؟

ولا يمكن الاعتماد في اختبار الاختبار على عنوانه، إذ الواقع أن عنوان الاختبار لا يدلنا على شيء إطلاقا عما يقيسه، ولا أدل على ذلك من مناقشتنا فيما سبق فيما يتعلق بتطور قياس الذكاء، فكم من اختبارات أطلق عليها اختبارات للذكاء، في الوقت الذي كانت فيه أبعد ما يمكن عن قياس هذا المفهوم أو التكوين الفرضي، وكم من اختبار وضعت لقياس الفهم ولم تكن تقيس غير التذكر الأصم، وهكذا، ولذا يجب من البداية أن نحذر من استخدام أي اختبار بناء على الاسم الذي يطلقه عليه مؤلفه، وقد يكون من أسلم الطرق ومن أكثر العادات فائدة في هذا المجال أن يتعلم مطبقو الاختبارات أن يتركوا اسم الاختبار جانبا وأن يتجهوا لفحصه والبحث عن المعلومات المتوفرة عنه وتجريبه.

ومفهوم الصدق مفهوم قديم، ولكنه تعرض كثيرا للتعديل والتغيير تبعا لانتشار واتساع حركة الاختبارات والمقاييس في العلوم الإنسانية المختلفة، فيوجد لدينا الآن أنواعا المختلفة يمكن تجميعها في ثلاثة أقسام رئيسية وهي :

1. الصدق المرتبط بالمحك Criterion-Related Validity 

2. صدق المحتوى Content Validity

3. الصدق التكويني Construct Validity 

ويعتبر هذا التقسيم من أحدث التقسيمات التي تمّ الاتفاق عليها في رابطة علماء النفس الأمريكية ولنناقش صدق المحك الذي هو محل بحثنا بشيء من التفصيل.

صدق المحكCriterion- related Validity  

صدق المحك هو العملية والإجراءات التي يتخذها مطور الاختبار من أجل الحصول على دليل عملي من سلوك وتصرفات المفحوص يدعم به النتائج التي يحصل عليها باستخدامه للاختبار ولذا فإن صدق المحك يعني الحكم الذي يصل إليه مطور الاختبار إزاء إمكانية الاستنتاج حول المفحوص بالاعتماد على نتيجته في الاختبار.

ولذا فبلغة الإحصاء يمكن اعتبار صدق المحك بأنه الارتباط الذي يوجد بين الدرجات على الاختبار ومحك أو معيار خارجي. ويندرج تحت صدق المحك نوعان الأول هو الصديق التلازمي والثاني هو الصدق التنبؤي.

تميز جمعية علم النفس الأمريكية بين الصدق التلازمي والصدق التنبؤي بناء على الفترة الزمنية الفاصلة بين تطبيق الاختبار والحصول على الدليل من المحك.

أ/ الصدق التلازمي Concurrent validity 

الصدق التلازمي يعني الارتباط الذي يوجد بين الاختبار وبين المحك على أن يتمّ جمع البيانات باستخدام الاختبار والمحك في نفس الوقت أو في أوقات متقاربة، فمثلا من الممكن أن يحقق الأخصائي الذي يطور مقياسا جديدا صدقه من خلال جمع بيانات محكية حول المفحوصين بالإضافة إلى الدرجات التي حصلوا عليها بتطبيق الاختبار عليهم وقد يكون المحك عبارة عن مقابلة إكلينيكية يجريها مع المفحوصين في نفس الوقت الذي يطبق فيه الاختبار. ولذا فمقدار العلاقة الموجودة بين الدرجات الاختبار ونتائج المقابلة يعتبر مؤشرا على صدق الاختبار. وبناء على هذا المفهوم يمكن القول إن الصق التلازمي يعني إلى أي مدى يمكن الاعتماد على درجة الفرد في الاختبار للحكم من خلالها على واقعة ووضعه في المحك. على سبيل المثال يمكن أن يستخدم مقياس الاكتئاب في اختبار الشخصية المتعددة الأوجه لتصنيف الأفراد من حيث وضعهم النفسي وفي نفس الوقت يمكن أن تستخدم المقابلة الإكلينيكية لتصنيف نفس الأفراد من حيث وضعهم النفسي فينا يتعلق بالاكتئاب وعليه فإنه كلما كان هناك تطابق في النتائج بين الاختبار والمقابلة الإكلينيكية كلما كان ذلك دالا على معامل صدق تلازمي مرتفع بينما إذا اختلف تصنيف الأفراد في الاختبار والمحك والذي هو في هذه الحالة المقابلة كلما انخفض معامل الصدق التلازمي. مثال آخر حول الصدق التلازمي إذ قد يطبق لقياس قدرة على التدريس وبعد ذلك يعطون مباشرة فرصة تدريس مجموعة من الطلاب، فالعلاقة بين درجاتهم على الاختبار ودرجاتهم على المحك والذي هو التدريس الفعلي ستكون مؤشرا على الصدق التلازمي. ووفق هذا التصور حول الصدق التلازمي من الممكن أن يكون المحك اختبار آخر سبق تحقيق صدقه ويقيس نفس الصفة أو الخاصية وقد سبق للمؤلف استخدام اختبار سبيلبرجر لقلق للاختبارات كمحك يقيس من خلال صدق اختبار قلق الاختبارات الذي قام بتطويره وطبق كلا الاختبارين على مجموعة من طلاب الجامعة السعوديين( ).

ب/ الصدق التنبؤي Predictive Validity 

الصدق التنبؤي يعني القدرة التي يتمتع بها الاختبار أو المقياس من أجل التنبؤ بينما سيكون عليه الفرد في صفة أو خاصية من الخصائص في المستقبل، ولذا سيكون المحك الذي يستدل به على صدق الاختبار ليس في نفس الوقت الذي يطبق فيه الاختبار بل في وقت متأخر عنه وقد يكون أشهرا أو سنينا. إن جمع البيانات حول المحك يحتاج من الأخصائي الانتظار حتى تتضح معالم حول وضع الفرد في الصفة أو الخاصية التي تمّ التنبؤ بها باستخدام الاختبار. ومن أبرز الأمثلة على الصدق التنبؤي للاختبارات اختبار طلاب الدراسات العليا GRE والذي يستخدم من أجل التنبؤ بنجاح ورسوب طلاب الدراسات العليا الذين يتم قبولهم في برامج الدراسات العليا في الجامعات، فالاختبار هو المتنبئ بينما نجاح ورسوب الطلاب في البرنامج هو المحك، في هذه الحالة لا يمكن جمع بيانات حوله إلا بعد فترة طويلة تصل إلى سنوات حين يلتحق الطلاب في البرنامج وإما أن ينجحوا ويكملوا البرنامج ومن ثم يحصلون على الدرجة وإما أن يخفقوا وينسحبوا من البرنامج، أيضا من مؤشرات الصدق التنبؤي حينما تستخدم الاختبارات من أجل التنبؤ في النجاح أو الفشل في العمل إذ قد يتم اختبار مجموعة من الموظفين بناء على اختبار من اختبارات الشخصية أو اختبار من الاختبارات العقلية بعد اختيارهم يعطون فرصة العمل ومن ثمّ يعرف من نجح في العمل ومن فشل وفق محك معيار يحدد للتمييز بين الناجحين والفاشلين في العمل وبعد ذلك تتم المقارنة بين درجات الأفراد في الاختبار والتي بناء عليها تم التنبؤ بنجاحهم وفشلهم في الوظيفة وبين البيانات التي جمعت حولهم في المحك. إن مؤشر الصدق التنبؤي هو العلاقة بين الدرجات على الاختبار والدرجات أو البيانات في المحك، ولذا فكلما ارتفع معامل الارتباط بينهما كلما دل ذلك على أن الاختبار والمحك يقيسان نفس الصفة أو الخاصية أما إذا انخفض معامل الارتباط بينهما فإن ذلك دلالة على أن كلا منهما يقيس شيئا يختلف عما يقيسه الآخر. وكما سبق الإشارة فإن عملية التنبؤ بالمحك من خلال الاختبار تتطلب استخدام معادلة الانحدار من أجل رسم أضل خط انحداري تتضح من خلاله درجات الاختبار وبعدها أو قربها من الدرجات على المحك.

إن أقصى معامل صدق محك يمكن الحصول عليه بغض النظر أهو صدق تنبؤي أو صدق تلازمي يفترض ألا يزيد عن الجذر التربيعي لنتائج ضرب معامل الاختبار بالمحك وفق المعادلة الآتية:

ر س . ص = (ر س س) (ر ص ص) 

إن الاعتماد على متنبئ واحد يتنبؤا به حول المحك قد لا يكون دقيقا كما يجب ولذا فقد يكون معامل الصدق التنبؤي منخفضا عند الاعتماد على متنبئ واحد وفي مثل هذا الوضع قد يعمد مستخدم الاختبار إلى إدخال متنبئات جديدة على شكل الاختبارات من أجل زيادة كفاءة عملية التنبؤ بالمحك وقد يكون من نتيجة هذا العمل زيادة كفاءة التنبؤ وزيادة تفسير المحك من خلال مصادر أخرى ولذا فإن التفسير الإضافي الذي يحدث باستخدام اختبار جديد غير الاختبار أو الاختبارات التي سبق استخدامها لعملية التنبؤ يعتبر صدقا إضافيا Incremental Validity ولذا فالصق الإضافي هو التفسير الإضافي للمحك والذي يسهم به الاختبار الجديد والذي لم تفسره الاختبارات الأخرى التي سبق استخدامها كمتنبئات. إن مما يؤثر على معامل الصدق التنبؤي الاطلاع على نتائج الاختبار من قبل من سيقوم بتحديد المستويات أو الدرجات على المحك فلو اطلع الإحصائي على درجات الأفراد في الاختبار فلربما تأثر وأعطى درجات منخفضة لهم عندما يجري مقابلة شخصية لهم ولذا فمن الواجب عدم اطلاع الإحصائي على نتائج الأفراد في الاختبار حتى لا يحدث ما يسمى بتلوث المحك  والذي هو عبارة عن ما تتعرض له التقديرات على المحك بسبب المعرفة المسبقة بنتائج المفحوصين على الاختبار.

ومن أجل تحقيق صدق المحك لاختبار من الاختبارات لابد من إتباع بعض الخطوات ومراعاة بعض الأمور منها: 

1. لابد من تحديد واختبار محك مناسب للموضوع الذي يقيسه الاختبار وهذا المحك يكون على شكل مؤشرات سلوكية يمكن الاستدلال من خلالها على مستوى الفرد وواقعه فيما هو مجال للقياس. فلو أن الاختبار الذي نود أن نحقق صدق المحك له اختبار لقياس الكفاءة القيادية لدى الأفراد فالمحك في هذه الحالة لابد من أن يكون مجموعة مؤشرات سلوكية تتضح على تصرفات وأفراد وعلاقات الفرد مما يستدل من خلالها على المستوى القيادي للفرد. وبعد تحديد المحك لابد من اختيار الطريقة التي سيتم بها قياس المحك. ولابد من أن تتوفر في المحك مجموعة خصائص منها أن يكون معتدل التكلفة، لا يحتاج إلى لوقت طويل لجمع البيانات حوله وأن يكون سهلا وميسر الاستخدام بالإضافة إلى اتصافه بخصائص الصدق والثبات ذلك أن المحك الذي يفتقد هذه الخصائص لا يمكن أن يعتمد عليه. كما أن المحك لابد من أن يكون مستقلا عن الاختبار وغر متأثر بأي حال من الأحوال.

2. تحديد عينة من المفحوصين يمثلون المجتمع الأصلي الذي سيستخدم الاختبار من أجله وهذا يعني ضرورة مراعاة خصائص العمر، الجنس، المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي فالإخفاق في ذلك يتسبب في نتائج متناقضة بين الاختبار والمحك.

3. بعد تحديد العينة واختيارها حسب الشروط يقوم مطور الاختبار بتطبيقه عليهم ومن ثم يحتفظ بالنتائج لكل مفحوص.

4. يقوم الأخصائي بجمع البيانات حول المحك ووضع الأفراد ومستواهم في المحك وذلك بقياس سلوكهم المرتبط بالمحك من خلال المؤشرات الدالة عليه فمثلا قد يتم قياس المحك لسكرتير من خلال مقدار ما طبعه من صفحات وأخطاء التي وقع فيها ومستوى الترتيب والتنظيم الذي يكون عليه إنجازه.

5. بعد جمع البيانات حول المفحوصين في الاختبار والمحك يقوم مطور الاختبار بحساب معامل الارتباط بين الدرجات على الاختبار وأداء الأفراد على المحك.

جـ/صدق المفهوم Construct Validity 

لقد سبق القول إن الخصائص النفسية سواء كانت انفعالية، عقلية أو مهاراتية قد يصعب التعامل المباشر معها في كثير من الأحيان ولذا يلزم التعامل معها بصورة غير مباشرة من خلال الآثار والنواتج السلوكية الدالة عليها. ولقد تم التأكيد على أن الخاصية النفسية هي نتاج تطور ونمو حضاري وثقافي وعلمي ووراثي ولذا لابد من أخذ هذه العناصر مجتمعة عند التعامل القياسي مع الصفات والخصائص النفسية مهما كانت طبيعة هذه الخصائص التي نتعامل. الدافعية، الذكاء، مفهوم الذات، الثقة بالنفس، الطموح . . . إلى آخره هذه كلها خصائص نفسية نعجز أن نتعامل معها بصورة مباشرة ومن ثن يلزم أن نتعامل معها بصورة غير مباشرة من خلال تحديد مجموعة من المؤشرات سلوكية تدل على من هذه الصفات. عندما نقوم بتطوير مقياس من المقاييس النفسية قد يتطلب الأمر تحقيق المفهوم لهذا المقياس ولذا يمكن تعريف صدق المفهوم علي أنه الحكم والقناعة العملية التي تتولد لدى مطور المقياس حول مناسبة الاستنتاجات التي يتوصل إليها من خلال الدرجات على الاختبار إزاء المستوى ووضع الفرد في صفة أو خاصية من الخصائص. ووفق هذا التعريف يمكن اعتبار المفهوم أو البناء النفسي Construct على أنه بمثابة فكرة علمية توظف من أجل وصف وتفسير السلوك محل العناية الاهتمام. الذكاء مفهوم يستخدم هذا المفهوم لتفسير أداء الفرد في المدرسة أو حتى لتفسير أدائه في الحياة بشكل عام. الدافعية مفهوم ويستخدم لتفسير سلوك وأداء الفرد في بيئة العمل، التوافق مفهوم ويستخدم لتفسير وفهم سلوك وأداء الفرد وعلاقاته في العمل، المنزل، المجتمع بشكل عام ومع ذاته بشكل خاص. كمنطلق أساسي لتحقيق صدق المفهوم لابد لمطور الاختبار من أن ينطلق من إفتراضيات تشكل وصفا وشرحا للسلوك وللأداء المحكي الدال علة الصفة أو الخاصية المقاسة من خلال المقياس، على أن يتضمن الوصف توقعات مطور المقياس حول سلوك الحاصلين درجات عالية في الاختبار وأولئك الحاصلين على درجات منخفضة في المقياس ومن خلال هذه الافتراضات قد تتشكل أسس وبدايات نظرية حول طبيعة الصفة أو الخاصية التي يراد للمقياس قياسها. ولكي يقال بتحقق صدق المفهوم للاختبار يفترض أن يسلك مرتفعو الدرجات ومنخفضو الدرجات بالصورة والكيفية التي تمّ افتراضها عند ما شرع في تطوير الاختبار.

هذا ويجب على مطور المقياس ألا يكتفي بهذه الجهود بل لا بد من أن يختبر فروضه مرة أخرى كي يتأكد من النتائج التي توصل لها في المرة الأولى. هذا وينظر كثير من القياسين إلى صدق المفهوم باعتباره حجر الأساس لأيّ مقياس يتم تطويره حتى أن هذا الفريق من العلماء يعتبرون أنواع الصدق الأخرى: صدق المحتوى وصدق المحكّ على أنها أنواع ونماذج من صدق المفهوم.

ما هي الأساليب التي تمكن مطور المقياس من الحصول على شواهد تؤكد تحقيق صدق المفهوم للاختبار؟

يمكن التأكد من صدق المفهوم لأي اختبار من الاختبارات باستخدام مجموعة من الأساليب أو الإجراءات أو على أقل تقدير بعضها. 

وفي الختام لا يسعوني إلا أن أشكر أستاذي الفاضل المحترم؛ د. خالد الدامغ مما أعطاني من إرشادات وتوجيهات منقطع النظير و أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

تعليقات