من مدرسة رمضان (تراويح فكرية)

صيد الفوائد من  مدرسة رمضان (تراويح فكرية)   الشيخ : مهدي سعيد كريزم - السعودية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،  وبعد  ليس الصيام  مجرد امتناع عن الطعام والشراب ،  فالله سبحانه وتعالى  لا يريد ان يعذبنا  او يحرمنا  من لأكل والشرب ، بل يريد سبحانه  منا  ان نحقق التقوى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه  ،  فتلك هي العبادة  والطاعة له سبحانه . من أسماء الله تعالى الحسنى : اسم الحكيم ،  فله الحكم والحكمة البالغة ، ولا يشرع شيئا الا لحكمة عظيمة  ؛ فأحكامه سبحانه في غاية الحكمة الكمال ،  وقد نعرف   الحكمة والسبب  من التشريعات الربانية  ،  وقد لا نعلمها ولا تهتدي  لها عقولنا ،وقد نعرف بعضها ، يخفى علينا الكثير منها . المؤمن الحق  يسمع ويطيع ويستسلم لله  في كل ما امر  سواء علم الحكمة والسبب او  لم يعلم  ،  لان الدين مبني على (سمعنا واطعنا)  ، ولا يمنع  ان نجتهد لمعرفة  الحكمة  من بعض التشريعات  والمخلوقات  … ولكن من النصوص نفسها  او من الدلائل الواضحة في ذلك  ، دون ان نتعسف  او نتبع الهوى. ذكر الله تعالى لنا الحكمة من فرض الصيام (صراحة )   فقال جل وعلا  يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم  لعلكم تتقون  .   فالحكمة من فرض الصيام  لعلنا نتقي   أي لكي نحقق التقوى بفعل ما امر الله  وترك ما نهى عنه  ،  لان الصيام  من اعظم العبادات  والأسباب التي تعين الانسان على القيام بأوامر الدين الأخرى. مدرسة الصيام  وسيلة عظمى  على ترك المحرمات !  فكيف ذلك ؟  لأن النفس اذا امتنعت عن الحلال في اثناء الصيام  كالطعام والشراب والجماع  طاعة لله وطمعا في رضاه سبحانه  ؛ وخوفا من عقابه ، فمن الأولى والأهم  ان تمتنع عن الحرام  ، فكان الصوم سببا في اتقاء المحرمات ؛ والتدرب على ذلك أيضا.  ومن حكمة الصيام :  التغلب على الشهوة ؛ فالنفس اذا شبعت مالت الى الشهوات ، واذا جاعت امتنعت عما تهوى ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر واحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ) أي حماية. ومدرسة الصيام  وسيلة الى شكر نعم الله تعالى ؛ فالصائم يكف نفسه عن الأكل والشرب والجماع  وهي من اعظم النعم  ؛ فالامتناع عنها  فترة من الزمن مع رغبته فيها  يجعله يعرف قدرها  ؛ فالنعم والخيرات مجهولة ؛ فاذا فقدناها  عرفنا قدرها ، فيحملنا ذلك على  شكرها . الصيام  يغرس في النفس الرحمة والرأفة والعطف على المساكين ، فان الصائم اذا ذاق الم الجوع بعض الوقت  ، فانه يتذكر المساكين الذين هذا حالهم دائما ،  فيرق قلبه  اليهم بالرحمة والإحسان ؛ فكان الصوم  سببا في تعميق شعور العطف على المساكين .  حكمة الصيام والصوم  ؛ ليس امتناع عن الاكل والشرب  فقط  فهذا  اقل شيء  فيه  بل  هو صوم  عن الكذب والغيبة والنميمة والزور والظلم  والعقوق والقطيعة  والاذى …  قال صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به  فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)  فهذا الحديث اصل عظيم في بيان الحكمة من مشروعية الصيام ، وانه ليس مجرد  امتناع عن الطعام والشراب، المسلم على طاعة الله ؛ فلا بد ان يتميز في صيامه  بتحقيق التقوى  فيترك ما اعتاده من التقصير في الواجبات ، ويترك ما اعتاده من المنكرات .  في الصيام قهر للشيطان ؛ فتضعف وسوسته واغراءاته  للإنسان ؛  فيترك المعاصي  .  في مدرسة الصيام  يتدرب المسلم على الإخلاص ومراقبة الله عز وجل  فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ؛ لعلمه ان الله مطلع عليه .  في مدرسة الصيام  تعويد للمسلم  على الاكثار من الطاعات ؛ لان الصائم غالبا تزيد طاعاته  فيتعود على ذلك .  في الصيام  تزهيد للإنسان في الدنيا وشهواتها، والترغيب في الاخرة.  وفي الصيام  تقديم رضا الله  على النفس ورغباتها  ابتغاء وجه الله ؛ ولهذا كان ثوابه عظيما .  في توقيت الصيام في  شهر رمضان تذكير بالقران الكريم  والحرص عليه وتلاوته ومدارسته ؛ وتذكير أيضا ببعثة النبي ورسالة الإسلام العظمى التي كانت بدايتها في هذا الشهر العظيم  مما يدعو ويحث على الاستمساك بهذا الدين العظيم . في الصيام  تخليص للإنسان من عبودية الشهوات ؛ وتربية على ضبط الغرائز ، والسيطرة على النفس . الصيام اكبر مدرسة للصبر ، وتعليم الصبر ، والتعود على الصبر، واكبر تدريب على التحمل ومجاهدة النفس ، ومقاومة الاهواء ، وهذا واضح جلي .  الصيام يعلم الصبر والسيطرة والتحكم في النفس والانفعالات والقرارات ،  ويعلم النظام والانضباط. الصيام يعلم  شيئا مهما جدا ، وهو  الأمانة  ،  وماذا بعد الأمانة !! لا شيء  !!  فمن تعلم الأمانة  بلغ  درجة الاحسان .  الصيام  يعلم الانسان  حسن الخلق وعظيم الادب  لان الصائم الحق  يمسك عن اللغو والصخب والرفث وقلة الادب وافات اللسان عامة ، ولا يتكلم الا بجميل الكلام  والتقدير والاحترام  .  والصيام يكسب البدن الصحة  والقوة ، وهذا ما اثبته الطب : فللصيام فوائد صحية كثيرة ، منها : انه ينقي الجسم من السموم  ، ويريح الجهاز الهضمي  ويحرق الدهون وهو مفيد لمرضى السكري والضغط  ؛  ويعزز جهاز المناعة  ، وله فوائد  كثيرة جدا  ليس هذا مقام سردها .  والصيام يقوي الإرادة والعزيمة بشكل كبير .  ومن مدرسة الصيام تربية النفس على التوبة. ومن حكم الصيام انه يربي النفس على العفو والتسامح ، لأنه يريد ان يحقق التقوى  ؛ ومن اعظم ما يحقق التقوى العفو عن الناس والمسامحة والصفح .  الصيام  يربي على  التحكم في الغضب وضبط النفس والانفعال ؛  لأنه منهي عن الرفث والفسوق والسب والشتم  ؛   وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم  عن الصائم (... فان سابه احد او قاتله ؛ فليقل اني امرؤ صائم ) ،فهذا توجيه من النبي الكريم  عن كيفية مواجهة السفهاء  ، وقليلي الادب  ؛ وفيه إشارة عن النهي عن الغضب . في الصيام وشهر رمضان  إشارة  الى وحدة المسلمين وانهم جسد واحد ؛ حيث يصوم الجميع في نقس التوقيت ؛  وفيه إشارة للأخوة ، والتعاون والتكافل ، والتراحم … الصيام يعلم  القيادة ، واولها قيادة النفس ، فمن  عرف كيف يقود نفسه امكنه  ان يقود غيره . في الصيام  تحقيق لمبدأ المساواة . والصيام  يعود الانسان  على التواضع  ولين الجانب ؛  حيث ان الانسان اذا احسن بضعفه  وانكساره  لانت نفسه وتواضع  .   فانظر أيها المسلم   الى تلك  الحكم العظيمة والفضائل الكبيرة  لفريضة الصيام وشهر رمضان ، وانظر الى تلك الدروس والفوائد والنتائج  التي تحقق مصالح الدنيا والدين ، وترقى  بالفرد والمجتمع، وتحقق أهدافا وغايات سامية  في  السلوك والأخلاق والعلم والعمل …..   تمت الاستفادة في هذه المادة من بعض كتابات الشيخ محمد المنجد والشيخ الدكتور سعد الحميد .   هذا ما تيسر  ونسأل الله ان يجعل فيما ذكرنا  النفع والفائدة

الباحث الإسلامي : مهدي سعيد كريزم - السعودية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد

ليس الصيام مجرد امتناع عن الطعام والشراب ، فالله سبحانه وتعالى لا يريد ان يعذبنا او يحرمنا من لأكل والشرب ، بل يريد سبحانه منا ان نحقق التقوى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فتلك هي العبادة والطاعة له سبحانه .

من أسماء الله تعالى الحسنى : اسم الحكيم ، فله الحكم والحكمة البالغة ، ولا يشرع شيئا الا لحكمة عظيمة ؛ فأحكامه سبحانه في غاية الحكمة الكمال ، وقد نعرف الحكمة والسبب من التشريعات الربانية ، وقد لا نعلمها ولا تهتدي لها عقولنا ،وقد نعرف بعضها ، يخفى علينا الكثير منها .

المؤمن الحق يسمع ويطيع ويستسلم لله في كل ما امر سواء علم الحكمة والسبب او لم يعلم ، لان الدين مبني على (سمعنا واطعنا) ، ولا يمنع ان نجتهد لمعرفة الحكمة من بعض التشريعات والمخلوقات … ولكن من النصوص نفسها او من الدلائل الواضحة في ذلك ، دون ان نتعسف او نتبع الهوى.

ذكر الله تعالى لنا الحكمة من فرض الصيام (صراحة ) فقال جل وعلا يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . فالحكمة من فرض الصيام لعلنا نتقي أي لكي نحقق التقوى بفعل ما امر الله وترك ما نهى عنه ، لان الصيام من اعظم العبادات والأسباب التي تعين الانسان على القيام بأوامر الدين الأخرى.

مدرسة الصيام وسيلة عظمى على ترك المحرمات ! فكيف ذلك ؟ لأن النفس اذا امتنعت عن الحلال في اثناء الصيام كالطعام والشراب والجماع طاعة لله وطمعا في رضاه سبحانه ؛ وخوفا من عقابه ، فمن الأولى والأهم ان تمتنع عن الحرام ، فكان الصوم سببا في اتقاء المحرمات ؛ والتدرب على ذلك أيضا.

ومن حكمة الصيام : التغلب على الشهوة ؛ فالنفس اذا شبعت مالت الى الشهوات ، واذا جاعت امتنعت عما تهوى ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر واحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ) أي حماية.

ومدرسة الصيام وسيلة الى شكر نعم الله تعالى ؛ فالصائم يكف نفسه عن الأكل والشرب والجماع وهي من اعظم النعم ؛ فالامتناع عنها فترة من الزمن مع رغبته فيها يجعله يعرف قدرها ؛ فالنعم والخيرات مجهولة ؛ فاذا فقدناها عرفنا قدرها ، فيحملنا ذلك على شكرها .
الصيام يغرس في النفس الرحمة والرأفة والعطف على المساكين ، فان الصائم اذا ذاق الم الجوع بعض الوقت ، فانه يتذكر المساكين الذين هذا حالهم دائما ، فيرق قلبه اليهم بالرحمة والإحسان ؛ فكان الصوم سببا في تعميق شعور العطف على المساكين .

حكمة الصيام والصوم ؛ ليس امتناع عن الاكل والشرب فقط فهذا اقل شيء فيه بل هو صوم عن الكذب والغيبة والنميمة والزور والظلم والعقوق والقطيعة والاذى … قال صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) فهذا الحديث اصل عظيم في بيان الحكمة من مشروعية الصيام ، وانه ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، المسلم على طاعة الله ؛ فلا بد ان يتميز في صيامه بتحقيق التقوى فيترك ما اعتاده من التقصير في الواجبات ، ويترك ما اعتاده من المنكرات .

  • في الصيام قهر للشيطان ؛ فتضعف وسوسته واغراءاته للإنسان ؛ فيترك المعاصي .
  • في مدرسة الصيام يتدرب المسلم على الإخلاص ومراقبة الله عز وجل فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ؛ لعلمه ان الله مطلع عليه .
  • في مدرسة الصيام تعويد للمسلم على الاكثار من الطاعات ؛ لان الصائم غالبا تزيد طاعاته فيتعود على ذلك .
  • في الصيام تزهيد للإنسان في الدنيا وشهواتها، والترغيب في الاخرة.
  • وفي الصيام تقديم رضا الله على النفس ورغباتها ابتغاء وجه الله ؛ ولهذا كان ثوابه عظيما .
  • في توقيت الصيام في شهر رمضان تذكير بالقران الكريم والحرص عليه وتلاوته ومدارسته ؛ وتذكير أيضا ببعثة النبي ورسالة الإسلام العظمى التي كانت بدايتها في هذا الشهر العظيم مما يدعو ويحث على الاستمساك بهذا الدين العظيم .
  • في الصيام تخليص للإنسان من عبودية الشهوات ؛ وتربية على ضبط الغرائز ، والسيطرة على النفس .
  • الصيام اكبر مدرسة للصبر ، وتعليم الصبر ، والتعود على الصبر، واكبر تدريب على التحمل ومجاهدة النفس ، ومقاومة الاهواء ، وهذا واضح جلي .
  • الصيام يعلم الصبر والسيطرة والتحكم في النفس والانفعالات والقرارات ، ويعلم النظام والانضباط.
  • الصيام يعلم شيئا مهما جدا ، وهو الأمانة ، وماذا بعد الأمانة !! لا شيء !! فمن تعلم الأمانة بلغ درجة الاحسان .
  • الصيام يعلم الانسان حسن الخلق وعظيم الادب لان الصائم الحق يمسك عن اللغو والصخب والرفث وقلة الادب وافات اللسان عامة ، ولا يتكلم الا بجميل الكلام والتقدير والاحترام .
  • والصيام يكسب البدن الصحة والقوة ، وهذا ما اثبته الطب : فللصيام فوائد صحية كثيرة ، منها : انه ينقي الجسم من السموم ، ويريح الجهاز الهضمي ويحرق الدهون وهو مفيد لمرضى السكري والضغط ؛ ويعزز جهاز المناعة ، وله فوائد كثيرة جدا ليس هذا مقام سردها .
  • والصيام يقوي الإرادة والعزيمة بشكل كبير .
  • ومن مدرسة الصيام تربية النفس على التوبة.
  • ومن حكم الصيام انه يربي النفس على العفو والتسامح ، لأنه يريد ان يحقق التقوى ؛ ومن اعظم ما يحقق التقوى العفو عن الناس والمسامحة والصفح .
  • الصيام يربي على التحكم في الغضب وضبط النفس والانفعال ؛ لأنه منهي عن الرفث والفسوق والسب والشتم ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الصائم (... فان سابه احد او قاتله ؛ فليقل اني امرؤ صائم ) ،فهذا توجيه من النبي الكريم عن كيفية مواجهة السفهاء ، وقليلي الادب ؛ وفيه إشارة عن النهي عن الغضب .
  • في الصيام وشهر رمضان إشارة الى وحدة المسلمين وانهم جسد واحد ؛ حيث يصوم الجميع في نقس التوقيت ؛ وفيه إشارة للأخوة ، والتعاون والتكافل ، والتراحم …
  • الصيام يعلم القيادة ، واولها قيادة النفس ، فمن عرف كيف يقود نفسه امكنه ان يقود غيره .
  • في الصيام تحقيق لمبدأ المساواة .
  • والصيام يعود الانسان على التواضع ولين الجانب ؛ حيث ان الانسان اذا احسن بضعفه وانكساره لانت نفسه وتواضع .

فانظر أيها المسلم الى تلك الحكم العظيمة والفضائل الكبيرة لفريضة الصيام وشهر رمضان ، وانظر الى تلك الدروس والفوائد والنتائج التي تحقق مصالح الدنيا والدين ، وترقى بالفرد والمجتمع، وتحقق أهدافا وغايات سامية في السلوك والأخلاق والعلم والعمل …..

تمت الاستفادة في هذه المادة من بعض كتابات الشيخ محمد المنجد والشيخ الدكتور سعد الحميد .
هذا ما تيسر ونسأل الله ان يجعل فيما ذكرنا النفع والفائدة
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman