أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

لماذا خلقنا الله تعالى ؟ وهل خلقنا للعبادة ؟

لماذا خلقنا الله تعالى ؟ وهل خلقنا للعبادة ؟  الباحث: مهدي سعيد كريزم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .  لماذا خلقنا الله تعالى ؟ فالجواب المباشر السريع ؛ والمعروف عند كل الناس هو ان الله تعالى خلقنا لعبادته ، والدليل قوله تعالى في سورة الذاريات ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )  فهذا الجواب صحيح في الجملة ، ويكفي ان يكون جوابا ، ولكن دعونا نضيف -ايضا - قوله تعالى في سورة البقرة : ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ) فهذا سبب اخر للخلق ؛ ان يكون خليقة ، اي خليفة لله في الارض ؛ او عن الله في الارض ( ان جاز هذا التعبير)  وخليفة يخلف بعضهم بعضا ، ثم جاء الرد من الملائكة فورا ! اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ اذن ذلك الخليفة من الانس سوف يفسد في الأرض بالمعاصي والخطايا ؛ وسوف يسفك الدماء بالقتل والاجرام … ومثله كذلك الجن ففيهم الفساد والقتل والخطايا .. اذن : فهذا الخليفة البشري الانسي ليس مؤهلا لعبادة الله تعالى ؛ العبادة الحقة الشاملة الكاملة ! لأن هذه الاية ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة..)  تفيد انه لم يخلقه للعبادة ابتداء .  ثم لننظر ايضا في قوله تعالى في سورة هود ( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين ، الا من رحم ربك ولذلك خلقهم … ) ففي هذه الاية ايضا معنى اخر ، وسبب اخر لخلق الناس هو ان يختلفوا ؛ وليس للعبادة ؛ (والاختلاف قد يكون ايجابيا اوسلبيا ) وهناك ايات اخرى تشير الى ان هذا الخلق من الانس والجن لم يخلق للعبادة ، او بالاصح لم يخلق للعبادة ابتداء ، او لم يخلق للعبادة الكاملة كالملائكة مثلا .  لقد اخذ معظم المفسرين رحمهم الله ان سبب خلق الانس والجن هو العبادة فقط استنادا الى الاية الاولى ( وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ) وقالوا : معنى يعبدون اي يوحدون ويطيعون .. ولكن نقول : لابد من جمع الايات كلها معا ، وهذا ممكن ، فلا يسوغ لنا ان نأخذ اية واحدة ونترك الايات الاخرى ، او نؤولها فقط.  – شرح وبيان  نقول اولا : مانوع اللام في قوله تعالى ( الا ليعبدون ) هل هي لام التعليل بمعنى ( كي ) اي كي يعبدون ، او بمعنى ( لأن ) اي لأن يعبدون ، او هي لام الطلب والامر ؟ ان غالب المفسرين والعلماء قالوا انها لام التعليل ، وعلى هذا يكون المعنى : ان الله تعالى خلق الخلق للعبادة فقط ؛ وأكد ذلك ايضا بدليل اخر وهو اداة الحصر ( الا ) اي سبب الخلق هو للعبادة حصرا لا غير ، ونقول : لو كانت اللام للتعليل فالمعنى : ان الله خلق الانس والجن للعبادة ؛ وخصهم للعبادة في اصل خلقتهم وفطرتهم ! ولكننا نرى ان الجن والانس ليسوا هكذا فأكثرهم لايعبدون ؛ واكثرهم كفار غير مؤمنين ! فكيف سيكون معنى الاية ؟ وهي لم تتحقق حسب مراد الله تعالى في قوله ( الا ليعبدون ) ونحن نرى اكثر الناس لايعبدون ، اذن فالمعنى بهذا التفسير لا يسوغ ؛ خاصة اننا نعلم ان الله تعالى خلق كل شئ فقدره تقديرا ، وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ، فكلمة يعبدون في الاية ضمن ارادة الله تعالى الشرعية لا الكونية فارادة الله الشرعية قد تتحقق وقد لا تتحقق فالله سبحانه يريد من كل الناس ان يؤمنوا ؛ فهل كل الناس امنوا ؟ كلا ! فتكون اللام هنا لام الطلب والأمر ؛ وهذا - والله اعلم - هو اقرب لمعنى الاية ؛ وكذلك بسب ما وقع من الناس من عدم العبادة ؛ فتكون اللام هي لام الطلب والامر ، فالله تعالى خلق الجن والانس وطلب منهم وأمرهم ان يعبدوه ؛ فمنهم من اطاع ومنهم من عصى ، فالموضوع امر ونهي (بالاختيار) كالحلال والحرام ، مثل قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة ) فهل كل الخلق اقاموا الصلاة واتوا الزكاة ! كلا . اذن فيكون معنى الاية ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ) من هذا الباب .  ويكون سبب خلق الانسان ليس شيئا واحدا فقط ؛ بل عدة اشياء فهو خليفة في الأرض وللاختلاف ، وايضا للعبادة (اختياريا ) وليس الزاما من الله تعالى ، وليس المقصود من (اختياريا ) انه حر ، كلا ! بل انه مأمور بالعبادة والطاعة لله ، وهو يختار ما يشاء ؛ فان امن فله الجنة ، وان كفر فله النار ، قال تعالى : ( وهديناه النجدين) فانه لو كان الزاما من الله تعالى لوجب ان يكون كل الخلق عابدون طائعون . اول ما خلق الله ادم جعله خليفة في الأرض ؛ وجبله وذريته على الاختلاف ثم عبدوه على ذلك ، اي على مافيهم من الاختلاف. طبيعة خلق الانسان التي خلقه الله عليها انه ضعيف وجزوع وهلوع ولايتمالك ويحب الشهوات وينسى .. وووو …. فتلك صفات لا تؤهله لعبادة الله حق العبادة ؛ مثل الملائكة . بالمعنى العام لمسمى العباد ؛ فكل الخلق عباد لله مؤمنهم وكافرهم ، فموسى عليه السلام عبد مؤمن ، وفرعون عبد كافر ، فكل الخلق عباده ، فأرسل اليهم الرسل لكي يدعوهم الى الايمان والعبادة ؛ فمن أمن فهو عبد مؤمن ، ومن كفر فهو عبد كافر ؛ فحتى مع كفره ايضا يبقى عبد ذليل لله . ليس هناك عبد مؤهل ليدخل الجنة بعبادته وعمله فقط ( ولو كان نبيا ) الا برحمة الله ، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( .. فانه لن يدخل الجنة احدا عمله ، قالوا ولا انت يارسول الله ، قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه برحمة ) فالانسان لم يخلق للعبادة فقط ، وهو غير مؤهل لتلك العبادة الكاملة الا من رحم الله ، ومع ذلك يجب عليه ان يعبد الله كما امره بقدر استطاعته . مفهوم العبادة الشامل ، يتضمن الخضوع لله والاستسلام له وليس أداء الواجبات والفرائض فقط . ومن الاسباب لخلق الانسان ايضا ، ان تتحقق في المؤمنين اسماء الله الحسنى ومقتضياتها من الرحمة والمغفرة والعفو والحفظ … فمثلا : من أسماء الله تعالى اسم ( الغفور ) فلو كان كل البشر عابدون حق العبادة كالملائكة ؛ فلن يتحقق مقتضى اسم الغفور ، لانه لايوجد احد عاصي او تائب ليغفر الله له ؛ فلكلهم عابدون طائعون !! ولكي تتحقق ايضا اسماؤه وصفاته على الكافرين والظالمين من القوة والبطش والعقاب .. لو اراد الله تعالى من الانسان ان يكون محققا للعبادة الكاملة لصرف عنه صفات الضعف والعجز والشهوات ، والشيطان ، ولم يشغله بالاموال والاولاد (كالملائكة ) لان خلقه الفطري مغاير لتحقيق العبادة الكاملة الدائمة ؛ كالملائكة ؛ الذين كانوا وما زالوا غاية في العبادة ؛ لكنهم لايعلمون الحكمة والغيب . ومن اسباب خلق الانسان - ايضا - عمارة الأرض ، ولو ارادنا الله تعالى للعبادة بشكل كامل لهيأنا لذلك بحيث لا نعصي ابدا ، ونكون كالملائكة. ولو خلقنا للعبادة فقط كغاية لنا ؛ لما ارسل الرسل وانزل الكتب ، ولما جاءت رحمات الله والعفو ومضاعفة الاجر  واخيرا : الخلاصة اصبح لدينا عدة أسباب وحكم لخلق الانسان : العبادة / خليفة في الارض / عمارة الارض / الاختلاف / تحقيق مقتضيات اسماء الله وصفاته ؛ وهناك حكم اخرى لا نعلمها .. وان الله تعالى خلقنا وأراد منا العبادة وأمرنا بها ؛ ( وواجب علينا ان نقوم بهذا ) ولكنه لم يخلقنا في اصل تكويننا الجسدي والروحي كالملائكة للعبادة الكاملة ؛ فكانت عبادتنا حسب استطاعتنا ، وان الدنيا هي دار اختباروابتلاء وفتة ، واننا خلال عبادتنا له سبحانه نعمر الأرض للمعيشة بما يعيننا على تلك العبادة ، وكذلك فاننا خلال هذه الحياة نختلف فيما بيننا ونختلف باستمرار ، وان هذه الارض والحياة الدنيا هي( وعاء ممارسة العبادة ) اي ان الحياة الدنيا هي مكان العبادة ووعائها وموضعها التي تتحقق فيه ، فالمكان الذي نؤدي فيه عبادة الله تعالى هو الارض ، فكان لابد من عمارتها واصلاحها والسعي فيها والكسب والعمل والحركة ، فهناك وقت كبير مصروف لعمارة الارض ؛ وهو واجب علينا ايضا . واعيد لملمة المعنى بعبارة اخرى وفهم متواضع ؛ يتضمن ربط كل الايات الكريمة مع بعضها ، فأقول : من حقق الخلافة الصحيحة في الارض فاصلح ولم يفسد ولم يسفك الدماء … وامن وعبد الله كما امره بقدر استطاعته وطاقته ، وحسب صفاته التي خلقه الله بها ؛ ثم عمر الارض وسعى فيها ، وتمتع بملذاتها ، كالزواج و الطعام والشراب والزينة حسب ماشرعه الله له … وعمل كل ماسبق طاعة لله وتنفيذا لاوامره واخلاصا له فسيكون قد حقق العبادة ، وحقق ايضا ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) جزاكم الله خيرا على الصبر والتحمل فالموضوع قد تناثرت عناصره ؛ وكان لابد من الاطناب

الباحث الإسلامي: مهدي سعيد كريزم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
لماذا خلقنا الله تعالى ؟ فالجواب المباشر السريع ؛ والمعروف عند كل الناس هو ان الله تعالى خلقنا لعبادته ، والدليل قوله تعالى في سورة الذاريات ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )

فهذا الجواب صحيح في الجملة ، ويكفي ان يكون جوابا ، ولكن دعونا نضيف -ايضا - قوله تعالى في سورة البقرة : ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ) فهذا سبب اخر للخلق ؛ ان يكون خليقة ، اي خليفة لله في الارض ؛ او عن الله في الارض ( ان جاز هذا التعبير)

وخليفة يخلف بعضهم بعضا ، ثم جاء الرد من الملائكة فورا ! اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ اذن ذلك الخليفة من الانس سوف يفسد في الأرض بالمعاصي والخطايا ؛ وسوف يسفك الدماء بالقتل والاجرام … ومثله كذلك الجن ففيهم الفساد والقتل والخطايا .. اذن : فهذا الخليفة البشري الانسي ليس مؤهلا لعبادة الله تعالى ؛ العبادة الحقة الشاملة الكاملة ! لأن هذه الاية ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة..)
تفيد انه لم يخلقه للعبادة ابتداء .

ثم لننظر ايضا في قوله تعالى في سورة هود ( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين ، الا من رحم ربك ولذلك خلقهم … ) ففي هذه الاية ايضا معنى اخر ، وسبب اخر لخلق الناس هو ان يختلفوا ؛ وليس للعبادة ؛ (والاختلاف قد يكون ايجابيا اوسلبيا ) وهناك ايات اخرى تشير الى ان هذا الخلق من الانس والجن لم يخلق للعبادة ، او بالاصح لم يخلق للعبادة ابتداء ، او لم يخلق للعبادة الكاملة كالملائكة مثلا .

لقد اخذ معظم المفسرين رحمهم الله ان سبب خلق الانس والجن هو العبادة فقط استنادا الى الاية الاولى ( وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ) وقالوا : معنى يعبدون اي يوحدون ويطيعون .. ولكن نقول : لابد من جمع الايات كلها معا ، وهذا ممكن ، فلا يسوغ لنا ان نأخذ اية واحدة ونترك الايات الاخرى ، او نؤولها فقط.

– شرح وبيان

نقول اولا : مانوع اللام في قوله تعالى ( الا ليعبدون ) هل هي لام التعليل بمعنى ( كي ) اي كي يعبدون ، او بمعنى ( لأن ) اي لأن يعبدون ، او هي لام الطلب والامر ؟ ان غالب المفسرين والعلماء قالوا انها لام التعليل ، وعلى هذا يكون المعنى : ان الله تعالى خلق الخلق للعبادة فقط ؛ وأكد ذلك ايضا بدليل اخر وهو اداة الحصر ( الا ) اي سبب الخلق هو للعبادة حصرا لا غير ، ونقول : لو كانت اللام للتعليل فالمعنى : ان الله خلق الانس والجن للعبادة ؛ وخصهم للعبادة في اصل خلقتهم وفطرتهم ! ولكننا نرى ان الجن والانس ليسوا هكذا فأكثرهم لايعبدون ؛ واكثرهم كفار غير مؤمنين ! فكيف سيكون معنى الاية ؟ وهي لم تتحقق حسب مراد الله تعالى في قوله ( الا ليعبدون ) ونحن نرى اكثر الناس لايعبدون ، اذن فالمعنى بهذا التفسير لا يسوغ ؛ خاصة اننا نعلم ان الله تعالى خلق كل شئ فقدره تقديرا ، وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ، فكلمة يعبدون في الاية ضمن ارادة الله تعالى الشرعية لا الكونية فارادة الله الشرعية قد تتحقق وقد لا تتحقق فالله سبحانه يريد من كل الناس ان يؤمنوا ؛ فهل كل الناس امنوا ؟ كلا ! فتكون اللام هنا لام الطلب والأمر ؛ وهذا - والله اعلم - هو اقرب لمعنى الاية ؛ وكذلك بسب ما وقع من الناس من عدم العبادة ؛ فتكون اللام هي لام الطلب والامر ، فالله تعالى خلق الجن والانس وطلب منهم وأمرهم ان يعبدوه ؛ فمنهم من اطاع ومنهم من عصى ، فالموضوع امر ونهي (بالاختيار) كالحلال والحرام ، مثل قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة ) فهل كل الخلق اقاموا الصلاة واتوا الزكاة ! كلا . اذن فيكون معنى الاية ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ) من هذا الباب .

ويكون سبب خلق الانسان ليس شيئا واحدا فقط ؛ بل عدة اشياء فهو خليفة في الأرض وللاختلاف ، وايضا للعبادة (اختياريا ) وليس الزاما من الله تعالى ، وليس المقصود من (اختياريا ) انه حر ، كلا ! بل انه مأمور بالعبادة والطاعة لله ، وهو يختار ما يشاء ؛ فان امن فله الجنة ، وان كفر فله النار ، قال تعالى : ( وهديناه النجدين)

فانه لو كان الزاما من الله تعالى لوجب ان يكون كل الخلق عابدون طائعون .
  1. اول ما خلق الله ادم جعله خليفة في الأرض ؛ وجبله وذريته على الاختلاف ثم عبدوه على ذلك ، اي على مافيهم من الاختلاف.
  2. طبيعة خلق الانسان التي خلقه الله عليها انه ضعيف وجزوع وهلوع ولايتمالك ويحب الشهوات وينسى .. وووو …. فتلك صفات لا تؤهله لعبادة الله حق العبادة ؛ مثل الملائكة .
  3. بالمعنى العام لمسمى العباد ؛ فكل الخلق عباد لله مؤمنهم وكافرهم ، فموسى عليه السلام عبد مؤمن ، وفرعون عبد كافر ، فكل الخلق عباده ، فأرسل اليهم الرسل لكي يدعوهم الى الايمان والعبادة ؛ فمن أمن فهو عبد مؤمن ، ومن كفر فهو عبد كافر ؛ فحتى مع كفره ايضا يبقى عبد ذليل لله .
  4. ليس هناك عبد مؤهل ليدخل الجنة بعبادته وعمله فقط ( ولو كان نبيا ) الا برحمة الله ، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( .. فانه لن يدخل الجنة احدا عمله ، قالوا ولا انت يارسول الله ، قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه برحمة ) فالانسان لم يخلق للعبادة فقط ، وهو غير مؤهل لتلك العبادة الكاملة الا من رحم الله ، ومع ذلك يجب عليه ان يعبد الله كما امره بقدر استطاعته .
  5. مفهوم العبادة الشامل ، يتضمن الخضوع لله والاستسلام له وليس أداء الواجبات والفرائض فقط .
  6. ومن الاسباب لخلق الانسان ايضا ، ان تتحقق في المؤمنين اسماء الله الحسنى ومقتضياتها من الرحمة والمغفرة والعفو والحفظ … فمثلا : من أسماء الله تعالى اسم ( الغفور ) فلو كان كل البشر عابدون حق العبادة كالملائكة ؛ فلن يتحقق مقتضى اسم الغفور ، لانه لايوجد احد عاصي او تائب ليغفر الله له ؛ فلكلهم عابدون طائعون !!
  7. ولكي تتحقق ايضا اسماؤه وصفاته على الكافرين والظالمين من القوة والبطش والعقاب ..
  8. لو اراد الله تعالى من الانسان ان يكون محققا للعبادة الكاملة لصرف عنه صفات الضعف والعجز والشهوات ، والشيطان ، ولم يشغله بالاموال والاولاد (كالملائكة ) لان خلقه الفطري مغاير لتحقيق العبادة الكاملة الدائمة ؛ كالملائكة ؛ الذين كانوا وما زالوا غاية في العبادة ؛ لكنهم لايعلمون الحكمة والغيب .
  9. ومن اسباب خلق الانسان - ايضا - عمارة الأرض ، ولو ارادنا الله تعالى للعبادة بشكل كامل لهيأنا لذلك بحيث لا نعصي ابدا ، ونكون كالملائكة.
ولو خلقنا للعبادة فقط كغاية لنا ؛ لما ارسل الرسل وانزل الكتب ، ولما جاءت رحمات الله والعفو ومضاعفة الاجر

واخيرا : الخلاصة

اصبح لدينا عدة أسباب وحكم لخلق الانسان : العبادة / خليفة في الارض / عمارة الارض / الاختلاف / تحقيق مقتضيات اسماء الله وصفاته ؛ وهناك حكم اخرى لا نعلمها ..

وان الله تعالى خلقنا وأراد منا العبادة وأمرنا بها ؛ ( وواجب علينا ان نقوم بهذا ) ولكنه لم يخلقنا في اصل تكويننا الجسدي والروحي كالملائكة للعبادة الكاملة ؛ فكانت عبادتنا حسب استطاعتنا ، وان الدنيا هي دار اختباروابتلاء وفتة ، واننا خلال عبادتنا له سبحانه نعمر الأرض للمعيشة بما يعيننا على تلك العبادة ، وكذلك فاننا خلال هذه الحياة نختلف فيما بيننا ونختلف باستمرار ، وان هذه الارض والحياة الدنيا هي( وعاء ممارسة العبادة ) اي ان الحياة الدنيا هي مكان العبادة ووعائها وموضعها التي تتحقق فيه ، فالمكان الذي نؤدي فيه عبادة الله تعالى هو الارض ، فكان لابد من عمارتها واصلاحها والسعي فيها والكسب والعمل والحركة ، فهناك وقت كبير مصروف لعمارة الارض ؛ وهو واجب علينا ايضا .

واعيد لملمة المعنى بعبارة اخرى وفهم متواضع ؛ يتضمن ربط كل الايات الكريمة مع بعضها ، فأقول : من حقق الخلافة الصحيحة في الارض فاصلح ولم يفسد ولم يسفك الدماء … وامن وعبد الله كما امره بقدر استطاعته وطاقته ، وحسب صفاته التي خلقه الله بها ؛ ثم عمر الارض وسعى فيها ، وتمتع بملذاتها ، كالزواج و الطعام والشراب والزينة حسب ماشرعه الله له … وعمل كل ماسبق طاعة لله وتنفيذا لاوامره واخلاصا له فسيكون قد حقق العبادة ، وحقق ايضا ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
جزاكم الله خيرا على الصبر والتحمل فالموضوع قد تناثرت عناصره ؛ وكان لابد من الاطناب
تعليقات