أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

النقص الحادّ في المياه يفاقم أزمة سكّان مدينة ميكولايف الأوكرانيّة

النقص الحادّ في المياه يفاقم أزمة سكّان مدينة ميكولايف الأوكرانيّة

النقص الحادّ في المياه يفاقم أزمة سكّان مدينة ميكولايف الأوكرانيّة  سكّان مدينة ميكولايف الأوكرانيّة يعبئون المياه في 24 أيّار/مايو 2022 (وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) على وقع أصوات قصف يدويّ بعيداً وصفّارات إنذارٍ تعلو بين الحين والآخر، تنتظر أنّا بوندار بصبرٍ دورها لملء مياه الشرب في مدينة ميكولايف الأوكرانيّة. تمضي هذه السيّدة البالغة من العمر 79 عاماً ثلاث ساعات يومياً لتعبئة المياه والعودة بها إلى المنزل حيث يرقد زوجها طريح الفراش. وتقول لوكالة فرانس برس "أشعر بتعبٍ شديد". هذه الرحلة اليوميّة قد تزداد شقاءً مع ارتفاع درجات الحرارة على أبواب الصيف في جنوب أوكرانيا. ومنذ انقطاع خطّ إمداد المياه إلى ميكولايف جراء المعارك، يخرج سكّان المدينة الواقعة على بعد كيلومترات من الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسيّة، سيراً على الأقدام أو على الدرّاجات أو في سياراتهم بحثاً عن صهاريج المياه. وقد بات نقص المياه جزءاً من مصاعب لا تحصى تطبع الحياة اليومية لسكّان المدينة منذ بدء الغزو الروسيّ في 24 شباط/فبراير. في هذه المدينة التي كانت تعدّ نصف مليون نسمة قبل الحرب، وفي نواحٍ أخرى من أوكرانيا، تصطف السيارات في طوابير لساعات طويلة أمام محطّات الوقود، بعد أنّ عطلت الهجمات الروسيّة الامدادات في البلاد. يواجه السكّان صعوبات أخرى إذ أقفلت متاجر وشركات عدّة أبوابها ولم يعد باستطاعة الأطفال التوجّه إلى المدارس مكتفين بالتعلّم عن بعد. ويتساءل الخبّاز فاليري باريشيف (27 عاماً)، وهو يحمّل عبوات المياه على درّاجته الهوائية "تتألّف عائلتي من أربعة أشخاص، أتتخيّلون كميّة المياه التي نحتاجها للاغتسال أو الطهي أو تحضير الشاي؟". ويشرح أنّ عليه تأمين 120 ليتر من المياه يومياً إذا احتسب الكميّة التي يحتاجها في عمله. - "إحباط جسديّ ونفسيّ" - وعلى السكّان الانتظار لمدّة "شهر على الأقلّ" قبل أن تعود المياه إلى منازلهم، بحسب السلطات المحليّة. ويؤكّد الملازم أول دميترو بلنتنتشوك من الإدارة العسكريّة للمدينة لوكالة فرانس برس "نحاول حلّ المشكلة بأسرع وقت"، مضيفاً "الأمر يتطلّب وقتاً، نواجه مشاكل تقنيّة عدّة، بما في ذلك حفر الآبار ومعالجة المياه. وبانتظار عودة المياه إلى مجاريها، يضطرّ السكّان إلى شراء عبوات المياه، وهو أمرٌ مكلفٌ بالنسبة لبعضهم ممن خسروا مصادر دخلهم منذ أشهر بسبب الحرب. ويروي فيكتور أودنوتوف المتقاعد البالغ من العمر 69 عاماً "أحياناً آتي إلى هنا مرّة كلّ يومين، ومرّات أخرى اضطرّ للقدوم مرّتين في اليوم". ويشرح أودنوتوف "الأمر محبطٌ جسدياً ونفسياً. أشكر الله على أنّني أستطيع نقل 20 ليتر من المياه، لكن عندما أشعر بألم في الظهر، لا يمكن حتىّ أن أحمل عبوة من خمسة ليترات". من جهته، يقول فولوديمير بوبيدنسكي (82 عاماً) إنّه غالباً ما يخرج بمفرده للحصول على المياه التي يستخدمها في طهي الـ"بورشتش"، وهو حساءٌ أوكرانيّ تقليديّ مصنوع من الشمندر. ولا يخفي بوبيدنسكي أنّه أحسّ بسعادة عندما أيقن أنّه لا يزال قادراً على حمل المياه في سنّه هذا. لكن في المقابل يعبّر بوبيدنسكي المولود في روسيا لفرانس برس عن صدمته الكبيرة بالغزو الروسي لأوكرانيا "هذا يجعلني حزيناً للغاية" مستذكراً الزيارات العديدة التي كان يجريها برفقة زوجته لتفقّد عائلته وأصدقائه في روسيا. ويقول "كنّا نساعد أهلنا على الاعتناء بحديقتهم، لكننا اليوم لا يمكن حتى أن نزوره قبرهم".
سكّان مدينة ميكولايف الأوكرانيّة يعبئون المياه في 24 أيّار/مايو 2022

(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

على وقع أصوات قصف يدويّ بعيداً وصفّارات إنذارٍ تعلو بين الحين والآخر، تنتظر أنّا بوندار بصبرٍ دورها لملء مياه الشرب في مدينة ميكولايف الأوكرانيّة.
تمضي هذه السيّدة البالغة من العمر 79 عاماً ثلاث ساعات يومياً لتعبئة المياه والعودة بها إلى المنزل حيث يرقد زوجها طريح الفراش. وتقول لوكالة فرانس برس "أشعر بتعبٍ شديد".
هذه الرحلة اليوميّة قد تزداد شقاءً مع ارتفاع درجات الحرارة على أبواب الصيف في جنوب أوكرانيا.
ومنذ انقطاع خطّ إمداد المياه إلى ميكولايف جراء المعارك، يخرج سكّان المدينة الواقعة على بعد كيلومترات من الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسيّة، سيراً على الأقدام أو على الدرّاجات أو في سياراتهم بحثاً عن صهاريج المياه.
وقد بات نقص المياه جزءاً من مصاعب لا تحصى تطبع الحياة اليومية لسكّان المدينة منذ بدء الغزو الروسيّ في 24 شباط/فبراير.
في هذه المدينة التي كانت تعدّ نصف مليون نسمة قبل الحرب، وفي نواحٍ أخرى من أوكرانيا، تصطف السيارات في طوابير لساعات طويلة أمام محطّات الوقود، بعد أنّ عطلت الهجمات الروسيّة الامدادات في البلاد.
يواجه السكّان صعوبات أخرى إذ أقفلت متاجر وشركات عدّة أبوابها ولم يعد باستطاعة الأطفال التوجّه إلى المدارس مكتفين بالتعلّم عن بعد.
ويتساءل الخبّاز فاليري باريشيف (27 عاماً)، وهو يحمّل عبوات المياه على درّاجته الهوائية "تتألّف عائلتي من أربعة أشخاص، أتتخيّلون كميّة المياه التي نحتاجها للاغتسال أو الطهي أو تحضير الشاي؟".
ويشرح أنّ عليه تأمين 120 ليتر من المياه يومياً إذا احتسب الكميّة التي يحتاجها في عمله.

- "إحباط جسديّ ونفسيّ" -

وعلى السكّان الانتظار لمدّة "شهر على الأقلّ" قبل أن تعود المياه إلى منازلهم، بحسب السلطات المحليّة.
ويؤكّد الملازم أول دميترو بلنتنتشوك من الإدارة العسكريّة للمدينة لوكالة فرانس برس "نحاول حلّ المشكلة بأسرع وقت"، مضيفاً "الأمر يتطلّب وقتاً، نواجه مشاكل تقنيّة عدّة، بما في ذلك حفر الآبار ومعالجة المياه.
وبانتظار عودة المياه إلى مجاريها، يضطرّ السكّان إلى شراء عبوات المياه، وهو أمرٌ مكلفٌ بالنسبة لبعضهم ممن خسروا مصادر دخلهم منذ أشهر بسبب الحرب.
ويروي فيكتور أودنوتوف المتقاعد البالغ من العمر 69 عاماً "أحياناً آتي إلى هنا مرّة كلّ يومين، ومرّات أخرى اضطرّ للقدوم مرّتين في اليوم". ويشرح أودنوتوف "الأمر محبطٌ جسدياً ونفسياً. أشكر الله على أنّني أستطيع نقل 20 ليتر من المياه، لكن عندما أشعر بألم في الظهر، لا يمكن حتىّ أن أحمل عبوة من خمسة ليترات".
من جهته، يقول فولوديمير بوبيدنسكي (82 عاماً) إنّه غالباً ما يخرج بمفرده للحصول على المياه التي يستخدمها في طهي الـ"بورشتش"، وهو حساءٌ أوكرانيّ تقليديّ مصنوع من الشمندر. ولا يخفي بوبيدنسكي أنّه أحسّ بسعادة عندما أيقن أنّه لا يزال قادراً على حمل المياه في سنّه هذا.
لكن في المقابل يعبّر بوبيدنسكي المولود في روسيا لفرانس برس عن صدمته الكبيرة بالغزو الروسي لأوكرانيا "هذا يجعلني حزيناً للغاية" مستذكراً الزيارات العديدة التي كان يجريها برفقة زوجته لتفقّد عائلته وأصدقائه في روسيا.
ويقول "كنّا نساعد أهلنا على الاعتناء بحديقتهم، لكننا اليوم لا يمكن حتى أن نزوره قبرهم".
تعليقات