مشاعر قد تتسم بالهدوء

نرمين فودة - مصر - وكالة أخبار المرأة بعض الصفات تلعب دور إيجابي أو سلبي في الحياة . العناد صفة موجودة بالإنسان تظهر بوضوح لدي البعض وتتواري لدي الآخرين لتتنحي أمام صفات أخري أكثر تعقل. العناد السلبي ياخذ صورو أشكال مختلفة نتيجة أسلوب كل شخصيه فهو عناد مفتقد للوعي والإدراك للشيء وبالتالي لا ينتج عنه سوي الخساره المؤكده . بوجه عام عند حدوث خلاف في الرأي او النقاش نجد العامل البشري في التنافس والفوز بالنقاش حتى لو كان على خطأ هو الاهم بغض النظر عن النتيجه التي من اجلها تم النقاش فيصبح الأهم هو كسب المعركه. لذلك يصبح كل طرف متمسك برأيه ولا مجال للمناقشه او السماع للرأي الاخر وعادة ما يتسع الخلاف ليصبح كل طرف سهم يوجه الى الطرف الاخر و تبعد المسافه ويضيع الأمل في الإلتقاء.  أما العناد الإيجابي أو ما يسمي الإرادة والتصميم في موضوع معين بغية تحقيق النجاح فيه والتوصل الى الهدف المرجو منه فهو مطلوب في كثير من الأحيان. هناك ما يسمي بصراع الإراده وهنا لا يمكن المقارنه مع مسألة العناد حيث أن الإراده لا تنبني سوي علي ثوابت اختصرها الشخص بداخله بعد إجراء التدقيق و إعمال الفكر بشكل متعمق حتي استطاع الوصول إلي تكوين تلك الإراده . النتيجه هنا لا تصب في صالح كل أنواع الإراده لأن البعض أيضا تتكون مكتسباته و ثوابته لدي البناء علي أسس واهيه .إذن الأختلاف دوما هو الثابت الحقيقي الذي يجب علينا تذكره.  ومن وجهة نظري يجب التعامل مع الإنسان العنيد بحذر وبإسلوب منطقي واقعي لمعرفة الاسباب الحقيقة التي دفعته إلى العناد من اجل الإبتعاد عن الانفعالات لأن العناد يبين عدم قدرة الانسان على التوافق والتكيف مع الظروف البيئية من حوله, من اجل ذلك علينا أن نحاول ان نتجنب أي ظاهرة سلبية تؤثر علينا وعلى تصرفاتنا مع الاخرين. هل التمسك بالرأي هو أفضل الطرق أم يجب أن نكون أكثر ليونة ؟ العناد الذي هو التمسك بالرأي عن حق لإثباته هو حق من حقوق الفرد . لكن العناد في النقاش أو في تنفيذ فكرة ما يجب أن يخضع لمعايير المراجعه و التعقل وهنا لابد من الليونة في النقاش عن طريق الإقناع للوصول إلى نتيجة.  الشخصيه العنيده برأيي هي في معظم الأحوال خاسره حيث أنها تود الحصول علي ما أرادته بأقصر الطرق و دون إعمال للعقل و بذل الجهد في إيجاد السبل و الحلول .لا توجد أبدا مسأله لم يتواجد لها طريقه واحده للتداول و الحل, بالتالي المطلوب هو عمل البحث اللازم للوصول لهذا الحل .أما ترك العنان للوقت كي يلعب هو دور العامل الأساسي و الوحيد في حسم المواقف عن طريق العناد و سباق التحمل, فإن تلك الوسيله لا يتولد عنها سوي الفتور لدي تكرارها لمرات لأن الإنسان بطبعه يمل التكرار و بالتالي فستتولد اللحظه التي ستقضي علي طموحات هذا الشخص العنيد في الوصول إلي مبتغاه حينما يمله الشخص الآخر و لا يعيره ما يلزمه من إصغاء وإهتمام .  نظرية توينبي في (التحدي والاستجابة) ترى أن البيئة تتحدى الناس؛ فإن استجابوا للتحدي بإيجابيه فإنهم سوف يتمكنون من إنشاء حضارة قوية و ثابته , تحليلي لذلك أن المقصود بالإستجابه الإيجابيه لا ينطوي علي الطواعيه و الإستكانه أمام تحدي البيئه ولكن الإيجابيه تكمن في تطويعها عن طريق إيجاد الحلول و الخطط البناءه. التحدي والعناد الإنساني بالتالي إذا أخضعناه لذات النظريه بالقياس فإنه ينطبق عليهما نتيجه واحده و هي أنه لابد من الإيجابيه التي تساعد علي تخطي دائرة الصراع .

 نرمين فودة - مصر - وكالة أخبار المرأة

الكراهية هي مشاعر إنسحابية يصاحبها أشمئزاز شديد، نفور وعداوة أو عدم تعاطف مع شخص ما أو شيء أو حتي ظاهرة معينة، إنسحابيه يصاحبها إنسحاب لحب و مشاعر إيجابيه ليحل محلها مشاعر أخري تأخذ منحي سلبي و تحمل بين طياتها طاقه سلبيه تظل محبوسه داخل النفس البشريه لتمزقها و في بعض الأحيان تشع تلك الطاقه السلبيه خارجيا ,ويكون ذلك تبعا للحاله الأساسيه التي كان عليها هذا الشخص الذي تملكته حالة الكراهيه.

البعض يملكون في الأساس طاقه سلبيه غالبه علي الأخري الإيجابيه و بالتالي تأثير الكراهيه عليهم يتعدي داخلهم و يظهر في صور متعدده أخري و إنطباعات تنسحب علي من يجاورونهم .الإنسان في الواقع يملك نوعين من الطاقه إيجابيه و سلبيه , تكمن مهارة الشخص في تحفيز أحداهما لتزداد موازينها في مقابل الأخري .سواء استطاع تحفيز الطاقه الإيجابيه او السلبيه ففي الحالتين المسأله تتطلب مهارات .

من الطبيعي بأن يكون هناك تكبد للمشاق و بذل الجهد في الحالتين فالإنسان الذي تزداد عنده الطاقه السلبيه من كره و إنتقام و طاقات معاديه يبذل الجهد في تطويع ذاته بشكل مخالف للطبيعه البشريه الأصيله و يكون دائما هو أول من يكتوي بضرر تلك الطاقه السلبيه .

و العكس صحيح في حالة الشخص الذي يغلب عليه التسامح و التنازل فإنه يبذل الجهد النفسي بإستمرار كي يقف في وجه إستعداداته الكامنه تجاه الإنتقام و مشاعر الكراهيه التي تداهمه من وقت لآخر بأسباب تتعلق بإساءة الآخرين له . الرحمة أصيلةٌ في النّفس الإنسانية , و القسوة ليست أصيلة في النّفس وليست راسخة ، وإنّما هي شعور طارئ وظاهره مرضية تدل على وجود خللٍ في حياة الإنسان , والرحمة لا تحتاج لمبرر لوجودها ،وكل صفة أصيلة كذلك ، وتوجد كإمتداد للوجود الإنساني ، وهي عاطفة طبيعية ، وقد تنمو وتقوى لأسباب خارجية ، وفي المقابل قد تضعف وقد تنعدم وقد تنقلب إلى قسوة بتأثير الظروف المحيطة بالإنسان.

حجر الزاويه في كيفية الإنتصار علي الجانب السلبي الداخلي بالنفس الإنسانيه هو بناء الهدوء بشكل تراكمي و مؤسس جيدا .

هذا الهدوء لا يتم في أن نحلم به, وإنما يتحقق بالاجتهاد الدائم والانقطاع عن الماضي وما فيه من دواعي الندم والأسى والاضطراب,ثم يجب أن لا نخلط بين الهدوء واللامبالاة, أو بين الهدوء وبلادة الحس, فالهادئ هو الذي يضع السدود أمام أحاسيسه السلبيه , ويوجه طاقاته لما فيه سعادته و سعادة من حوله, وبلادة الحس تعني عدم المبالاة بأي حدث مهما كان وعدم اتخاذ أي موقف حيال الحدث.

الهادئ يمتنع بطبيعته عن إظهار تبرمه في حضور الآخرين, كما يمتنع بالتالي عن إنشغاله الزائد بما يفعله الاخرون. وهو يصغي لما يلقى عليه دون أن يبالغ في التعجب أو التواضع أو الامتنان ,بالتالي هو شخص يتمتع بقوه إيجابيه داخليه تظهر جلية عليه.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman