أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

النساء اليمنيات الأقل حضورًا على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي

النساء اليمنيات الأقل حضورًا على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي

النساء اليمنيات الأقل حضورًا على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي     تحقيق مهيب زوي - اليمن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة أكدت المرأة العربية حضورها بقوة في عالم الانترنت والبحث عن المعلومة و أثبتت مهارة فائقة في التعامل مع هذه التكنولوجيا مقارنة بالرجل إلا ان المرأة اليمنية ماتزال في ذيل القائمة على الرغم من إنه خلال العامين المنصرمين بدأت الأوساط النسائية اليمنية تشهد نموا لعلاقتها بالانترنت. وتؤكد دراسة حديثة أجراها موقع anazahra.com الالكتروني تطور المرأة العربية في مجال الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وقد ظهر هذا التطور واضحا، إذ تشير الإحصاءات التي خلصت لها الدراسة إلى إن 71% من النساء العربيات منتسبات إلى إحدى الشبكات الاجتماعية على الانترنت للتواصل، كما تتواصل 66% منهن يوميا مع أصدقائهن من خلاله أيضا. وأضافت الدراسة إن 83% يمتلكن خدمة الانترنت في المنازل ، فيما تقضي 34% منهن أيضا مالا يقل عن 10 ساعات أسبوعيا في استخدام الانترنت بينما تقوم 45% من هذه النسوة بقراءة المجلات الرقمية والمقالات على صفحات الويب. وشملت هذه الدراسة عينات نساء من دول مجلس التعاون الخليجي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، ونساء أيضا من دول المشرق العربي: الأردن، وسوريا، ولبنان ومن شمال إفريقيا: مصر. إلا أن الدراسة لم تشمل عينة نساء من اليمن. ورغم ما أثبتته هذه الدراسة من تفوق للمرأة العربية في المجال التكنولوجي إلا إن واقع المرأة اليمنية يخبر بغير ذلك. دراسة محلية وتفتقر اليمن إلى أرقام دقيقة تحدد توجه المراة في الولوج الى العالم الافتراضي والمعلومات ، كما تفتقر أيضا إلى دراسات محلية بهذا الشأن على وجه التحديد ماعدا دراسة ميدانية يتيمة - تكاد تكون هي الوحيدة محلياً- أجراها موقع نبأ نيوز الإخباري الالكتروني في عام 2008. و تشير هذه الدراسة إلى تدني شديد في شيوع ثقافة الانترنت لدى طالبات الجامعات اليمنية. الدراسة التي شملت عينات عشوائية لطالبات ثلاث جامعات يمنية هي (1- جامعة صنعاء 2- جامعة العلوم والتكنولوجيا 3- جامعة أروى) خلصت إلى إن 7% فقط من الطالبات اليمنيات يستخدمن الانترنت بصورة يومية بمتوسط 50 دقيقة لليوم الواحد، فيما 16% يستخدمن الإنترنت من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع الواحد بمتوسط 65 دقيقة للمرة الواحدة. وأضافت الدراسة إن 77% من الطالبات اليمنيات نادرا ما يستخدمن الانترنت. وعزت الدراسة ندرة ذلك إلى عدم وجود مقاهي إنترنت خاصة بالسيدات خصوصا والمجتمع اليمني ما يزال منغلقا على نفسه ويُسمى محافظاً. كما إن ثقافة الأسرة اليمنية ونظرة المجتمع تجاه المرأة والتكنولوجيا تلعب دورا كبيرا أيضا في اتساع هوة علاقة الطالبات بالانترنت- حسب الدراسة. الفيس بوك يتصدر وعلى الرغم مما أظهرته هذه الدراسة اليمنية اليتيمة من أرقام إلا إن الدكتورة سعاد القدسي رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب – أول مركز دراسات نسوية في اليمن ويتخذ من تعز وسط اليمن مقراً له- تؤكد إن الأوساط النسائية اليمنية بدأت تشهد نموا مطردا في استخدام الانترنت خلال العامين الأخيرين 2009و 2010 سواءً للبحث عن المعلومة أو انضمامها إلى احد الشبكات الاجتماعية أو للعمل عبر البريد الالكتروني الذي أصبح وسيلة تواصل ملحة في العمل والتعليم والتواصل بين الناس -حد قولها. وأضافت رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب :"إن الانترنت فتح أفقا أوسع للمرأة اليمنية على الرغم من نظرة المجتمع". و أشارت القدسي إلى إن الكثير من أعضاء الشبكات الاجتماعية وغرف الشات ينظرون إلى المرأة التي يجدونها على الشبكة نظرة خاطئة فيها الكثير من الخبث وهو احد أسباب تدني حضور المرأة اليمنية على الانترنت ، وهو ما يجعل كثيرات أيضا تتخفى وراء أسماء مستعارة في الأغلب، لهذا نجد إن من يستخدمن الانترنت بأسمائهن الحقيقية هن من المعروفات لدى العامة إما شاعرة أو قاصة أو إعلامية أو ناشطة حقوقية. و تابعت: لكن ما نراه اليوم على شبكة الفيس بوك - وهي أحدث شبكة تعارَف عليها اليمنيين واحتلت الصدارة خلال العامين المنصرمين- أثبت إن الكثير من الفتيات اليمنيات يملكن قدرة على منافسة الرجل وان حضورها بدا يشكل نموا مطردا، وهو مؤشر على إن المرأة اليمنية بدأت بالتخلص من قيودها الاجتماعية نوعا ما وهو احد فوائد الفيس بوك لنجد إن هناك اختلاطا صحيا بين الشباب ذكور و إناث بشكل و أسلوب سلس وواضح. علاقة ترفيهية تكمن مشكلة اليمنيين عموما ليس فقط المرأة في علاقتهم مع الانترنت بأنها علاقة ترفيهية بحتة و ما يزالون منغلقين على أشكال الفضاء الالكتروني و التدويني خصوصا، إذ ترى الأديبة والكاتبة اليمنية ( بشرى المقطري ) إن ثقافة التدوين ما تزال غائبة أو – كما قالت- ربما في طور النشأة مقابل ماهو كائن في بلدان عربية أخرى أصبحت فيها المدونات تحاكي المواقع الالكترونية في توفيرها للمعلومة والسبق كما في مصر والعديد من البلدان العربية. وتتابع بشرى بشغف الكثير من المدونات العربية أبرزها مدونة المصرية: غادة عبد العال (بدي اتجوز) ومدونة رحاب بسام(أرز باللبن لشخصين) ومدونة غادة محمود (مع نفسي) وغيرها، إذ تعتبر هذه المدونات في نظر بشرى رافدا للثقافة العربية المعاصرة، وتمثل ثورة على مستويات عديدة من حيث لغة الحياة اليومية البسيطة والتناول العفوي لقضايا اجتماعية وسياسية ملحة، بعضها يستخدم لغة عامية والبعض لغة أدبية شيقة وسهلة، فغاية التدوين هي تقديم رسالة إلى المتلقي الافتراضي- حد قولها. ولا تمتلك الأديبة اليمنية بشرى المقطري مدونة خاصة بها مُرجعة ذلك إلى أنها لا تملك مزيدا من الجهد لتلتزم بمدونة نشطة للقارئ على الأقل في الوقت الحالي لكنها تفكر في ذلك. وعن حضور المرأة اليمنية في الشبكات الاجتماعية ومجتمع المعلومات تقول الأديبة بشرى المقطري: إن حضور اليمنيات وإقبالهن على الانترنت ما يزال ضئيلاً، بسبب مجموعة عوامل اجتماعية وثقافية وأحيانا أسرية تقيد من حرية المرأة ومن تفاعلها في مثل هذه الشبكات، وإن حدث وسجلت حضورها فإنها تحضر بشكل خجول ولا تعبر عن أفكارها أو تفاعلها مع القضايا المطروحة في الساحة، ولكن في المقابل نجد هناك حضورا مميزا لبعض الكاتبات والصحفيات والناشطات الحقوقيات في الشبكات الاجتماعية ويحاولن أن يوصلن رسالتهن، ولكن كما قلتُ فإن عددهن قليل جداً ولم يسهم حتى الآن في خلق تفاعل ثقافي واجتماعي وخلق رأي عام نسوي مميز. فخ الأرقام وفيما تشير إحصائية حديثة لاتحاد المدونين العرب – حصل عليها المحرر- انه حتى ديسمبر2010 وصل عدد اليمنيين الذين يملكون مدونات وحصلوا على العضوية في الاتحاد إلى 154 مدون يمني بينهم 43 مدونِة يمنية فقط. نجد إن الإعلامية اليمنية منى صفوان – طالبة دراسات عليا في القاهرة- تؤكد إنه لا يجب أبدا الوقوع في فخ الأرقام فالرقم في اليمن لا يقارن بما هو موجود في الجزائر أو مصر نظرا لفارق السكان وعدد المتعلمين والمهتمين بالتكنولوجيا فمعظم متصفحي الانترنت في اليمن من الجنسين لا يعرفون عالم التدوين وربما لم يسمعوا عنه أيضا إذ نجد إن معظم المدونَات اليمنية والتي يملكها يمنيون أو يمنيات – حسب احصائية اتحاد المدونين- هي إما لصحفيين أو لصحفيات في الأغلب يعيدون نشر مقالاتهم فيها. وتجد منى صفوان نفسها غير شغوفة بمتابعة مسار مُدوني اليمن فهم -كما أفادت- صحفيون يتعاملون معها كوسيلة ثانية وأرشيف فقط لإعادة نشر مقالاتهم المنشورة في الصحف أو المجلات وليس فيها اي جديد يخص المدون او رأيه وهذا لا يتفق مع واقع التدوين العفوي الذي يوفر فضاء متاحا وحرا ليقول المدون مالا يقوله في الصحف أو الوسائل الإعلامية الأخرى التي يعمل بها – حد قولها. تقول منى صفوان" تشدني قراءة مُدونة لـشاب لا يكتب في الصحف أو فتاة تتعلم مهارة التعبير عن الذات وتتعلم كتابة أول اسطر الحرية وهو مالا أجدة بين المدونات اليمنية". وتتفق اليمنيتان الإعلامية منى صفوان والكاتبة بشرى المقطري في إنهما لا يملكان مدونات خاصة لكنهما يفكران في ذلك بجدية. إلا إن منى صفوان تؤكد إن مدونتها ستكون خالية مما تكتبه عادة في الصحف و إنها ستتحدث عن أشياء أكثر جرأة وحرية ولن تعيد نشر ما تنشره في الصحف من مقالات اجتماعية كانت أو سياسية. عدم جدية أظهرت لقاءات ميدانية سريعة أجراها المحرر إن عدم التعامل بجدية مع الانترنت هي السمة الأغلب لدى الكثير من الفتيات وإن طريقة تعاملهن مع هذا العالم المعلوماتي يظل محصورا في كثير أحيان وربما ينعدم التعامل بالمرة أحيان أخرى. تؤكد شذى الحرازي - صحفية يمنية: إن جهلها في التعامل مع المدونات هو السبب لعدم امتلاكها مدونة خاصة وغيابها عن هذا العالم ، كما إن إدمانها على الفيس بوك يعتبر احد الأسباب- حد قولها. مضيفة أنها تحترم المدونات كثيرا وترى إنها تقترب لتكون أقوى من المواقع الأخرى. أما (أميرة العراسي) ترى إن عالم المدونات هو احد اهتمامات أصحاب الميول السياسي، وإنها ليست منهم ، لكنها تفكر في إنشاء مدونة لتضع فيها مواضيعها الصحفية فقط موضحة إن كسلها أعاق عمل ذلك- كما أفادت. أما نهى جمال وهي موظفة في مدينة عدن جنوب اليمن وتجيد اللغة الانجليزية تمتلك مدونة جماعية لها وزملاء في العمل واصدقاء ايضا الا ان هذه المدونة لم يتم تحديثها منذ سبتمبر2009. إلى ذلك تنعدم لدى العديد من الطالبات الجامعيات ثقافة امتلاك بريدا الكترونيا للتواصل منهن(سلوى، نجلاء ،كفاح و إيمان). وتقول (سلوى) وهي طالبة في كلية الاداب بجامعة تعز أنه لم يسبق لها ان دخلت مقهى انترنت ولا تملك حتى بريدا الكترونيا، و إنها عندما تحتاج لأي معلومة غير متوفره لديها ولا في المكتبة تطلب من احد اقاربها ان يبحث لها عن ذلك في الانترنت. عادة سيئة ومن جهة أخرى جرت عادة سيئة لدى العديد من طلاب الجامعات اليمنية وهي ان يذهبوا الى اي مقهى انترنت - حين يتم تكليفهم بعمل بحث علمي- لاستخراج بحوث جاهزة والكثير منهم يطلبون من القائمين على هذه المقاهي ان يقوموا بها مقابل مبلغ مالي يُدفع لهم. يقول (احمد) وهو احد القائمين على ادارة مقهى انترنت امام جامعة صنعاء القديمة انه كثيرا ما يأتي إليه طلاب جامعيون حتى يستخرج لهم بحوثا جاهزة من الانترنت ليقدموها لدكاترتهم في الكلية. وأكد أحمد الذي يتقاضى على كل بحث -حسب قوله- مبلغ (2000) ريال يمني على الاقل وتعادل عشرة دولارات امريكية : ان الفتيات هن مُعظم هؤلاء الطلاب الذين يأتون إليه ليستخرج لهم بحوثا. أما (علي) مسؤول انترنت أمام الجامعة الجديدة بصنعاء فيقول انه منذ أكثر من عامين أقدم على إغلاق قسم خاص بالفتيات والطالبات كان قد افتتحه بسبب قله دخول واستخدام الفتيات للانترنت. ويؤكد (إبراهيم) وهو مسؤول مقهى انترنت في شارع حدة -أحد الشوارع الحية بمدينة صنعاء- إن زواره على مدار الساعة كلهم من الذكور ونادرا ماترتاد الفتيات مقهاه، وحين يحدث هذا تجدهن لايغادرن غرف الشات والدردشة فقط – حد قوله-.



تحقيق مهيب زوي - اليمن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة

أكدت المرأة العربية حضورها بقوة في عالم الانترنت والبحث عن المعلومة و أثبتت مهارة فائقة في التعامل مع هذه التكنولوجيا مقارنة بالرجل إلا ان المرأة اليمنية ماتزال في ذيل القائمة على الرغم من إنه خلال العامين المنصرمين بدأت الأوساط النسائية اليمنية تشهد نموا لعلاقتها بالانترنت.
وتؤكد دراسة حديثة أجراها موقع anazahra.com الالكتروني تطور المرأة العربية في مجال الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وقد ظهر هذا التطور واضحا، إذ تشير الإحصاءات التي خلصت لها الدراسة إلى إن 71% من النساء العربيات منتسبات إلى إحدى الشبكات الاجتماعية على الانترنت للتواصل، كما تتواصل 66% منهن يوميا مع أصدقائهن من خلاله أيضا.
وأضافت الدراسة إن 83% يمتلكن خدمة الانترنت في المنازل ، فيما تقضي 34% منهن أيضا مالا يقل عن 10 ساعات أسبوعيا في استخدام الانترنت بينما تقوم 45% من هذه النسوة بقراءة المجلات الرقمية والمقالات على صفحات الويب.
وشملت هذه الدراسة عينات نساء من دول مجلس التعاون الخليجي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، ونساء أيضا من دول المشرق العربي: الأردن، وسوريا، ولبنان ومن شمال إفريقيا: مصر. إلا أن الدراسة لم تشمل عينة نساء من اليمن.
ورغم ما أثبتته هذه الدراسة من تفوق للمرأة العربية في المجال التكنولوجي إلا إن واقع المرأة اليمنية يخبر بغير ذلك.

دراسة محلية

وتفتقر اليمن إلى أرقام دقيقة تحدد توجه المراة في الولوج الى العالم الافتراضي والمعلومات ، كما تفتقر أيضا إلى دراسات محلية بهذا الشأن على وجه التحديد ماعدا دراسة ميدانية يتيمة - تكاد تكون هي الوحيدة محلياً- أجراها موقع نبأ نيوز الإخباري الالكتروني في عام 2008.
و تشير هذه الدراسة إلى تدني شديد في شيوع ثقافة الانترنت لدى طالبات الجامعات اليمنية.
الدراسة التي شملت عينات عشوائية لطالبات ثلاث جامعات يمنية هي (1- جامعة صنعاء 2- جامعة العلوم والتكنولوجيا 3- جامعة أروى) خلصت إلى إن 7% فقط من الطالبات اليمنيات يستخدمن الانترنت بصورة يومية بمتوسط 50 دقيقة لليوم الواحد، فيما 16% يستخدمن الإنترنت من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع الواحد بمتوسط 65 دقيقة للمرة الواحدة.
وأضافت الدراسة إن 77% من الطالبات اليمنيات نادرا ما يستخدمن الانترنت.
وعزت الدراسة ندرة ذلك إلى عدم وجود مقاهي إنترنت خاصة بالسيدات خصوصا والمجتمع اليمني ما يزال منغلقا على نفسه ويُسمى محافظاً.
كما إن ثقافة الأسرة اليمنية ونظرة المجتمع تجاه المرأة والتكنولوجيا تلعب دورا كبيرا أيضا في اتساع هوة علاقة الطالبات بالانترنت- حسب الدراسة.

الفيس بوك يتصدر

وعلى الرغم مما أظهرته هذه الدراسة اليمنية اليتيمة من أرقام إلا إن الدكتورة سعاد القدسي رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب – أول مركز دراسات نسوية في اليمن ويتخذ من تعز وسط اليمن مقراً له- تؤكد إن الأوساط النسائية اليمنية بدأت تشهد نموا مطردا في استخدام الانترنت خلال العامين الأخيرين 2009و 2010 سواءً للبحث عن المعلومة أو انضمامها إلى احد الشبكات الاجتماعية أو للعمل عبر البريد الالكتروني الذي أصبح وسيلة تواصل ملحة في العمل والتعليم والتواصل بين الناس -حد قولها.
وأضافت رئيس ملتقى المرأة للدراسات والتدريب :"إن الانترنت فتح أفقا أوسع للمرأة اليمنية على الرغم من نظرة المجتمع".
و أشارت القدسي إلى إن الكثير من أعضاء الشبكات الاجتماعية وغرف الشات ينظرون إلى المرأة التي يجدونها على الشبكة نظرة خاطئة فيها الكثير من الخبث وهو احد أسباب تدني حضور المرأة اليمنية على الانترنت ، وهو ما يجعل كثيرات أيضا تتخفى وراء أسماء مستعارة في الأغلب، لهذا نجد إن من يستخدمن الانترنت بأسمائهن الحقيقية هن من المعروفات لدى العامة إما شاعرة أو قاصة أو إعلامية أو ناشطة حقوقية.
و تابعت: لكن ما نراه اليوم على شبكة الفيس بوك - وهي أحدث شبكة تعارَف عليها اليمنيين واحتلت الصدارة خلال العامين المنصرمين- أثبت إن الكثير من الفتيات اليمنيات يملكن قدرة على منافسة الرجل وان حضورها بدا يشكل نموا مطردا، وهو مؤشر على إن المرأة اليمنية بدأت بالتخلص من قيودها الاجتماعية نوعا ما وهو احد فوائد الفيس بوك لنجد إن هناك اختلاطا صحيا بين الشباب ذكور و إناث بشكل و أسلوب سلس وواضح.

علاقة ترفيهية

تكمن مشكلة اليمنيين عموما ليس فقط المرأة في علاقتهم مع الانترنت بأنها علاقة ترفيهية بحتة و ما يزالون منغلقين على أشكال الفضاء الالكتروني و التدويني خصوصا، إذ ترى الأديبة والكاتبة اليمنية ( بشرى المقطري ) إن ثقافة التدوين ما تزال غائبة أو – كما قالت- ربما في طور النشأة مقابل ماهو كائن في بلدان عربية أخرى أصبحت فيها المدونات تحاكي المواقع الالكترونية في توفيرها للمعلومة والسبق كما في مصر والعديد من البلدان العربية.
وتتابع بشرى بشغف الكثير من المدونات العربية أبرزها مدونة المصرية: غادة عبد العال (بدي اتجوز) ومدونة رحاب بسام(أرز باللبن لشخصين) ومدونة غادة محمود (مع نفسي) وغيرها، إذ تعتبر هذه المدونات في نظر بشرى رافدا للثقافة العربية المعاصرة، وتمثل ثورة على مستويات عديدة من حيث لغة الحياة اليومية البسيطة والتناول العفوي لقضايا اجتماعية وسياسية ملحة، بعضها يستخدم لغة عامية والبعض لغة أدبية شيقة وسهلة، فغاية التدوين هي تقديم رسالة إلى المتلقي الافتراضي- حد قولها.
ولا تمتلك الأديبة اليمنية بشرى المقطري مدونة خاصة بها مُرجعة ذلك إلى أنها لا تملك مزيدا من الجهد لتلتزم بمدونة نشطة للقارئ على الأقل في الوقت الحالي لكنها تفكر في ذلك.
وعن حضور المرأة اليمنية في الشبكات الاجتماعية ومجتمع المعلومات تقول الأديبة بشرى المقطري: إن حضور اليمنيات وإقبالهن على الانترنت ما يزال ضئيلاً، بسبب مجموعة عوامل اجتماعية وثقافية وأحيانا أسرية تقيد من حرية المرأة ومن تفاعلها في مثل هذه الشبكات، وإن حدث وسجلت حضورها فإنها تحضر بشكل خجول ولا تعبر عن أفكارها أو تفاعلها مع القضايا المطروحة في الساحة، ولكن في المقابل نجد هناك حضورا مميزا لبعض الكاتبات والصحفيات والناشطات الحقوقيات في الشبكات الاجتماعية ويحاولن أن يوصلن رسالتهن، ولكن كما قلتُ فإن عددهن قليل جداً ولم يسهم حتى الآن في خلق تفاعل ثقافي واجتماعي وخلق رأي عام نسوي مميز.

فخ الأرقام

وفيما تشير إحصائية حديثة لاتحاد المدونين العرب – حصل عليها المحرر- انه حتى ديسمبر2010 وصل عدد اليمنيين الذين يملكون مدونات وحصلوا على العضوية في الاتحاد إلى 154 مدون يمني بينهم 43 مدونِة يمنية فقط.
نجد إن الإعلامية اليمنية منى صفوان – طالبة دراسات عليا في القاهرة- تؤكد إنه لا يجب أبدا الوقوع في فخ الأرقام فالرقم في اليمن لا يقارن بما هو موجود في الجزائر أو مصر نظرا لفارق السكان وعدد المتعلمين والمهتمين بالتكنولوجيا فمعظم متصفحي الانترنت في اليمن من الجنسين لا يعرفون عالم التدوين وربما لم يسمعوا عنه أيضا إذ نجد إن معظم المدونَات اليمنية والتي يملكها يمنيون أو يمنيات – حسب احصائية اتحاد المدونين- هي إما لصحفيين أو لصحفيات في الأغلب يعيدون نشر مقالاتهم فيها.
وتجد منى صفوان نفسها غير شغوفة بمتابعة مسار مُدوني اليمن فهم -كما أفادت- صحفيون يتعاملون معها كوسيلة ثانية وأرشيف فقط لإعادة نشر مقالاتهم المنشورة في الصحف أو المجلات وليس فيها اي جديد يخص المدون او رأيه وهذا لا يتفق مع واقع التدوين العفوي الذي يوفر فضاء متاحا وحرا ليقول المدون مالا يقوله في الصحف أو الوسائل الإعلامية الأخرى التي يعمل بها – حد قولها.
تقول منى صفوان" تشدني قراءة مُدونة لـشاب لا يكتب في الصحف أو فتاة تتعلم مهارة التعبير عن الذات وتتعلم كتابة أول اسطر الحرية وهو مالا أجدة بين المدونات اليمنية".
وتتفق اليمنيتان الإعلامية منى صفوان والكاتبة بشرى المقطري في إنهما لا يملكان مدونات خاصة لكنهما يفكران في ذلك بجدية.
إلا إن منى صفوان تؤكد إن مدونتها ستكون خالية مما تكتبه عادة في الصحف و إنها ستتحدث عن أشياء أكثر جرأة وحرية ولن تعيد نشر ما تنشره في الصحف من مقالات اجتماعية كانت أو سياسية.

عدم جدية

أظهرت لقاءات ميدانية سريعة أجراها المحرر إن عدم التعامل بجدية مع الانترنت هي السمة الأغلب لدى الكثير من الفتيات وإن طريقة تعاملهن مع هذا العالم المعلوماتي يظل محصورا في كثير أحيان وربما ينعدم التعامل بالمرة أحيان أخرى.
تؤكد شذى الحرازي - صحفية يمنية: إن جهلها في التعامل مع المدونات هو السبب لعدم امتلاكها مدونة خاصة وغيابها عن هذا العالم ، كما إن إدمانها على الفيس بوك يعتبر احد الأسباب- حد قولها.
مضيفة أنها تحترم المدونات كثيرا وترى إنها تقترب لتكون أقوى من المواقع الأخرى.
أما (أميرة العراسي) ترى إن عالم المدونات هو احد اهتمامات أصحاب الميول السياسي، وإنها ليست منهم ، لكنها تفكر في إنشاء مدونة لتضع فيها مواضيعها الصحفية فقط موضحة إن كسلها أعاق عمل ذلك- كما أفادت.
أما نهى جمال وهي موظفة في مدينة عدن جنوب اليمن وتجيد اللغة الانجليزية تمتلك مدونة جماعية لها وزملاء في العمل واصدقاء ايضا الا ان هذه المدونة لم يتم تحديثها منذ سبتمبر2009.
إلى ذلك تنعدم لدى العديد من الطالبات الجامعيات ثقافة امتلاك بريدا الكترونيا للتواصل منهن(سلوى، نجلاء ،كفاح و إيمان).
وتقول (سلوى) وهي طالبة في كلية الاداب بجامعة تعز أنه لم يسبق لها ان دخلت مقهى انترنت ولا تملك حتى بريدا الكترونيا، و إنها عندما تحتاج لأي معلومة غير متوفره لديها ولا في المكتبة تطلب من احد اقاربها ان يبحث لها عن ذلك في الانترنت.

عادة سيئة

ومن جهة أخرى جرت عادة سيئة لدى العديد من طلاب الجامعات اليمنية وهي ان يذهبوا الى اي مقهى انترنت - حين يتم تكليفهم بعمل بحث علمي- لاستخراج بحوث جاهزة والكثير منهم يطلبون من القائمين على هذه المقاهي ان يقوموا بها مقابل مبلغ مالي يُدفع لهم.
يقول (احمد) وهو احد القائمين على ادارة مقهى انترنت امام جامعة صنعاء القديمة انه كثيرا ما يأتي إليه طلاب جامعيون حتى يستخرج لهم بحوثا جاهزة من الانترنت ليقدموها لدكاترتهم في الكلية.
وأكد أحمد الذي يتقاضى على كل بحث -حسب قوله- مبلغ (2000) ريال يمني على الاقل وتعادل عشرة دولارات امريكية : ان الفتيات هن مُعظم هؤلاء الطلاب الذين يأتون إليه ليستخرج لهم بحوثا.
أما (علي) مسؤول انترنت أمام الجامعة الجديدة بصنعاء فيقول انه منذ أكثر من عامين أقدم على إغلاق قسم خاص بالفتيات والطالبات كان قد افتتحه بسبب قله دخول واستخدام الفتيات للانترنت.
ويؤكد (إبراهيم) وهو مسؤول مقهى انترنت في شارع حدة -أحد الشوارع الحية بمدينة صنعاء- إن زواره على مدار الساعة كلهم من الذكور ونادرا ماترتاد الفتيات مقهاه، وحين يحدث هذا تجدهن لايغادرن غرف الشات والدردشة فقط – حد قوله-.
تعليقات