استدراك على الحلقة الرابعة الشجرة التي اكل منها ادم

أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

استدراك على الحلقة الرابعة الشجرة التي اكل منها ادم

استدراك على الحلقة الرابعة الشجرة التي اكل منها ادم  الباحث : مهدي سعيد كريزم ذكرنا في الحلقة الرابعة ، او المحتوى الرابع ، ان الله تعالى نهى ادم عن الاكل من شجرة واحدة ، وأباح له كل الاشجار، وان ابليس وسوس له وزين ، الى ان خالف نهي الله واكل من الشجرة ، وقلنا ليس المقصود هو جنس الشجرة او نوعها ، ولا انها شجرة ذات صفات خاصة ؛ بحيث ان فيها قوة لنزع الثياب ، ولا ان في ثمارها طاقة مؤثرة او اشعاعات بحيث تؤثر على جسد من اكل منها فيقوم الجسد بطرد الملابس عنه او خلعها ، اوتمزيقها من خلال مايفرزه من مواد او طاقة او اشعاع بسبب المواد الخارقة التي في ثمار تلك الشجرة !! ابدا فكل ذلك لم يحدث ولم تذكره الايات ! ولا يفهم منها . وانما تلك الشجرة هي حدود الله واوامره ونواهيه ، فمن خالفها وتعداها فكأنه اكل من الشجرة . ولو كان الله تعالى نهى ادم عن شئ اخر غير الشجرة ؛ لكان نفس الامر والنهي والمعصية ، ولكن الله سبحانه اراد الشجرة بالذات لحكمة عظيمة لا نعلمها فقد تكون الشجرة ترمز الى الدنيا وزينتها والشهوات والمعاصي ، ، وقد ترمز أيضا الى الخير، بحيث تكون حدا وخطا احمر تحذرك وتنبهك الى عدم الاقتراب ؛ وتشير الى الالتزام باوامر الله وطاعته ، والاستمرار في لباس التقوى وعدم نزعه . وبعد الاكل من الشجرة بدت لهما سوءاتهما ، وقلنا ليس السوءات هي العورات المعروفة (الدبر والقبل) وانما هي الخطايا والاثام والشرور الكامنة في النفس البشرية ، وان مخالفة امر الله بفعل الخطايا هو نزع للباس التقوى والايمان ، فبعد ان يفعل الانسان المعصية تسهل عليه المعاصي الاخرى فيكون كالعاري . والاستدراك هو  الفهم للنص القراني قد يحتمل اكثر من معنى ، والذي يوضح ذلك هو القران نفسه ، حيث نجد في بعض الايات معنى معينا ولكن تم تفصيله وبيانه في ايات اخرى فالقران يبين بعضه بعضا فما أجمل في موضع فقد فصل في موضع اخر . كما ان القران نص عربي ولابد احيانا من فهمه في اطار لسان العرب ودلالاته . ولذلك فقد نستفيد من الايات القرانية عدة معاني وليس معنى واحدا 1/ المعنى الاول لقصة ادم وابليس والشجرة والسوءات واللباس هو ما ذكرناه سابقا في محتوى الموضوع ، ان الشجرة هي ابتلاء وهي حدود الله واوامره وهي الدنيا والشهوات ، وان السوءات هي الخطايا والشرور والشهوات والضعف الذي في النفس من الجزع والخوف والطمع والحقد والحسد والغش …. وان اللباس هو التقوى والهدى 3 / المعنى الثاني : وهو المشهور في التفاسير ان ادم اكل من الشجرة وعصى امر الله ، وذكروا تسميات كثيرة للشجرة ولاتصح ، وبعد الاكل نزعت ملابسهما وتعروا وانكشفت عوراتهما واخذا يغطيان عوراتهما واجسامهما بورق الشجرة ، حياء .. أقول : نأخذ بهذا المعنى ايضا ، ولا يمنع ان يكون صحيحا لان ظاهر الايات يفيد ذلك ايضا ، فمن يرى انه لا يوجد في القران مجاز ولا كناية ، ويمنع التأويل ؛ فانه يقرر هذا المعنى ولا يحيد عنه . وانا اوضح هذا المعنى على هذا الفهم الثاني فأقول : عصى ادم ربه فاكل من الشجرة فعاقبه الله بان كشف عنهما لباسها وظهرت لهما عوراتهما المغلظة ( الذكر والفرج ووو ) فاستحى من الله تعالى ، واستحى ان يراه احد هو وزوجه بتلك الحالة فأسرع يأخذ من ورق الشجرة ويغطي العورات لانه يعلم ان ذلك عيب ولا يجوز كشفه ، فيكون المعنى ، ان من عصى الله وخالف أمره فكأنه تعرى ، واصبح يشبه الانسان العاري ، وايضا من فعل المعصية فكأنه كشف ستر الله عنه فصار كالعاري . وقد نستفيد من ذلك ايضا : ان يحذر الانسان الخطايا والاصرار عليها لكي لا يفضحه الله امام الناس . فنزع الملابس مثل الفضيحة  ثم ذكرت الايات ان الشيطان للانسان عدو مبين يتربص به دائما ، ويحرص على اغوائه فابليس وسوس لادم وزين له حتى نزع عنه لباسه الحسي والمعنوي لباس القماش ولباس التقوى والحياء ، وهذا فيه اشارة للحذر الشديد من الشيطان واغراءاته وتزيينه للمعصية وتسهيله لها باسم الحرية والمدنية والتطور ، وهذا الذي حصل ؛ فقد وسوس للنساء وزين لهن حتى خلعن اللباس ، وصارت الواحدة شبه عارية تلبس فوق الركبة او تلبس الشورت وصدرها عار وظهرها عار ، وهذا ما نراه الان في اعاجيب لباس النساء وحتى الرجال ، فهولاء قد نزع ابليس عنهما اللباس الحقيقي (الفستان وغيره ) ونزع عنها ايضا لباس التقوى والايمان والحياء .. فظهرت العورات والسوءات ؛ وهي الخطايا والمعاصي والفسوق والعري والظلم والكذب واكل الحرام ووووو اذا فهذا معنى صحيح للايات . ولا يمنع ان يكون المعنيان كلاهما صحيحا ، فالشجرة حقيقية واكلا منها ، وترمز لحدود الله ، وترمز للدنيا والشهوات ، وقد بدت لهما سوءاتهما البشرية التي في النفس ، وايضا بدت لهما عوراتهما الحقيقية نتيجة لمخالفة امر الله وان اللباس الذي نزع عنهما هو لباس التقوى والايمان والهدى ، وكذلك نزع عنهما اللباس المادي من ازار ورداء فنزع الاول يؤدي الى نزع الثاني والله اعلم

شهر رمضان المبارك

الباحث الإسلامي: مهدي سعيد كريزم

ذكرنا في الحلقة الرابعة ، او المحتوى الرابع ، ان الله تعالى نهى ادم عن الاكل من شجرة واحدة ، وأباح له كل الاشجار، وان ابليس وسوس له وزين ، الى ان خالف نهي الله واكل من الشجرة ، وقلنا ليس المقصود هو جنس الشجرة او نوعها ، ولا انها شجرة ذات صفات خاصة ؛ بحيث ان فيها قوة لنزع الثياب ، ولا ان في ثمارها طاقة مؤثرة او اشعاعات بحيث تؤثر على جسد من اكل منها فيقوم الجسد بطرد الملابس عنه او خلعها ، اوتمزيقها من خلال مايفرزه من مواد او طاقة او اشعاع بسبب المواد الخارقة التي في ثمار تلك الشجرة !! ابدا فكل ذلك لم يحدث ولم تذكره الايات ! ولا يفهم منها . وانما تلك الشجرة هي حدود الله واوامره ونواهيه ، فمن خالفها وتعداها فكأنه اكل من الشجرة . ولو كان الله تعالى نهى ادم عن شئ اخر غير الشجرة ؛ لكان نفس الامر والنهي والمعصية ، ولكن الله سبحانه اراد الشجرة بالذات لحكمة عظيمة لا نعلمها فقد تكون الشجرة ترمز الى الدنيا وزينتها والشهوات والمعاصي ، ، وقد ترمز أيضا الى الخير، بحيث تكون حدا وخطا احمر تحذرك وتنبهك الى عدم الاقتراب ؛ وتشير الى الالتزام باوامر الله وطاعته ، والاستمرار في لباس التقوى وعدم نزعه .

وبعد الاكل من الشجرة بدت لهما سوءاتهما ، وقلنا ليس السوءات هي العورات المعروفة (الدبر والقبل) وانما هي الخطايا والاثام والشرور الكامنة في النفس البشرية ، وان مخالفة امر الله بفعل الخطايا هو نزع للباس التقوى والايمان ، فبعد ان يفعل الانسان المعصية تسهل عليه المعاصي الاخرى فيكون كالعاري .

والاستدراك هو

الفهم للنص القراني قد يحتمل اكثر من معنى ، والذي يوضح ذلك هو القران نفسه ، حيث نجد في بعض الايات معنى معينا ولكن تم تفصيله وبيانه في ايات اخرى فالقران يبين بعضه بعضا فما أجمل في موضع فقد فصل في موضع اخر . كما ان القران نص عربي ولابد احيانا من فهمه في اطار لسان العرب ودلالاته . ولذلك فقد نستفيد من الايات القرانية عدة معاني وليس معنى واحدا

1/ المعنى الاول لقصة ادم وابليس والشجرة والسوءات واللباس هو ما ذكرناه سابقا في محتوى الموضوع ، ان الشجرة هي ابتلاء وهي حدود الله واوامره وهي الدنيا والشهوات ،

وان السوءات هي الخطايا والشرور والشهوات والضعف الذي في النفس من الجزع والخوف والطمع والحقد والحسد والغش ….
وان اللباس هو التقوى والهدى

3 / المعنى الثاني : وهو المشهور في التفاسير ان ادم اكل من الشجرة وعصى امر الله ، وذكروا تسميات كثيرة للشجرة ولاتصح ، وبعد الاكل نزعت ملابسهما وتعروا وانكشفت عوراتهما واخذا يغطيان عوراتهما واجسامهما بورق الشجرة ، حياء ..

أقول : نأخذ بهذا المعنى ايضا ، ولا يمنع ان يكون صحيحا لان ظاهر الايات يفيد ذلك ايضا ، فمن يرى انه لا يوجد في القران مجاز ولا كناية ، ويمنع التأويل ؛ فانه يقرر هذا المعنى ولا يحيد عنه . وانا اوضح هذا المعنى على هذا الفهم الثاني فأقول : عصى ادم ربه فاكل من الشجرة فعاقبه الله بان كشف عنهما لباسها وظهرت لهما عوراتهما المغلظة ( الذكر والفرج ووو ) فاستحى من الله تعالى ، واستحى ان يراه احد هو وزوجه بتلك الحالة فأسرع يأخذ من ورق الشجرة ويغطي العورات لانه يعلم ان ذلك عيب ولا يجوز كشفه ، فيكون المعنى ، ان من عصى الله وخالف أمره فكأنه تعرى ، واصبح يشبه الانسان العاري ، وايضا من فعل المعصية فكأنه كشف ستر الله عنه فصار كالعاري . وقد نستفيد من ذلك ايضا : ان يحذر الانسان الخطايا والاصرار عليها لكي لا يفضحه الله امام الناس .

فنزع الملابس مثل الفضيحة

ثم ذكرت الايات ان الشيطان للانسان عدو مبين يتربص به دائما ، ويحرص على اغوائه فابليس وسوس لادم وزين له حتى نزع عنه لباسه الحسي والمعنوي لباس القماش ولباس التقوى والحياء ، وهذا فيه اشارة للحذر الشديد من الشيطان واغراءاته وتزيينه للمعصية وتسهيله لها باسم الحرية والمدنية والتطور ، وهذا الذي حصل ؛ فقد وسوس للنساء وزين لهن حتى خلعن اللباس ، وصارت الواحدة شبه عارية تلبس فوق الركبة او تلبس الشورت وصدرها عار وظهرها عار ، وهذا ما نراه الان في اعاجيب لباس النساء وحتى الرجال ، فهولاء قد نزع ابليس عنهما اللباس الحقيقي (الفستان وغيره ) ونزع عنها ايضا لباس التقوى والايمان والحياء .. فظهرت العورات والسوءات ؛ وهي الخطايا والمعاصي والفسوق والعري والظلم والكذب واكل الحرام ووووو

اذا فهذا معنى صحيح للايات .
ولا يمنع ان يكون المعنيان كلاهما صحيحا ، فالشجرة حقيقية واكلا منها ، وترمز لحدود الله ، وترمز للدنيا والشهوات ، وقد بدت لهما سوءاتهما البشرية التي في النفس ، وايضا بدت لهما عوراتهما الحقيقية نتيجة لمخالفة امر الله
وان اللباس الذي نزع عنهما هو لباس التقوى والايمان والهدى ، وكذلك نزع عنهما اللباس المادي من ازار ورداء فنزع الاول يؤدي الى نزع الثاني
والله اعلم
تعليقات