تحالف "اوبك+" يقرر تسريع وتيرة الإنتاج تلبية لدعوات الغربيين
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)
بعد أشهر من الانتظار رغم ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، قررت الدول الأعضاء في "أوبك+" الخميس تسريع وتيرة الإنتاج تلبية للدعوات الملحة للغربيين.
وقال التحالف في بيان بعد اجتماع جديد خاطف أن ممثلي الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاءهم العشرة (أوبك+) اتفقوا على "تعديل إنتاج تموز/يوليو بزيادة 648 ألف برميل يوميًا"، مقارنة بـ 432 ألف برميل حددت في الأشهر السابقة. وشدد البيان على "أهمية استقرار الأسواق وتوازنها".
ويبدو أن إعلان الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاثنين فرض حظر على الجزء الأكبر من النفط الروسي، أدى إلى تزايد المخاوف من حدوث نقص وغيّر بشكل واضح موقف الكارتل الذي شدد على "أهمية أسواق مستقرة ومتوازنة".
ويشكل ذلك نقطة تحول ل"أوبك+" التي اكتفت منذ ربيع 2021 بزيادات متواضعة في حصص الإنتاج لتعود إلى مستوياتها قبل جائحة كوفيد-19.
ولم تخرج المجموعة حتى الآن عن خطها حتى بعد غزو روسيا لأوكرانيا الأمر الذي زاد من حدة التوتر في السوق.
أثار هذا الإعلان ارتياح المستثمرين. فقد ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 1 بالمئة تقريبا، وبات سعر نوعي النفط الخام القياسيين بحدود 116 دولارًا للبرميل.
- "الحفاظ على الوحدة" -
واعتبر المحلل في شركة "أوندا" جيفري هالي أن تحالف "أوبك+" أعطى "بعض التنازلات للولايات المتحدة وأوروبا" وسط تكهنات حول زيارة محتملة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، وذلك "مع الحفاظ على الوحدة" داخل التحالف.
لكنه أضاف أنه رغم أن زيادة الخميس أكبر من المتوقع فإنها "لن تخفف بشكل كبير عن سوق تفتقد إلى النفط الروسي" ولاسيما أن العديد من الدول تواجه أصلا صعوبات لبلوغ حصص الانتاج.
وأردف الخبير "الأسعار ستبقى عند مستوى مرتفع، روسيا تشعر بالرضى".
ورحّب نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك بقرار "أوبك+" الذي اتخذ بحسب قوله لتوقع الطلب القوي في الصيف.
كما انتقد الحظر الذي أقرته الخميس دول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الأوروبيين سيكونون أول "من يعاني".
وكان مقال في صحيفة وول ستريت جورنال تحدث عن احتمال استبعاد روسيا التي تخضع لعقوبات غربية، لكن "أوبك+" بقيت موحدة.
وسيتم توزيع الزيادة المقررة على الأعضاء على أساس نسبي مع حصص متساوية لموسكو والرياض، وهما ركيزتا التحالف.
وتشكل تحالف "أوبك+" الذي يضخ حوالى نصف كمية النفط العالمي، في 2016 لضبط العرض وتنظيم أسعار الخام. لكن البعض يشككون في استمرار التفاهم في الظروف الحالية.
- "دور أساسي" -
يأتي هذا التحول في "أوبك+" بعد سلسلة من الدعوات لا سيما من البيت الأبيض الراغب في كبح أسعار البترول.
وكانت دول مجموعة السبع قد أشارت مرة أخرى الأسبوع الماضي إلى "الدور الرئيسي" للتحالف النفطي في مواجهة "الضغط على الأسواق الدولية".
وكانت السعودية قد تجاهلت لفترة طويلة الدعوات إلى زيادة الإنتاج.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير في دافوس أن "المملكة فعلت ما في وسعها"، كما ورد في وسائل إعلام اقتصادية.
وقال إن "الوضع أكثر تعقيدا من مجرد إضافة براميل إلى السوق" في وقت تحقق دول الخليج أرباحا كبيرة من برميل يتجاوز سعره مئة دولار. وقد سجلت السعودية في الربع الأول من العام الحالي أعلى نسبة نمو منذ عشر سنوات.
وعلقت الخبيرة في شركة "سويس كوت" إيبيك أوزكارديسكايا في تصريح لفرانس برس "قد نكون على مفترق طرق".
واعتبرت أن قرار الخميس "علامة على أن الجليد بين السعوديين والأميركيين قد يذوب أخيرًا بعد عامين من برود العلاقات".
وتابعت أنه إذا تم تعزيز العلاقات بين البلدين، فإن الرياض ستوافق عندها على "ضخ المزيد لتعويض خسائر النفط الروسي".
وأكدت المحللة أن ذلك "يعزل روسيا أكثر وربما يغير مسار الحرب".
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم