وكالة أخبار المرأة
تعتقد الباحثة مين جو لي أنّ ثمة أمرًا محيّرًا بشأن إقامة الشابات الغربيات في نزل الشباب في سيؤول.
على عكس نظيراتهن الآسيويات، بدت هؤلاء النساء، معظمهن في أوائل العشرينيات من العمر، غير مهتمات بالوجهات السياحية المعتادة.
وتبقى النساء في نزلهن، نائمات أو تشاهدن البرامج التلفزيونية الكورية، وتغامرن بالخروج بعد حلول الظلام فقط.
لفتت هؤلاء النساء انتباه لي، التي تبحث حول سياسة الجنس والعرق في كوريا.
وكانت لي في المدينة لمعرفة أثر الصورة الدولية الصاعدة لثقافة البوب الكورية على السياحة.
بعد زيارة 8 نزل وإجراء مقابلات مع 123 امرأة، معظمهن من أمريكا الشمالية وأوروبا، توصلت لي إلى استنتاج مفاده أن العديد من النساء انجذبن إلى البلاد بسبب ما تسميه "تأثير نتفليكس".
قالت لي إن النساء اللواتي قابلتهن كن مفتونات بالرجال الكوريين، الذين تم تصويرهم على التلفاز.
واعتبرن النساء أن الرجال الكوريين مثقفون ورومانسيون، بينما اشتكين من الرجال في بلدانهن الأصلية، الذين يتجاهلون مظهرهنّ وذهنيتهم محدودة.
سافرت غريس ثورنتون، بستانية تبلغ من العمر 25 عامًا، من المملكة المتحدة إلى سيؤول عام 2021، بعد مشاهدة المسلسل الكوري Crash Landing on You على نتفليكس.
وأُدهشت بدورها، كيف أنّ الرجال لا يسخرون من النساء أو يتحرشون بهنَ لفظيًا في الشارع، كما يحصل في بلدها الأم.
وتعتبر ثورنتون أن الرجال الكوريين "مهذبون، وساحرون، ورومانسيون، يشبهون شخصيات القصص الخيالية، وشهام، ومحترمون".
وقالت إنه من المثير للاهتمام مشاهدة الكوريين يرتدون ملابس جيدة ويعتنون بأنفسهم.
وتابعت ثورنتون: "في إنجلترا، أبدو مثل أي شخص آخر.. في كوريا، أنا مختلفة، ومثيرة، وأجنبية.. الناس يهتمون بي.. شعرت بأنني مميزة".
تزامنت شعبية البرامج التليفزيونية الكورية لدى الجماهير العالمية مع زيادة مطّردة بعدد السائحات إلى كوريا الجنوبية.
عام 2005، زارت 2.3 مليون امرأة البلاد، مقارنة مع 2.9 مليون رجل، وفقًا لبيانات حكومية.
وبحلول عام 2019، قبل أن يؤثر فيروس كورونا على قطاع السياحة، قصدت حوالي 10 ملايين امرأة البلاد، مقارنة مع 6.7 مليون رجل فقط.
في الوقت نفسه، كان هناك انتشار كبير لمحتوى يركز على ظهور أزواج، رجل كوري برفقة امرأة من جنسية أخرى، على وسائل التواصل الاجتماعي.
متعة مؤقتة
لسوء الحظ، تجد بعض النساء عقب وصولهن أن الرجال الذين يقابلونهم ليسوا مثاليين إسوة بمن تم تصويرهم على شاشات التلفاز.
وقالت مينا، وهي طالبة مغربية تبلغ من العمر 20 عامًا، إن البرامج التلفزيونية الكورية أثرت على قرارها بالمجيء إلى مدينة بوسان الجنوبية عام 2021.
وقالت إن الرجال الذين رأتهم على التلفاز صُوِّروا على أنهم "رجال محترمون وجميلون وأثرياء يحمونك".
لكن خلال خروجها للسهر ليلًا تعرضت للتحرش الجسدي وعرض عليها ممارسة الجنس من غرباء في الشارع.
شعرت أن بعض الرجال الكوريين يميلون إلى الاعتقاد بأن النساء الأجنبيات أكثر انفتاحًا على ممارسة الجنس من النساء المحليات.
وقالت: "نحن متعة مؤقتة.. الرجال رجال، والبشر متشابهون في كل مكان".
ومنذ ذلك الحين، فقدت استمتاعها بالبرامج التلفزيونية الكورية ولم تعد ترغب بمواعدة الرجال الكوريين.
وأخبرت بعض النساء لي أنهن أخطأن بالعثور على الرجل المثالي، وسيعدن للمحاولة في المرة المقبلة.
وقالت لي: "يرون بوضوح أن ليس كل الرجال الكوريين مثاليين، لكن يحتجن فقط إلى بديل لسوق المواعدة المخيب للآمال في بلدانهن الأصلية".
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم