هل أنت متزن ؟ (الحلقة الأولى )

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر مصارحة يجب أن نصارح أنفسنا بأن أجهزة العلاقات العامة لا تمارس الشكل المرجو منها طبقا للنظريات العالمية المقدمة ممن أسسوا وأصلوا هذا العلم . وللتأكد من ذلك تعالوا بنا نعرف ماذا تعنى العلاقات العامة . معنى العلاقات العامة هى "الأنشطة المخططة لزراعة الثقة عند الجمهور تجاه المؤسسة ، وتغذية الثقة بالصراحة لتثمر الإخلاص عن المنافسة والوفاء عند النوازل والكوارث والازمات، وتقييم هذه الانشطة كل فترة لضمان إستمرارية الثقة " .وهذا طبقا لأحدث تعريف توصلت له فى بحثى فى هذا المجال . ولهذا كان لزاما علينا بعد ان اطلعنا الله على هذا العلم ،من خلال بحثى فى رسالة الدكتوراة ، أن ننصح فى الله من اجل نهضة بلادنا وأوطاننا . للأسف الشديد أجهزة العلاقات العامة أو إن شئت فقل إدارات العلاقات العامة فى كثير من المؤسسات ، قل حجمها أو كبر ، لا يتعدى دورها عن الإهتمام بالمراسم ، ونسيت الدور الرئيسى المنوط بها ، وهى أنها جهاز الأمن الوقائى للمؤسسة التى تعمل تحت سقفها . لذلك وحتى نعالج هذه الأمور التى لا يرضى عنها كل صاحب بصيرة وقادة ، لابد من التدخل الجراحى ، لهذا سميت هذه الدراسة بجراحة إدارية لأجهزة العلاقات العامة . والتى هى خلاصة دراسة عشر سنوات فى مجال العلاقات العامة والرأى العام وتحسين الصورة الذهنية وكأى عملية جراحية لابد لها من تجهيز ، والتجهيز هنا يتمثل فى ضرورة مصارحة أجهزة العلاقات العامة نفسها :هل هى راضية عن الدور الذى تقوم به ؟ إذ ان التغيير والجراحة لن تفيد إذا لم تبدأ من الداخل . والسؤال الثانى لأصحاب المؤسسات ، ما الدور الذى تريدون من العلاقات العامة أن تلعبه ؟ هل هو الدور الإحترافى الحقيقى ؟ أم التقليدى الرسمى الذى نشا فيه الصغير وشاب فيه الكبير . وبعد هذه الخطوة والتى تسمى بالمصارحة ، نبدأ بإذن الله مراحل العملية . التدخل الجراحى وسوف تتم عملية التدخل الجراحى من خلال الخطوات التالية : 1- أولا يجب تغيير الإسم من "إدارة" ل "جهاز" العلاقات العامة، قد يندهش البعض من كلمة (جهاز) العلاقات العامة ، لأننا أعتدنا فى مجتمعاتنا الشرقية على كلمة إدارة العلاقات العامة ، وهذه من وجهة نظرى الشخصية والبحثية طامة كبرى مقصودة حتى لا تستطيع العلاقات العامة أن تعمل بكفاءة فى المجتمعات الشرقية . أتدرى لماذا ؟ لأننا بإختصار متى تعاملنا مع العلاقات العامة على أنها إدارة فلن نجنى منها إلا الروتين المتبع فى البلاد العربية والذى يدعو إلى الرتابة وكان سببا فى وأد كثير من الإبداعات . وإسمحوا لى أن أشرح بشئ من التفصيل ما يؤكد وجهة نظرى البحثية هذه . بالرجوع للمعجم والبحث عن كلمة الجهاز وجدت معناه " طائفة من الناس تؤدى عملا دقيقا " راجع معجم المعانى الجامع فى معنى كلمة جهاز . وهى أيضا من الجاهزية والتى تعنى الإستعداد . وأيضا من أجهز عليه ،،أى قضى عليه . والجهاز فى الحيوان : ما يؤدى من أعضائه غرضا حيويا خاصا . والسؤال المُلح الأن هو: أليست كل هذه المعانى السابقة مطلوبة للعلاقات العامة ؟ والإجابة عليه نعم وبكل تأكيد ، إن العلاقات العامة مطلوب منها الأمور التالية :  الجاهزية الدائمة والبقاء على أهبة الإستعداد . الإجهاز على الشائعات والأعداء الذين يخططون لإلحاق الضرربالمؤسسة وسمعتها .  وأن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على قدر المسئولية بالأعمال الدقيقة التى يقومون بها . وأخيرا أن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على علم بأنهم يؤدون غرضا حيويا خاصا لجسم المؤسسة . التدخل السريع وعدم الإنصياع للمعوقات الإدارية حتى وإن كانت تعد خطأ إدارى ، لأن الأمر قد يكون فيه خسائر فادحة إذا ما تم التعامل مع الحدث من قبل جهاز العلاقات العامة وفق اللائحة الإدارية التى تنظم عمل المؤسسة . على سبيل المثال : عند حدوث حريق فى مؤسسة وإكتشاف ضرر يتم التخطيط له ، لو قام جهاز العلاقات العامة أو أحد أعضاءه بإتباع الروتين الإدارى المتبع فى الأوقات العادية ، لكانت الخسائر فادحة والأضرار جسيمة . ونخلُص مما سبق أنه أن الأوان أن نكشف الغطاء الإدارى عن جهاز العلاقات العامة فى المؤسسات ، ونتعامل معها ونخبرها بأنها جهاز العلاقات العامة ، وليست إدارة عادية ، إنها جهاز لأنها تتبع الجهة السيادية فى المكان الذى تعمل به . إنها جهاز يشرف على باقى المنظومة الإدارية فى المؤسسة لأنها مسئول عن أمانة الحفاظ على بقاء وإستمرارية المؤسسة، ولعل الله قدر لى التخصص فى هذا المجال لأكون أول قطرة فى سيل التصحيح الذى أراه قريبا بإذ ن الله ، سيل تصحيح المسار الحقيقى للعلاقات العامة فى أمتنا العربية وعلى رأسها وطنى الحبيب مصر . وعندى سؤال أتمنى منكم أن تجيبوا عليه وتحتفظوا بالإجابة لأنفسكم . السؤال هو : لماذا هذه الجهات تطلق عليها هذه المسميات ؟  جهاز المخابرات العامة الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء جهاز دعم وإتخاذ القرار الجهاز المركزى للمحاسبات 2- موقع جهاز العلاقات العامة يكون فى مستوى الإدارة العليا وتمتلك نفس الصلاحيات وتشارك فى صنع السياسة العامة للمؤسسة حتى تستطيع القيام بواجباتها على اكمل وجه ، وهذا يستدعى من أصحاب المؤسسات أن يحسنوا إختيار فريق جهاز العلاقات العامة ، وذلك ما أكده إدوارد ربنسون رئيس قسم البحوث بمعهد العلاقات العامة الأمريكى . 3- يجب فصل التسويق عن العلاقات العامة ، لأن هناك عوامل مشتركة وتشابه ولكن جهاز العلاقات العامة أخطر من التسويق ، لأن التسويق يقوم بترويج سلعة ، أما جهاز العلاقات العامة فهو يروج سمعة المؤسسة بأكملها ، وأكد على ذلك الكثير من علماء الإدارة ، بل إن التسويق يخضع للعلاقات العامة وأنشطتها من ناحية متابعة مهام أفراده الذين يتعاملون مع جمهور المؤسسة ، فقد يتسبب أحدهم فى مشكلة مع الجمهور ، تحتاج وقتا لعلاجها وكسب الجمهور مرة أخرى من قبل أجهزة العلاقات العامة . 4- هناك إتصال أحادى ، مثل الإعلام ، ويقولون أن العلاقات العامة إتصال مزدوج أو ثنائى ، أما أنا فأقول أنها إتصال ثلاثى العمليات ، ولذلك أبتكرت قاعدة SRS process ولشرحها يجب أولا أن نعلم أن الإعلام قائم على SEND فقط . ويقولون أن العلاقات العامة قائمة على SEND – RECEIVE بمعنى انها قائمة على إرسال الرسالة للجمهور وتلقى الإستجابة منه . أما القاعدة التى أبتكرتها فهى تقوم على إرسال- إستقبال – إرسال مرة أخرى إما للتأكيد وإما للتصحيح . يعنى نعيد الرسالة مرة أخرى للجمهور مؤكدين له أن ما فهمه من رسالتنا هو المقصود ، أو نوضح له أن هناك خطأ ولبس ونقوم بالتصحيح والأرسال . 5- كعب داير : أقترح أن يقضى من يتم ترشيحه للعمل بجهاز العلاقات العامة ، أن يمر على جميع وحدات المؤسسة ، يقوم بوظيفة تتناسب مع إمكانياته فى مدة تدريبية لا تزيد عن ثلاثة أشهر ، بمعنى أنه لا يوجد مكان بالمؤسسة التى يعمل بها ، لم يقضى فيه ولو يوما واحدا ، فإن هذا سيكون عظيم الأثر . ولنا فى حديث النبى الأسوة الحسنة : ما نبى بعثه الله إلا ورعى الغنم . 6- قاعدة HOT LINE : وهذه القاعدة أبتكرنها لحث فريق العمل داخل جهاز العلاقات العامة أن يكون بينهم خط إتصال ساخن ، فلا يليق ان يتصل أحدهم بالأخر ولا يجيبه ، فلا تدرى لعل إتصاله يحمل وراءه أمرا هاما للمؤسسة او لجهاز العلاقات العامة ، ويتم معاقبة من يثبت فى حقه عدم الرد على زملائه ثلاث مرات متتاليات ، بمعنى من لم يرد على ثلاثة من زملائه ، يعاقب ما لم يكن هناك عذر مقبول . وهذه القاعدة أقصد منها High Organized Team Lead Investment to a New Era. وأخيرا وليس بأخر أتمنى أن تكون دراستى هذه قد اضاءت الطريق لمن بعدى لعمل تصحيح المسار الإدارى فى أمتنا العربية . الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر أعزائى القراء لعلكم تتعجبون من هذا العنوان ! هل هناك خطأ فى العنوان ؟ بالطبع ليس هناك أى خطأ ولكن الحقيقة المرة أنه هناك صنم يتميز بلونه الأزرق ، له تعويذة سحرية ، قام صانع هذا الصنم بتلاوتها على حين غفلة من العالم أجمع ،فأخضع العالم كله لها ، نعم العالم كله ،شعوبا ودولا ، ولكن هناك من بدأ يتنبه لهذه التعويذة السحرية ويستفيق من سحرها ولو بشكل جزئى ليقلل من حجم القرابين التى يقدمها على مذبح هذا الصنم الأزرق ، وهناك من لم يستفيق بعد من تأثير هذه التعويذة وما زال يقدم أغلى ما يملك فى حياته قرابين وذلك كما سأشرح فى السطور التالية . أرى الأن الحيرة قد تملكت من بعض قرائى الأعزاء فى معرفة ماهية هذا الصنم الأزرق !!وحتى لا أطيل عليكم ، إنه الفيس بوك ، نعم تطبيق الفيس بوك .ولكن لا داعى للقلق ، فما عليكم غير إتباع خطوات ترويض هذا الصنم ، لنخفف حجم الكارثة ، وأقول ترويض وليس القضاء ، لأنه وبكل أسف أصبح الجميع فى إحتياج إليه حتى كاتب هذا المقال ، بطبيعة كونى دكتورا فى العلاقات العامة ومتخصصا فى مجال الرأى العام ، فإن ساحة هذا الصنم فيها فوائد جمة لكل المهتمين بالرأى العام ، كذلك هناك أيضا فئة العاملين بمجال التسويق الإليكترونى ، فإن مجال لقمة العيش فى تواجدهم بساحة هذا الصنم ولكن بشكل مثمر فعال بعيدا عن تقديم القرابين .والأن جاء الدور لمعرفة أولى وأهم القرابين التى نقدمها على مذبح هذا الصنم الأزرق ، من أهم القرابين التى نقدمها هى الروح وخسارة الحياة كاملة ، وهذا ما أدى له تطبيق الفيس بوك عندما فقد كثير من الأشخاص حياتهم بسبب محاولة إلتقاط صورة سيلفى من مكان مرتفع أو مكان مميز من وجهة نظر الشخص ، ثم أثناء إلتقاط الصورة أو تسجيل اللحظة نجد الشخص يموت على الهواء فى لقطة قذرة لقربان يذبح على مذبح الصنم الأزرق .وبعد هذا القربان دعونا نتعرف على باقى القرابين وذلك من خلال رحلة إفتراضية سنقوم بها من خلال الدخول عبر شاشة الموبايل إلى تطبيق الفيس بوك أو الصنم الأزرق ، فسوف نشاهد بعد إجتيازنا هذا العالم الإفتراضى من خلال شاشة هواتفنا ، سنجد أطفالا ينظرون بعين الإستعطاف لأحد أبويهم أو كلاهما ، نعم ينظرون لهم بعين الإستعطاف وإستجداء الرحمة ، رجاء أن يلقوا بتلك الهواتف التى تحمل ترانيم إليكترونية تخص طقوس عبادة هذا الصنم الأزرق ، يلقوها من أيديهم ويمسكوا بأيدى أبنائهم بدلا منها ، هذه القبضة باليد التى طال الإشتياق إليها لأنها تحمل رسائل طمأنينة وتعزيز نفسى للأطفال فى هذه السن الحرجة .من المؤسف أننا خلال رحلتنا الإفتراضية عبر تطبيق الصنم الأزرق رأينا أطفال يجلسون مع والديهم فى نهاية اليوم ، يجلسون جلسة من المفترض أنها أسرية ، يفضفض فيها الطفل عن نجاحاته وإخفاقاته خلال هذا اليوم ، ولكن الحقيقة المرة أننا وجدنا فيها الأطفال يجلسون مع والديهم ، ولكنها فى الحقيقة جلسة يطبق فيها كلا الوالدين ليس على كف إبنه الصغير أو بنته ولكن يطبق فيها على الموبايل بكلتا يديه ، جلسة لكل أمرئ منهم فيها شأن يغنيه .ثم أنتقلنا خلال رحلتنا من خلف شاشة الهاتف المحمول عبر تطبيق الصنم الأزرق فوجدنا أسرة مفككة والزوج يكيل لزوجته الإتهامات ثم يقوم بتطليقها أمام أطفالهم وذلك لأن الزوجة قدمت عفتها على مذبح هذا الصنم من خلال سكين الشات والرسائل على الخاص ، رسائل مليئة بالإعجاب والقبول وكلمات الهيام والغرام التى لا ينبغى إلا أن تكون للزوج ، والزوج فقط .وهناك من يقدم وظيفته على مذبح هذا الصنم وذلك من خلال إفشاء أسرار عمله ، وهناك من يقدم ثروته على مذبح هذا الصنم من خلال مضاربات يقوم بها عبر هذا الصنم الأزرق المسمى بالفيس بوك ، وبعدها يفقد ثروته وعلى إثرها يفقد عقله ثم أسرته .وقبل أن نبدأ عملية ترويض هذا الصنم الأزرق تعالوا بنا نتعرف على الألية التى يعمل بها هذا الصنم ، وتوصلت إلى فرضية مهمة لفهم ألية عمل هذا الصنم ، وهى أن ما نتفاعل معه على تطبيق الفيس بوك من أمور وقضايا ، سنكتشف أنها أحد نوعين؛  الأول قضايا خاملة كامنة غير نشطة . الثانى وقضايا نشطة . ولو أن الإنسان قضى دقيقة واحدة مع قضية خاملة ،فإنها ستأخذ من تفكيره دقيقتين ،الدقيقة الأولى فى فهم المنطوق أو المكتوب والدقيقة الثانية فى فهم المقصود ، يعنى ساعة متابعة على الفيس بوك ، تعنى أن هناك ساعتين يتم أضافتها على الوقت المستغرق فى التصفح .أما بالنسبة للقضايا النشطة ، فإن الدقيقة تصفح ، تتطلب 4 دقائق ،الدقيقة الأولى والثانية تم ذكرهم قبل قليل ، أما الثالثة فهى تعنى وتهتم بمتابعة أراء الذين يقفون معك فى نفس الموقف للقضية موضوع الرأى العام ، والدقيقة الرابعة فى متابعة الفريق المعارض لرأيك ،وتفنيد مزاعمهم من وجهة نظرك وبداية حالة من التحزب والتقسم الغير مقبول تماما أو ما يسمى بالإستقطاب الفكرى .نخلص مما سبق أن الدقيقة التى تقضيها مع قضية كامنة تتطلب دقيقتين من تركيزك وذهنك الصافى ، وكذلك الدقيقة التى تقضيها مع قضية نشطة تتطلب أربع دقائق من ذهنك ووقتك وتركيزك .بإختصار فإن ساعة واحدة مع قضية نشطة كفيلة بسرقة تركيزك كاملا طوال يومك لأنها ستأخذ أربع ساعات من مساحة تركيزك .وإليكم أهم أضرار هذا الصنم الأزرق فى حال عدم القدرة على ترويضه ، وهى التفكك الأسرى وشرود الأطفال ذهنيا وبحث الأطفال عن أى مصدر يستعيض به نقصه من جرعات الإحتواء اللازمة فى تلك المرحلة العمرية .وجاء الأن الدور على خطوات ترويض الصنم الأزرق وهى :  تخصيص ساعة واحدة فقط للفيس بوك يوميا وذلك لغير أصحاب الأعمال التى تقوم على الفيس بوك مثل التسويق الأليكترونى ، وإدارات توجيه الرأى العام وغيرها .هذه الساعة تقسم عشر دقائق على رأس كل ساعة ويتم إدخار عشرون دقيقة ، يتم الإستفادة منها تمام الساعة التاسعة مساءا ولا يتعدى هذا الوقت المخطط تحت أى ظرف أثناء تصفحه الفيس بوك يقوم أولا بفتح الإشعارات ثم يحدد منها ، المناسبات (زواج،ميلاد، مرض، وفاة، نجاح إلخ ) ، لأن هذه المناسبات هى الأصل فى هذا التطبيق والتفاعل معها مثمر جدا . تجنب التشعب أثناء البحث وعدم اللهث وراء الروابط والأخبار ، وتحديد خبر واحد أو قضية واحدة للبحث ومعرفة موضوعها كاملا ، أما أولئك الذين يدخلون من رابط لرابط لثالث وهكذا ، فهؤلاء حكموا على نفسهم بالتيه فى صحراء هذا الصنم .لا مانع من عمل منشور خاص بك لإشباع الجانب الإجتماعى لديك ، ولكن لا يزيد عن منشور واحد ، وذلك حتى لا يغررك تقلبك فى أراء المتابعين لك وتكتب على نفسك التيه فى صحراء الصنم الأزرق . تذكر أنك لست مسئولا عن إصلاح العالم من خلال الفيس بوك ولكنك مسئولا عن نفسك ومن تعول فقط .قيم تجربتك بشكل يومى حتى تتعرف على نقاط القوة والضعف وتستطيع معرفة كيفية سبل التحسين حتى تصل لإستخدام مثالى للصنم الأزرق وتحرر من نير العبودية . وإلى أن نلتقى فى موضوع جديد دمتم بكل خير .

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر - وكالة أخبار المرأة

هل سألت نفسك مرة هذا السؤال من قبل ؟

لا شك أن هذا الأمر مهم جدا هذه الأيام التى تتوالى فيها الأحداث بشكل يجعل الاضطراب أهم سمات الحياة الحديثة ، وهذا له دور سلبى على صحتنا النفسية ومن ورائها تصرفاتنا وقراراتنا ، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن نتعلم كيف نحافظ على اتزاننا ، أو على الأقل نعرف ما هى نسبة اتزاننا ، حتى نتصرف على ضوء هذه النسبة .

وأهم ما يميز بحثى هذا هو أننى بحمد الله وتوفيقه استطعت تحويل عملية الاتزان إلى عملية رقمية ، يستطيع الجميع أن يقيم نفسه بكل سهولة من خلال تطبيقها كما سيتضح لنا فى هذا البحث .

لا شك أن القرارت السليمة لا تخرج إلا من شخصية متزنة ، ودعونا نضرب مثالا يوضح المعنى المقصود ، لو طلبنا من أحد الأشخاص أن يدور بشكل دائرى وبسرعة كبيرة حول نقطة إرتكاز يرسمها على الأرض ويضع أصبعه عليها ثم يلف حولها و بعد خمس دقائق من هذا الدوران ، حددنا له هدف أو مكان وطلبنا منه أن يذهب إليه ، تعتقد هل يستطيع أن يصل لهدفه بدقة ؟

بالطبع لن يستطيع وسيسير بشكل قد يعرضه للارتطام بأى شئ فى محيطه .

هذا بالضبط هو ما يحدث لنا فى حياتنا اليومية وقراراتنا التى نأخذها ونحن نعانى من اضطراب واختلال فى الاتزان بسبب فقداننا لأحد جوانب الاتزان التى سنتعرض لها بشئ من التفصيل فيما يلى .

إن الاتزان فى حياتنا يمثل البوصلة التى ينبغى أن نتحرك وفق مؤشرها وقراءته، والاتزان قائم على سبعة جوانب تشكل فى مجموعها 100 درجة ، وهى كما فى التفصيل الذى سأتناوله فى السطور التالية .

جوانب الإتزان السبعة :

أولا : الجانب الروحى

إن الجانب الروحى يستمده الإنسان من ارتباطه بقوة خارجية مطلقة يشعر معها بالافتقار والاحتياج الدائم ، وهى فى الشرائع السماوية تعبر عنها الذات الإلهية ، ولكى نحقق الاتزان الروحى فى حياتنا قمت بوضع درجة لهذا الاتزان وهى 20 درجة ، أى أن الاتزان الروحى فى حياتنا يمثل نسبة مئوية تقدر ب 20 % من إجمالى النسبة المئوية للاتزان وهى مقسمة على عشرة بنود وكل بند له نسبة 2% ، أى أن جوانب الاتزان الروحى هى ( العقيدة – العبادة – ثقافة – أخلاق – قوى الجسم – مقاومة الشهوات – العمل المشروع – إدارة وقته – منظم – نفع الأخرين بغض النظر عن الجنس واللون والدين ) ، بمعنى أن الإنسان فى بند العقيدة عليه أن يكون مؤمنا بأن الله هو الخالق الرازق والنافع والضار ، فإذا كان عنده خلل فى ركن من الأركان كأن يعتقد بأن هناك من يمكنه أن يضره من دون الله فهو بذلك يكون فقد نسبة 2% من إجمالى نسبة اتزانه الروحى ، وعليك بكل حيادية أن تراجع هذه البنود العشرة مع نفسك ، وما كان متوفرا فيك وحققته فأعط لنفسك درجته ، وما لم تستطع تحقيقه ، فاخصم من نفسك درجته .

ثانيا : الجانب الشخصى

إن الجانب الشخصى من أهم جوانب الاتزان وأيضا نسبته تمثل 20% من إجمالى نسبة الاتزان ، وهذه النسبة مقسمة على خمسة نواحى يلزم الفرد تحقيقها فى نفسه كما يلى :
  1. معرفة العيوب ومحاولة علاجها : وهى تمثل ما نسبته 4% من إجمالى الاتزان و 25 % من نسبة الاتزان الشخصى ، إن معرفة العيوب هى أهم خطوة فى علاجها ، وكيف يكون متزنا من لم يستطع معرفة عيوبه ويحاول علاجها .
  2. معرفة القدرات ومحاولة استثمارها : وهذا البند يمثل نسبة 4% من إجمالى نسبة الإتزان الكلية ، ويعتمد على معرفة الشخص قدراته التى يتمتع بها ، فإن كنت تعلم جيدا قدراتك وتخطط لاستثمارها فأنت تستحق درجة 4% .
  3. أعرف ميدانك : قد تكون على دراية بقدراتك ولكن للأسف لم توظفها بالشكل الصحيح ، وقد يكون السبب فى ذلك هو البيئة ، ولكن هذا ليس مشكلة ، المشكلة الحقيقية أن لا تكون على دراية بميدانك ، فإن كنت فى غير ميدانك ولكن أنت تعلم ميدانك جيدا ، فأعط لنفسك درجة 4% .
  4. تقبل ذاتك : لابد لكل من عرف عيوبه وحاول علاجها أن يمر بمرحلة خطيرة وهى عدم قدرته على علاج بعض العيوب حلا جذريا ، مما يؤثر على نفسه ويضعه عرضة لسياط النقد الذاتى القاتل ، ولمثل هؤلاء نقول إن الأمر يتطلب بعض الوقت ، لذلك حاول أن تتقبل ذاتك على الوضع الحالى ما دمت بدأت خطوات عملية فى طريق الإصلاح ، ومتى وصلت لهذا التقبل الذاتى فأعط لنفسك 4% من إجمالى النسبة المئوية اللازمة للاتزان .
  5. سجل إنجازاتك : يحتاج الإنسان أن يحتفظ بأى حافز مادى ملموس كان قد حصل عليه بعد كل نجاح حققه فى مشروع من مشاريعه أو يسجل فى مذكراته كل كلمة ثناء كان قد نالها بعد أى نجاح حققه ، إن لهذا الحافز مفعوله السحرى عند لحظات الضغوط والتوتر ومواجهة الفشل أو التحديات ، إن وجود هذا الحافز فى حد ذاته ، يخاطب العقل الباطن فيك ويوجه لك رسالة قوية مفادها (أنت تقدر أن تعبر اليوم ، كما عبرت بالأمس وهذا هو الدليل ) ، فابدأ من الأن فى تجميع كل الهدايا المادية الملموسة التى كنت قد أخذتها مقابل نجاحك فى مشروع ما ، ومتى بدأت تكوين سجل الإنجازات هذا سواء بالهدايا العينية أو تسجيل اللحظات والمواقف فى مذكراتك فاعلم أنك تستحق درجة 4% .
وبهذه الخمسة تكون قد حصلت على 20 % إذا كنت محققا لها جميعها فى حياتك ....وبالتالى نكون قد انتهينا من أهم جانبين فى جوانب الإتزان السبعة ، وهما الجانب الروحى بأركانه العشرة والجانب الشخصى بأركانه الخمسة ، وإجمالى الجانب الروحى يمثل 20% وإجمالى الجانب الشخصى يمثل 20 % ، ومتى حصدت نسبتى هاذين الجانبين فأنت تكون متزن بنسبة 40% ، ويبقى لنا نسبة 60% مقسمة على خمسة جوانب أخرى من جوانب الاتزان ، وكل جانب منها يمثل نسبة 12% من النسبة الكلية للاتزان ، ترى ما هى هذه الجوانب المتبقية ، وما هى طريقة توزيعها ،،هذا ما سنعرفه فى المقال القادم بإذن الله بعنوان "هل أنت متزن " الحلقة الثانية ...فأنتظرونا .....
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman