الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا

د. زيد قاسم محمد غزاوي

مقدمة:
هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31):
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ

حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:

الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
(قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق.

ماهية الآية في النمل و بيوته:

لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي:
حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها:
1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ)
2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ)
4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ)
5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ)
  • خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة

إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).

الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل).
فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي:

1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).

الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية.
و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد:
- مقاومة أكبر للظروف الجوية
- قوة ميكانيكية أكبر
- مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح
هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر.
فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن.

2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).

الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان.
  • خطوة 2: التفكر في كلام النمل
نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟
يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية.
فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى.
فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟
تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة.

  • خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه

إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه.
الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية).
و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية).
فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر.
تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية:
1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل.
2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل.
3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت.
4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله.
يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية.
أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق.
من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود.

  • خطوة 5: التفكر في مساكن النمل

تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (14): مسكن النمل الأبيض.
إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها:
1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد:
من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة.
فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1).
حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.

فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا.
تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي

صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا.
يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة.
إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال.
تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول.
و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض.
و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف.

دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر:

في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل.
تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل.
و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات.
الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).
الآية في النمل: تطبيقات عملية في حياتنا    د. زيد قاسم محمد غزاوي مقدمة: هناك مقدمة جميلة لموضوع الآية في النمل في قول الله عز و جل في سورة المائدة – الآية (31): فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ حيث يخبرنا المولى عن الأخ الذي قتل أخيه و لم يدري ماذا يفعل بجثة أخيه فبعث الله له غرابا (مبيّن في صورة(1)) ليريه كيف يدفن أخاه، فنرى هنا كيف أن الله عز و جل يلفت لنظرنا بأنه يعلمنا من مخلوقاته شؤون حياتنا و كيفية التصرف الأمثل في أمورنا فإذا لم تعرف عمل شيء معيّن في هذه الدنيا من تطبيقات تكنولوجية أو غيرها فلا تكن مثل هذا الإنسان الذي قال و يخبرنا المولى:  (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ) بل أنظر و تفكر في مخلوقات الله مثل الغراب، النحل، النمل، و غيرها و تعلّم منها ما تريد و من هنا تأتي حكمة التفكر في مخلوقات الله لنرى المعرفة التي يريد أن يعلمنا إياها الله عز و جل و في هذا الإطار سنتفكر في النمل لنرى بحور المعرفة التي وضعها الله في هذا المخلوق. ماهية الآية في النمل و بيوته: لمعرفة الآية في النمل و بيوته يجب علينا أن نتفكر في الآية 18 من سورة النمل و هي: حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ حيث نجد من التفكر في هذه الآية الكريمة أن الله عز و جل يلفت نظرنا بخصوص النمل إلى أمور كثيرة لنتفكر فيها و منها: 1. التفكر في خلق الله للنملة: (وَادِ النَّمْلِ) 2. التفكر في كلام النمل: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) 3. قدرة النملة الواحدة على مخاطبة جميع النمل في آن واحد: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ) 4. التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) 5. التفكر في مساكن النمل: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) خطوة 1: التفكر في خلق الله للنملة إذا تفكرنا في كيفية خلق الله و رحمته في النمل نجد بأن الله عز و جل يسّر للنملة عملية قطع أوراق النباتات بحيث تستطيع النملة الصغيرة قطع الأوراق بكل يسر و سهولة، فالسؤال الآن هو عن كيفية قطع النملة الصغيرة لورق النبات و غيرها من الأمور بهذه السهولة؟ يكمن الجواب في التفكر في خلق الله للقواطع في جسم النملة و التي هي مبيّنة في صورة (1).  صورة (1): فك النملة (عضو القطع في النمل). فإذا تفكرنا في الأمور التي وضعها الله في فك النملة لتيسير عملها في قطع الأوراق نكتشف ما يلي: 1. نجد بأن الله عز و جل وضع مادة الزنك كطلاء على فك النملة، فيعلمنا الله عز و جل من هذا بأننا إذا وضعنا مادة الزنك في تركيب المادة و كطلاء لها فإن ذلك سيكسبها قوة ميكانيكية كبيرة جدا بحيث تتضاعف قوت المادة ثلاث أضعاف، و من استخدامات هذا هو طلاء أدوات الحفر، القطع، و الطرق التي يستخدمها الإنسان. كما هو مبيّن في صورة (2).  صورة (2): طلاء بالزنك للمواد لزيادة القوة الميكانيكية. و في التطبيقات الهندسية فإن إضافة الزنك إلى مواد مختلفة مثل الزجاج، الألمنيوم، الحديد، و غيرها يؤدي إلى الحسنات التالية في تلك المواد: - مقاومة أكبر للظروف الجوية - قوة ميكانيكية أكبر - مقاومة أكبر لسطح المعدن لعمليات الحت و زيادة صلابة السطح هذه المعرفة المستقاة من خلق الله لفكي النملة و احتوائهما على مادة الزنك يمكن توظيفها أيضا في تشخيص أمراض الأسنان في الإنسان، فإذا حللنا العناصر الموجودة في أسنان الإنسان نجد و سبحان الله العظيم بأن أسنان الإنسان تحتوي على مادة الزنك و إذا فهمنا وظيفة الزنك في فكي النملة و هي زيادة قوة الفكين نفهم وظيفة الزنك في أسنان الإنسان و هي زيادة قوة و صلابة الأسنان (كما هو مبيّن في صورة (3)).  صورة (3): الأسنان في الإنسان و احتوائها على مادة الزنك مثل احتواء فكي النملة على هذا العنصر. فمن التطبيقات العملية على هذا هو أن بعض الناس يشتكي من تكرار تسوس الأسنان مع أنهم يأخذون العناصر المختلفة مثل الكالسيوم، الفسفور، و غيرها فيقعون في حيرة من أمرهم لماذا تتكرر عملية التسوس مع أنهم يهتمون بأسنانهم من تغذية و نظافة. فيكمن الجواب في الآية في النمل في الاستنتاج بأن الزنك يزيد من قوة و صلابة الأسنان ففي معظم هذه الحالات يكون هناك نقص في كمية عنصر الزنك في أجسام هؤلاء الناس الذين يشتكون من هذه المشكلة. فيكمن الحل إذا في زيادة نسبة الزنك في أجسام هؤلاء الناس لزيادة قوة و صلابة الأسنان مما يقلل من قدرة البكتيريا على نخر السن. 2. ليسّهل الله عز و جل على النملة قطع الأوراق فقد وضع الله آلية في فك النملة بحيث يهتز الفك بتردد عالٍ أثناء قطع الورقة و هذا من شأنه توليد طاقة اهتزازية كبيرة على الورقة و تكسير الروابط بين ذرات و مركبات الورقة و بالتالي تقطيع الورقة بيسر. و قد تنبّه البشر لذلك في تصميم الحفّارات و القطّاعات بحيث وضعوا فيها محرك يولّد اهتزازات ذات ترددات عالية و ذلك لتسهيل عملية تكسير الصخور و قطع المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة (4).  صورة (4): من آلات الحفر التي يستخدمها الإنسان. خطوة 2: التفكر في كلام النمل نلاحظ في الآية الكريمة بأن الله عز و جل يخبرنا بأن النمل له القدرة على أن يتكلم مع بعضه البعض (قَالَتْ نَمْلَةٌ) فنريد أن بعرف بهدي القرآن كيف يحقق النمل ذلك و ما هي التطبيقات الهندسية في حياتنا من هذا الفهم؟ يمكن معرفة مفتاح فهم كلام النمل من تدبر ذات الآية الكريمة في قول الله: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فنلاحظ بأن الله عز و جل يخبرنا بأن الطريقة التي يتخاطب بها النمل هي شعورهم بالبيئة المحيطة بدليل قول النملة في الآية الكريمة: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فلم تقل النملة بأن سليمان و جنوده لا يبصرون أو لا يسمعون بل لا يشعرون فهذا هو علم النملة بطريقة التفاهم و التخاطب فنستنتج من هذا بأن النمل يتكلم و يتخاطب مع بعضهم البعض بطريقة الشعور (أي الجس الميكانيكي للاهتزازات المتولدة في البيئة). فمثلا عندما يقول إنسان بأنه شعر بالهواء البارد فهذا يعني بأن اهتزازات الهواء حفزت مستقبلات على جلده مثل الشعر ليحس بالهواء و هذا يعني بأنه يجب أن يكون على جسم النملة مستقبلات للاهتزازات الميكانيكية و هذا (سبحان الله العظيم) ما نجده على جسم النملة كما هو مبيّن في صورة (5).  صورة (5): الهوائي في جسم النملة الذي يستخدم لجس الاهتزازات الميكانيكية. فنلاحظ من التفكر في تصرف النمل بأن هناك اتصال ميكانيكي بين النمل في غالب الأحيان فبذلك تستطيع النملة أن تتكلم من الأخرى من خلال توليد اهتزازات من جسمها و الهوائي إلى هوائي و جسم النملة الأخرى و تتكرر العملية تباعا كما هو مبيّن في صورة (6).  صورة (6): الاتصال الميكانيكي للنمل من أجل التخاطب و أمور أخرى. فالسؤال الآن هو عن كيفية الاستفادة العملية من فهم كيفية تخاطب النمل مع بعضهم البعض و الهوائي الذي خلقه الله للنملة من أجل جس النملة لبيئتها؟ تكمن الإجابة في قول الحق في سورة السجدة – الآية (7): (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) حيث يخبرنا الحق بأنه أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني من منظور التفكر في خلق الله للنمل بأن هوائي النملة هو أفضل (أحسن) هوائي من ناحية هندسية قادر على حصد جميع الطاقة الاهتزازية، فنستنتج من هذا بأنه إذا قمنا بتصميم هوائي بتصميم شبيه لهوائي النملة فهذا يعني بأن هذا الهوائي هو أفضل تصميم لحصد الأمواج الميكانيكية و الكهرومغناطيسية، فلا عجب بأن الغريب توصل بعد سنوات من البحث بأن من أفضل الهوائيات هو الذي يحتوي على أعمدة استشعارية متفرعة من العمود المركزي قادرة على حصد أكبر كمية من الطاقة الاهتزازية في الأمواج الكهرومغناطيسية مثل الشعيرات التي توجد في هوائي النمل و البعوضة كما هو مبيّن في صورة (7).  صورة (7): من أفضل الهوائيات هي التي تبنى على التصميم الهندسي لهوائي البعوضة و النملة. خطوة 4: التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه إذا تفكرنا في قول الحق في سورة النمل – الآية (18): (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نجد بأن الله عز و جل يلفت نظرنا إلى كيفية دخول النمل إلى مساكنه، و إذا فعلنا ذلك نجد بأنه إذا كان هناك مئات النمل خارج بيته و شعروا بخطر ما فإننا نجدهم يدخلون إلى مسكنهم في ثواني من ثقب صغير كما هو مبيّن في صورة (8). فالسؤال الآن هو عن كيفية دخول مئات النمل إلى مسكنه في ثواني و ما هي تطبيقات ذلك في حياتنا العملية؟  صورة (8): التفكر في كيفية دخول النمل إلى مسكنه. الجواب المنطقي على السؤال حول كيفية دخول مئات النمل إلى المسكن في ثواني هو أن الله عز و جل خلق بيت النمل بطريقة تسمح بالمرور السريع جدا لكل نملة عندما تريد دخول البيت و السرعة أيضا في وصول النملة إلى المكان الذي تريده في المسكن. يكمن الجواب في التفكر في تصميم الطرق الرئيسية و الفرعية في مساكن النمل بحيث نجد بأن الطرق الفرعية في مسكن النمل تكون بزوايا ليست بقائمة كما هو مبيّن في صورة (9).  صورة (9): الطرق التي هدى الله النمل لبنائها في مساكنه (تلاحظ الزوايا غير القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). و لمعرفة أهمية كون الزاوية ليست بقائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية في بيوت النمل يجب علينا مقارنة ذلك مع طريقة البشر في تصميم الطرق في زماننا هذا و هي أنه في غالب الأمر فإن الطرق المتفرعة من الرئيسية تكون بزوايا قائمة كما هو مبيّن في صورة (10).  صورة (10): طريقة البشر في بناء الطرق (تلاحظ الزوايا القائمة بين الطرق الرئيسية و الفرعية). فإذا استخدمنا جهاز الحاسوب لمعرفة فوائد كون الزوايا ليست قائمة في مساكن النملة مقارنة بزوايا قائمة في تصميم البشر للطرق في المدن كما هو مبيّن في صورة (11) و صورة (12) بحيث قام الحاسوب بحساب نمط تدفق النمل في داخل قنوات بيته و تدفق المركبات في الطرق التي يبنيها البشر.  صورة (11): نموذج حاسوبي للطرق من تصميم البشر و تلك التي هدى الله النمل لبنائها.  صورة (12): نتائج الحاسوب لحساب تدفق النمل في بيوته و المركبات في الطرق من تصميم البشر. تبيّن النتائج المبيّنة في صورة (12) بأن مرور الأشياء سواء كانت نمل، مركبات، سوائل، و غيرها في قنوات فرعية بزوايا ليست قائمة له الميزات التالية: 1. مرور بأقل طاقة ممكنة و هذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة للنملة للمرور في المنزل. 2. عدم تباطأ النملة عندما تريد المرور إلى قناة فرعية و هذا من شأنه عدم التأثير على النمل الذي يسير في الطرق الرئيسية و بالتالي عدم حدوث ازدحام مروري في مسكن النمل. 3. عدم حدوث اصطدام بين النمل في منازله بالرغم من العدد الكبير من النمل الذي يمشي في البيت. 4. اضطراب في مرور المركبات في الطرق التي يبنيها البشر مقارنة بمرور سلس و سريع للنمل في الطرق التي هدى الله عز و جل النمل لبنائها في منزله. يمكن تفسير النتائج المبيّنة فيما سبق بأنه في حالة الطرق التي يصممها البشر فإن المركبة بحاجة إلى أن تتباطأ كثيرا لكي تتمكن من دخول الطريق الفرعية بسبب الزاوية القائمة بين الطرق الفرعية و الرئيسية و هذا التباطؤ يؤدي إلى تباطأ المركبات السائرة في الطرق الرئيسية و الذي يؤدي بدوره إلى ازدحام مروري في الطرق الرئيسية و الفرعية. أمّا في حالة حركة النملة في الطرق في مساكن النمل فبسبب الزوايا الانسيابية (غير القائمة) بين الطرق الرئيسية و الفرعية فإن النملة ليست بحاجة إلى أن تتباطأ لكي تدخل الطرق الفرعية في المسكن و بالتالي تستمر حركة النمل في الطرق الرئيسية و الفرعية بدون أي تباطؤ و بالتالي لا يحدث أي ازدحام مروري في بيوت النمل (كما هو مبيّن في صورة (13).  صورة (13): حركة النمل في طرق مسكنه و حركة المركبات في الطرق. من التطبيقات العملية لهذه المعرفة هو أنه إذا قام البشر بتصميم و بناء الطرق في المدن بتصميم مشابه لذلك التصميم في بيوت النمل فهذا من شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من الازدحام المروري للمركبات، التقليل من الحوادث المرورية، و تقليل صرف المركبة للوقود. خطوة 5: التفكر في مساكن النمل تبيّن صورة (14) مثالا على مسكن النمل و هو مسكن لما يسّمى بالنمل الأبيض.  صورة (14): مسكن النمل الأبيض. إذا تفكرنا في الهدى الذي هداه الله عز و جل للنمل الأبيض في كيفية بناء مساكنه نستطيع تعلّم أمور كثيرة و منها: 1. أفضل كفاءة لنظام تدفئة و تبريد: من الملاحظ بأن درجة الحرارة في داخل مسكن النمل الأبيض يجب أن تبقى ثابتة بقيمة 31 درجة مئوية مع أن درجة الحرارة الخارجية تتغير من 2 درجة مئوية بالليل إلى 40 درجة بالنهار بالإضافة إلى التغيرات في فصلي الصيف و الشتاء، و من تفسير هذا هو أن الله عز و جل علّم النمل الأبيض طريقة بناء لنظام تهوية في مسكنه بحيث يضمن ثبات درجة الحرارة. فإذا تعلمنا أفكار هندسية من كيفية بناء النمل الأبيض لمنزله و تم تطبيق هذه الأفكار في منازلنا فبذلك نرفع من كفاءة التهوية و أنظمة التدفئة و التبريد في منازلنا و بالتالي التقليل الكبير لتكاليف إنشاء و تشغيل هذه الأنظمة. فيما يلي أبدأ بدراسة كيفية محافظة منزل النمل الأبيض على ثبات درجة الحرارة في مسكنه و أنظر إلى كيفية بناءه لأبراج التهوية في المنزل و هي مشار إليها برقم 1 في صورة (15).  صورة (15): مسكن النمل الأبيض (أبراج التهوية مشار إليها بالرقم 1). حيث نجد بأن الله عز و جل علّم النمل الأبيض أن يبني مجاري التهوية المتفرعة من الرئيسية بزوايا ليست قائمة، إذا ما قورنت بطريقة بناء البشر لمجاري و قنوات التهوية و التدفئة و التبريد في المنشآت و المنازل كما هو مبيّن في صورة (16).  صورة (16): قنوات التهوية في بيوت النمل الأبيض و في بيوتنا.  فالسؤال الآن هو عن الفرق الذي تحدثه اختلاف الزاوية في تفرعات مجاري التهوية على كفاءة و تكاليف أنظمة التهوية و التبريد و التكييف، و لمعرفة الإجابة على ذلك قمت بعمل نموذج حاسوبي مبيّن في صورة (17) حيث تبيّن صورة (17-أ) قنوات الهواء بزوايا قائمة (90 درجة) كما هو الحال في منازلنا و تبيّن صورة (17-ب) قنوات الهواء في مساكن النمل و هي ليست بقائمة.  صورة (17): نموذج حاسوبي لقنوات تدفق الهواء في بيوت النمل الأبيض و تلك التي في منازلنا. تبيّن صورة (18) نتائج الحاسوب من حساب نمط تدفق الهواء في هذه القنوات لكلى التصميمين (أي التصميم القرآني المبني على بيوت النمل و التصميم الحالي لمنازلنا).   صورة (18): نموذج حاسوبي يبيّن تدفق الهواء في مجاري التهوية المبنيّة على بيوت النمل و تلك التي توجد في منازلنا. يلاحظ من نتائج الحاسوب المبيّنة في صورة (18-أ) بأن مجاري التهوية بزوايا ليست قائمة كما في بيوت النمل الأبيض توّلد تدفق سلس للهواء و هذا يعني بأن تدفق الهواء في مجاري التهوية يحتاج إلى ضغط قليل لإتمام العملية، أمّا إذا نظرنا إلى نمط تدفق الهواء في مجاري التهوية في بيوتنا (صورة (18-ب)) نجد بأن نمط التدفق غير سلس و هذا يعني بأنه نحن بحاجة إلى ضغط قوي لإكمال مرور الهواء خلال الشبكة و هذا يستلزم طاقة كبيرة و تكاليف باهظة. إذا نلاحظ الفرق الكبير الذي تحدثه تغيّر الزاوية في تفرعات مجاري التهوية و التدفئة و التبريد على الكفاءة و التكاليف و نجد بأن الله عز و جل يعلمنا من خلقه لبيوت النمل الأبيض الزاوية الصحيحة لعمل هذه الأنظمة بدون اللجوء إلى التجربة و الخطأ و الذي يهدر الوقت، الجهد، و المال. تطبيق عملي لهذا في حياتنا يكمن في تغييّر زوايا مجاري التهوية و التدفئة و التبريد من الشكل المبيّن في صورة (17-أ) إلى الزوايا التي يعلمنا إياها الله من بيوت النمل كما هو مبيّن في صورة (17-ب). وهذا من شأنه تقليل متطلبات الطاقة لتشغيل أجهزة التدفئة و التبريد و بالتالي هذا يعتبر مساعدة في حل مشكلة الطاقة في الدول. و كمثال عملي على كفاءة نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض فقد قام مهندس (مايك بيرس) ببناء مبنى لسوق تجاري في زمبابوي يسّمى (East Gate Center) بحيث أن الأفكار التصميمية لنظام التهوية في هذا المبنى مأخوذة من نظام التهوية في مساكن النمل الأبيض (كما هو مبيّن في صورة (19)).  صورة (19): نظام تهوية في مبنى لسوق تجاري مبني على نظام التهوية في منازل النمل الأبيض. و يذكر بأن درجة الحرارة في المبنى المشار إليه في صورة (19) تبقى مريحة للبشر طوال السنة بدون استهلاك كبير للطاقة و بدون استخدام أنظمة تدفئة و تبريد حديثة. و يذكر بأن هذا المبنى يستهلك 10% من الطاقة إذا ما قورنت بالطاقة اللازمة فيما لو تم تدفئة و تبريده بأجهزة التكييف الحديثة. و تم توفير 3.5 مليون دولار لعدم وجود أنظمة تكييف مكلفة في المبنى و كلفة الاستئجار في المبنى هو أقل بمعدل 20% من المباني المجاورة له لعدم وجود تكاليف تدفئة و تكييف. دمج مساكن النحل و النمل في تصميم واحد لمنزل للبشر: في مواضيع سابقة بيّنت بحمد الله كيفية بناء منازل للبشر بحيث تكون قوية، متزنة، مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة عن طريق التفكر في خلق الله لبيوت النحل، و في هذه المقالة تعلمنا هدى الله للنمل بخصوص كيفية تدفئة و تبريد النمل لمساكنه فالذي سأقوم به الآن هو دمج التصميم الذي تعلمناه من التفكر في بيوت النحل بخصوص تصميم منزل من ناحية إنشائية مع التصميم الذي تعلمناه من بيوت النمل بخصوص كيفية تهوية المنزل و ذلك لنحصل على منزل يتمتع ببعض خصائص بيوت النحل و بيوت النمل. تبيّن صورة (20) أول مرحلة في بناء البيت القرآني الذي يدمج تصميم بيت النحل و النمل بحيث أنه هناك ستة غرف في المنزل مبيّنة في الصورة بالأرقام من (1-6) حيث أن هذه الغرف مأخوذ تصميمها من بيوت النحل بحيث أنها قوية، متزنة، و مقاومة للاهتزازات، و قليلة التكلفة و المنطقة المركزية في المنزل المبيّنة باللون الأحمر ليست غرفة و لكن قناة كبيرة للتهوية بحيث تكون مفتوحة للسماء من الأعلى و تحتوي من الأسفل على قنوات مفتوحة عرضيا.  صورة (20): بداية تصميم لبيت للبشر مدمج بين تصميم بيوت النحل و النمل. و يمكن أيضا عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بناية تحتوي على عدد أكبر من الغرف بحيث تشترك جميع الغرف بقناة التهوية الرئيسية المبيّنة باللون الأحمر كما هو مبيّن في صورة (21).  صورة (21): إمكانية عمل طوابق من ذات التصميم لعمل بنايات. الخطوة التالية في التصميم هي عمل مجرى لدخول الهواء البارد إلى الغرف و الذي يأتي من قناة التهوية المركزية الرئيسية و عمل مجرى لخروج الهواء الساخن من الغرف و هذه المجاري هي عبارة عن فتحات في الجدران المكونة لقناة التهوية الرئيسية في المنزل و توضع النوافذ على الجدار المقابل بحيث تكون على ارتفاع متوسط بين قناة الهواء البارد و الساخن كما هو مبيّن في صورة (22).  صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل. المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية: 1. قوة إنشائية كبيرة 2. مبنى متزن 3. مقاوم للزلازل 4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى 5. قليل التكلفة 6. مبنى عازل للصوت 7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد 8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية زيد قاسم محمد غزاوي
صورة (22): نظام تهوية بيوت النمل الأبيض مدمج مع التصميم الإنشائي لبيوت النحل.
المبنى المدمج المبيّن في صورة (21) يتمتع بالميزات التالية:
1. قوة إنشائية كبيرة
2. مبنى متزن
3. مقاوم للزلازل
4. استخدام اقل مواد إنشائية لبناء المبنى
5. قليل التكلفة
6. مبنى عازل للصوت
7. مبنى عازل للحرارة و هي ميزة في فصل الشتاء لعزل الجو الخارجي البارد
8. تبريد في الصيف بدون أجهزة تبريد تقليدية
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman