الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
والرأي الثاني: يقول إن الكلمة عربية أصيلة وان عدم ورودها في الشعر الجاهلي ونثره ليس دليلاً على نفيها عن اللغة العربية في ذلك العصر ، فقد ضاع من مفردات العربية آلاف غيرها لان الرواية في اللغة كانت تعتمد على الذاكرة وحدها وهى ضعيفة لا يوثق بها في إحصاء مفردات اللغة العربية.
وهناك من الأدلة ما يدل على وجودها قبل ذلك ففي كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب جاء قوله:وقد أوفدت إليك أيها الملك رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم وجاء في كتاب علقمة بن علاثة أمام كسرى قوله : فليس من حضرك بأفضل ممن غرب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له في آبائه انداداً وأكفاء كلهم إلى الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل والأدب معروف . ... وليس هذا المقصود في بحثنا المتواضع هنا ، لكننا سنعبر من هذه المقدمة للحديث عن الادب ، كقيمة أخلاقية انسانية في أدبنا العربي العريق ...وبادئ الامر لابد من الاشارة الى أنّـه لايخلو الادب العربي من إشارات بين ثنايـاه إلى الزواج لكن الفاظ راقية و ترميز عال او كنايات مهذبة ، حيث يحفل بنصوص يصعب تغطيتها جميعا في مقال قصير كهذا ، لكن لاباس من ان نورد اشارات منهـا ، والاشارة الى مظان وجودهـا في مرجعياتنا ومراجعنا وأدبياتنا ،،،،وأقول هنا ان بعض الكتب الفقهية اشتملت على معالجات جريئة لمواضيع جنسية بحتة مثل آداب النكاح وانواع الجنس والضوابط الشرعية للجماع ومتى يكون حراما مع الزوجة ، هذا فضلا عن التفاصيل الدقيقة للحياة الزوجية للرسول الاعظم القدوة عليه الصلاة والسلام ، وما جاءت به السنة المشرفة في هذا المقام. وقد وظفها بعض السوقة خلاف أهدافها الشرعية والاخلاقية ، وصاروا يتلذذون باجترار الفاظ ٍمبتذلة ، مثل الوطء والشذوذ واللواطة والمعاشرة الجنسية بأوقح الالفاظ .وأقول هنا أيضـا : لقد كانت بعضُ فِـرق الخوارج تعـدُّ قصة يوسف في القرآن الكريم إغراءً جنسيا تتنافى وسموّ القرآن واعتبرتها دخيلة عليه (راجع الملل والنحل : 1/154) . وألف ابن حـزم الفقيه الاندلسي الظاهري المعروف كتابا أسماه " طوق الحمامة في الألفـة والألاف " ، ولكمال باشا كتاب " عودة الشيخ الى صباه ، اورد فيه من البذاءات ما يستحيي الباحث من ذكره ، لكنها تستساغ أمام موجة البذاءات التي غزت الساحة الادبية !!!
تعالج الصهيونية شيز shez في أعمالها مواضيع مثل استغلال الأطفال والحب السحاقي واللواطي وملحقات ذلك الكلام البذيء والمسمى أدبـا ، من منظور نسوي بالطبع وبكلمات ساقطة تماما ، لا أشك أن كثيرا من أدبائنا الاشاوس " غير المهذبين ، وغير المنتمين " قد استعاروها ونسجوا على منوالها ، ويبدو هذا بوضوح في المقطعين الفاضحين الواردين من قصة "داجنة"، وهي القصة ذات الطابع السريالي والكوميدي ، وتتخيل فيها الكاتبة الأعضاء الجنسية للنساء ذات أسنان ، وهو كابوس الرجال الأول في رأي فرويد ، عالم النفس اليهودي ، والرائد في هذا المقام ، وما اروع قول الحبيب الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) : " .... واتقوا فتنة النساء فإنّ أول فتنة بني اسرائيل كانت من النساء " . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه وعمل بمنهجــه الى يوم الدين ...
أكتب تعليقك هتا