حاورها: حاورها : محمد توفيق كريزم - بيروت
لبنى دحروج، فتاة لبنانية حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في علم الاجتماع، و بصدد الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراة في علم إجتماع المعرفة من فرنسا عبر الانترنت، وهي تعمل حاليا أستاذة ثانوية في ثانوية شحيم بلبنان. لبنى تُتقن الوقوف أمام الكاميرا كما لو كانت بطلة فيلم سنمائي، ولها من الصور المميّزة على صفحتها في الفيسبوك ما جعلنا نبحث في أهميّة عرض الصورة، ومدى تفاعل المجتمع "الفيسبوكي" معها، وطريقة تعامله مع الوجه الأنثوي للمرأة.
لبنى، الهاوية للرياضة والفروسية، وكأغلب النساء، التسوّق، تعترف أن جمال المرأة هبة من الله، لكن صور الجميلات في معظمها ليست عرضا للشكل، بل لمضمون يبرز من خلال الملامح.
" وكالة أخبار المرأة " كان لها معها هذا الحوار حول أهمية الصورة على الشبكة الاجتماعية الفيسبوك بشكل عام، وصورها هي بشكل خاص.
* ما سر إضفاء اللمحة الجمالية على صورك الشخصية المنشورة على الفيسبوك؟
- الجمال نعمة من الله، و اللمحة الجمالية الموجودة ما هي إلا نُسخة عن الصور الشخصية الخاصة بي.
* هل تستعينين بمصور خاص لإخراج صورك بلمحاتها الفنية عالية الجودة؟
- في بعض الأحيان أقوم بذلك، لي صديقة تعمل كخبيرة تجميل، وقد طلبت مني مساعدتها، بأن تجري بعض الإختبارات من خلال عملها كخبيرة تجميل، وذلك باستخدام وجهي كونه يصلح للصور الفوتوغرافية (photogenic)، فإما أن تقوم هي بتصويري، أو تستعين بمصور خاص لتقوم بإبراز عملها.
* أي الأوقات تفضلين فيها التصوير ؟
- لا وقت محدد لديّ، لكنني أحيانا، عندما يكون هناك بعض الإحتقانات، أتعمد التصوير كي أحوّل أنظار البعض من حالة الجو الملبّد إلى حالة مختلفة كليّا، والحمد لله أستطيع القول بأنّي بمعظم محتويات صوري نجحت، وهذا ما تدل عليه بعض التعليقات التي دونت على بعض الصور في حينها.
* الفيسبوك صار نوعا من عرض الجمال بالنسبة إلى الكثيرين، إلى أي مدى تلاحظين ذلك في التعليقات التي توضع على صورك؟
- ربما، لكن ذلك نسبي، أغلب التعليقات على صوري من معارفي وأقاربي و أصدقائي. التعليقات المثيرة تكون عادة على الصور المثيرة التي لم أقم بنشرها أبدا، على اعتبار أن معظمها يتحدث عن الأناقة أكثر من الجمال إذا لاحظتم ذلك.
بالنسبة إليّ، لو كانت الغاية من الصور هي العرض لكان مضمونها يختلف كُلياً، ولكُنتُ باستمرار أقوم بوضع الصور المثيرة على صفحتي.
"الشكل ليس سوى مرآة للمضمون"
* هل تتصورين لتدوين صورك على الفيسبوك عن دافع شخصي بحت؟ أم لعرض مهاراتك وإبداعاتك التعبيرية أمام الكاميرا؟
- يمكن القول بأنه دافع شخصي، لأن الكاميرا تستخدم ليس لعرض مهاراتي شخصيا، إنما لغاية أخرى سبق و أشرت إليها.
* أيهما تفضلين أن تحْمل صورك الفوتوغرافية، الشكل أم المضمون؟
- الشكل و المضمون مكمّلان لبعضهما البعض، لأن الملامح تبرز الداخل، أي أن الشكل ليس سوى مرآة للمضمون.
* متى تهتمين بعرض أنوثتك " إحساس ومشاعر " في الصور؟
- برأيي، لست أنا من يقوم بتحديد سواء أملك هذه الأنوثة أم لا، لأن هذا فطري وليس بشيْ نتعمد عرضه، ولهذا فإنّ معظم صوري تشبه بعضها إلى حد ما من حيث المضمون. لست أنا من يتصنع الأنوثة، بل هي الصور من تبرزها.
* اختلاف نظرة الرجل إلى المرأة لم تتغير حتى في الواقع الافتراضي، إلى أي مدى تمتلك امرأة في جمالك القدرة على تحويل نظرة الرجل من مشاهدة صور أنثى إلى التوغل في أعماق امرأة مثقفة؟
- هذا يرتبط بالأسلوب الذي تردّ به على التعليق سواء كانت فتاة أو امرأة. من هذا المنطلق يجب أن يميز الرجل بين الشكل و المضمون (أي الفكر).
* كأستاذة في علم الاجتماع، كيف ترين الفيسبوك كمجتمع افتراضي؟ هل يعبّر عن العالم الواقعي أم يناقضه؟ أم ترينه عالما يزيف الحقائق؟
- الفيسبوك يخلط بين الواقع و العالم المزيف، فمهما حاول الشخص أن يزيّف صورته، لن يستطيع الاستمرار على هذه الحالة لأنه لا بد للواقع أن يفرض نفسه على هذا الشخص. كما أن استخدام الواقع أو التزييف يرتبط بمدى صراحة الفرد مع نفسه ثم مع الآخرين.
أظنّ أن الفيسبوك يعطي صورة طبق الأصل لشخصيات البعض، وصورة مزيفة للبعض الآخر كما الواقع الذي نعيش فيه، هناك من تراه و يراك باستمرار لكن لا تستطيع أن تتعرف على شخصيته الحقيقية إلا من خلال مواقف تستطيع أن تؤكد حقيقة تصرفاته الجيدة أو عكسها.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم