= بحث في حروف الزيادة بلغة الجذور = (( الـعـرنــد س - مَثَلاً ))

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

جاء في تاج العروس للزبيدي ( مادة \ ع ر ن س ) :

العِرْناسُ كقِرْطاسٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وقال ،

والعِرْنَاسُ : مَوْضِعُ سَبَائخِ قُطْنِ المَرْأةِ وهذا نقله الصّاغَانِيُّ وقال ابنُ عَبّادٍ : عَرَانِيسُ السُّرُرِ : معروفَةٌ لا أدري ما واحِدُهــا .

وفي مادة ( ع ر د س ) قال : العَرَنْدَسُ كسَفَرْجَلٍ من الإِبِلِ : الشَّدِيدُ العَظِيمُ يُقَال : بَعِيرٌ عَرَنْدَسٌ

قال ابنُ فارِسٍ : والنون والسِّينُ زائِدَتَانِ وأَصْلُه (( عُرُدٌّ )) وهو الشَّدِيدُ . ونَاقَةٌ عَرَنْدَسٌ عن أَبِي عَمْرٍو وعَرَنْدَسٌ ، وقال بعض اللغوييــن " عرنــد ســـــة " .

قالَ العجَّاجُ : " والرَّأْسَ مِن خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسَا . والعَرَنْدَسُ : السَّيْلُ الكَثِيرُ على التَّشْبِيه بالجَملِ العظِيمِ ، قاله نقلاً عـن ابنِ فارِسٍ .

والعَرَنْدسُ : الأَسَدُ الشَّدِيدُ عنه أَيْضاً . والعَرَادِيسُ : مُجْتَمَعٌ كُلِّ عَظْمَيْنِ مِن الإِنْسانِ وغَيْرِه ، نَقَلَه الصاغاني عن ابن عبّادٍ . وقَالَ الأَزْهرِيُّ : يقال : أَخَذَه فَعرْدَسَه ثمّ كَرْدَسَه فأَمّا عَرْدَسَه فمعْنَاه صَرَعهُ وأَمّا كَرْدَسَه فأَوْثَقَهُ . ،

ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه ، ناقَةٌ عَرَنْدَسَةٌ : أَي قَوِيَّةٌ طَوِيلةُ القامَةِ قال الكُمَيْتُ :ُ

أَطْوِي بِهِنَّ سُهُوبَ الأَرْضِ مُنْدَلِثاً .=.=.= عَلَى عَرَنْدَسَةٍ لِلْخَرْقِ مِسْبارِ

وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ : ثابِتٌ . وحَيٌّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصِفُوا بالعِزِّ والمَنَعَةِ ، وفي لسان العرب لابن منظور:

قال : العَرَنْدَسُ الأَسد الشديد وكذلك الجمل ، أَنشد سيبويه :

سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِي رَأَسِـه= = = نــاجٍ مُخالِطِ صُهْبَــةٍ مُتَعَـبِّـسِ
مُغْتالِ أَحْبِلَــــةٍ مُبِينٍ عُـنْــقَـهُ = = = في مَنْكِبٍ زَيْنِ المَطِيِّ عَرَنْدَس

والأُنثى في ذلك بالهاء وقال العجاج : والرَّأْس من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا ، أَي الشديدة وناقة عَرَنْدَسَة أَي قوية طويلة القامة قال الكميت :

أَطْوِي بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً = = = على عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْـقِ مِسْبارِ

( * قوله للخلق مسبار » هكذا بالأصل وفي الصحاح للخرق مسبار بالراء ، والخرق الأَرض الواسعة وفي شرح القاموس للخرق مسيار \ وفي الصحاح : للخرق مسبار بالباء ) : بعير عَرَنْدَسٌ وناقة عَرَنْدَسَة شديد عظيم وقال حجيجاً عَرَنْدَسا وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ ثابت وحيُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بالعز والمَنعة ، وقـــال الأَزهري : يقال أَخذه فَعَرْدَ سَـــهُ ثم كَرْدَسَه فأَما عردسَهُ فمعناه صَرَعه وأَما كردَ سَـهُ فأَوثقه .

والسؤال ، هل الاصل ( ع ر د ) والنون والسين زائدتان ؟

أم ( ع ر د س ) والنون زائدة ؟؟

أم ( ع ر ن س ) والدال هي الزائدة ؟؟؟

والجواب ، تقول العرب في الـ(ع ر د ) :

العَرْدُ : الصُّلْبُ الشديدُ المُنْتَصِبُ من كل شيءٍ قال العَجَّأج : " وعُنُقاً عَرْداً وَرَأْساً مِرْأَسَا قال الأصمعيُّ : عَرْداً أي غَليظاً

والعَرْد : الحِمَـارُ سُمِّيَ به لِغِلَظِ رَقَبَتِهِ . والعَـرْد : الذَّكَرُ مطلقاً أي العضو التناسلي المذكر المنعِـظ .

وقيل : هو الذَّكَر الصُّلْبُ الشَّدِيدُ ( المُنْعِظ ) ، وقيل : هو الذَّكَرُ المُنْتَشِرُ المُنْتَصِبُ المُتْمَهِلُّ الصُّلْب وجمعه : أَعـرادٌ .

قالت امرأةٌ من العربِ وقد ضَربت يدَهَأ على عَضُدِ بنتٍ لها تُشير بِرَجُلٍ إليها :

عَلَنْدَاةٌ يُئِطُّ العَرْدُ فِيهَا ... أَطِيطَ الرَّحْلِ ذي الغَرْزِ الجَدِيدِ

قال الراوي : فجعلتُ أُدِيمُ النظرَ إليها فقالتْ :

فمالَكَ مِنْهَا غيرَ أَنَّكَ ناكِحٌ = = = بِعَيْنَيْكَ عَيْنَيْهَأ فهَلْ ذاكَ نافِعُ ؟!

قلت : واضافة حرفين زائدين هنا ( النون والسين ) لا معنى ولا وجاهة له .

أما الــ(( ع ر د س ) وما جاء فيها ، قال صاحب اللسان : العَرَنْدَسُ كسَفَرْجَلٍ من الإِبِلِ : الشَّدِيدُ العَظِيمُ ،

يُقَال : بَعِيرٌ عَرَنْدَسٌ قال ابنُ فارِسٍ : والنون والسِّينُ زائِدَتَانِ وأَصْلُه عُرُدٌّ وهو الشَّدِيدُ . قلت إن قول ابن فارس

هو رأي ، نعم مجرد رأي غير منزل ولا ملزِم ....

وقلت هنا مضيفاً للفائدة :

تسمي العرب بعض افرادها بالعرندس ، جريا على عادتهم في اطلاق الاسماء الكريهة والخشنة القاسية على

أولادهم ، اعداداً لهم للحرب ولقاء العدو ، يقولون : نسمي أبناءنا لأعدائنا ونسمي عبيدنا لنا ، فـتـراهم يخصون

الجواري والعبيد الذين بحوزتهم

بأسماء ناعمة وجميلة مثل : ورد وزهرة وجلّنار وياسمين وريحانة و ......... الخ .

ومن اطلاقات ( عرندس ) ، كانوا يطلقون هذا الاسم على الذئب وكلب الصبد ( السلوقي ) خاصــة ، كما سموا به

الأبناء لخشونته ، وأعرف أميرا مشهورا بهذا الاسم ...

وكان لنا زميل يلقّبون أباه بــ"عرندس" وهو ما يغضبه ، الى أن أقنعه الوالد - يرحمه الله - أن هذا لقب جميل يفتخر

به المرءُ لا يغـضب ، فانفرجت أسارير الزميل وصار يزهو بلقب أبيه !!!

أما ( ع ر ن س ) فقد قدّمنا القول فيه وهو ما ذكره الزبيدي : العِرْناسُ كقِرْطاسٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ

وقال الليثُ : هو طائرٌ كالحَمامَةِ لا تَشْعُرُ به حَتَّى يَطِيرَ مِن تَحْتِ قَدَمِك فيُفْزِعَك كالعُرْنُوسِ بالضّمّ وأَنْشَدَ : " لَسْتُ كَمنْ

يُفْزِعُهُ العِرْنَاسُ والعِرْناسُ : أَنْفُ الجَبَلِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ مثل القُرْناسِ . والعِرْنَاسُ : مَوْضِعُ سَبَائخِ قُطْنِ المَرْأةِ

وهذا نقله الصّاغَانِيُّ وقال ابنُ عَبّادٍ : عرانِيسُ السُّرُرِ : معروفَةٌ لا أَدْرِي ما واحِدُها ،

قلت : ولعلَّ واحدتهـا " عرنوس أو عرنوسة " ! وهو كلام مستقل عن " عرد " و " ع ر ن س "

والخلاصة كما أرى أن هناك ثلاثـــة جذور متمايزة عن بعضها وهي :

• ( ع ر د ) ومنه العرد .
• ( ع ر د س ) ومنه العرندس ، صفة للناقة والمرأة والرجل والأسد وكلب الصيد واسم بعينه ، أو اســــم قبيلة بذاتـهــا في بلادنا العربية أو لقب أميري خاص .......الخ .

• ( ع ر ن س ) ومنه العرناس و العرنوس .... والله أعلم .

وأرغب في توجيه ذهن القارئ الكريم في البند الأخير ، يجعلون الدال حرفــاً زائـداً ، في النفس منه شيء ،

فالدال ليست من الحروف الزائدة المتفق عليها عند الجذوريين العرب ،

وأذكر بحروف الزيادة في لغة الجذور بانها عشرة ( س أ ل ت م ن ي ه و ا ) ويجمهونها بكلمة ( سألتمونيها ) .

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ، والحمد لله رب العالمين ...

تعديل المقال