عيـد الأضـحــى( ض ح ى )

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا قال الله تعالى: ((والشمسِ وضُحاها)) ؛ قال الفراء: ضُحاها أي نَهارُها، وكذلك قوله تعالى : ((والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا . ما ودعك ربك وما قلا)) ؛ والضحى قسم من الله تعالى ببعض من مخلوقاته و هو النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وضُحاها وضِيائها، وقال في قوله ((والضُّحى)): والنهارِ، وقيل: ساعةٌ من ساعات النهار. قلت : ولله تعالى أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته ، لحكمة وهدف تربوي معيّن ، أما نحن فلا يجوز أن نحلف إلا بالله تعالى وحده ... وقوله تعالى : "والضُّحى " : أي حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والعرب يطلقون لفظ " الضحى " على كل ما كان بارزا واضحا ، وكأنه متميز متفرّد في رابعة النهار وضحاه ...وسنجد أدلَّـة ذلك في أمثلتنا التالية ( أضحية – ضحى – ضاحية – أضحى بمعـنى أصبح وصار - .............) .  وقول العرب " الضَّحاء "، بالفتح والمدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. قلت : الى قبل الظهيرة بقليل وهو الذي يعبرون عنه برأدة الضحى أو غزالة الضحـى .. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى، مقصورة مؤَنثة: وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ.بل بعد ارتفاع الشمس برمحين وهو وقت الاضحية وبدء صلاة الضحى وخروج الناس الى أداء صلاة عيد الاضحى المبارك ... وكانوا يسرعون في الصلاة تلك كي يعود الناس الى بيوتهم ويضحّون ،، لا كما يفعل بعض مبتدعة اليوم الذين يتأخرون بالصلاة وخطبة العيدمنهم انهم يحسنون صُنْعـا !!!  وفي حديث بلال: فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ والقصر، فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. غيره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثم بعده الضُّحى ( وبحسابات اليوم بعد الشروق بربع ساعة تماما )، وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ الى ارتفاعها رمحين عن خط الأفق ؛ قال ابن بري: وقد يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى؛ قال الشاعر: طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قال الجوهري: الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر، فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بري: ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ؛ قال الجوهري: ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى، تقول منه: أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت.  ومنه قول عمر، رضي الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. ويقال: أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. الاضحية أو الضحيّـة : إِنما سُمِّيت بذلك لأنَّ الذّبيحة في ذلك اليوم لا تكون إلاَّ في وقت إشراق الشَّمس ، أي وقت الضحى ... وجاء في مقاييس اللغة لابن فارس : . ويقال: هم يتضحَّوْنَ، أي يتغدَّوْن.، أو يتناولون الطعام قبل الظهيرة . والغَداء: الضَّحاء. ومن ذلك حديث سلمة بن الأكوع: "بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نتضَحَّى"، يريد نتغدَّى. وضاحية كلِّ بلدةٍ: ناحيتُها البارزة. يقال هم ينزلون الضَّوَاحيَ. ويقال: فعل ذلك ضاحيةً، إِذا فعله ظاهـراً بـيّـنـاً. قال: عَمِّي الذي منعَ الدِّينارَ ضاحيةً = = = دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ قال الرازي في مختار الصحاح : النَّخَّةُ بالفتح الرقيق وقيل البقر العوامِل قال ثعلب وهو الصواب لأنه من النَّخِّ ( ن خ خ ) وهو السَّوْق الشديد وفي الحديث الشريف { ليس في النَّخّةِ صدقة } قال الكسائي : هو بالضم ( النُّخّــة ) وهي البقر العوامل ، اي المستخدمة في الحرث ودوران المطاحن وشبه ذلك . وفي جمهرة ابن دريد : وقال آخرون: بل النَّخَّة دينار كان يأخذه المصدِّق بعد فَراغه من الصُّدقَة. وقال آخرون النخة هي الحُمُـر عموماً ، وأرى أن هذا الرأي الثالث هو الراجح لاتِّسـاقهِ مع مبادئ الشريعة الغـرّاء ، فالحمير لازكاة فيها . والله اعلم .  والتضحية نوع من الفداء والعطاء الخالص لوجه الله تعالى ، ويبدو خلوصه لله لدى جميع المراقبين الناظرين وبشكل لافت للنظر ، ومثالُهُ تضحية سيدنا ابراهيم عليه السلام ، أراد أن يقدِّم ولده " اسماعيل " عليه السلام لله تعالى ، وفداه الله بذبح عظيم ..لذا لا يسوغ لنا أن نقول لمن يتصدق بشيء من ماله بأنه يضحي بماله فقد يكون فعلها رياءً ، وانما دعينا من ذبح أضحيته أو نسكه مضحِيــاً تجوّزاً ، لاننا بصدد ذكريات ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ، وتخليد تضحيتهما ...فما هي قيمة تضحية المسلم بدابّـة مقابلَ تضحيةِ ابراهيم بولده ؟؟؟ وما قيمة صبرنا على مئة دينار مقابل صير اسماعيل للذبح وفي مشهد من أروع مشاهد البذل والايمان وصفاء العقيدة وسلامة النية والتسليم لله تعالى والانقياد الكامل لحكمه :  {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين} (الصافات:99-110)  وهكذا لاحظنا أن الجذر العربي ( ض ح ى \ ض ح و ) يشير الى البروز المبين كالشمس في رابعة النهار ، الضحى بعد الشروق ووضوح النهار والاضحية تذبح في وقت الضحـى ، والضاحية الحي البارز من المدينة ، والتضحية عطاء وفداء خالص لوجه الله تعالى ودرجة الخلوص واضحة بارزة لا لبْسَ فيها ولا ريـــاء أبداً ..  وفي عيد الأضحى استدعاء لتلك المعاني بدءاً من التكبير والخروج ضُـحـى الى مصلى العيد ، لأداء الصلاة رجالا ونساءُ وأطفالاً ، الجميع يخرجون ويشهدون العيد ويعلنون عن فرحتهم وبهجتهم والجميع يكبرون يوم العيد وايام التشريق (1)، ويؤدون سـنّة صلاة العيد ركعتين مع الزوائد من التكبيرات ، وتعتزل النســاء الحـيّض الصلاة فقط ، وتشارك في جميع مراسم وطقوس العيد سواء في البلد الحرام او البلاد الاسلامية الاخرى ، مع ملاحظة ابداء التقديس والتبجيل والتعظيم للمساجد اذا أديَتْ صلاةُ العيد فيها فتمتنع النساء الحائضات عنها كما تمتنع عن الطواف ... وفي الحديث الشريف : إِن على كل أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية ؛ وهذا يبرز اهمية الاضحية في الاسلام فهي واجبة على المستطيع ودون تكلف ، وللمضحي أجر إهراق الدم والتوسعة على العيال والفقراء ، وعنوان ذلك أنه يمتنع عن قصّ أظافره وشعره اذا دخل عليه شهر ذي الحجة وهو يريد الاضحية فاذا ضحى أزال الشعث وقلَّم أظافره فحقق أمرين :  أولاهما التشبّه بحجاج بيت الله الحرام ، وثانيهما أنه بمنظره الأشعث يلفت انظار الفقراء اليه ، فيعرفون أنه سيضحي فيرزقهم مما رزقه الله . وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت يَرْثي سيدنا الخليفة الراشدي عثمانَ بن عفان شهيد القرآن ، رضي الله عنه : ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به، = = = يُقَطِّــعُ اللَّيلِ تســْبِيحاً وقُرْآنــــا فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. ،،، وتتمــة للبحث نقول في الختام : ، تقول العرب : ضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً: بَرَز للشمس. ، وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ وفي التهذيب: قال شمر ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَـرُّ الشمس. قال الله تعالى : ((وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحى )) ؛ قال: لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس.، نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب التضحية والعطاء والفداء وأن يرزقنا الجنة ، لا نظْمَأُ فيها ولا نضْحى ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ...  (1) ايام التشريق هي تتمة ايام عيد الاضحى ، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة المعظم ،حتى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، وسُمّيت بذلك لأنَّ العرب كانــوا يشرّقون اللحم ، اي يجففونه ليسهل حفظه ، وكلها في حكم العيد فلا يجوز أن نصومها ...

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

قال الله تعالى: ((والشمسِ وضُحاها)) ؛ قال الفراء: ضُحاها أي نَهارُها، وكذلك قوله تعالى : ((والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا . ما ودعك ربك وما قلا)) ؛ والضحى قسم من الله تعالى ببعض من مخلوقاته و هو النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وضُحاها وضِيائها، وقال في قوله ((والضُّحى)): والنهارِ، وقيل: ساعةٌ من ساعات النهار. قلت : ولله تعالى أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته ، لحكمة وهدف تربوي معيّن ، أما نحن فلا يجوز أن نحلف إلا بالله تعالى وحده ...

وقوله تعالى : "والضُّحى " : أي حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والعرب يطلقون لفظ " الضحى " على كل ما كان بارزا واضحا ، وكأنه متميز متفرّد في رابعة النهار وضحاه ...وسنجد أدلَّـة ذلك في أمثلتنا التالية ( أضحية – ضحى – ضاحية – أضحى بمعـنى أصبح وصار - .............) .

وقول العرب " الضَّحاء "، بالفتح والمدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. قلت : الى قبل الظهيرة بقليل وهو الذي يعبرون عنه برأدة الضحى أو غزالة الضحـى ..
والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى.

والضُّحى، مقصورة مؤَنثة: وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ.بل بعد ارتفاع الشمس برمحين وهو وقت الاضحية وبدء صلاة الضحى وخروج الناس الى أداء صلاة عيد الاضحى المبارك ... وكانوا يسرعون في الصلاة تلك كي يعود الناس الى بيوتهم ويضحّون ،، لا كما يفعل بعض مبتدعة اليوم الذين يتأخرون بالصلاة وخطبة العيدمنهم انهم يحسنون صُنْعـا !!!

وفي حديث بلال: فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ والقصر، فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. غيره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثم بعده الضُّحى ( وبحسابات اليوم بعد الشروق بربع ساعة تماما )، وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ الى ارتفاعها رمحين عن خط الأفق ؛ قال ابن بري: وقد يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى؛ قال الشاعر: طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قال الجوهري: الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر، فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بري: ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ؛ قال الجوهري: ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى، تقول منه: أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت.

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى.
ويقال: أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ.
الاضحية أو الضحيّـة : إِنما سُمِّيت بذلك لأنَّ الذّبيحة في ذلك اليوم لا تكون إلاَّ في وقت إشراق الشَّمس ، أي وقت الضحى ... وجاء في مقاييس اللغة لابن فارس :
. ويقال: هم يتضحَّوْنَ، أي يتغدَّوْن.، أو يتناولون الطعام قبل الظهيرة .
والغَداء: الضَّحاء.
ومن ذلك حديث سلمة بن الأكوع: "بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نتضَحَّى"، يريد نتغدَّى.
وضاحية كلِّ بلدةٍ: ناحيتُها البارزة. يقال هم ينزلون الضَّوَاحيَ.
ويقال: فعل ذلك ضاحيةً، إِذا فعله ظاهـراً بـيّـنـاً. قال:
عَمِّي الذي منعَ الدِّينارَ ضاحيةً = = = دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ
قال الرازي في مختار الصحاح : النَّخَّةُ بالفتح الرقيق وقيل البقر العوامِل قال ثعلب وهو الصواب لأنه من النَّخِّ ( ن خ خ ) وهو السَّوْق الشديد وفي الحديث الشريف { ليس في النَّخّةِ صدقة } قال الكسائي : هو بالضم ( النُّخّــة ) وهي البقر العوامل ، اي المستخدمة في الحرث ودوران المطاحن وشبه ذلك . وفي جمهرة ابن دريد :

وقال آخرون: بل النَّخَّة دينار كان يأخذه المصدِّق بعد فَراغه من الصُّدقَة. وقال آخرون النخة هي الحُمُـر عموماً ، وأرى أن هذا الرأي الثالث هو الراجح لاتِّسـاقهِ مع مبادئ الشريعة الغـرّاء ، فالحمير لازكاة فيها . والله اعلم .

والتضحية نوع من الفداء والعطاء الخالص لوجه الله تعالى ، ويبدو خلوصه لله لدى جميع المراقبين الناظرين وبشكل لافت للنظر ، ومثالُهُ تضحية سيدنا ابراهيم عليه السلام ، أراد أن يقدِّم ولده " اسماعيل " عليه السلام لله تعالى ، وفداه الله بذبح عظيم ..لذا لا يسوغ لنا أن نقول لمن يتصدق بشيء من ماله بأنه يضحي بماله فقد يكون فعلها رياءً ، وانما دعينا من ذبح أضحيته أو نسكه مضحِيــاً تجوّزاً ، لاننا بصدد ذكريات ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ، وتخليد تضحيتهما ...فما هي قيمة تضحية المسلم بدابّـة مقابلَ تضحيةِ ابراهيم بولده ؟؟؟ وما قيمة صبرنا على مئة دينار مقابل صير اسماعيل للذبح وفي مشهد من أروع مشاهد البذل والايمان وصفاء العقيدة وسلامة النية والتسليم لله تعالى والانقياد الكامل لحكمه :

{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين} (الصافات:99-110)

وهكذا لاحظنا أن الجذر العربي ( ض ح ى \ ض ح و ) يشير الى البروز المبين كالشمس في رابعة النهار ، الضحى بعد الشروق ووضوح النهار والاضحية تذبح في وقت الضحـى ، والضاحية الحي البارز من المدينة ، والتضحية عطاء وفداء خالص لوجه الله تعالى ودرجة الخلوص واضحة بارزة لا لبْسَ فيها ولا ريـــاء أبداً ..

وفي عيد الأضحى استدعاء لتلك المعاني بدءاً من التكبير والخروج ضُـحـى الى مصلى العيد ، لأداء الصلاة رجالا ونساءُ وأطفالاً ، الجميع يخرجون ويشهدون العيد ويعلنون عن فرحتهم وبهجتهم والجميع يكبرون يوم العيد وايام التشريق (1)، ويؤدون سـنّة صلاة العيد ركعتين مع الزوائد من التكبيرات ، وتعتزل النســاء الحـيّض الصلاة فقط ، وتشارك في جميع مراسم وطقوس العيد سواء في البلد الحرام او البلاد الاسلامية الاخرى ، مع ملاحظة ابداء التقديس والتبجيل والتعظيم للمساجد اذا أديَتْ صلاةُ العيد فيها فتمتنع النساء الحائضات عنها كما تمتنع عن الطواف ... وفي الحديث الشريف : إِن على كل أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية ؛ وهذا يبرز اهمية الاضحية في الاسلام فهي واجبة على المستطيع ودون تكلف ، وللمضحي أجر إهراق الدم والتوسعة على العيال والفقراء ، وعنوان ذلك أنه يمتنع عن قصّ أظافره وشعره اذا دخل عليه شهر ذي الحجة وهو يريد الاضحية فاذا ضحى أزال الشعث وقلَّم أظافره فحقق أمرين :

أولاهما التشبّه بحجاج بيت الله الحرام ،
وثانيهما أنه بمنظره الأشعث يلفت انظار الفقراء اليه ، فيعرفون أنه سيضحي فيرزقهم مما رزقه الله .
وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت يَرْثي سيدنا الخليفة الراشدي عثمانَ بن عفان شهيد القرآن ، رضي الله عنه :
ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به، = = = يُقَطِّــعُ اللَّيلِ تســْبِيحاً وقُرْآنــــا
فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. ،،، وتتمــة للبحث نقول في الختام :
، تقول العرب : ضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً: بَرَز للشمس. ، وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ

وفي التهذيب: قال شمر ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَـرُّ الشمس. قال الله تعالى : ((وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحى )) ؛ قال: لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس.، نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب التضحية والعطاء والفداء وأن يرزقنا الجنة ، لا نظْمَأُ فيها ولا نضْحى ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ...

(1) ايام التشريق هي تتمة ايام عيد الاضحى ، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة المعظم ،حتى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، وسُمّيت بذلك لأنَّ العرب كانــوا يشرّقون اللحم ، اي يجففونه ليسهل حفظه ، وكلها في حكم العيد فلا يجوز أن نصومها ...
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman