أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا الإزار والمئـزَرُ : هو ما ستر النصف السفلي من البدن ،وهو أيضا قطعة من الكفن ،وتقول العـرب : شدَّ أزره اذا شد معقد إزاره وائتزر أزرةً . والاصل في ( أ ز ر ) الظَّـهْـر ، وآزرهُ : ظاهرهُ وعاونه على أمرٍ ما . والزرعُ يؤازر بعضه بعضاً إذا تلاحق والتفَّ ، قال تعالى : (( .... كزرعٍ أخرجَ شَـطأهُ فـآزَرَهُ )) سورة الفتح\29 ، وقال البعيث : شددتُ له أزري بمرّةِ حازمٍ على موقعٍ من أمرهِ متفاقـِمِ وسُمي الازار بذلك لأنه يعقد عند أسفل الظهر ، يقوّيه ويشدّه أو أنه يعين صاحبه على الظهور بين الناس مستورا ، وهو ما يوائم الفطرة السليمة . والإزارُ لبســةُ العـرب قبل الاسلام وبعده ، وذلك لبساطتهم ، ولسهولة اتخاذه ، قطعة من قماش تُلـَفُّ وتعقد فتستر العورة المغلظة ،،، أما السراويل فهو على الراجح مُعَـرَّب ( غير عربي ) ولفظة سراويل مفردة وإن دلت بظاهرها على الجمع وهو ما يتوهمه بعضهم ، والجمع " سراويلات " ، وهي لفظة فارسية من " شـلوار " أو " شروال " والسراوين – بالنون – لغة فيه ، وبالتالي لا يوجد في العربية " سروال " على التحقيق رغم أن الفراهيدي رحمه الله تعالى ( ت 175 هـ ) صاحب كتاب العين أجازه !!!  قلت : توهمه الناس كذا ( اي سروال ) على زنة " سربال " والسربال لفظ عربي يطلق على القميص ، وما ستر الجزء العلوي من البدن بينما السراويل تطلق على ما ستر السفلي منه ، والسربال مذكورة في القرآن الكريم ، قال تعالى : (( وجعـَلَ لكم سرابيل تقيكم الحــرَّ وسرابيل تقيكم بأسكم ...)) سورة النحل \81 ولايوجد فيما عربته العرب مفرد بصيغة الجمع الا " سراويل" ، ويقولون : سرولته ألبسته السراويل ،فتسرول ، وقيل السراويل جمع سروال في رأي ضعيف أو سروالة ، من الاول قول ابي الطيب المتنبي : لو جَـذَ بَ الزرّادُ من أذيــا لـــي ما سُـمْتُهً سـردَ سـوى سـروالي ومن الثاني قول الشاعـر : عليهِ من اللؤمِ ســـروالـةٌ فليس يـرقّ لِـمُسـتـعـطـفِ وفي منطقة " حوران " جنوب سورية لا يزالون يرتدون السروال للرجال ، واذا ما كان فضفاضـاً فيسمونه" شـروالا " بالشين ، وهولبسة الرجال تراثيــاً في غوطة دمشق وحارم وكردستان والجزيرة ونابلـس وكثير من أصـقاع فلســــطين الحبيبة والاردن وسائر بلاد الشام تقريبا وتركيا وجهات من اليمن والقوقاز .  وقد حبذ الاسلام لبس السراويل للرجال والنساء ، والدليل على لباس الصحابة له قول الامام علي رضي الله عنه فيما يُنسب اليه من براعة النحت اللغوي : " ما تسرولقـَمْتُ قط ، ولا ترعبلبنتُ قط " أي ما لبست السراويل قائما قط ،،، ويحكى في حديث ضعيف او موضوع ، أن امرأتين كانتا تمتطيان حماراً مَرَّتـا وأسقطهما الحمار ، كانت إحداهما ترتدي سروالا والاخرى اتخذت إزارا فتكشفت ، بينما سُترت الاولى فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " رحم الله المتسرولات " . ولعله بعد موجة العُـريِ الفاضح هذه الأيام نقول في يومٍ ما : " رحم الله المتفيزنات "! وهو نحت أرجو من القارئ الكريم أن يمررهُ لنا ، صُغته من الـ" فيزون " مترحِّـمـا على زمنه بعد التكشف والتفسخ والانحلال وعدم اللباس اطلاقا !!!  ورحم الله أياما كان الناسُ لا يجدون ما يلبسونه فـقـرا وإملاقا ، واليوم يتعَـرّون بطراً وأشَـراً ! ومضـاهاة للفرنجة ، لأنّ أحدهـم لو دخل جُـحْـر ضَـبٍّ لدخلنـا فيه ، وللأسـف كوننا مستلبين ! وهكذا فالفرق بين الإزار والسراويل أن الأول غير مخيط ويعبر عن البساطة في اللباس ، والثاني أبلغ في الستر والاحتشام ، وان إصرار كثير من الناس هذه الايام على ارتداء الإزار ( وتسميه العامة " وزار " )انما هـو من باب الحفاظ على العادات والتقاليد ، والعادة محكمة مستحكمـة . ونرى من بابٍ تربوي قِـيَـميّ أن الحفاظ على العـورات والستر أوْلـَى وأجدى وافضل من الحفاظ على الـعـادات التراثـيـة ،،، وحبَّـذا لو لبس القوم وكذلك نســـاؤهم ســراويلَ قِصـارا للرجال وطوالا للنســاء مع الإزار ، فيجمعوا بين قيم العـادات والتراث وبين قيم الدين الحنيف ...  هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبع هديه الى يوم الدين . حاشـيـة : * حديث المتسرولات رواه ابن الجوزي في الموضوعات 3\46 والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 2\261 والشوكاني في الفوائد المجموعـة\189 والالبـا نـي في ضعيف الجامع \3102 وقال عنه : ضعيف ، والله أعلم ،، رَ : العين للفراهيدي ( ت 175 هـ) والمقاييس لابن فارس ( ت 395هـ) ، ومحيط المحيط للمعلـم بطرس البسـتـا نــي ( ت 1300هـ =1883م ) ...

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

الإزار والمئـزَرُ : هو ما ستر النصف السفلي من البدن ،وهو أيضا قطعة من الكفن ،وتقول العـرب : شدَّ أزره اذا شد معقد إزاره وائتزر أزرةً . والاصل في ( أ ز ر ) الظَّـهْـر ، وآزرهُ : ظاهرهُ وعاونه على أمرٍ ما . والزرعُ يؤازر بعضه بعضاً إذا تلاحق والتفَّ ، قال تعالى :
(( .... كزرعٍ أخرجَ شَـطأهُ فـآزَرَهُ )) سورة الفتح\29 ، وقال البعيث :
شددتُ له أزري بمرّةِ حازمٍ على موقعٍ من أمرهِ متفاقـِمِ
وسُمي الازار بذلك لأنه يعقد عند أسفل الظهر ، يقوّيه ويشدّه أو أنه يعين صاحبه على الظهور بين الناس مستورا ، وهو ما يوائم الفطرة السليمة .
والإزارُ لبســةُ العـرب قبل الاسلام وبعده ، وذلك لبساطتهم ، ولسهولة اتخاذه ، قطعة من قماش تُلـَفُّ وتعقد فتستر العورة المغلظة ،،،

أما السراويل فهو على الراجح مُعَـرَّب ( غير عربي ) ولفظة سراويل مفردة وإن دلت بظاهرها على الجمع وهو ما يتوهمه بعضهم ، والجمع " سراويلات " ، وهي لفظة فارسية من " شـلوار " أو " شروال " والسراوين – بالنون – لغة فيه ، وبالتالي لا يوجد في العربية " سروال " على التحقيق رغم أن الفراهيدي رحمه الله تعالى ( ت 175 هـ ) صاحب كتاب العين أجازه !!!

قلت : توهمه الناس كذا ( اي سروال ) على زنة " سربال " والسربال لفظ عربي يطلق على القميص ، وما ستر الجزء العلوي من البدن بينما السراويل تطلق على ما ستر السفلي منه ، والسربال مذكورة في القرآن الكريم ، قال تعالى :
(( وجعـَلَ لكم سرابيل تقيكم الحــرَّ وسرابيل تقيكم بأسكم ...)) سورة النحل \81
ولايوجد فيما عربته العرب مفرد بصيغة الجمع الا " سراويل" ، ويقولون : سرولته ألبسته السراويل ،فتسرول ، وقيل السراويل جمع سروال في رأي ضعيف أو سروالة ، من الاول قول ابي الطيب المتنبي :
لو جَـذَ بَ الزرّادُ من أذيــا لـــي ما سُـمْتُهً سـردَ سـوى سـروالي
ومن الثاني قول الشاعـر :
عليهِ من اللؤمِ ســـروالـةٌ فليس يـرقّ لِـمُسـتـعـطـفِ

وفي منطقة " حوران " جنوب سورية لا يزالون يرتدون السروال للرجال ، واذا ما كان فضفاضـاً فيسمونه" شـروالا " بالشين ، وهولبسة الرجال تراثيــاً في غوطة دمشق وحارم وكردستان والجزيرة ونابلـس وكثير من أصـقاع فلســــطين الحبيبة والاردن وسائر بلاد الشام تقريبا وتركيا وجهات من اليمن والقوقاز .

وقد حبذ الاسلام لبس السراويل للرجال والنساء ، والدليل على لباس الصحابة له قول الامام علي رضي الله عنه فيما يُنسب اليه من براعة النحت اللغوي :
" ما تسرولقـَمْتُ قط ، ولا ترعبلبنتُ قط " أي ما لبست السراويل قائما قط ،،،

ويحكى في حديث ضعيف او موضوع ، أن امرأتين كانتا تمتطيان حماراً مَرَّتـا وأسقطهما الحمار ، كانت إحداهما ترتدي سروالا والاخرى اتخذت إزارا فتكشفت ، بينما سُترت الاولى فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " رحم الله المتسرولات " . ولعله بعد موجة العُـريِ الفاضح هذه الأيام نقول في يومٍ ما : " رحم الله المتفيزنات "! وهو نحت أرجو من القارئ الكريم أن يمررهُ لنا ، صُغته من الـ" فيزون " مترحِّـمـا على زمنه بعد التكشف والتفسخ والانحلال وعدم اللباس اطلاقا !!!

ورحم الله أياما كان الناسُ لا يجدون ما يلبسونه فـقـرا وإملاقا ، واليوم يتعَـرّون بطراً وأشَـراً ! ومضـاهاة للفرنجة ، لأنّ أحدهـم لو دخل جُـحْـر ضَـبٍّ لدخلنـا فيه ، وللأسـف كوننا مستلبين !

وهكذا فالفرق بين الإزار والسراويل أن الأول غير مخيط ويعبر عن البساطة في اللباس ، والثاني أبلغ في الستر والاحتشام ، وان إصرار كثير من الناس هذه الايام على ارتداء الإزار ( وتسميه العامة " وزار " )انما هـو من باب الحفاظ على العادات والتقاليد ، والعادة محكمة مستحكمـة . ونرى من بابٍ تربوي قِـيَـميّ أن الحفاظ على العـورات والستر أوْلـَى وأجدى وافضل من الحفاظ على الـعـادات التراثـيـة ،،، وحبَّـذا لو لبس القوم وكذلك نســـاؤهم ســراويلَ قِصـارا للرجال وطوالا للنســاء مع الإزار ، فيجمعوا بين قيم العـادات والتراث وبين قيم الدين الحنيف ...

هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبع هديه الى يوم الدين .
حاشـيـة :
* حديث المتسرولات رواه ابن الجوزي في الموضوعات 3\46
والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 2\261 والشوكاني في الفوائد المجموعـة\189
والالبـا نـي في ضعيف الجامع \3102 وقال عنه : ضعيف ، والله أعلم ،،
رَ : العين للفراهيدي ( ت 175 هـ) والمقاييس لابن فارس ( ت 395هـ) ، ومحيط المحيط للمعلـم بطرس البسـتـا نــي ( ت 1300هـ =1883م ) ...

تعليقات