قـسـطرة ( بالسين أم بالثاء ) ؟

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا جاء في لسان العرب : القَسْطَرُ والقَسْطَرِيُّ والقَسْطارُ: مُنْتَقِدُ الدراهم ، وجـاءَ في التهذيب : الجِهْبِـذُ ( بكسر الجيم والباء ) ، بلغة أَهل الشام، وهم القَساطِرَة أي الصيارفة المتخصصون بكشف الزيف والتزويــــر في العملات ؛ وأَنشــد: دَنانِيرُنا من قَرْن ثَوْرٍ، ولم تكنْ من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عند القَساطِرَة وقد قَسْطَرها والقَسْطَرِيُّ الجَسِيمُ. . وقال الزبيدي في " تاج العروس " : القَسْطَرِىُّ أَهمله الجوهريّ وقال الأَزهريّ:هوالجَسِيمُ . وقال اللَّيْث معيداً عبارة التهذيب : القَسْطَرِىُّ :الجِهْبِذُ بِلُغَةِ أَهْلِ الشأْم كالقَسْطَرِ والقَسْطَارِ بفَتْحِهما.والقَسْطَرِىُّ أَيضاً :مُنْتَقِدُ الدَّراهِم كالقَسْطَرِ والقَسْطَارِ ج قَسَاطِرَةٌ وأَنشد:  " دَنَانِيرنُا من قَرْنِ ثَوْرٍ وَلَمْ تَكُنْ من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عِنْدَ القَسَاطِرَهْ . وقَسْطَرَهَا :انْتَقَدَها والمصدرُ قَسْطَرة .وأَبوالحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحمدَ بنِ محمّد القَسْطَارُ الإِشْبِيليُّ سَمِعَ الكامِلَ لابْنِ عَدِيّ على الحافظِ أَبي القاسِمِ بنِ عَسَـاكِر كذا رَأَيْتُه في طَبَقَــة عـلــى كِتَابِ الكامل . وفي المعجم الوسيط ، وهومعجم مصري حديث ، يقول : قسطر الدَّراهم ، انتقدها ( القَسْطار ) مُنْتَقِد الدراهم . ( والقَسْطَرَة ): أنبوبة من المطَّـاط تدخـل في مجرى البول لِتُفَرِّغ المثانة . ( 1 ).( القَسْطَرِيّ ) : الجسيم . ( ج ) قساطِرَة.  إذن القسطرة وهي الآلـة الطبية المخصصة لعمليات علاجية وجراحية ، معروفة سواء في الجهـاز البولي أو القلب أو غيـره ، يجب أن تُحرر بالسين وليس الثــاء ... أما مدى عروبتهـا ، فنكاد نجزم أن " قسطرة " عربية ، وقد تكون الكلمة نحتاً من مركبين اثنين همــا :( قسط + سطر ) ، (أو: قسط + مسطرة) أو .... أو ما شاكل ذلك ، فكأنمــــا كان لدى محتسبي الصيرفة والجهابذة آلة خاصة لمعرفة الفلوس والدنانيـــر ومدى تطابقهـا مع المواصفات النموثـلية للنقود ، وهذه الآلــة المسماة " قسـطـرة ،أو قسـطـار "تعتمد عـلى القياس بالمسطرة ومبادئ أخرى للوصول الى القسط وهو العـدل والانصاف ورفع الحيف والظلم ، ونحن نعلم أن لكل مهنة محتسباً في الدولة الاسلامية ، ومهمته هي الاصلاح مـــا استطاع ، وقمع جميع المخالفات التي تسيء الى المهنة ، وبذل الجهـد كي تتوافـق المهنـة الموظف فيها مع المواصفات الموضوعة لها لتكون وفق أفضل المقاييس والمواصفات أو الأقرب عليها على الأقـل ، والله أعلم !  قلت مضيفــاً : إنَّ القسطرة المستخدمة في القلب والاوعية الدموية وفي الجهاز البولي،هو الآخر يعتمد على قياسات دقيقة ودقيقة جدا،فلكل شخص مواصفات قسطرته الخاصة ولكل عضو يُرادُ قسطـرتـهُ بها قياساته ومواصفاته الخاصة ، وانظر الشكل واسألْ أهل الطب . ومن دواعي انتصارنا لعروبة القسطرة والقسطار ، ما قاله القاموسيون العرب عن كلمة "قسط " : القِسْطُ بالكَسْرِ : العَدْلُ قال الله تعَالَى : (( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقِسْطِ )) سورة الاعراف \ 29 وهو كقَوْلهِ تَعالى : (( إِن الله يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ )) سورةالنحل/90 ، وهـــو من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بها كالعَدْلِ يُقالِ : مِيزانٌ قِسْطٌ ومِيزانانِ قِسْطٌ ومَوازِينُ قِسْطٌ يَسْتَوِي فيهِ الواحدُ والمثنى والجَمِعُ . وقولُه تَعَالى : (( ونَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.)) [الأنبياء:47]. أَي ذواتِ القِسْطِ أَي العَدْلِ ، يَقْسِطُ ( بالكَسْرِ) قِسْطاً وهو الأَكْثَرُ ويَقْسُطُ (بالضَّمِّ لُغَةٌ والضَّمُّ قَلِيلٌ). وقرأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وإِبراهيمُ النَّخْعِيُّ : ((وإن خِفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و )) سورة النساء \ 3 ،بضمِّ السِّينِ . وقولُه تعَالى : (( ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ )) سورة البقرة \\ الآية الاخيرة ، أَي أَقْوَمُ وأَعْدَلُ كالإِقسَاطِ . يُقال : قَسَـطَ في حُكْمِــــــهِ وأَقْسَطَ أَي عَدَلَ فهو مُقْسِطٌ . وفي أَسْمَائِه تَعَالَى الحُسْنَى : المُقْسِطُ : هو العادِلُ .ويُقَال : الإِقْسَاطُ : العَدْلُ في القِسْمَة فقط أَقْسَطْتُ بينهم وأَقْسَطْتُ إِليهم ففي الحَدِيث : " إِذا حَكَمُوا عَدَلُوا وإِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا" أَي : عَدَلُوا . وقال الجَوْهَرِيُّ : القِسْطُ بالكَسْرِ: العَدْل تَقُولُ منه : أَقْسَطَ الرَّجُلُ فهو مُقْسِطٌ ومنه قَوْلُه تَعَالى : (إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ) سورة المائدة\ 42. قال أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الحُفَّاظِ: ومن الثُّلاثِيِّ بَنَوْا نحو هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله لا من الرُّبَاعِيِّ كما تَوَهَّمَه بعضُهم وقالُوا : هو شاذٌّ لا يَأْتِي إِلاَّ على مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ . وأَقْسَطَ الَّذِي مَثَّلَ به هو المَعْرُوفُ المَشْهُور ولذلِكَ حَسُنَ التَّشْبِيهُ بمَصْدَرِه في قَوْلِه كالإِقْسَاطِ انتهى . قلتُ :وهو حَسَنٌ ويُؤَيِّدُه صَرِيحُ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيِّ . وبَقِيَ أَنَّهُم قالُوا : إِنَّ الهَمْزَةَ في الإِقْسَاطِ للسَّلِب كما يُقَال : شَكَا إِلَيْهِ فأَشْكاهُ ( ويسميها بعضهم همزة الإزالـة فـ "قسط = عدل "، أما أقسط فتعني أزال العدل أي جار وظلم، وكذلك شكا اليه فأزال شكاته وأشكاه).والقِسْطُ : الحِصَّةُ والنَّصِيبُ كما في الصّحاحِ يُقال : وَفّاهُ قِسْطَه أَي نَصِيبُه وحِصَّتَه . وكُلُّ مِقْدَارٍ فهو قِسْطٌ في الماءِ وغيرِه والقِسْطُ : مِكْيَالٌ يَسَعُ نِصْفَ صاعٍ حجمــاً ،وفي الصّحاحِ والعُبَابِ الزاخـر: وهو نِصْفُ صاعٍ والفَرَقُ : سِتَّةُ أَقْسَاطٍ وقال المُبَرِّدُ : القِسْطُ : أَرْبَعُمَائَةٍ وأَحَدٌ وثَمَانُونَ دِرْهَماً وقد يُتَوَضَّأُ فِيه.  وعن "مسطرة" يقول الزبيدي : والمِسْطرةُ بالكَسْر : ما يُسَطرُ به الكتابُ . ومحمد بنُ الحَسَن بن ساطِرٍ الطبِيبُ هكذا قَيَّدَه القُطْبُ في تاريخ مصر قاله الحافظُ في التَّبْصِير ،و الأَصْلُ في السَّطْرِ( س ط ر ) : الخَطُّ والكِتَابَةُ قال الله تعالى : (( ن والقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ )) - أول سورة القلم - أي ومَا تكْتُبُ المَلاَئِكَةُ وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً : كَتَبَ ويُحَرَّكُ في الكُلِّ وعَزاه في المِصْباحِ لبَنَي عِجْل . و يُقال : سَطَّرَ فُلانٌ على فُلانٍ إذا زَخْرَفَ له الأَقاوِيلَ ونَمَّقَها ، فهل آلة القسطرة مزخرفة ومنمقة أيضا فاحتاجوا إلى السطر حين نحتوا لها اسماً ؟؟؟  أقول هذا وأضيف اليه عروبة كلمة ( القسطاس )) أيضا فلها في العربية ليس وجهاً واحـداً وانما مئة وجه ، نواجه به من قال بوجود الفاظ غير عربية بالقرآن الكريم والله أعلم !!! :صورة جهاز القســطرة القلبية: ولكن من أين أتى الاشكال بين " قسطرة \ بالسين وهو الصحيح "وبين " قثطرة بالثاء خطأً " ؟؟؟ والجـــواب : من المعلوم في اللهجات العامية أن بعض الشعوب العربية تلفظ في عاميتها الذال والظاء زايا ، وبعضهم يلفظون الثاء سيناً ، وبعضهم يلفظ القاف غيناً أو همزة أو جيما مصرية ، ..........الخ ، وبعضهم يزعم أنه يتوقّـى هذا الغلط فيردَّ كل سين يراها مقلوبة الى الثـاء ، وهكذا كان باجتهاد خاطئ موقفهم مع القسطرة ، فجعلوها قثطرة بالثاء ،،، والشيء نفسـه يقال في الاسم المعروف " ميثــاء " والخلط بينه وبين اسم آخر هو " ميسـاء " !فميثـاء بالثاء من الفعل : ماثَ الشيءَ مَيْثاً : مَرَسَه.وماثَ المِلحَ في الماء: أَذابه؛ وكذلك الطين، وقد انماثَ.الليث: ماث يُمِيثُ مَيْثاً: أَذابَ الملح في الماء حتى امَّاثَ امِّياثاً.وكلُّ شيءٍ مَرَسته في الماء فذاب فيه، من زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط، فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه . أما ميساء بالسين فهو من الجذر اللغوي الثلاثي ( م ي س ) المَيْس: التَبَخْتُر، ماسَ يَمِيسُ ميساً ومَيَساناً: تَبَخْتَر واخْتالَ .وغصن ميَّاسٌ : مائِلٌ . وقال الليث: المَيْسُ ضَرْب من المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كما تَمِيس العَروس والجمَل ، وربما ماس بهَوْدَجِه في مَشْيِه، فهو يمِيس مَيَساناً، وتَمَيَّس مثله ؛ والمَيْس شجر تُعمل منه الرِّحال؛ قال الراجز: "وشُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف " قال أَبو حنيفة: المَيْسُ شجر عظام شبيه في نباته وورقه بالغَرَبِ، قال الشاعر:  وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي=،=،=وأَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّس وتقول العرب : رجلٌ ميَّاسٌ وجارِية ميَّاسة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما . ويقولون عـ ن الانثى ( في الاسماء) : ميسانة ومياسة – وميسـون – ومومس – وميسـى ، ولا يقولـون " ميساء " انما هذا الوزن ( ميساء\\فعلاء) خاص بالفعل الثلاثي الذي هو بالثاء ( م ا ث ) وشتان بينهما ، فحبذا لو انتبه الناس الى هذه النقطة الهامة حين انتقاء أسماءٍ لبناتهم ! والخطأ يردُ أيضا في الخلط بين " بثَّ\\ب ث ث " وبين " بسَّ\\ ب س س " وشتان بينهما أيضـاً، وأذكر مرة أن أستاذ العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة دمشق ( د. محمد زهير البابا رحمه الله ، ت 2012م ) كان يحدثنا عن نبات تتساقط أوراقه في نهاية كل عام فقال : ( العنب نبات سَنَويّ الأوراق ...) وانتبه رحمه الله وكان هذا دأبه ، أنَّ بعض الطلبة كتب العبارة : (ثانوي الاوراق) وشتان بين المصطلحين ، فنظر إليَّ فأسعفت الموقف وقلت للزملاء (نبات ذو أوراق حَـوْليّـة ) مما أدخل السرور على قلب أستاذنا الكريم !  وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ، والحمد لله ربّ الغالمين ... ======================= هامش : (1)جاءت عبارة القاموس الوسيط هنا بعد الحديث عن المادة بوضع علامة ( مع) أي لأنه مصطلح علمي معـاصــر ، مما اقتضى التنبيه .

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

جاء في لسان العرب : القَسْطَرُ والقَسْطَرِيُّ والقَسْطارُ: مُنْتَقِدُ الدراهم ، وجـاءَ في التهذيب : الجِهْبِـذُ ( بكسر الجيم والباء ) ، بلغة أَهل الشام، وهم القَساطِرَة أي الصيارفة المتخصصون بكشف الزيف والتزويــــر في العملات ؛ وأَنشــد:
دَنانِيرُنا من قَرْن ثَوْرٍ، ولم تكنْ من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عند القَساطِرَة وقد قَسْطَرها
والقَسْطَرِيُّ الجَسِيمُ. .

وقال الزبيدي في " تاج العروس " : القَسْطَرِىُّ أَهمله الجوهريّ وقال الأَزهريّ:هوالجَسِيمُ . وقال اللَّيْث معيداً عبارة التهذيب : القَسْطَرِىُّ :الجِهْبِذُ بِلُغَةِ أَهْلِ الشأْم كالقَسْطَرِ والقَسْطَارِ بفَتْحِهما.والقَسْطَرِىُّ أَيضاً :مُنْتَقِدُ الدَّراهِم كالقَسْطَرِ والقَسْطَارِ ج قَسَاطِرَةٌ وأَنشد:

" دَنَانِيرنُا من قَرْنِ ثَوْرٍ وَلَمْ تَكُنْ من الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عِنْدَ القَسَاطِرَهْ .
وقَسْطَرَهَا :انْتَقَدَها والمصدرُ قَسْطَرة .وأَبوالحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحمدَ بنِ محمّد القَسْطَارُ الإِشْبِيليُّ سَمِعَ الكامِلَ لابْنِ عَدِيّ على الحافظِ أَبي القاسِمِ بنِ عَسَـاكِر كذا رَأَيْتُه في طَبَقَــة عـلــى كِتَابِ الكامل . وفي المعجم الوسيط ، وهومعجم مصري حديث ، يقول :
قسطر

الدَّراهم ، انتقدها ( القَسْطار ) مُنْتَقِد الدراهم . ( والقَسْطَرَة ): أنبوبة من المطَّـاط تدخـل في مجرى البول لِتُفَرِّغ المثانة . ( 1 ).( القَسْطَرِيّ ) : الجسيم . ( ج ) قساطِرَة.

إذن القسطرة وهي الآلـة الطبية المخصصة لعمليات علاجية وجراحية ، معروفة سواء في الجهـاز البولي أو القلب أو غيـره ، يجب أن تُحرر بالسين وليس الثــاء ...

أما مدى عروبتهـا ، فنكاد نجزم أن " قسطرة " عربية ، وقد تكون الكلمة نحتاً من مركبين اثنين همــا :( قسط + سطر ) ، (أو: قسط + مسطرة) أو .... أو ما شاكل ذلك ، فكأنمــــا كان لدى محتسبي الصيرفة والجهابذة آلة خاصة لمعرفة الفلوس والدنانيـــر ومدى تطابقهـا مع المواصفات النموثـلية للنقود ، وهذه الآلــة المسماة " قسـطـرة ،أو قسـطـار "تعتمد عـلى القياس بالمسطرة ومبادئ أخرى للوصول الى القسط وهو العـدل والانصاف ورفع الحيف والظلم ، ونحن نعلم أن لكل مهنة محتسباً في الدولة الاسلامية ، ومهمته هي الاصلاح مـــا استطاع ، وقمع جميع المخالفات التي تسيء الى المهنة ، وبذل الجهـد كي تتوافـق المهنـة الموظف فيها مع المواصفات الموضوعة لها لتكون وفق أفضل المقاييس والمواصفات أو الأقرب عليها على الأقـل ، والله أعلم !

قلت مضيفــاً : إنَّ القسطرة المستخدمة في القلب والاوعية الدموية وفي الجهاز البولي،هو الآخر يعتمد على قياسات دقيقة ودقيقة جدا،فلكل شخص مواصفات قسطرته الخاصة ولكل عضو يُرادُ قسطـرتـهُ بها قياساته ومواصفاته الخاصة ، وانظر الشكل واسألْ أهل الطب .

ومن دواعي انتصارنا لعروبة القسطرة والقسطار ، ما قاله القاموسيون العرب عن كلمة "قسط " : القِسْطُ بالكَسْرِ : العَدْلُ قال الله تعَالَى : (( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقِسْطِ )) سورة الاعراف \ 29 وهو كقَوْلهِ تَعالى : (( إِن الله يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ )) سورةالنحل/90 ، وهـــو من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بها كالعَدْلِ يُقالِ : مِيزانٌ قِسْطٌ ومِيزانانِ قِسْطٌ ومَوازِينُ قِسْطٌ يَسْتَوِي فيهِ الواحدُ والمثنى والجَمِعُ . وقولُه تَعَالى : (( ونَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.)) [الأنبياء:47]. أَي ذواتِ القِسْطِ أَي العَدْلِ ، يَقْسِطُ ( بالكَسْرِ) قِسْطاً وهو الأَكْثَرُ ويَقْسُطُ (بالضَّمِّ لُغَةٌ والضَّمُّ قَلِيلٌ). وقرأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وإِبراهيمُ النَّخْعِيُّ : ((وإن خِفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و )) سورة النساء \ 3 ،بضمِّ السِّينِ . وقولُه تعَالى : (( ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ )) سورة البقرة \\ الآية الاخيرة ، أَي أَقْوَمُ وأَعْدَلُ كالإِقسَاطِ . يُقال : قَسَـطَ في حُكْمِــــــهِ وأَقْسَطَ أَي عَدَلَ فهو مُقْسِطٌ . وفي أَسْمَائِه تَعَالَى الحُسْنَى : المُقْسِطُ : هو العادِلُ .ويُقَال : الإِقْسَاطُ : العَدْلُ في القِسْمَة فقط أَقْسَطْتُ بينهم وأَقْسَطْتُ إِليهم ففي الحَدِيث : " إِذا حَكَمُوا عَدَلُوا وإِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا" أَي : عَدَلُوا . وقال الجَوْهَرِيُّ : القِسْطُ بالكَسْرِ: العَدْل تَقُولُ منه : أَقْسَطَ الرَّجُلُ فهو مُقْسِطٌ ومنه قَوْلُه تَعَالى : (إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ) سورة المائدة\ 42. قال أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الحُفَّاظِ: ومن الثُّلاثِيِّ بَنَوْا نحو هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله لا من الرُّبَاعِيِّ كما تَوَهَّمَه بعضُهم وقالُوا : هو شاذٌّ لا يَأْتِي إِلاَّ على مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ . وأَقْسَطَ الَّذِي مَثَّلَ به هو المَعْرُوفُ المَشْهُور ولذلِكَ حَسُنَ التَّشْبِيهُ بمَصْدَرِه في قَوْلِه كالإِقْسَاطِ انتهى . قلتُ :وهو حَسَنٌ ويُؤَيِّدُه صَرِيحُ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيِّ . وبَقِيَ أَنَّهُم قالُوا : إِنَّ الهَمْزَةَ في الإِقْسَاطِ للسَّلِب كما يُقَال : شَكَا إِلَيْهِ فأَشْكاهُ ( ويسميها بعضهم همزة الإزالـة فـ "قسط = عدل "، أما أقسط فتعني أزال العدل أي جار وظلم، وكذلك شكا اليه فأزال شكاته وأشكاه).والقِسْطُ : الحِصَّةُ والنَّصِيبُ كما في الصّحاحِ يُقال : وَفّاهُ قِسْطَه أَي نَصِيبُه وحِصَّتَه . وكُلُّ مِقْدَارٍ فهو قِسْطٌ في الماءِ وغيرِه والقِسْطُ : مِكْيَالٌ يَسَعُ نِصْفَ صاعٍ حجمــاً ،وفي الصّحاحِ والعُبَابِ الزاخـر: وهو نِصْفُ صاعٍ والفَرَقُ : سِتَّةُ أَقْسَاطٍ وقال المُبَرِّدُ : القِسْطُ : أَرْبَعُمَائَةٍ وأَحَدٌ وثَمَانُونَ دِرْهَماً وقد يُتَوَضَّأُ فِيه.

وعن "مسطرة" يقول الزبيدي : والمِسْطرةُ بالكَسْر : ما يُسَطرُ به الكتابُ . ومحمد بنُ الحَسَن بن ساطِرٍ الطبِيبُ هكذا قَيَّدَه القُطْبُ في تاريخ مصر قاله الحافظُ في التَّبْصِير ،و الأَصْلُ في السَّطْرِ( س ط ر ) : الخَطُّ والكِتَابَةُ قال الله تعالى : (( ن والقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ )) - أول سورة القلم - أي ومَا تكْتُبُ المَلاَئِكَةُ وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً : كَتَبَ ويُحَرَّكُ في الكُلِّ وعَزاه في المِصْباحِ لبَنَي عِجْل . و يُقال : سَطَّرَ فُلانٌ على فُلانٍ إذا زَخْرَفَ له الأَقاوِيلَ ونَمَّقَها ، فهل آلة القسطرة مزخرفة ومنمقة أيضا فاحتاجوا إلى السطر حين نحتوا لها اسماً ؟؟؟

أقول هذا وأضيف اليه عروبة كلمة ( القسطاس )) أيضا فلها في العربية ليس وجهاً واحـداً وانما مئة وجه ، نواجه به من قال بوجود الفاظ غير عربية بالقرآن الكريم والله أعلم !!!
:صورة جهاز القســطرة القلبية:
ولكن من أين أتى الاشكال بين " قسطرة \ بالسين وهو الصحيح "وبين " قثطرة بالثاء خطأً " ؟؟؟ والجـــواب :

من المعلوم في اللهجات العامية أن بعض الشعوب العربية تلفظ في عاميتها الذال والظاء زايا ، وبعضهم يلفظون الثاء سيناً ، وبعضهم يلفظ القاف غيناً أو همزة أو جيما مصرية ، ..........الخ ، وبعضهم يزعم أنه يتوقّـى هذا الغلط فيردَّ كل سين يراها مقلوبة الى الثـاء ، وهكذا كان باجتهاد خاطئ موقفهم مع القسطرة ، فجعلوها قثطرة بالثاء ،،، والشيء نفسـه يقال في الاسم المعروف " ميثــاء " والخلط بينه وبين اسم آخر هو " ميسـاء " !فميثـاء بالثاء من الفعل : ماثَ الشيءَ مَيْثاً : مَرَسَه.وماثَ المِلحَ في الماء: أَذابه؛ وكذلك الطين، وقد انماثَ.الليث: ماث يُمِيثُ مَيْثاً: أَذابَ الملح في الماء حتى امَّاثَ امِّياثاً.وكلُّ شيءٍ مَرَسته في الماء فذاب فيه، من زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط، فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه . أما ميساء بالسين فهو من الجذر اللغوي الثلاثي ( م ي س ) المَيْس: التَبَخْتُر، ماسَ يَمِيسُ ميساً ومَيَساناً: تَبَخْتَر واخْتالَ .وغصن ميَّاسٌ : مائِلٌ . وقال الليث: المَيْسُ ضَرْب من المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كما تَمِيس العَروس والجمَل ، وربما ماس بهَوْدَجِه في مَشْيِه، فهو يمِيس مَيَساناً، وتَمَيَّس مثله ؛ والمَيْس شجر تُعمل منه الرِّحال؛ قال الراجز: "وشُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف " قال أَبو حنيفة: المَيْسُ شجر عظام شبيه في نباته وورقه بالغَرَبِ، قال الشاعر:

وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي=،=،=وأَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّس

وتقول العرب : رجلٌ ميَّاسٌ وجارِية ميَّاسة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما . ويقولون عـ ن الانثى ( في الاسماء) : ميسانة ومياسة – وميسـون – ومومس – وميسـى ، ولا يقولـون " ميساء " انما هذا الوزن ( ميساء\\فعلاء) خاص بالفعل الثلاثي الذي هو بالثاء ( م ا ث ) وشتان بينهما ، فحبذا لو انتبه الناس الى هذه النقطة الهامة حين انتقاء أسماءٍ لبناتهم ! والخطأ يردُ أيضا في الخلط بين " بثَّ\\ب ث ث " وبين " بسَّ\\ ب س س " وشتان بينهما أيضـاً، وأذكر مرة أن أستاذ العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة دمشق ( د. محمد زهير البابا رحمه الله ، ت 2012م ) كان يحدثنا عن نبات تتساقط أوراقه في نهاية كل عام فقال : ( العنب نبات سَنَويّ الأوراق ...) وانتبه رحمه الله وكان هذا دأبه ، أنَّ بعض الطلبة كتب العبارة : (ثانوي الاوراق) وشتان بين المصطلحين ، فنظر إليَّ فأسعفت الموقف وقلت للزملاء (نبات ذو أوراق حَـوْليّـة ) مما أدخل السرور على قلب أستاذنا الكريم !

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ، والحمد لله ربّ الغالمين ...

======================= هامش :

(1)جاءت عبارة القاموس الوسيط هنا بعد الحديث عن المادة بوضع علامة ( مع) أي لأنه مصطلح علمي معـاصــر ، مما اقتضى التنبيه .
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman