الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
وكلمة ( نقد \ \ ن ق د ) في اللغة العربية ، تعني تمييز الدراهم ، وإخراج الزائف منها ،فالناقد أو النقّـاد هو من يقوم بعملية التمييز هذه ، ثم تطورت اللفظة بعد ذلك الى الكشف عن محاسن الاقوال والصفات والأفعـال ( الأدبية او الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية أو ..... ) وبيان مساوئها ومحاسنها . ثم عرفت ساحة البحث الناقد الأدبي والمحلل السياسي والباحث الاجتماعي والتربوي والاقتصادي ، وكلها عمليات نقدية ، لها مدارسها وضوابطها ...
@ الآمدي في القرن الرابع الهجري : لعل أبرز صورة للنقد في هذه الفترة الزمنية تتمثل في كتاب الموازنة للآمدي المتوفى 370 للهجرة ، إذ يعد كتاب الموازنة من أهم الكتب التي ظهرت في النقد في القرن الرابع وقد وضع هذا الكتاب أساساً قوياً لنقد الشعر والموازنة بين الشعراء وهو أثر ضخم خالد في صرح الثقافة النقدية ولقد ألفه الآمدي وهو أوائل النقاد العرب الذين نظروا لعمود الشعر وجعلوه أساسا للنقد والموازنة في الأدب العربي ، وأن السبب الذي دفع الآمدي إلى تأليف هذا الكتاب هو احتدام معركة النقد بين الشاعرين أبي تمام والبحتري واختلاف كل فريق من الفريقين في تفضيل أحد الشاعرين على الآخر ، ويذكر الآمدي في مقدمة كتابه "ولست أحبٌّ أن أطلق القولَ بأيهما أشعر عندي؛ لتباين الناس في العلم ، واختلاف مذاهبهم في الشعر، فمن فضل البحتريَّ ، نسبه إلى حلاوة الَّلفْظِ ، وحسن التخلص ، ووَضْع الكلام في مواضعه ، وصحة العبارة ، وقٌرْب المأتى ، وانكشاف المعنى ، وهُمُ الكٌتًّابُ والأعرابُ والشعراء المطبوعون وأهل البلاغة ، ومثلُ من فَضَّل أبا تمامٍ ، ونسبه إلى غُمُوض المعاني ودِقّتها ، وكثرة ما يورد مما يحتاج إلى استنباط وشرح واستخراج ، وهؤلاء أهل المعاني والشعراءُ أصحاب الصَّنعة ومَنْ يميل إلى التدقيق وفلسفي الكلام "، ويذكر الآمدي طريقين على الناقد إن يختارهما بحسب ما يفضل فيقول :"فإن كنت ممن يفضلُ سهلَ الكلام وقريبه ، ويؤثر صحة السَّبْك وحسنَ العبارة وحلْو اللفظ وكثرة الماء والرَّونق فالبحتريُّ أشعر عندك ضرورةً. وإن كنت تميل إلى الصَّنْعة ، والمعاني الغامضة التي تُسْتَخرج بالغَوْص والفكرة ، ولا تَلْوى على غير ذلك فأبو تمام عندك أشعر لا محالة "
كم من سيداتنا الفضليات يتمنطقن بمنطق أسلافهن الصالحات ، ويتـأسـين بهن ، ويتابعن نماذج من حياتهن العملية ؟!
اتصلت بي سيدة تطلب مني أن أقترح لها اسمــا لابنتها الجديدة ، وكنا في حملة صراع مع الموتورين الذين أساؤوا الى شرف الصديقة بنت الصدّيق ( عائشة البتول ، أم المؤمنين ) عليها السلام ، فاقترحت أن تسمّيها " عائشـــة " ، ولكن المتصلة تنصلت وقالت : اسم بلدي وقديم ، وبكرة بالمدرسة يحرج بنتي !!!
أكتب تعليقك هتا