الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
- التحجيم من الجذر العربي الثلاثي ( ح ج م ) ، يقال في العربية : " حَـجَـم ثديُ الجارية ، أي بان حجمُه ونهد ، صار له حجم ( نـُتُـوّ وارتفاع ) ، وأحجم عن الفعل امتنع ونكص هيبـةً ، واحتجم طلب العلاج بالحجامة المعروفة ، والحجم مقدار الجسم وقَـدُّهُ الناتئ بين يديك ، وفي الرياضيات المعاصرة الحجم هو جداء الطول بالعرض بالارتفاع ويقدر بالوحدات المكعبة ( لاحظ التكعيب هنا وفي قولنا تكعبت الفتاة فهي كاعب أي حجم نهدهـــا ) والعلاقة بين المعطيات المذكورة آنفا واضـحـة :
- قال : يا محمد أتصــارعني ؟؟؟وقَـبِـل النبيُّ صلى الله عليه وسلم التحدي ، ورفع ركانة إلى أعلى وألقاه في الأرض . بحركة فنية بسيطة قُصِد منها الاذلال والتحجيم ، أكثر من الانتصار ،،، قال ركانة " إن هذا لم يحدث معي أبدًا " ، وأصرَّ أن يصارع النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحطم غروره ثانية وثالثة ، وكان قد اشترط عليه في كل جولة شاة من شيائِـهِ كونـه راعيا للغنم ....
- اذا جاءك الضابط وهو مزهوّ كالطاووس ، يزين كتفيه بالنسر والنجوم ( الرتبة العسكرية ) ويمشي الخيلاء مستصغرا رتبتك العسكرية فأنت مجرد ملازم ( بنجمة واحدة ) فقم بتعريته تماما ، نعم عَــرِّه من ثيابه كلها الا من ورقة التوت واطلب منه أن يمشي بين يديك جيئة وذهابا عدة مرات ، وهو لا يمكنه أن يرفض أو يحتج ، فهذا جزء من الكشف الطبي ، وسترى النتيجة الباهرة بعدها !!!
- مررت بمثل هذا الموقف قبل سنوات في حياتي العملية ، اذ يُطلب مني أثناء ملاحظة الطلاب في الامتحانات أن أقدم لهم كشفا ليقوم الطالب بالتوقيع عليه ، لدى الانتهاء او الابتداء كدليل أنه حضر الامتحان ، وحدث مرة أن أحد الطلاب الأشاوس كان يوقع الكشف بوقار زائف ، ويتعمد التلكـؤ ، ويناظرني أثناء التوقيع إمعانــا بالانتقام مني ، كوني ما سمحت له بالغش ،،، ثم يزيح الكشف عنه بتعالٍ واضح ، مقلدا حركات المدراء الكبار ورجال الاعمال المشاهير ،،،
- حقيقة نحن بحاجة الى تحجيم دائم وبحاجة الى من يذكرنا بقدرنا وقيمتنا ، فالانسان حينمت يتجاوز حَـدَّه يستعلي ويقع في المحظور ، والانسان كلما تجرد من مظاهره الخارجية والأبَّـهـة الفارغة كلما عاد الى حقيقته ، كما عاد ذلك الضابط " المتطوّس " الى حجمه ، حين خلع بذته العسكرية ، وتجرد من لباسه ومظاهر أُبَّـهـتـه و"طاووسيته " الخادعة !!!
أكتب تعليقك هتا