أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا - التحجيم من الجذر العربي الثلاثي ( ح ج م ) ، يقال في العربية : " حَـجَـم ثديُ الجارية ، أي بان حجمُه ونهد ، صار له حجم ( نـُتُـوّ وارتفاع ) ، وأحجم عن الفعل امتنع ونكص هيبـةً ، واحتجم طلب العلاج بالحجامة المعروفة ، والحجم مقدار الجسم وقَـدُّهُ الناتئ بين يديك ، وفي الرياضيات المعاصرة الحجم هو جداء الطول بالعرض بالارتفاع ويقدر بالوحدات المكعبة ( لاحظ التكعيب هنا وفي قولنا تكعبت الفتاة فهي كاعب أي حجم نهدهـــا ) والعلاقة بين المعطيات المذكورة آنفا واضـحـة :  - الحجم : القَـدّ والنتوء وارتفاع ، - الإحجام : النكوص هيبة ، الترفع (( الارتفاع انفسي والمعنوي )) عن فعل الشيء . - الحجامة : مص الدم من الجسم بعملية علاجية معروفة ، هي إحدى وسائل الاستشفاء المعلومة ، والحجامة تترك المكان ناتئا ، له حجم بارز واضح ، بأبعاده الثلاثــة ظاهر . - الحجم والحجامة - والتحجيم مصطلح مولد معاصر يقصد به إعادة الانسان إلى حجمه الطبيعي ، كي لا يمارس عليك نوعا من العربدة والشعبذة والتعالي الفارغ ، كالفارغات من السنابل : - ملآى السنابل تنحني بتواضـــعٍ = = = والشـامخـات رؤوسـهـن فـوارغُ - ,ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة في أقواله وأفعاله وصفته ، فقد مارس أسلوب التحجيم مع صحابي يدعى " ركانـة " وكان نرجسيا مزهوّا بنفسه ، يمارس العربدة السلوكية في ممارساته مع الناس ، وكان مصارعـــا قويا ، ما استطاع أعد أن يحني جذعـه ، أو يضجعه أرضـا بشهادة أهل المدينة كلها ،،، - رأى ركانة رسول الله وأراد أن يتندّر به ويجعله أهزوأة بين أصحابه وتابعيه ! - قال : يا محمد أتصــارعني ؟؟؟وقَـبِـل النبيُّ صلى الله عليه وسلم التحدي ، ورفع ركانة إلى أعلى وألقاه في الأرض . بحركة فنية بسيطة قُصِد منها الاذلال والتحجيم ، أكثر من الانتصار ،،، قال ركانة " إن هذا لم يحدث معي أبدًا " ، وأصرَّ أن يصارع النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحطم غروره ثانية وثالثة ، وكان قد اشترط عليه في كل جولة شاة من شيائِـهِ كونـه راعيا للغنم ....  - شكا لي أحد زملائي الأطباء العسكريين مرة من سلوك بعض الضباط وتعاليهم عليه أثناء الكشف الطبي عليهم في المستشفى العسكري ، فقلت له الأمر سهل ، وسهل جدا : - اذا جاءك الضابط وهو مزهوّ كالطاووس ، يزين كتفيه بالنسر والنجوم ( الرتبة العسكرية ) ويمشي الخيلاء مستصغرا رتبتك العسكرية فأنت مجرد ملازم ( بنجمة واحدة ) فقم بتعريته تماما ، نعم عَــرِّه من ثيابه كلها الا من ورقة التوت واطلب منه أن يمشي بين يديك جيئة وذهابا عدة مرات ، وهو لا يمكنه أن يرفض أو يحتج ، فهذا جزء من الكشف الطبي ، وسترى النتيجة الباهرة بعدها !!!  - فعلا جاءني بعد أيام شاكرا مثنيا على الفكرة الابداعية الجهنمية ، إذ تحول أكبر الطواويس الى أضأل من صرصــار - مع الاحترام للقيمة الانسانية ومكانة الرتبة العسكرية - قال لي يأتي الجنرال مزهــوّا متعـاليـــــا ، وعندما يبدأ بخلع ملابسه يبدأ التحجيم ، ويزداد التحجيم بزيادة الخلع !!! واسمح لي أن أطلق على هذا العمل الرائع اسم " الطريقة الحريريـــة في العودة الى الحجـوم الطبيعيـــة " . - مررت بمثل هذا الموقف قبل سنوات في حياتي العملية ، اذ يُطلب مني أثناء ملاحظة الطلاب في الامتحانات أن أقدم لهم كشفا ليقوم الطالب بالتوقيع عليه ، لدى الانتهاء او الابتداء كدليل أنه حضر الامتحان ، وحدث مرة أن أحد الطلاب الأشاوس كان يوقع الكشف بوقار زائف ، ويتعمد التلكـؤ ، ويناظرني أثناء التوقيع إمعانــا بالانتقام مني ، كوني ما سمحت له بالغش ،،، ثم يزيح الكشف عنه بتعالٍ واضح ، مقلدا حركات المدراء الكبار ورجال الاعمال المشاهير ،،،  - وفي اليوم التالي تفتق ذهن العبد الفقير الى الله تعالى عن فكرة " الـتـحـجـيـم " فوضعت كشف التوقيع على طاولة منخفضة جدا " طربيزة " بحيث يحشر الموقع بين مقعده والجدار وبمكان ضيق جدا ، يحس صاحبنا أنه أقل مما يتصوّر بكثير !!! - لم نسئْ لحضرته ولم نمتهنه ، وإنما أعدناه الى حجمه ، : ((هات الكشف يابني ، ضعه هنا على الطاولة الصغيرة ، والآن وَقِّـــعْ ...)) !!! ووقع صاحبنا بحجمه الطبيعي وليس بحجمه الافتراضي ! - حقيقة نحن بحاجة الى تحجيم دائم وبحاجة الى من يذكرنا بقدرنا وقيمتنا ، فالانسان حينمت يتجاوز حَـدَّه يستعلي ويقع في المحظور ، والانسان كلما تجرد من مظاهره الخارجية والأبَّـهـة الفارغة كلما عاد الى حقيقته ، كما عاد ذلك الضابط " المتطوّس " الى حجمه ، حين خلع بذته العسكرية ، وتجرد من لباسه ومظاهر أُبَّـهـتـه و"طاووسيته " الخادعة !!!  - ولكل قارئ كريم وقارئة كريمة أهمس ناصحا : " إذا حدثتك نفسك بالاستعلاء على الآخرين فذكرها بكنهــهـا الحقيقي ، قل لنفسك : " لا يحق لمن كان أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة أن يتعالــى على أحــــد " !!!

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

- التحجيم من الجذر العربي الثلاثي ( ح ج م ) ، يقال في العربية : " حَـجَـم ثديُ الجارية ، أي بان حجمُه ونهد ، صار له حجم ( نـُتُـوّ وارتفاع ) ، وأحجم عن الفعل امتنع ونكص هيبـةً ، واحتجم طلب العلاج بالحجامة المعروفة ، والحجم مقدار الجسم وقَـدُّهُ الناتئ بين يديك ، وفي الرياضيات المعاصرة الحجم هو جداء الطول بالعرض بالارتفاع ويقدر بالوحدات المكعبة ( لاحظ التكعيب هنا وفي قولنا تكعبت الفتاة فهي كاعب أي حجم نهدهـــا ) والعلاقة بين المعطيات المذكورة آنفا واضـحـة :

- الحجم : القَـدّ والنتوء وارتفاع ،
- الإحجام : النكوص هيبة ، الترفع (( الارتفاع انفسي والمعنوي )) عن فعل الشيء .
- الحجامة : مص الدم من الجسم بعملية علاجية معروفة ، هي إحدى وسائل الاستشفاء المعلومة ، والحجامة تترك المكان ناتئا ، له حجم بارز واضح ، بأبعاده الثلاثــة ظاهر .
- الحجم والحجامة
- والتحجيم مصطلح مولد معاصر يقصد به إعادة الانسان إلى حجمه الطبيعي ، كي لا يمارس عليك نوعا من العربدة والشعبذة والتعالي الفارغ ، كالفارغات من السنابل :
- ملآى السنابل تنحني بتواضـــعٍ = = = والشـامخـات رؤوسـهـن فـوارغُ
- ,ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة في أقواله وأفعاله وصفته ، فقد مارس أسلوب التحجيم مع صحابي يدعى " ركانـة " وكان نرجسيا مزهوّا بنفسه ، يمارس العربدة السلوكية في ممارساته مع الناس ، وكان مصارعـــا قويا ، ما استطاع أعد أن يحني جذعـه ، أو يضجعه أرضـا بشهادة أهل المدينة كلها ،،،
- رأى ركانة رسول الله وأراد أن يتندّر به ويجعله أهزوأة بين أصحابه وتابعيه !

- قال : يا محمد أتصــارعني ؟؟؟وقَـبِـل النبيُّ صلى الله عليه وسلم التحدي ، ورفع ركانة إلى أعلى وألقاه في الأرض . بحركة فنية بسيطة قُصِد منها الاذلال والتحجيم ، أكثر من الانتصار ،،، قال ركانة " إن هذا لم يحدث معي أبدًا " ، وأصرَّ أن يصارع النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحطم غروره ثانية وثالثة ، وكان قد اشترط عليه في كل جولة شاة من شيائِـهِ كونـه راعيا للغنم ....

- شكا لي أحد زملائي الأطباء العسكريين مرة من سلوك بعض الضباط وتعاليهم عليه أثناء الكشف الطبي عليهم في المستشفى العسكري ، فقلت له الأمر سهل ، وسهل جدا :

- اذا جاءك الضابط وهو مزهوّ كالطاووس ، يزين كتفيه بالنسر والنجوم ( الرتبة العسكرية ) ويمشي الخيلاء مستصغرا رتبتك العسكرية فأنت مجرد ملازم ( بنجمة واحدة ) فقم بتعريته تماما ، نعم عَــرِّه من ثيابه كلها الا من ورقة التوت واطلب منه أن يمشي بين يديك جيئة وذهابا عدة مرات ، وهو لا يمكنه أن يرفض أو يحتج ، فهذا جزء من الكشف الطبي ، وسترى النتيجة الباهرة بعدها !!!

- فعلا جاءني بعد أيام شاكرا مثنيا على الفكرة الابداعية الجهنمية ، إذ تحول أكبر الطواويس الى أضأل من صرصــار - مع الاحترام للقيمة الانسانية ومكانة الرتبة العسكرية - قال لي يأتي الجنرال مزهــوّا متعـاليـــــا ، وعندما يبدأ بخلع ملابسه يبدأ التحجيم ، ويزداد التحجيم بزيادة الخلع !!! واسمح لي أن أطلق على هذا العمل الرائع اسم " الطريقة الحريريـــة في العودة الى الحجـوم الطبيعيـــة " .

- مررت بمثل هذا الموقف قبل سنوات في حياتي العملية ، اذ يُطلب مني أثناء ملاحظة الطلاب في الامتحانات أن أقدم لهم كشفا ليقوم الطالب بالتوقيع عليه ، لدى الانتهاء او الابتداء كدليل أنه حضر الامتحان ، وحدث مرة أن أحد الطلاب الأشاوس كان يوقع الكشف بوقار زائف ، ويتعمد التلكـؤ ، ويناظرني أثناء التوقيع إمعانــا بالانتقام مني ، كوني ما سمحت له بالغش ،،، ثم يزيح الكشف عنه بتعالٍ واضح ، مقلدا حركات المدراء الكبار ورجال الاعمال المشاهير ،،،

- وفي اليوم التالي تفتق ذهن العبد الفقير الى الله تعالى عن فكرة " الـتـحـجـيـم " فوضعت كشف التوقيع على طاولة منخفضة جدا " طربيزة " بحيث يحشر الموقع بين مقعده والجدار وبمكان ضيق جدا ، يحس صاحبنا أنه أقل مما يتصوّر بكثير !!!
- لم نسئْ لحضرته ولم نمتهنه ، وإنما أعدناه الى حجمه ، : ((هات الكشف يابني ، ضعه هنا على الطاولة الصغيرة ، والآن وَقِّـــعْ ...)) !!! ووقع صاحبنا بحجمه الطبيعي وليس بحجمه الافتراضي !

- حقيقة نحن بحاجة الى تحجيم دائم وبحاجة الى من يذكرنا بقدرنا وقيمتنا ، فالانسان حينمت يتجاوز حَـدَّه يستعلي ويقع في المحظور ، والانسان كلما تجرد من مظاهره الخارجية والأبَّـهـة الفارغة كلما عاد الى حقيقته ، كما عاد ذلك الضابط " المتطوّس " الى حجمه ، حين خلع بذته العسكرية ، وتجرد من لباسه ومظاهر أُبَّـهـتـه و"طاووسيته " الخادعة !!!

- ولكل قارئ كريم وقارئة كريمة أهمس ناصحا : " إذا حدثتك نفسك بالاستعلاء على الآخرين فذكرها بكنهــهـا الحقيقي ، قل لنفسك : " لا يحق لمن كان أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة أن يتعالــى على أحــــد " !!!
تعليقات