الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
1 - ( رهـ ط \ الرهط ) : قال تعالى : " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون ..." النمل \ 27 ، وقال : " ولولا رهطك لرجمناك .." هود \ 11 ، , نلا حظ ان كلمة رهط تشير الى مجموعة بطابع سلبي ، رهط يفسدون ، ورهط غير محترمين لدى القائلين ، وفي باديتنا يعبرون عن المتاع والفاكهة او الخضار اذا قاربت الفساد بـ : " رهرطت ">>>> " رهطت " .
وفي المعجم الرهط : جماعة من ثلاثة الى تسعة( دون العشرة ) ورجل ترهوط عظيم اللقم شديد الاكل ، ويرهط : ياكل شديدا ، والعوام تقول : يلهط ، ولربما بالغوا فقالوا عن الشَّــرِه " بلهموطي " .
وللقارئ الكريم ملاحظة التضاد بين المبنيين ليولد تضادا بالمعنيين : ط هـ ر >> << ر هـ ط .
وبضدّهـــا تتمايز الأشياءُ !
2 - الجمع والجماعة \ ج م ع : خلاف التفريق والتفرق ، ويوم الجمع يوم عرفة ويوم القيامة والجامع بيت الله تقام فيه الجماعة بقيادة إمام ، قال تعالى :
((قالوا ما أغنى عنكم جمعكم )) الاعراف\ 48 وقال : (( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ...)) سورة التغابن\ 9 ، وقال : ((سـيُهزم الجمع ويوَلـُّـونَ الدُّبُــــر .)) سورة القمر\ 45...
3 – الفئــة \ ف أ ي : وهي الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضها الى بعض في التعاضد والتناصر ، وعسكريا تطلق على الجماعة التي يُلتَجـــأ اليها عند الهزيمة ( احتياط ) . وقد ذكرها الفيروزابادي في ( ف ي أ ) ايضا ...
· (( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )) سورة البقرة \ 249 وقال تعالى : ((ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله )) القصص \81 .
4 – الطائفة \ ط و ف : جماعة من الناس يجمعهم مذهب او رأي واحد يمتازون به عمن سواهم . قال تعالى :
))فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة .....)) سورة الصف\ 14 ، و : ((.......وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين .)) النور \ 2 قال ابن عباس : هي من واحد فما فوقه ، او قد تكون الواحد ، وقال غيره : أقل الطائفة اثنان إلى الألف .
5 - الفِـرْقـَـة \ف ر ق : وهم أكثر من الطائفة ، قال تعالى : " فلولا نـَفـَر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ." سورة التوبة | 122 فالطائفة إذن جماعة أقل من الفِرْقة ...
6 - المَـلأ : الجماعة من عِلْية القوم ، سُمّوا بذلك لانهم بمنزلة تملأُ العين ، هم اهل الشورى والشرف والرأي الجيد ، أو لأنهم يملؤون أبّـهة والصدور هيبة ، ذوو الشارة والتجمع والخـُلـُق ،،، قال تعالى : " ألمْ ترَ إلى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى ..." البقرة \ 246 وقال : " وقال موسى ربنا إنك آتيتَ فرعون وملآهُ زينة وأموالا ...." يونس \88 .
7 - العصبة \ ع ص ب : العصبة جماعة من الناس قوية ، وقوم الرجل الذين يتعصبون له ، وبنوه وقرابته لأبيه ، سُمّوا عصبة لإحاطتهم به ( يعصبونه ) ولو كانت صلتهم به عن طريق أنثى \ أمه مثلا فهم ذوو رَحِتم \ أرحامه .
تعصب الرجل في دينه ولدينه كان شديدا غيورا يذبُّ عنه .. قال تعالى :
(( قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون )) سورة يوسف \ 14 وقال : ((وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ......)) القصص \ 76 ....ونلاحظ ان العصبة تضاد الرهط تماما .
8 - القــــوم \ ق و م : وتطلق على جماعة الرجال فقط ، ولا تطلق على جماعة النساء بحال ، وللقوم بذلك اعتباراتهم الخاصة ، قال تعالى : ((لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ، ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ...)) سورة الحجرات \ 11 . وللعرب منحى موضوعي في عدم اطلاق صفة الـ" ـقوم " على النساء ، ذلك أن المرأة غير مكلفة بالقيام على شؤون الأســرة والإنفاق على البيت ، ينظر العربي للمرأة باعتبارها ملكة متوّجــة في البيت ، والرجل موظف لرعايتها وحمايتها والانفاق عليها ، ومنه الآية الكريمة : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) . سورة النساء \ 34 ،
فالقوامة درجة تكليف وتوظيف وليست شارة تشريف أبدا فالباء للسببية (( بمــا )) بينت سبب القوامة وهو التفضيل في التعقل والانفاق .
أكتب تعليقك هتا