الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر
مما لا شك فيه أن كل محبوب له آثار خاصة به وهذه الآثار إما أن تكون كلامه المكتوب أو الأماكن التى يحبها أو غير ذلك ، ولذلك فإن علامة الحب الصادق الذى دبت أوصاله فى القلب واتحدت مع كل وريد وشريان اتحاد الثمار بالأغصان هى تعظيم المحب لآثار محبوبه.
وتعظيم الآثار هو توقيرها وعدم امتهانها أو حتى إهمالها ، فمثلا إن كان هذا الأثر كلام مكتوب من المحبوب ، فلا يُتصَور أن يُلقى هذا الكلام على الأرض ولو حدث هذا لدلّ على خواء القلب من حب المحبوب ، ومن دلالاته أيضا خُبث شجرة الحب فى القلب ، والشجرة الخبيثة يجب أن تُجتث من فوق الأرض ما لها من قرار .
وكذلك الحال أيضا لو تم إهمال كلام المحبوب وآثاره وعدم الاعتناء بها فإن هذا يدل أيضا على خبث شجرة الحب فى قلب المحب ومصيرها كما أوضحت من قبل هو الاجتثاث من فوق تربة القلب .
ومما سبق يتضح لنا أن كلاً من الامتهان والإهمال ثمار خبيثة يجب أن لا تظهر فوق أغصان شجرة الحب فى قلب المحب ، وينبغى أن يظهر بدلاً منها ثمرة التعظيم ، وحتى يزداد المعنى وضوحاً تعالى معى نتدبر هذه الآية " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
إن التقوى صفة معنوية ليست ملموسة بل مدفونة فى تربة القلب ولكن دليل وجودها وصلاحها ونموها وبقائها هو ظهور ثمرة التعظيم على جوارح جسد المحب تجاه شعائر وآثار محبوبه ، واعلم أنّ من عجز عن إيجاد صفة التعظيم لشعائر الله فهو من باب أولى عاجز عن إيجاد هذه الصفة مع أى محبوب آخر وإن ادَّعى ذلك فهو كاذب فى دعواه ،لأن أى حب لا ينبثق عن الله فهو حب لن يدوم وكل حب كان لله وفى الله فهو حب دائم ، لأن كل ما يتعلق بغير الله فإنه سيفنى يوماً ما ، وكل ما تعلق بالله فهو يستمد بقاءه واستمراره واتصاله ودوامه من الله ، وتعالى معى نتدبر حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه "ما كان لله دام واتصل ،وما كان لغير الله انفصل وانقطع " .
ونعود لنؤكد أنّ الآثار قد تكون كلام المحبوب ،أماكن ارتبط بها أو كل شئ متى ارتبط ذهنيا بمحبوبك ، وهذا ما حدث فى قصة يعقوب عليه السلام وما حدث معه من عودة بصره إليه بمجرد أن شم رائحة ثياب إبنه يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
وأخير أختم بهذه القاعدة أو المعادلة التى ينبغى أن تضعها نصب عينيك لتضح لك حقائق المشاعر والعواطف دون تجميل أو تزييف .
أثر + تعظيم = حب حقيقى وإيمان
أثر + إهمال = حب كاذب ونفاق
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net bayariqmedia@gmail.com