محمد محمود شباط - سوريا
الهدف:
تعددت تعريفاته، وكثرت الدورات التي تحث عليه، والتوصيات التي تدعو إليه.
ما عليك إلا فتح أي متصفح عبر الإنترنت حتى تنهال عليك العناوين المكتوبة والمصورة التي تحكي معناه وكيفية الوصول إليه.
لذلك فإني في مقالتي هذه سوف أحكي لكم قصة وصولي نحو هدف رسمته وخططت له طويلا، سأحكي لكم كيف تجاوزت العقبات ومزقت الصعوبات وكسرت الصخرات التي أوجعني التعامل معها، سأحكي لكم كيف كان نقص المال عائقا، وقلة الزاد عائقا، وفقر البيئة المحيطة عائقا، وسأحكي لكم كيف حولت الكثير من تلك المحن إلى منح من الله جل وعز عليَّ بها.
...
هدفي هو الحصول على شهادة الدراسات العليا. الماستر.
من أين أبدأ ومتى وكيف؟
تساؤلات لا بد منها، وكل الذي كان في جعبتي من الإجابة هو إصراري ويقيني بالوصول.
...
البيئة: كانت البيئة التي ضمتني قفر لا مال فيها يكفي ولا استقرار يشجع على الانطلاق، كنت في الشام سنة 2015/ ومنها انطلقت في عالم الكتابة وكانت الانطلاقة هنا في وكالة أخبار المرأة بعد أن أعجب الدكتور الحبيب محمد فتحي راشد الحريري رحمه الله بمقطوعة نثرية كتبتها بمشاعري عن اللغة العربية. فجعلني أتواصل مع الوكالة عن طريق الأخت الكاتبة المبدعة سحر حمزة، من هنا انطلق وبقيت أكتب حتى زادت المقالات والقصص القصيرة على التسعين.
...
ثم ازادات المحنة ألما والأفق اتشاحا بالسواد، هجّرت من منطلق الإبداع ومنبت الأهل وأماكن الآباء والأجداد. ضاقت بنا الدنيا على سعتها، فلا أرض تقلنا ولا سماء تظلنا، أخذ مني ومن أسرتي الجهد مأخذه، نال منا الاضمحلال في البلاد، توالت علينا المصاعب.
...
قررت أن أسرتي تعود لأتبين أي أرض يكون المستقر عليها.
...
القرار:
أكثر من مصطلح الصعب. ما زلت أذكر دمعة زوجي التي شربتها حنظلا يوم افترقنا، افترقنا ولا أفق يبين موعد اللقاء، لكنه القرار الذي هُديت إليه بعد الاستخارة، ثم وبعد عشرة أيام أو أكثر قليلا كتب الله لي دخول الأراضي التركية (مرافقة مريض)
...
ثم ماذا بعد:
هنأني أصدقاء وفرح الأهل وتواصل معي أحباب، جلست شهرا دون عمل، وشكرت الشاب الأنيق الذي وضعه الله في درب محنتي فأحسن استقبالي، فحظيت بما يحلم به الكثير ممن هم في مثل ظروفي، الشهر التالي لم أقبل الجلوس دون عمل.
...
عمل شاق:
كانت أولى فرص العمل التي حصلت عليها في تركيا، أورطجي، أي أساعد الخياط في إنهاء الجزء الذي يعمل عليه من قميص أو بنطال أو غيره، مدة العمل كل يوم ثنتي عشرة ساعة، استراحة الصباح ربع ساعة ، واستراحة الغداء ساعة، ممنوع الجلوس ، أي ستقف ثنتي عشرة ساعة على رجليك، في أول أربعة أيام تورمت رجلاي ، لكني كابرت ، كنت يزعجني جدا صخب مكبرات الصوت التي يضعها أصحاب المعمل ، لكني صبرت وصابرت، ثم رسمت لي خطة، فصرت أستمع إلى الكتب المسموعة عبر سماعة الجوال، فقال لي أرباب العمل ممنوع، ثم خلصت إلى فكرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طيلة فترة العمل، وهكذا انقضى شهر وآخر تحصلت خلالهما على نصف أجرتي واقتطع صاحب العمل النصف الآخر لا أدري لماذا، لن أقف كثيرا عند هذه الجزئية، ثم كتب الله لي فرصة عمل بظروف أفضل ،شكرت صاحب النزل الذي نزلت عنده وتوجهت إلى منطقة العمل الجديد عملت طباخا لمدة أربعة أشهر في معهد داخلي يعلم العربية لغير الناطقين بها ويعلم القرءان الكريم والسنة المطهرة في هذه الأثناء طبعت ديواني الأول الموسوم بعنوان أمانيكم، لأني وجدت وقت فراغ أكتب فيه، أحبني مديري في العمل فسعى لي بوظيفة راقية ، فكنت المدير الإداري لأكاديمية نون والقلم ، ومنه انطلقت في رحلة الماستر، كانت محنة الكورونا منحة لي في هذه الجزئية حيث تهيأت ظروف العطلة في عموم البلاد للدراسة عن بعد وكانت أدوات الدراسة متوافرة بفضل الله ، فأنهيت المواد بمعدل ممتاز، ثم ساءت الظروف واضررت لترك العمل وعدت إلى الشمال السوري صحبة أسرتي طببت ابنتي ما كلفني وقتا ومالا وجهدا، وهنا أشكر الدكتورة آيسل آركول كسكين مشرفتي في بحثي ، قدرت الظرف ، وكانت تتابع خطوات البحث بدقة وصرامة حتى وصلت يوم 24/1/2023إلى يوم اللحظة، يوم الانتصار ، يوم المناقشة وتلاوة القرار، من قبل الدكتور المبدع الصارم بحق أحمد علي عمر جزاه الله خيرا تلا القرار ولحظة الانتصار بالعربية والدكتورة بالتركية ،وكان ممن شارك في المناقشة واتخاذ القرار البروفسور المبدع عابد يشار، (جامعة إسطنبول آيدن)، حمدت الله فرحنا جميعا، الأصدقاء والأهل ، الجميع.
ثم ماذا بعد:
تحقق الهدف المرحلي بفضله تعالى والطموح الهدف المرحلي الأكبر الخطوة نحو الأمام، والهدف الأكبر هو الوصول إلى ترك علم ينتفع به.
شعار: تحت شعار (العمل البطيء المستمر الهادف).
نصائح للسائرين على الطريق:
- استعن بالله ولا تعجز.
- ثق بقدراتك.
- توجه نحو شغفك.
- قال تعالى :(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ لفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)"القصص 77".
- التواضع درجة مهمة جدا في سلّم النجاح.
أكتب تعليقك هتا