بقلم / آمنة بلبل - تركيا
وضرب الزلزال أولاً ولاية كهرمان مرعش التركية وتبعته هزات إرتدادية عنيفة طالت ولاية غازي عنتاب ومعظم مناطق الجنوب التركي، إضافة لعدة محافظات سورية، أبرزها إدلب وحلب وطرطوس واللاذقية وحماة كما شعر به سكان قبرص ولبنان والأردن والعراق ومصر.
حكاية بدأت في ليلة كان هول المشّهد فيها إنهيار وإستغاثة مشاهد عنوانها الألم، أشياء عجيبة وأناس نائمون تسمع حكايات يضيع فيها كل شئ أمام من يمسك بحياته وهو محبوساً تحت الأنقاض، وأطفال تهلع هُنا وهُناك تشاهد نظرة العالم حين ندرك أن اللحظة فيها ساعات كأنها سنوات.
هذا الوجع مُتشبث ومُتبقي لا يسير، أيام طويلة في بحر الوجع وألم الفقد والظُلمة وهُناك الضعف والشفقة ندرك أن أصوات وجودهم مازالت تحت الأنقاض حية هذه بداية جديدة لمقاومة الموت قتلتهم الحياة ولا يُريدون الموت،كان طقس جاف وبارد جداً وكان الصباح يشع بقوة الغيم والجميع يرتجف وتسمع خفاقات قلوبهم في الصدر ،كان التوتر النفسي والصمت يحيط هذا الكوم الكبير من الحجارة وتسمع تحت الأحجار صخب يأتي بأُناس مُختبئين في العتمة لم تكن تسمع أصواتهم ولكن الموت إختطفهم هُنا وهُناك أطفال ورجال ونساء آخرون اختطفهم الموت.
الآثار المحتومة بأن الجميع تحت الأنقاض قد مات بالرغم من زيارة الموت المُسرع الذي خطف الصغار والكبار في البرد لم ينقذ أحد من أجسام الضعفاء فتخمد فيهم جذوة الحياة الآن" طاعون" تحول في بلدين وأنذر الموت في لحظة .
صراخات من خرج حي من خرج ميت أن كل المآسي تراوح مكانها في هذه المدينة بدآيات الحزن بها أيام ولكن سنوات ستمر لا تترك للحزن أن يذهب للنسيان، في لحظة حاسمة وذروة موجة عاتية سقط كل شئ، لحظة عمياء إنفجرت الأرض في ذلك الفجر لبضعة دقيقة
منذ زمن "سوريا "محاصرة وبريئة حليمة كانت ترغب كثيراً في الحياة بعد الحرب تتمنى أن تنظر اليها أمة وكل العالم صامت وفي لحظة صمته تريد ضمها في بريق عينيها السوداوين، وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، ما زاد من حصيلة الضحايا بالجانب السوري، في تلك المباني الكبيرة العالية بهذا اليوم المظلم لا تكف الحديث عما حصل به هناك شئ ينطفئ في وهن ومغادرة مكان حياتهم من جديد هناك شئ في الداخل سوى النزع والألم، لا شئ هنا أمامهم سوى أن نمد أيدينا للمحتاجين والمُنكوبين.
حين تحدق في أعين الناس تري نظرات تحاصرك لا تجرؤ على السير في وضع مباني محطمة تملأ الأرصفة والأشخاص أمامك لا تسمعك وهي تكشف بملامح عما في داخلها من حسرة وألم يسألوا عن سنوات الكد والتعب من العمر كيف ذهبت خلف ظلمة الحياة، تحزن تود لو يعاد تشكيل المباني من جديد وتغير الواقع المرير.
أصبح النوم على قلق.
العيش كأنه حلم لقد رأينا جميع الإحتمالات التى كان يمكن أن نراها في الشوارع بفعل إهتزار وتدمير بنايات نعم لقد توقفت الحياة في لحظة وأن الاشياء تقطعت والكآبة في النفوس خرجت كآبة لا تعرف أي مستقبل،أو مصير تنتظره.
تهشمت المباني لم تعد تراها ثانية مدينة ضائعة على حلم مفزع من عاش هُنا وهنُاك ومات هُنا وهنُاك من سيعود ومن لم يعود في البرد الملعون لحياة يجب أن تُعاش سيمزقهم الوجع بكل حين أصبحت المباني أراضي مجهُولة ومهجورة يستيقظون يرون الارض منتصرة عليهم إستيقظ الغول مذعور والعالم صار عاجزاً أمام هذا الاعجاز، نتابع كل شيء في لحظة تلاشى كل شيء حكاية إنهارت وتشققت بها الحياة أصبح هلاك بكل شيء.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم