حياة أهل الكهف الجديد

القاص والكاتب : عبد الجبار الحمدي - العراق لم تتوقع ريتا ان ترى شيطان البحر عاريا من المشاعر يسير على الساحل... شيطان البحر الذي طالما ناجته ليلا في كثير من ساعاته المعتمة و هي ترجوه تسأله عن سر فقدها من احبت بعد أن ابتلعه في آخر رحلة له على سطحه... سارعت تلحق به في محاولة للإمساك به كي تستنطقه بفضول مجنونة إن كان عنده خبر ما عن حبيبها فبريتسيو، لم تلحق به لقد اختفى من امامها فجأة!! فراحت تُتمتم... اللعنة عليك فعلا أنك شيطان لئيم؟ لم تكمل لعنتها إلا وهو يقف الى جانبها تقدح عيناه بحمرة الغضب... لم تلعنيني وأنا لا علاقة لي بمصير من تحبين؟؟ لِمَ اكون الملعون دائما وانتم قبلي تستحقون اللعنة؟! يا لكم من بشر حقير مخادق، تُشبهون أنفسكم بالمثالية و أنتم حمقى سُذج ما ان تعتريكم الحياة مقبلة مبتسة حتى تتسابقون الى احضانها مثل الهُبل والسذج، أقولها من الأخير لا استطيع ان اقدم لك اي مساعدة كوني لا أريد أن اكون طرفا فأنا شيطان يبحث عن الحيادية ( مع ابتسامة مخادعة ) فتلك السمة هي من تجعلني بعيدا عن مسلمات اختياراتكم، لذا كفي تذللا لا تسكب دموع الحيات على ساحل الوهم الذي تقفين إليه، لعل أسمه يدل عن معناه... ساحل الوهم الذي تتمسكين بذكرياتك و انت ترمين بنظرك الى البعيد حيث مرمى مهبط الشمس التي تسارع ان تخبئ ضيائعا مخافة العتمة التي سرقت من تحبين بعدما كان يمسك بخاصرة قنينة خمر يطارح فوهتها بشفاهه ثم يلعقها بلسانه متخيلا انها شفاهك... يا له من احمق!!!  - توقف ارجوك ها أنت تدهشني!!! كيف تقول إنك لا تعرف عنه أي شيء و ها انت تصفه وهو يتذكرني!! يستطعم شفاهِ التي إلتهبت بحرارة أنفاسه، أذابت عنفوان أنوثتي لأكون بين يديه دون حيلة أو إرادة يداعبني بشغف مراهق يتذوق و لأول مرة جسد أنثى... أرجوك لا تنكر لقد سمعتك جيدا  - الواقع لا انكر لكن هذا ما نقله لي هاجس البحر الذي كان يستشيط غضبا وهو يرى من تحبين غير آبه بموجه العاتي او هزيم رعد من كان مواكبا معه، أظنه شعر بالإهانة استفزه بشكل غريب!!! ثارت ثورته فلطم السفينة حتى أطاح بهما مبتلعا إياه الى قعره المظلم مع الحطام، المسكين كانت عيناه دامعة تحمل صورك الى أن أغمض جفنيه عليها وهو يقول: إفعل ما شئت فبرغم قوتك و جبروتك و طغيانك لم تنل من صورها او تؤثر في حبي لها... إنك مجرد فزاعة إبليس للسفن تلبس قوتك منقادا بهوس ليس لك فما أنت إلا مجرد أداة منفذة لمن اوجدك فأفعل ما شئت فأنا وهي سنلتقي إن لم يكن في عالمنا الحقيقي سيكون لقائنا في عالمنا الروحي فإلى الجحيم بما تصنع... زاد جنون البحر فعمد الى العناد دولبه دون ان يجعله يستقر في مكان، جاب به سحط البحر وباطنه حتى سمع صوتك و انت تدعينه بأن يرأف بك و لو لمرة بأن تري من تحبين شرط انك ترهنين نفسك إليه... أظنه وا فق لحظتها، توقف فلفظ بمن تحبين بعيدا هناك حيث عهدك بِرَهن نفسك له، لعله يكون حيا أو بآخر رمق هيا إلحقيه علك تستطيعين انقاذه... ما ذكرت ذلك لولا آمر منه  سارعت بجنون أنثى الى المكان الذي اشار إليها... كان مسجى على رمال البحر والموج يأتي بجسده و يأخذه كأنه يفعل ذلك ليغيظها... طرحت نفسها على جسده وهي تصرخ فبريتسيو حبيبي ارجول أفق إني ريتا ها انا الى جانبك والى الابد لن اتركك.. لم اكن اعني ما قلته لك فقط عد إلي سأمتثل لما ترغب سأعيش معك في كوخك الصغير لا اريد قصرا او جواهر اريد حبك فقط... لقد استمالني الغرور... غرور الشيطان فرحت أكيل لك العتب أعنفك على فقرك وانت تغدق علي بحبك وحنانك يا لي من امرأة سخيفة... فبريتسيو هل تسمعني؟؟ لكنه لم يكن في عالمها كان مجرد جثة راكدة في حضنها، اما الشيطان فكان يستمع الى ما تقوله له فما ان ذكرته حتى صاح... ما شأني انا بترهات غرورك!؟ يا لكم من بشر ما ان تقعون في الخظأ او الخطيئة حتى جررتم بأذيالي الى اني المتسبب.. اللعنة عليكم، اسمعيني جيدا سأريحك من كل معاناتك، سأرأف بك وذلك لأني لا اريد ان تعيش حياتك وحيدة بعيدا عمن تحبين إني اشعر بالحسرة وانت تتألمين الوحدة والفراق... انظر الى الافق البعيد ها هي الشمس تستفيق من جديد و انت لا زلت تتوسلين من تحبين ان يعود الى الحياة.. لكن اي حياة يروم بعدما كسرت قلبه و حولتيه الى إنسان يتمنى الموت على الحياة الى جانبك... غرور إمرأة أطاح بعالمها أظن إن ذلك هو العنوان المناسب الى حالتك، هيا سارعي لقد حان تسديد الرهان ها انت حظيت بفرصتك مع من تحبين كما وعدتك لكنه دون رمق للحياة فذلك ليس لي يد فيه...  ما ان أشرقت الشمس و راحت تنشر ضيائها على ساحل البحر ك حتى بانت ريتا تحتضن فبريتسو وهي منكبة عليه دون حراك في عالمهما الروحي. القاص والكاتب : عبد الجبار الحمدي - العراق عقدت محكمة في قرية نائية أكثر سكانها من الحمير.. الى جانب عدد قليل من الخيول، قرية بائسة همها ان تصفع الذكاء بنعل متسول لا يحرك ساكنا، في يوم من الايام جلبوا بغل مكبلا بالقيود وقد الجموا فمه و منعوه من الحديث ادخل القفص بعد عناء فقد كان يرفض المحاكمة جملة وتفصيلا مما اضطر الى استخدام العنف معه وتحجيم حركته... رضخ أخيرا فالكثرة وشدة الضرب وجور السلطة جعلت من عزيمته توهن وقد ترك لأيام في سجن القرية دون أكل أو شرب... لم يتأثر بكل الحمير التي حضرت المحاكمة ولا ذلك الحصان الذي كان يوثق الاحداث لم يعول عليه بأن يكون متعاطفا معه فحتى محامية حمار بإمتياز يكره من هم ليسوا من صنفه أو على شاكلته لكنه عادل....  نهض المدعي العام متجها الى المحلفين وقد كان عددهم ست محلفيين ثلاث من ذكور الحمير وثلاث من إناثها... فتوجه بالقول يا سادة إننا اليوم أمام قضية عويصة وخطيرة في نفس الوقت فيما إذا انتشرت و كظاهرة تفشت بيننا وهي كذلك او وصلت الى القرى المجاورة التي تدين بغير ديننا، فهذا البغل الذي امامكم هو إبن زنا لقيط لا ملة له ولا أصول، جاء محض مصادفة وغريزة حمار فاسق الى أنثى فرس عاهرة جمحت نفسه الدنيئة الى الحمار ومالت الى غير بني جنسها مما جعله شاذا أم ميثليا يبحث عن اللذة والشذوذ الى الذكور من بني جنسة او الى جنس إناث الاحصنة... لم اتخيل يوما وقد قضيت عمري في هذه القرية اب عن جد ان اشاهد مثل هذا العار من الفضح والخدش العام... الواقع انني اخجل ان انتمي الى مثل هكذا جنس من الحمير التي لا تعي نفسها و تصون سلالتها... إن التحرر والقوانين الحديثة التي طالب بها البعض وسمحت الدولة بإضافتها الى بنود الدستور هي من شجعت مثل تلك الحمير على هذا الفعل المشين، لذا ومن خلال محكمة الحمير الموقرة بقضاتها و محلفيها المحترمين ان يصدروا قرار بإعدام اي بغل يولد و لا تأخذهم رحمة فهم إن تكاثروا افسدوا الأرض وزادوا في النسل خبالا وجنون.. شكرا لكم  قال القاضي... الكلمة الآن الى محامي المتهم المحامي: يبدو أنك متحامل قليلا يا زميلي على هذا البغل او البغال عموما، أيها السيد لا تثريب عليك فمهمتك و خلفيتك التي نعلم تمنحك ان تلقي بالتهم جزافا على كل من تكرهه لكنك أخطأت... فهذا البغل الذي حكمت عليه وعلى امثاله من البغال بالاعدام وقتلهم دون رحمة ليسوا السبب الرئيس فكما ترى إنه ولد من اب حمار وأم فرس شاءت غريزة الشيطان أن تغريهم فمارسوا الجنس بذلك العنوان غريزة حيوان اي لا ممسك لها سوى القيام بها... وإليك و الى السادة القضاة والمحلفين والسادة الحمير من الحضور الامثلة الكثير لكني اكتفي بواحد.. الإنسان ذلك الذي يمتلك العقل في جعله متميزا عنا إنه وحين تعتريه الغريزة والرغبة في الرذيلة رغم أن تعاليمه الدينية تمنع ذلك لكنه يفعلها سواء خلسة او في العلن كما غيره من المجتمعات البشرية التي لها شرائع وعقائد، كان لزاما عليهم ان يتمسكوا بها و يحتكمون إليها، إلا انهم كثيرا ما يكسرون القاعدة تحديا لكل القيود فهم يعتبرون القوانين وضعت كي تكسر وهذا ما تأثرنا به نحن الحمير كما هي بقية الاصناف الحيوانية فشراكتنا مع الانسان ومعاشرته اصابنا الداء واقسم وهذا لا يخفى على بيئة الحيوانات ان هناك من البشر من يمارسون الرذيلة مع الكثير من الحيوانات سواء من الذكور منهم أو الإناث... إن جريرة هذا البغل أنه جاء نتيجة غريزة لا ذنب له فيها، وُلد كي يكون عابر سبيل يمتطيه بنو البشر ويسخروه كعبد لهم يقضي حوائجهم واعمالهم دون امتعاض او شكوى... وله من الإيباء مالم نمتلكه نحن الحمير او الخيول او بني البشر فعندما تعتريه فكرة ان كرامته قد طعنت او مُست او أنه تعرض الى الاضطهاد يقوم بالانتحار ناكرا الحياة ناكثا عهده منها تلك التي لا يرغب أن يتواجد فيها... , لعلي حين اطلب الاستماع الى ما يود قوله لا اعيب قوانين عدالة محكمة الحمير فهو وإن كان من فئة البغال إلا ان له الحق في التحدث والتعبير عن رأيه فنحن في زمن الحريات بلاقيود سواء كان منزلة من السماء او جاء بها رسل وأنبياء او أنها سنت على يد حمير بدستور ذو قياسات وسعات لفئات دون أخرى... ارجو من سيادة القاضي ان يسمح له بالنزول حيث يمكنه ان يدلي برأيه..  القاضي: لا بأس يمكنه ذلك و لكن من حيث هو سادتي وسيداتي الحمير... سأبدا من حيث انتهى محامي الدفاع، لا أعلم كيف أطرح ما بداخلي لكني سأوجز ما أريدكم ان تفهموه بما يجيش به صدري ونفسي، فأنا بغل مشرد لفظني الذي انجبني كما هو بالنسبة للتي انجبتني... تعرضت للإحتقار والإهانة و الدعة منذ اول لحظة وطئت هذه الأرض مع علم ومعرفة الجميع أن لا ذنب لي في الوجود بينكم... فتحت عيناي على نبذ الحمير والاحصنة لي او حتى التعامل معي، شرعت في العمل اكثر من اي حمار في القرية كنت اعوض ضجري وحنقي بالعمل فأنا بغل شديد لا يكل ولا يمل من العمل رغم ما يقدم لي من الطعام القليل و الشراب كأني استجديه لا استحقه على ما أؤديه من عمل اضعاف تلك الحمير التي لاهم لها سوى النهيق على المقاهي او في المنتديات او اماكن اللهو وبيوتات دولة او حتى العبادة، اعترف أني لست مذنبا ولم أؤذي أي فرد حمار من هذا المجتمع.. ارجوكم انظروا الى حالي كمخلوق أرتضى بمعاناته، فأنا لا يمكنني ان اتناسل او اتكاثر فقد حكم علي بالموت اصلا منذ ولادتي... وها انتم تجعلون من انفسكم جلادين في منطوق احكامكم، تحيون من تشاؤون و تميتون من تشاؤون واعتقد حسب معرفتي ان الحياة ليس بهذا العنوان... فأنا مخلوق ميت في الأصل فمن لا يتناسل او يتكاثر هو ميت لا محالة.. إن الجرم الذي تحاكمونني عليه ليس جرمِ أنا، ربما اكون إبن زنا وهذا رغما عني و ليس ذنبي... إننا مقبلون على عوالم لا يمكن لقوانين موضوعة او دساتير تحكمها... فبعد ظاهرة المثلية او زواج الأنثى بالأنثى لا تكون هناك جرائم ابشع منها لذا ادعوكم بالتروي في مسألتي وعليك بالحمار والفرس اللذان دفعت بهما غريزتها الى الإتيان بي بينكم دون إرادتي...  بعد مداولة قصيرة صوت المحلفين بأن المتهم بريء من جريمته وتحول القضية الى الامم المتحدة للنظر في مصير اللقطاء وابناء الزنا بمسميات الحرية للنظر في كيفية الحفاظ على الجنس البشري او الحيواني.

القاص والكاتب : عبد الجبار الحمدي - العراق

راقت لي عبارته حين قال:

لا تفخر بأن لك اصدقاء بعدد شعر الرأس، فعندما تحتاج إليهم ستجد نفسك أصلع قالها ضاحكا ثم سار مبتعدا، لكني جلست مستغربا من نفسي بعد ان لمست مرارة ما قاله، فتحت صفحات من ذاكرتي تلك التي خزنت فيها وجوه أكثر من أسماء لأشخاص كنت في يوم معهم في صحبة ما، دراسية كانت ام سفر في رحلة حياة، أخذت اتلمس شعر رأس الذي فارقته الحياة في مناطق عدة حتى انكشفت عورته دون قدرته على ضمها او حتى لملمتها، فعمدت الى حلاقته تماشيا مع الموضة الحاصلة، لكنه لاشك لديه اصدقاء حين ضيق، وإلا هذا الكم منهم الذي يرتاده ويراه ويجالسه هو بالنسبة لهم مجرد رقم او مرحلة زمنية!؟ دخلوا بوابته وما أن يصلوا الى باب الخروج حتى يتطايروا كالريح المحصورة خلف باب موصد بغير رغبة..

لا أظن!!! هازا رأسه كبندول في غير وقت دقاته، فحيرته لم تصل بعد الى حد ان يقنع نفسه بأن من حوله هم مجرد عبارات وسطور يلتقيها في كل يوم او شهر او عام حتى يتمتم معهم احداث وأوضاع مملة سمجة، فكل شيء يحيط بنا ممل رتيب لا يتغير كما السابق السابق.. يا لها من كلمة صارت هي الملاذ لما عشناه فيها رغم الظلم والدكتاتورية، غير أن متنفس الحرية نافذة صغيرة حقا لكنها تدخل الانشراح الى النفس وحتى العلاقات، الصداقات كانت مختلفة عن هذا الوقت الأرعن اللاشريف .. 

هو كذلك لا تستغرب مني!! فأنا كما اعلم ان علاقاتنا جميعا مبنية على المصالح والنفعية أليس كذلك؟؟ متطلعا نحو خياله المنعكس على الأرض من عمود إنارة خافتة مردفا.. لعلك توافقني؟؟ فقد بحت لي عدة مرات عن شعورك اتجاه من ضمتك السنون والايام في وقت ما لتكون ثانيا او ثالثا او حتى سابعا مثل اصحاب الكهف وكلبهم تلكم الصبية الذين لجأوا الى الظلمة خوفا من النور بحثا عن الحرية في الاعتقاد.. وأعني يا صديقي ..مبتسما صديقي بت يا ظلي صديقي الآن فلم اجد احدا من الذين رافقت يستمع لترهاتي عموما ليس بالضرورة ان يكون الاعتقاد دينيا او عقائديا او حتى في الإله، لكن الاعتقاد بالإنسانية وقيمتها على المشاركة في التعايش بحب، بغض النظر عن اللون والشكل والحجم ووو الخ، ألا توافقني؟؟؟

كان الظل يتحرك كما صاحبه لكنه وما ان وجد من يشاركه الحياة إلتصاقا حتى نفر من سذاجته وما يقوله فعلق.. الظل: أتراك اهبلا!!؟ أم هو شكلك يوحي بذلك؟ لقد تغيرت المعايير والمفاهيم، الاعتقادات، الديانات، وحتى الله بات متعددا لبني البشر، فبرغم ما يعرفونه حقا بأن للكون وما عليه من خالق إلا أنهم يبتكرون إلها جديدا ليعبدوه او يتعبدوا به مع وسائل اقناع حديثة يهرب منها من ملّ من العبادة الحقة تلك التي لا تغير شيئا، فعلى حد قول الله والرسول المؤمن مبتلى، أما ماهو الابتلاء فذلك لا يعلمه إلا من ابتُلي به، لا اضيف شيئا إذا قلت لك أن الاصدقاء هم نوع من الابتلاء، لعلك تصادف صديقا يصدقك ويرافقك رحلة ايامك حتى يلتصقك مثلي قلبا وروحا دون رغبة منه لكنه مقدر عليك، بكل خيرك، شرك وصفاتك، ومنهم من يكون قد خطط للإطاحة بك كصاحب بوجه صديق ليطارحك الغرام لفترات ومن ثم يبتعد محتفظا لنفسه بأسرارك كسهام يطلقها، ما لم يكن قد نشر غسيلك على حبال من تعرف ومن لا تعرف، كونك لا تتوائم مع تفكيره او تتماشى مع رؤاه التي يريد ان يجعلها كتابا مقدسا ..

اعلم يا صديقي أن الوحدة والأنزواء احيانا هي خير من ترافق وتصادق وتصحب، كما أنها غير مكلفة، لا حديث مجاملةأوتماشيا مع ما لا تستسيغ ، ربما تترك لمن تحب فراغات يملي بها ما لا تحب لكنك سرعان ما تتجاوزها كونها كما انت بالنسبة له ربما حديث اجتماعي.. لاشك خبرت وقد تجاوت محاطات كثيرة، إن البشر ما هو إلا نقطة على حروف مبهمة، متى ما استعملتها في مكانها الصحيح ادت المعنى الحقيقي والغاية من صحبتها، هكذا ارى الصداقات، اما تساقط شعر رأسك فأغلب الاحيان نتصنع الصلع حتى لا نشكي هم تسريح الشعر وإن كان ضروريا لتساقط من لا نريد من الاصدقاء.. لا.. لا أحبذ كلمة الاصدقاء بل الاصحاب فالصديق يعني الظل والنفس بالنسبة لي ابتعدت قليلا عن مكاني الذي كنت فيه، فقد وجدت أن حديث ظلي هو نفس شعوري الذي اعصره مرات ومرات وأجبره على بلع مرارة ما لا اريد لكنما تفرضة الايام والمجتمع والتفرضه الأيام والمجتمع، فكلاهما خليط لمشروب نذهب لبائعه يوميا لنسكب مما لا نريد وما لا نحب في دواوين حياتنا تلك التي نرتادها في أغلب الأحيان رغما عنا فنحن نكمل بعضنا البعض الطيب، السيء والحسن، والسؤال هل نفعل ذلك من اجل حفنة من الدولارات؟ ام من اجل حفنة من العلاقات والتشدقات؟...

اخالني مجنونا فقد جرفني فكري للذهاب نحو فكرة فيلم كلينت ايستوود ( الطيب والسيء والشرير ) فبرغم نواياهم المعتمة في بطون عقولهم إلا أنهم تماشوا معا من اجل مصلحة فردية، باطنها يختلف عن ظاهرها، الحقيقة راق لي تفسير حياتنا كقصة هذا الفيلم، فحياتنا لاشك هي فيلم بسيناريو يكون لنا في الغالب حق تغيير النص في بعض مواطن منه، غير متناسين أن ما نغيره تكون نتائجه لنا وعلينا، اما الاخراج فذاك عالم لا دخل لنا فيه، بعد ان سطره من لا يمكن البحث والتدخل في منظور رؤياه وغايته.. لا شعوريا مررت يدي على رأسي الأصلع نصفه وحلاقة النصف الآخر ثم همست له..

هكذا افضل لك ولي فقطار الحياة حين يسير على افخذة ملساء صلدة لابد ان يخرج عنها صوت في فضاءات رغما عنه، قد يدخل برغبته الى اماكن معتمة حتى يكتشف جوانب النور فيه، هكذا هم اهل الكهف دخلوا برغبتهم المقدرة الكهف، ناموا عشرات من السنين .. ظنوا لكنها بالتأكيد غاية ممن خلقهم وسواهم، كونهم سبب في ايضاح رؤية لمخرج الحياة الأعظم، فما أن اوصلوا الرسالة حتى تلاشوا من الوجود، الرسالة واضحة للجميع لكن العبرة منها صورة متعددة والحيرة الأكبر في السؤال لم الكلب معهم؟ لكنهم بقوا مع الزمن نتداولهم كفتية اصدقاء جمهم هدف واحد في مرحلة زمنية ثم تفرقوا لوهلة ثم جمعتهم الغاية مرة أخرى حتى النهاية..

هيا يا شعر رأسي لا تحزن ولا تيأس من التساقط، فالناس كما يقول احديث سواسية كأسنان المشط.. اعني أنهم لابد ان يأخذوا منك الكثير كما يعطوك حين تسرح شعر رأس بمعاشرتهم في الحديث معهم، ربما على تلميع ما ترتديه اجتماعيا وما يرتدوه وهو غير مناسب لك ولهم، فجل حديثهم تشذيب لما يرونه فيك وتراه فيهم، ويوخزوك كا توخزهم به كالأبر، لكن من جانبهم يطلقون عليه مدحا ومن جانبك ربما وممن يحبك حقا كصديق ذما فاعتاد على تغيير تسريحة شعر رأسك، لأنك لاشك ستتعب وتمل من رتابته ورؤيته على وجهك بنفسك الشكل ما حييت.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman