التنمر سرطان مجتمعي في جسد الوطن

هاجر محمد موسى - مصر تعتبرالتنمية المستدامة ظاهرة مركبة تتضمن التغيير في الهياكل الإجتماعية والثقافية والسياسية قبل النمو الإقتصادي بدليل المفهوم العكسي للتنمية هو التخلف ،لذلك تسعى الدول لتحقيق التنمية الإقتصادية المستدامة لإنها أشمل من النمو الإقتصادي لإنها تهتم بكل مايتعلق بالعنصرالبشري للإنتقال من حالة التخلف إلى حالة التقدم ورفع الدخل الحقيقي للأفراد وتحسين كل الظروف التى تكفل حياة آدمية تتضمن كل الحقوق الإنسانية لكل الأفراد داخل الوطن الواحد ،ولكن لا يتم ذلك بسبب عوائق التنمية والتى تتنوع مابين إجتماعية واقتصادية بعضها يتعلق بالأفراد وسلوكهم،والبعض الآخر حكومي ذو طابع محلي او دولي بسبب الأحداث السياسية خارج الوطن  مما لاشك فيه بإن النشاط الإقتصادي لأي بلد يتأثر بالنظام الإجتماعي الغالب في مجتمعاته وهو مايدعم "الحلقة المفرغة للفقر "وهو مفهوم الإقتصادي "نركس"لوصف المجتمعات في البلدان النامية والتى لا تتأثربالتنمية حيث يبقى البلد الفقير فقيرا بسبب انخفاض الإنتاجية الكلية للإنتاج بسبب ارتفاع كثافة السكان مما يؤدي لإخفاء الدخل الحقيقي للفرد وذلك بسبب العادات والتقاليد السائده والتى لم تعد تتلائم مع متتطلبات العصر الحديث والتى تجعل المجتمع عاملا من العوامل التى تعيق التنمية مثل تلك الممارسات لها القدرة ان تأكل كل ثمار التنمية كما تأكل الوحوش فرائسها، واخطر تلك الممارسات هي كثرة عدد الإنجاب بما لايتناسب مع دخل الأسرة مما يتسبب في ضعف الماديات لأغلب العائلات المصرية التى لا تستطيع تنمية الأطفال ولا تهيئة الظروف الصحية لحياتهم ولا تعليمهم ولا توفير السكن المناسب لهم، مما ينتج عنه فئات في المجتمع لا تشعر بأساسيات التنمية المستدامة بسبب تخلفهم في تحقيق التنمية الإجتماعية بداخل أسرهم فابالرغم من جهود الدولة في مجال الصحة والتعليم ومحاولة توفير سبل العيش الكريمة للأفراد وفقا لمؤشر التنمية البشرية فإنه هناك قطاع كبيرجدا من المجتمع لايؤمن بتحديد النسل ولايقوم بإرسال أبناءه للتعليم الأساسي وخاصة الفتيات والآتى يتم ارسالهن لمنزل الزوجية بدلا من المدرسة مما تسبب في ارتفاع معدل زواج القاصرات والثمن هو تخلفهم الدراسي وعددلاحصرله من المشاكل الصحية والمجتمعية وزياده الأبناء مجهولي النسب وارتفاع نسبة الجهل وارتفاع الفقر لتلك الطبقات بجانب بداية الفقر للطبقة الوسطى بسبب الأسراف على الاستهلاك من جانب الأفراد وخاصة بعد أزمة قيد الصرف الأجنبي وارتفاع قيمة الدولار التى جعلت الأفراد يقوموا بزياده شراء المواد الغذائية لإدخارهابسبب خوفهم من جشع التجار وزياده الأسعار مما جعل جانب الطلب على السلع اكبر من جانب العرض وبدلامن.  خفض الأسعار زادت بصورة كبيرة بسبب ندرة اغلب السلع الضرورية مما تسبب في فجوة مجتمعيه بين الطبقات الإقتصادية اصبحت هناك طبقات لديها كل سبل العيش الكريم وطبقات تكاد لاتجد قوت يومها وتحولت الطبقة الوسطى لطبقى من المكافحين من أجل الحفاظ على أساسيات الحياة ،وكل ذلك بسبب الممارسات والعادات المجتمعية المغلوطة والتى أثرت سلبا على التنمية الإقتصادية والتى تتأثر أيضا بالعوائق الحكوميه حيث تحاول الحكومة الحفاظ على الاستقرار السياسي في المؤسسات العامة والخاصة لتوفير بيئة صالحة للإستثمارات حيث يؤدي عدم الاستقرار إلى هروب روؤس الأموال للبنوك الخارجية وهو ماحدث عندما تم أنخفاض سعر الجنية أمام سعر الدولار وانخفاض الفائدة في البنوك،شكل ذلك تهديدا سياسيا واقتصاديا أمام الدولة للحفاظ على الأمن الإقتصادي وحاولت تعويض ذلك بزياده الدعم على السلع والخدمات والكهرباء حيث تم زياده نسبة الدعم حتى انتهاء تلك الأزمة ،لإن الدعم هو السبيل الوحيد لإنقاذ الإقتصاد المصري حيث يؤدي إلغاء الدعم إلى مظاهرات واسعة مثل ماحدث سنه ١٩٧٧عندما قامت الحكومة المصرية بإلغاء الدعم على السلع الغذائية ،ورغم كل ذلك مع الضغوط الدولية تستمر الحكومة بتقديم الدعم لفئات الشعب المستحقة رغم الأزمات الدولية الأخيرة وذلك لمكافحة جشع التجار والأفراد ممن يحتقروا السلع لمنفعتهم الشخصية ،كل تلك العوائق كان العامل الرئيسي المسبب لها هو انخفاض التنميه الإجتماعية لفئات معينة في المجتمع والممارسات السلبية لباقي الفئات لذلك يجب من متخذي القرار في المجتمع دعم التنميه المجتمعية لتحقيق التنميه الإقتصادية الشاملة بصورة كاملة .

هاجر محمد موسى - مصر

لقد كانت مصر منذ القدم مهبط الديانات وأرض الحضارات وملتقى البلاد ودارا لكل الشعوب والطوائف والأجناس، مركزا للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة. عاش الكل على أرضها سواسية، وعلى مر العصور لم تتم التفرقة بين الأفراد بأي شكل من الأشكال، ولكن للأسف لم تستمر كذلك في عصرنا الحالي حيث أصبح الشعب المصري لديه عدة أنواع من العنصرية المنتشرة في سائر مجالات حياته، حيث لا تعتبر واقعه التنمر"والعنصرية" تجاه الطالب الإفريقي الأولى من نوعها حيث أظهرت جزأطفيف من كارثة توغلت في المجتمع

قبل التدرج لها يجب علينا معرفه التعريف العلمي للعنصرية حيث أن كلمة العنصرية أصبحت مصطلح يؤرق الجميع لأنه يعلق عليه كل التصرفات الأنانية والتطرفية بسبب الجهل بالمعنى الحقيقي للمصطلح.

فالعنصرية هي الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة من البشر بشكل مختلف بسبب اللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية باللجوء إلى تلفيقات علمية. كما إنها الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن تتحكم في مصير وحياة باقي الفئات، ويطلق عليها في بعض الأحيان الشوفينية العرقية والثقافية، وهي الشعور بالاستعلاء العرقي والثقافي بأنه يتميز عن غيره بصفات لم توهب لهم.

فإذا طبقنا تعاريف العنصرية على الممارسات والسلوكيات المصرية لوجدنا أننا كمصريين لدينا العنصرية المصرية المستمدة من العنصرية الحقيقية في كل صورها.. فنجد أول أنواع العنصرية هي العنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة: فالشعب المصري لديه هذا النوع من العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء او الأفريقية ، رغم أن المصريين ليسوا أصحاب بشرة بيضاء فهي في الغالب تميل للون القمحي ومع ذلك يميلون للعنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة ويقوموا بإعطاء لقب شيكولاته أو سمرا على صاحب البشراء السمراء وهو مادفع الدولة أن تقوم بحملات إعلانية للتوعية ضد التنمر وذكرت ذلك اللقب بالتحديد.

ونجد عنصرية وتمهميش للمصريين في الجنوب، وبالأخص القبائل النوبية، الذين هم أصل مصر الفرعونية فنجد أصحاب البشرة السوداء يعاملون بقسوة وكأنهم عرق أقل، ولماذا الجميع يتغاضى عن هذا النوع من العنصرية والذي هو موروث ثقافي والأمر يصل إلى أن البعض يضع "اللون الأبيض" شرط من الشروط الواجب توافرها في شريك حياتهم أو في طلب التوظيف وكأنهم ليسوا بمصريين!

وأقرب مثال هو ما يحدث من بعض المصريين على السوشيال ميديا عندما يقوموا بكتابة كلمات الغزل والثناء على "نساء" اي دولة ذات بشرة بيضاء خلال الحروب والنكبات وهو ماحدث خلال حرب روسيا واوكرنيا , على النقيض يقوم البعض بالتنمر والسخرية باللاجئين ذو الأصول الأفريقية واحيانا توصف الأسمر بإنه الأقل جمالا . كما "يجب أن لا نتجاهل انتماءنا الأفريقي،

ثانيا العنصرية الدينية:

بالرغم أنه دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، والرهبان القبط عرفوا بالتقوى والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون حتى عصرنا الحالي، ومن ثم دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641 م، إلا أن الجميع يعلم بأن غالبية الشعب المصري مسلمي الديانة، وهنا نجد نوع آخر من العنصرية هو التحيز في التعامل مع الأقباط وكأنهم ليسوا بمصريين، فتجد وظائف تشترط أن يكون المتقدم مسلم، وتجد نظرات بعض أفراد المجتمع تنظر بطريقة غريبة لأي فتاه مسيحية ترتدي الصليب ونجد العنصريه والتنمر ضد غير المحجبات

وهناك نوع آخر مستحدث ظهر ..العنصرية الدينية وهي العنصرية ضد أفراد هم من نفس الديانة ولكنهم لا يتبعوا الجماعة أو يتبعوا فكر ليبرالي أو علماني، والنظر إليهم وكأنهم مذنبين أو كفار في بعض الأحيان.

ثالثا: التمييز الجنسي ضد المرأة:

العنصرية والتمييز ضد المرأة هي أساس تقوم عليه تقاليد المجتمع المصري وعاداته الموروثة. المرأة في مجتمعنا المصري ليست إنسانة حرة بل هي شئ لا يملك حرية التصرف في حياته وحرية الإرداة، وحتى إن ملكت حرية التصرف ف حكم عليها بالإعدام المبكر بلا أسباب بحجة الدين والشرع الذي يطبقوه تبعا لأهوائهم وأغراضهم.

رابعاً: العنصرية الإقليمية:

نحو الفلاحين والمصريين ممن لا يسكنون المدن حيث أن لفظة "فلاح" يطلقها المصريون على سكان القرى ومحافظات الوجه البحري "غير الساحلية" أي محافظات الدلتا، والتي تضم قرى كثيرة ومناطق زراعية. ولفظة "صعيدي" تطلق على سكان صعيد مصر، وهم سكان المحافظات، حيث لفظة "فلاح" عند أغلبية المصرييناً تدل على أن الشخص غير محبب التعامل معه، وأنه دخيل على المدن الكبرى التي ينزح إليها ". ولفظة "صعيدي" هي محببة ولكنها تدل أيضاً على صفات القروية فنجد أغلب النكات على "الصعايدة" باعتبارهم "جحا" مصر، وتدل على العند والتمسك بالرأي حتى وإن كان مخطئ، .

وبالرغم من تعهدات مصر على الإلتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري إلا ان اغلب الأفراد والمؤسسات يمارسوا ذلك التمييز فيما بينهم وهو أمر أمر مناف للمثل العليا لأي مجتمع

خامسا:العنصرية ضد أصحاب الأمراض وذوي الإحتياجات الخاصة :

وهو قيام الأفراد بالتنمر والسخرية من الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة من أصحاب متلازمة دوان او ذوي القدرات مرورا بترضى شلل الأطفال او مرضى البهاق وكلها أمراض غير معدية ولكن الوعي المجتمعي منخفض مما يجعل البعض يتجنبهم،ويعتبرهم أقل منه ويقوم بتنشئة أولاده على العنصرية ونبذ ذوي الاحتياجات الخاصة بل يقوموا بتنشئة أجيال ترفض الاقتراب او مساعدة اي مريض بمرض مثل شلل الأطفال او البهاق والكثير من الأمراض

كذلك يقوم بعض الأفراد بالتنمر بمصابي الحروق او ذوي الاختلافات الشكلية
حيث يجب إحداث تغيير جذرى في القوانين تنعكس على النظامين التربوي والتعليمي ، و إن تحتوي "الكتب المدرسية على صور الأفراد بكافة الوان البشرة وكافة الديانات والأيدلوجيات وتقبل المرضى وحسن معامل لتنشئه جيل يتقبل المختلف عنه
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman