المستشار/ الدكتور : إبراهيم الزير - الأردن
مظاهرات حاشدة ضد حكومة بنيامين نتنياهو حيث توتر و اشتباكات العشرات الالاف من الإسرائيليين يحتجون على خطط نتنياهو لإصلاح قضائي و الامر ليس وليد اليوم بل منذ 2011 ضد حكومته أي على مدار اثنى عشر عاما على الربيع الإسرائيلي الصهيوني و لم تخمد نار تلك المظاهرات رغم و بعد ان شكلت المعارضة فيها حكومة و من ثم عاد نتنياهو مره أخرى الى الساحة بقوة و اشتعلت نار تلك التظاهرات مره أخرى و شعارات مزيفه من قبل الحكومة على عملية الإصلاح و التي خلفها نخبه من تلك الحكومة التي قد اغرقت البلاد في فساد علني بل حتى دوائر الحكم الإسرائيلية و التي قد وصفها الشعب الإسرائيلي المحتل بالديكتاتورية و الازمة السياسية مستمرة مع المتظاهرون الرافضون الغاضبون لحزمة من التشريعات التي يسعى الائتلاف الحاكم في إسرائيل إلى تمريرها في الكنيست، ويعتبرها المراقبون مساسا بسلطة القضاء الإسرائيلي.
على مدار خمس حكومات انتخابيه مبكره من عام 2019 الى اليوم لم تنتج حكومة مستقرة و الانتخابات السادسة على الأبواب نجد ان حكومة نتنياهو يحكم الدولة على أجزاء أي على فترات متقطعة منذ التسعينيات يبدو ان دولة الكيان الصهيوني أصبحت عاجزه عن انتاج و استخراج رجال دولة بالمعنى الحرفي تقوم على تعزيز الاستقرار و العمل على تطوير تنميه مستدامه تعمل على تطوير مؤسساتها و يستفيد منها ابن المحتل الصهيوني بالأمس كانوا رجال عصابات صهيونية في زمن ما قبل حرب 1948 مثال على ذلك شارون و شيمون بيريز و اليوم فكرة الدولة المدنية او العلمانية في الشرق الأوسط قد سقطت بكل مكوناتها و معطياتها و أسسها التي نعرفها في السابق الكذبة التي قد روج لها الغرب و قد صدقها العلمانيين العرب حول الدولة الإسرائيلية الصهيونية الان اصبح التيار الديني هو من يحكم الكيان الصهيوني بكل مؤسساته كذلك العملية الانتخابية ، نشاهد نتنياهو قد شكل حكومة الثامنة التاسع و العشرون من ديسمبر الماضي من عام 2022م بأحزاب دينيه خالصه و المظاهرات التي نشهدها اليوم في بداية عام 2023 و الى الان بسبب ان الحكومة قد تبنت مشروع قانون الدولة القومية اليهودية التي تريد من خلالها تعديل النظام القضائي لصالح العديد من وزارات الدولة التي يسيطر بدوره عليها التيار الديني المتشدد بمعنى اخر الموضوع متجه الى محاكم شرعيه و دينيه و العمل على سحي البساط من تحت رجال القضاء و العبث به متى يشاؤون دون رقيب او حسيب و بالتالي يخدم أيضا مصالح الغرب و تحديدا الام أمريكا بكل مؤسستاها ابتاع من الإدارة الامريكية و الكونغرس انتهاء بمجلس الشيوخ و البنتاغون لمصالحها في الشرق الأوسط و كافه الوطن العربي أي عيون الإدارة الامريكية الساهرة على مصالحا بشكل مباشر التي تعمل على تنفيذ العديد من الاجندات لها أي السمع و الطاعة و بالتالي العكس كذلك هو الصحيح أيضا في الداعم لها في حالة حدوث أي اضطرابات او مظاهرات ، اقتباس من قبل أبناء الصهاينة دور دول الجوار أي اقتباس مشهد الربيع العربي في العراق و مصر و سوريا و اليمن و ليبيا و تونس و تمثيله بالشكل الحرفي ضد حكومة نتنياهو وهو المعنى الحقيقي لمقولة انقلب السحر على الساحر ضد حكومة نتنياهو .
لابد ان ندرك اليوم ان الدولة المحتلة الصهيونية غارقه في الفوضى و ناهيك عن الخلافات مع دول الغرب و ناهيك عن الرعب من نتائج الحرب الروسية الأوكرانية و عواقبها و تبعياتها في حالة حسم الحرب لصالح الرئيس الروسي بوتين ، و أيضا بالتزامن مع الاحداث و التطورات في الضفة الغربية و المواجهة بين الفلسطينيين و قوات الاحتلال الإسرائيلي ، أخيرا و ليس اخرا الانقسامات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأ جنود الاحتياط و التي تعد العمود الفقري للجيش الإسرائيلي بالتهديد بالتوقف عن العمل كوسيلة لإظهار معارضتهم ، تتعامل حكومة نتنياهو بحزم شديد مع هذه التظاهرات، مدعية أن المعارضين السياسيين هم من يغديها، يقول معظم الفقهاء القانونيين إن الإصلاحات ستقضي فعليا على استقلالية القضاء، في حين تصف شخصيات المعارضة المقترحات بأنها محاولة "انقلاب على النظام" من قبل رئيس الوزراء وائتلافه.
ويقول نتنياهو إن الإصلاحات تهدف إلى منع المحاكم من تجاوز سلطاتها وإن الجمهور الإسرائيلي صوت لها في الانتخابات الأخيرة و في المقابل على ما يبدو ان أجواء الاستقرار الاقتصادي التي عاشتها إسرائيل دولة الاحتلال الصهيوني في الأعوام السابقة توشك على الانتهاء، أي نعتبر أن الإصلاحات الاقتصادية التي تعتزم الحكومة استحداثها تؤثر على استقلالية القضاء ومستويات تقييم الائتمان، قد تمس مكتسبات موظفي الحكومة، وتلحق دمارا غير مسبوق بالاقتصاد الإسرائيلي على مدار المراحل المقبلة و الأشهر القادمة ، حيث تلك القرارات و التعديلات تنتقص من القيم الديمقراطية المشتركة التي تتشارك فيها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، و في تلك الحالة التي قد تجعل مرحله انقاذ لنتنياهو بعدم المصادقة على تلك الإصلاحات القانونية إلا بعد التوصل إلى اتفاق مجتمعي شامل يقبل بها و عكس ذلك قد يقضي على كل مكونات الدولة بالكامل . حتى الساعة يبدو أن التظاهرات التي تندد عموما بسياسة الحكومة، لن تثني نتانياهو وغالبيته عن هدفهما.
اضافه الى ذلك اتهمت المعارضة بقيادة الزعيم الوسطي يائير لبيد مرارا نتانياهو بالسعي إلى تحقيق مصالحه الشخصية من خلال هذا التعديل ، مؤكد العديد انه لابد من محاكمة رئيس الوزراء الجارية بتهم تتعلق بالفساد وقالوا إنه يسعى إلى تقويض النظام القضائي الذي وجه له تهما ينفيها ويعتبرها غير عادلة و التي اعترض عليها جملة و تفصيلا و مخالفه للواقع و القانون يبدو ان الربيع الإسرائيلي الصهيوني مستمر دون توقف.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم