الفنانة التشكيلية المغربية نعيمة الملكاوي:التشكيل ليس فقط ما يُنظر

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

حاورتها فتيحة النوحو - المغرب

هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟

هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا

ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟

لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre

فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين.

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال، هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟

لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية.

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

  • تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟

ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ،

الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى ، او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات، والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

  • هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟

لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

  • هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟

صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لأن الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه ، فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي يتأسس عليها الكتاب، ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له، بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف.

حاورتها : فتيحة النوحو - المغرب هل التشكيل ترف بصري ؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنجز الفني مجرد حلية للزينة تؤدي دور المضاف لركن أو جدار ، أو مضاف إليه لتجميل واجهة الكتب ؟ كيف يتفاعل المتلقي المغربي مع هذا النوع من الإبداع وهل ثمة ثقافة بصرية تتأسس في بلدنا ؟ وهل الأمر مختلف بالمجتمع الغربي ؟  هذه الأسئلة نقاربها مع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي المقيمة بفرنسا * ثمة أصوات و هي تمثل غالبا العامة تعتبر التشكيل أو الرسم إما إعادة نقل حينما يتعلق الأمر بالتشخيصية البورتريه أو الطبيعة الميتة ،وإما مجرد خربشات ألوان وأشكال بالنسبة للسوريالية والتجريدية ،هل يعزى الأمر إلى محدودية الثقافة البصرية ببلدنا وانحصارها في المهتمين الذين يشكلون أقلية ؟ - لا يمكن الحجر على المتلقي الذي من حقه تماما إبداء رأيه / فالتشكيل كمجال بصري يبقى مفتوحا و ترد فيه الكثير من الآراء المختلفة تنتج عن تفاعلات نفسية وجدانية آنية ،فغالبا ما يُكون المتلقي العادي انطباعه من اللقاء الأول مع العمل الفني، والأثر الذي يترتب عن تلك النظرة الخاطفة في اللحظة ذاتها ، فيما تتسم نظرة المتلقي المهتم بالتأني والتروي ،مع أخذ الوقت الكافي للتفحص والمعاينة وان كان تقييمه للعمل لا يخلو من شيء من الذاتية، فالموضوعية في الرؤية صعبة التحقق بإطلاقية ، لكن الأهم بالنسبة لي هو أن هناك تنامي في الإقبال من قبل المغاربة من مختلف المشارب و الأعمار في السنوات الأخيرة على زيارة القاعات الفنية لمشاهدة المعارض بدون أي تردد أو خوف من ولوج هذه الفضاء الفني أو كون الزيارة غير مسموح بها إلا بالأداء، ففي التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أقيم المعارض ببعض المدن المغربية ، واجهتني مثل هذه المواقف ،كان هناك بعض من المارة يقفون عند باب القاعة ولا يدخلون خوفا من أن تكون الزيارة بمقابل ، وكنت أدعوهم للدخول إلى القاعة واشرح لهم أن الأمر مجاني وما عليهم إلا أن يزوروا الأروقة الفنية كلما رغبوا أو سنحت لهم الفرصة بذلك ، وان لم تكن لهم نية اقتناء الأعمال، هذا التردد من دخول الغاليرهات يوجد أيضا في الدول الغربية لكن بطريقة مختلفة ، لان هناك طبقة اجتماعية ليس بمقدروها الشراء و يطالها الحرج ان تدخل للزيارة فقط لذا الفنان يكتب كيافطة خارج القاعة تحمل عبارة Entrée libre.  فالثقافة التشكيلية تتأسس من خلال التعود على مشاهدة الأعمال الفنية واللقاءات المباشرة مع مبدعيها للتعرف عن قرب عن الفنان وفنه ، فعلينا الابتعاد من مرسمنا لفك العزلة على عالمنا التي نكون فيها نحن في طور الانجاز الفني ، والانفصال عن الدائرة التي نكون فيها في المرسم لمشاركة الآخرين إبداعاتنا والاستماع لآرائهم وربط الجسور مع المتلقي ،وهذا لا يتأتى طبعا إلا بالخروج بأعمالنا وبأنفسنا إلى العلن وهذا شيء ايجابي للطرفين منذ بداية مسارك إلى الآن بعد مراس ملفت لمدة تفوق اكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال.   * هل تغير مفهومك للفن التشكيلي ؟ - لم أع الحجم الحقيقي للرسم كأداة تعبيرية عميقة إلا وأنا أتوغل في أدغال خطوطه وتراسيمه ،التشكيل ليس فقط ما يُنظر ، ولكن أيضا المخفي في البياض الذي لم يطله اللون ولا البناء ،فالمنجز هو نتيجة غير مكتملة لأسئلة داخلية من جهة ،ولقلق ذاتي حيال ما يوجد خارجها من جهة أخرى ،والعملية تتم بطريقة تفاعلية فيها شد وجدب ،بعدها تأتي مرحلة الهدنة والتي يليها نضج فني ووجداني ،هكذا يتشكل المسار إبداعيا ومفاهيميا ، فالتجريب ما هو إلا الوقود لتطوير هويتك الفنية وفلسفتك الجمالية تتسم تجربتك الفنية بتجريبية لافتة حيث انشغلت بأكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب.   * كيف تفسرين للقارئ هذا التأرجح؟ - ليس تأرجحا بل صيرورة ، بدأت بالمدرسة الواقعية التي كانت تجيب تماما على ما يثير انتباهي من ظواهر إنسانية محورها الإنسان المتعب ، فعبر الريشة والألوان كنت اقبض على حالات الضعف والوهن والكدح لأناس يعيشون في الشارع ، وفي غمرة الحياة غالبية الناس لا ينتبهون لمعاناتهم ، الهم الإنساني لم يغادرني رغم تطور تصوراتي الفنية التي وددت عبرها كسب مهارات تقنية تؤهلني بالتعبير بأساليب أخرى او بالتحديد من خلال مدارس مختلفة كالسوريالية التي انعطفت إليها و أتاحت لي ملامسة الألم الباطني للإنسان من خلال التأمل في الأرواح وانقباضاتها الجوانية التي عكستها حركة الأجساد المنتفضة في بعض اللوحات والتي تأخذ شكل الأنثى بجذوع تشبه أغصان الشجرة ، فالروح هي كائن حي مؤنث يسكن الجسد المذكر، وأي أنين يخترق كل منهما ينعكس سلبا على الآخر.   * هل تؤمنين بالنسوية في فن التشكيل ؟ - لا أحبذ مفاهيم الميز سواء في الإبداع ولا حتى على مستويات أخرى ،التعبير عن أفكارنا وعن تمثلاتنا للحياة وعناصرها المختلفة المؤثثة لها، بما فيها الذوات البشرية ،لا تطبعه الجنسانية بل مرجعياتنا الشخصية وتجاربنا وتأملاتنا ورؤيتنا الذاتية ، ورغم أنني اشتغلت على ثيمة المرأة والعنف الممارس عليها من خلال معرض الذي أقمته عام 2016 حيث عرضت الأعمال التي تقارب هذه القضية على اللوحات الاشهارية بشوارع مدينة ميو الفرنسية ، لكن لا اعتبر انشغالي بالموضوع جندريا ، بل لأنني كائن لا يحب الظلم ولا القهر ولا الميز، فحتى المعرض الذي تلاه مباشرة و الذي أقيم بفرنسا أيضا والذي تناولت فيه قضية التضاد في اللون بالمعنى الإنساني ، كان هدفي هو إبداء وجهة نظري الفنية والإنسانية في قضية التجاذب والصراع بناء على اللون أو الدين أو الإثنيات.   * هل تعتبرين اللوحات الفنية التي توضع على أغلفة الكتب فقط واجهة تجميلية أم جزء من المحتوى ؟ - صاحب اللوحة هو الذي بيده أن يختار بين أن يكون عمله مجرد إكسسوار أو جزء من المحتوى وامتداد لمضمونه ، فالفنان هو الذي يفصل في الأمر ، لان الكاتب أو الشاعر ينهي ما ألفه ويقدم لك المؤلف لتقرأه فتتصفحه عدة مرات لتستنبط الفكرة الأساسية التي  يتأسس عليها الكتاب ومن تم تبدأ في تصورها فنيا لتشتغل عليها ، أحيانا قد تجد لديك لوحة جاهزة تناسب مضمون ما كتب ،او تجيب على ما يطرحه الكتاب ، فالتشكيل ليس بالطلاء كما يعتقد البعض ومنهم حتى الممارسين له بل هو كتابة بطريقة خاصة لمن يود التعبير وتمرير رسائل ومواقف أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك.    هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟ ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام. ا

  • أضمومتك الزجلية الأولى لون الظلام لوحة من توقيعك هل توافقين أن توسم لوحة فنان آخر إحدى إصداراتك المستقبلية ؟

ليس هناك أي إشكال في ذلك طالما ستتماشى مع مضمون العمل، لكن هناك فقط إشارة كون الشعر أو الزجل الذي اكتبه هو بمثابة تتمة وتكملة لجوانب لم اعبر عنها أو غابت في اللوحة، لذا فهذه الأخيرة تبقى سابقة للشذرة الزجلية وبالتالي عليها يبنى الكلام
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman