الثامن من آذار----- خواطر تراجيدية


عبد الجبار نوري - السويد عيدٌ بأ يّة حالٍ عُدت يا عيدُ// بما مضى أمْ بأمرٍمنك تجديدُ  رحمك الله يا متنبي وكأنّ لسان حال المرأة ترفضّ قبول تهاني العيد لأنّ مكتسباتها التي حصلت عليها عبر قرنٍ ونصف قد سُرقتْ منها ،وهي اليوم مكبلة المعصمين ومشدودة العينين ومسلوبة الأرادة ، ومسبية يقودها الجلاد الداعشي إلى دكة النخاسة لتباع في أسواق الهوس الجنسي الوهابي أم إلى أحدث أبتكارات الموت الداعشية حرقاً داخل أقفاص أختزال الحياة .  جذور الحركة النسوية:أكثر من 150 سنة مضت والمرأة تبحث عن هويتها وأثبات وجودها وأنتزاع حريتها من المجتمع الذكوري ، لأنها تدرك المعادلة الفلسفية في كينونة الأنسان هي أنّ " الحرية لا تعطى بل أنّها تؤخذ" ، ففي سنة 1856 خرجت آلاف النساء الأمريكيات للأحتجاج في شوارع نيويورك على ظروف العمل المتعبة والطويلة وأستغلال جهودهن ، وبعد خمسين عاماً على هذه المظاهرات خرجت في 1908 ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة في نيويورك تطالب بتخفيف ساعات العمل ورفع المعاش ، ووقف تشغيل الأطفال وحق الأقتراع وكان شعار المظاهرات ( خبز وورد) ، ثم في 1909 قام أكثر من 30 ألف عاملة نسيج الأضراب العام الذي أستمر أكثر من ثلاثة أشهر ، وقد ساعدت هذه الحركات النسوية الأمريكية على أشعال تأثيرها في الدول الأوربية ، النسوة الروسيات اللواتي عانين الأمية والأضطهاد والتهميش خرجن في شباط 1917 وأسقطن النظام القيصري الأستبدادي وغيرن مجرى التأريخ ، في بتروغراد أندلعت بشكل عفوي مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل للمطالبة (بالخبز لأولادنا) (والعودة لأزواجنا) من المتاريس ، وبأنهاء الحرب الذي كان يفتك بآلاف الجنود الروس على الحدود جوعاً وبرداً لمصالح القيصر والطبقة الرأسمالية ، وكان ذلك في أوج الحرب العالمية الأولى ، وأستمرت أربعة أيام ، وأنتهت بسقوط القيصر نقولا الثاني وأنهيار نظامه الأستبدادي ، الحكومة المؤقتة بعدها ، منحت النساء حق الأقتراع ، عرفت هذه احداث بأسم ثورة شباط  وفتحت هذه الثورة النسائية المجال لثورة العمال الأولى في التأريخ ثورة أكتوبر 1917 التي كونت الأتحاد السوفياتي " أول نظام أشتراكي في العالم"،( ميخائيل شفارتس/ يوم المرأة العالمي--- تاريخ وجذور) وتبنت المنظمة الدولية في الأمم المتحدة هذه الحقوق وديباجة الصكوك والأتفاقيات الدولية على أساس هذه المبادىء وصدور أهم وثيقتين في هذا الصدد: *الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 * الوثيقة الثانية وهي فيما يخص المرأة أتفاقية (سيداو) أو أتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة سنة 1979 ، وقبل هذا التأريخ في سنة 1977 تبنت المنظمة الأممية قراراً يدعو دول العالم الى أعتماد يوم يختارونه للأحتفال بعيد المرأة ، فكانت سنة الشرعنة الدولية والأقراربحقوق المرأة فأختار الجميع هذا اليوم العالمي 8 آذار، وفي 1993 اصدرت الأمم المتحدة قراراً ينص على أعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزء من منظومة حقوق الأنسان ، ودخلت مرحلة العولمة من خلال الصكوك والمواثيق الأممية وترويجها من خلال المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر المرأة في بكين 1994 الذي أكد مبادىء سيداو{ د. أبراهيم الناصر/الحركة النسوية الغربية ومحاولات العولمة}، وبالحقيقة نشأ تياران داخل الفكر النسوى في المجتمعات الغربية : أولا/التيار النسوي اللبرالي( حركة تحرير المرأة) والذي بدأ منذ قرن ونصف على أساسين: *الثورة الأمريكية عام 1779 * والثورة الفرنسية عام 1789 ضمنتا حقوق المرأة في الدستور، الثاني: التنظيم الدولي المعاصر حين نشأت منظمة الأمم المتحدة عام 1945 ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثليّة الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل، ( مقالات ذات صله /في الأشتراكية السبيل لتحرير المرأة 2002).

عبد الجبار نوري - السويد

عيدٌ بأ يّة حالٍ عُدت يا عيدُ// بما مضى أمْ بأمرٍمنك تجديدُ

رحمك الله يا متنبي وكأنّ لسان حال المرأة ترفضّ قبول تهاني العيد لأنّ مكتسباتها التي حصلت عليها عبر قرنٍ ونصف قد سُرقتْ منها ،وهي اليوم مكبلة المعصمين ومشدودة العينين ومسلوبة الأرادة ، ومسبية يقودها الجلاد الداعشي إلى دكة النخاسة لتباع في أسواق الهوس الجنسي الوهابي أم إلى أحدث أبتكارات الموت الداعشية حرقاً داخل أقفاص أختزال الحياة .

جذور الحركة النسوية:أكثر من 150 سنة مضت والمرأة تبحث عن هويتها وأثبات وجودها وأنتزاع حريتها من المجتمع الذكوري ، لأنها تدرك المعادلة الفلسفية في كينونة الأنسان هي أنّ " الحرية لا تعطى بل أنّها تؤخذ" ، ففي سنة 1856 خرجت آلاف النساء الأمريكيات للأحتجاج في شوارع نيويورك على ظروف العمل المتعبة والطويلة وأستغلال جهودهن ، وبعد خمسين عاماً على هذه المظاهرات خرجت في 1908 ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة في نيويورك تطالب بتخفيف ساعات العمل ورفع المعاش ، ووقف تشغيل الأطفال وحق الأقتراع وكان شعار المظاهرات ( خبز وورد) ، ثم في 1909 قام أكثر من 30 ألف عاملة نسيج الأضراب العام الذي أستمر أكثر من ثلاثة أشهر ، وقد ساعدت هذه الحركات النسوية الأمريكية على أشعال تأثيرها في الدول الأوربية ، النسوة الروسيات اللواتي عانين الأمية والأضطهاد والتهميش خرجن في شباط 1917 وأسقطن النظام القيصري الأستبدادي وغيرن مجرى التأريخ ، في بتروغراد أندلعت بشكل عفوي مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل للمطالبة (بالخبز لأولادنا) (والعودة لأزواجنا) من المتاريس ، وبأنهاء الحرب الذي كان يفتك بآلاف الجنود الروس على الحدود جوعاً وبرداً لمصالح القيصر والطبقة الرأسمالية ، وكان ذلك في أوج الحرب العالمية الأولى ، وأستمرت أربعة أيام ، وأنتهت بسقوط القيصر نقولا الثاني وأنهيار نظامه الأستبدادي ، الحكومة المؤقتة بعدها ، منحت النساء حق الأقتراع ، عرفت هذه احداث بأسم ثورة شباط

وفتحت هذه الثورة النسائية المجال لثورة العمال الأولى في التأريخ ثورة أكتوبر 1917 التي كونت الأتحاد السوفياتي " أول نظام أشتراكي في العالم"،( ميخائيل شفارتس/ يوم المرأة العالمي--- تاريخ وجذور) وتبنت المنظمة الدولية في الأمم المتحدة هذه الحقوق وديباجة الصكوك والأتفاقيات الدولية على أساس هذه المبادىء وصدور أهم وثيقتين في هذا الصدد: *الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 * الوثيقة الثانية وهي فيما يخص المرأة أتفاقية (سيداو) أو أتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة سنة 1979 ، وقبل هذا التأريخ في سنة 1977 تبنت المنظمة الأممية قراراً يدعو دول العالم الى أعتماد يوم يختارونه للأحتفال بعيد المرأة ، فكانت سنة الشرعنة الدولية والأقراربحقوق المرأة فأختار الجميع هذا اليوم العالمي 8 آذار، وفي 1993 اصدرت الأمم المتحدة قراراً ينص على أعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزء من منظومة حقوق الأنسان ، ودخلت مرحلة العولمة من خلال الصكوك والمواثيق الأممية وترويجها من خلال المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر المرأة في بكين 1994 الذي أكد مبادىء سيداو{ د. أبراهيم الناصر/الحركة النسوية الغربية ومحاولات العولمة}، وبالحقيقة نشأ تياران داخل الفكر النسوى في المجتمعات الغربية : أولا/التيار النسوي اللبرالي( حركة تحرير المرأة) والذي بدأ منذ قرن ونصف على أساسين: *الثورة الأمريكية عام 1779 * والثورة الفرنسية عام 1789 ضمنتا حقوق المرأة في الدستور، الثاني: التنظيم الدولي المعاصر حين نشأت منظمة الأمم المتحدة عام 1945 ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثليّة الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل، ( مقالات ذات صله /في الأشتراكية السبيل لتحرير المرأة 2002).

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman