نقصد بالعائلة الرمضانية تلك الحروف التي تشكل نسيج كلمة رمضان ، وهي :
( ر م ض ) ومنها رمضان ، الشهر المعظم ، الذي أنزل فيه القرآن الكريم والذي فرض الله علينا صيامه ، والرمض شدة الحر ، وحين ترمض الفصال صيفا وخاصة فوق رمال الصحراء العربية ندرك أكثر معاني الصيام في وقت القيظ .
وحسب الجذاء الجذوري لهذه العائلة يتشكل معنا ستة الجذور التالية :
(ض م ر) : ونقرأ فيه التضمير والضمر والضمير والمضمار ، من أشكال (الريجيم) القديمة عند العرب، وكان التضمير لإكساب الجسم رشاقة يمارس للخيل والأبل ، وللإنسان أيضا منعا من ترهل الجسم بسبب السمنة الزائدة .
والصوم أهم وسيلة من وسائل التضمير . وفي لغة الجذور :
الضُمْرُ والضُمُرُ: الهُزال وخفَّة اللحم. ضَمَرَ الفرس بالفتح يَضْمُر ضموراً. وضَمُرَ بالضم: لغة فيه. وأضْمَرْتُهُ أنا وضمَّرْتُهُ تضميرا، فاضطمر هو. الذي في وسطه بعض الانضمام.
(م ر ض) : والمرض حالة اضطراب في مكونات الجسم ، وغالبا ما تكون كثرة الطعام سببا له ، وعلاجه غالبا بالحمية والصوم الجزئي أو الكلي ، والصوم الجزئي يعني الامتناع عن بعض أنواع الطعام ، مشاكلة مع التضمير و(الريجيم) .
(ض ر م) : الضِرامُ بالكسر: اشتعال النار في الحَلفاء ونحوِها. والضِرامُ أيضاً: دُقاق الحطب الذي يُسرع اشتعالُ النار فيه. والضَرَمَةُ: السَعَفَةُ أو الشيحَةُ في طرَفها نارٌ. يقال: ما بها نافخ ضَرَمَةٍ، أي أحدٌ. والجمع ضَرَمٌ. والضَريمُ: الحريق. وضَرِمَ الشيء بالكسر: اشتدَّ حرُّه. وضَرِمَ الرجلُ، إذا اشتدَّ جوعه ، ولك أن تلاحظ هنا المصاهرة بين الجذر ( ض ر م) وما قبله من خلال شدة الحرارة المتولدة عن اتقاد النار .
(ر ض م) : الرَضْمُ والرِضامُ: صخورٌ عظامٌ يُرْضَمُ بعضها فوقَ بعض في الأبنية، الواحدة رَضْمَةٌ. يقال رَضمَ عليه الصخرَ يَرْضِمُ بالكسر رَضْماً. ورَضَمَ فلانٌ بيتَه بالحجارة. والرضيم: البناء بالصخر. ورَضَمْتُ الأرضَ: أثرتُها للزرع. ورَضَمَ به الأرضَ، إذا جلَد به الأرض. ورَضَمَ البعيرُ بنفسه الأرض. وبرذون مَرْضومُ العصبِ: كأنّ عصبَه قد تشنَّج ، أي فيه مرض .
وكذلك لنلاحظ قول العرب رضم الحجارة أي بناها كيفما اتفق بلا ترتيب ولا تنسيق
وهو نوع من العمل نفعله على وهن بسبب المرض أو التعب أو العجز والكسل ، وهو ما يذكرنا بحالة الرجل الواهن والصائم والذي يخضع لحمية تضعف بدنه .
(م ض ر) : وتطالعنا هنا المضيرة وهي طعام فقير بالمواد الغذائة ، حساء أو ثريد يسبب لمدمنه الهزال وهو ما يضعنا في صلب الجذور السابقة جميعها .
قال صاحب اللسان :
مَضَرَ اللَّبَنُ يَمْضُرُ مُضُوراً حَمُضَ وابْيَضَّ وكذلك النبيذ إِذا حَمُضَ ومَضَرَ اللبنُ أَي صار ماضِراً وهو الذي يَحْذِي اللسانَ قبل أَن يَرُوبَ ولبن مَضِيرٌ حامِضٌ شديد الحُموضة قال الليث يقال إِن مُضَر كان مُولَعاً بشربه فسمي مُضَرَ به قال ابن سيده مُضَرُ اسم رجل قيل سمي به لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر وهو مُضَرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان وقيل سمي به لبياض لونه من مَضِيرة الطبيخ والمَضِيرَة مُرَيْقَة تطبخ بلبن وأَشياء وقيل هي طبيخ يتخذ من اللبن الماضر ، واللبن الماضر أقرب إلى الفساد وقيمته الغذائة متدنية، ومن هذه المعاني المجتمعة أخذ العرب اسم مضر للذكر واسم تماضر للأنثــى .
وهكذا يتأكد لدينا مرّة بعد مرة سموّ لغة الضاد وشفافيتها ودقة معانيها من خلال الجدلية العلمية القائمة بين جذورها . هذا والله أعلم
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم