تصنيف الحروف والقراءات ( من سلسلة مفردات رمضانية )

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا تصنف الحروف العربية عدة تصنيفات حسب مخارجها وقوّة جرسها وزخم اندفاعها شِـدّةً وضـعـفـاً وحسب مواصفات أخرى ، سيكتشفها القارئ الكريم في عجالة بحثنا التالي .التقسيم الأول : صنف القدمـــاء حروف المعـجـم إلـى فئتين ، مجهورة ومهموسة : الحروف المجهورة : والْجَهْرَ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ ، ونقول في تعريفها : المجهورهو الذي يهتز معه الوتران الصوتيان نتيجة لانقباض فتحة المزمار وضيق مجرى الهواء وابتعاد الوترين الصوتيين اقترابا بضيق بينها بحيث يسمح بمرور الهواء ولكن مع إحداث اهتزازات وذبذبات منتظمة الوترين. حروفها : (ب، ج، د، ر، ز، ط، ع، غ، ص، ل، م، ن، و، ي) أما الحروف المهموسة : قال المحدثـون في تعريف الحرف المهموس : هو الصوت الذي لا يهتــزُّ معه الوتــران الصوتيان نتيجة انبساط فتحة المزمار واتساع مجرى الهواء وابتعاد الوترين الصوتيين بحيث لا يؤثر الهواء فيها بالإهتـزاز. وَالْهَمْسُ مِنْ صِفَاتِ الضَّعْفِ كما لا يخفى . وهذه الحروف عشرة هي : (ف، ح، ث، هـ، ش، خ، ص، س، ك، ت) - عند القدمــاء يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (سَكَتَ فَحَثَّهُ شَخْصٌ ) ، أو قولهم ( حثه شخص فسكت ) وَالْهَمْسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، فَإِذَا جَرَى مَعَ الْحَرْفِ النَّفَسُ لِضَعْفِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ كَانَ مَهْمُوسًا وَالصَّادُ المهملة وَالْخَاءُ الْمُعْجَمَةُ أَقْوَى مِمَّا عَدَاهُمَا، وَإِذَا مَنَعَ الْحَرْفُ النَّفَسَ أَنْ يَجْرِيَ مَعَهُ حَتَّى يَنْقَضِيَ الِاعْتِمَادُ كَانَ مَجْهُورًا‏.‏ قَالَ سِيبَوَيْهِ‏:‏ إِلَّا أَنَّ النُّونَ وَالْمِيمَ قَدْ يَعْتَمِدُ لَهُمَا فِي الْفَمِ وَالْخَيَاشِيمِ فَيَصِيرُ فِيهِمَا غُنَّةٌ‏ .‏ وأضاف اليها المحدثون القاف والهمزة والطاء ( ق ط ء )فصارت ثلاثة عشر حرفــا. التقسيم الثاني : حروف عالية وحروف سفلى : فالْحُرُوفُ الْمُسْتَفِلَةُ وَضِدُّهَا الْمُسْتَعْلِيَةُ، وَالِاسْتِعْلَاءُ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ وَهِيَ سَبْعَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( قِظْ خُصَّ ضَغْطٍ‏.‏) وَهِيَ حُرُوفُ التَّفْخِيمِ عَلَى الصَّوَابِ وَأَعْلَاهَا حرف الطَّاءُ كَمَا أَنَّ أَسْفَلَ حرفٍ في الحروف الْمُسْتَفِلَةِ هو الْيَاءُ، وَقِيلَ‏:‏ حُرُوفُ التَّفْخِيمِ هِيَ حُرُوفُ الْإِطْبَاقِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا أَقْوَاهَا تَفْخِيمًا، وَزَادَ مَكِّيٌّ عَلَيْهَا الْأَلِفَ، وَهُوَ وَهْـمٌ، فَإِنَّ الْأَلِفَ تَتْبَعُ مَا قَبْلَهَا فَلَا تُوصَفُ بِتَرْقِيقٍ وَلَا تَفْخِيمٍ على التحقيق عند علماء القراءات واللهجات . التقسيم الثالث بحسب الرخاوة والشدة في كيان الحرف : فقالوا بأن الحروف العربية تصنَّف إلى : الرَّخْوَةُ وَضِدُّهَا الشَّدِيدَةُ وَالْمُتَوَسِّطَةُ‏.‏ فَالشَّدِيدَةُ وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ‏، يجمعها قولك (‏ أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ) ، وَالشِّدَّةُ امْتِنَاعُ الصَّوْتِ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْحُرُوفِ ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ‏.‏ وَالْمُتَوَسِّطَةُ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاوَةِ ، وهي خَمْسَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( لِنْ عُمَرُ) ، وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَا الْيَاءَ وَالْوَاوَ، وَالْمَهْمُوسَةُ كُلُّهَا غَيْرَ التَّاءِ وَالْكَافِ رَخْوَةٌ وَالْمَجْهُورَةُ الرَّخْوَةُ خَمْسَةٌ‏:‏ الْغَيْنُ، وَالضَّادُ، وَالظَّاءُ، وَالذَّالُ ، وَالرَّاءُ، وَالْمَجْهُورَةُ الشَّدِيدَةُ سِتَّةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( طَبَقٌ أَجِدْ‏ ).‏ التقسيم الرابع حسب الانطباق والانفتاح : فالْحُرُوفُ الْمُنْفَتِحَةُ وَضِدُّهَا‏:‏ الْمُنْطَبِقَةُ وَالْمُطْبِقَةُ‏:‏ وَالِانْطِبَاقُ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ وَهِيَ أَرْبَعَةٌ‏:‏ الصَّادُ، وَالضَّادُ، وَالطَّاءُ، وَالظَّاءُ‏.‏والباقي في زمرة الانفتاح . التقسيم الخامس : حُرُوفُ التَّفَشِّي : والمشهور عند العلماء أن للتفشّـي حرفاً واحدا هو ( الشين \ ش ) اتِّفَاقًا؛ لِأَنَّهُ تَفَشَّى مِنْ مَخْرَجِهِ حَتَّى اتَّصَلَ بِمَخْرَجِ الطَّاءِ، وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَ الْفَاءَ وَالضَّادَ، وَبَعْضَ الرَّاءِ وَالصَّادَ وَالسِّينَ وَالْيَاءَ وَالثَّاءَ وَالْمِيمَ‏.وصاروا يقولون حروف التفشي الثمانية ، وليس حرف التفشي الواحد . تقسيمات وزُمَــــر حروفية خاصة : فهناك مثلا : حروف الصفير : الزاي والسين والصاد ، ومن أبرز خصائصها أنها تتعاور كما بيّنا في أكثر من مناسبة ( ز س ص ) . حروف القلقلــة : وَحُرُوفُ الْقَلْقَلَةِ وَتُـدعـى عند بعضهم اللَّقْلَقَةُ( بالقلب )وعِـدّتها خَمْسة أحرف يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏ :‏ (قُطْبُ جَدٍّ) بشرط أن تكون ساكنة ، أي ( قْ طْ بْ جْ دْ ) وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَا الْهَمْزَةَ لِأَنَّهَا مَجْهُورَةٌ شَدِيدَةٌ، وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْهَا الْجُمْهُورُ لِمَا يَدْخُلُهَا مِنَ التَّخْفِيفِ حَالَةَ السُّكُونِ فَفَارَقَتْ أَخَوَاتِهَـا وَلِمَا يَعْتَرِيهَا مِنَ الْإِعْلَالِ ، وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ مَعَهَا التَّاءَ مَعَ أَنَّهَا الْمَهْمُوسَةُ وَذَكَرَ لَهَا نَفْخًـا، وَهُوَ قَوِيٌّ فِي الِاخْتِبَارِ، وَذَكَرَ إمام اللغة الْمُبَرِّدُ ( صاحب الكامل في اللغة ) مِنْهَا الْكَافَ ، إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَهَا دُونَ الْقَافِ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَهَذِهِ الْقَلْقَلَةُ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا إِذَا سَكَنَتْ ضَعُفَتْ فَاشْتَبَهَتْ بِغَيْرِهَا فَيَحْتَاجُ إِلَى ظُهُورِ صَوْتٍ يُشْبِهُ النَّبْرَةَ حَالَ سُكُونِهِنَّ فِي الْوَقْتِ وَغَيْرِهِ وَإِلَى زِيَادَةِ إِتْمَامِ النُّطْقِ بِهِنَّ، فَذَلِكَ الصَّوْتُ فِي سُكُونِهِنَّ أَبْيَنُ مِنْهُ فِي حَرَكَتِهِنَّ، وَهُوَ فِي الْوَقْفِ أَمْكَنُ، وَأَصْلُ هَذِهِ الْحُرُوفِ الْقَافُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ سَاكِنًا إِلَّا مَعَ صَوْتٍ زَائِدٍ لِشِدَّةِ اسْتِعْلَائِهِ‏ ، والتلفّظ به يرافقه اضطراب خاص ، ويقسم علماء التلاوة القلقلــة إلى نوعين : قلقلة كبرى ، وهي مجيء حرف القلقلــة في آخر الكلمة ساكنا ، مثل : ( قدْ ، فتهجَّـدْ ، لهب \ عند الوقف عليها وعلى الجيم من كلمة بهيج ......) . وقلقلــة صغرى وهو مجيء حرف القلقلة في وسط الكلمة ، مثال ذلك : ( تّجْـري ، يقْـدر قبْلك ، الأبْـتـر ..... ) . الحوف الشمسية والقمرية : ويقصد بالشمسية تلك التي يأتي أحدها بعا ( ال ) التعريف فلا نلفظ اللام ، مثال : الشَّمْس ( تلفظ اشَّمْس ) ، ومثال القمرية حرف القاف والجيم والهمزة والباء ، لا يجوز فيها ادغام اللام من ( ال) التعريف ، وكان شيوخنا رحمهم الله يعرفون طالب العلم هل ينحدر من أرومة عربية أم أعجمية من خلال نطق الجيم ، فيطلبون منه أن يقرأ جملة يكثر فيها الجيم بعد ( ال) مثل : ركب الجمّالُ الجَمَل والجزرة في يديه ..... الخ ، فكان بعضهم يلفظها :( ركب اجَّمْالُ اجَّمَلَ وبيده أجَّزرة ) يجعل الجيم شمسية ‘ فيسأله الشيخ هن أصوله التي ينحد منها ويبذل جهدا لتحريره من هذا الغلط في منطقه !‏ وحروف المد ( الالف والواو والياء ) ، ‏ وَحُرُوفُ الْمَدِّ هِيَ الْحُرُوفُ الْجَوْفِيَّةُ وَهِيَ الْهَوَائِيَّةُ، وَأَمْكَنُهُنَّ عِنْدَ الْجُمْهُورِ الْأَلِفُ ( وَأَبْعَدَ ابْنُ الْفَحَّامِ فَقَالَ‏ :‏ أَمْكَنُهُنَّ فِي الْمَدِّ الْوَاوُ) ، ثُمَّ الْيَاءُ، ثُمَّ الْأَلِفُ، وَالْجُمْهُورُ يرون أَنَّ الْفَتْحَةَ مِنَ الْأَلِفِ وَالضَّمَّةَ مِنَ الْوَاوِ وَالْكَسْرَةَ مِنَ الْيَاءِ‏ . وهناك حرْفــا اللين ، وهما المرافقان لمدِّ خاص أثناء تلاوة القرآن هو مَـدُّ اللين ، ‏ وَحَرْفَا اللِّينِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ السَّاكِنَتَانِ الْمَفْتُوحُ مَا قَبْلَهُمَا‏.‏ومثال ذلك الآيـة : (( فليعبدوا ربَّ هذا البَـيْـت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خّـوْف )) . فنمد الياء والواو في المثالين المذكورين مـدَّاً جائـزاً غير واجب ، لكنّـه من محسّـِنات الصـوت فـي عملية التلاوة ، التي تستلزم تحسين الصوت ، عملا بالحديث الشريف : ( عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) . متفقٌ عَلَيْهِ. ، فَالْحُرُوفِ عَلَى هَذَا عِنْدَهُمْ قَبْلَ الْحَرَكَاتِ ، وَقِيلَ‏:‏ عَكْسُ ذَلِكَ ، وَقِيلَ‏:‏ لَيْسَتِ الْحَرَكَاتُ مَأْخُوذَةً مِنَ الْحُرُوفِ وَلَا الْحُرُوفُ مَأْخُوذَةً مِنَ الْحَرَكَاتِ وَصَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ‏ ، وما نميل إليه هو أن الحركات نتجت عن الأحرف .‏ ولمزيد البيان نذكر أن المدود لحروف المد في تلاوة القرآن الكريم تختلف حسب نوع التلاوة ، وهذا يوضح الفروق بين تلاوات المقرئين الكرام ، ويجب أن تعرف أخي وأختي القارئَيْـن أن التلاوات ثلاث : التجويد : وفيه يتم إشباع المد ( الياء والواو والالف ) إلى آخر مدى ، فتمد حرف المد خمس حركات أو سـتَّاً ومنهم من يسميه بالتحقيق .. الحَـدْر : وهي تلاوة سريعة ، نمد حروف المد في حالة المد الجائز حركتين فقط . التدوير : وهو بين بين ، حالة متوسطة نمد فيها حرف المد في حالات المد الجائز أربع حركات ، ومن أراد التوسع ننصحه بمراجعة كتب القراءات ومناهج المقرئين أهل الاختصاص في هذا المضمار الشريف من مضامير العلم ... هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ...

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

تصنف الحروف العربية عدة تصنيفات حسب مخارجها وقوّة جرسها وزخم اندفاعها شِـدّةً وضـعـفـاً وحسب مواصفات أخرى ، سيكتشفها القارئ الكريم في عجالة بحثنا التالي .التقسيم الأول : صنف القدمـــاء حروف المعـجـم إلـى فئتين ، مجهورة ومهموسة :
الحروف المجهورة : والْجَهْرَ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ ، ونقول في تعريفها : المجهورهو الذي يهتز معه الوتران الصوتيان نتيجة لانقباض فتحة المزمار وضيق مجرى الهواء وابتعاد الوترين الصوتيين اقترابا بضيق بينها بحيث يسمح بمرور الهواء ولكن مع إحداث اهتزازات وذبذبات منتظمة الوترين.

حروفها : (ب، ج، د، ر، ز، ط، ع، غ، ص، ل، م، ن، و، ي)

أما الحروف المهموسة :
قال المحدثـون في تعريف الحرف المهموس : هو الصوت الذي لا يهتــزُّ معه الوتــران الصوتيان نتيجة انبساط فتحة المزمار واتساع مجرى الهواء وابتعاد الوترين الصوتيين بحيث لا يؤثر الهواء فيها بالإهتـزاز. وَالْهَمْسُ مِنْ صِفَاتِ الضَّعْفِ كما لا يخفى .
وهذه الحروف عشرة هي : (ف، ح، ث، هـ، ش، خ، ص، س، ك، ت) - عند القدمــاء يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ (سَكَتَ فَحَثَّهُ شَخْصٌ ) ، أو قولهم ( حثه شخص فسكت ) وَالْهَمْسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، فَإِذَا جَرَى مَعَ الْحَرْفِ النَّفَسُ لِضَعْفِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ كَانَ مَهْمُوسًا وَالصَّادُ المهملة وَالْخَاءُ الْمُعْجَمَةُ أَقْوَى مِمَّا عَدَاهُمَا، وَإِذَا مَنَعَ الْحَرْفُ النَّفَسَ أَنْ يَجْرِيَ مَعَهُ حَتَّى يَنْقَضِيَ الِاعْتِمَادُ كَانَ مَجْهُورًا‏.‏ قَالَ سِيبَوَيْهِ‏:‏ إِلَّا أَنَّ النُّونَ وَالْمِيمَ قَدْ يَعْتَمِدُ لَهُمَا فِي الْفَمِ وَالْخَيَاشِيمِ فَيَصِيرُ فِيهِمَا غُنَّةٌ‏ .‏ وأضاف اليها المحدثون القاف والهمزة والطاء ( ق ط ء )فصارت ثلاثة عشر حرفــا.
التقسيم الثاني : حروف عالية وحروف سفلى :
فالْحُرُوفُ الْمُسْتَفِلَةُ وَضِدُّهَا الْمُسْتَعْلِيَةُ، وَالِاسْتِعْلَاءُ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ وَهِيَ سَبْعَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( قِظْ خُصَّ ضَغْطٍ‏.‏) وَهِيَ حُرُوفُ التَّفْخِيمِ عَلَى الصَّوَابِ وَأَعْلَاهَا حرف الطَّاءُ كَمَا أَنَّ أَسْفَلَ حرفٍ في الحروف الْمُسْتَفِلَةِ هو الْيَاءُ، وَقِيلَ‏:‏ حُرُوفُ التَّفْخِيمِ هِيَ حُرُوفُ الْإِطْبَاقِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا أَقْوَاهَا تَفْخِيمًا، وَزَادَ مَكِّيٌّ عَلَيْهَا الْأَلِفَ، وَهُوَ وَهْـمٌ، فَإِنَّ الْأَلِفَ تَتْبَعُ مَا قَبْلَهَا فَلَا تُوصَفُ بِتَرْقِيقٍ وَلَا تَفْخِيمٍ على التحقيق عند علماء القراءات واللهجات .
التقسيم الثالث بحسب الرخاوة والشدة في كيان الحرف :
فقالوا بأن الحروف العربية تصنَّف إلى : الرَّخْوَةُ وَضِدُّهَا الشَّدِيدَةُ وَالْمُتَوَسِّطَةُ‏.‏
فَالشَّدِيدَةُ وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ‏، يجمعها قولك (‏ أَجِدْ قَطٍ بَكَتْ) ، وَالشِّدَّةُ امْتِنَاعُ الصَّوْتِ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْحُرُوفِ ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ‏.‏
وَالْمُتَوَسِّطَةُ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاوَةِ ، وهي خَمْسَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( لِنْ عُمَرُ) ، وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَا الْيَاءَ وَالْوَاوَ، وَالْمَهْمُوسَةُ كُلُّهَا غَيْرَ التَّاءِ وَالْكَافِ رَخْوَةٌ وَالْمَجْهُورَةُ الرَّخْوَةُ خَمْسَةٌ‏:‏ الْغَيْنُ، وَالضَّادُ، وَالظَّاءُ، وَالذَّالُ ، وَالرَّاءُ، وَالْمَجْهُورَةُ الشَّدِيدَةُ سِتَّةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏:‏( طَبَقٌ أَجِدْ‏ ).‏
التقسيم الرابع حسب الانطباق والانفتاح :
فالْحُرُوفُ الْمُنْفَتِحَةُ وَضِدُّهَا‏:‏ الْمُنْطَبِقَةُ وَالْمُطْبِقَةُ‏:‏ وَالِانْطِبَاقُ مِنْ صِفَاتِ الْقُوَّةِ وَهِيَ أَرْبَعَةٌ‏:‏ الصَّادُ، وَالضَّادُ، وَالطَّاءُ، وَالظَّاءُ‏.‏والباقي في زمرة الانفتاح .
التقسيم الخامس :
حُرُوفُ التَّفَشِّي : والمشهور عند العلماء أن للتفشّـي حرفاً واحدا هو ( الشين \ ش ) اتِّفَاقًا؛ لِأَنَّهُ تَفَشَّى مِنْ مَخْرَجِهِ حَتَّى اتَّصَلَ بِمَخْرَجِ الطَّاءِ، وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَ الْفَاءَ وَالضَّادَ، وَبَعْضَ الرَّاءِ وَالصَّادَ وَالسِّينَ وَالْيَاءَ وَالثَّاءَ وَالْمِيمَ‏.وصاروا يقولون حروف التفشي الثمانية ، وليس حرف التفشي الواحد .
تقسيمات وزُمَــــر حروفية خاصة : فهناك مثلا :
حروف الصفير : الزاي والسين والصاد ، ومن أبرز خصائصها أنها تتعاور كما بيّنا في أكثر من مناسبة ( ز س ص ) .
حروف القلقلــة : وَحُرُوفُ الْقَلْقَلَةِ وَتُـدعـى عند بعضهم اللَّقْلَقَةُ( بالقلب )وعِـدّتها خَمْسة أحرف يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ‏ :‏ (قُطْبُ جَدٍّ) بشرط أن تكون ساكنة ، أي ( قْ طْ بْ جْ دْ ) وَأَضَافَ بَعْضُهُمْ إِلَيْهَا الْهَمْزَةَ لِأَنَّهَا مَجْهُورَةٌ شَدِيدَةٌ، وَإِنَّمَا لَمْ يَذْكُرْهَا الْجُمْهُورُ لِمَا يَدْخُلُهَا مِنَ التَّخْفِيفِ حَالَةَ السُّكُونِ فَفَارَقَتْ أَخَوَاتِهَـا وَلِمَا يَعْتَرِيهَا مِنَ الْإِعْلَالِ ، وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ مَعَهَا التَّاءَ مَعَ أَنَّهَا الْمَهْمُوسَةُ وَذَكَرَ لَهَا نَفْخًـا، وَهُوَ قَوِيٌّ فِي الِاخْتِبَارِ، وَذَكَرَ إمام اللغة الْمُبَرِّدُ ( صاحب الكامل في اللغة ) مِنْهَا الْكَافَ ، إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَهَا دُونَ الْقَافِ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَهَذِهِ الْقَلْقَلَةُ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا إِذَا سَكَنَتْ ضَعُفَتْ فَاشْتَبَهَتْ بِغَيْرِهَا فَيَحْتَاجُ إِلَى ظُهُورِ صَوْتٍ يُشْبِهُ النَّبْرَةَ حَالَ سُكُونِهِنَّ فِي الْوَقْتِ وَغَيْرِهِ وَإِلَى زِيَادَةِ إِتْمَامِ النُّطْقِ بِهِنَّ، فَذَلِكَ الصَّوْتُ فِي سُكُونِهِنَّ أَبْيَنُ مِنْهُ فِي حَرَكَتِهِنَّ، وَهُوَ فِي الْوَقْفِ أَمْكَنُ، وَأَصْلُ هَذِهِ الْحُرُوفِ الْقَافُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ سَاكِنًا إِلَّا مَعَ صَوْتٍ زَائِدٍ لِشِدَّةِ اسْتِعْلَائِهِ‏ ، والتلفّظ به يرافقه اضطراب خاص ، ويقسم علماء التلاوة القلقلــة إلى نوعين :
قلقلة كبرى ، وهي مجيء حرف القلقلــة في آخر الكلمة ساكنا ، مثل : ( قدْ ، فتهجَّـدْ ، لهب \ عند الوقف عليها وعلى الجيم من كلمة بهيج ......) .
وقلقلــة صغرى وهو مجيء حرف القلقلة في وسط الكلمة ، مثال ذلك : ( تّجْـري ، يقْـدر قبْلك ، الأبْـتـر ..... ) .
الحوف الشمسية والقمرية : ويقصد بالشمسية تلك التي يأتي أحدها بعا ( ال ) التعريف فلا نلفظ اللام ، مثال : الشَّمْس ( تلفظ اشَّمْس ) ، ومثال القمرية حرف القاف والجيم والهمزة والباء ، لا يجوز فيها ادغام اللام من ( ال) التعريف ، وكان شيوخنا رحمهم الله يعرفون طالب العلم هل ينحدر من أرومة عربية أم أعجمية من خلال نطق الجيم ، فيطلبون منه أن يقرأ جملة يكثر فيها الجيم بعد ( ال) مثل : ركب الجمّالُ الجَمَل والجزرة في يديه ..... الخ ، فكان بعضهم يلفظها :( ركب اجَّمْالُ اجَّمَلَ وبيده أجَّزرة ) يجعل الجيم شمسية ‘ فيسأله الشيخ هن أصوله التي ينحد منها ويبذل جهدا لتحريره من هذا الغلط في منطقه !‏
وحروف المد ( الالف والواو والياء ) ، ‏ وَحُرُوفُ الْمَدِّ هِيَ الْحُرُوفُ الْجَوْفِيَّةُ وَهِيَ الْهَوَائِيَّةُ، وَأَمْكَنُهُنَّ عِنْدَ الْجُمْهُورِ الْأَلِفُ ( وَأَبْعَدَ ابْنُ الْفَحَّامِ فَقَالَ‏ :‏ أَمْكَنُهُنَّ فِي الْمَدِّ الْوَاوُ) ، ثُمَّ الْيَاءُ، ثُمَّ الْأَلِفُ، وَالْجُمْهُورُ يرون أَنَّ الْفَتْحَةَ مِنَ الْأَلِفِ وَالضَّمَّةَ مِنَ الْوَاوِ وَالْكَسْرَةَ مِنَ الْيَاءِ‏ . وهناك حرْفــا اللين ، وهما المرافقان لمدِّ خاص أثناء تلاوة القرآن هو مَـدُّ اللين ، ‏ وَحَرْفَا اللِّينِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ السَّاكِنَتَانِ الْمَفْتُوحُ مَا قَبْلَهُمَا‏.‏ومثال ذلك الآيـة : (( فليعبدوا ربَّ هذا البَـيْـت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خّـوْف )) . فنمد الياء والواو في المثالين المذكورين مـدَّاً جائـزاً غير واجب ، لكنّـه من محسّـِنات الصـوت فـي عملية التلاوة ، التي تستلزم تحسين الصوت ، عملا بالحديث الشريف : ( عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) . متفقٌ عَلَيْهِ. ،
فَالْحُرُوفِ عَلَى هَذَا عِنْدَهُمْ قَبْلَ الْحَرَكَاتِ ، وَقِيلَ‏:‏ عَكْسُ ذَلِكَ ، وَقِيلَ‏:‏ لَيْسَتِ الْحَرَكَاتُ مَأْخُوذَةً مِنَ الْحُرُوفِ وَلَا الْحُرُوفُ مَأْخُوذَةً مِنَ الْحَرَكَاتِ وَصَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ‏ ، وما نميل إليه هو أن الحركات نتجت عن الأحرف .‏
ولمزيد البيان نذكر أن المدود لحروف المد في تلاوة القرآن الكريم تختلف حسب نوع التلاوة ، وهذا يوضح الفروق بين تلاوات المقرئين الكرام ، ويجب أن تعرف أخي وأختي القارئَيْـن أن التلاوات ثلاث :
التجويد : وفيه يتم إشباع المد ( الياء والواو والالف ) إلى آخر مدى ، فتمد حرف المد خمس حركات أو سـتَّاً ومنهم من يسميه بالتحقيق ..
الحَـدْر : وهي تلاوة سريعة ، نمد حروف المد في حالة المد الجائز حركتين فقط .
التدوير : وهو بين بين ، حالة متوسطة نمد فيها حرف المد في حالات المد الجائز أربع حركات ، ومن أراد التوسع ننصحه بمراجعة كتب القراءات ومناهج المقرئين أهل الاختصاص في هذا المضمار الشريف من مضامير العلم ... هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ...
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman