المرأة ورمضان

تبادل الزوجات في العراق    نهاد الحديثي - العراق نشرت مواقع وصحف الكترونية عراقية خلال الأيام القليلة الماضية، تقارير عن ازدهار ظاهرة تبادل الازواج وبخاصة في العاصمة العراقية بغداد، مما يثير الجدل حول قدرة المجتمعات المحافظة على الحفاظ على مناعتها ضد الظواهر التي لا تمت الى تقاليدها وعاداتها بصلة بعدما ظنت انها حصينة بسبب الأعراف الدينية الراسخة, نشرت احد المواقع خبرا تضمن ان هناك منتديات جنسية تقتحم بغداد وتصدم المجتمع وتنذر بـعلامات الساعة يتبادل نكاح الزوجات,وتبادل الزوجات فانها لم تكن معروفة في العراق قبل سنوات الا ان انفتاح المجتمع وتطور تكنولوجيا الاتصالات ودخولها كل بيت عراقي خلال السنوات الاخيرة فقد بدأ البعض يتحدث او يثير هذه الظاهرة, ونشرت صفحات على الفيسبوك أيضا ان "تبادل الزوجات ما هو الا صفحات وهمية يراد منها خداع الشارع وتأجيج ظواهر الفساد الأخلاقي في المجتمع، دون ان يكون لها صحة من الأساس على ارض الواقع.. فمروجوها لا يلتقون بأحد ولا ينجزون أي صفقة, وتعتبر التكنولوجيا الحديثة واحدة من اهم وسائل البحث والتواصل مع تجمعات التبادل بين الازواج وبعض من تطبيقات الفيسبوك التي تسهل عملية التبادل بين الاعضاء المتواجدين لتلك الغاية.  أثار المجلس الاعلى للقضاء العراقي استغراب العراقيين لاعلانه عن تشكيل لجنة لتعقب ظاهرتين يواجههما المجتمع العراقي وهما انتشار الالحاد ودعوات تبادل الزوجات ما شكل خوفا شعبيا من وصولها مراحل متقدمة تستدعي التصدي لها باجراءات حازمة , واشار المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى الى تشكيل لجنة تضم 7 جهات قضائية وأمنية واعلامية وفنية بناءً على الطلب المقدم من قبل اللواء سعد معن رئيس خلية الأعلام الأمني بعد أن تم رصد العديد من الحالات المرفوضة اجتماعياً وأخلاقياً في مواقع التواصل الاجتماعي -واوضح ان هاتين الظاهرتين تتعلقان "بالدعوات لتبادل الزوجات والحث على الإلحاد وممارسة أعمال الدعارة والترويج لأفكار تتنافى مع ثوابت الإسلام المنصوص عليها في دستور جمهورية العراق لسنة 2005 والذي أكد على الحفاظ على الهوية الإسلامية في المادة (2) منه معتبراً الإسلام دين الدولة الرسمي -وأكد المجلس تشخيص حالات من التحريض الطائفي ايضا لدوافع سياسية وانتخابية. وقال انه اصدر امرا قضائيا بتشكيل اللجنة لرصد كل ما يشكل جريمة وفقاً لقانون العقوبات والدستور العراقي الذي أكد على الحفاظ على الأسرة وقيمها الدينية والأخلاقية والووالوطنية والتي هي أساس المجتمع في المادة (29) منه- وبين انه قد تمت مراعاة ان يكون لكل نقابة معنية بالعمل الإعلامي المقروء والمشاهد ممثل في اللجنة لضمان مشاركة الجهة النقابية المختصة فنياً بالمخالفة وتشخيصها بشكل دقيق بالإضافة إلى ممثلين من الجهات الأمنية المختصة-وتضم اللجنة المشتركة هذه ممثلين عن المجلس الاعلى للقضاء ووزارة الداخلية وجهاز الامن الوطني وخلية الاعلام الامني وهيئة الاعلام والاتصالات اضافة الى نقابتي الصحافيين والفنانين,, وكتب القاضي رحيم العكيلي في احد تغريداته ان تبادل الزوجات والزنا برضا احد الاطراف لا يحاسب عليه قانونا ، وهذا الموضوع اثار ضجة فمنهم من اتهم القاضي العكيلي بنشر الفساد ومنهم من انتقد القانون ، واخرين فسروا القانون على اهوائهم, اما بالنسبة لموضوع تبادل الزوجات ، فأن القانون العراقي لم يجرم من يقوم بهذا الفعل ، اذا وقع برضى الطرفين ، وهنا يكون هذا الفعل مسموح به قانون ، ولا يمكن اعتباره زنا زوجية ولا يمكن اقامة الشكوى من قبل الزوج او الزوجة ضد الاخر ، حيث نصت المادة 378 / 1 من قانون العقوبات العراقي المرقم 111لسنة 1969 ( لا يجوز تحريك دعوى الزنا ضد اي من الزوجين او اتخاذ اي اجراء فيها الا بناء على شكوى الزوج الاخر.) ولكن اذا وقع هذا الفعل بالاكراه والتحريض من قبل الزوج للزوجة يعتبر جريمة حاسب عليها وهذا ما نصت عليه المادة 380 من القانون اعلاه ( كل زوج حرض زوجته على الزنا فزنت بناء على هذا, يشار الى ان الدستور العراقي قد كفل حرية التعبير عن التوجه الديني ضمن المادة 25 منه وبالتالي فإن حرية الأديان والمعتقدات وممارسة الشعائر الدينية مكفولة على ألا تتعارض مع أحكام الدستور والقوانين والآداب والنظام العام فيما لا يوجد نص قانوني يتحدث عن تهمة الإلحاد أو يضع وصفاً له ضمن الإطار الجنائي والقضائي  وفي العراق صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنشئت عام 2017 تحمل اسم "ملحدون عراقيون فوجدت انها تشكك بالعقائد الاسلامية واحيانا تستهزئ بها, وتشير الصفحة الى ان مصطلح الإلحاد كان غريبا في العراق قبل أعوام وكان يبعث على الخوف بين الناس الا انه صار عاديا الآن وهناك من يجاهر بهذا الموقف الديني, وتشير تقارير الى انه بالرغم من أن هناك مدونين عراقيين يجاهرون بموقفهم ضد الدين، إلا أن معظمهم يعيش خارج البلاد إذ قد يشكل الاعتراف بالإلحاد داخل العراق سببا كافيا للقتل من قبل جماعات مسلحة أو الملاحقة من قبل السلطات الرسمية في أفضل الأحوال  تبادل الزوجات هو عادة مارسها العرب قبل وبعد الإسلام استنادا لبعض آيات القرآن. حيث كان العرب يقدمون زوجاتهم كهدية للضيف النازل عندهم ليستمتع بها ويفعل بها ما يشاء إكراما له . ولا يعتبرون ذلك انتقاصا من شرف وكرامة الزوجة, كما كان الرجل العربي قبل الإسلام وبعده يؤمّن زوجته عند جاره او صديق يثق به لتكون زوجته تحت حماية ذلك الجار او الصديق، ويسمح له بالنوم معها ومجامعتها حتى يضمن الزوج ان زوجته لا تزني مع اخرين اثناء غيابه عن المنزل أثناء سفره لفترة طويلة أو ذهب للغزو في بلاد بعيدة . كما كان من عادة العرب ان يتبادلون زوجاتهم مع رجال آخرين ، يعطي الرجل زوجته الى رجل آخر ويأخذ هو زوجة ذلك الرجل للمتعة الجنسية، أو لغرض الحصول على طفل ان كان لا يحدث إنجابا في تلك العائلة بين الزوجين، ولا يرى العرب في ذلك الزمن ان في هذا عيبا يمس شرف وكرامة الزوج أو الزوجة . هذه الممارسة كانت تدعى تبادل الزوجات.  في زمننا الحالي يعتبر عيبا وممارسة لا اخلاقية ان يفرط الرجل بزوجته ليقدمها لرجل أو رجال آخرين يستمتعون بجسدها جنسيا ، مقابل ان يستمتع هو ايضا بأجساد زوجاتهم. أي يتبادل الأزواج بزوجاتهم كسلعة للمتعة فيما بينهم دون مراعاة ادنى مشاعر الشرف والغيرة.  أكد الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن سبب جريمة تبادل الزوجات أن بعض الأزواج غير سعداء في حياتهم الزوجية، ويشعرون بحالة من الملل، ما يجعلهم يفكرون في تغيير أزواجهم ولكن دون طلاق، أي كسر حالة الملل من خلال بعض الإثارة, وأوضح صادق، أن هناك فرقا بين "تبادل الزوجات" و"بيوت الدعارة"، وذلك لأنها لا تهدف لهامش ربح، ولكنها تدعو لإثارة الغرائز فقط، مشيراً إلى أن بعض الزوجات تستدعي "الغيرة" من زوجها بهذه الطريقة المنحلة, وتابع أن هؤلاء الفاسدين يرفضون الطلاق لوجود مصالح وأعمال بينهم ولا يريدون هدمها، كما أنهم لا يهتمون لنظرة المجتمع لهم أو للدين، لذلك يجهرون بهذا الفسق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي, وأفاد بأن العديد من الدول العربية بها هوس "الجنس"، وذلك يتضح من الترتيب العالمي لها في هذه القضايا، حيث إننا نحتل المركز الأول في مشاهدة المواقع الإباحية، كما أننا نحتل المركز الثاني في التحرش.  ظاهرة "تبادل الزوجات" أول ظهور لها كان في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957، ثم انتقلت إلى كوريا أثناء فترة الحرب وانتشر هذا الفكر بين الطيارين الأمريكيين، حيث قاموا بنقل زوجاتهم لجانب مقراتهم العسكرية بكوريا وبعد انتهاء الحرب، تفرقت الأسر غير أنهم أقاموا أندية سموها أندية المفتاح، كل طيار يقوم بدفن مفتاح شقته في كومة، على أن تلتقط كل زوجة كومة عشوائيًا وتكون الزوجة من نصيب صاحب المفتاح.  وانتشرت الفكرة بعد ذلك وتغيرت أشكال الممارسة من ثنائية تجمع بين رجل وامرأة، لثلاثية تجمع رجلين وامرأة ثم رباعية لصديقين وزوجتين، ثم أخذت تأخذ شكل مجموعات تتبادل العلاقات الجنسية في حفل جماعي حتى أصبح هناك أكثر من 4 ملايين مواطن أمريكي يمارس التبادل غير الأماكن المنتشرة المتخصصة في ذلك، ومن واشنطن بيت الداء إلى مصر ثم المجتمع الشرقي  نهاد الحديثي - العراق ها هو شهر رمضان قد أقبل ..فاللهم لك الحمد و الشكر أن بلغتنا هذا الشهر الكريم و ما فيه من عظيم جودك و نعمك من فتح ابواب الجنان و تصفيد الشياطين و مغفرة الذنوب و غيرها من النعم و المنن التي لا تحصى فلك الحمد كما بنبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك عادة تستقبل المرأة المسلمة رمضان بلهفة وسرور محاولة اغتنام الفرصة للتفرغ للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وتسعى لتوفير الأجواء الرمضانية لأفراد أسرتها بخلق الجو الروحاني بينهم، وتوفير المستلزمات المنزلية من تنظيف المنزل والوقوف في المطبخ لعمل أنواع مختلفة من المأكولات والمشروبات, ناهيك عن متاعبها إذا كانت المرأة عاملة. فهي بذلك تتحمل الكثير من المسؤوليات والأعباء التي تشكل ضغوطا نفسية وبدنية، فلا بد أن تسعى لتقسيم وقتها بين العمل خارج المنزل والعبادة والمهام المنزلية. لمرأة تصرف معظم وقتها في شهر رمضان المبارك في تلبية متطلبات أسرتها التي تزداد بشكل كبير في رمضان, ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، وكذا ربة المنزل في رمضان فالأعمال التي تتكرر يوميًا؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله "صلى الله عليه وسلم" فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك –بإذن الله-. وللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك حيث قال: "أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات الميزانية في رمضان.. مسؤولية تؤرق الأسرة غالبا ما تزداد مصروفات الأسرة خلال شهر رمضان، وهو ما يكون نتيجة اتباع سلوكيات شراء وإنفاق خاطئة، تتعلق بالمشروبات والمأكولات التي تستهلكها الأسرة خلال ذلك الشهر، كذلك مستلزمات العيد من ملابس ومفروشات جديدة للمنزل وكل ما يتعلق بالمخبوزات والحلويات، دون التخطيط والتركيز على الضرورات، مما يترتب عليه اضطراب ميزانية الأسرة ومن ثم إرهاقا ماليا يشير علماء الاجتماع إلى أنه لكي تقوم الزوجة بشراء جميع متطلباتها في شهر رمضان دون أن تؤرق زوجها، لابد من وضع خطة تليق بميزانية المنزل ولا تقصر في احتياجات الأسرة، وفي ذات الوقت تحمي من العادات الشرائية الخاطئة، مع أهمية التخطيط قبل الشراء والموازنة بين الإمكانيات المالية ومتطلبات المنزل، كما يجب التخلي عن فكرة التخزين التي تصيب الأسرة بالشره الشرائي، حيث تقوم المرأة بشراء احتياجاتها في رمضان واحتياجات العيد وما بعد العيد بحجة احتمالية غلق المحال والمتاجر خلال أيام العيد، وهذه من أهم الأخطاء يمكن الوقوع فيها ويؤكدون على ضرورة تحديد المبلغ المطلوب لشراء احتياجات الأسرة مع تحديد عدد أفرادها، وإذا كنت ستستقبل ضيوفا خلال الشهر، لابد من تحديد عددهم ومستوى الأكل الذي سيقدم لهم، فهذه أهم العوامل التي لابد من أخذها في الاعتبار عند وضع خطة الشراء -- بالإضافة إلى عدم شراء المأكولات غير المستحبة لبعض أفراد الأسرة لأنها ستضخم الميزانية دون الاستفادة منها، وعدم شراء كميات كبيرة من الأشياء التي تحتاج إلى تخزين لأنها قد تفسد مع ارتفاع درجات الحرارة، لذا لابد من شراء الأشياء وفقا لسعة التخزين لدى الأسرة - علماء الاجتماع يشيرون، إنه لابد من طرح المستلزمات الهامة فقط في المتاجر، حتى لا تضطر الأسرة لتخطي حدود الميزانية، أو عرض المنتجات بأسعار مخفضة تيسر عليها شراء كل احتياجاتها دون التعرض لأزمات مالية ترهق رب الأسرة، بسبب السلوكيات الشرائية الخاطئة التي تقع فيها السيدات، وإلا يجب على المرأة الخروج للعمل خلال شهر رمضان لمساعدة الزوج، وهو ما يسهم في التخلص من الأزمة المالية، لا سيما أن الأسعار تزداد خلاله -ويؤكدون إلى أن تفكير الزوجة في مستلزمات العيد من ملابس للأبناء والحلويات، لا يعد خطأ، ولكن شريطة الموازنة بين الوارد والمصروفات، حتى لا تتحمل الأسرة أعباء مادية بعد انقضاء الشهر نتيجة الاقتراض و يوضح المتخصص في شؤون الأسرة والعلاقات الاجتماعية، د. هاني حسن، أن معدل إنفاق الأسرة منذ بداية شهر رمضان وحتى بدء العام الدراسي الجديد يصل إلى أكثر من 80% من دخلها، وأكثر من 60% من الدخل ينفق خلال شهر رمضان بسبب العادات الشرائية للزوجات، مما يدفع الزوج للاستدانة خاصة أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يزيد الفجوة بين احتياجات الأسرة الرئيسية، وما تفرضه عادات المجتمع من العيش في مستوى لا يمكن للأسرة البسيطة التنازل عنه، كالولائم والعزائم خلال شهر رمضان وأيام العيد، وتجديد المنزل قبل حلوله، وهذه متطلبات ترهق ميزانية الأسرة - ووفقا للمعطيات التي اعلن عنها خبراء الاقتصادي، فإن معدل إنفاق العائلة العربية على الغذاء شهريا يبلغ 3,200 شيكل، بمتوسط 3.4 أنفار، مقابل 2,435 شيكل لدى العائلة اليهودية بمتوسط 2.6 أنفار، ويبلغ متوسط الدخل الصافي في العائلة العربية 11,195 شيكلا ويرتفع متوسط الدخل لدى العائلة اليهودية 19,699 شيكلا، وتنفق العائلة العربية شهريا على السجائر 321 شيكلا بالمعدل بينما لدى العائلة اليهودية 105 شواكل --- وبينما يرتفع معدل إنفاق العائلة اليهودية على التربية والتعليم إلى 1,928 شيكلا، يتدنى إنفاق العائلة العربية على التربية والتعليم إلى 1,350 شيكلا، وتنفق العائلة العربية ضعف العائلة اليهودية على الملابس أي بمعدل 737 شيكلا شهريا مقابل 467 شيكلا وما يثير في رمضان هو ازدياد الإنفاق على السلة الغذائية بنسبة 150% مقارنة بالأشهر العادية، رغم أن عدد ساعات الصيام يبلغ نحو 15 ساعة باليوم، ويتم تناول الطعام في ساعات محدودة من الليل، ما يعني أن ما ينفق ليس بالضرورة يستهلك وإنما في الغالب يلقى في النفايات، وينصح الخبير الاقتصادي جمهور الصائمين ألا ينغروا بالحملات الدعائية للمشتريات، فالأموال تنتهي والحملات لا تنتهي -- شهر رمضان هو في الأساس شهر عبادات وطاعات لا شهر ترف وبذخ وتبذير. أنصح العائلة العربية ألا تُغرى من ترويج الحملات للاستهلاك، ففي هذا الشهر ينضاف إلى سلة الغذاء التمر والشوربة فقط، وتقل عدد الوجبات من ثلاث وجبات يوميا إلى وجبتين، أي هناك فرصة لتقليص سلة المشتريات لا زيادتها، ومع ذلك نلاحظ أن العائلة العربية تزيد من نفقات الغذاء في رمضان. أسأل الله عز و جل أن يجعل هذا الشهر الكريم طريقاً لنا للوصول لمرضاته و أن يجعلنا من عتقائه اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك اللهم وفقنا لما يرضيك عنا و بارك لنا في أوقاتنا و في عبادتنا و اجعلها لوجهك خالصة يا رب العالمين

 نهاد الحديثي - العراق

ها هو شهر رمضان قد أقبل ..فاللهم لك الحمد و الشكر أن بلغتنا هذا الشهر الكريم و ما فيه من عظيم جودك و نعمك من فتح ابواب الجنان و تصفيد الشياطين و مغفرة الذنوب و غيرها من النعم و المنن التي لا تحصى فلك الحمد كما بنبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك عادة تستقبل المرأة المسلمة رمضان بلهفة وسرور محاولة اغتنام الفرصة للتفرغ للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وتسعى لتوفير الأجواء الرمضانية لأفراد أسرتها بخلق الجو الروحاني بينهم، وتوفير المستلزمات المنزلية من تنظيف المنزل والوقوف في المطبخ لعمل أنواع مختلفة من المأكولات والمشروبات, ناهيك عن متاعبها إذا كانت المرأة عاملة. فهي بذلك تتحمل الكثير من المسؤوليات والأعباء التي تشكل ضغوطا نفسية وبدنية، فلا بد أن تسعى لتقسيم وقتها بين العمل خارج المنزل والعبادة والمهام المنزلية. لمرأة تصرف معظم وقتها في شهر رمضان المبارك في تلبية متطلبات أسرتها التي تزداد بشكل كبير في رمضان, ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، وكذا ربة المنزل في رمضان فالأعمال التي تتكرر يوميًا؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله "صلى الله عليه وسلم" فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك –بإذن الله-. وللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك حيث قال: "أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات الميزانية في رمضان.. مسؤولية تؤرق الأسرة غالبا ما تزداد مصروفات الأسرة خلال شهر رمضان، وهو ما يكون نتيجة اتباع سلوكيات شراء وإنفاق خاطئة، تتعلق بالمشروبات والمأكولات التي تستهلكها الأسرة خلال ذلك الشهر، كذلك مستلزمات العيد من ملابس ومفروشات جديدة للمنزل وكل ما يتعلق بالمخبوزات والحلويات، دون التخطيط والتركيز على الضرورات، مما يترتب عليه اضطراب ميزانية الأسرة ومن ثم إرهاقا ماليا يشير علماء الاجتماع إلى أنه لكي تقوم الزوجة بشراء جميع متطلباتها في شهر رمضان دون أن تؤرق زوجها، لابد من وضع خطة تليق بميزانية المنزل ولا تقصر في احتياجات الأسرة، وفي ذات الوقت تحمي من العادات الشرائية الخاطئة، مع أهمية التخطيط قبل الشراء والموازنة بين الإمكانيات المالية ومتطلبات المنزل، كما يجب التخلي عن فكرة التخزين التي تصيب الأسرة بالشره الشرائي، حيث تقوم المرأة بشراء احتياجاتها في رمضان واحتياجات العيد وما بعد العيد بحجة احتمالية غلق المحال والمتاجر خلال أيام العيد، وهذه من أهم الأخطاء يمكن الوقوع فيها ويؤكدون على ضرورة تحديد المبلغ المطلوب لشراء احتياجات الأسرة مع تحديد عدد أفرادها، وإذا كنت ستستقبل ضيوفا خلال الشهر، لابد من تحديد عددهم ومستوى الأكل الذي سيقدم لهم، فهذه أهم العوامل التي لابد من أخذها في الاعتبار عند وضع خطة الشراء -- بالإضافة إلى عدم شراء المأكولات غير المستحبة لبعض أفراد الأسرة لأنها ستضخم الميزانية دون الاستفادة منها، وعدم شراء كميات كبيرة من الأشياء التي تحتاج إلى تخزين لأنها قد تفسد مع ارتفاع درجات الحرارة، لذا لابد من شراء الأشياء وفقا لسعة التخزين لدى الأسرة - علماء الاجتماع يشيرون، إنه لابد من طرح المستلزمات الهامة فقط في المتاجر، حتى لا تضطر الأسرة لتخطي حدود الميزانية، أو عرض المنتجات بأسعار مخفضة تيسر عليها شراء كل احتياجاتها دون التعرض لأزمات مالية ترهق رب الأسرة، بسبب السلوكيات الشرائية الخاطئة التي تقع فيها السيدات، وإلا يجب على المرأة الخروج للعمل خلال شهر رمضان لمساعدة الزوج، وهو ما يسهم في التخلص من الأزمة المالية، لا سيما أن الأسعار تزداد خلاله -ويؤكدون إلى أن تفكير الزوجة في مستلزمات العيد من ملابس للأبناء والحلويات، لا يعد خطأ، ولكن شريطة الموازنة بين الوارد والمصروفات، حتى لا تتحمل الأسرة أعباء مادية بعد انقضاء الشهر نتيجة الاقتراض و يوضح المتخصص في شؤون الأسرة والعلاقات الاجتماعية، د. هاني حسن، أن معدل إنفاق الأسرة منذ بداية شهر رمضان وحتى بدء العام الدراسي الجديد يصل إلى أكثر من 80% من دخلها، وأكثر من 60% من الدخل ينفق خلال شهر رمضان بسبب العادات الشرائية للزوجات، مما يدفع الزوج للاستدانة خاصة أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يزيد الفجوة بين احتياجات الأسرة الرئيسية، وما تفرضه عادات المجتمع من العيش في مستوى لا يمكن للأسرة البسيطة التنازل عنه، كالولائم والعزائم خلال شهر رمضان وأيام العيد، وتجديد المنزل قبل حلوله، وهذه متطلبات ترهق ميزانية الأسرة - ووفقا للمعطيات التي اعلن عنها خبراء الاقتصادي، فإن معدل إنفاق العائلة العربية على الغذاء شهريا يبلغ 3,200 شيكل، بمتوسط 3.4 أنفار، مقابل 2,435 شيكل لدى العائلة اليهودية بمتوسط 2.6 أنفار، ويبلغ متوسط الدخل الصافي في العائلة العربية 11,195 شيكلا ويرتفع متوسط الدخل لدى العائلة اليهودية 19,699 شيكلا، وتنفق العائلة العربية شهريا على السجائر 321 شيكلا بالمعدل بينما لدى العائلة اليهودية 105 شواكل --- وبينما يرتفع معدل إنفاق العائلة اليهودية على التربية والتعليم إلى 1,928 شيكلا، يتدنى إنفاق العائلة العربية على التربية والتعليم إلى 1,350 شيكلا، وتنفق العائلة العربية ضعف العائلة اليهودية على الملابس أي بمعدل 737 شيكلا شهريا مقابل 467 شيكلا وما يثير في رمضان هو ازدياد الإنفاق على السلة الغذائية بنسبة 150% مقارنة بالأشهر العادية، رغم أن عدد ساعات الصيام يبلغ نحو 15 ساعة باليوم، ويتم تناول الطعام في ساعات محدودة من الليل، ما يعني أن ما ينفق ليس بالضرورة يستهلك وإنما في الغالب يلقى في النفايات، وينصح الخبير الاقتصادي جمهور الصائمين ألا ينغروا بالحملات الدعائية للمشتريات، فالأموال تنتهي والحملات لا تنتهي -- شهر رمضان هو في الأساس شهر عبادات وطاعات لا شهر ترف وبذخ وتبذير. أنصح العائلة العربية ألا تُغرى من ترويج الحملات للاستهلاك، ففي هذا الشهر ينضاف إلى سلة الغذاء التمر والشوربة فقط، وتقل عدد الوجبات من ثلاث وجبات يوميا إلى وجبتين، أي هناك فرصة لتقليص سلة المشتريات لا زيادتها، ومع ذلك نلاحظ أن العائلة العربية تزيد من نفقات الغذاء في رمضان. أسأل الله عز و جل أن يجعل هذا الشهر الكريم طريقاً لنا للوصول لمرضاته و أن يجعلنا من عتقائه اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك اللهم وفقنا لما يرضيك عنا و بارك لنا في أوقاتنا و في عبادتنا و اجعلها لوجهك خالصة يا رب العالمين
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman