المرأة في العصر القديم "الشرق الآسيوي" _ الجزء الثاني

لم تكن للمرأة في العصور القديمة مكانة واحدة ثابتة في الشرق الآسيوي "الهند والصين واليابان" بل خضعت لما خضعت له مثيلاتها في العالم القديم، من تذبذبات، وتناوبت صعودا وهبوطا، بل ولم تراوح في مكانة واحدة طويلا، خاصة بعد إنهيار المجتمع الأمومي. "فالتجمع الإنساني الأول لم يؤسس بقيادة الرجل المحارب الصيّاد بل تبلور تلقائياً حول الأم التي شدّت عواطفها وحدبها ورعايتها الأبناء والبنات حولها، في أول وحدة إنسانية متكاتفة هي العائلة الأموميّة، خلية المجتمع الأموميّ الأكبر." (1) ففي الهند مثلاً لم تكن مكانة المرأة واحدة بل كانت تتفاوت حد التناقض بين الاحترام و الانتقاص من شأنها ،ليصل المجتمع الهندي إلى حدّ أن تدفن أو تحرق الزوجة مع زوجها عند موته بحسب المشرع" مانو": " فالزوجة الوفية، هي التي تخدم سيدها أي زوجها ، كما لوكان إلهاً . وأن لاتأتي شيئا من شأنه أن يؤلمه، مهما تكن حالته،حتى وإن خلا من كل الفضائل . "(2) أما بوذا فقد تروى كثيرا قبل السماح للنساء باعتناق البوذية، إذ لم يكن يشعر بالراحة أو الطمأنينة في حضورهن. و" يعتقد الهنود القدماء أن الزوجة التي تعصي زوجها مآلها أن تتقمص روحها جسد ابن آوى في خلقها الثاني. "(3) تقول الباحثة عصمت مهدي : " لقد أعطى العصر الفيدي النساء الفرص الكافية لتنمية شخصيتهن وإظهار مواهبهن، ولو تصفحنا النصوص الأدبية الفيدية لوجودنا، حرص المجتمع، على تعليم البنات على أساس المساواة مع الذكور. "(4) أما في اليابان فكان للمرأة مكانة مرتفعة في مراحل المدنية الأولى، ثم مالبثت أن تلاشت مع النظام الإقطاعي الحربي الذي أخضع المرأة للسطات الثلاث الوالد والزوج والإبن." (5) أما فيما يخص المرأة الصينية فلعل هذه الأغنية تصف أحوالها وأحوال من حولها: ألا ما أتعس حظ المرأة! ليس في العالم كله شئٌ أقل قيمةً منها إن الأولاد يقفون متكئين على الأبواب، كأنهم، آلهة سقطت من السماء. تتحدى قلوبهم البحار الأربعة، والرياح والتراب، أما البنت فإن أحدا لايسرُّ بمولدها. ولاتدّخر الأسرة من ورائها شيئاً. وإذا كبرت اختبأت في حجرتها. تخشى أن تنظرَ إلي وجه إنسان. ولايبكيها أحد إذا اختفت من منزلها." (6) أما وضع الزوجة الصينية لم يكن بأفضل حالا من الهندية واليابانية : " فإذا كان للمرأة زوج يرتضيه قلبها، وجب أن تبقى معه طيلة حياتها، وإذا كان للمرأة زوج، لايرتضيه قلبها، وجب أن تبقى معه أيضا طيلة حياتها" (7) وفي المراحل الأولى كان للمرأة" الصينية المكانة العليا فقد كان الأولاد يعرفون لأمهاتهم، ووصلت المرأة في تلك المرحلة قبل كنفوشيوس إلى سدة الحكم، ولم يغير مكانتها سوى قيام نظام الإقطاع، الذي عزز مكانة الذكور على حساب البنات، فتبرم الأب من البنت لصعوبة تربيتها، حتى في دعائهم تمنوا البنين لا البنات، ووصلت الحال ببعض الأسر الفقيرة في المجتمع الصيني في تلك الآونة أن يتركوا بناتهن في الحقول يقضي عليهن صقيع الليل و السباع الضارية."(8) لترتبط مذلة الزوجات والأمهات بعدم وجود مولود ذكر، في واحدة من أكثر المراحل انتهاكا لحقوق المرأة وإنسانيتها.. المراجع : لغز عشتار : فراس السواح، ط٥، ص31. قصة الحضارة : الجزء 3، ص179. المصدر نفسه، ج 3، ص 179 المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه، ص36. قصة الحضارة : ج 5، ص 63. المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه ، ص 36. قصة الحضارة، ج 4 ، ص 273. يُنظر: المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه ، ص36.

أمل محمد صارم - سوريا

لم تكن للمرأة في العصور القديمة مكانة واحدة ثابتة في الشرق الآسيوي "الهند والصين واليابان" بل خضعت لما خضعت له مثيلاتها في العالم القديم، من تذبذبات، وتناوبت صعودا وهبوطا، بل ولم تراوح في مكانة واحدة طويلا، خاصة بعد إنهيار المجتمع الأمومي.
"فالتجمع الإنساني الأول لم يؤسس بقيادة الرجل المحارب الصيّاد بل تبلور تلقائياً حول الأم التي شدّت عواطفها وحدبها ورعايتها الأبناء والبنات حولها، في أول وحدة إنسانية متكاتفة هي العائلة الأموميّة، خلية المجتمع الأموميّ الأكبر." (1)
ففي الهند مثلاً لم تكن مكانة المرأة واحدة بل كانت تتفاوت حد التناقض بين الاحترام و الانتقاص من شأنها ،ليصل المجتمع الهندي إلى حدّ أن تدفن أو تحرق الزوجة مع زوجها عند موته بحسب المشرع" مانو": " فالزوجة الوفية، هي التي تخدم سيدها أي زوجها ، كما لوكان إلهاً . وأن لاتأتي شيئا من شأنه أن يؤلمه، مهما تكن حالته،حتى وإن خلا من كل الفضائل . "(2)
أما بوذا فقد تروى كثيرا قبل السماح للنساء باعتناق البوذية، إذ لم يكن يشعر بالراحة أو الطمأنينة في حضورهن.
و" يعتقد الهنود القدماء أن الزوجة التي تعصي زوجها مآلها أن تتقمص روحها جسد ابن آوى في خلقها الثاني. "(3)
تقول الباحثة عصمت مهدي : " لقد أعطى العصر الفيدي النساء الفرص الكافية لتنمية شخصيتهن وإظهار مواهبهن، ولو تصفحنا النصوص الأدبية الفيدية لوجودنا، حرص المجتمع، على تعليم البنات على أساس المساواة مع الذكور. "(4)
أما في اليابان فكان للمرأة مكانة مرتفعة في مراحل المدنية الأولى، ثم مالبثت أن تلاشت مع النظام الإقطاعي الحربي الذي أخضع المرأة للسطات الثلاث الوالد والزوج والإبن." (5)
أما فيما يخص المرأة الصينية فلعل هذه الأغنية تصف أحوالها وأحوال من حولها:
ألا ما أتعس حظ المرأة!
ليس في العالم كله شئٌ أقل قيمةً منها
إن الأولاد يقفون متكئين على الأبواب، كأنهم، آلهة سقطت من السماء.
تتحدى قلوبهم البحار الأربعة، والرياح والتراب، أما البنت فإن أحدا لايسرُّ بمولدها.
ولاتدّخر الأسرة من ورائها شيئاً.
وإذا كبرت اختبأت في حجرتها.
تخشى أن تنظرَ إلي وجه إنسان.
ولايبكيها أحد إذا اختفت من منزلها." (6)
أما وضع الزوجة الصينية لم يكن بأفضل حالا من الهندية واليابانية : " فإذا كان للمرأة زوج يرتضيه قلبها، وجب أن تبقى معه طيلة حياتها، وإذا كان للمرأة زوج، لايرتضيه قلبها، وجب أن تبقى معه أيضا طيلة حياتها" (7)
وفي المراحل الأولى كان للمرأة" الصينية المكانة العليا فقد كان الأولاد يعرفون لأمهاتهم، ووصلت المرأة في تلك المرحلة قبل كنفوشيوس إلى سدة الحكم، ولم يغير مكانتها سوى قيام نظام الإقطاع، الذي عزز مكانة الذكور على حساب البنات، فتبرم الأب من البنت لصعوبة تربيتها، حتى في دعائهم تمنوا البنين لا البنات، ووصلت الحال ببعض الأسر الفقيرة في المجتمع الصيني في تلك الآونة أن يتركوا بناتهن في الحقول يقضي عليهن صقيع الليل و السباع الضارية."(8)
لترتبط مذلة الزوجات والأمهات بعدم وجود مولود ذكر، في واحدة من أكثر المراحل انتهاكا لحقوق المرأة وإنسانيتها..

المراجع :

  1. لغز عشتار : فراس السواح، ط٥، ص31.
  2. قصة الحضارة : الجزء 3، ص179.
  3. المصدر نفسه، ج 3، ص 179
  4. المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه، ص36.
  5. قصة الحضارة : ج 5، ص 63.
  6. المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه ، ص 36.
  7. قصة الحضارة، ج 4 ، ص 273.
  8. يُنظر: المرأة العربية في منظور الدين والواقع : الباحثة جمانة طه ، ص36.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman