العبثي

 نرمين فودة - مصر

بائس انت تحياها هكذا دونما اية اضاءات تنير لك ظلمتها ,هي هكذا خلقت و جبلت علي الظلمه .كان يلزمك شموعا تنير لك طريقك ,الا انك مسكين لا تعي ما تقول او ما تفعل. توجعني اوجاعك لكن لن اقترب ابدا لمدواتها .انا دوما اخشاك ,لانك بري لم تتروض بعد . انا المتعبة لن اضيع ابدا اوقاتي في تدريبات تشبه اعمال السيرك . نعم الحياه تغيرت و اصبحت اكثر سرعه . انت حتما لم تلحق بالر كب حتي حينه .اتعاطف معك لكن للاسف دون ان اتحرك صوبك. يبدو انني ثقيله لا اترجل كثيرا .اوقاتي محسوبه, و انت ضيعت الاوقات دونما اكتراث .ربما كنت مدللا يا مسكين, و الان انت مازلت تحبو في عالم متغير بسرعه فائقه .الساعات لا تعنيك في دنيا الفنتوثانيه. الحقيقه انت لا تستحق معاناتي و شجوني تجاهك. حالك اصبح مهرولا لدرجه انك فقدت حتي شغف الاخرين, و زخم المحيطون الذين حاولوا دوما استفاقتك دون جدوي. و هذه فقط احدي صفاتك لو عددتها لاحتجت لعدة اوراق و اقلام تمتلأ و استبدلها كي اصفك .انت احدي العثرات التي تلقي دونما هواده في الطرق ,و اللوم علي من القاها, لم يكترث ابدا باحوالك . من القي بك بين ادغال الحياه هكذا مجردا من اية خطط للسير و العبور قضي عليك للابد .انا لا اجد الامال في محاولة انتشالك اراك وصلت الي المنتهي و شلت حركاتك. انا لست طبيب انا لا استوعب ابدا التركيبه الكيميائيه التي تسير ذهابا و ايابا داخلك. هي مجهوله تحتاج لدراسه خاصه. يبدو انك تداعيت الان من شدة الاعياء, لكن مازلت تستكثر علي حالك التغير. انت تشبه كثيرا الانظمه المتهاويه التي اصبحت كطائر قصت جناحاه, و مازال يقفز قفزات لا تثير سوي الشفقه, و كل ما يحدثه هو مزيد من التشنج و هرجلات نهايتها سقوطه منتهيا ,لن يستريح الا بنهايته. قص الاجنحه ابدا لا يكفي هي فقط حلول مؤقته لا تفي بالغرض ,و ان سقط منتهيا لا يصح ان يترك هكذا ملقاة اشلاءه تشتت السائرين بل لابد من مواراة الرفاه و تطهير الاماكن ,هكذا هي السيناريوهات المدروسه. في حال وجود بري مثلك لم يعتد حياة العشب. انت تراها قاحله في حين هي فقط تحتاج لمن يروي ظمأها لتنبت خيراتها. شطئانها خلابه لا تلوثها ,بل ارحل دونما نبش رمالها انا يستفزني فقط امالك العريضه و ثقتك التي لا تستحقها يا عبثي

انت ضائع لم يعد لسلوكك معنى في الحياة ولم يعد لأفكارك مضمون، وإنما تجتر أفكارك لأنك فقدت القدرة على رؤية الأشياء بحجمها الطبيعي

ويلاتك تزداد يوما بعد يوم .تطالك بلهيبها, ربما تتطاير شظاياها حولك, فلن اقترب ضيعت الثمين و النفيس فداء للحظات دلالك البائس الذي لا يقدر بثمن سنوات عمرك التي لم تنجزها .

خسارتك كبيره و تعاطفي معك ينعدم لحظة تلو الاخري, تكاد تنقطع صلتي بك بنهاية اخر حرف اكتبه لاخر كلمه تشهدها الصفحه .

تعديل المقال