حينَ كتبتُ ذاكَ العهد
لم ألتفت إلى الأعراف والقوانين،
لُذتُ بأساطير الوجود،
حلمتُ حلمًا لم يتحدّث عنه علماء النّفس بعد.
رأيتُ نقطةَ ماء في قلب وردة،
خبّأتها كي لا تفاجئها شمسُ آب،
كي لا يخطفها ألمُ الصّلوات، ونسيم الكآبة،
هناك في منقلب الصّمت.
أنصتُ في اللّيل إلى صهيل الغابة...
أنا مَن اغتسلَ بضوء لم يلمحه أحد،
أنا مَن رأى القمر طريًّا كبرتقالة،
أنا مَن باغَتَ الظّلام قبل أن ينبثق،
أنا مَن جعل الحجر يغنّي
والشّجرة تتنهّد...
حينَ كتبتُ ذاك العهد،
أدركتُ أنّ الدّمعة حلوة كرعشة ينبوع،
فرأيتُ الماء يعود إلى رحم الأرض...
نزف دمي ليبقى العهد خالدًا،
لا يجرؤ عليه زمن،
ولا تجرؤ عليه ريح...
خفت عليه من دموعي،
خبّأته ليبقى شاهدًا على آخر نقطة دم
نزفت من عروقي...
أكتب تعليقك هتا