المعارضة اللبنانية تنتقل من ميادين الاحتجاج إلى البرلمان

المعارضة اللبنانية تنتقل من ميادين الاحتجاج إلى البرلمان

المعارضة اللبنانية تنتقل من ميادين الاحتجاج إلى البرلمان  بيروت (رويترز) عندما تدخل حليمة القعقور الأسبوع المقبل البرلمان اللبناني كنائبة منتخبة، فإنها ستتخطى الحواجز الخرسانية نفسها التي أقامتها قوات الأمن لإبعادها مع غيرها من المتظاهرين الآخرين خلال المسيرات الضخمة المناهضة للحكومة عام 2019. وانتُخب نحو 12 ناشطا ووجها جديدا من أصحاب الأجندات الإصلاحية، مثل القعقور، لعضوية مجلس النواب المؤلف من 128 عضوا يوم الأحد الماضي، بدعم من الحركة الاحتجاجية والغضب الشعبي الذي تصاعد بعد الانهيار المالي. قالت حليمة القعقور، الحاصلة على درجة الدكتوراة في القانون الدولي العام والأستاذة في الجامعة اللبنانية، لرويترز "ألا تريدون منا دخول البرلمان كمواطنين عاديين؟ لقد منعتنا وأقمت الجدران؟ حسنا، نحن الآن ندخل بصفتنا نوابا". وخاض المرشحون، ذوو الأفكار الإصلاحية، الانتخابات دون موارد مالية أو موظفين مثل الفصائل القائمة، لكنهم فازوا بأكثر من 200 ألف صوت، وحلوا في المرتبة الثانية بعد جماعة حزب الله القوية المدججة بالسلاح، وحصلوا على مقاعد في جميع الدوائر الانتخابية ومقاعد مخصصة للطوائف في لبنان. تمثل نتائج الانتخابات تغيرا كبيرا في المشهد السياسي المعتاد في لبنان، حيث هيمنت حفنة من الأحزاب التي تقول إنها تمثل مختلف الطوائف الدينية على السياسة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقالت القعقور (46 عاما)، وهي المرأة الوحيدة في البرلمان التي تنتمي للسُنة "لا يستطيع الناس تصديق ما حدث... نحن نزرع الأمل وإن شاء الله نحصد التغيير". ولم يكن فوزهم هو المفاجأة الوحيدة في انتخابات يوم الأحد إذ خسرت جماعة حزب الله الشيعية وحلفاؤها الأغلبية التي فازوا بها في انتخابات 2018، بينما حقق منافسهم حزب القوات اللبنانية المسيحي مكاسب كبيرة. ويقول محللون إن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد التوتر الطائفي في ظل مطالبة القوات اللبنانية بنزع سلاح حزب الله إلا أن معظم النواب الجدد يقولون إن هناك قضايا أكثر إلحاحا يجب العمل على حلها. * ’المعركة اقتصادية’ يلقي الوافدون الجدد باللوم على الأحزاب القائمة في السياسات التي تسببت في أزمة اقتصادية جعلت ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان لبنان تحت خط الفقر وفقدت معها الليرة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها. قالت القعقور "منذ أكثر من 30 عاما وهم يقولون نفس الكلام بينما الكهرباء والماء والتعليم على الأرض وقاموا بالمحاصصة والسرقة". وأضافت "الأولوية الآن هي الاستجابة لأزمة معيشة الناس... المعركة اقتصادية بامتياز". وقال إلياس جرادي، جراح العيون الذي فاز بمقعد في جنوب لبنان معقل حزب الله لرويترز، إنه سيسعى لإصلاح نظام الرعاية الصحية ومشاكل الكهرباء والمدارس الحكومية. وأطاح جرادي بواحد من أكثر نواب لبنان بقاء بالبرلمان وهو أسعد حردان (70 عاما)، الذي كان نائبا لثلاثين عاما. قال جرادي، المسيحي الأرثوذكسي النحيل، إنه ترشح بسبب رغبة ابنته في المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 وألقى كثيرون باللوم فيه على فشل كبار المسؤولين في فرض إجراءات السلامة. وصرح لرويترز وهو يحاول أن يتمالك دموعه "قلتلها عار علي... إنه أنا بنتي عمرها 16 سنة وبدها تنزل تتظاهر لتعملي وطن لإلي. هيدا واجبي أنا". أدلى بهذه الكلمات بعد ثلاثة أيام من الانتخابات، في وقت استراحته بين عمليات متعاقبة أجراها في عيادته في بيروت. وأوضح أنه يعتزم الاستمرار في عمله كطبيب إلى جانب كونه نائبا عن الشعب. وقال "مسؤوليتي تجاه مرضاي والشغف كجراح والمعاش. أنا كيف بدي أعيش؟ أنا باكل من تعبي وعرق جبيني وبتطعمي من تعبي وعرق جبيني. بس أبطّل أشتغل يعني عم آكل من تعبكن إنتوا". واجتمع الوافدون الجدد المتشابهون في التفكير لمواءمة مواقفهم، لكن جرادي قال إنه يفضل عدم تشكيل حزب حتى يتمكن كل طرف من الاستمرار في العمل بشكل مستقل. وأضاف أنه في كلتا الحالتين، لا يخطط للبقاء في البرلمان لفترة طويلة. وأشار إلى أنه إذا طُلب منه الترشح مرة أخرى خلال أربع سنوات، فهذا يعني أنه فشل في إعداد شباب لتولي المسؤولية من كل منطقة وفصيل ومن التيارات السياسية المختلفة.

بيروت (رويترز)

عندما تدخل حليمة القعقور الأسبوع المقبل البرلمان اللبناني كنائبة منتخبة، فإنها ستتخطى الحواجز الخرسانية نفسها التي أقامتها قوات الأمن لإبعادها مع غيرها من المتظاهرين الآخرين خلال المسيرات الضخمة المناهضة للحكومة عام 2019.
وانتُخب نحو 12 ناشطا ووجها جديدا من أصحاب الأجندات الإصلاحية، مثل القعقور، لعضوية مجلس النواب المؤلف من 128 عضوا يوم الأحد الماضي، بدعم من الحركة الاحتجاجية والغضب الشعبي الذي تصاعد بعد الانهيار المالي.
قالت حليمة القعقور، الحاصلة على درجة الدكتوراة في القانون الدولي العام والأستاذة في الجامعة اللبنانية، لرويترز "ألا تريدون منا دخول البرلمان كمواطنين عاديين؟ لقد منعتنا وأقمت الجدران؟ حسنا، نحن الآن ندخل بصفتنا نوابا".
وخاض المرشحون، ذوو الأفكار الإصلاحية، الانتخابات دون موارد مالية أو موظفين مثل الفصائل القائمة، لكنهم فازوا بأكثر من 200 ألف صوت، وحلوا في المرتبة الثانية بعد جماعة حزب الله القوية المدججة بالسلاح، وحصلوا على مقاعد في جميع الدوائر الانتخابية ومقاعد مخصصة للطوائف في لبنان.
تمثل نتائج الانتخابات تغيرا كبيرا في المشهد السياسي المعتاد في لبنان، حيث هيمنت حفنة من الأحزاب التي تقول إنها تمثل مختلف الطوائف الدينية على السياسة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقالت القعقور (46 عاما)، وهي المرأة الوحيدة في البرلمان التي تنتمي للسُنة "لا يستطيع الناس تصديق ما حدث... نحن نزرع الأمل وإن شاء الله نحصد التغيير".
ولم يكن فوزهم هو المفاجأة الوحيدة في انتخابات يوم الأحد إذ خسرت جماعة حزب الله الشيعية وحلفاؤها الأغلبية التي فازوا بها في انتخابات 2018، بينما حقق منافسهم حزب القوات اللبنانية المسيحي مكاسب كبيرة.
ويقول محللون إن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد التوتر الطائفي في ظل مطالبة القوات اللبنانية بنزع سلاح حزب الله إلا أن معظم النواب الجدد يقولون إن هناك قضايا أكثر إلحاحا يجب العمل على حلها.

* ’المعركة اقتصادية’

يلقي الوافدون الجدد باللوم على الأحزاب القائمة في السياسات التي تسببت في أزمة اقتصادية جعلت ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان لبنان تحت خط الفقر وفقدت معها الليرة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها.
قالت القعقور "منذ أكثر من 30 عاما وهم يقولون نفس الكلام بينما الكهرباء والماء والتعليم على الأرض وقاموا بالمحاصصة والسرقة".
وأضافت "الأولوية الآن هي الاستجابة لأزمة معيشة الناس... المعركة اقتصادية بامتياز".
وقال إلياس جرادي، جراح العيون الذي فاز بمقعد في جنوب لبنان معقل حزب الله لرويترز، إنه سيسعى لإصلاح نظام الرعاية الصحية ومشاكل الكهرباء والمدارس الحكومية.
وأطاح جرادي بواحد من أكثر نواب لبنان بقاء بالبرلمان وهو أسعد حردان (70 عاما)، الذي كان نائبا لثلاثين عاما.
قال جرادي، المسيحي الأرثوذكسي النحيل، إنه ترشح بسبب رغبة ابنته في المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 وألقى كثيرون باللوم فيه على فشل كبار المسؤولين في فرض إجراءات السلامة.
وصرح لرويترز وهو يحاول أن يتمالك دموعه "قلتلها عار علي... إنه أنا بنتي عمرها 16 سنة وبدها تنزل تتظاهر لتعملي وطن لإلي. هيدا واجبي أنا". أدلى بهذه الكلمات بعد ثلاثة أيام من الانتخابات، في وقت استراحته بين عمليات متعاقبة أجراها في عيادته في بيروت. وأوضح أنه يعتزم الاستمرار في عمله كطبيب إلى جانب كونه نائبا عن الشعب.
وقال "مسؤوليتي تجاه مرضاي والشغف كجراح والمعاش. أنا كيف بدي أعيش؟ أنا باكل من تعبي وعرق جبيني وبتطعمي من تعبي وعرق جبيني. بس أبطّل أشتغل يعني عم آكل من تعبكن إنتوا".
واجتمع الوافدون الجدد المتشابهون في التفكير لمواءمة مواقفهم، لكن جرادي قال إنه يفضل عدم تشكيل حزب حتى يتمكن كل طرف من الاستمرار في العمل بشكل مستقل. وأضاف أنه في كلتا الحالتين، لا يخطط للبقاء في البرلمان لفترة طويلة.
وأشار إلى أنه إذا طُلب منه الترشح مرة أخرى خلال أربع سنوات، فهذا يعني أنه فشل في إعداد شباب لتولي المسؤولية من كل منطقة وفصيل ومن التيارات السياسية المختلفة.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman