أتقدم بخالص الشكر لطاقم عمل برنامج (هذا المساء) والذي يعرض في تلفزيون مملكة البحرين على سنحهم الفرصة لي بالمشاركة في الجلسة النقاشية الشبابية في يوم الاحد الماضي وكانت التجربة الثانية لي بالمشاركة مع الاعلامي القدير الاستاذ سامي هجرس الذي طالما يضفي لمسته السحرية بالتناقش واسلوبه الشيق في الطرح وليس بغريب عليه فهو يعد احد أعمده الاعلام البحريني اللي نتشرف بوجوده ونفتخر بخبرته القيمة ، وقد تناقشنا حينها عن الفروقات بين الجيل الجديد والذي نعد نحن الشباب منه والجيل القديم الذي يشمل جيل الرواد الذين وهبونه مسيرتهم بطبق من ذهب طامحين منا السير على نهجها ربما يكون لكل منا رأي شخصي بمدى تأثير جيل الرواد علينا او التأثر بهم ولكن ذلك يرجع وبقوة للتنشئة التي يعيش فيها الفرد في منزله والثقافة المجتمعية التي تربى على نهجها.
يعد الجيل القديم جيل الخبرة بينما الجيل الجديد جيل التطور فلا خبره بدون تطور كما إنه لا تطور بدون خبره ، فأن جيل الرواد تركوا لنا اللبنات الاساسية كي ننهض بها ونستمر على نهجهم لا لندثرها ونتبع الصيحات الالكترونية الحديثة ، فبين الجيلين حلقة وصل لابد ان نأخذها بعين الإعتبار يرى البعض بأن الجيل القديم غير متدمن وربما بسيط نظرا للحياة التي كانو يعيشونها البيوت مجاورة والعصمة بيد الكبير والذي يهابه جميع افراد العائلة وصرمه الواضح بأتباع العادات والتقاليد وحيث يعيش الجميع في منزل واحد ، ربما لم تسنح لي الفرصه بالعيش في ذاك الزمان لكن ماستشعرته من حديث والدي عن حياتهم القديمة وكيف كانت بسيطه وممتمعه ويحنون لها بين الحين والاخر اذا مرو في أحد أزقة المحرق يراودني أحياناَ تساؤلات عدة هل سأحن لهذه الحياة التي اعيشها الان ؟ وهل سيلقب جيلي بالجيل القديم!
بينما الجيل الجديد الذي أنحدرنا منه نحن الشباب تحت ظروف مختلفة مع الثورة المعلوماتية التكنولوجية أصبح فيه أغلب الشباب منغلقين على أنفسهم في عالم افتراضي ومنطوين بالملهيات كوسائل الاعلام وغيرها التي لم تسنح الفرصة للجيل القديم الخوض بها ومع ذلك نتج من الجيل القديم رواد منهم الكتاب والاطباء والمهندسين وغيرهم ممن نهضوا بالبلاد اي لم يكن حرمانهم من الأجواء الالكترونية سبباً لايقاف طموحهم او انجازاتهم التي رسخت في أعمدة نهضتنا وبقت مرجعاً مأرشف لنا وللأجيال القادمة ، كما أن البعض يرى بأن الجيل الجديد يفقتر الصرم بالعادات واتباع التقاليد التي توارثناها من الاجيال السابقة ولكن ذلك لا ينطبق على الجميع بل الاغلبية ومع زيادة المشاغل الحياتية للوالدين والذي أصبح شغلهم الشاغل ايجاد عيشة كريمة لأبناءهم وغفلهم عن بعض الامور التي يجب ان يتعلمها الأبناء منذ نعومة أظفارهم مما أدى برجوع معاكس أصبح البعض منهم يجهل بالعادات ولا يعمل بالتقاليد وخاصة مع مواكبة الغرب فيما يعيشونه ومتابعتهم التي أصبحت سهله وكسب ثقافات متعددة بضغطة زر.
وعندما تطرقنا لأخر محور من الحلقة والذي كان يختص فيما يدعى (بالحريات) وتضامناً بما تعايشنا به في الاونة الاخيرة فأن أول ماخطر في بالنا (الحرية السياسية) رغم تعدد مفاهيم الحريات ولها انواعاً مختلفة ومجالات عدة ، هناك حريات إيجابية وحريات سلبية وذات المجال المدني او الاقتصادي او السياسي والفكري ، كحريات الصحافة والاعلام والمعلومات والفكر والتنظيم وغيرها ولكن المفهوم الأشمل والأوسع للحرية هي أمكانية الفرد بدون أي جبر او ضغط خارجي على أتخاذ قراره او تحديد رغبته لكن يقال بأن أسوأ أنواع الحريات الجهل !! فأن كان الفرد يجهل ضوابط الحرية وقواعدها وفقاً لدستور بلاده او ضميره فأنه حينها يهتف بالهباء ، عندما أقر دستور أي بلاد في العالم ضوابط للحريه كان لهم نظرة وحده وهي عدم استغلال حرية الفرد في ما لا يليق بنفسه وقد يضر بها نفسه ومجتمعه وبلاده ، ورد عن الحرية أيضاً لجون ستيوارت (السبب الوحيد الذي يجعل الانسانية او جزء منها تتدخل في حرية أو تصرف احد من أعضائها هو حماية النفس فقط ، وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الأخرين من أضرار ذلك التصرف).
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم