أيام التشريق

الدليل الشامل للحج والعمرة أيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. وسميت هذه الأيام أيام التشريق: لكثرة تشريق اللحم في الشمس فيها بعد تقطيعه وتقديده (۱) . ويجب على الحاج فيها أمران:  المبيت ليالي أيام التشريق بمنى. رمي الجمرات أيام التشريق الثلاثة، إلا من تعجل في یومین فرمى الجمرات يوم الثاني عشر ثم خرج من منى قبل غروب الشمس فلا شيء عليه. قال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة: ٢٠٣]. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: (الأيام المعدودات هي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، ذكرها الله تعالى لمزيتها وشرفها، وكون بقية المناسك تفعل بها، ولكون الناس أضيافا لله فيها، ولهذا حرم صيامها، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ولهذا قال النبي «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم»: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله)(2)، ويدخل في ذكر الله فيها ذكره عند رمي الجمار، وعند الذبح والذكر المقيد عقب الفرائض، بل قال بعض العلماء: إنه يستحب فيها التكبير المطلق كالعشر، وليس ببعيد) (3) . قال «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» : ( إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القُرّ)(4).   ويوم القُر هو اليوم التالي ليوم النحر الذي هو أول أيام التشريق، وسمي بذلك لأن الحجاج يقرون فيه بمنى ويقيمون.  ولأيام التشريق عند الله منزلة عظيمة، ولنا فيها معان جليلة:  (1) كثرة ذكر الله جل وعلا في هذه الأيام المباركة بكل أنواع الذكر، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ومهما حصل من تقصير فيما مضى من أيام قد يُتدارك في هذه الأيام المباركة فالأعمال بخواتيمها. ولكي يكون للذكر أثر في النفس وحلاوة في القلب، ويختم الحج بخير يجب مراعاة العبادات القلبية كالمحبة والتضرع والخوف. وقد ذكرت هذه العبادات في موضوع المبيت بمزدلفة)(5)، فيحسن الرجوع إليها، ليعطي الذكر بإذن الله تعالى ثماره، وإذا أُعطي ثماره كان سببا لإكثار الحاج منه وعدم الانقطاع. قال ابن رجب رحمه الله تعالى: (فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة وكلما أحدثوا شكرًا على النعمة كان شکر هم نعمة أخرى فيحتاج إلى شكر آخر ولا ينتهي الشكر أبدًا)(6) (٢) سئل جعفر الصادق رحمه الله عن سبب تحريم صيام أيام التشريق للحجاج فقال: (لأنهم في ضيافة الله ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه) (7). شعور الحاج أنه ضيف من ضيوف الرحمن وأنه وفده، يجعله يستشعر قربه من ربه وأنسه به وفرحه وسروره به، فیقوی رجاؤه  بإجابة دعوته وإقالة عثرته وغفران ذنوبه، فهو ضيف عند الأكرمين وأجود الأجودين عند الرحمن الرحيم، ومن أكرم من الله جل جلاله، وهذا الشعور له تأثير كبير على كثرة الذكر، وكثرة الدعاء. (3) كثير من الحجاج - هداهم الله- في هذه الأيام المباركة يغفلون عن الذكر، فيشغلون أنفسهم بالاستجمام وبكثرة الكلام والانبساط في الحديث فيما لا طائل وراءه أو الانشغال بالإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ بل ربما وقع بعضهم في الإثم كالغيبة وغيرها أو مشاهدة واستماع ما لا يجوز النظر إليه والاستماع إليه. فالإكثار من هذه الأمور له تأثير على القلب في تكدره وعدم صفائه إن كانت مباحةً ، فكيف إذا كانت محرمة؟! ومن جانب آخر لها تأثير على قبول الحج أو عدمه، وخروج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه أو حرمانه من ذلك نسأل الله العافية. فيجب على الحاج أن يشتغل بالذكر في هذه الأيام المباركة ويترك كل ما لا فائدة من ورائه أو ما فيه جرح لحجه، فإن الأعمال بخواتيمها، فلعله أن يختم له بخير، إن ربي سميع مجيب. مراجع انظر (القرى لقاصد أُم القرى) لمحب الدين الطبري ص (٥٢٥). رواه مسلم رقم (١٤١١). (تيسير الكريم الرحمن) ص (۹۳). رواه الترمذي رقم (١٧٦٥)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي) رقم (١٥٥٢). موضوع (المبيت بمزدلفة) ص (۱۳۲). (لطائف المعارف) ص (٥٠٤). (سير أعلام النبلاء للذهبي (٢٦٥/٦).
أيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
وسميت هذه الأيام أيام التشريق: لكثرة تشريق اللحم في الشمس فيها بعد تقطيعه وتقديده (۱) .

ويجب على الحاج فيها أمران:

  1.  المبيت ليالي أيام التشريق بمنى.
  2. رمي الجمرات أيام التشريق الثلاثة، إلا من تعجل في یومین فرمى الجمرات يوم الثاني عشر ثم خرج من منى قبل غروب الشمس فلا شيء عليه.
قال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة: ٢٠٣].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: (الأيام المعدودات هي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، ذكرها الله تعالى لمزيتها وشرفها، وكون بقية المناسك تفعل بها، ولكون الناس أضيافا لله فيها، ولهذا حرم صيامها، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ولهذا قال النبي «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم»: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله)(2)، ويدخل في ذكر الله فيها ذكره عند رمي الجمار، وعند الذبح والذكر المقيد عقب الفرائض، بل قال بعض العلماء: إنه يستحب فيها التكبير المطلق كالعشر، وليس ببعيد) (3) .

قال «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» : ( إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القُرّ)(4). 

ويوم القُر هو اليوم التالي ليوم النحر الذي هو أول أيام التشريق، وسمي بذلك لأن الحجاج يقرون فيه بمنى ويقيمون. 

ولأيام التشريق عند الله منزلة عظيمة، ولنا فيها معان جليلة: 

(1) كثرة ذكر الله جل وعلا في هذه الأيام المباركة بكل أنواع الذكر، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ومهما حصل من تقصير فيما مضى من أيام قد يُتدارك في هذه الأيام المباركة فالأعمال بخواتيمها.

ولكي يكون للذكر أثر في النفس وحلاوة في القلب، ويختم الحج بخير يجب مراعاة العبادات القلبية كالمحبة والتضرع والخوف.
وقد ذكرت هذه العبادات في موضوع المبيت بمزدلفة)(5)، فيحسن الرجوع إليها، ليعطي الذكر بإذن الله تعالى ثماره، وإذا أُعطي ثماره
كان سببا لإكثار الحاج منه وعدم الانقطاع.
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: (فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة وكلما أحدثوا شكرًا على النعمة كان شکر هم نعمة أخرى فيحتاج إلى شكر آخر ولا ينتهي الشكر أبدًا)(6)
(٢) سئل جعفر الصادق رحمه الله عن سبب تحريم صيام أيام التشريق للحجاج فقال: (لأنهم في ضيافة الله ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه) (7).
شعور الحاج أنه ضيف من ضيوف الرحمن وأنه وفده، يجعله يستشعر قربه من ربه وأنسه به وفرحه وسروره به، فیقوی رجاؤه  بإجابة دعوته وإقالة عثرته وغفران ذنوبه، فهو ضيف عند الأكرمين وأجود الأجودين عند الرحمن الرحيم، ومن أكرم من الله جل جلاله، وهذا الشعور له تأثير كبير على كثرة الذكر، وكثرة الدعاء.
(3) كثير من الحجاج - هداهم الله- في هذه الأيام المباركة يغفلون عن الذكر، فيشغلون أنفسهم بالاستجمام وبكثرة الكلام والانبساط في الحديث فيما لا طائل وراءه أو الانشغال بالإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ بل ربما وقع بعضهم في الإثم كالغيبة وغيرها أو مشاهدة واستماع ما لا يجوز النظر إليه والاستماع إليه.
فالإكثار من هذه الأمور له تأثير على القلب في تكدره وعدم صفائه إن كانت مباحةً ، فكيف إذا كانت محرمة؟! ومن جانب آخر لها تأثير على قبول الحج أو عدمه، وخروج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه أو حرمانه من ذلك نسأل الله العافية.
فيجب على الحاج أن يشتغل بالذكر في هذه الأيام المباركة ويترك كل ما لا فائدة من ورائه أو ما فيه جرح لحجه، فإن الأعمال بخواتيمها، فلعله أن يختم له بخير، إن ربي سميع مجيب.

مراجع

  1. انظر (القرى لقاصد أُم القرى) لمحب الدين الطبري ص (٥٢٥).
  2. رواه مسلم رقم (١٤١١).
  3. (تيسير الكريم الرحمن) ص (۹۳).
  4. رواه الترمذي رقم (١٧٦٥)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي) رقم (١٥٥٢).
  5. موضوع (المبيت بمزدلفة) ص (۱۳۲).
  6. (لطائف المعارف) ص (٥٠٤).
  7. (سير أعلام النبلاء للذهبي (٢٦٥/٦).
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman